كتاب الأفعال - ج ٣

أبي عثمان سعيد بن محمد المعافري السرقسطي

كتاب الأفعال - ج ٣

المؤلف:

أبي عثمان سعيد بن محمد المعافري السرقسطي


المحقق: دكتور حسين محمد محمد شرف
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الشعب للصحافة والطباعة والنشر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٥٣

قال : وأنتش النبّات ، وهو حين يخرج رؤوسه من الأرض قبل أن يعرف.

وأنتش الحبّ : إذا ابتلّ ، فضرب نتشه فى الأرض يعنى ما يبدو منه أولّ ما ينبت ، واسم ذلك النبات النّتش. (رجع)

* (نهر) : ونهرته نهرا : زجرته.

وأنهرت الجرح والشىء : وسّعته.

وأنشد أبو عثمان :

٢٨٨٨ ـ شددت بها كفّى فأنهرت فتقها

يرى قائم من دونها ما وراءها (١)

وأنهرت الدّم : أجريته.

قال أبو عثمان : قال أبو بكر : وأنهر العرق ، إذا لم يرقأ دمه (٢). (رجع)

* (نسل) : ونسل نسلانا : أسرع ، وقارب خطوه.

وأنشد أبو عثمان :

٢٨٨٩ ـ عسلان الذّيب أمسى قاربا

برد الليل عليه فنسل (٣)

وقال الله عزوجل : (مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ)(٤)

(رجع)

ونسل الوالد ولده ، وأنسل : لغة فيه ، ونسلت (٥) النّاقة بولد كثير.

ونسلت الوبر (٦) : [١١٥ ـ أ] [أسقطته ، وأنسل] الحمار وبره : أسقطه.

قال أبو عثمان : وأنسلت الإبل : إذا صارت فى وقت ينتثر فيه وبرها ، وكذلك كلّ دابّة لها صوف أو شعر ، أو وبر ، وكذلك يقال أنسل الطائر [أيضا](٧) :

__________________

(١) أ : «ملكت» مكان : «شددت» و «من دونه» مكان : «من دونها» ولم أقف على الشاهد فيما رجعت إليه من كتب.

(٢) الذى فى الجمهرة ٢ ـ ٤٢١ : «وأنهر العرق : إذا لم يرقأ دمه زعموا».

(٣) كذا جاء الشاهد فى جمهرة اللغة ٣ ـ ٣٢ منسوبا للبيد بن ربيعة العامرى ، والصواب أنه للنابغة الجعدى كما فى ديوانه : ٩٠ انظر : اللسان ـ نسل.

(٤) الآية : ٥١ ـ يس.

(٥) أ : «وأنسلت» تصحيف ، وصوابه ما أثبت عن ب ، ق ، ع.

(٦) ق : «الولد» : تصحيف.

(٧) «أيضا» : تكملة من ب.

١٤١

إذا صار فى وقت سقوط ريشه ، واسم الذى يقع منها كلها النّسال (١) والنسيلة (٢) ، وأنشد أبو عثمان لدريد :

٢٨٩٠ ـ سواكنه جوامع بين جأب

يساقط بين متنيه النسيلا (٣)

وقال أبو دؤاد :

٢٨٩١ ـ من الطّير مختلف لونه

يحط نسالا ويبقى نسالا (٤)

(رجع)

* (ندر) : وندر الشىء ندورا : سقط أو خرج من غيره ، وندر الرجل من القوم : خرج ، وندر فى فضل أو علم : تقدّم ، وندر الكلام ندارة : غرب.

وأندر الرجل : أنى بنادر من قول أو فعل.

* (نسع) ونسع فى الأرض نسوعا : ذهب ، ونسعت الأسنان : خرجت من منابتها ، ونسع الشىء : خرج.

قال أبو عثمان : ونسعت المرأة ، فهى ناسعة : إذا طال ظهرها ، ويقال : هى الطويلة السّنّ ، ويقال : هى الطّويلة البطن. (رجع)

وأنسعت البعير : شددت عليه نسعه ، حبل من حباله.

* (نقذ) : قال أبو عثمان : قال أبو بكر : نقذ ينقذ [نقذا](٥) : نجا.

(رجع)

وأنقذ الشىء : أخذه من غيره (٦).

* (نبت) : ونبت (٧) الشىء نباتا : خرج من الأرض ، ونبت الإنسان

__________________

(١) ب : «النسال» بكسر النون ، وصوابه : النسال بالضم.

(٢) أ ، ب «النسال والنسيلة» المفرد والجمع ، وفى اللسان ـ نسل واسم ما سقط منه النسيل والنسال ـ بالضم ـ واحدته نسيلة ونسالة».

(٣) لم أقف على الشاهد فيما رجعت إليه من كتب.

(٤) لم أقف على الشاهد فيما رجعت إليه من كتب.

(٥) «نقذا» تكملة من ب.

(٦) ق. ذكر الفعل أنقذ فى باب الرباعى ، وفيه بعد ذلك «ومن الشر : نجا».

(٧) جاء فى ق قبل الفعل نبت : «ونكحه الداء نكحا : غلبه ، والمرأة نكاحا : تزوجها ، وأيضا : وطئها ، وأنكحت الإنسان : زوجته».

وقد ذكر أبو عثمان الفعل : نكح فى باب الثلاثى المفرد.

١٤٢

نباتا ، ونبتة : نما شبابه ، ونبتت (١) للقوم نابتة : نشأ لهم نشء (٢).

وأنبت الغلام والجارية : أشعرا.

* (نحب) : ونحب نحبا : نذر.

وأنشد أبو عثمان :

٢٨٩٢ ـ فإنى والهجاء لآل لام

كذات النّحب توفى بالنّذور (٣)

ونحب نحيبا : أعان بالبكاء.

وأنشد أبو عثمان :

٢٨٩٣ ـ زيّافة لا يضيع الحىّ مبركها

إذا نعوها لراعى أهلهم نحبا (٤).

ذكر أنّه نحر ناقة كريمة قد عرف مبركها كانت تؤتى مرارا ، فتحلب للضّيف ، والصّبىّ. (رجع)

ونحبت الرجل : غلبته عند المناحبة ، وهى المحاكمة.

وأنشد أبو عثمان للبيد :

٢٨٩٤ ـ ألا نسألان المرء ما ذا يحاول

أنحب فيقضى أم ضلال وباطل (٥)

ونحب البعير نحابا : سعل.

وأنحب القوم : وقع فى إبلهم النّحاب وهو السّعال (٦).

* (نثر) : ونثر الشىء نثرا : رمى به متفرّقا (٧).

قال أبو عثمان : ونثر أمعاءه : إذا وجأ بطنه بالسّكين.

(رجع)

ونثر الدّرع : ألقاها على نفسه.

قال أبو عثمان : وتسمّى الدّرع إذا كانت سلسة الملبس نثرة.

__________________

(١) أ : «ونبت» والتذكير والتأنيث جائز.

(٢) ب : «نشؤ» خطأ من النقلة.

(٣) فى ب : «لأم» مهموزا ، و «الهجاة» بتاء مثناة فى آخره ، ولم أقف على الشاهد وقائله فيما رجعت إليه من كتب.

(٤) علق مقابل أفى حاشية النسخة بقوله : صوابه «إبلهم» ، وجاء الشاهد فى اللسان ـ نحب منسوبا لابن محكان برواية :

زيافة لا تضيع الحى مبركها

إذا نعوها لراعى أهلها انتحبا

«تضيع الحى» بإسناد الفعل إلى ضمير الناقة ، ولم أقف على ترجمة للشاعر.

(٥) كذا جاء الشاهد فى ديوان لبيد ١٣١ ، واللسان ـ نحب.

(٦) ق ، ع : «وقع النحاب فى إبلهم ، وهو السعال» وفرق بين العبارتين فى المعنى.

(٧) ق : ذكر الفعل : نثر ، فى باب الثلاثى المفرد.

١٤٣

قال : وروى أبو عبيد عن الأصمعىّ : النّثرة والنّثلة [جميعا](١) : الواسعة.

(رجع)

ونثرت الدابّة بأنفها نثيرا ونثرة كالعطاس للناس ، ونثر الأسد نثيرا : مثله ، ونثرت المرأ بطنها نثورا : كثر ولدها ، ونثر السّكّر والفاكهة فى الأعراس نثارا.

قال أبو عثمان : واسم ذلك كلّه من الفاكهة ونحوها : النّثر. (رجع)

ونثر الماء من الأنف نثرا : دفعه.

قال أبو عثمان : وطعنه انتثره عن فرسه : إذا ألقاه على نثرته :

أى على خيشومه قال الشاعر :

٢٨٩٥ ـ إن عليها فارسا كعشره

إذا رأى فارس قوم أنثره (٢)

* (نتغ) : قال ونتغت الرجل أنتغه نتغا : إذا عبته ، وذكرته بما ليس فيه.

(رجع)

وأنتغ الإنسان : ضحك ضحك المستهزىء (٣).

وأنشد أبو عثمان لرؤبة :

٢٨٩٦ ـ لما رأيت المنتغين أنتغوا (٤)

* (نصف) : قال أبو عثمان : قال أبو زيد : نصف الماء القدح ينصفه نصفا : إذا صار الماء فيه إلى نصفه ، وكذلك نصفت القدح : إذا شربت نصفه ، وهو ملآن ، ونصفت الإناء أنصفه نصفا : إذا جعلت فيه من الطعام أو الشّراب نصفه.

يقال : إناء نصفان (٥) ، وقصعة نصفى ، وآنية نصفى أيضا للجماعة ، وتقول : نصف النّعل ساقه.

__________________

(١) «جميعا» : تكملة من ب.

(٢) كذا جاء الرجز فى جمهرة اللغة ٢ ـ ٤٢ واللسان ـ نثر غير منسوب.

(٣) ق : «ذكر الفعل» انتغ فى باب الرباعى الصحيح».

(٤) كذا جاء الشاهد فى اللسان ـ نتغ من غير نسبة ، ولم أقف عليه فى ديوان رؤبة ، أو العجاج ، وليس لرؤبة أو أبيه أرجوزة على الروى.

(٥) ب : «نصفان» بكسر النون فى أوله على وزن فعلان ، وصوابه نصفان» بفتح النون على وزن «فعلان» كما فى اللسان ـ نصف.

١٤٤

قال الشاعر :

٢٨٩٧ ـ إلى ملك لا ينصف السّاق نعله

أجل لا وإن كانت طوالا حمائله (١)

وقال غيره : يقال لكلّ شىء بلغ نصف غيره : نصّف (٢) ، يقال : نصّف [الإزار](٣) ساقه ، وإذا بلغ نصف نفسه قلت : أنصف بالألف ، النّهار : إذا انتصف ، وبعضهم يقول : نصف النّهار : إذا انتصف ، قال المسيّب ابن علس. وذكر غائصا :

٢٨٩٨ ـ نصف النّهار الماء غائره

ورفيقه بالغيب ما يدرى (٤)

أى أنّه غاص ، فانتصف النهار ، وهو فى الماء لم يخرج بعد.

وقد أنصف الرجل صاحبه : إذا أعطاه الحقّ من نفسه. (رجع)

فعل وفعل :

* (نذر) : نذرت الشىء نذرا : جعلته لله عزوجل على نفسك.

ونذرت بالشىء نذارة : علمته ؛ ونذر القوم بالعدوّ : علموا بمسيرهم إليهم. وأنذرتك الشىء : خوّفتك منه.

* (ندب) : وندبتهم إلى الحرب والأمر ندبا : وجّهتهم ، وندبتهم إلى الشّىء : دعوتهم وندبت النادبة (٥) الميّت : أعلنت بذكره.

وندب الجسم ندبا : ظهرت (٦) فيه آثار الضّرب.

__________________

(١) كذا جاء الشاهد فى جمهرة اللغة ٣ / ٨٣ غير منسوب ، وجاء فى تهذيب اللغة ١٢ / ٢٠٣ واللسان نصف منسوبا لابن ميادة ـ الرماح بن يزيد ، وهو ممن نسب إلى أمه من الشعراء ـ برواية «ترى سيفه» مكان «إلى ملك».

(٢) ب : «نصف بصاد مشددة مفتوحه ، وبعده مباشرة نصف الإزار بالفتح من غير تشديد ، وهو الصواب وكذا فى التهذيب ١٢ ـ ٢٠٣ / واللسان / نصف.

(٣) أ : «نسف ساقه» خطأ من النقلة والإزار تكملة من ب.

(٤) أ ، ب : «غائره» بالهمزة ، وجاء فى جمهرة اللغة ٣ / ٨٣ وتهذيب اللغة ١٢ / ٢٠٣ واللسان ـ نصف منسوبا للمسيب برواية «غامره» بالميم. وفى الجمهرة : «وشريكه» مكان : «ورفيقه».

(٥) أ : «البادية» : تصحيف.

(٦) أ : «ظهر» والتأنيث والتذكير سواء.

١٤٥

وأنشد أبو عثمان لكعب بن سعد الغنوىّ :

٢٨٩٩ ـ وذى ندب دامى الأظلّ قسمته

محافظة بينى وبين زميلى (١)

الأظلّ : باطن خفّ البعير.

وأندب [١١٥ ـ ب] الجرح : صلبت ندبته ، وجمعه (٢) ندب (٣) ، وهو الأثر.

وأنشد أبو عثمان :

٢٩٠٠ ـ ملساء ليس بها خال ولا ندب (٤)

وأندب الرجل نفسه : خاطر بها ، وللنّدب : الخطر.

وأنشد أبو عثمان لعروة بن الورد :

٢٩٠١ ـ أيهلك معتمّ وزيد ولم أقم

على ندب يوما ولى نفس مخطر (٥)

* (نشف) : ونشفت الحوض نشفا : أذهبت ماءه ، [ونشّفت الأرض ماءها] : (٦) كذلك.

ونشفت الأرض نشوفا : ذهبت ندوّتها.

قال أبو عثمان : وقال يعقوب : ونشف الحوض الماء ينشفه نشفا (رجع)

ونشف الماء : غاض

وأنشفتك : اعطيتك النشافة ، وهى رغوة اللّبن.

* (نجل) : ونجلت الشىء نجلا : رميته ، ونجلت الدابة الحجارة بحوافرها وأخفافها كذلك ، ومنه المنجل ، وأنجل الرجل والفحل ولدهما : أنجباه (٧).

__________________

(١) جاء الشاهد فى الأصمعيات ٧٥ الأصمعية ١٩ ، وتهذيب ألفاظ ابن السكيت ١٠٨ منسوبا لكعب كذلك برواية الأظل مجرورا على الإضافة وهو الأصوب وفى ب «الأظل» بالنصب ، وعلق التبريزى بقوله :

يريد بعيرا دمى أظله وهو أسفل خفه لطول سيره ، جعله بينه وبين زميله فى السفر.

(٢) ق ، ع : «وجمعها».

(٣) : «ندب» بكسر النون ، وما أثبت عن ب أصوب ، وجاء فى الجمهرة ١ / ٢٤٩ ، وجمعه أنداب وفى اللسان ـ ندب : والجمع ندب ، وأنداب ، وندوب.

(٤) الشاهد عجز بيت جاء فى جمهرة اللغة ١ / ٢٤٩ منسوبا لذى الرمة ، وصدره كما فى الديوان ٤ وجمهرة اللغة.

تريك سنة وجه غير مقرفة

(٥) كذا جاء الشاهد فى ديوان عروة ٩٣ ضمن خمسة دواوين ، واللسان / ندب.

(٦) ما بين المعقوفين تكملة من ب ، ولا توجد فى ق.

(٧) أ : «أنجبا».

١٤٦

وأنشد أبو عثمان للأعشى :

٢٩٠٢ ـ أنجب أيّام والداه به

إذ نجلاه فنعم ما نجلا (١)

ونجله بالرّمح : طعنه (٢) ، ونجل الأديم : شقّه.

ونجلت العين نجلا : اتسّعت وحسنت.

يقال : رجل أنجل العين ، والأنثى نجلاء العين ، والجمع نجل.

وأنشد أبو عثمان :

٢٩٠٣ ـ يمسحن عن أعين دمعا يجدن به

نفسى الفداء لتلك الأعين النّجل (٣)

وقال الراجز :

٢٩٠٤ ـ سقيا لكم يا نعم سقيين اثنين

شادخة الغرّة نجلاء العين (٤)

ونجلت الشجّة : اتّسعت.

وأنجلت الإبل : أرعيتها النّجيل ، وأفجلت الأرض : أنبتته.

* (نقز) : ونقر بلسانه نقرا : ضرب حنكه (٥) ؛ ليسكّن الفرس من قلقه.

وأنشد أبو عثمان :

٢٩٠٥ ـ وخانق ذى غصّة جرياض

راخيت يوم النّقر والإنقاض (٦)

وقال امرؤ القيس :

__________________

(١) كذا جاء الشاهد فى اللسان / نجل منسوبا للأعشى ، وعلق عليه بقوله : قال الفارسى : معنى والداه به كما تقول : أنا بالله وبك ، والناجل الكريم النجل وأنشد البيت ، وقال :

أنجب والداه به إذ نجلاه فى زمانه ، والكلام مقدم ومؤخر.

وجاء فى ديوان الأعشى ٢٧١ برواية :

أنجب أيام والديه به ..

برفع أيام وجر والديه ، وشرحه محقق الديوان فقال : نسب الإنجاب للأيام كما تقوم نام ليل فلان تريد أنه هو الذى نام.

(٢) ق ، ع : «وبالرمح : طعن».

(٣) لم أقف على الشاهد وقائله فيما رجعت إليه من كتب.

(٤) كذا جاء الرجز فى التهذيب ٦ / ٧٥ واللسان / شدخ من غير نسبة.

(٥) ق : «ضرب به حنكه».

(٦) جاء الرجز فى اللسان / نقر غير منسوب ، وعلق عليه بقوله وأنشده ابن الأعرابى :

وخانقى ذى غصة جراض

بتشديد الراء وهو لرؤبة ، الديوان ٨٢

١٤٧

٢٩٠٦ ـ أخفّضه بالنّقر لمّا علوته

ويرفع طرفا غير جاف غضيض (١)

ونقرت الشىء : بالشىء : ضربته به ونقرت الرجل : عبته ، ونقرت فى الشىء : نفخت ، ونقرت باسم فلان : دعوته من بين القوم ، وتسمّى الدعوة : النّقرى.

وأنشد أبو عثمان :

٢٩٠٧ ـ وليلة يصطلى بالفرث جازرها

يختص بالنّقرى المثرين داعيها

لا ينبح الكلب فيها غير واحدة

إلى الصّباح ، ولا تسرى أفاعيها (٢)

قوله : يصطلى بالفرث : أى يدخل يديه فى الفرث حين يشق عنه الكرش ، ليستدفىء من شدّة البرد ، وقوله : يخصّ بالنّقرى المثرين : أى يدعو ذوى الثروة واليسار ؛ ليكافئوه.

(رجع)

ونقرت بالإبهام والوسطى (٣) : صوّتّ ، ونقرت الخيل بحوافرها الأرض : أثّرت فيها.

قال أبو عثمان : ونقرت الرّحى ، والرّكب ، واللّجم : نقشت ذلك ، ونقرت فى الحجر : كتبت ، ونقر السّهم : إذا أصاب ، فهو ناقر ، وقد نقر علىّ فلان نقرا : إذا غضب.

ونقرت الغنم نقرا : أخذها داء فى بطون أفخاذها (٤) يمنعها المشى ، وقد يعترى ذلك الإنسان (٥).

__________________

(١) فى أ : «حاف عضيض» بحاء وعين مهملتين» ، وجاء فى ديوان امرئ القيس بن حجر الكندى برواية «خاف غضيض» بخاء معجمة وصوابه جاف كما جاء فى ب وجاف غضيض : لا يجفو نظره عن شخص ولا يغضه عنه. وعلق محقق الديوان على القصيدة بقوله ، ويقال : إنها لأبى دؤاد.

(٢) أ : «تصطلى» وصوابه بالياء المثناة التحتية ، وجاء الشاهد فى تهذيب ألفاظ ابن السكيت ٦١٤ وبعد البيتين بيت ثالث مع نسبة الأبيات لجنوب أخت عمرو ذى الكلب الهذلية ترثى أخاها ، ويروى لريطة بنت عاصية ترثى أخاها.

وجاءت الأبيات آخر ديوان الهذليين ٣ / ١٢٦ برواية : «من العشاء» مكان «إلى الصباح».

(٣) ق : «ونقرت بالإبهام الوسطى».

(٤) أ : «فى بطونها فخاذها» تصحيف.

(٥) ق : «وقد يعترى الناس ذلك» ع : «وقد يعترى ذلك الناس».

١٤٨

وأنشد أبو عثمان للمّرار العدوى :

٢٩٠٨ ـ وحشوت الغيظ فى أضلاعه

فهو يحش حظلانا كالنّقر (١).

(رجع)

وأنقرت عن الشىء : أقلعت.

وأنشد أبو عثمان :

وما أنا عن أعداء قومى بمنقر (٢)

* (نفق) : ونفق البيع نفاقا : كثر طلّابه ، ونفقت الدّابة نفوقا : عطبت ، وأنشد أبو عثمان :

٢٩١٠ ـ نفق البغل وأودى سرجه

فى سبيل [الله] سرجى والبغل (٣)

ونفق المال (٤) نفقا : فنى.

ونفق القوم : نفقت سوقهم ، وأنفقت الشىء أيضا : قوّتّ به أهلى (٥) ، وأنفق الرجل : قلّ ماله.

قال أبو عثمان : ويقال : قد أنفقنا اليربوع : [إذا (٦)] لم نرفق به حتى انتفق فذهب.

(رجع)

* (نجر) : ونجر النّجار نجرا ، وصناعته النجّارة ، ونجر الإبل نجرا (٧) : ساقها سوقا عنيفا.

ورجل منجر : سواق ، وأنشد أبو عثمان :

٢٩١١ ـ جوّاب أرض منجر العشيّات (٨)

__________________

(١) أ : «خطلانا» بخاء معجمة وطاء مهملة ، وفى ب «الغيط» بطاء مهملة وصوابه ما أثبت عن تهذيب الألفاظ ٨٣ واللسان ـ نقر وتهذيب اللغة ٩ / ١٠١ وجاء فى التهذيب «حثوت» بالثاء المثلثة و «حشوت» بالشين رواية.

(٢) جاء الشاهد فى إصلاح المنطق ٢٥٩ / ٤٨٠ وتهذيب اللغة ٩ / ١٠٠ من غير نسبة ، وهو عجز بيت نسبه أبو زيد فى نوادره ١١٩ وصاحب اللسان : نقر لذؤيب بن زنيم الطهوى (شاعر جاهلى) وصدره :

لعمرك ما ونيت فى ود طبىء

(٣) لفظ الحلالة تكملة من ب ، ورواية تهذيب اللغة ٩ / ١٩٢ واللسان / نفق «وبغل» مكان «والبغل» وحركت الغين بالفتح للشعر ، ولم أقف على قائله.

(٤) أ. ب : «الماء» وصوابه المال كما فى ق ، ع.

(٥) ق ، ع : «والشىء : تصدقت به ، وأيضا قوت به أهلى.

(٦) «إذا» : تكملة من ب.

(٧) أ«النجار» تصحيف.

(٨) جاء الشاهد فى اللسان ـ نجر منسوبا للشماخ ، وعلق عليه نقلا عن ابن سيده : هكذا أنشده أبو عبيدة» جواب أرض ، قال : والمعروف جواب ليل قال» وهو أقعد بالمعنى ، لأن الليل والعشى زمانان ، فأما الأرض فليست بزمان ، ولم أقف على بيت الشاهد فى ديوان الشماخ ، وفيه قصيدة على الوزن والروى.

١٤٩

ونجر رأس الرجل : ضرب (١) ببرجمته الوسطى.

ونجرت الإبل نجرا : عطشت.

وأنشد أبو عثمان للأسدىّ :

٢٩١٢ ـ حتىّ إذا ما اشتدّ لوبان النجر (٢)

قوله : لوبان النّجر : هو فعلان من قولهم : لاب يلوب [لوبة (٣)] فهو لائب : إذا جعل يحوم حول الحياض ويدور من شدّة العطش.

قال أبو عثمان : وقال أبو زيد ، ونجر الرّجل نجرا ، وهو الّذى قد امتلأ بطنه من الماء واللّبن ، ولسانه عطشان ، فهو نجر من قوم نجرين ونجارى.

(رجع)

وأنجرنا : صرنا فى ناجر ، وهو أشدّ الحرّ.

* (نشط) : ونشط الطّريق : خرج عن الجادّة (٤) يمنة أو يسرة.

وأنشد أبو عثمان :

٢٩١٣ ـ معتزما للطّرق النّواشط

قال أبو عثمان : وكذلك النّواشط (٥) من المسايل. (رجع)

ونشط الرّجل فى الأرض : ذهب ، ونشطته المنية : ذهبت به ، ونشطه الهمّ : أزعجه ، ونشطه بالرّمح : طعنه (٦) طعنا خفيفا.

٢٩١٤ ـ وأنشد أبو عثمان :

ينشطهنّ فى كلى الخصور

وتارة فى طبق الظّهور (٧)

__________________

(١) أ : «ضربه» وب أثبت.

(٢) كذا جاء فى القلب والإبدال المنسوب لابن السكيت ١٩ منسوبا لأبى محمد الأسدى وجاء فى تهذيب الألفاظ ٤٦٤ أول أربعة أبيات منسوبة للحذلمى ، وفى الحاشية : «قال الأسدى». وجاء فى اللسان ـ نجر أول أربعة أبيات منسوبا لأبى محمد الفقعسى.

(٣) لوبة» تكملة من ب.

(٤) أ : «الحادة ؛ بحاء مهملة تحريف.

(٥) أ : «معترما ؛ براء مهملة تحريف ، وقد جاء الشاهد فى تهذيب اللغة ١١ / ٣١٤ واللسان ـ نشط منسوبا لحميد ـ أى الأرقط ـ لأنى لم أجده فى ديوان حميد بن ثور.

(٦) ق ، ع : طعن.

(٧) الرجز العجاج كما فى ديوانه ٢٣٨ ـ ٢٣٩ وبين البيتين بيت هو :

مرا ومرا ثغر النحور

وفى أ«الحضور» بحاء مهملة ، وضاد معجمة : تحريف.

١٥٠

ونشطته الحيّة نشطا : لدغته.

[١١٦ ـ أ] ، ونشطت العقدة : شددتها بأنشوطة وهى حديدة يعقد بها ، ونشطت الدلو من البئر : جذبتها.

قال أبو عثمان : ونشطته بأنشوطة ، والجميع النّشط : أى أوثقته بذلك. قال : ويقال للنّاقة : حسن (١) ما نشطت السّير : يعنى سدو يديها (٢)

(رجع)

ونشط نشاطا : خفّ لعمل أو جرى ، ونشط الثّور [الوحشىّ (٣)] : خرج من موضع إلى غيره.

ينشط ، وهو ناشط ، قال الشاعر :

٢٩١٥ ـ أذاك أم نمش بالوشى أكرعه

مسفّع الخدّ غادنا شط شبب (٤)

وأنشطت العقدة : حللتها (٥) ، وأنشط القوم : صارت دوابّهم نشيطة.

* (نزق) : ونزق الفرس وغيره نزقا ونزوقا : وثب.

ونزق الإنسان نزقا : خفّ وطاش (٦).

وأنزق : أكثر الضّحك.

* (نصب) : ونصبت الشىء نصبا : أقمته ، ونصبت الحرف : فتحته (٧) ، ونصبت القوم : عاديتهم ، ونصبت لهم حربا : أظهرتها.

وأنشد أبو عثمان لذى الرّمّة :

٢٩١٦ ـ نصبت لهم نفسى وأطلال بعد ما

أزى الظّلّ واكتنّ اللّياح المولّع (٨)

يريد نصب لهم شرّا [بنفسه (٩)] ، وأط ل : اسم ناقته.

__________________

(١) ب «حسن» بسين ساكنة ، ولم تضبط فى ب ، وجاء فى تهذيب اللغة ١١ ـ ٢١٤ واللسان ـ نشط : مضمومة.

(٢) اللسان ـ نشط «سدو يديها فى سيرها».

(٣) «الوحشى» تكملة من ب ، ق ، ع.

(٤) جاء الشاهد فى اللسان ـ نشط منسوبا لذى الرمة برواية «هاد» مكان «غاد» وفى أ«بالوشم» مكان بالوشى» وبرواية ب جاء فى الديوان ١٧.

(٥) أ : «حلتها» تصحيف.

(٦) ق : «طاش وخف» وهما سواء.

(٧) ق ، ع : وبالإعراب : حركته حركة النصب».

(٨) رواية الديوان ٣٤٦ : «وجهى» مكان «نفسى».

(٩) «بنفسه» تكملة من ب.

١٥١

قال أبو عثمان : وكلّ شىء استقبلت به شيئا فقد نصبته. (رجع)

ونصب الرّجل : غنّى غناء (١) أرقّ من الحداء يسمّى النّصب ، ونصب القوم : أداموا السّير فى رفق.

ونصب نصبا : أعيا من التّعب.

[قال أبو عثمان](٢) : ونصب أيضا : إذا أوجعه المرض فأسهره وأنصبه ، وخرع منه.

(رجع)

وأنصبت السكين : جعلت له نصابا.

قال أبو عثمان : وأنصبتك : جعلت لك نصيبا.

(رجع)

* (نزع) : ونزع السّلطان عاملا من مكانه نزعا ونزوعا : عزله.

وأنشد أبو عثمان لأبى النّجم :

٢٩١٧ ـ نحّى السّديس فانتحى للمعدل

نزع الأمير للأمير المبدل (٣)

انتحى : اعتمد ، ويروى : عزل الأمير

(رجع)

ونزعت عن الشىء نزوعا : كففت ، ونزعت إلى الشىء نزاعا : ذهبت إليه.

وأنشد أبو عثمان :

٢٩١٨ ـ لا غير أنّا كأنّا من تذكّرها

وطول ما قد نأتنا نزّع هيم (٤)

ونزع الرجل نزعا : صار فى النّزع وهو الموت ، ونزع بآية من كتاب الله تلاها (٥) محتجّا بها ، ونزعت بالسّهم رميت ، ونزعت الشىء : أحضرته ، ونزعت الدّلو : جذبها (٦) ، ونزعت الخيل : جرت.

__________________

(١) أ : «غنا عناء» تصحيف.

(٢) قال أبو عثمان : تكملة من ب.

(٣) جاء الشاهد ، ونسب فى كتاب الإبل للأصمعى ٧٦ والطرائف الأدبية ٦٩ برواية عزل الأمير.

(٤) أ : «ما قد نانت» تصحيف ، وصوابه «ما قد نأتنا» وبهذه الرواية جاء الشاهد فى ديوان ذى الرمة ٥٦٩.

(٥) ق ، ع : «تلوتها».

(٦) ق : «جذبت».

١٥٢

وأنشد أبو عثمان للنابغة :

٢٩١٩ ـ والخيل تنزع غربا فى أعنّتها

كالطّير تنجو من الشّؤبوب ذى البرد (١).

ويروى : تمزع.

ونزعت الناقة إلى وطنها تنزع نزاعا ، ونزع الإنسان إلى أهله وأخواله ، ونزعوا إليه : أشبههم.

قال أبو عثمان : وتقول أيضا : نزع أخواله وأعمامه ونزعوه : إذا أشبههم.

وأنشد للفرزدق :

٢٩٢٠ ـ أشبهت أمّك يا جرير فإنّها

نزعتك والأمّ اللئيمة تنزع (٢)

قال : ونزعت النّجوم : طلعت.

قال : وقال أبو عبيدة فى قول الله ـ عزوجل ـ : (وَلنَّـٰزِعَـٰتِ غَرْقًا) (٣) إنّها النجوم الّتى تطلع.

(رجع)

ونزع (٤) نزعا : ذهب شعر مقدّم رأسه.

فهو أنزع والأنثى نزعاء.

وأنشد أبو عثمان :

٢٩٢١ ـ فلا تنكحى إن فرقّ الدّهر بيننا

أغمّ القفا والوجه ليس بأنزعا

ضروبا بلحييه على عظم زووه

إذا القوم هشّوا للفعال تقنّعا (٥)

__________________

(١) جاء الشاهد فى اللسان / نزع غير منسوب. برواية «قبا» مكان «غربا» وجاء فى ديوان النابغة الذبيانى ضمن خمسة دواوين برواية «تمزع غربا» وفسر شارح الديوان : تمزع : تمرمرا سريعا ، غربا : حدة ، وعلق الشارح بقوله : ويروى «قبا» أى ضامرة. والشؤبوب : السحاب العظيم القطر واحدته شؤبوبة ، ولا يقال لها شؤبوبة حتى يكون فيها برد.

(٢) لم أقف على الشاهد فى ديوان الفرزدق ، ولم أقف عليه فيما رجعت إليه من كتب.

(٣) الآية ١ ـ النازعات. وجاءت النازعات «فى أبالرفع خطأ».

(٤) أ«ونزع» بفتح الزاى ، وصوابه بالكسر.

(٥) جاء البيت الأول فى كتاب خلق الإنسان للأصمعى ١٧٨ ، وإصلاح المنطق ٧٠ وجمهرة اللغة ٣ ـ ٩ ، وتهذيب اللغة ٢ ـ ١٤١ ، واللسان ـ نزع منسوبا لهدبة بن خشرم والبيت الأول مركب من بيتين لهدبة هما :

ولا تنكحى إن فرق الدهر بيننا

أكيبد مبطان الضحى غير أروعا

كليلا سوى ما كان من حد ضرسه

أغم القفا والوجه ليس بأنزعا

وقد نقل الشيخ محمد على النجار ـ رحمه‌الله ـ الأبيات التى منها الشاهد عن تكملة الضاغانى فى حاشية التهذيب ٢ ـ ١٤١

١٥٣

قال أبو عثمان : وأنزع القوم : نزعت إبلهم إلى أوطانها (١) ، وأنشد أبو عثمان :

فقد أهافوا زعموا وأنزعوا (٢)

* (نكد) : ونكد العطاء نكدا : قلّله.

وأنشد أبو عثمان :

٢٩٢٢ ـ وأعط ما أعطيته طيّبا

لا خير فى المنكودو النّاكد (٣)

ونكد نكدا : لم يعدم شرا.

وأنكدته : صادفته نكدا ، وعطاءه (٤) قليلا.

* (نغر) : ونغر الشىء نغيرا : صوّت ، ونغرت الناقة : ضمّت مؤخّرها ، ونهضت.

ونغرت القدر نغرا ، ونغيرا : غلت ، ونغر الرجل (٥) نغرا : حقد.

قال أبو عثمان : ويقال : أيضا : نغر صدره من الغضب ونغل.

قال : وقال اليزيدىّ : نغرت بالماء نغرا : إذا أكثرت منه ، وأنت فى ذلك لا تروى.

(رجع)

وأنغرت الشاة : خرج مع لبنها دم.

* (نزح) : ونزح نزوحا : بعد (٦)

قال أبو عثمان : يقال ذلك فى كلّ (٧) ما بعد ، تقول : نزحت الدّار والبلد ، ونزح الوصل والحبّ كلّ ذلك معناه البعد.

قال ذو الرمة :

٢٩٢٣ ـ النّازح الوصل مخلاف لشيمته

لونان منقطع منه فمصروم (٨)

__________________

(١) من قوله : وأنزع القوم منقول عن ق.

(٢) جاء الشاهد فى تهذيب اللغة ٢ ـ ١٤٣ غير منسوب ، ولم أقف على تكملته.

(٣) كذا جاء فى تهذيب اللغة ١٠ ـ ١٢٣ واللسان ـ نكد غير منسوب.

(٤) أ : «وعطاه» وما جاء عن ب ، ق ، ع أدق.

(٥) ق : ونغر الرجل ـ بالكسر ـ».

(٦) ق : ذكر الفعل «نزح» فى باب الثلاثى المفرد.

(٧) أ ، ب «كلما» تصحيف.

(٨) رواية ديوان ذى الرمة ٥٦٩.

أم نازح الوصل مخلاف بشيمته

لونان منطقع منه فمصروم

١٥٤

٢٩٢٤ ـ وقال أيضا :

ولا حبّها إن تنزح الدار ينزح (١)

قال : وأنزح القوم : قلّ ماؤهم فى الآبار.

(رجع)

* (نحز) : ونحزت الشىء نحزا : دققته بالمنحاز ، وهو الهاون (٢).

وأنشد أبو عثمان :

٢٩٢٥ ـ دقّك بالمنحاز حبّ الفلفل (٣)

وقال الآخر :

١٩٢٦ ـ نحزا بمنحاز وهرسا هرسا (٤)

ونحزت الشىء : دفعته ، ونحزت الدابة : ركضتها برجلى.

قال أبو عثمان : وقال أبو زيد :

نحزتها بالعصا أيضا : ضربتها ، وأنشد : [١١٦ ـ ب] :

٢٩٢٧ ـ لمّا رأيت أنّما هو القبل

نحزت نخزا يلتوى منه الجمل (٥)

وقال ذو الرّمّة :

٢٩٢٨ ـ ينحزن من جانبيها وهى تنسطب (٦)

__________________

(١) الشاهد عجز بيت لذى الرمة ، وصدره كما فى الديوان ٧٨ :

فلا القرب يدنى من هواها ملالة

(٢) جاء فى اللسان / هون ، الهاون والهاون ـ بفتح الواو وضمها ـ والهاوون بواوين «فارس معرب هذا الذى يدق فيه.

وجاء فى جمهرة اللغة ٢ ـ ١٥١ :

والنحز من قولهم : نحزت الشىء فى المنحاز ، وهو الهاون أنحز ، انحز وقيس تقول : الهاوون ، ولا يعرفون الهاون. وجاء فى جمهرة اللغة ٣ ـ ١٨٣ والهاوون الذى يدق به عربى صحيح لا يقال : هاون ، ليس فى كلام العرب فاعل بعد الألف واو ـ أى مفتوحة ـ قال أبو زيد : إنه سمعه من ناس ولم يجىء به غيره.

(٣) جاء الشاهد فى تهذيب اللغة ٤ ـ ٣٦٨ ، واللسان ـ نحز غير منسوب ، والشاهد : مثل والشاهد : مثل جاء فى «مجمع» الأمثال ١ ـ ٢٦٥ وروايته :

دقك بالمنحاز حب القلقل

يضرب مثلا فى الإذلال والحمل عليه ، والقلقل بقاف مثناة شجيرة خضراء تنهض على ساق لها حب كحب اللوبيا حلو طيب يؤكل ، ومن قال الفلفل بالفاء الموحدة قال : القاف المثناة تصحيف ، ومن قال بالمثناة قال ؛ الفاء الموحدة تصحيف.

(٤) جاء الشاهد فى التهذيب ٤ ـ ٣٦٨ واللسان ـ نحز غير منسوب.

(٥) لم أقف على الشاهد فيما رجعت إليه من كتب.

(٦) الشاهد عجز بيت لذى الرمة ، وصدره فى الديوان ٨ ، واللسان ـ نحز.

والعيس من عاسج أو واسج خببا

العيس : الإبل تعلوها حمرة ، عاسج : من عسج بمعنى مدعنقه عند السير ، والعسج ، والوسج من ضروب السير.

وانظر تهذيب اللغة ٤ ـ ٣٦٧.

١٥٥

وقال أيضا : نحزت الرّجل أنحزه نحزا بكسر الحاء فى المستقبل ، وهو ضربك الإنسان بجمعك فى صدره.

قال : ودخل أعرابىّ مبطخة لرجل فأخذ منها بطّيخة ، فأخذ بها ، فضرب ضربا شديدا ، فقال :

٢٩٢٩ ـ أفى بطّيخة غضبوا علينا

فظلّ لجمعهم يوم عصيب

أفى بطيخة نحز ووكز

أما هذا لعمركم عجيب (١)

قال : ونحزت النّسيجة : إذا جذبت الصّيصية (٢) لتحكم اللّحمة.

وقال الأصمعىّ : إذا سعل البعير فاشتدّ سعاله قيل : قد نحز فهو ناحز ، الذّكر والأنثى فيه سواء.

وقال أبو زيد : نحز البعير نحازا ، وقال القطامىّ :

٢٩٣٠ ـ ترى منه صدور الخيل زورا

كأنّ بها نحازا أو دكاعا (٣)

(رجع)

ونحزت الإبل والدّواب نحازا وهو سعالها ، وأنحز القوم : وقع النّحاز فى دوابّهم أو إبلهم.

* (نظر) : ونظرت فى الكتاب والأمر ونظرت بالعين إلى الشّىء نظرا : أبصرت وتدبّرت.

ونظرت الشىء نظرا : أنتظرته.

قال أبو عثمان : ويقال : نظر الدّهر إليهم : أهلكهم ، قال الشاعر :

٢٩٣١ ـ نظر الدّهر إليهم فابتهل (٤)

ومعنى قوله عزوجل : (وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ) (٥) أى ولا يرحمهم.

(رجع)

ونظر الإنسان نظرة كالجنون.

__________________

(١) لم أقف على الشاهد فيما رجعت إليه من كتب.

(٢) الصيصية : شوكة الحائك التى يسوى بها السداة واللحمة.

(٣) كذا جاء فى جمهرة اللغة ٢ ـ ١٥١ وهو كذلك فى ديوانه ٣٣.

والدكاع : داء يأخذ الإبل والخيل فى صدورها كالسعال.

(٤) لم أقف على الشاهد وتتمته فيما رجعت إليه من كتب.

(٥) الآية ٧٧ ـ آل عمران.

١٥٦

وأنظرتك بالدّين وغيره : أخّرتك من النّظرة (١). قال الله عزوجل : (أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)(٢) وقال : (فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ)(٣).

* (نشر) : ونشرت (٤) الخشبة نشرا : شققتها ، ونشرت الثوب : نقضت طيّه ، ونشر الميّت نشورا : حيى.

وأنشد أبو عثمان للأعشى :

٢٩٣٢ ـ يا عجبا للميّت النّاشر (٥)

قال أبو عثمان : ونشره الله ، ويقال أيضا : أنشره الله ، وقد مضى فى فعل وأفعل بمعنى.

قال : ونشر الراعى غنمه ينشرها نشرا ، وذلك بعد أن يؤويها فانتشرت هى ، والاسم النّشر بفتح النّون والشّين ، ومنه يقال للقوم المتفرّقين الذين لا يجمعهم رئيس نشر أيضا.

(رجع)

ونشرت الأرض : حييت وأنبتت.

ونشر البعير نشرا : جرب.

وأنشر الله الأرض بللطر : أحياها (٦)

* (نشغ) : ونشغ الصّبىّ نشفا (٧) : مصّ ، ونشغ الرّجل نشيغا : بكى شوقا إلى صاحبه.

وأنشد أبو عثمان لرؤبة :

٢٩٣٣ ـ عرفت أنّى ناشغ فى النّشّغ

إليك أشكو من نداك الأسبغ (٨)

ونشغت الصّبىّ : أو جرته الدّواء والطّعام ، ونشغت الأرض : جرى

__________________

(١) أ : «النظرة» بضم النون وفتح الظاء وما أثبت عن ب أدق.

(٢) الآية ١٤ الأعراف.

(٣) الآية ٢٨٠ البقرة. والآية جاءت بضم السين فى النسختين «وميسرة بضم السين قراءة نافع والضم لغة أهل الحجاز وهو قليل ، وقرأ الجمهور بفتح السين على اللغة الكثيرة وهى لغة أهل نجد ، البحر المحيط ٢ ـ ٣٤٠.

(٤) للفعل معان أخرى فى باب فعل وأفعل باتفاق معنى.

(٥) الشاهد عجز بيت للأعشى صدره كما فى الديوان واللسان ـ نشر

حتى يقول الناس مما رأوا

(٦) ق ع : وأنشر الله الميت : أحياء ، والأرض بالمطر أحياها».

وجاء فى «ع» والنشر : أن ينتشر الغنم بالليل».

(٧) للفعل معان أخرى فى باب فعل وأفعل باتفاق معنى.

(٨) أ : «أشكوا» بألف بعد الواو خطأ من النقلة ، والأسبغ» بباء موحدة أى الشامل ، ورواية الديوان : ٩٦ للبيت الثانى.

إليك أرجو من نداك الأسوغ

١٥٧

ماؤها ، ومنه النّواشع ، وهى مجارى الماء فى الوادى.

قال أبو عثمان : وقال اللّحيانىّ ، نشعت به ، ونشغت به بالعين والغين : أى أولعت به.

قال : وقال أبو زيد : أنشغت الرجل : إذا جعلت الدواء فى منخريه ، والاسم النّشوغ بغين مجمة.

وقال غيره : وأنشغت الكاهن : أعطيته أجر كهانته ، والاسم : النّشغ بفتح النّون والشّين ، قال العجاج :

٢٩٣٤ ـ قال الحوازىّ واستحت أن تنشغا (١)

أى استحت أن تأخذ أجر الكهانة والحوازى : الكواهن.

وقال ذو الرمة :

٢٩٣٥ ـ فألأم مرضع نشغ المجارا (٢)

وروى الأصمعىّ : نشع بعين غير معجمة.

فعل وفعل وفعل :

* (نبه) : نبه ونبه فهو نابه : شرف

ونبه أيضا ، فهو نبه ونبيه.

وأنشد أبو عثمان :

٢٩٣٦ ـ إنىّ امرؤ نبه وإنّ عشيرتى

شرف وإنّ سماءهم تستمطر (٣)

وقال النّمر بن تولب :

٢٩٣٧ ـ فأحبلها رجل نابه

فجاءت به رجلا محكما (٤)

__________________

(١) الشاهد لرؤبة كما فى ديوانه ٩٢ ، وروايته :

قال الحوازى وأبى أن ينشغا

(٢) الشاهد عجز بيت لذى الرمة وصدره كما فى الديوان ٢٠٠ واللسان / نشغ :

إذا مرئية ولدت غلاما

(٤) لم أقف على الشاهد وقائله فيما رجعت إليه من كتب.

(٥) كذا جاء الشاهد فى جمهرة اللغة ١ / ٣٣٢.

١٥٨

ويروى : أطاف بها رجل محكم ، يعنى لقمان بن عاد أحبل أخته «بلقيم».

ونبهت للأمر نبها : تنبهّت له.

وأنبهت النائم : حرّكته (١) مثل نبّهته.

وأنشد أبو عثمان :

٢٩٣٨ ـ لعمرى لقد نبّهت من كان نائما

وأسمعت من كانت له أذنان (٢)

وأنبهت الحاجة : نسيتها ، ومنه النبّه (٣)

وأنشد أبو عثمان لذى الرمّة :

٢٩٣٩ ـ كأنه دملج من فضّة نبه

فى ملعب من عذارى الحىّ مفصوم (٤)

* (نضر) : ونضر وجهه ، ونضر (٥) ، ونضرة ونضارة.

قال الله عزوجل : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ) (٦).

ونضره الله وأنضره أيضا.

قال أبو عثمان : ونضر الشّجر ، والورق ، ونضر ، ونضر أيضا.

يقال : قد أنضر (٧) الشّجر : إذا نضر ورقه. (رجع)

فعل وفعل :

* (نجد) : نجد الأمر نجودا : استبان وأنشد أبو عثمان لأمية :

٢٩٤٠ ـ ترى فيها أنباء القرون التى مضت

وأخبار غيب فى القيامة تنجد (٨)

أى : تظهر

ونجدته نجدا : غلبته ونجدة ونجادة : شجع

__________________

(١) ق : «والأولاد : ربيتها» زيادة لم ينقلها أبو عثمان.

(٢) لم أقف عليه فيما رجعت إليه من كتب.

(٣) ع «ومنه النبه : الشىء المنسى».

(٤) كذا جاء الشاهد فى ديوان ذى الرمة ٥٧٢ ، وجمهرة اللغة ١ ـ ٣٣١ واللسان ـ نبه ، وقد شبه الشاعر ولد الظبية بالدملج لبياضته.

(٥) للفعل «نضر» معان أخرى فى باب فعل وأفعل باتفاق معنى.

(٦) الآية ٢٢ ـ القيامة.

(٧) «قد» ساقطة من ب».

(٨) كذا جاء الشاهد ، ونسب فى اللسان ـ نجد.

١٥٩

وأنجدتك : أعنتك ، ونصرتك.

وأنجد الرّجل : أتى نجدا ، وهو موضع مشرف.

* (نبل) : ونبل بالنّبل : رمى بها ، ونبل الإبل : أسرع بها.

وأنشد أبو عثمان :

٢٩٤١ ـ لا تأويا للعيس وانبلاها

فإنّها إن سلمت قواها

بعيدة المصبح من ممساها (١)

ونبل النبل وغيرها : أحكم معرفتها ، والنّابل : الحاذق (٢).

قال أبو عثمان : وقال أبو عمرو ، النّابل : الرّفيق فى كلّ شىء ، وقال الشاعر :

٢٩٤٢ ـ فإن أردت وصالى فانبلنّ لنا

صدق الحديث فإنّا معشر صدق (٣)

[١١٧ ـ أ] قال : ويقال انبل بنا : أى ارفق بنا.

(رجع)

ونبلت الرّجل : أعطيته شيئا بعد شىء ، ونبلته أيضا : صرت أنبل منه (٤) وأجود نبلا منه ، وما نبلت نبله ونبله أى ما علمت علمه.

ونبل نبالة ونبلا : شرف.

وأنبل : أتى بولد نبيل ، وأنبلت المرأة : كذلك ، وأنبلت الناقة : كثر ولادتها الذكور (٥) ، وأنبلتك سهما ، أعطيتكه.

__________________

(١) جاء الرجز فى اللسان ـ نبل منسوبا لزفر بن الخيار المحاربى ، وبعده :

إذا الأكام لمعت صواها

لبئسما بطء ولا ترعاها

وجاء فى تهذيب اللغة ١٥ ـ ٣٦٠ البيت الأول لأبى عثمان والبيت الأخير من أبيات اللسان. من غير نسبة.

وجاء الرجز كذلك فى تهذيب ألفاظ ابن السكيت ٢٩٤ منسوبا لزفر كذلك وبعد الثانى من أبيات أبى عثمان :

نائية المرفق عن رحاها

وفى اللسان والألفاظ : «ما سلمت» مكان : «إن سلمت».

(٢) ق : «والنابل : الحاذق منه».

(٣) لم أقف على الشاهد وقائله فيما رجعت إليه من كتب.

(٤) ق أنبل وأجود منه».

(٥) ق : «للذكور».

١٦٠