كتاب الأفعال - ج ١

أبي عثمان سعيد بن محمد المعافري السرقسطي

كتاب الأفعال - ج ١

المؤلف:

أبي عثمان سعيد بن محمد المعافري السرقسطي


المحقق: دكتور حسين محمد محمد شرف
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الشعب للصحافة والطباعة والنشر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٢٣

قال أبو عثمان : وأعجلت النّاقة : [إذا (١)] ألقت ولدها قبل تمامه ، (٢) فهى معجل والولد معجل. قال الأخطل :

٥١١ ـ إذا معجل غادرنه عند منزل

أتيح لجواب الفلاة كسوب (٣)

يعنى : الذئب. (رجع)

* (عيى) : وعيى بالمنطق عيّا : لم يتّجه فيه ، وعيى بالأمر : عجز عنه.

قال أبو عثمان : ويقال أيضا : عىّ بالأمر مدغما. وقال النابغة الجعدى :

٥١٢ ـ سألتنى جارتى عن أمّة

وإذا ماعىّ ذو الّلبّ سأل

سألتنى عن أناس هلكوا

شرب الدّهر عليهم وأكل (٤)

وقال ابن مفرّغ الحميرى (٥) :

٥١٣ ـ عيّوا بأمرهم كما

عيّت ببيضتها الحمامه (٦)

(رجع)

وأعيا فى المشى : كلّ. وأعيا الأمر والدّاء : إذا (٧) لم يجد منه مخرجا ، فهو عياء. ويقال : «إنّ الدّاء العياء الحمق».

* (عدم) : وعدمت الشّىء عدما وعدما : فقدته.

__________________

(١) «إذا» تكملة من ب.

(٢) جاء فى كتاب الإبل للأصمعى ١١٣ «فإذا ألقته قبل تمامه على أى ضرب كان ، قيل : ألقته جهيضا ، وهى مجهض ... فإذا ألقته قيل حين تمامه قبل ناقة معجل وهو معجل ومثل ذلك جاء فى نفس المصدر ٧٠

(٣) رواية ب : «كسوب» بالرفع والقافية مكسورة ، وقد جاء الشاهد فى الديوان ١٣٢ برواية «غادرنه» بنون موحدة ، وانظر اللسان ـ عجل.

(٤) جاء البيتان فى شعر النابغة الجعدى ٩٢ ، ورواية البيت الأول «عن أمتى» وجاء البيت الأول فى اللسان ـ طرب ، برواية :

* سألتنى أمتى عن جارتى*

(٥) يزيد بن ربيعة بن مفرغ الحميرى ، ترجمته فى الشعر والشعراء ١ ـ ٣٦٠ والجمحى ١٤٣.

(٦) نسب فى اللسان مادة «عيى» لعبيد بن الأبرص.

(٧) «إذا» ساقطة من ب ، ق ، ع.

٢٤١

وأنشد أبو عثمان لحسان :

٥١٤ ـ ربّ حلم أضاعه عدم الما

ل وجهل غطّى عليه النّعيم (١)

وقال أبو دواد : [٢٠ ـ ا]

٥١٥ ـ لا أعدّ الإقتار عدما ولكن

فقد من قد رزئته الإعدام (٢)

وأعدم الرجل : افتقر.

* (عطش) : وعطش عطشا : معروف ، وعطشت إلى لقائك : اشتقت ، وعطشت الإبل : زادت على قدر وردها.

قال أبو عثمان : وأعطش القوم : عطشت إبلهم ، قال الحطيئة ،

٥١٦ ـ ويحلف حلفة لبنى بنيه

لأنتم معطشون وهم رواء (٣)

* (عفص) : قال : وعفص الطّعام [عفصا](٤) ، وهو طعام عفص : إذا كان بشعا يعسر ابتلاعه. (رجع)

وأعفصت المداد : جعلت فيه العفص.

المعتل بالواو فى عينه :

* (عاد) : عاد بمعروفه عودا : أحسن ، والاسم منه : العائدة ، وعاد الشىء : رجع.

وعاد المريض عيادة : تعهّده. وعاد البعير عودا : هرم ، فهو عود.

قال أبو عثمان : وعود أيضا بمعناه. (رجع)

وعادك الشّىء : صرفك. مقلوب عن عداك.

قال أبو عثمان : ويقال : عادت بيننا عواد ، أى : حجزت بمعنى : عدت.

قال الشاعر :

٥١٧ ـ تذكّرنى سلمى وقد شطّ وليها

وعادت عواد بيننا وخطوب (٥)

(رجع)

__________________

(١) ديوان حسان بن ثابت ١٠٠ ط القاهرة ١٣٢٢ ه‍ ١٩٠٤ م.

(٢) الأصمعيات ١٨٧ الأصمعية ٩٥ لأبى دؤاد الإيادى واسمه جارية بن الحجاج بن حذاق.

(٣) الديوان ٦١ ط بيروت برواية «لأمسوا معطشين» وعلق المحقق بقوله :

ويروى «لأنتم معطشون» ويروى : «لبنى أبيه» وانظر اللسان ـ عطش.

(٤) «عفصا» تكملة من ب.

(٥) جاء الشاهد فى هامش ديوان زهير ٣٠٧ من غير نسبة برواية : «تكلفنى ليل». ولم أقف له على قائل.

٢٤٢

وعادك (١) عيد : [أى] ، (٢) نزل بك حزن.

وأعاد الفحل : ضرب فى الإناث مرّات ، قال أبو عثمان : ويقال : أعاد فى معنى : تعوّد ، قال الراجز :

٥١٨ ـ الغرب غرب بقرىّ فارض

لا يستطيع جرّه الغوامض

إلا المعيدات به النّواهض (٣)

(رجع)

وبالياء :

* (عاف) : عاف الشىء عيافا : كرهه ، وعافت الإبل الماء كذلك ، وعاف الطير عيافة : زجرها [للتّطيّر (٤)].

وأنشد أبو عثمان :

٥١٩ ـ ما تعيف اليوم فى الطّير الرّوح

من غراب البين أو تيس برح (٥)

وعافت الطير عيفا : استدارت على الماء.

قال أبو عثمان : قال أبو بكر : وعاف الطّير يعيف عيفانا : إذا حام فى السماء. (رجع)

وأعاف القوم : كرهت إبلهم الماء فلم تشربه.

وبالواو والياء :

* (عال) : [عال](٦) الحاكم عولا : جار. وعال السّهم عن الهدف ، وعال الميزان : مالا (٧)

__________________

(١) أ : «وعاد بك» وأثبت ما جاء فى ب ، ق ، ع.

(٢) «أى» تكلمة من ب ، ق ، ع.

(٣) جاء البيت الثالث من الرجز فى التهذيب ٣ ـ ١٣٠ ، والثانى والثالث فى اللسان والتاج ـ عود ، من غير نسبة ، ولم أقف للرجز على قائل.

(٤) «للتطير» تكملة من ب.

(٥) البيت للأعشى من قصيدة يمدح إياس بن قبيصة الطائى.

ديوان الأعشى ٢٧٣ ، وانظر الجمهرة ٣ ـ ١٢٩.

(٦) «عال» تكملة من ب.

(٧) «مالا» ساقطة من ب.

٢٤٣

قال أبو عثمان : وعال الرجل أيضا فى الميزان : إذا خان ، وأنشد :

٥٢٠ ـ إنّا تبعنا رسول الله واطّرحوا

قول الرّسول وعالوا فى الموازين (١)

وقال الله ـ عزوجل ـ (٢) : (ذلِكَ أَدْنى أَلَّا تَعُولُوا)(٣) (رجع)

وعالت الفريضة : زادت سهامها فدخل النّقص على أهلها ، وعلت الرّجل : [قمت](٤) بمؤونته عولا [فى جميعها] ، (٥) وعالنى الشىء عولا : غلبك وثقل عليك.

وأنشد أبو عثمان للخنساء :

٥٢١ ـ ويكفى العشيرة ما عالها

وإن كان أصغرهم مولدا (٦)

وعال الرجل عيلة : افتقر.

[قال أبو عثمان (٧)] : وفى الحديث عن النبى ـ عليه‌السلام ـ «ما عال مقتصد ولا يعيل (٨)» ، وفى القرآن : (وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً)(٩). (رجع)

وعال الشىء عيلا : أعجزك. وعلت للضّالّة عيلا وعيلانا : لم أدر أين أطلبها ، وعيل صبره : غلب ، وأعال الرّجل : كثر عياله.

قال أبو عثمان : ويقال أيضا : أعيل وعيّل (١٠) : كثر عياله ، فهو معيل ومعيل. (١١) (رجع)

__________________

(١) جاء الشاهد فى الجمهرة ٣ / ١٤٠ واللسان / عول غير منسوب ، ولم أقف على قائله.

(٢) ب : وقال الله تعالى.

(٣) الآية ٣ / النساء.

(٤) «قمت» تكملة من ب.

(٥) «فى جميعها» تكملة من ب.

(٦) نسب فى اللسان مادة / عول ، للخنساء ، والشاهد فى ديوان الخنساء ٣٢ ط بيروت برواية :

* يكلفه القوم ما عالهم*

(٧) «قال أبو عثمان» تكملة من ب.

(٨) ا : «مقتصدوه» تصحيف من الناسخ ، وقد جاء الحديث فى النهاية ٣ / ٣٣١ ولفظه «ما عال مقتصد ولا يعيل».

(٩) الآية ٢٨ / التوبة.

(١٠) ا : «وعيل» ـ بياء مكسورة مخففه ـ وأثبت ما جاء فى ب ، واللسان / عيل.

(١١) اللسان مادة / عيل «ومعيل» ـ بتشديد الياء ـ.

٢٤٤

وأعال أيضا : حرص.

قال أبو عثمان : وأعول أيضا : حرص ، فهو معول. (رجع)

وأعول : صاح مع بكاء (١).

* (عام) : وعام فى الماء عوما : سبح ، وعامت السّفينة : مثله ، وعام الفرس فى جريه : كذلك ، وعامت الإبل فى سيرها : مثله.

وأنشد أبو عثمان :

٥٢٢ ـ * وهنّ بالدّوّ يعمن عوما* (٢)

قال أبو عثمان : وعامت النّجوم أيضا تعوم.

(رجع)

وعام (٣) عيمة : اشتهى اللّبن.

قال أبو عثمان : ويقال فى الدّعاء على الرجل : ماله آم وعام [فمعنى] آم (٤) : هلكت امرأته ، ومعنى عام : هلكت ماشيته ، فيعام إلى اللبن. (رجع)

وأعمنا وأعومنا : مضى لنا عام أو صرنا فى أوّله.

قال أبو عثمان : وأعام القوم : هلكت إبلهم فلم يجدوا لبنا يشربونه. (رجع)

* (عار) : وعار (٥) الفرس ، والكلب ، والخبر وغير ذلك عيارا : أفلت وذهب فى النّاس ، وعار البعير : يعير عيارا وعيرانا : ترك شوله ، وذهب إلى أخرى ليقرعها وعار الرجل فى القوم بالسيف يضربهم به عيرانا. وعارت العين تعور ، وتعار عورا : طفئت.

__________________

(١) ب : «مع بكائه».

(٢) جاء الشاهد فى التهذيب ٣ / ٢٥٢ ، واللسان / عوم ، من غير نسبة ، ولم أقف على قائله.

(٣) ب : «وأعام» وأثبت ما فى أ ، والتهذيب ، واللسان / عوم.

(٤) «فمعنى» تكملة من ب.

(٥) ذكر أبو عثمان مادة «عار» قبل ذلك فى بناء فعل معتل العين بالواو من باب فعل وأفعل باتفاق معنى.

٢٤٥

وأنشد أبو عثمان لابن أحمر :

٥٢٣ ـ وربّت سائل عنّى حفىّ

أعارت عينه أم لم تعارا (١)

قال أبو عثمان : وعورت تعور عورا : بمعنى عارت. (رجع)

وعارت تعير : تحيّرت ، وعرتها : حيّرتها.

قال أبو عثمان : وقال أبو ليلى (٢) : عارت عينه من حزن وغير ذلك : خرج بها عائر : وهو بثر يكون فى جفن العين الأسفل.

وأنشد لكثير :

٥٢٤ ـ بعين معنّاة بعزّة لم تزل

بها منذ ما لم تلق عزّة عائر (٣)

(رجع)

وفى الأمثال : «ما أدرى أىّ النّاس عاره (٤)» أى : أىّ النّاس أخذه مستقبله : يعوره ويعيره (٥) (رجع)

وأعرتك العارية والدّابة ، وأعور الفارس : ظهر فيه خلل للطعن ، وأعور البيت كذلك بانهزام (٦) حائطه ، وأعور الرّجل : أراب.

فعل بالياء سالما وفعل بالواو والياء معتلا :

* (عين) : عين عينا : عظمت عيناه.

قال أبو عثمان : فهو أعين ، والمؤنّث عيناء ، وجمعها عين. ويقال : رجال عين : بيّنو العين. والعينة وزنها فعلة. وقال

__________________

(١) جاء الشاهد فى التهذيب ٣ / ١٧٠ ، واللسان / عور ، من غير نسبة. وجاء فى الجمهرة ١ / ٢٨ منسوبا لابن أحمر ـ عمرو بن أحمر الباهلى.

(*) أبو ليلى : لعله أعرابى ممن نقل عنهم الخليل إذا ترددت كنيته فى الجزء المحقق من كتاب العين كثيرا.

(٢) لم أعثر على الشاهد فى ديوان كثير ط بيروت ١٣٩١ ه‍ ـ ١٩٧١ م كما لم أقف عليه فيما راجعت من كتب.

(٣) لم أعثر عليه فى مجمع الأمثال حرف الميم ، وجاء فى ق ، ع وفى المثل «ما أدرى أى الجراد عاره» وجاء فى تهذيب اللغة ٣ ـ ١٧٣ ـ ابن السكيت عن الفراء : يقال : «ما أدرى أى الجراد عاره ، أى : أى الناس أخذه».

(٤) أ : «يعور ويعير» وأثبت ما فى ب ، ق.

(٥) ق ، ع «بانهدام» بالدال غير المعجمة ، وهو أدق.

٢٤٦

الله ـ عز ـ وجلّ : (وَزَوَّجْنَـٰهُم بِحُورٍ عِينٍ) (١) [٢٠ ـ ب] وقال ذو الرّمة :

٥٢٥ ـ رفيق أعين ذيّال تشبّهه

فحل الهجان تنحّى غير مخلوج (٢)

(رجع)

وعان عينا : أصاب بالعين.

قال أبو عثمان : والمفعول : معين ومعيون. قال عباس بن مرداس السّلمى :

٥٢٦ ـ قد كان قومك يحسبونك سيّدا

وإخال أنّك سيّد معيون (٣)

قال : وعان ماء البئر والعين يعين عينا ، وعينا (٤) : كثر وزاد ، فهو عائن ، فإذا أدبر فليس بعائن. (رجع)

وعان الكتاب عونا : كتب عنوانه.

وأعان : قوّى.

قال أبو عثمان : قال الكسائى : حفرت حتّى أعينت وأعنت : بلغت العيون.

وبالواو فى لامه معتلا :

* (عدا) : عدا الفرس وغيره عدوا : جرى ، وعدا الرّجل والسلطان عداء : ظلم.

قال أبو عثمان : تقول : عدا اللصّ علىّ أشدّ العداء والعدو والعدوّ والعدوان والعدوان : ذا سرقك ، وهو رجل معدوّ عليه ومعدىّ عليه. قال الشاعر :

٥٢٧ ـ * هو اللّيث معدوّا عليه وعاديا*

ويروى معديّا عليه ، وأصله الواو ، ولكنّه بناه على عدى (٥) عليه. (رجع)

__________________

(١) الآية ٥٤ / الدخان.

(٢) ديوان ذى الرمة ٧٥.

(٣) هكذا جاء ونسب فى الجمهرة ٣ / ١٤٥ ، واللسان / عين.

(٤) عبارة «ا» «وعان ماء البئر والعين يعين وعينانا : وكثر» تصحيف من النقلة.

(٦) ا «عدى» بفتح العين وصوابه الضم.

٢٤٧

وعدانى الشّىء عنك : شغلنى ، وعدانى أيضا : جاوزنى.

قال أبو عثمان : وتقول (١) : عدا فلان طوره ، وعدا قدره : أى ، جاوزه. قال أبو نخيلة : (٢)

٥٢٨ ـ ما زال يعدو طوره العبد الرّدى

ويعتدى ، ويعتدى ، ويعتدى

وهو بعين الأسد المستأسد (٣)

(رجع)

وعدت بينى وبينك عواد : حجزت ، وعدوت الرّجل عن كذا : صرفته ، وعدت العين عن الشّىء عدوّا : كرهته.

وأعدى الحاكم المظلوم : نصره ، وأعديت الرجل : أعنته ، وأعديته أيضا : أنصفته من حقّه ، وأعدى الشىء الشىء والصاحب الصاحب : أكسبه مثل مابه ، وفى المثل : «قرين السّوء يعدى قرينه (٤)».

* (عطا) : وعطوت الشىء عطوا : تناولته.

وأنشد أبو عثمان لامرئ القيس :

٥٢٩ ـ وتعطو برخص عبر شثن كأنّه

أساريع ظبى أو مساويك إسحل (٥)

وقال الآخر :

٥٣٠ ـ تحكّ بقرنيها برير أراكة

وتعطو بظلفيها إذا الغصن طالها (٦)

وأعطيتك الشىء : ناولتكه.

* (عفا) : وعفا الشىء عفوا : كثر ، وعفا الشىء : درس وتغيّر.

__________________

(١) ب «ويقول».

(٢) أبو نخيلة : يعمر بن حزن.

(٣) لم أقف على الرجز فيما راجعت من كتب ، وللراجز أرجوزة على الروى استشهد العلماء بكثير من أبياتها.

(٤) لم أعثر على المثل بهذه العبارة فى مجمع الأمثال للميدانى حرف القاف ، وكتاب الأمثال لأبى فيد مورج بن عمرو السدوسى ، ولم أقف عليه فى التهذيب واللسان.

(٥) ديوان امرىء القيس ١٧ وانظر النبات والشجر للأصمعى ٥٥ ضمن البلغة فى شذور اللغة ط بيروت

(٦) لم أقف على الشاهد ، وقائله فيما راجعت من كتب.

٢٤٨

قال أبو عثمان : وعفوت الشّعر وعفيته : إذا تركته حتّى يكثر ويطول. قال : ومنه قول النبى ـ عليه‌السلام (١) : «احفوا الشّوارب واعفوا اللّحى»

قال : وعفا الماء : إذا لم يطأه شىء يكدره. وهو عفوة الماء. وعفى المرعى ممّا يحلّ به عفاء طويلا ، وعفوّا : درس. وقال الشاعر :

٥٣١ ـ * عفت الدّيار محلّها فمقامها* (٢)

وقال زهير :

٥٣٢ ـ تحمّل أهلها منها فبانوا

على آثار من ذهب العفاء (٣)

(رجع)

وعفوت عن الشّيء : تركته ، وعفوت الذنب : (٤) ، وعفوت عنه : غفرته ، وعفا من المال ومن الشيء عفو : فضل ، وعفت الرّياح الدّبار (٥) والآثار : غيّرتها ، وعفوت الرجل : سألته أو ضفت (٦) إليه. والعافى : السائل منه.

وأنشد أبو عثمان :

٥٣٣ ـ فلا تسألينى واسألى عن خليقتى

إذا ردّ عافى القدر من يستعيرها (٧)

من فى موضع مفعول ، يقول : إذا جاء من يستعير القدر فرأى عند القوم الضّيف وهو العافى رجع ولم يستعرها ؛ لأنّ

__________________

(١) فى ب : «صلى‌الله‌عليه‌وسلم» وعلق المقابل بقوله فى الأصل «عليه‌السلام» وجاء فى النهاية ١ / ٤١٠ ومنه الحديث «أمر أن تحفى الشوارب» وفى النهاية ٣ / ٢٦٦ «أنه أمر بإعفاء اللحى»

(٢) الشاهد صدر مطلع معلقة لبيد بن ربيعة العامرى وعجزه :

بمنى تأبد غولها فرجامها

ديوان لبيد ١٦٣.

(٣) رواية الديوان «عنها» فى موضع منها ، وفى أ «ما» فى موضع «من» ديوان زهير ٥٨.

(٤) أ : «وعفوت عن الذنب» وما جاء فى ب «أدق» لقوله بعد ذلك فى النسختين «وعفوت عنه».

(٥) ق ، ع «الديار» واللفظة قريبة من ذلك فى «أ» «ولفظة ب الدار».

(٦) ب : «صفت» بالصاد غير المعجمة ، وفى أ ، ق ، ع «ضفت» بالضاد المعجمة.

(٧) نسب الشاهد فى اللسان مادة «عفا» لمضرس بن ربيعة الأسدى وبه «ما» فى موضع «عن» ونسب فى المضليات ١٧٦ لعوف بن الأحوص ، المفضلية ١٣٦ وجاء فى ديوان الأعشى ٤٠٧ من قصيدة اختلف الرواة فى نسبتها للأعشى ورواية الديوان :

* فلا تصر مينى واسألى ما خليقى*

ونسب فى الأساس / عفا للكميت ، وجاء فى ملحقات شعر الكميت ٣ ـ ١٧ ورواية ب «فلا تسئلينى» ويجوز وضع الهمزة على النبرة.

٢٤٩

الضّيف قد شغلها. قال وقال : بندار (١) : عافى القدر : ما يبقى المستعير فى القدر لصاحب القدر ، فكأنّ (٢) ذلك العافى يردّه عن استعارة القدر لما هم فيه من شدّة ذلك الزّمان.

يقول : فخليقتى التّوسّع فى هذا الوقت. (رجع)

وأعفيتك من الشيء ومن فلان : عافيتك.

* (عجا) : وعجت المرأة صبيّها عجوا : أرضعته شيئا بعد شيء ، وعجيا لغة.

وأنشد أبو عثمان للأعشى :

٥٣٤ ـ مشفق قلبها عليه فماتع

جوه إلّا عفافة أو فواق (٣)

العفافة : الشىء بعد الشيء ، والفواق : ما يجتمع فى الضّرع قبل الدّرة.

قال أبو عثمان : وعجوته أعجوه عجوا : أملته.

قال حميد بن ثور :

٥٣٥ ـ فلمّا أناخته إلى جنب خدرها ..

عجا شدقه أو همّ أن يتزغّما (٤)

يقال : تزغّم البعير : إذا ردّد رغاءه فى لهازمه متغاضبا. وقال (٥) الحارث ابن حلّزة :

٥٣٦ ـ مكفهرّا على الحوادث لا تع

جوه للدّهر مؤيّد صمّاء (٦) :

قال : وقال أبو بكر : عجا البعير : إذا رغا ، وعجا فاه : إذا فتحه. (رجع)

__________________

(*) هو بندار بن عبد الحميد الكوفى الأصبهانى. أخذ عن أبى عبيد القاسم بن سلام ، وأخذ عنه ابن كيسان.

وكان متقدما فى علوم العربية ورواية الشعر. له ترجمة فى معجم الأدباء ٧ ـ ١٢٨.

(١) أ «وكان».

(٢) الشاهد مركب من بيتين هما :

ما تعادى عنه النهار ولا تعجوه إلا عفافة أو فواق

مشفقاقلبها عليهفماتعدوهقد شف جسمها الإشفاق

والبيتان للأعشى يصف ظبية وغزالها.

ديوان الأعشى : ٢٤٧ وانظر اللسان / عجا.

وجاء الشاهد فى كتاب الإبل للأصمعى ـ منسوبا للأعشى برواية :

ما تجافى عنه النهار وما تعجوه إلا عفافة أو فواق

(٣) لم أعثر على الشاهد فى ديوان حميد بن ثور. ويبدأ ديوانه ط القاهرة بقصيدة طويلة على الوزن والروى ليس الشاهد فيها.

(٤) أ : «قال»

(٥) نسب فى اللسان مادة / عجا» للحارث كذلك.

٢٥٠

وأعجت السّنة البهم : جعلتها عجايا ، وهى السّيّئة الغذاء. واحدها عجىّ.

قال أبو عثمان : والأنثى عجيّة ، والجمع عجايا ، وأنشد :

٥٣٧ ـ عدانى أن أزورك أنّ بهمى

عجايا كلّها إلّا قليلا (١)

وقال الآخر :

٥٤٨ ـ يسبق فيها الجمل العجيّا

زغلا إذا ما آنس العشيّا (٢)

وبالواو والياء :

* (عقا) : عقانى الشّىء عقوا : حبسنى ، ومنه العقوة : وهى الفناء.

قال أبو عثمان : ويقال (٣) : إذهب فلا أرينك بعقرتى وعقاتى ، أى : بناحيتى. (رجع)

وعقا الصبىّ [عقبا](٤) : أحدث بعد الولادة. والاسم العقى. وأعقى الشىء : اشتدّت مرارته.

فعل بالياء سالما وفعل بالواو

[٢١ / ا] : معتلا :

* (عرى) : عرى عرية وعروة : صار عريانا ، وعريت الّليلة : اشتدّ بردها : فهى عريّة ، وعرى الرّجل من العرواء ، وعروتك عروا : نزلت بك ، وعراه الأمر : نزل (٥) به ، وعرته الحمّى : أرعدته وهى العرواء.

قال أبو عثمان : ويقال : عريت إلى مال بعته أشدّ العرو : إذا بعته ثم استوحشت إليه وتتبعته نفسك. (رجع)

وأعريت القميص : جعلت له عرى (٦).

وأعريتك النخلة : وهبت لك ثمرتها فهى عريّة.

__________________

(١) ورد الشاهد فى الجمهرة ٣ ـ ٢٢٦ واللسان ـ عجا ، عدا من غير نسبة ، ولم أقف على قائله.

(٢) ورد الشاهد فى التهذيب ٣ ـ ٤٦ ، واللسان ـ عجا برواية الحمل من غير نسبة.

(٣) ا «يقال».

(٤) «عقيا» تكملة من ب ، ق ، ع.

(٥) ا : «نزل» بالبناء لما لم يسم فاعله ، وأثبت ما جاء فى ب ، ق ، ع

(٦) ا : «عرا» بالألف ، وما أثبت عن ب أصوب.

٢٥١

وأنشد أبو عثمان :

٥٣٩ ـ ليست بسنهاء ولا رجّبيّة

ولكن عرايا فى السّنين الجوائح (١)

وأعرى الرّجل : أصابه برد الّليل عند مغيب الشّمس ، ومثل «أهلك فقد أعريت (٢)».

قال أبو عثمان : ويقال : أعرى القوم صاحبهم : إذا تركوه فى مكانه وذهبوا عنه ، وأعريت الفرس واعروريته : ركبته عريا. (رجع)

* (على) : وعليت فى المكارم علاء : أشرفت.

وأنشد أبو عثمان لرؤبة :

٥٤٠ ـ لمّا علا كعبك لى عليت (٣)

وعلوت فى الجبل ، وعلا (٤) الشىء ، وعلوت الشىء علوّا فى جميعها : ارتفعت.

وعلا السّلطان علوّا : تجبّر ، وأعليت عن الوساد وعن الشّىء : ارتفعت.

فعل بالياء سالما وفعل بالواو

والياء معتلا :

* (عشى) : عشى عشى (٥) : ضعف بصره ، فهو أعشى. والأنثى عشواء.

[قال أبو عثمان](٦) : والعشواء من النوق : التى لا تبصر ما أمامها ، فهى تخبط كلّ شىء أو تقع فى بئر أو وهدة ، وذلك لأنّها ترفع رأسها ولا تتعمّد (٧) مواضع أخفافها ، وإنّما ذلك من حدّة قلبها.

__________________

(١) نسب فى اللسان ـ عرى لسويد بن الصامت الأنصارى.

(٢) مجمع الأمثال للميدانى ١ ـ ٦٢.

(٣) الشاهد من أرجوزة لرؤبة يمدح مسلمة بن عبد الملك ، ديوان رؤبة ٢٥. وقد علق ابن سيده على الشاهد بقوله : كذا أنشده يعقوب ، وأبو عبيد «علا كعبك لى» ووجهه عندى «علا كعبك بى» أى : أعلانى : لأن الهمز والباء يتعاقبان ، اللسان مادة «علا».

(٤) ا ، ب «على» و «علا» بالألف أصوب.

(٥) ا ، ب «عشا» بالألف ، والياء أصوب ، والفراء يجيز فى مصدر اليائى أن يكتب بالألف.

(٦) «قال أبو عثمان» : تكملة من ب.

(٧) ب «تتعهد» والمعنى متقارب.

٢٥٢

قال زهير :

٥٤١ ـ رأيت المنايا خبط عشواء من تصب

تمته ومن تخطىء يعمّر فيهرم (١)

(رجع)

وعشى فلان علىّ : ظلمنى.

قال أبو عثمان : وروى أبو زيد : وعشى عن ذكر ربّه يعشى عشى.

(رجع)

وعشيت الإبل : تعشّت.

قال أبو عثمان : فهى عاشية ، ويقال فى مثل «العاشية تهيّج الآبية» (٢)

فالعاشيّة : التى ترعى ، والإبل هادئة ، فإذا رأتها الإبل اقتدت بها فرعت [قال](٣) : ولا تكون العواشى إلّا بالّليل. قال الراجز :

٥٤٢ ـ ترى المصكّ يطرد العواشيا

جلّتها والأخر الحواشيا (٤)

(رجع)

وعشى الرّجل أيضا : تعشّى ، فهو عشيان ، وعشوت إلى الشىء عشوا : نظرت إليه ببصر ضعيف.

وأنشد أبو عثمان :

٥٤٣ ـ متى تأته. تعشو إلى ضوء ناره

تجد خير نار عندها خير موقد (٥)

(رجع)

قال أبو حاتم : وإنما تعشو بعد ما يعشى ، وعشوت إلى فلان : طلبت فضله.

(رجع)

قال أبو عثمان : وقال ابن الأعرابى : جاء رجل من بنى كلاب إلى «عمر بن عبد العزيز» يشكو عاملا له فقال له عمر : أين كنت عن والى المدينة؟

__________________

(١) فى ا «العشواء» سبق قلم من الناسخ ، والشاهد لزهير من معلقته : ديوان زهير ٢٩.

(٢) مجمع الأمثال للميدانى ٢ ـ ٩

(٣) «قال» تكملة من ب.

(٤) ورد الشاهد فى إصلاح المنطق ٢٢٢ ، واللسان ـ عشا ، من غير نسبة ، ولم أقف على قائله.

(٥) الشاهد من قصيدة للحطيئة الديوان ٥١ ط بيروت ١٣٨٧ ه‍ ـ ١٩٦٧ م وانظر إصلاح المنطق ٢٢١.

٢٥٣

فقال عشوت إلى عدلك ، وعلمت إنصافك (١) منه ، فكتب إلى عامل المدينة بعزله.

(رجع)

وعشوت عنه أيضا : أعرضت عنه ، قال الله ـ عزوجل ـ : (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ)(٢) وعشوت عنه أيضا : ضعف بصرك ، وعشوتك وعشيتك عشوا وعشيا : أطعمتك العشاء.

وأنشد أبو عثمان :

٤٤٤ ـ بات ابن عيساء يعشوها ويصبحها

من هجمة كفسيل النّخل درّار (٣)

(رجع)

وأعشينا : صرنا فى العشىّ. (٤)

الثلاثى المفرد

الثناثى المضاعف :

(عضّ) : عضضت الشىء [عضّا](٥) ، وعضّ كلّ ذى أسنان : كدم بأسنانه (٦) ، وعضضت الرجل باللسان : آذيته (٧) ، وعضّ الزّمان ، وعضّت الحرب : أثّرت (٨).

قال أبو عثمان : ويقال : عضّ الرّجل بماله يعضّ عضوضا ، وهو عضّ بما له ، وهو المصلح لماله ومعيشته الحسن القيام عليه. (رجع)

__________________

(١) ب «بإنصافك».

(٢) الآية ٣٦ ـ الزخرف.

(٣) جاء الشاهد فى الإصلاح ٢٢٢ ، واللسان ـ درر برواية : «كان ابن أسماء» فى موضع «بات ابن عيساء ويعشوه ويصبحه» فى موضع «يعشوها ويصبحها» من غير نسبة ، وجاء كذلك فى اللسان ـ عشا منسوبا لقرط بن التؤام اليشكرى.

(٤) جاء فى ق تحت هذا البناء مادة «عنى» بكسر العين وعبارته :

«وعنى عناء : نصب ، والأسير : ذل ، والأسير عنا عنوا وعنوة أيضا ، والرجوه لله عزوجل : ذلت ، وبالواو مثله ، وللحق ولك : خضعت ، وعنانى الأمر عناية : أهمنى ، وعنيتك به وبالكلام : قصدتك ، وعنيت بالأمر عناية على صيغه المبنى للمجهول ، وعنيت به لغة ذكرها الطوسى ، عنوت الكتاب عنوا ، وعنيته عنيا : كتبت عنوانه وعنيانه ، وعنا الدم عنوا : سال ، والأرض عنو وعنيا : أنبتت ، وأعناها الولى ، وهو المطر الذى بعد الوسمى : أمطرها فأنبتت».

وقد ذكرها أبو عثمان تحت نفس البناء من الثلاثى المفرد.

(٥) «عضا» : تكملة من ب ، ق ، ع.

(٦) أ : «بأنيابه» وأثبت ما جاء فى ب ، ق ، ع.

(٧) ب : «آديته» تحريف.

(٨) ق. ع : «والزمان والحرب : أثرا»

٢٥٤

* (عسّ) : وعسّ عسّا : نفض الليل عن أهل الريبة.

قال أبو عثمان : وبه سمّى العسس (١) وهو الذى (٢) يطوف للسّلطان. (رجع)

وعسّت الناقة : رعت وحدها.

قال أبو عثمان : وعسّت الناقة أيضا : إذا كانت لا تدرّ حتّى تتباعد (٣) عن الناس ومنه قولهم : عسّ علىّ عسّا : إذا أبطأ. (رجع)

* (عطّ) : وعطّ الشىء عطّا : شقّه.

وأنشد أبو عثمان :

٥٤٥ ـ بضرب فى القوانس ذى فروغ

وطعن مثل تعطيط الرّهاط (٤)

الواحد رهط ، وهو شبيه التّبّان (٥) من جلود تتّخذه الحائض ليكفّها وتتّخذه العاملة أيضا للتّشمير ، وقال أبو النجم :

٥٤٦ ـ كأنّ تحت درعها المنعطّ

شطا رميت فوقه بشطّ (٦)

(رجع)

* (عرّ) : وعرّ قومه (٧) عرّا : لطخهم بعيب أو شرّ ، وعرّ الأرض : زبّلها بالعرّة وهى العذرة ، وعررت الرّجل عرّا : نزلت به ومنه المعترّ : الزّائر.

وأنشد أبو عثمان لابن أحمر :

٥٤٧ ـ ترعى القطاة الخمس قفّورها

ثمّ تعرّ الماء فيمن يعرّ (٨)

وعرّت الإبل عرّا : جربت.

__________________

(١) أ : «القس» تحريف.

(٢) أ : «للذى» تحريف.

(٣) ب : «تباعد» وهما جائزان.

(٤) الشاهد للمتنخل الهذلى. «مالك بن عمرو بن عثم بن سويد ، ورواية الديوان : «بضرب فى الجماجم» ديوان الهذليين ٢ ـ ٢٤.

(٥) التبان : سراويل صغير مقدار شبر يستر العورة المغلظة. اللسان ـ تبن.

(٦) هكذا جاء الرجز ونسب فى اللسان / عطط.

(٧) ا : «قومهم» تصحيف من النقلة.

(٨) هكذا جاء ونسب فى التهذيب ١ ـ ١٠١ ، واللسان ـ عرر.

٢٥٥

وأنشد أبو عثمان :

٥٤٨ ـ ومن يفتقر يدعى الفقير ويشتهر

غريبا وتبغض أن تراه أقاربه

ويرمى كما ذو العرّ يرمى ويتّقى

ويجن ذنوبا كلّها هو عائبه (١)

(رجع)

[٢١ ب] وعرّت الفصلان عرّا : خرج بأعناقها قرح ، وعرّ الظّليم عرارا صوّت. وقال غيره : إنّما هو عار (٢)

وأنشد أبو عثمان :

٥٤٩ ـ تحمّل أهلها إلّا عرارا

وعزفا بعد أحياء حلال (٣)

وعرّ البعير عررا : قصر سنامه.

قال أبو عثمان ، وعررت (٤) الصّبىّ : أعجلت فطامه. قال الأخطل :

٥٥٠ ـ ونعرر أناسا عرّة يكرهونها

فنحيا جميعا أو تموت فتقتل (٥)

(رجع)

* (عفّ) : وعفّ عفّة وعفّا ، كفّ عمّا لا يحلّ له.

* (عبّ) : وعبّ الماء [عبّا (٦)] : شربه بلا مصّ.

وأنشد أبو عثمان :

٥٥١ ـ يكرع فيها ويعبّ عبّا

مجبّيا فى مائها منكبّا (٧)

__________________

(١) لم أقف على الشاهد وقائله فيما رجعت إليه من كتب.

(٢) جاء فى التهذيب ١ ـ ١٠١ ، وقال أبو عمرو : يقال : عر الظليم يعر عرارا ، وقال أبو الجراح ، عار الظليم يعار عرارا» وقد أحال ابن القوطية الضمير فى قوله «وقال غيره» على غير مذكور ، ونقل ذلك عنه أبو عثمان ، وابن الطقاع ٢ ـ ٣٨٥ من غير تفسير.

(٣) الشاهد من قصيدة للبيد يصف حيوان الصحراء ، ويعاتب قومه ، الديوان ١٥٣ ، وانظر الجزء المطبوع من العين ٩٨.

(٤) فى أ «عررت».

(٥) فى أ : «يعرر ، فيحيا ، يموت ، فيقتل» بإسناد الفعل إلى ضمير الغائب. التهذيب ١ ـ ١٠١ واللسان مادة «عرر» و «بقوم» فى موضع «أناسا» «ونحيا» بدلا من «فنحيا» ورواية الجزء المحقق فى العين ٩٧ «نعر أناسا».

وقد جاء الشاهد براوية ب فى الديوان ٢٧٢ ط بيروت سنة ١٩٦٨.

(٦) «عبا» تكملة من ب ، ق ، ع.

(٧) جاء الرجز فى الجمهرة ١ / ٣٥ من غير نسبة ، والرواية «مجبيا» مكان «مجبيا» وجاء فى اللسان عبب جبى.

والرواية «محببا» فى «عبب و «مجبيا» فى «جبى» وفيهما «فيعب» مكان «ويعب» ولم ينسبه ابن منظور ، وانظر التاج ـ عب.

٢٥٦

أى : منكّسا رأسه رافعا عجزه. قال : «ويقال : اشربوا الماء مصّا ، ولا تعبّوه عبّا» (١) وقال الراجز :

٥٥٢ ـ إذا يعبّ فى الطّوىّ هرهرا (٢)

(رجع)

وعبّت الدّلو : غرقت (٣). وعبّ البحر : ارتفع عبابه ، أى : موجه.

* (عك) : وعكّ الحديث [عكّا](٤) : أعاده ، وعككت الرّجل : حبسته عن حاجته.

قال أبو عثمان : وعكّه بالحجّة : قهره بها.

(رجع)

وعكّ الحديث من غيره : استعاده (٥) وعكّ الحرّ : اشتدّ.

قال أبو عثمان : وعكّ يومنا : سكنت ريحه ، وهو يوم عكيك : ساكن الريح شديد الحرّ. قال الراجز :

٥٥٣ ـ يوم عكيك يعصر الجلودا

يترك حمران الرّجال سودا (٦)

وحرّ عكيك أيضا. قال طرفه :

٥٥٤ ـ * وعكيك القيظ إن جاء بقرّ* (٧)

* (عظّ) : وعظّهم (٨) الزّمان عظّا : مثل عضّهم ، لغة.

__________________

(١) القول حديث وجاء فى النهاية لابن الاثير ٣ ـ ١٦٨ برواية :

«مصوا الماء مصا ، ولا تعبوه عبا».

(٢) جاء الشاهد فى اللسان ـ هرر من غير نسبة برواية :

إذا يعب فى السرى هرهرا

(٣) فى ق : «غرفت» بالفا الموحدة.

(٤) «عكا» تكملة من ب ، ق ، ع.

(٥) أ «من غير استعادة» وصوابه ما أثبت عن ب ، ق ، ع.

(٦) جاء الرجز فى الجمهرة ١ ـ ١١٢ من غير نسبة ، ولم أقف على قائله.

(٧) الشاهد عجز بيت لطرفة وصدره كما فى الديوان ٥٢ ط أوربة ٩٠٠ م :

تطرد القر بحر صادق

(٨) جاء فى ق تحت هذا البناء قبل مادة / عظ مادة عل وعبارته : وعل بضم فاء الكلمة علة : مرض ، وعللته بالشراب عللا : سقيته بعد ريه ، والإبل : انصرفت عن الماء ولم ترد ، فهى عالة ، وأعلها موردها ، وعل الأديم بما صبغ به : أشبع به ، وعلى الشىء أيضا : أصابته العلة ـ وقد ذكر أبو عثمان مادة عل تحت بناء المضاعف من باب فعل وأفعل باختلاف معنى.

٢٥٧

وأنشد أبو عثمان :

٥٥٥ ـ بصير فى الكريهة والعظاظ (١)

يريد المعاظّة أى : شدّة المكاوحة.

(عتّ) : وعتّ (٢) الكلام عتّا : ردّده.

(رجع)

قال أبو عثمان وعتّه بالكلام : إذا وبّخه ووقمه (٣)

(رجع)

* (عثّ) : وعثّ السوس الصوف عثّا : أكله ، ومنه العثّة : دويّبة.

وأنشد أبو عثمان :

٥٥٦ ـ يحثّنى وردان أى حثّ

وما يحثّ من كبير غثّ

إهابه مثل إهاب العثّ (٤)

قال أبو عثمان : وقال أبو زيد : عثّته الحيّة تعثّه عثّا : نفخته ولم تنهشه فسقط لذلك شعره.

قال : ويقال : عثّ عثاثا : غنّى. ويقال منه : هو يعاثّ فى غنائه : إذا رجّع ، وأنشد أبو عثمان لكثير يصف قوسا :

٥٥٧ ـ هتوفا إذا ذاقها النّازعون

سمعت لها بعد حبض عثاثا (٥)

(رجع)

الثلاثى الصحيح

فعل :

* (عكف) : عكفت على الشّىء عكوفا : لزمته ، وعكفت فى المساجد (٦) للتّعبّد ، وعكفت الطير والخيل على الشىء : مثله.

__________________

(١) جاء فى اللسان مادة / عظظ غير معزو. وفى أ ، ب يصير فى موضع «بصير» وأثبت ما جاء فى اللسان لأنه يحقق الوزن ويتفق مع المعنى.

(٢) جاء فى ق عت بالتاء المثناة ، وعث بالثاء المثلثة تحت مادة عث بالمثلثة. وجاء فى جمهرة ابن دريد ١ / ٤١ عنه بالكلام يعته عتا : إذا وبخه ، ووقمه ، ويقال : عت وعث بالتاء والثاء جميعا.

(٣) ب : ووهمه وأثبت ما جاء فى أ ، والجمهرة ١ / ٤١ واللسان / عتت.

(٤) لم أقف على الشاهد وقائله فيما راجعت من كتب.

(٥) هكذا جاء ونسب فى التهذيب ١ / ٩٨ : والمقاييس ٤ / ٢٧ ، واللسان / عثث وديوان كثير ٢١٣ بيروت ١٩٧١ م.

(٦) أ : «فى المسجد» وأثبت ما جاء فى ب ، وابن القوطية.

٢٥٨

وأنشد أبو عثمان للعجاج :

٥٥٨ ـ فهنّ يعكفن به إذا حجا

عكف النّبيط يلعبون الفنزجا (١)

وقال عمرو بن كلثوم :

٥٥٩ ـ تركنا الخيل عاكفة عليهم

مقلّدة أعنّتها صفونا (٢)

وعكفت الشّىء : صرفته.

* (عسف) : وعسف عسفا : ركب الأمور بلا تدبير (٣) ، والطريق على غير قصد.

وأنشد أبو عثمان :

٥٦٠ ـ قد أعسف النّازح المجهول معسفه

فى ظلّ أغضف يدعو هامه البوم (٤)

(رجع)

ويروى : فى ظلّ أخضر.

وعسف البعير عسوفا : حشرج للموت.

(عكل) : وعكل الإبل والخيل عكلا : جمعها فى سوقه.

وأنشد أبو عثمان :

٥٦١ ـ نعما تشلّ إلى الرئيس وتعكل (٥)

وعكل البعير : عقله.

* (علك) : وعلك الدابة اللجام علكا (٦) : مضغه ..

وأنشد أبو عثمان :

٥٦٢ ـ عبل طمر يعلك اللّجاما (٧)

__________________

(١) الشاهد للعجاج يصف ثورا ، وبين البيتين.

* بربض الأرطى وحقف أعوجا*

أراجيز العرب ٧٢ ط القاهرة ١٣٤٦ ه‍ والديوان ٣٥٤ ـ ٣٥٥ ط بيروت ١٩٧١ م.

(٢) الشاهد من معلقة عمرو بن كلثوم ، وقد جاء فى جمهرة أشعار العرب ٧٧ ط القاهرة ١٣٠٨ ه‍.

(٣) ب «بلا تدبر» وأثبت ما جاء فى أ ، ق.

(٤) الشاهد لذى الرمة ، الديوان ٥٧٤.

(٥) الشاهد عجز بيت للفرزدق صدره : «وهم الذين على الأميل تداركوا» ويروى : «وهم على فلك الأميل» كما يروى : «وهم على صدف الأميل» وجاء الشاهد فى أ ، ب «نعم» بالرفع ، والصواب النصب وجاء فى ب «يشل ، ويعكل بالياء والوجهان جائزان ، و «فلك الأميل» يوم لبنى ضبة على شيبان.

ديوان الفرزدق ٢ ـ ٧١٨ ، وانظر الجمهرة ٣ ـ ١٣٦.

(٦) عبارة أ «وعلك الدابة واللجام علكا : مضغه» وصوابه ما أثبت عن ب ، ق ، ع.

(٧) لم أقف على الشاهد وقائله فيما راجعت من كتب.

٢٥٩

قال أبو عثمان : وكذلك علكت أنا الشىء أعلكه علكا : إذا مضغته ، وأدرته فى فىّ.

(رجع)

* (عسج) : وعسج الماشى والإبل فى سيرها عسجا : مدّ عنقه.

وأنشد أبو عثمان لجرير :

٥٦٣ ـ عسجن بأعناق الظّباء وأعين ال

جآذر وارتجّت لهنّ الرّوادف (١)

قال أبو عثمان : قال أبو زيد : وعسج الدّابّة عسجانا : ظلع.

(رجع)

* (علس) : وعلس علسا : أكل وشرب.

وقال أبو عثمان : ويقال : علس علسا ، وعلّس تعليسا : إذا صخب ، قال رؤبة :

٥٦٤ ـ قد أعذب العاذرة البؤوسا

بالجدّ حتّى تخفض التّعليسا (٢)

(رجع)

* (عنس) : وعنست المرأة عنوسا : كبرت فى بيت أبويها.

قال أبو عثمان : وكذلك الرّجل أيضا عنس عنوسا : طال مكثهما بلا زوج.

قال الأسود بن يعفر (٣) :

٥٦٥ ـ والبيض قد عنست وطال جراؤها

ونشأن فى فنن وفى أذواد (٤)

__________________

(١) هكذا جاء فى التهذيب ١ ـ ٣٣٨ من غير نسبة ونسب فى اللسان / عسج لجرير وأثبته محقق ديوان جرير الدكتور نعمان محمد طه فى ملحقات ديوان جرير ١٠٣٢ ط القاهرة ١٩٧١ نقلا عن اللسان ، ونسبه ابن فارس فى المقاييس ٤ / ٣١٩ لجميل ، ولم أجده فى ديوانه.

(٢) رواية اللسان ـ على :

قد أعذب العاذرة المؤوسا

ورواية ديوان رؤبة.

قد أكذب العذالة اليؤوسا

(٣) نسب أبو عثمان البيت للأسود بن يعفر والصواب أنه للأعشى ميمون بن قيس من قصيدة فى الفخر ، وفى أ ، ب ، «والبيض» بالرفع.

(٤) رواية الديوان : «والبيض» بالجر عطفا على لفظة «الشرب» فى البيت السابق. و «قن» فى موضع «فنن» بمعنى عبيد يريد أن هؤلاء الغوانى طالت عزوبتهن فيما هن فيه من نعمة بين الخدم والغنى. ديوان الأعشى ١٦٧ ط بيروت.

٢٦٠