كتاب الأفعال - ج ١

أبي عثمان سعيد بن محمد المعافري السرقسطي

كتاب الأفعال - ج ١

المؤلف:

أبي عثمان سعيد بن محمد المعافري السرقسطي


المحقق: دكتور حسين محمد محمد شرف
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الشعب للصحافة والطباعة والنشر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٢٣

قال أبو عثمان : وروى أبو عبيد (١) : وأعرض الشىء أيضا : صار عريضا.

فعل :

* (عشب) : عشبت الأرض [عشبا (٢)] وأعشبت : أنبتت العشب.

* (عور) : عورت العين عورا ، وأعورت : [ذهب بصرها (٣)].

* (عبس) : وعبست الإبل عبسا ، وأعبست : تعلّق بها مثل وذح الغنم.

وأنشد أبو عثمان لأبى النجم :

٤٠٠١ ـ كأنّ فى أذنابهنّ الشّوّل

من عبس الصّيف قرون الأيّل (٤)

وقال الآخر :

٤٠٣ ـ فشنّ بالسّلح فلمّا شنّا (٥)

بلّ الذّنابى عبسا مبنّا [١٦ ـ أ]

* (عدم) : وعدمت الشىء عدما (٦) وعدما ، وأعدمته : فقدته.

وأنشد أبو عثمان لأبى دؤاد (٧) :

٤٠٤ ـ لا أعدّ الإقتار عدما ولكن

فقد من قد رزئته الإعدام (٨)

قال أبو عثمان : وقال أبو حاتم : عدمنى الشىء وأعدمنى : فقدنى أيضا.

تقول مهما أعدمنى شىء فلا يعدمنى مهر كريم.

__________________

(١) أ «أبو عبيدة» وأثبت ما جاء فى ب ، لأنه نقل عن أبى عبيد أكثر ، ولدقة النقل فى ب.

(٢) «عشبا» زيادة أثبتها عن ق ، ع : وتتفق مع نسق بقية المواد.

(٣) ما بين القوسين زيادة أتيت بها مسايرة لنسق التأليف.

(٤) فى «ا» الأجل وزيدت «الأتل» وهى لفظة «ب»

وفى اللسان مادة «عبس» «الأيل» ثم ، زاد وأنشد بعضهم «الأجل».

والرجز من لامية أبى النجم من أرجوزته التى أولها :

الحمد لله العلى الأجلل

الطرائف الأدبية ٦٣ ط القاهرة ١٩٣٧ م

(٥) نسب فى اللسان / شنن ، لمدرك بن حصن الأسدى.

(٦) ب : «عدما» بفتح العين ، وسكون الدال ، وأثبت ما فى «ا» واللسان / عدم.

(٧) أبو دؤاد الإيادى له ترجمة فى الشعر والشعراء ج ١ / ٢٣٧ / ، الأغانى ١٥ / ٩١

(٨) هكذا جاء الشاهد ونسب فى الشعر والشعراء ١ / ٢٣٨ ط القاهرة لأبى دؤاد.

٢٠١

وأنشد أبو عثمان للبيد :

٤٠٥ ـ ولقد أغدو وما يعدمنى

صاحب غير طويل المحتبل (١)

يعنى : فرسا ، والمحتبل : موضع الحبل فوق العرقوب وطول ذلك (٢) الموضع عيب.

* (عنق) : قال أبو عثمان : وعنق عنقا وأعنق : طال عنقه.

ورجل معنق وامرأة معنقة. قال الشاعر (٣) :

٤٠٦ ـ عنقاء معنقة يكون أنيسها

ورق الحمام جميمها لم يؤكل (٤)

(رجع)

المعتل بالواو فى عينه :

* (عاض) : عاض صاحبه عوضا وعياضا : أعطاه العوض ، وأعاضه لغة.

وأنشد أبو عثمان لرؤبة :

٤٠٧ ـ نعم الفتى ومرغب المعتاض

والله يجزى القرض بالإقراض (٥)

وقال الآخر (٦) :

٤٠٨ ـ يا ليل أسقاك البريق الوامض

والدّيم الغادية الفضافض

هل لك والعارض منك عائض

فى هجمة يسئر منها القابض (٧)

__________________

(١) البيت للبيد من قصيدة يتحدث فيها عن مآثره ويرثى أخاه أربد : ديوان لبيد ١٤٤ ط بيروت ١٣٨٦ ه‍ ١٩٦٦ م ، واللسان / عدم.

(٢) ب : «ذاك». ولا فرق بينهما.

(٣) أبو كبير الهذلى : عامر بن الحليس.

(٤) وفى اللسان ـ عنق «عنقا معنقة» بالرفع ، وفى ديوان الهذليين : «عيطاء معنقة» بالجر صفة للفظة» مرهوبة المجرورة فى البيت السابق ،

ديوان الهذليين ٢ ـ ٩٧ ط القاهرة ١٣٦٧ ه‍ ١٩٤٨ م.

(٥) من أرجوزة لرؤبة يمدح بلال بن أبى بردة.

ديوان رؤبة ٨٢ ط ليبزج ١٩٠٣ واللسان / عوض.

(٦) أى أبو محمد الفقعسى. التهذيب ١ / ٤٥٦ ، واللسان / عرض.

(٧) جاء البيتان الثالث والرابع فى التهذيب ١ / ٤٥٦ وفيه «فى مائة»

وجاء فى اللسان عرض الأبيات الأول ، والثالث ، والرابع من الرجز ، ورواية ب «القايض» بالياء المثناة التحتية ، وأثبت ما جاء فى أ ، واللسان.

٢٠٢

أى : لا يطيق سلّها (١) من كثرتها فهو : يبقى منها : يقول : [هل (٢)] لك أن أعاوضك ، أى : أعطيك هذه الإبل مهرا ، وآخذ نفسك عوضا منها. (رجع)

* (عار) : وعار عين الرجل عورا ، وأعورها : فقأها.

قال أبو عثمان : وزاد أبو حاتم : وأعرتها وعوّرتها (٣). قال ومنه المثل : «كالكلب عاره ظفره وكالعير عاره وتده (٤)» (رجع)

* (عاذ) : وعاذ بالله عوذا وعياذا وأعاذ : لجأ إليه. وعاذت النّاقة بولدها ، وأعاذت عند النّتاج : لزمته (٥) وكلّ لازم شيئا كذلك.

قال أبو عثمان : وأعوذت أيضا ، فهى معوذ (٦) ، هذا قول الكلابيّين ، قال : وعاذت ، وأعاذت ، وأعوذت أيضا : إذا نتجت (٧) (رجع)

* (عاد) : وعاد بالشىء عودا ، وأعاده : كرّره.

وأنشد أبو عثمان :

٤٠٩ ـ فأحسن سعد فى الّذى كان بيننا

فإن عاد بالإحسان فالعود أحمد (٨)

قال أبو عثمان : وتقول رأيت فلانا ما يبدى وما يعيد ، أى : ما يتكلّم ببادئة ولا عائدة (٩)

__________________

(١) سلها : انترعها من بين الإبل ، وفى اللسان مادة «سلل» وسل البعير وغيره فى جوف الليل : إذا انتزعه من بين الإبل.

(٢) «هل» تكملة من ب.

(٣) أ : «وعورتها» ـ بكسر الواو مخففة ـ وأثبت ما فى ب والتهذيب.

(٤) المثل مركب من مثلين : الأول «كالعير عاره ظفره» والثانى «عير عاره وتده» أى : أهلكه.

مجمع الأمثال للميدانى ٢ / ١٦٣ / ١٦٥.

(٥) عبارة ب «وأعاذت عند النتاتج : لزمته عند النتاج» والعبارة تستقيم من غير تكرار عند النتاج.

(٦) أ «معوذة» وأثبت ما جاء فى ب.

(٧) يعنى نتجت حديثا.

(٨) لم أقف على الشاهد وقائله فيما راجعت من كتب.

(٩) أ : «ببائدة ، ولا عائدة» تصحيف.

٢٠٣

قال عبيد بن الأبرص :

٤١٠ ـ أقفر من أهله عبيد

فاليوم لا يبدى ولا يعيد (١)

(رجع)

وبالياء :

* (عان) : [عان (٢)] عينا وأعين : بلغ عين الماء فى حفره ، ومنه ماء معين.

وبالواو فى لامه :

* (عفا) : عفوت الشّعر وغيره عفوا ، وأعفيته : كثّرته.

قال أبو عثمان : وعفا هو يعفو عفوا ؛ كثر. (رجع)

* (علا) : وعلوت بالشّىء (٣) علوّا ، وأعليته

فعل وأفعل باختلاف

المضاعف :

* (عمّ) : عمّ الشىء عموما : شمل.

وعمّ الرجل : صار عمّا.

قال أبو عثمان : وتعمّم أيضا ، وتعّممته أنا : دعوته عمّا. قال الشاعر :

٤١١ ـ فأصبح البيض أحزابا تعمّمنى

وصرّمت سيبى أسبابها الحود (٤)

(رجع)

وعمّت (٥) النّخلة وغيرها عمما : طالت.

وأعمّ الرّجل : كرم أعمامه وكثروا.

وأنشد أبو عثمان [لامرئ القيس (٦)] :

٤١٢ ـ بجيد معمّ فى العشيرة مخول (٧) :

__________________

(١) هكذا ورد ونسب فى اللسان / قفر.

(٢) «عان» تكملة من ب.

(٣) ا : «الشىء» وأثبت ما فى ب ، ق ، ع.

(٤) لم أقف على الشاهد وقائله فيما راجعت من كتب.

(٥) ا «وعممت» وما جاء فى ب أدق.

(٦) «لامرىء القيس» تكملة من ب.

(٧) الشاهد عجز بيت لامرىء القيس من معلقته التى مطلعها.

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل

وصدر الشاهد :

فأدبرن كبازع المفصل بينه

ديوان امرئ القيس ٢٢. والتهذيب ١ / ١٢٢ ، واللسان / عمم.

٢٠٤

(عشّ) : وعشّ العطاء عشا : قلّله.

وأنشد أبو عثمان لروبة :

٤١٣ ـ حجّاج ما سجلك بالعشوش

ولا جدى وبلك بالطّشيش (١)

(رجع)

وعشّت المرأة : قل لحمها. وعشّت النّخلة : يبس سعفها. (٢)

فهما عشّتان.

وأنشد أبو عثمان :

٤١٤ ـ لعمرك ما ليلى بورهاء عنفص

ولا عشّة خلخالها يتقعقع (٣)

وأعشّ القوم : أعجلهم عن أمرهم.

قال أبو عثمان : والأصل فى الإعشاش أن تدخل منزل الرّجل وهو كاره لك أو تنزل بقربه وهو كاره لجوارك حتّى يتحوّل من أجلك.

وأنشد :

٤١٥ ـ وصادقة ما خبرت قد بعثتها

طروقا وباقى اللّيل فى الأرض مسدف

ولو تركت نامت ولكن أعشها

أذى من قلاص كالحنى المعطّف (٤)

(رجع)

* (عد) : وعدّ الشىء عدا : حسبه وأحصاه. وأعدّه : اتخذه عدة.

* (عز) : وعزّ عزة وعزّا : صار عزيزا. وعز الشىء : عظم. وعز الرجل علىّ : كرم. وعزّ الشىء عزّا وعزازة. تعذر. وعززت الرجل : غلبته ، وعززته (٥)؟ أيضا : أغنيته ، وقرىء بهما. (٦)

__________________

(١) التهذيب ١ / ٧٠ مادة «عشش» : حجاج ما سجلك بالمعشوش.

واللسان مادة «عشش» :

* حجاج ما نيلك بالمعشوش*

وفى ديوان رؤبة :

* حارث ما سجلك بالتغطيش*

وما جدا عينك بالطشوش وعلى رواية الديوان لا شاهد فيه ديوان ، رؤية ص ٧٨.

(٢) فى التهذيب ١ / ٧١ مادة «عشش» «وعششت النخلة : إذا قل سعفها ودق أسفلها ، وجاء مثله فى اللسان «عشش»

(٣) جاء الشاهد فى كتاب العين ٨٠ ، واللسان / عشش ، عنفبص من غير نسبة. وفسر ابن منظور : الورهاء بالحمقاء ، والعنفص بالعليلة الجسم أو العاهرة. ورواية ب «عشة» بضم العين والصواب : الفتح.

(٤) جاء البيت الثانى فى العين ٨١ برواية الأفعال منسوبا للفرزدق يصف قطاة ، وكذا نسب فى التهذيب ١ ـ ٧٠ واللسان ـ عشش ، ورواية التهذيب «فلو تركت». ولم أقف على الشاهد فى ديوان الفرزدق ، وفى القافية إقواء.

(٥) فى أ «تعزر» وفى ب «تعزز» وأثبت ما جاء فى ق.

(٦) يشير إلى قراءة أبى بكر وأبى عمرو فى قوله تعالى (فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ) بالتخفيف. الآية ١٤ / يس إتحاف قضلاء البشر ٣٦٣.

٢٠٥

قال أبو عثمان : وعزّت الأرض : صلبت واشتدّت فهى عزاز وعزّزها المطر : صلّبها وشدّدها. ومنه قوله عزوجل (فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ) (١) أى : شدّدنا. وقرأ أبو عمرو (٢) :

«فعززنا» بالتخفيف ، وقال المتلمّس (٣) :

٤١٦ ـ أجد إذا رحلت تعزّز لحمها

وإذا تشدّ بنسعها لا تنبس (٤)

(رجع)

وأعززنا : صرنا فى عزاز الأرض.

وأعزّت الشّاة : ظهر حملها وعظم ضرعها

* (عنّ) : وعنّ (٥) الشىء عننا وعنونا : عرض.

وأنشد أبو عثمان.

٤١٧ ـ فعن لنا سرب كأنّ نعاجه

عذارى دوار فى الملاء المذيّل (٦)

وعننت الكتاب : كتبت عنوانه.

وعنّ الرجل : كثر اعتراضه للأمور ، فهو معنّ. وأعنّت السماء : صار لها عنان ، وهو السحاب.

* (عقّ) : وعقّ عن ولده : ذبح نسيكة : وهى العقيقة. وعققت الشىء عقّا : شققته. وعقّ أباه : استخفّ [١٦ ـ ب] به ، وعقّ رحمه : قطعها.

قال أبو عثمان : عقّ عقّا وعقوقا فى قطيعة الرّحم والوالدين ، قال زهير :

٤١٨ ـ فأصبحتما منها على خير موطن ..

بعيدين فيها من عقوق ومأثم (٧)

__________________

(١) الآية : ١٤ / يس.

(٢) جاء فى إتحاف فضلاء البشر ٣٦٣ واختلف فى «فعززنا» فأبو بكر بتخفيف الزاى من عز : غلب فهو متعد ... والباقون بتشديدها من عز .. فهو لازم عدى بالتضعيف. إتحاف فضلاء البشر ٣٦٢.

(٣) المتلمس لقب الشاعر وفى اسمه خلاف وأكثره ترددا «جرير بن عبد المسيح».

(٤) رواية الديوان.

عنس إذا ضمرت تعزز لحمها

وإذا تشد بنسعها لا تنبس

ديوان المتلمس الضبعى ١٨٠ ط القاهرة ١٣٩٠ ه‍ ١٩٧٠ م.

(٥) ب : «عنن «بفك الإدغام.

(٦) الشاهد لامرئ القيس الديوان ٢٢.

(٧) ديوان زهير بن أبى سلمى ١٦ ط القاهرة ١٣٦٣ ه‍.

٢٠٦

قال : وكلّ شىء شققته فى الأرض فهو عقيق ومعقوق. ومنه الوادى المعروف بالمدينة. وعقّت تميمة الصبىّ : قطعت وعقّها قاطعها. (رجع)

قال أبو عثمان : وعقّ الماء فهو عقاق مقلوب من قعاع (١) : إذا اشتدّت مرارته قال الراجر :

٤١٩ ـ بحرك عذب الماء ما أعقّه

ربّك والمحروم من لم يسقه (٢)

(رجع)

وأعقّت الفرس : حملت (٣)

* (عجّ) : وعجّ القوم يعجّون (٤) عجيجا : رفعوا أصواتهم داعين ، والحاجّ (٥) ملبّين.

وأنشد أبو عثمان لورقة بن نوفل :

٤٢٠ ـ ولو جافى الّذى كرهت قريش ..

ولو عجّت بمكّتها عجيجا (٦)

أراد به دخولا فى الدين.

قال أبو عثمان : وعجّ البعير فى هديره عجّا وعجيجا ، قال الراجز :

٤٢١ ـ أنعت قرما فى الهدير عاججا (٧)

فإن كرّر هديره ، قيل : عجعج.

(رجع)

وأعجّت الريح : اشتدّت.

* (علّ) : وعلّ الإنسان علة : مرض ، وعللته بالشّراب عللا : سقيته بعد نهل.

__________________

(١) أ : فهو عقاق مقلوب من قعاع ، بفتح العين من «عقاق» والقاف من قعاع ، وأثبت ما فى ب والتهذيب.

(٢) الشاهد فى التهذيب ١ / ٥٧ للنابغة الجعدى بلفظة «سيبك» فى موضع «ربك».

وفى اللسان مادة «عقق» للنابغة الجعدى برواية «بحر الجود» موضع «عذب الماء». وجاء فى شعر الجعدى ٢٤٨ برواية اللسان ، وعلق المحقق بقوله : ورد هذا البيت فى الأغانى ١٩ / ١٥٥ ، والكامل ٦٦٠ منسوبا إلى عويف الكوفى .. غير أنه ورد فى اللسان ـ عقق منسوبا للجعدى ، وعرف عويفا بأنه شاعر مقل من شعراء الدولة الأموية ، ومن ساكنى الكوفة.

(٣) ب : «حبلت» بالباء الموحدة. وأثبت ما فى أوالتهذيب.

(٤) أ : «يعجون» بفتح العين والأصوب : «يعجون» بكسرها.

(٥) والحاج ملبين : على إرادة الجنس ، أو اسم الجمع.

(٦) جاء كذلك فى كتاب العين ٧٧ منسوبا لورقة بن نوفل ، والرواية فيه «وإن عجت» «مكان» ولو عجت.

(٧) جاء الشاهد فى كتاب العين ٧٧ من غير نسبة برواية «بالهدير» وجاء فى تهذيب ابن السكيت ١٣٧ منسوبا لهميان بن قحافة السعدى.

٢٠٧

وأنشد أبو عثمان :

٤٢٢ ـ أغنّ غضيض الطّرف باتت تعلّه ..

صرى ضرّة شكرى فأصبح طاويا (١)

وقال الآخر :

٤٢٣ ـ تعلّه من حلب وتنهله (٢)

يعنى الفرس ، وعللت (٣) الأديم : أشبعته بالصّبّاغ ، وعلّت الإبل : انصرفت عن الماء ، ولم ترو (٤) ، وأعلّها موردها.

قال أبو عثمان : علّت : إذا شربت ثانية ، ومنه المثل «سمتنى سوم عالّة (٥) يقال : علّ يعلّ ، ويعلّ ، قال الراجز :

٤٢٤ ـ ظلّت بروض البردان تغتسل (٦)

ومشرب تشرب منه فتعل

وأعلّ الرّجل : وقعت العلّة فى ماله.

الثلاثى الصحيح

فعل :

* (عقب) : عقبت من فلان بخير. أتيت به من عنده

وأنشد أبو عثمان :

٤٢٥ ـ فعقبتم بذنوب غير مرّ (٧)

(رجع)

__________________

(١) هكذا جاء فى اللسان / طوى ، ونسب للراعى.

(٢) ا ، ب : فعله من حلب وننهله .. بالنون الموحدة وبهذه الرواية جاء الشاهد فى كتاب الإبل للأصمعى ١٣١ ط بيروت من غير نسبة.

(٣) ب : «وعللت» بالتضعيف. وصوابه التخفيف.

(٤) جاء فى اللسان مادة «علل» وفى أصحاب الاشتقاق من يقول هو بالغين المعجمة كأنه من العطش والأول هو المسموع ، أبو عبيد عن الأصمعى : أعللت الإبل فهى إبل عالة إذا أصدرتها ولم تروها قال أبو منصور : هذا تصحيف والصواب ، أغللت الإبل بالغين : وهى إبل غالة ، وروى الأزهرى عن نصير الرازى قال صدرت الإبل غالة وغوال ، وقد أغللتها من الغلة والغليل وهو حرارة العطش ، وأما أعللت الإبل وعللتها فهما ضدا أغللتها» وقد رجعت إلى كتاب تهذيب اللغة فوجدت سقطا بين الجزء السابع والجزء الثامن شمل أبواب المضاعف من حرف الغين ، وبعض أبواب الثلاثى الصحيح.

(٥) المثل فى مجمع الأمثال ٢ / ١٢ «عرض على الأمر سوم عالة ويقال : «سامه سوم عالة».

(٦) هكذا جاء الشاهد فى كتاب الإبل للأصمعى ١٣١ منسوبا للرماح بن ميادة المرى.

(٧) جاء فى العين ٢٠٣ من غير نسبة ؛ وجاء فى التهذيب ١ / ٢٧٥ منسوبا لطرفة برواية : «غير مر» بفتح راء «غير» وميم «مر» وهكذا جاء فى اللسان مادة «عقب» من غير نسبة ورواية الديوان :

ولقد كنت عليكم عاتبا ..

فعقبتم بذنوب غير مر

بكسر الراء «غير» وضم ميم «مر». ديوان طرفة ص ٥٩ ط بيروت. ١٣٨ ه‍ ١٩٦١ م ، وديوانه ٦٧ ط أورية

٢٠٨

وعقب فلان بعد فلان ، وعقب الشىء بعد الشىء : جاء بعده.

وأنشد أبو عثمان :

٤٢٦ ـ عقب الرّذاذ خلافهم فكأنّما

بسط الشّواطب بينهنّ حصيرا (١)

الشّواطب : النّساء اللّواتى يشطبن البردىّ للحصر. (رجع) (٢)

وعقب الرّجل مكان أبيه : حلّ محلّه ، وعقب الزّوج للمرأة بعد الزّوج ، وعقب فلان فلانا فى أهله : بغاهم بشر.

وعقبت الرّجل : ضربت عقبه ، وعقبت الشّىء : شددته بالعقب. وعقبت الإبل : تحوّلت من مرعى إلى غيره عقبا فى جميعها ، وأعقب الله بخير : جاء (٣) به بعد شدّة. وأعقبت الرجل : ركبت عقبة (٤) ، وركب أخرى ، وأعقبته أيضا : صرت مكانه وأعقبته خيرا أو شرّا بما صنع : صنعته به ، وأعقب الطّعام وغيره أذى : كان ذلك فى عاقبته

قال أبو عثمان : وأعقبه الله به خيرا ، والاسم منه العقبى. وهو شبيه بالعوض ، وأنشد لأبى ذؤيب :

٤٢٧ ـ أودى بنىّ وأعقبونى حسرة

بعد الرّقاد وزفرة ما تقلع (٥)

ويروى : «وعبرة».

وأعقب الأمر : حسنت عاقبته ، وأعقب الرجل : رجع إلى خير ، وأعقبت البئر : شددت طيّها من ورائها ، وأعقب مستعير القدر : رد فيها مما طبخ : وهى العقبة.

__________________

(١) نسب الشاهد فى العين ٢٠٣ والتهذيب ١ / ٢٨٢ لجرير ، وجاء فى اللسان مادة عقب من غير نسبة ، ولم أعثر عليه فى ديوان جرير ط القاهرة ١٩٦٩ م.

(٢) (رجع) لفظة لم ترد فى النسخ ، ونسق التأليف يقتضى ذكرها.

(٣) ق ، ع : «أتى»

(٤) أ ، ب : «عقبة» ـ بفتح العين ـ وأثبت ما جاء فى ق ، والعين / ٢٠٥ ، واللسان / عقب ، وفسر صاحب العين العقبة ، فقال : «والعقبة فيما قد روا بينهما فرسخان.

(٥) ديوان الهذليين ١ / ٢ والشاهد لأبى ذؤيب من قصيدة يرثى أولاده وقد أصابهم الطاعون ورواية الديوان :

أودى بنى وأعقبونى غصة ..

بعد الرقاد وعبرة لا تقلع

ويروى «وأودعونى حسرة»

٢٠٩

وأنشد أبو عثمان للكميت :

٤٢٨ ـ وحاردت النكد الجلاد ولم يكن ..

لعقبة قدر المستعيرين معقب (١)

وأعقبت الغزو بعد الغزو (٢) ، والصّلاة بعد الصّلاة : تابعت (٣) ، وأعقب فلان بالعزّ (٤) ذلّا.

وأنشد أبو عثمان :

٤٢٩ ـ كم من عزيز أعقب الذلّ عزّه ..

فأصبح مرحوما وقد كان يحسد (٥)

قال أبو عثمان : وأعقب فلان : ترك عقبا. (رجع)

* (عتم) : وعتمت عن الشىء عتما وعتوما : كففت عنه بعد المضىّ فيه.

وعتم الضيف والقرى ، والخبر : تأخّر ، وأبطأ.

وأنشد أبو عثمان :

٤٣٠ ـ يبنى العلا ، ويبتنى المكارما

قراه للضّيف يثوب عاتما (٦)

وأعتمنا : صرنا فى عتمة اللّيل.

قال أبو عثمان : وأعتم القوم وعتموا أيضا : إذا ساروا فى ذلك الوقت وأوردوا (٧) فيه إبلهم أو أصدروا. (رجع)

* (عصر) : وعصرت الشىء عصرا : أخرجت عصارته.

__________________

(١) هكذا جاء الشاهد فى هاشميات الكميت ٢٣ ط القاهرة وانظر اللسان / عقب.

(٢) أ : «الغرو بعد الغرو» بالراء غير المعجمة «تحريف».

(٣) ما بعد لفظة «الغزو» إلى هنا مكرر فى ب سهو من الناسخ.

(٤) أ. ب «بالعزو» تحريف ، وأثبت ما جاء فى العين ٢٠٤ ، واللسان / عقب.

(٥) أ. ب : الذل عزه .. برفع الذل ونصب العز.

وصوابه ما جاء فى العين ٢٠٤ واللسان ـ عقب ، لأن المعنى يقتضى نصب الأول ورفع الثانى ، ولم ينسب الشاهد فى العين والتاج ـ عقب.

(٦) جاء الرجز فى اللسان ـ عتم من غير نسبة ورواية البيت الثانى :

أقراه للضيف يؤوب عاتما

ولم أقف له على قائل.

(٧) ب «أو أوردوا»

٢١٠

وأنشد أبو عثمان :

٤٣٠ ـ والعود يعصر ماؤه. ولكلّ عيدان عصاره (١)

وعصرت إلى الشىء : لجأت ، وعصرت الشىء : أعطيته وحبسته من الأضداد. ومنه اعتصار الصّدقة (٢).

وأنشد أبو عثمان لطرفة :

٤٣١ ـ لو كان فى أملاكنا واحد ..

يعصر فينا كالّذى تعصر (٣).

وقال ابن أحمر :

٤٣٢ ـ وإنّما العيش بربانه

وأنت من أفنانه معتصر (٤)

(رجع)

وأعصرت الجارية : بلغت.

قال أبو عثمان : وقال الكسائى :

أعصرت الجارية فهى معصر ، وهى التى راهقت العشرين.

قال عنترة بن الأخرس (٥) :

٤٣٤ ـ حارية بسفوان دارها

قد أعصرت أوقددنا إعصارها

[١٧ ـ أ] تمشى الهوينى مطلقا خمارها

ينحلّ من غلمتها إزارها (٦)

وقال أيضا (٧) :

٤٣٥ ـ اعمد إلى أفصى ولا تأخّر

فكن إلى ساحتهم ثمّ أصفر

__________________

(١) هكذا جاء الشاهد فى الجمهرة ٢ ـ ٣٥٤ منسوبا للأعشى ، والشاهد للأعشى ميمون بن قيس من قصيدة يهجو شيبان بن شهاب الجحدرى. الديوان ١٩٧ ط بيروت.

(٢) ق ، ع «واعتصار الصدقة منه» وهما سواء.

(٣) «رواية أ. ب «واحدة» بالنصب خطأ ، وعلق المقابل على هامش ب بقوله : الرواية «أحد». وفى ب «تقتصر» تحريف.

وأثبت ما جاء فى التهذيب ٢ ـ ١٨ ، واللسان ـ عصر ، وجاء فى العين ٣٤٧ برواية «يعصرنا مثل الذى»

وراوية الديوان ١٥٤ ط أروبة تتفق مع راوية الأفعال.

(٤) هكذا جاء ونسب فى التهذيب ٢ ـ ١٨ ، واللسان ـ عصر.

(٥) أ. ب عبدة بن الأخرس ، ولم أجد من ترجم لعنترة بن الأخرس ، وقد وجدت فى اللسان ـ هلف رجزا لعنترة ابن الأخرس.

(٦) جاء الرجز فى العين ٣٤٥ مخالفا لترتيب الأفعال ، فقد جاء البيت الثانى منه فى مكان الرابع. ونسبه محقق العين بالمظار بن مرثد الأسدى نقلا عن اللسان ـ عصر ، وقد جاء البيت الثانى فى التهذيب ٢ ـ ١٧ ونسبه المحقق لمنظور بن مرثد نقلا عن الجمهرة ، وجاءت الأبيات الأول والثانى والثالث ، فى الجمهرة ٢ ـ ٣٥٤ منسوبة لمنظور بن مرثد الأسدى ، وكذلك جاءت ، ونسبت فى اللسان ـ عصر. ولعل السهو دخل على أبى عثمان فى النسبة من مجىء شاهد بعد ذلك لعنترة ابن الأخرس.

(٧) أى : عنترة بن الأخرس.

٢١١

تأتك من هلّوفة أو فعصر (١)

(رجع)

وأعصرت الرياح : أثارت السحاب والغبار ، وأتت بالمطر.

قال أبو عثمان : قال أبو زيد : أعصرت الريح إعصارا. والاسم أيضا : الإعصار ، وهو ما سطع فى السماء مستديرا ، والجمع الأعاصير. قال الله ـ عزوجل ـ (٢)(إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ) (٣) وقال الشاعر :

٤٣٦ ـ وبينما المرء فى الأحياء مغتبطا.

إذ صار فى الرّمس تعفوه الأعاصير (٤)

وأعصر القوم : مطروا.

قال أبو عثمان : وبذلك يقرأ من يقرأ : «فيه يغات الناس وفيه يعصرون (٥)» بضم الياء. ومن قرأ يعصرون بفتح الياء فهو من عصر العنب كذا قال صاحب العين (٦). وقال أبو عبيدة : معناه ينجون من الجدب مأخوذ من العصر : وهو الملجأ. وقال غيره : معناه : يصيبون مأخوذ من قولك : اعتصرت الشىء : إذا أصبت منه.

وتناولته ، ومنه قول الشاعر :

وأنت من أفنانه معتصر (٧)

(رجع)

* (عنف) : وعنف فى الأمر والسّير عنفا : ضدّ رفق ، فهو عنيف.

__________________

(١) هكذا جاء الرجز فى تهذيب ألفاظ ابن السكيت ٣٤١ ، واللسان ـ هلف ، ونسب فيهما لعنترة بن الأخرس وفى أ ، ب «تأتيك» سبق قلم من الناسخ ، لأن الفعل واقع فى جواب الأمر.

وفى «أ» واللسان «هلوفة» والهلوفة العجوز وفى ب «هلوبة» ومن معال الهلوبة فى اللسان مادة «هلب» أنها المرأة تتقرب من خلها وتحبه ، وتقصى زوجها.

(٢) أ : «تعالى» وأثبت ما جاء فى ب ، لأنه يتفق ونسق التأليف.

(٣) الآية ٢٦٦ ـ البقرة.

(٤) فى التهذيب ٢ ـ ١٦ واللسان مادة / عصر «إذا هو الرمس» فى موضع «إذ صار فى الرمس» وفى أللتراب فى موضع الرمس» ، وجاء فى هامش التهذيب أنه من ستة أبيات أوردها الحريرى فى درة الغواص ٣٣ ط الجوانب ويقال : إنها لحريث بن جبلة وجاء الشاهد فى اللسان ـ عصر نم غير نسبة ، كذلك جاءت رواية اللسان عصر «منتبط»

(٥) الآية ٤٩ ـ يوسف.

(٦) انظر الجزء المحقق من كتاب العين ص ٣٤٥ ط بغداد.

(٧) الشاهد عجز بيت وجاء قبل ذلك فى نفس المادة منسوبا لابن أحمر.

٢١٢

وأنشد أبو عثمان للفرزدق :

٤٣٧ ـ إذا جاءنى يوم القيامة سائق

عنيف وسوّاق يسوق الفرزدقا (١)

وقال امرؤ القيس :

٤٣٨ ـ ويلوى بأثواب العنيف المثقّل (٢)

وقال الآخر :

٤٣٩ ـ لم يركبوا الخيل إلا بعد ما هرموا

فهم ثقال على أكتافها عنف (٣)

جمع عنيف : وهم الّذين ليس لهم رفق بركوبها.

وأعنفتك مثل عنّفتك (٤).

* (عشر) : وعشرت القوم أعشرهم.

صرت عاشرهم. وعشرتهم أعشرهم : أخذت عشر أموالهم.

قال أبو عثمان : قال أبو زيد : وعشرت المال أعشره عشرا ، وعشورا ، وخمسته أخمسه ، ولم يقولوا ذلك فى غير هذين من أسماء العدد. (رجع)

وأعشر القوم : صاروا عشرة.

وأعشروا أيضا صاروا فى عشر ذى الحجة. وأعشروا أيضا : وردت إبلهم عشرا.

* (عذق) : وعذقت الرجل (٥) بشرّ وقبيح (٦) وسمته. وأعذق النّخل والإذخر : (٧) : طلعت عذوقهما.

__________________

(١) فى ديوان الفرزدق ٢ ـ ٥٧٨.

* إذا جاءنى يوم القيامة قائد*

ورواية اللسان ـ

عنف ...

إذا قادنى يوم القيامة قائد

(٢) الشاهد عجز بيت لامرىء القيس وصدره :

* يطير الغلام الخف عن صهواته*

ديوان امرىء القيس ٢٠.

(٣) جاء الشاهد فى اللسان ـ عنف من غير نسبة ولم أقف على قائله.

(٤) جاء فى ق بعد ذلك : وعرفت الشىء عرفة وعرفانا ، بكسر العين وعلى القوم : صار لهم عريفا ، وعند المصيبة :

صبر ، وأعرف الطعام : طاب عرفه ، بفتح العين وهى رائحته ، والفرس : طال عرفه ، وقد ذكرهما أبو عثمان تحت بناء فعل وفعل بفتح العين وكسرها مع ضم الفاء فى فعل من نفس الباب.

(٥) عبارة ق. ع «وعذقت الشاة عذقا : وسمتها بسمة تخالف سائر لونها ، والرجل بشر وقبيح : مثله.

(٦) ب «وبقبيح» وأثبت ما جاء فى أ ، ق ، ع.!

(٧) ب : «وأعذق الإذخر والنخل» هما سواء.

٢١٣

* (عزب) : وعزب الرجل عزبة وعزوبة : لم يكن له أهل. وعزب الحلم عزوبا : فقد. وعزبت الماشية وغيرها : بعدت. وعزب الشّىء أيضا : خفى. ومنه. «لا يعزب عن الله شىء».

قال أبو عثمان : يقال : عزب الكلأ عزوبا إذا كان بعيد المطلب ، وقال (١) أبو النجم :

٤٤٠ ـ * وعازب نوّر فى خلائه (٢) *

وأعزب القوم : أصابوا عازبا من الكلأ (٣). (رجع)

* (عنق) : وعنقته : ضربت عنقه.

وأعنقت فى السّير ، والعنق : دون الإسراع.

وأنشد أبو عثمان :

٤٤١ ـ لمّا رأتنى عنقى دبيب

وقد أرى وعنقى سرحوب (٤)

قال أبو عثمان : وأعنقت الكلب : جعلت فى عنقه قلادة.

* (عمن) : قال وقال أبو بكر : عمن (٥) الرّجل بالمكان يعمن : إذا أقام به ، قال وأحسب منه اشتقاق «عمان» : بلد باليمن. وأما «ابن الكلبىّ (٦)» فزعم أن «عمان» : اسم رجل سمّى البلد به. (رجع)

__________________

(١) ب : «قال».

(٢) الشاهد فى التهذيب ٢ / ١٤٨ واللسان مادة عزب «غير معزو».

(٣) ب : «الكلاء» وما جاء فى أ. أدق.

(٤) جاء الشاهد فى العين ـ عنق ١٩١ منسوبا لرؤبة برواية «دبيت» بتاء مثناة فوقية : تحريف ، ولم أقف على الشاهد فى ديوان رؤبة وملحقاته.

والرواية فى أ «سرحوب» بفتح السين ، والضم أدق.

(٥) ذكر ابن القوطية أعمن فى الرباعى الصحيح من حرف العين. وذكرها أبو عثمان فى باب فعل وأفعل باختلاف ناقلا عن أبى بكر ما جاء منها على ثلاثة حرف.

(*) ابن الكلبى المنذر حاتم بن محمد بن السائب بن بشر الأخبارى النسابة. كان عالما بالنسب ، وأخبار العرب ، وأيامها ووقائعها ، أخذ عن أبيه ، وعن مجاهد وعن محمد أبى السرى البغدادى ، وأبى الأشعث أحمد بن المقدم مات سنة أربع ومائتين ، وقيل ست ومائتين ، ولرك من المصنفات العدد الكثير عن معجم الأدباء ١٩ / ٢٨٧.

٢١٤

وأعمن : أتى «عمان».

٤٤٢ ـ فإن ينجدوا أتهم خلافا عليهم

وإن يعمنوا مستحقبى الحرب أعرق (١)

* (عصف) : قال أبو عثمان : وعصف الزّرع يعصفه عصفا : إذا جزّ عنه عصفه (٢).

ويقال عصيفه (٣) أيضا وهو الورق الذى يجزّ عنه مخافة الاضطجاع : يفعل ذلك به ليخف ، وأعصف الزرع إذا طال عصفه (٤) : وهو ورقه (٥) كأنّه كرّاث الأمصار. وقال أبو بكر : العصف يكون للزّرع وغيره : وهو الورق الذى يتفتّح عن الثّمرة ، والسّنبلة وهى العصيفة ومنه قوله عزوجل (كَعَصْفٍ مَّأْكُول) (٦)

قال الشاعر :

٤٤٣ ـ يسقى مذانب قد زالت عصيفتها

حدورها من أتىّ الماء مطموم (٧)

وأعصف الرّجل : إذا جار عن الطّريق.

* (عظر) : وعظر الشّىء عظرا : كرهه واشتدّ عليه ، وأعظره الشّراب : ثقل عليه وكظّه. (رجع)

فعل وفعل :

* (عسم) : عسم عسما (٨) : كسب ، وعسم فى الحرب عسما : اقتحم.

__________________

(١) جاء الشاهد فى اللسان مادة «عمن» منسوبا للعبدى «الممزق» وفى مادة تهم منسوبا له كذلك ، وروايته :

* فان تتهموا أنجد خلافا عليكم*

وإن تعمنوا مستحقبى الحرب أعرق

وكذا جاء فى الإصلاح ٣٤١ ورواية أ ، ب «الجوب» فى مكان «الحرب» سهو من الناسخ. وفى الأصمعيات الأصمعية ٥٨ «فإن يتهموا» فى الشطر الأول ، «إن يعمنوا فى الشطر الثانى».

(٢) أ : «عصفة» وما جاء فى ب أثبت وأدق.

(٣) : «عصيف» من غير إضافة.

(٤) أ : «عصفه» بضم العين والعصف بفتحها أدق.

(٥) أ : «ورقه» بالنصب خطأ من الناسخ.

(٦) : الآية ٥ ـ الفيل.

(٧) البيت لعلقمة بن عبدة وفى الديوان : «تسقى».

و «أنى» بالنون الموحدة ، وفى ب «خرورها» من الخرير تحريف.

ديوان علقمة ١٩ وانظر اللسان / عصف.

(٨) هامش اللوحة ٨٥ من النسخة ب : «بلغ مقابلة بالأصل المنسوخ منه بدمشق ، من أصل السلطان الملك الناصر رحمه‌الله أمين ، مقابلة غاية الطاقة والجهد ، بعون الله وتوفيقه.»

٢١٥

قال أبو عثمان : وعسمت العين : ذرفت : قال : وعسم الرجل : طمع. قال الرّاجز :

٤٤٤ ـ استسلموا كرها ولم يسالموا

كالبحر لا يعسم فيه عاسم (١)

أى : لا يطمع فيه طامع يغالبه ويقهره. (رجع)

وعسمت اليد عسما : يبست.

قال أبو عثمان : قال الأصمعى : العسم (٢) فى الكفّ والقدم : أن ييبس مفصل الرّسغ حتّى تعوجّ (٣) الكفّ والقدم. وأنشد :

٤٤٥ ـ فى منكبيه وفى الأرساغ واهنة

وفى مفاصله غمز من (٤) العسم

(رجع)

[وأعسمت : أعطيت.

* (عمر) : وعمر المكان ، وعمرته عمارة.

وعمر الرّجل : طال عمره (٥)]

وأنشد أبو عثمان للبيد :

٤٤٦ ـ وعمرت حرسا قبل مجرى داحس

لو كان للنّفس الّلجوج (٦) خلود

قال أبو عثمان : ويقال : عمر فلان ماله يعمره عمارة. وزاد الأصمعىّ : وعمورا وعمرانا. وقال يعقوب : يقال فى الدّعاء عمرك الله ، أى : أبقاك الله.

هذان (٧) بفتح الميم فى الماضى. (رجع)

__________________

(١) جاء البيت الثانى فى الجمهرة ٣ ـ ٣٣ منسوبا للعجاج وقبله

* وها لهم منك إياد داهم*

وجاء الثانى وحده فى التهذيب ٢ ـ ١٢٠ من غير نسبة ، وجاءت الأبيات الثلاثة فى اللسان ـ عسم منسوبة للعجاج ، ولم أقف عليها فى ديوان العجاج ط بيروت ١٩٧١ م

(٢) أ «العسم» بسكون السين ، والذى جاء فى كتاب خلق الإنسان للأصمعى ٢٠٩ ط بيروت.

«وفى الكف والقدم العسم ، بفتح السين وهو أن : ييبس مفصل الرسغ حتى تعوج الكف والقدم قال ساعدة وأنشد البيت.

(٣) ب : «يعوج» بالياء المثناة التحتية وهما جائزان.

(٤) البيت لساعدة بن جوية الهذلى : ورواية الديوان ، وكتاب خلق الإنسان. للأصمعى «وفى الأصلاب» مكان «وفى الأرساغ» ديوان الهذليين ١ ـ ١٩٢ وكتاب خلق الإنسان للأصمعى ٢٠٩.

(٥) ما بعد «من العسم» إلى هنا تكملة من ب.

(٦) رواية الديوان : «وغنيت سبتا» فى موضع «وعمرت حرسا» وتتفق فى ذلك مع رواية ابن السكيت فى إصلاح المنطق ص ١١ ط القاهرة وعلى هذه الرواية لا يوجد شاهد فى البيت.

ديوان لبيد ص ٤٦ بيروت ١٣٨٦ ه‍ ١٩٦٦ م

(٧) أ ، ب «هذان» ولم أقف على عبارة ابن السكيت فى الإصلاح وغيره مما راجعت من كتب.

٢١٦

وأعمرتك الشىء : جعلته لك عمرك. واسم العطيّة العمرى. وأعمرت الأرض : وجدتها عامرة. وأعمرت الإنسان : وجدته يعتمر.

* (عطن) : وعطنت الإبل عطونا : أقامت عند الماء ، وأعطنتها أنا.

وأنشد أبو عثمان [للبيد (١)]

٤٤٧ ـ عافتا الماء فلم نعطنهما

إنّما يعطن أصحاب العلل (٢)

وقال كعب بن زهير : [١٧ ـ ب]

٤٤٨ ـ ويشربن عن بارد قد علم

ن بألّا دخال وألّا عطونا (٣)

وعطنت الإهاب عطنا : غممته (٤) لينتثر صوفه.

وعطن الجلد عطنا : تغيرت ريحه (٥).

وأعطن القوم : صارت إبلهم فى العطن.

* (عبد) : وعبد الله عبادة.

وعبد (٦) من الشىء عبدا : أنف ، وعبد عليك : غضب.

وأنشد أبو عثمان :

٤٤٩ ـ أولئك قوم إن هجونى هجوتهم ..

وأعبد أن تهجى تميم بدارم (٧)

__________________

(١) «للبيد» تكملة من ب.

(٢) فى أ : «تعطنهما» بالتا المثناة ، «وتعطن «بالتاء المثناه وبناء الفعل للمجهول ، «والعلل» بكسر العين ، وب ، «يعطنهما» بالياء المثناة.

وفى اللسان «نعطنهما» ورواية الديوان :

عافتا الماء فلم نعطنهما ..

إنما يعطن من يرجو العلل

ديوان لبيد ١٤٣ ط بيروت ١٣٨٦ ه‍ ١٩٦٦ م.

(٣) تتفق رواية اللسان مع «أ» ورواية الديوان «ب» «أن لادخال» ديوان كعب بن زهير ١٠٥ ط القاهرة ١٣٦٩ ه‍ ١٩٥٠ م.

(٤) ب : «عممته» بالعين المهملة ، وأثبت ما جاء فى أ ، ق ، ع.

(٥) ب : «تغبرت» بالباء الموحدة.

(٦) أ «وعبدا». بألف فى آخر الفعل : تصحيف.

(٧) نسب فى التهذيب ٢ ـ ٢٣٨ واللسان والتاج / عبد ، للفرزدق برواية :

* وأعبد أن أهجو كليبا بدارم*

ولم أعثر عليه فى ديوانه.

٢١٧

قال : ومنه قوله عزوجل (فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ)(١). وتقرأ.

أيضا : «فأنا أوّل العبدين (٢)» أى : الأنفين. (رجع)

وأعبدتك عبدا : أعطيتكه ، وأعبدت الحرّ : جعلته عبدا.

وأنشد أبو عثمان :

٤٥٠ ـ علام يعبدنى قومى وقد كثرت

فيهم أباعر ما شاءوا وعبدان (٣)

وأعبدت الرّجل : ضربته. وأعبد الرّجل : افتقر. وأعبد به : ذهبت راحلته.

* (عتب) : [وعتب](٤) عتبا : سخط.

قال أبو عثمان : وزاد أبو زيد : وعتبانا ومعتبة وأنشد :

٤٥١ ـ تبيت الملوك على عتبها

وشيبان إن غضبت تعتب (٥)

(رجع)

وعتب الفحل عتبانا : قفز على ثلاث.

قال أبو عثمان : وعتب الرّجل أيضا : وثب على رجل واحدة. قال الشاعر :

٤٥٢ ـ أقول لمطوىّ النّصيحين بعد ما

طوى اليوم من مطوىّ كلّ مكان

__________________

(١) الآية ٨١ / الزخرف ، والآية تكملة من ب.

وقد نسب صاحب البحر المحيط ٨ ـ ٨ القراءة للسلمى واليمانى.

(٢) لم يشر إلى تلك القراءة صاحب إتحاف فضلاء البشر ، وقال صاحب التهذيب ٢ ـ ٢٣٠ «على أنى ما علمت أحدا قرأ فأنا أول العبدين .. وإذا لم يقرأ به قارئ مشهور لم يعبأ به».

ونقلها صاحب الكشاف فى تفسير سورة الزخرف.

(٣) جاء فى نوادر أبى زيد ٨٧ وتهذيب ألفاظ ابن السكيت ٤٧٦ من غير نسبة وجاء فى التهذيب ٢ / ٢٣٣ فى اللسان / عبد برواية «حتام» من غير نسبة ، ثم جاء فى المادة نفسها برواية «علام» منسوبا للفرزدق.

وفى أوب ورواية اللسان الثانية «يعبدنى» بفتح الباء وفى أواللسان فى روايتيه «عبدان» بكسر العين.

ولم أعثر على الشاهد فى ديوان الفرزدق.

(٤) «وعتب» تكملة من ب.

(٥) هكذا جاء الشاهد فى الجمهرة ١ ـ ١٩٦ من غير نسبة ، ولم أقف على قائله.

٢١٨

أما تريان المزن غرّا كأنّه ..

ردى حضن والبرق كالعتبان (١)

وعتب الرّجل عتبا : وقع فى مشقّة.

وعتب الأمر : تكّدر أو (٢) صار فيه عيب.

قال الشاعر :

٤٥٣ ـ فما فى حسن طاعتنا ..

ولا فى سمعنا عتب (٣)

وأعتبتك : أرضيتك.

قال أبو عثمان : ومنه قوله :

٤٥١ ـ * وشيبان إن غضبت تعتب (٤) *

* (عقد) : وعقدت العهد ، والنّكاح ، والحبل ، والخيط عقدا : شددت (٥).

وعقدت النّاقة ذنبها : لوته فعلم أنّها حامل. وعقد القلب على الشىء : لم يزل عنه. وعقد اللّسان عقدة : [احتبس (٦)] وعقد التّيس والظّبى عقدا : تعقّدت قرونهما.

قال أبو عثمان : وعقدت الشّاة عقدا ، وهو التواء فى ذنبها.

يقال : شاة أعقد. بيّن العقد (٧) (رجع)

واعقدت العسل والرّبّ : شددتهما [بالطّبخ](٨) فعقدا.

وأنشد أبو عثمان :

٤٥٤ ـ أجد إذا استنفرتها من مبرك ..

حلبت مغابنها بربّ معقد (٩)

__________________

(١) لم أقف على الشاهد فيما راجعت من كتب.

ورواية : أ «عرا» بالعين المهملة فى موضع «غرا» بالغين المعجمة.

(٢) أ : «وصار» بواو العطف.

(٣) جاء فى اللسان ، والتاج ـ عتب «من غير نسبة ، ولم أقف له على قائل ، وهو من شواهد ق على قلتها.

(٤) سبق الكلام عنه فى نفس المادة ص ٢١٨.

(٥) أ : «سددت» بالسين غير المعجمة : تصحيف.

(٦) «احتبس» تكملة من ب.

(٧) ب : «العقد» بقاف ساكنة. والتحريك بالفتح أقيس فى مصدر «عقد» مكسور العين فى الماضى.

(٨) «بالطبخ» تكملة من ب.

(٩) الشاهد سادس ستة أبيات للمتلمس قالها حين لحق بالشام هاربا من عمرو بن هند. ديوان المتلمس ١٢٨

٢١٩

* (علق) : وعلقت (١) الأنعام والطّير والوحش من الشّجر علوقا : أكلت ، والاسم : العلوق (٢). وقال عليه‌السلام (٣) : «نسمة المؤمن طائر يعلق من شجر الجنّة (٤)»

وعلق الشىء بالشىء ، والخصم بالخصم ، والشّجاع بقرنه علوقا : تشبّث. وعلق الحبّ بالقلب علقا وعلاقة. وعلق الظّبى فى الحبالة علوقا : وقع. وعلقت كلّ أنثى : حملت. وعلقت أفعل كذا وكذا : أدمت فعله (٥). وعلق الإنسان. تعلّق (٦). العلق بحلقه.

وأعلقت الشىء : مثل علقته ، وأعلقت القربة : جعلت لها علقا تعلّق به. وأعلق الرّجل : أتى بعلق : وهى الدّاهية ، وأعلقت المرأة على الصّبىّ : عالجت رفع لهاته بإصبعها ، ونهى عنه.

* (عجز) : وعجز عجزا ضدّ حزم. قال أبو زيد : ولغة فيه لبعض قيس عيلان : عجزت أعجز بكسر الجيم فى الماضى. وقال الشاعر :

٤٥٥ ـ حاولت حين صرمتنى

والمرء يعجز لا المحاله (٧)

(رجع)

وعجزت المرأة عجزا : صارت عجوزا.

وعجزت الدّابّة عجزا : أصابها داء فى عجزها. وعجزت المرأة : عظمت عجيزتها.

وأعجزنى الأمر : فاتنى.

* (عضه) : وعضه البعير عضها : أكل العضاة.

وعضهت الحيّة : قتلت بنهشتها من ساعتها.

__________________

(١) أ : «وعلفت» بالفاء الموحدة : تصحيف.

(٢) أ : «العلوق» بضم العين وأثبت ما فى ب واللسان ـ علق.

(٣) ابن القوطية : «وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم» وهما سواء.

(٤) لم أقف على الحديث فى النهاية ، وهو من شواهد ق ، ع على قلتها.

(٥) فى ق ، ع : وعلقت أفعل كذا : أدمت فعله.

(٦) أ : «يعلق» بالباء المثناة التحتية ، وآثرت ما جاء فى ب.

(٧) لم أعثر على الشاهد فى التهذيب واللسان والشطر الثانى منه مثل جاء فى مجمع الأمثال للميدانى ٢ ـ ٣٠٩.

٢٢٠