كتاب الأفعال - ج ١

أبي عثمان سعيد بن محمد المعافري السرقسطي

كتاب الأفعال - ج ١

المؤلف:

أبي عثمان سعيد بن محمد المعافري السرقسطي


المحقق: دكتور حسين محمد محمد شرف
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الشعب للصحافة والطباعة والنشر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٢٣

وأنشد أبو عثمان :

١١٤ ـ ويأشبنى فيها الألاء يلونها

ولو علموا لم يأشبونى بطائل (١)

(رجع)

وأشبه بالذّنب : لطخه ، وأشب الشّجر أشبا : التفّ.

وأنشد أبو عثمان لأبى زبيد :

١١٥ ـ أبن عريسة عنّابها (٢) أشب (٣)

وأشبت الرّماح : كذلك ، وأشب الكلام : اختلط.

* (أخذ) : وأخذ أخذا : ضدّ أعطى ، وأخذت الرجل : أسرته ، وأخذ من نفسه : كف ، وأخذ [الله (٤)] الظالم : أهلكه ، وأخذ السّمع والبصر : أعماه وأصمّه.

قال أبو عثمان : ويقال : أخذ أخذه : أى : اقتدى [به (٥)] ، وذهبت الحجاز ، وما أخذت إخذها ، ولو كنت فينا لأخذت بإخذنا (٦) ، أى : بطريقتنا وأخلاقنا. قال : وقال يعقوب : ذهب بنو فلان ومن أخذ إخذهم وأخذهم بضم الذال فيهما ، وقوم يقولون : أخذهم بفتح الذال إذا فتح الهمزة.

قال : ويقال : أخذ الفصيل أخذا : أكثر من شرب اللبن حتى بشم وفسد بطنه.

(رجع)

وأخذ البعير أخذا : كالجنون يعتريه.

قال أبو عثمان : وكذلك الشّاة.

وأخذت العين أخذا : رمدت.

__________________

(١) رواية أ ـ ب «الألى لا يلونها» ورواية الجمهرة ٣ / ٢٠٦ ، اللسان «أشب». «الذين يلونها» والبيت لأبى ذؤيب الهذلى من قصيدة له فى ديوان الهذليين ١ / ١٤٤ برواية «الأولاء يلونها».

(٢) أ ، ب «لأبى زيد. وصوابه ما أثبت».

(٣) أ : «ابن عريسة» على الإضافة وتخفيف النون مضمومة.

وفى ب : ابن عريسة بنون مشددة مفتوحة ، وعريسة براء مشددة مكسورة والعريسة : الموضع الذى يألفه الأسد ، ولم أقف على الشاهد فيما راجعت من كتب. «وبن الأرض. نبت يخرج فى رؤوس الإكام ، والأبنة بالضم العقدة فى العود جمعها أبن.

(٤) «الله» تكملة من ب.

(٥) «به» تكملة من ب.

(٦) «ب» إخذنا.

١٠١

قال أبو عثمان ، وأخذ الرّجل واستأخذ : إذا أصابه ذلك ، قال أبو ذؤيب :

١١٦ ـ يرمى الغيوب بعينيه ومطرفه

مغض كما كسف المستأخذ الرّمد (١)

يقال : كسف الرجل كسوفا : [إذا (٢)] عبس ، وكسف باله : إذا تغيّر حاله.

* (أجل) : وأجل القوم بشرّ أجلا : جناه عليهم.

وأنشد أبو عثمان لخوّات بن جبير :

١١٧ ـ وأهل خباء صالح ذات بينهم

قد احتربوا فى عاجل أنا آجله (٣)

أى : جانيه وجالبه.

وأجل الشىء أجلا : ضد عجل.

فهو آجل ، والآجلة : الآخرة (٤) ، وأجل الرّجل أجلا : اشتكى عنقه من الوساد (٥)

* (أجم) (٦) : قال أبو عثمان : وتقول : أجمت الطعام وغيره آجمه وآجمه أجما : كرهته من المداومة عليه ، والآجم الكاره للشىء ، وآجمته أنا : حملته على ما يكره ، قال الكميت :

١١٨ ـ من هلوك شمطاء تبذل للّا

مس ما يوجم العشير العشيرا (٧)

(رجع)

وأجم الطعام أجوما : كرهه أيضا.

* (أبد) : وأبد بالمكان أبودا : أقام ، وأبدت البهائم : توحّشت.

وأبد أبدا : غضب.

__________________

(١) الشاهد من قصيدة لأبى ذؤيب. ديوان الهذليين : ١ ـ ١٢٥ ، وانظر : اللسان «أخذ».

(٢) «إذا» تكملة من ب.

(٣) جاء الشاهد فى اللسان «أجل» برواية «كنت» مكان «ذات» منسوبا لخوات بن جبير ، ونقل صاحب اللسان عن ابن برى أن أبا عبيدة قال هو للختوت ، ووجده ابن برى فى شعر زهير ، وقد جاء فى ديوان زهير ١٤٥ أول بيتين ألحقهما الأعلم بآخر قصيدة من قصائد زهير ثم علق عليهما بقوله : ويلحق بالقصيدة هذان البيتان ... وقال إنهما لخوات بن جبير الأنصارى.

(٤) «فهو آجل والآجلة : الآخرة» عبارة لم ترد فى ابن القوطية.

(٥) عبارة ق : «والرجل : اشتكى عنقه من الوساد أجلا». وزاد ع : وأجلا ـ بفتح العين ـ

(٦) «أجم» جاءت فى ق تحت بناء فعل وفعل ـ بكسر العين وضمها ـ بمعنى من هذا الباب.

(٧) لم أجد البيت فى القصائد الهاشميات للكميت وشعره ط بغداد ، ولم أقف عليه فيما راجعت من الكتب.

١٠٢

* (أفر) : وأفرت القدر أفرا : اشتد غليانها كأنها تنزو (١) ، وأفر الحرّ : كذلك.

وأفر الإنسان : وثب وأسرع.

وأنشد أبو عثمان :

١١٩ ـ تأنيفهنّ نقل وأفر (٢)

أى : يطلبن أنف الكلأ ، وهو أوّله بالنقل (٣) والأفر.

قال أبو عثمان : وزاد أبو زيد أفر أفرا وأفورا : عدا ووثب. (رجع)

وأفر البعير أفرا : سمن ونشط بعد الجهد.

* (أشر) : وأشر [٧ ـ أ] الخشبة أشرا : شقّها (٤).

وأنشد أبو العلاء (٥) :

١٢٠ ـ لقد عيّل الأيتام طعنة ناشره

أناشر لا زالت يمينك (٦) آشره

أى مأشورة.

وأشرن النساء (٧) أسنانهنّ : رّققن أطرافها ، ونهى عنه.

قال أبو عثمان : وفى الحديث : «لعنت الأشرة والمأشورة (٨)».

وأنشد :

١٢١ ـ لها بشر صاف ووجه مقسّم

وغرّ الثّنايا لم تفلّل أشورها (٩)

(رجع)

وأشر أشرا : لم يحمل النّعمة والعافية.

__________________

(١) أ ، «تنزوه» وأثبت ما جاء فى ب ، ق ، ع.

(٢) جاء الشاهد فى التهذيب ٩ ـ ١٥٢ ، واللسان «أنف» منسوبا لحميد وقبله فيها :

ضرائر ليس لهن مهر

وأظنه لحميد الأرقط ، لأنى لم أجده فى ديوان حميد بن ثور الهلالى.

(٣) النقل : جرى ذوى الاجتهاد ، التهذيب ٩ ـ ١٥٢

(٤) ب : «شققهما»

(٥) أ ، ب «أبو العلاء» هو صاعد البغدادى.

(٦) جاء الشاهد فى إصلاح المنطق ٤٨ برواية «ألاعيل : وجاء فى اللسان «أشر» ، برواية أبى عثمان.

وعلق صاحب اللسان على البيت بقوله : قال ابن برى : هذا البيت لنائحة همام بن مرة بن ذهل بن شيبان ، وكان قتله ناشرة وهو الذى رباه ، قتله غدرا.

(٧) ابن القوطية : «والنساء» أسنانهن وعبارة أبى عثمان جائزة بإلحاق علامة الجمع الفعل على لغة ضعيفة.

(٨) جاء فى النهاية لابن الأثير ٤ ـ ٢١٢ «وروى عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه لعن الواشرة والمؤتشرة».

(٩) جاء الشاهد فى اللسان «أشر» برواية «وغر ثنايا» وجاء فى كتاب خلق الإنسان للأصمعى ١٩١ ضمن مجموعة الكنز اللغوى برواية الأفعال منسوبا لمالك بن زغبة الباهلى.

١٠٣

* (أتم) : وأتم المرأة أتما : جمع بين مسلكيها.

وأنشد أبو العلاء (١) :

١٢٢ ـ وأمّها خيرة النّساء على

ما خان منها الدّحاق والأتم (٢)

قال أبو عثمان : وهى الأتوم ، والأتومة ، قال المّرار :

١٢٣ ـ هى التى فى بنى عبس وإخوتها

بنو الأتومة منظور بن سيار (٣)

وأتم بالمكان أتوما : أقام فيه.

* (أجن) : وأجن الماء أجونا : تغيّر غير أنه يشرب ، وأجن لغة.

قال أبو عثمان : فهو آجن وأجن ، قال العجاج :

١٢٤ ـ أجن ومصفرّ الجمام مؤل (٤)

أى فيه الوألة : وهو البعر.

وأجن الرّجل أجنا : غضب. (رجع)

* (أرج) (٥) : قال أبو عثمان : وقال أبو زيد :

أرج الشىء أرجا : خلطه ، يقال : أرج بين الحقّ والباطل ، فهو أرّاج ومئرج ، وكذلك أرج بين القوم : أغرى ، قال رؤبة :

١٢٥ ـ يكفيك هرج المهتك الهرّاج

وأرجاز الكاذب الأرّاج (٦)

وأرج الشىء أرجا : طابت ريحه ، وانتشرت.

__________________

(١) أ ، ب «أبو العلاء» لعله صاعد بن أبى الحسن بن عيسى.

(٢) لم أقف على الشاهد وقائله فيما راجعت من كتب.

(٣) لم أقف على الشاهد فيما راجعت من كتب.

(٤) الشاهد من أرجوزة للعجاج يمدح يزيد بن معاوية بن أبى سفيان ورواية الديوان «دفن»» مكان «أجن» وهما روايتان. الديوان ١٥٩.

(٥) وضع ابن القوطية هذه المادة تحت بناء فعل وفعل بفتح العين وضمها بمعنى. من باب الثلاثى المفرد ، وبدأ أبو عثمان المادة بذكر ما يؤكد مجيئها على فعل بفتح العين بجانب مجيئها على فعل بكسرها ـ.

(٦) البيت الأول من أرجوزة لرؤبة يمدح الفضل بن عبد الرحمن الهاشمى برواية «المهرج» مكان «المهتك» ، ولم أجد البيت الثانى بين أبياتها. الديوان ٣١.

١٠٤

وأنشد أبو عثمان لذى الرمة :

١٢٦ ـ إذا استهلّت عليه غبية أرجت

مرابض العين حتّى يأرج الخشب (١)

* (ألب) (٢) : وألبت الإبل ألبا : طردتها ، وألبت القوم عليك : جمعتهم.

قال أبو عثمان : «والناس إلب واحد : أى مجتمعون ، قال الشاعر :

١٢٧ ـ النّاس إلب علينا فيك ليس لنا

إلّا السّيوف وأطراف القنا وزر (٣)

وألب الماشى : أسرع.

وأنشد أبو عثمان :

١٢٨ ـ ألم تعلمى أنّ الأحاديث فى غد

وبعد غد يألبن ألب الطّرائد (٤)

وقال الآخر :

١٢٩ ـ أعوذ بالله وبابن مصعب

بالفرع من قريش المهذّب

الرّاكبين كلّ طرف مئلب (٥)

(رجع)

وألب عليك ألبا : جار (٦).

قال أبو عثمان : وألبت الرّيح تألب ألبا ، وهى ريح ألوب : إذا كانت باردة تسفى التّراب ، وأنشد :

١٣٠ ـ مزعزعة تسفى التّراب ألوب (٧)

وألبت السّماء : أمطرت ، وألب الجرح يألب ألبا : برأ أعلاه وأسفله نغل ، فينتقض.

__________________

(١) ديوان ذ الرمة ٢٠

(٢) ذكر ابن القوطية هذه المادة تحت بناء «فعل» مفتوح العين من باب الثلاثى المفرد ، وسبقت الإشارة إلى ذلك.

(٣) الشاهد لكعب بن مالك يقوله للنبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

الكتاب ١ / ٣٧١ والمقتضب ٤ / ٣٩٧ ط القاهرة ١٣٨٨.

(٤) هكذا جاء الشاهد فى اللسان والتاج «ألب» من غير نسبة ، ونسب فى تهذيب ألفاظ ابن السكيت ، لمدرك ابن حصن الأسدى.

(٥) جاء فى تهذيب ألفاظ ابن السكيت ٢٩٣ من غير نسبة.

(٦) فى ق : «مال وجار».

(٧) لم أقف على الشاهد وقائله فيما راجعت من كتب.

١٠٥

* (أسن) (١) : قال : وقال أبو زيد : ما أسنت لذلك آسن أسنا ، أى : ما فطنت له. (رجع)

وأسن الإنسان أسنا : غشى عليه من ريح البئر (٢).

وأنشد أبو عثمان :

١٣١ ـ التّارك القرن مصفرّا أنامله

يميل فى الرّمح ميل المائح الأسن (٣)

* (أبه) (٤) : وأبهت للشىء ، وأبهت أبها وأبها : تنبّهت له.

* (أزم) : وأزم الفرس على لجامه وأزم (٥) : عضّ.

وأنشد أبو عثمان لعمرو بن شأس :

١٣٢ ـ وأطرق إطراق الشّجاع ولو يرى

مساغا لنابيه الشّجاع لقد أزم (٦)

هكذا أنشده بعضهم شاهدا على أزم ، ويروى أيضا «لصمّما» فى موضع آخر.

وأزمت السّنة ، وأزمت : اشتدت.

قال أبو عثمان : ويقال : أزمت أزام يا هذا ، وهى الشّدّة ، قال الشاعر :

١٣٣ ـ أهان لها الطّعام فلم تضعه

غداة الرّوع إذ أزمت أزام (٧)

(رجع)

__________________

(١) ذكرت فى ق مادة «أسن» تحت بناء فعل بكسر العين من هذا الباب.

(٢) عبارة ق : «وأسن الماء أسنا وأسونا : تغير فلم يشرب ، والإنسان : غشى عليه من ريح البئر ، وقد عاد فكرر ما ذكره هنا تحت بناء «فعل» بكسر العين.

(٣) البيت لزهير ورواية الديوان ١٢١ «يغادر» مكان التارك» ورواية التهذيب ١٣ / ٨٤ ، واللسان «أسن».

يغادر القرن مصفرا أنامله

يميد فى الرمح ميد الماتح الأسن

وجاء برواية الأفعال فى الجمهرة ٣ ـ ٢٧٥.

(٤) ق : «وعلى فعل وفعل بفتح العين وكسرها بمعنى واحد ، وشرح تحت هذا البناء : مادتى : أبه ـ أدم.

(٥) فى ق : «وأزم أزما وأزما ـ بفتح العين وسكونها فى المصدر».

(٦) رواية ب «مصاغا» ولم أقف على الشاهد فيما راجعت من كتب.

(٧) جاء الشاهد فى اللسان «أزم» من غير نسبة ، وعلق عليه ابن منظور بقوله : قال ابن برى. وأنشد أبو على هذا البيت :

أهان لها الطعام فأنفذته

غداة الروع إذ أزمت أزوم

وبهذه الرواية جاء فى شرح ديوان زهير : ٢١١

والشاهد للنابغة الجعدى كما فى ألفاظ ابن السكيت ٢٨ ، وشعر الجعدى ٢٠٠.

١٠٦

وأزمت الشىء ، وأزمته : شددته ، وأزم الرجل وأزم : أمسك عن الطّعام ، وأزمت بالشّىء ، وأزمت به : لزمته ، وأزمت الحبل ، وأزمته : فتلته ، والفتح أكثر.

فعل وفعل (١) :

* (أفك) : أفك إفكا : كذب ، وأفك الناس : حدّثهم بالباطل.

قال أبو عثمان : ومنه قول الله عزوجل (٢) : (أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ) (٣) أى : يكذّبون.

قال أبو عثمان : وهو رجل أفّاك وأفوك ، وأنشد :

١٣٤ ـ وهبته من سلفع أفوك

ومن هبلّ قد عسى جنيك

يحمل رأسا مثل رأس الدّيك (٤)

أى : أنّه مخضوب.

قال : ويقال الأفوك والمؤتفك الذى يقبل الإفك ، والمؤتفكات : الأمم الضّالّة.

قال : والأفيك : المكذّب عن حيلته ورأيه وحزمه ، وأنشد :

١٣٥ ـ مالى أراك عاجزا أفيكا

أكلت جديا وأكلت ديكا

تعجز أن تأخذ ما أريكا (٥)

(رجع)

وأفكت الرجل أفكا : صرفته.

وأنشد أبو عثمان لعمرو بن أذينة :

١٣٦ ـ إن تك عن أحسن المروءة مأ

فوكا ففى آخرين قد أفكوا (٦)

(رجع)

وأفكته أيضا : حرمته ، وأفكت.

الأرض : لم تمطر ، وأفك الرّجل : لم يكن له عقل ، ولا فيه خير.

__________________

(١) فى «ق» وعلى فعل وفعل.

(٢) أ : «قول الله تعالى». وما أثبت عن ب يتفق مع نسق التأليف.

(٣) الآية ٧٥ / المائدة ، والآية ٣٠ / التوبة ، والآية ٤ / المنافقون.

(٤) لم أقف على الرجز وقائله فيما راجعت من كتب. ، وفى أ «عسا» بالألف من فعل النقلة.

(٥) جاء البيت الأول من الرجز فى اللسان «أفك» من غير نسبة.

(٦) جاء الشاهد فى اللسان «أفك» بهذه النسبة ، وروايته «قد أفتكوا» تصحيف.

١٠٧

قال أبو زيد عن الكلابيين : رجل مأفوك : ليس لفؤاده مرجوع عقل ، قال أوس بن حجر :

١٣٧ ـ وأستبدل الأمر القوىّ بغيره

إذا عقد مأفوك الرّجال تحلّلا (١)

(رجع)

* (أسك) (٢) : وأسك الإنسان أسكا : ضرب أسكته.

قال أبو عثمان : هذا إشكال لا يعلم (٣).

يقال : أسكة الرّجل ، إنّما ذلك للنّساء ، قال أبو عبيدة : الإسكتان : الشفران من هن المرأة والجمع : الإسك ، قال مزرّد :

١٣٨ ـ إذا شفتاه ذاقتا حرّ طعمه

ترمّزتا للحرّ كالإسك الشفر (٤)

وقال ثابت (٥) الإسكتان : جانبا الشّفرين. (رجع)

وأسكت المرأة : إذا (٦) أصابت الخافضة غير موضع الخفض [منها](٧).

* (أسر) : وأسرت الأسير : شددته بالإسار ، وهو القدّ ، وأسرت الشىء : شددته.

وأسر الرجل [أسرا](٨) : احتبس بوله ، واسم العلّة الأسر.

* (أرم) : [٧ ـ ب] وأرم النّبات أرما : أكله ، وأرمت الماشية : كذلك.

__________________

(١) رواية ب «الغوى» بغين معجمة و «تخللا» بخاء معجمة كذلك ، وما أثبت عن أيتفق ورواية الديوان ٨٣ ط بيروت ١٩٦٠.

(٢) ذكر فى ق قبل مادة «أسك» مادة «أفن» وعبارته : وأفن ما فى الضرع أفنا : استخرجه كله ، وأفن الرجل أفنا : لم يكن له عقل ولم يكن فيه خير ، ولم يذكر أبو عثمان هذه المادة فى كتابه.

(٣) ب «لا نعلم» وهما سواء.

(٤) الشاهد لمزرد بن ضرار ، وهو أخ للشماخ بن ضرار ، وقد نسب إليه فى اللسان «أسك».

(*) يحمل هذا الاسم علمان من علماء اللغة : هما : ثابت بن أبى ثابت : على بن عبد الله الكوفى من أهل أصحاب أبى عبيد القاسم بن سلام ، معجم الأدباء ٧ / ١٤٠. وثابت بن أبى ثابت ، عبد العزيز اللغوى روى هو الآخر عن أبى عبيد القاسم بن سلام ، معجم الأدباء ٧ / ١٤١.

(٥) «إذا» ساقطة من ب.

(٦) «منها» تكملة من ب ، ق ، ع.

(٧) «أسرا» تكملة من ب ، ق ، ع. المصدر بفتح الهمزة ، وفى الاسم الفتح والضم.

١٠٨

قال أبو عثمان : وأرمت الرّجل أرمه أرما : ليّنته ، قال : وأرمت الشىء أرما : شددته ، وأنشد أبو العلاء :

١٣٩ ـ يمسد أعلى لحمه ويأرمه (١)

(رجع)

أى يشدّه.

وأرمت المرأة أرما : اشتد (٢) خلقها.

* (ألق) : وألق ألقا : مثل ولق : إذا كذب.

وأنشد أبو العلاء :

١٤٠ ـ من لى بالمزّرر اليلامق

صاحب أدهان وإلق آلق (٣)

قال أبو عثمان : ورجل إلق : كذوب سىء الخلق ، وامرأة ألقة.

(رجع)

وألق ألقا : جنّ.

قال أبو عثمان : وقد ألقه الله يألقه ألقا ، وبه أولق وألاق ، قال الشاعر :

١٤١ ـ جزى الله الألاق جزاء صدق

وسلّطه على مال البخيل (٤)

وقال الآخر :

١٤٢ ـ تراقب عيناها القطيع كأنّما

يخالطها من مسّه مسّ أولق (٥)

ورجل مألوق (٦) ومؤولق ، قال الشاعر :

١٤٣ ـ ومؤولق أنضجت كيّة رأسه

وتركته ذفرا كريح الجورب (٧)

(رجع)

* (ألس) : وألس ألسا : أكل ، وألس أيضا : خان ، وألس ألسا : اختلط عقله.

__________________

(١) رواية أ ، ب «يمسك» بالكاف «تحريف» وقد جاء الشاهد فى ملحقات ديوان رؤبة ١٨٦ برواية «يمسد» بالدال ، وبها جاء فى اللسان» أرم» ، وعلق ابن منظور على الشاهد بقوله : ويروى بالزاى.

(٢) أ ، ب «شد» تحريف ، وأثبت ما جاء عن ابن القوطية. وفى ب «خلفها» بالفاء الموحدة «تحريف»

(٣) جاء الشاهد فى التهذيب ٩ ـ ٣١٠ من غير نسبة برواية : «التلامق» بالتاء المثناة الفوقية ، و «إدهان» بكسر الهمزة ، وجاء فى اللسان «ولق» من غير نسبة كذلك برواية أبى عثمان ، والشاهد فى أ «المرزز» مكان «المزرر» «تحريف».

(٤) أ «جزى الله ألاق» سهو من الناسخ ، ولم أقف على الشاهد وقائله فيما راجعت من كتب.

(٥) رواية اللسان ـ ولق : «يخامرها» مكان «يخالطها» وتتفق رواية الأفعال مع رواية الجمهرة ٣ ـ ٢٧٦ ، ولم ينسب فى أى من الكتابين.

(٦) ب «مولوق».

(٧) ب «دمرا» بدال مهملة بعدها ميم تحريف ، وجاء الشاهد فى اللسان «ألق» برواية «فتركته ذفرا» منسوبا لنافع بن لقيط الأسدى ورواية اللسان أدق.

١٠٩

قال أبو عثمان : وقد ألسه الله يألسه ، وأنشد :

١٤٤ ـ كابى الزّناد لئيم الأصل ذا أبن

فلبّه ذاهب والعقل مألوس (١)

(رجع)

* (أجر) : [وأجر العظم أجورا : برأ على فساد من كسره.

قال أبو عثمان : وأجرت يد الرّجل تأجر وتأجر أجرا : جبرت على اعوجاج](٢) (رجع)

وأجر الإنسان عددا من ولده : أى (٣) صاروا له أجرا بموتهم.

فعل وفعل :

* (أثل) : قال أبو عثمان : أثل (٤) الرجل يأثل أثولا ، وأثّل ، [وتأثّل](٥) : كثر ماله ، قال الشاعر :

١٤٥ ـ فأثّل واسترخى به الخطب بعد ما

أساف ولو لا سعينا لم يؤثّل (٦)

(رجع)

وأثل المال أثالة ، فهو أثيل : كثر ، وأثل الشرف أثولا : كذلك ، والأثلة : الأصل.

فعل وفعل :

* (أرض (٧)) : أرضت الشّجّة أرضا : اتّسعت ، وأرضت القرحة : تقطّعت ، وأرضت الأرض أراضة : كرمت ، ومنه رجل أريض : خليق للخير.

__________________

(١) رواية ب «قلبه» وما أثبت عن أأجود ، ولم أقف على الشاهد وقائله فيما راجعت من كتب.

(٢) ما بين المعقوفين تكملة من ب.

(٣) «أى» ساقطة من ق. ع.

(٤) ذكرت هذه المادة فى ق تحت بناء «فعل» بضم العين فقط ، وبدأ أبو عثمان المادة بذكر ما جاء منها على فعل بفتح العين إلى جانب مجيئها على «فعل» بضمها.

(٥) «وتأثل» تكملة من ب.

(٦) رواية ب : «تأثل» وجاء الشاهد فى اللسان «أثل» منسوبا لطفيل بن كعب الغنوى برواية «فأثل» ، وعلق ابن منظور على الشاهد بقوله : ورواية أبن عبيدة فأبل ولم يؤبل ، وبهذه الرواية جاء الشاهد فى ديوان طفيل ٧١ ط بيروت ١٩٦٨ ، وعلى هذه الرواية لا شاهد فيه.

(٧) ذكر ابن القوطية هذه المادة تحت بناء فعل وفعل وفعل على البناء للمجهول بمعنى مختلف.

١١٠

قال أبو عثمان : ومكان أريض أيضا. قال امرؤ القيس :

١٤٦ ـ أصاب قطيّات فسال الّلوى له

فوادى البدىّ فانتحى للأريض (١)

(رجع)

وأرض الإنسان أرضا : أرعد.

قال أبو عثمان : ومنه قول ابن عبّاس : أزلزلت الأرض أم بى أرض (٢)».

وقال ذو الرمة :

١٤٧ ـ إذا توجّس ركزا من سنابكها

أو كان صاحب أرض أو به الموم

(رجع)

وأرض الجذع : أكلته الأرضة : دويّبة تأكل الخشب (٣).

قال أبو عثمان : وأرض الإنسان [أيضا](٤) : زكم ، وقد أرضه الله أرضا.

وقال أبو زيد : أرض الرّجل : أصابه أرض ، وهو داء (٥) يأخذ فى الرّأس من الّلبن ، فتهراق له المنخران والعينان.

(رجع)

فعل ، وفعل وفعل (٦) :

* (أدب) : قال أبو عثمان : أدبت (٧) الرجل آدبه أدبا ، والاسم الأدب بمعنى أدّبته ، قال الشاعر :

١٤٨ ـ وكيف قتالى معشرا يادبونكم

على الحقّ ألّا تأشبوه بباطل (٨)

تمثّل به عمار بن ياسر حين قال له سعد بن أبى وقّاص : لو خرجت إلى هؤلاء المصريّين ، فرددتهم عن قتل «عثمان».

وأدب وأدب أدبا : صار أديبا فى خلق أو علم.

__________________

(١) رواية الديوان ٧٣ ط القاهرة ١٩٦٤

أصاب قطاتين فسال لواهما

وعلى هامش ب حاشية نصها : ويروى «أصاب قطاتين» ، ويروى : «فسال لواهما» ويروى : «به» وافتحى :

افتعل من نحوت نحوه : أى قصده ، ويروى لليريض «(بالياء المثناة).

(٢) أ «ر عدة» وما أثبت عن ب أجود ؛ لأنه المقصود من التمثيل. ولفظ الحديث فى النهاية ١ ـ ٣٩.

(٣) الديوان ٥٨٧ ، واللسان «أرض».

(٤) «أيضا» تكملة من ب.

(٥) أ : «دواء» تصحيف من الناسخ.

(٦) ق : وعلى فعل وفعل بمعنى مختلف».

(٧) ذكر ق هذه المادة تحت بناء فعل وفعل بمعنى مختلف وبدأ أبو عثمان المادة بذكر ما جاء منها على فعل ـ بفتح العين ـ.

(٨) لم أقف على الشاهد وقائله فيما راجعت من كتب.

١١١

فعل (١).

* (أنض) : أنض اللحم أناضة : لم ينضج (٢).

* (أسل) : وأسل الخد أسالة : لان وسهل.

قال أبو عثمان : فهو أسيل ، وأنشد :

١٤٩ وألمحن لمحا من خدود أسيلة

رواء سوى ما أن تشفّ المعاطس (٣)

المعاطس : الأنوف ، وتشفّ : تزيد وتفضل. (رجع)

فعل :

* (أرن) : أرن أرنا (٤) : نشط ، مستعمل فى كلّ شىء.

قال أبو عثمان : واسم الفعل الإران (٥) ، قال ابن أحمر :

١٥٠ ـ فانقضّ منجذبا كأنّ إرانه

قبس تقطّع دون كفّ الموقد (٦)

* (أزف) : وأزف (٧) الشىء أزفا وأزوفا : حضر وقرب.

قال الله عزوجل : (أَزِفَتِ لْأزِفَةُ) (٨) [أى دنت (٩)] ، وأزف الرّجل أزفا : استعجل ، قال عدى بن زيد :

١٥١ ـ الله يعلم فى رسل وفى أزف

والله يعلم بالآلاء والنّعم (١٠)

* (أضم) : وأضم [أضما (١١)] : غضب (١٢)

وأنشد أبو عثمان :

١٥٢ ـ ورأس أعداء شديد أضمه (١٣)

__________________

(١) ق : «وعلى فعل» بضم العين.

(٢) أ «ينصح» بالصاد المهملة بعدها حاء مهملة كذلك تحريف من الناسخ.

(٣) الشاهد لذى الرمة كما فى الديوان ٣١٦.

(٤) ذكر ق هذه المادة تحت بناء فعل وفعل ـ بكسر العين وضمها ـ ولم يذكر ما جاء منها على «فعل» بضم العين.

(٥) يقصد باسم الفعل هنا المصدر.

(٦) جاء الشاهد فى اللسان «أرن» منسوبا لابن أحمر يصف ثورا برواية «منحدبا» بحاء مهملة بعدها دال مهملة كذلك.

(٧) ذكر فى ق قبل هذه الماده مادة أرج ، وقد ذكرها أبو عثمان تحت بناء «فعل وفعل» بفتح العين وكسرها من هذا الباب.

(٨) الآية ٥٧ ـ النجم.

(٩) «أى دنت» تكملة من ب.

(١٠) لم أجد الشاهد فى ديوان عدى بن زيد أو ملحقاته ولم أقف عليه فيما راجعت من كتب.

(١١) «أضما» تكملة من ب ، ق ، ع.

(١٢) أ «عضب» بعين مهملة تحريف من الناسخ.

(١٣) الشاهد مطلع أرجوزة للعجاج فى ديوانه ٤٣٠ ، وجاء منسوبا له فى اللسان «أضم».

١١٢

قال أبو عثمان : الأضم : غضب الجوع ، قال : ويقال : أضم الفحل بالإبل : علق بها يطردها ، ويعضّها ، وكذلك الرّجل فى أهله ، وقد أضمت به : علقت ، وقال المرار :

١٥٣ ـ فإذا أضمت بهم ضغمت بغيرهم

وقرعت نابك قرعة بالأضرس (١)

قوله : ضغمت : أى عضضت ، وهو من قولهم : ضغمت الشىء أضغمه ضغما ، وهو أن تملأ فمك مما أهويت إليه مما يؤكل ، أو يعضّ. (رجع)

* (أحن) : وأحن إحنة : حقد.

* (أمد) : وأمد أمدا : مثله.

* (أثم) : وأثم إثما : أذنب ، [فهو آثم (٢)] ، فإذا أكثر (٣) فهو الأثيم ، والأثوم.

قال أبو عثمان : وأثّام أيضا ، وأنشد لكذّاب بنى الحرماز :

١٥٤ ـ نست بكذّاب ولا أثّام

ولا أكول خبت الطّعام

صمام عن ذلكم صمام (٤)

* (ألم) : وألم ألما : توجّع ، وألم للنّعم : كذلك.

* (أدر) : [٨ ـ أ] وأدر أدرا (٥) :

عرضت له الأدرة.

قال أبو عثمان : فهو آدر ومأدور ، وأنشد :

١٥٥ ـ أدر مغموز ولا مؤضّم (٦)

وقال طرفة :

١٥٦ ـ فما ذنبنا فى أن أداءت خصاكم

وأن كنتم فى قومكم معشرا أدرا (٧)

(رجع)

__________________

(١) لم أقف على الشاهد فيما راجعت من كتب ، ووجد فى نوادر أبى زيد ٢٨ بيتا للمرار الفقعسى على الوزن والروى هو :

وأما لهنك من تذكر أهلها

لعلى شفا يأس وإن لم تيأس

وأرجح أنهما من قصيدة واحدة وجاء له كذلك بيت منها فى الخزانة : ٤ ـ ٤٩٣.

(٢) «فهو آثم» تكملة من ب ، ق ، ع.

(٣) أ ، ب «كثر» وأثبت ما جاء عن ق ، ع.

(٤) لم أقف على الشاهد فيما راجعت من كتب.

(٥) ذكر فى ق قبل ذلك : وأجم الطعام أجوما : كرهه ، وذكره أبو عثمان تحت بناء فعل وفعل ـ بفتح العين وكسرها ـ.

(٦) رواية ب «مؤصم» بصاد مهملة ، ولم أقف على الشاهد فيما راجعت من كتب.

(٧) الشاهد من قصيدة لطرفة يهجو بنى المنذر بن عمرو ، ورواية الديوان «وإن كنتم بكسر الهمزة» الديوان ١١٢ ط أوربة.

١١٣

* (أود) : وأود الشىء أودا : اعوجّ.

* (أذى) : وأذى أذى (١) : وصل إليه المكروه.

وأنشد أبو عثمان :

١٥٧ ـ وإذا أذيت ببلدة ودّعتها

ولا أقيم بغير دار مقام (٢)

وأذى البعير أذى (٣) : لم يستقر خلقه ، فهو آذ.

* (أيس) : وأيس من الشّىء : مثل يئس.

* أمض : وأمض أمضا : لم يبال ما صنع.

قال أبو عثمان : وأمض الرّجل أيضا : إذا أدّى لسانه ما لا يريد ،(رجع)

* (أدل) : وأدل أدلا : (٤) وجعه عنقه.

* (أله) : وأله (٥) ألها : تخيّر.

* (أكم) : قال أبو عثمان : وأكمت (٦) الأرض : أكل جميع ما عليها.

المهموز (٧)

فعل :

* (أزأ) : أزأت عن الشّىء : عدلت عنه.

* (أثأ) : وأثأته بسهم إثاءة : رميته به.

المعتل بالواو فى عينه (٨) :

* (آق) : آق أوقا : أشرف.

وأنشد أبو عثمان :

١٥٨ ـ آق علينا وهو خير آيق (٩)

__________________

(١) حق هذه المادة أن تكون فى بناء «فعل» معتل اللام بالياء ، وقد عاد أبو عثمان فذكرها بعد ذلك فى مكانها

(٢) رواية اللسان «أذى» من غير نسبة «فارقتها» مكان «ودعتها» ، ولم أقف على قائله.

(٣) «أذى» ساقطة من ب.

(٤) ق : «إدلا» بكسر الهمزة ، وجاء فى ع الفتح ، والكسر وفى اللسان ـ «أدل» : الإدل وجع العنق وحكى بعد ذلك ، وأدل ـ بفتح العين ـ الباب أدلا : أغلقه.

(٥) ذكر ابن القوطية بعد مادة أله : بناء فعل وفعل بمعنى وفعل بفتح العين وكسرها وضمها وعلى صيغة المبنى للمجهول مختلف ، وفسر تحته : ـ أطم أطما غضب ، وأطم أطاما : احتبس بطنه. ـ وأمه أمها : نسى ، وبالشىء : اعترف به ، وأمهت الغنم أمها وأميهة : جدرت.

(٦) مادة أكم من إضافات أبى عثمان ، ولم يشر إلى أنها لم تأت فى الكتاب

(٧) ق : «المهموزة على فعل بفتح العين».

(٨) ق : «المعتل بالواو فى عينه على فعل» ، وعبارته أكثر وضوحا.

(٩) جاء الشاهد فى التهذيب ٩ ـ ٣٧٦ ، واللسان «أوق» من غير نسبة برواية «وهو شر» مكان «وهو خير» وبعده فى اللسان : * وجاءنا من بعد بالبهالق*

١١٤

وآق الشىء : ثقل (١)

قال أبو عثمان : وقال بعضهم : آق الحمل : إذا استرخى ، ومال على ظهر الدّابة.

قال : وآقت الأرض تأوق أوقا ، إذا صار فيها الأوق جمع أوقة ، وهى حفر ذات ثرى وماء ، فإذا ذهب الثّرى نفد ماؤها ، قال رؤبة :

١٥٩ ـ وانغمس الرامى لها بين الأوق

فى غيل قصباء وخيس مختلق (٢)

* (آل) : وآل (٣) إلى كذا أولا : صار إليه ، وآل الشىء إيالة : ساسه ، وولى عليه.

قال عمر ـ رضى الله عنه ـ «قد ألنا وإيل علينا (٤)».

وأنشد أبو عثمان :

١٦٠ ـ أبا مالك فانظر فإنّك حالب

صرى الحرب فانظر أىّ أول تؤولها (٥)

وقال الشّنفرى :

تخاف علينا العيل إن هى أكثرت

ونحن جياع أىّ أول تألّت (٦)

أى : أىّ سياسة ساست ، ويروى : أى آل تألّت : يعنى أى سياسة أيضا. (رجع)

وألت الشّراب إيالا : أوعيته ، وآل اللّبن والبول أولا : خثرا (٧)

__________________

(١) ق : «أثقل».

(٢) رواية أ «الرائى» وصوابه ما أثبت عن ب ، والتهذيب ٩ ـ ٣٧٧ ، واللسان «أوق» «ورواية الديوان ١٠٦ «واغتمس».

(٣) ذكر ابن القوطية قبل آل : وآس أوسا : أعطى.

(٤) اللسان «أول» : «وفى المثل : قد ألنا وإيل علينا» .. ونسب ابن برى هذا القول إلى عمر. وجاء فى مجمع الأمثال للميدانى ٢ ـ ١٠٤ «قد ألنا وإيل علينا» أى ؛ قد سسنا وساسنا غيرنا ، وهذا المثل يروى أن زيادا قاله فى خطبته ويمكن الجمع بين القولين بأن أول من قاله عمر رضى الله عنه ، ثم تمثل به «زياد». على أن ابن الأثير لم يذكره فى نهايته ، وهو من شواهد ق ، ع. على ندرتها.

(٥) جاء الشاهد فى اللسان «أول» من غير نسبة.

(٦) لم أجده فى شعر الشنفرى جمع العلامة الميمنى فى الطرائف ، والشاهد من قصيدة للشنفرى : المفضليات ١١٠ ـ ط القاهرة ١٣٧١ ه‍ ـ ١٩٥٢ م برواية «أى أل تألت». وجاء الشطر الثانى منه فى التهذيب ١٥ ـ ٤٣٢ من غير نسبة.

(٧) أ. ب : «خثر» وأثبت ما جاء فى ابن القوطية.

١١٥

وأنشد أبو عثمان :

١٦٢ ـ ومن آيل كالورس نضحا كسونه

متون الصّفا من مضمحلّ وناقع (١)

قال أبو عثمان : وألتهما أنا : عالجتهما حتى خثرا ، قال : وآل الشىء : نقص ، قال الشاعر :

١٦٣ ـ وقد آل من أجرامها وتقلقلت :

قلائد فى أعناقها لم تقضّب (٢)

قال : وقد آل يؤول إيالة : إذا كان المال من الإبل والغنم يصلح على يديه وتصلح حاله ، قال «لبيد» يذكر قينة :

١٦٤ ـ وصبوح صافية وجذب كرينة

بمؤثّر تأتاله إبهامها (٣)

تأتاله : تفتعله من الإيالة وهى الإصلاح. (رجع)

* (آب) : وآب إلى (ربّه (٤)) ، ومن سفره أوبا وإيابا : (رجع)

قال أبو عثمان : وآبت الأيدى والقوائم فى السير ، وهو ترجيعها ، قال كعب ابن زهير

١٦٥ ـ كأنّ أوب ذراعيها وقد عرقت

وقد تلفّع بالقور العساقيل

[أوب يدى فاقد شمطاء معولة

ناحت فجاوبها نكد مثاكيل (٥)]

__________________

(١) أ ، ب «كسوته» بإسناد الفعل إلى «ضمير المتكلم ، ورواية ديوان ذى الرمة ٣٦٣ ، واللسان «أول» «كسونه» ، بإسناد الفعل إلى النون ، وجاء فى اللسان «أول» ، بعد ذلك برواية «نضح سكوبه» مكان «نضحا كسونه» و «الحصى» مكان الصفا» وبهذه الرواية الأخيرة جاء فى التهذيب ١٥ ـ ٤٣٨ ، وانظر الجمهرة ٣ ـ ٢٧٣

(٢) لم أقف على الشاهد وقائله فيما راجعت من كتب.

(٣) رواية الديوان ١٧٥ ، واللسان «أول» «بصبوح صافية» ، وعلق شارح الديوان بقوله : ويروى «بسماع مدجنة» ويروى : بسماع صادحة ، ويروى : بسلاف صافية ، وبالرواية الأخيرة جاء فى الجمهرة ٢ ـ ٤١٣

(٤) أ ، ب «زيد» وصوابه ما أثبت عن ق ، ع.

(٥) البيت الثانى تكملة من ب ، والرواية فى ب «وجاءوا بها» مكان «فجاوبها» تصحيف من : النقلة.

والبيتان من قصيدة لكعب بن زهير يمدح الرسول ، وبينهما بيت هو :

وقال للقوم حاديهم وقد جعلت

ورق الجنادب يركضن الحصى قيلوا

ورواية أبى عثمان تتفق مع رواية الأصمعى للبيت الثانى ، أما رواية أبى سعيد الحسن بن الحسين بن عبد الله السكرى فهى :

شد النهار ذراعا عيطل نصف

قامت فجاوبها نكد مثاكيل

الديوان ١٦ ـ ١٧ ط القاهرة ١٣٦٩ ه‍ ١٩٥٠ م ، واللسان «أو ب».

١١٦

[قال](١) : وآبت الشمس إيابا : إذا غابت فى مآبها ، أى فى مغيبها ، قال «أمية» (٢) :

١٦٦ ـ فرأى مغيب الشّمس عند مآبها

فى عين ذى خلب وثأط حرمد (٣)

قال : ويقال : آبك الله : أى لعنك الله.

* (آف) : قال ؛ وآف (٤) القوم أوفا : إذا دخلت عليهم مشقّة ، ويقال فى لغة : إيفوا.

قال : وقال الكسائى (٥) : طعام مؤوف : إذا أصابته آفة ، وأنكر أبو حاتم طعام مؤوف. (رجع)

وبالياء (٦) :

* (آض) : آض أيضا : صار ، وآض إلى الشىء : كذلك.

وأنشد أبو عثمان :

١٦٧ ـ ربّيته حتّى إذا تمعددا

وآض نهدا كالحصان أجردا

كان جزائى بالعصا أن أجلدا (٧)

وبالواو والياء (٨) :

* (آد) : آد الشىء أودا : ثقل (٩).

وأنشد أبو عثمان لذى الرمة يصف ولد الظبية بالضعف :

١٦٨ ـ يقوم على عوج طوال تقلّه

مرارا وتسترخى به فيؤودها (١٠)

__________________

(١) «قال» تكملة من ب.

(٢) جاء فى الشعر والشعراء ١ ـ ٤٦١ فى ترجمة أمية قول ابن قتيبة.

وعلماؤنا لا يرون شعره حجة فى اللغة. ولكننا نرى أن القدامى ، والمحدثين استشهدوا بشعر أمية.

(٣) جاء فى اللسان ـ أو ب منسوبا لتبع.

(٤) ذكر ق هذه المادة تحت بناء «فعل» بالبناء للمجهول وعبارته : أيف الطعام : دخلته الآفة فهو مؤوف ، ولا يقال مأيوف ولا مأووف.

(*) الكسائى : أبو الحسن على بن حمزة أحد الأئمة فى القراءة ، والنحو ، واللغة ، وأحد القراء السبعة المشهورين وهو من أهل الكوفة استوطن بغداد ، وروى الحديث ، وصنف الكتب ، أخذ عنه ابن الإعرابى والفراء وغيرهما ، وتوفى بالرى بعد سنة اثنتين وثمانين ومائة ، معجم الأدباء ١٣ ـ ١٦٧.

(٥) ق : «وبالياء فى عينه»

(٦) جاء البيت الأول من الرجز فى اللسان «أيض» ، من غير نسبة. وجاء نفس البيت فى شرح الشافية ٢ ـ ٣٣٦ ونسبه المحقق للعجاج ، وجاء الثالث من الرجز فى الخزانة ، الشاهد ٦٤٣ منسوبا للعجاج ، ولم أجده فى ديوانه ط بيروت.

(٧) ابن القوطية : «وبالياء والواو فى عينه».

(٨) ابن القوطية «أثقل وأيضا ثقل» وفى أ. وآد أيضا ثقل. تكرار لا حاجة إليه.

(٩) لم أجد الشاهد فى صلب ديوان ذى الرمة ، وملحقاته ولم أقف عليه فيما راجعت من كتب.

١١٧

أراد ويؤودها ، فتسترخى به ، فقلب.

ومثله فى القرآن : «ثمّ دنا فتدلّى (١)» أراد : ثمّ تدلّى فدنا.

قال أبو عثمان : وآد الشىء يؤود : رجع ، قال الهذلى (٢) :

١٦٩ ـ ظللت بها نهار الصّيف حتّى

رأيت ظلال آخره تؤود (٣)

أى : ترجع.

قال : وآد اللّبن أدى (٤) : قوى ليروب.

وآد الرجل أيدا ، وآدا (٥) : قوى واشتدّ. (رجع)

* (آن) : وآن أونا : رفق فى سيره ، وأمره.

وأنشد أبو عثمان :

١٧٠ ـ غيّر يا بنت الحليس لونى

طول اللّيالى واختلاف الجون

وسفر كان قليل الأون (٦)

(رجع)

وآن فى عيشه : ترفّه ، وأنت بالشّىء : رفقت به ، وآن الشىء أينا : حان ، وآن لك أن تفعل : مثله.

* (آس) : وآس أوسا : أعطى (٧).

قال أبو عثمان : وآس ، أيضا عوّض : تقول : استأسته فآسنى ، أى : استعضته فعاضنى ، أى : أعطانى العوض من معروف أسديته إليه ، أو نحو (٨) ذلك ، قال الجعدى :

١٧١ ـ ثلاثة أهلين أفنيتهم

وكان الإله هو المستآسا (٩)

أى المستعاض.

__________________

(١) الآية ٨ ـ النجم.

(٢) أى ساعدة بن العجلان الهذلى.

(٣) الشاهد من قصيدة لساعدة يهجو حصيبا الضمرى ، ورواية الديوان ٣ ـ ١٠٩ ، واللسان «أود» «أقمت بها» : مكان «ظللت بها».

(٤) أ : «أدى» مكررة ، ولا حاجة لتكرارها.

(٥) أ : «وآد الرجل أيدا ، وآد الرجل أيدا وآدا» وما أثبت عن ب يتفق مع ابن القوطية.

(٦) جاء الرجز فى التهذيب ١٥ ـ ٥٤٤ ، واللسان «أون» من غير نسبة برواية «مر الليالى» مكان «طول الليالى» وجاء فى الجمهرة من غير نسبة كذلك برواية «كر الليالى» ..

(٧) ذكر ق : مادة آس تحت بناء «فعل» معتل العين بالواو من هذا الباب ـ وآس معتل العين بالواو والياء.

(٨) أ : «غير».

(٩) كما جاء لشاهد فى شعر النابغة الجعدى ٧٨ ، واللسان «أوس» ، وجاء فى الجمهرة ١ / ١٧٩ برواية «صاحبتهم» مكان «أفنيتهم».

١١٨

وقال الآخر :

١٧٢ ـ فأسنى بخير طالما قد فعلتما

بغيرى أبا حفص فسدّت مفاقره (١)

قال : وآس ييأس أيسا : لان وذلّ ، وآيسته أنا : ذللته (٢) [وليّنته (٣)] قال طريف العنبرى :

١٧٣ ـ إنّ قناتى أنبع ما يؤيّسها (٤)

عضّ الثّقاف ولا دهن ولا نار

وقال الآخر :

١٧٤ ـ إن تك جلمود صخر لا يؤيّسه

أوقد عليه فأحميه فينصدع (٥)

* (آم) : وآم على النحل (٦) أوما وإياما : دخّن عليها ، والإيام : الدّخان ، وأنشد سعيد لأبى ذؤيب :

١٧٥ ـ فلمّا جلاها بالإيام تحيّزت

ثبات عليها ذلّها واكتئابها (٧)

(رجع)

[٨ ـ ب] وآم الرجل والمرأة أيمة (٨) وأيوما : خلوا من زوج ، وإمتهما : جعلتهما أيّمين.

وبالياء فى لامه :

* (أوى) : أويت لك أيّة ، وماوية : رققت.

__________________

(١) «ب» فأثنى بالثاء المثلثة تصحيف ، وجاء الشاهد فى تهذيب ألفاظ ابن السكيت ٥٧٩ من غير نسبة.

(٢) أ : «أذللته» وما أثبت عن ب أجود.

(٣) «وليفته» تكملة من ب.

(٤) رواية ب «أنجع» بالجيم الموحدة التحتية ، ولم أقف على الشاهد فيما راجعت من كتب.

(٥) جاء الشاهد فى إصلاح المنطق ٢٤ برواية :

إن كنت جلمود بصر لا أؤبسه

بالباء الموحدة التحتية. وجاء فى اللسان «أبس» منسوبا للعباس بن مرداس يخاطب خفاف بن ندبة برواية :

إن تك جلمود صخر لا أؤبسه

ويروى :

إن تك جلمود بصر لا أؤبسه

وعلى هذه الرواية لا شاهد فيه.

(٦) ق : «النخل» بالخاء المعجمة. وما قال به أبو عثمان أجود.

(٧) هكذا جاء فى اللسان «أيم» ، ورواية الديوان ١ ـ ٧٠ «اجتلاها».

(٨) ق ، ع : «أيما» وفى مصدر آم ؛ أيما وأيوما وأيمة. وإيمة.

١١٩

وأنشد أبو عثمان :

١٧٦ ـ ولو أنّنى استأويته ما أوى ليا (١)

وأويت إليك أويّا : نزلت عليك (٢).

قال أبو عثمان (٣) : قال أبو حاتم : أويت المكان ، وأويت إلى المكان سواء يقال : له مراح يأوى إليه ، ويأويه سواء.

وقال (٤) الأصمعى : سمعت رجلا تقول له أمّه : آوى (٥) السّدرة. (رجع)

وبالواو والياء (٦) :

* (أثا) : أثا بفلان أثوا ، وأثيا ، وأثاوة ، وأثاية : سعى عليه.

قال سعيد : وقال أبو زيد : أثيت بالرّجل إثاوة ، وهو أن تخبر بعيوبه ، قال الشاعر :

١٧٧ ـ وإن امرأ يأثو بسادة قومه

حرىّ لدينا أن يذمّ ويشتما (٧)

وقال الآخر :

١٧٨ ـ ولا أكون لهم ذا نيرب آث (٨)

وقال الكميت :

١٧٩ ـ ولست إذا ولّى الصّديق بودّه

بمنطلق آثو عليه وأكذب (٩)

__________________

(١) الشاهد عجز بيت لذى الرمة ، وصدره كما فى الديوان ٦٥١ ، واللسان ـ «أوى».

على أمر من لم يشونى ضر أمره

(٢) فى أ : اضطراب فى العبارة من فعل النقلة : حيث كررت عبارة : وأويت إليك أويا : نزلت عليك مرتين مرة قبل الشاهد السابق ومرة بعده.

(٣) أ : «قال أبو عمرو «تصحيف من الناسخ وصوابها ما أثبت عن ب.

(٤) أ «قال»

(٥) أ : «إذا» مكان «آوى» تصحيف من الناسخ.

(٦) ق : «وبالواو والياء فى لامه معتلا».

(٧) جاء الشاهد فى اللسان «أثا» من غير نسبة. وجاء فى الجمهرة ٣ / ٢٧٣ من غير نسبة كذلك برواية «حرى لعمرى» مكان «حرى لدينا».

(٨) جاء الشاهد فى اللسان ـ أثى من غير نسبة ، وعبارة اللسان : «الجوهرى أثابه يأثوه ويأثى أيضا : أى وشى به ، ومنه قول الشاعر :

ذو نيرب آث

هكذا أورده الجوهرى قال ابن برى صوابه :

ولا أكون لكم ذا نيرب آث

وبهذه الرواية جاء من غير نسبة فى الجمهرة ٣ ـ ٢٧٣.

(٩) هكذا جاء الشاهد فى اللسان ـ «أتى» من غير نسبة ، ولم أجده فى هاشميات الكميت ، وشعره ط بغداد.

١٢٠