معجم البلدان - ج ١

شهاب الدين أبي عبدالله ياقوت بن عبدالله الحموي الرومي البغدادي

معجم البلدان - ج ١

المؤلف:

شهاب الدين أبي عبدالله ياقوت بن عبدالله الحموي الرومي البغدادي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار صادر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٤٠

الفتوح : غزا المهلّب بن أبي صفرة في سنة ٤٤ أيام معاوية ثغر السند فأتى بنّة ولاهور ، وهما بين الملتان وكابل ، فلقيه العدوّ فقتله المهلّب ومن معه ، فقال بعض الأزديين :

ألم تر أنّ الأزد ، ليلة بيّتوا

ببنّة ، كانوا خير جيش المهلّب؟

بِنَّةُ : بكسر أوله : قرية من قرى بغداد ، وهي بنّة المقدم ذكرها. وبنّة أيضا : حصن بالأندلس من أعمال الفرج ، عمّره محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام ، ينسب إليه أبو جعفر البنّيّ القائل في صفة قنديل :

وقنديل ، كأنّ الضوء فيه

محاسن من أحبّ وقد تجلّى

أشار إلى الدّجى بلسان أفعى ،

فشمّر ذيله خوفا وولّى

وذكر أبو طاهر الحافظ بإسناده قال : أبو العباس أحمد ابن البنّي الأبّدي قال : قدمت حمص الأندلس ، يعني إشبيلية ، فجمعني جماعة من شعرائها في مجلس فأرادوا امتحاني فقال من بينهم أبو محمد عبد الله بن سادة الشّنتريني وكان مقدّمهم :

هذي البسيطة كاعب أترابها ،

حلل الربيع وحليها الأزهار

فقلت :

وكأن هذا الجوّ فيها عاشق ،

قد شفّه التعذيب والإضرار

فإذا شكا فالبرق قلب خافق ،

وإذا بكى فدموعه الأمطار

فلأجل ذلّة ذا وعزّة هذه

يبكي الغمام ، ويبسم النّوّار

بَنُورَا : بالفتح ثم الضم ، والواو ساكنة ، وراء ، وألف مقصورة : قرية قرب النّعمانية بين بغداد وواسط ، وبها كان مقتل المتنبيّ في بعض الروايات ، وحدّثني الشريف أبو الحسن عليّ بن أبي منصور الحسن ابن طاوس العلوي أن بنورا من نواحي الكوفة ثم من ناحية نهر قورا قرب سورا ، بينهما نحو فرسخ ، منها كان الشريف النّسّابة عبد الحميد بن التقي العلوي ، كان أوحد الناس في علم الأنساب والأخبار ، مات في سنة ٥٩٧.

بَنُو عامر : من مخاليف اليمن.

بَنُو مَغَالَةَ : بالغين معجمة : من قرى الأنصار بالمدينة ، قال الزّبير : كلّ ما كان من المدينة عن يمينك إذا وقفت آخر البلاد مستقبل مسجد رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فهو بنو مغالة ، والجهة الأخرى فهو جديلة ، وهم بنو معاوية.

بَنُو نُجَيْدٍ : مخلاف باليمن فيه معدن الجزع البقراني ، أجود أصناف الجزع.

بِنْهَا : بكسر أوله ، وسكون ثانيه ، مقصور : من قرى مصر ، يسمّونها اليوم بنها ، بفتح أوله ، قال أبو الحسن المهلّبي : من الفسطاط إلى مدينة بنها ، وهي على شعبة من النيل ، وأكثر عسل مصر الموصوف بالجودة مجلوب منها ومن كورتها ، وهي عامرة حسنة العمارة ، ثمانية عشر ميلا ، وعن العباس ابن محمد الدّوري قال سمعت يحيى بن معين يقول : روى الليث بن سعد عن ابن شهاب قال : بارك رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، في عسل بنها ، قال العباس : قلت ليحيى حدّثك به عبد الله بن صالح؟ قال : نعم ، قال يحيى : بنها قرية من قرى مصر.

٥٠١

بُنْيَانُ : بالضم ، كذا وجدته في شعر الأعشى ، ووجدته بخطّ الترمذي الذي نقله من خطّ ثعلب بنيان ، بالفتح ، في قول الحطيئة :

مقيم على بنيان يمنع ماءه

وماء وشيع ، ماء عطشان مرمل

وهي قرية باليمامة ينزلها بنو سعد بن زيد مناة بن تميم ، قال الأعشى :

أجدّوا ، فلما خفت أن يتفرّقوا

فريقين : منهم مصعب ومصوّب

طلبتهم تطوي ، بي البيد ، جسرة

شويقئة النابين وجناء ذعلب

مضبّرة حرف ، كأنّ قتودها

تضمّنه ، من حمر بنيان ، أحقب

شقا ناب البعير إذا طلع ، وقال طفيل الغنوي :

وبنيان لم تورد ، وقد تمّ ظمؤها

تراح إلى برد الحياض وتلمع

وبنيان أيضا : رستاق بين فارس وأصبهان وخوزستان ، وهو من نواحي خوزستان ، وليس في عملها عمل يعد من الصرود غيره ، وهي متاخمة للسّردان.

بَنِيرَقَانُ : بالفتح ثم الكسر ، وياء ساكنة ، وراء مفتوحة ، وقاف ، وألف ، ونون : من قرى مرو ، منها عبد الله بن الوليد بن عفان البنيرقاني ، سمع قتيبة بن سعيد.

بَنِنُورُ : لفظه لفظ بني نور ، بالنون في نور : قلعة مشهورة ومدينة من نواحي مكران.

البُنيَّةُ : بالضم ، وياء مشددة ، بلفظ التصغير ، ويروى البنينة ، بنونين بينهما ياء : موضع في قول الحادرة.

بُنَيُّ : بلفظ تصغير الابن ، قال أبو زياد : بنيّ أجرع من الرمل ، لم أسمع شيئا من الرمل يسمى بنيّا غيره ، وهو في جانب رمل عبد الله بن كلاب في الشق الذي يلي مطلع الشمس ، وأنشد لربيعة بن عمرو ابن نفاثة :

ذهب الشباب وجاء شيء آخر ،

وقعدت بعد ذهابه أتذكّر

ولقد جلست على بنيّ غدوة ،

ونظرت صادرتي وماء أخضر (١)

ولقد سعيت على المكاره كلها ،

وجمعت حربا لم يطقها عفزر

البَنيَّةُ : من أسماء مكة ، حرسها الله تعالى.

باب الباء والواو وما يليهما

بَواءٌ : بالفتح ، والمدّ : واد بتهامة ، وقد قصره بعض الشعراء.

بَوَادِرُ : جمع بادرة : موضع في شعر سبيع بن الخطيم حيث قال :

واعتادها لمّا تضايق شربها

بلوى بوادر مربع ومصيف

بَوَارُ : بالفتح ، بلفظ البوار بمعنى الهلاك : بلد باليمن ، له ذكر في الأخبار ، عن نصر.

بَوَازِنُ : بعد الألف زاي مكسورة ، ونون ، قال زيد الخيل الطائي :

قضت ثعل دينا ودنّا بمثله ،

سلامان كيلا وازنا ببوازن

__________________

(١) في هذا البيت إقواء.

٥٠٢

فأمسوا بني حرّ كريم وأصبحوا

عبيد عنين رغم أنف ومازن

البَوازِيجُ : بعد الزاي ياء ساكنة ، وجيم : بلد قرب تكريت على فم الزاب الأسفل حيث يصبّ في دجلة ، ويقال لها بوازيج الملك ، لها ذكر في الأخبار والفتوح ، وهي الآن من أعمال الموصل ، ينسب إليها جماعة من العلماء ، منهم من المتأخرين : منصور ابن الحسن بن عليّ بن عاذل بن يحيى البوازيجي البجلي ، فقيه فاضل حسن السيرة ، تفقه على أبي إسحاق الفيروزآباذي وسمع منه الحديث ورواه ، وتوفي سنة ٥٠١.

وبوازِيج الأَنبار : موضع آخر ، قال أحمد بن يحيى ابن جابر : فتح عبد الله بوازيج الأنبار وبها قوم من مواليه إلى الآن.

بُوَاطُ : بالضم ، وآخره طاء مهملة : واد من أودية القبلية ، عن الزمخشري عن عليّ العلوي ، ورواه الأصيلي والعذري والمستملي من شيوخ المغاربة بواط ، بفتح أوله ، والأول أشهر ، وقالوا : هو جبل من جبال جهينة بناحية رضوى ، غزاه النبي ، صلى الله عليه وسلم ، في شهر ربيع الأول في السنة الثانية من الهجرة يريد قريشا ، ورجع ولم يلق كيدا ، قال بعضهم :

لمن الدار أقفرت ببواط

بُوَاعَةُ : بالعين المهملة : صحراء عندها ردهة القريّين لبني جرم.

بُوَانُ : بالنون ، ذو بوان : موضع بأرض نجد ، قال الزّفيان :

ما ذا تذكّرت من الأظعان

طوالعا من نحو ذي بوان؟

وقد ذكر بعضهم أنه أراد بوانة المذكورة بعد ، فأسقط الهاء للقافية.

بَوَّانُ : بالفتح ، وتشديد الواو ، وألف ، ونون : في ثلاثة مواضع ، أشهرها وأسيرها ذكرا شعب بوّان بأرض فارس بين أرّجان والنّوبندجان ، وهو أحد متنزهات الدنيا ، قال المسعودي ، وذكر اختلاف الناس في فارس فقال : ويقال إنهم من ولد بوّان بن إيران بن الأسود بن سام بن نوح ، عليه السلام ، وبوّان هذا هو الذي ينسب إليه شعب بوّان من أرض فارس ، وهو أحد المواضع المتنزهة المشتهرة بالحسن وكثرة الأشجار وتدفق المياه وكثرة أنواع الأطيار ، قال الشاعر :

فشعب بوّان فوادي الراهب ،

فثمّ تلقى أرحل النجائب

وقد روي عن غير واحد من أهل العلم أنه من متنزهات الدنيا ، وبعض قال : جنان الدنيا أربعة مواضع : غوطة دمشق وصغد سمرقند وشعب بوّان ونهر الأبلة ، وقالوا : وأفضلها غوطة دمشق ، وقال أحمد بن محمد الهمداني : من أرّجان إلى النوبندجان ستة وعشرون فرسخا ، وبينهما شعب بوّان الموصوف بالحسن والنزاهة وكثرة الشجر وتدفّق المياه ، وهو موضع من أحسن ما يعرف ، فيه شجر الجوز والزيتون وجميع الفواكه النابتة في الصخر ، وعن المبرّد أنه قال : قرأت على شجرة بشعب بوّان :

إذا أشرف المحزون ، من رأس تلعة ،

على شعب بوّان استراح من الكرب

وألهاه بطن كالحريرة مسّه ،

ومطّرد يجري من البارد العذب

٥٠٣

وطيب ثمار في رياض أريضة ،

على قرب أغصان جناها على قرب

فبالله يا ريح الجنوب تحمّلي ،

إلى أهل بغداد ، سلام فتى صبّ

وإذا في أسفل ذلك مكتوب :

ليت شعري عن الذين تركنا

خلفنا بالعراق هل يذكرونا

أم لعلّ الذي تطاول حتى

قدم العهد بعدنا ، فنسونا؟

وذكر بعض أهل الأدب أنه قرأ على شجرة دلب تظلل عينا جارية بشعب بوّان :

متى تبغني في شعب بوّان تلقني

لدى العين ، مشدود الركاب إلى الدّلب

وأعطي ، وإخواني ، الفتوّة حقّها

بما شئت من جدّ وما شئت من لعب

يدير علينا الكأس من لو رأيته

بعينك ما لمت المحبّ على الحبّ

وذكر لي بعض أهل فارس أن شعب بوّان واد عميق ، والأشجار والعيون التي فيه إنما هي من جلهتيه ، وأسفل الوادي مضايق تجتمع فيها تلك المياه وتجري ، وليس في أرض وطيئة البتّة بحيث تبنى فيه مدينة ولا قرية كبيرة ، وقد أجاد المتنبي في وصفه فقال :

مغاني الشعب ، طيبا ، في المغاني ،

بمنزلة الربيع من الزمان

ولكنّ الفتى العربيّ فيها ،

غريب الوجه ، واليد ، واللسان

ملاعب جنّة ، لو سار فيها

سليمان لسار بترجمان

طبت فرساننا والخيل حتى

خشيت ، وإن كرمن ، من الحران

غدونا تنفض الأغصان فيها ،

على أعرافها ، مثل الجمان

فسرت وقد حجبن الحرّ عني ،

وجئن من الضياء بما كفاني

وألقى الشرق منها ، في ثيابي ،

دنانيرا تفرّ من البنان

لها ثمر ، تشير إليك منه

بأشربة ، وقفن بلا أواني

وأمواه تصلّ بها حصاها

صليل الحلي ، في أيدي الغواني

ولو كانت دمشق ثنى عناني

لبيق الثّرد صينيّ الجفان

يلنجوجيّ ، ما رفعت لضيف

به النيران ، ندّيّ الدّخان

تحلّ به على قلب شجاع ،

وترحل منه عن قلب جبان

منازل ، لم يزل منها خيال

يشيّعني إلى النّوبندجان

إذا غنّى الحمام الورق فيها ،

أجابته أغانيّ القيان

ومن بالشعب أحوج من حمام ،

إذا غنّى وناح إلى البيان؟

وقد يتقارب الوصفان جدّا ،

وموصوفاهما متباعدان

٥٠٤

يقول بشعب بوّان حصاني :

أعن هذا يسار إلى الطّعان؟

أبوكم آدم سنّ المعاصي ،

وعلمكم مفارقة الجنان

فقلت : إذا رأيت أبا شجاع

سلوت عن العباد ، وذا المكان

وكتب أحمد بن الضحاك الفلكي إلى صديق له يصف شعب بوّان : بسم الله الرحمن الرحيم ، كتبت إليك من شعب بوّان وله عندي يد بيضاء مذكورة ، ومنّة غرّاء مشهورة ، بما أولانيه من منظر أعدى على الأحزان ، وأقال من صروف الزمان ، وسرّح طرفي في جداول تطرّد بماء معين منسكب أرقّ من دموع العشّاق ، مررتها لوعة الفراق ، وأبرد من ثغور الأحباب ، عند الالتئام والاكتئاب ، كأنها حين جرى آذيّها يترقرق ، وتدافع تيارها يتدفّق ، وارتجّ حبابها يتكسر في خلال زهر ورياض ترنو بحدق تولّد قصب لجين في صفائح عقيان ، وسموط درّ بين زبرجد ومرجان ، أثر على حكمة صانعه شهيد ، وعلم على لطف خالقه دليل إلى ظلّ سجسج أحوى ، وخضل ألمى ، قد غنّت عليه أغصان فينانة ، وقضب غيدانة ، تشوّرت لها القدود المهفهفة خجلا ، وتقيّلتها الخصور المرهفة تشبّها ، يستقيدها النسيم فتنقاد ، ويعدل بها فتنعدل ، فمن متورد يروق منظره ، ومرتجّ يتهدّل مثمره ، مشتركة فيه حمرة نضج الثمار ، ينفحه نسيم النّوّار ، وقد أقمت به يوما وأنا لخيالك مسامر ، ولشوقك منادم ، وشربت لك تذكارا ، وإذا تفضل الله بإتمام السلامة إلى أن أوافي شيراز كتبت إليك من خبري بما تقف عليه إن شاء الله تعالى. وبوّان ، أيضا ، شعب بوّان : واد بين فارس وكرمان ، يوصف أيضا بالنزاهة والطيب ليس بدون الأول ، أخبرني به رجل من أهل فارس. وبوّان أيضا : قرية على باب أصبهان ، ينسب إليها جماعة ، منهم : القاضي أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن سليم البوّاني من أهل هذه القرية ، كان شيخا صالحا مكثرا ، سمع الحافظ أبا بكر مردويه بأصبهان والبرقاني ببغداد وغيرهما ، روى عنه الحافظ أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الأصبهاني وغيره ، وولي القضاء ببعض نواحي أصبهان ، وتوفي في ذي القعدة سنة ٤٨٤ ، وولد في صفر سنة ٤٠١.

بُوَانَةُ : بالضم ، وتخفيف الواو ، قال أبو القاسم محمود ابن عمر : قال السيد عليّ : بوانة هضبة وراء ينبع قريبة من ساحل البحر وقريب منها ماءة تسمّى القصيبة وماء آخر يقال له المجاز ، قال الشّمّاخ ابن ضرار :

نظرت وسهب من بوانة دوننا ،

وأفيح من روض الرّباب عميق

وهذا يريك أنه جبل ، وقال آخر :

لقد لقيت شول بجنب بوانة

نصيّا ، كأعراف الكوادن ، أسحما

وفي حديث ميمونة بنت كردم أن أباها قال للنبي ، صلى الله عليه وسلم : إني نذرت أن أذبح خمسين شاة على بوانة ، فقال ، صلى الله عليه وسلم : هناك شيء من هذه النّصب؟ فقال : لا ، قال : فأوف بنذرك ، فذبح تسعا وأربعين وبقيت واحدة فجعل يعدو خلفها ويقول : اللهم أوفي بنذري ، حتى أمسكها فذبحها ، وهذا معنى الحديث

٥٠٥

لا لفظه. وبوانة أيضا : ماء بنجد لبني جشم ، وقال أبو زياد : بوانة من مياه بني عقيل ، وقال وضّاح اليمن :

أيا نخلتي وادي بوانة حبّذا ،

إذا نام حرّاس النخيل ، جناكما

وحسناكما زادا على كلّ بهجة ،

وزاد على طيب الغناء غناكما

البَوْبَاةُ : بالفتح ثم السكون ، وباء أخرى : اسم لصحراء بأرض تهامة إذا خرجت من أعالي وادي النخلة اليمانية ، وهي بلاد بني سعد بن بكر بن هوازن ، قال رجل من مزينة :

خليليّ بالبوباة عوجا ، فلا أرى

بها منزلا إلا جديب المقيّد

نذق برد نجد ، بعد ما لعبت بنا

تهامة في حمّامها المتوقّد

وقال ابن السكيت في شرح قول المتلمّس :

لن تسلكي سبل البوباة ، منجدة ،

ما عاش عمرو ، وما عمّرت قابوس

قال : البوباة ثنية في طريق نجد على قرن ينحدر منها صاحبها إلى العراق فيقول : لا تأخذ بذلك الطريق إلى نجد وأنت تريد إلى الشام. وأصل البوباة والموماة : المتسع من الأرض.

البُوبُ : بالضم ثم السكون ، وباء أخرى : قرية بمصر من كورة بنا من نواحي حوف مصر ، ويقال لها بلقينة أيضا.

بُوتَه : بالتاء فوقها نقطتان : من قرى مرو ، ينسب إليها بوتقيّ ، بزيادة القاف ، وينسب إليها أبو الفضل أسلم بن أحمد بن محمد بن فراشة البوتقي ، يروي عن أبي العباس أحمد بن محمد بن محبوب المحبوبي وغيره ، روى عنه أبو سعيد النّقّاش ، توفي بعد سنة ٣٥٠.

بُوتِيجُ : بكسر التاء ، وياء ساكنة ، وجيم : بليدة بالصعيد الأدنى من غربي النيل ، وهي عامرة نزهة ذات نخل كثير وشجر وفير.

بُورْنَمَذ : يلتقي فيها ساكنان ، وفتح النون والميم ، والذال معجمة : قرية بين سمرقند وأشروسنة ، وهي من أعمال أشروسنة ، منها أبو أحمد عبد الله ابن عبد الرحمن البورنمذي الزاهد ، سمع يحيى بن معاذ الرازي ، روى عنه عبد الله بن مسعود بن كامل السمرقندي.

بُورَةُ : مدينة على ساحل بحر مصر قرب دمياط ، تنسب إليها العمائم البورية والسمك البوريّ ، منها محمد بن عمر بن حفص البوري ، قال عبد الغني بن سعيد : حدّثونا عنه.

بُورى : بالقصر : قرية قرب عكبراء ، قال أبو نواس :

ولا تركت المدام بين قرى الكر

خ فبورى فالجوسق الخرب

وببغداد جماعة من الكتّاب وغيرهم ينسبون إليها ، ولشعر أبي نواس تمام ذكرته في القفص.

بُوزَانةُ : بالزاي ، والألف ، والنون : قرية من قرى أسفرايين ، منها أبو محمد عبد الله بن الحارث بن حفص ابن الحارث بن عقبة القرشي الصّنعاني ثم البوزاني من أهل صنعاء وسكن بوزانة ، وكان وضّاعا للحديث عن الأئمة ، مثل عبد الرزّاق وأحمد بن حنبل وغيرهما.

٥٠٦

بُوزْجانُ : بالجيم : بليدة بين نيسابور وهراة ، وهي من نواحي نيسابور ، منها إلى نيسابور أربع مراحل وإلى هراة ست مراحل ، كان منها جماعة كثيرة من أهل العلم ، منهم : أبو منصور أحمد بن محمد بن حمدون بن مرداس الفقيه البوزجاني ، تفقه ببلخ على أبي القاسم الصّفّار ثم سكن نيسابور خمسين سنة إلى أن مات بها ، سمع عبد الله بن محمد بن طرخان البلخي وأبا العباس الدّغولي وغيرهما ، سمع منه الحاكم أبو عبد الله ، وتوفي في ذي القعدة سنة ٣٨٦.

بَوْزَع : العين مهملة : اسم رملة في بلاد بني سعد بن زيد مناة بن تميم ، وفي قول جرير :

وتقول بوزع قد دببت على العصا

فهو اسم امرأة ، قال الأزهري : وكأنه فوعل من البزع وهو الظّرف والملاحة.

بُوزَنَجِرْد : الزاي والنون مفتوحتان ، والجيم مكسورة ، والراء ساكنة ، والدال مهملة : من قرى همذان على مرحلة منها من جهة ساوه ، منها أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن يوسف بن الحسن بن وهرة الهمذاني البوزنجردي ، كان إماما ورعا متنسّكا عاملا بعلمه ، له أحوال وكرامات وكلام على الخواطر ، وإليه انتهت تربية المريدين ، تفقه على الشيخ أبي إسحاق الشيرازي وسمع منه الحديث ومن غيره من العراقيين ، منهم أبو بكر الخطيب ، سمع منه أبو سعد وقال : توفي ببامئين قصبة باذغيس سنة ٥٣٥.

بُوزَنْجِرْد : مثل الذي قبله ، إلّا أنه بسكون النون والتي قبلها بفتحها ، وذكرهما معا أبو سعد وفرّق بينهما بذلك ، وهذا : من قرى مرو على طرف البرية ، منها أبو إسحاق إبراهيم بن هلال بن عمرو بن سياوش الهاشمي البوزنجردي ، وقيل ابن زادان بدل سياوش ، سمع علي بن الحسن بن شقيق وغيره ، روى عنه أحمد بن محمد بن العباس السّوسقاني وغيره ، وتوفي سنة ٢٨٩.

بُوزَنْ شَاه : الشين معجمة : من قرى مرو أيضا ، خربت قديما ، كانت على أربعة فراسخ من مرو ، ينسب إليها ضرار بن عمرو بن عبد الرحمن البوزنشاهي من التابعين ، روى عن ابن عمر ، ومحمد ابن عبد الرحمن بن محمد بن يوسف الخلوقي أبو عبد الله المكي الهلالي من أهل بوزن شاه الجديدة ، كان إماما عالما فاضلا حافظا للمذهب مفتيا من بيت العلم والحديث ، سمع الإمام أبا عبد الله محمد بن الحسن ابن الحسين المهربندقشاني والسيد أبا القاسم علي بن موسى الموسوي العلوي وأبا المظفّر السمعاني وأبا الخير محمد بن موسى الصفّار ، وكتب عنه أبو سعد بمرو وبقريته بوزن شاه ، وكانت ولادته في صفر سنة ٤٥٣ ببوزن شاه ، وبها توفي سنة ٥٣١ في سابع شهر ربيع الأول ، وبوزن شاه هذه غير الأولى.

بُوزَنُ : من قرى نيسابور من خطّ البحّاثي ، قال أبو منصور الثعالبي عقيب ذكره قول السري الرفاء يصف الموصل:

فمتى أزور قباب مشرفة الذّرى ،

فأدور بين النّسر والعيّوق

وأرى صوامع في غوارب أكمها ،

مثل الهوادج في غوارب نوق

ما نظرت إلى الصوامع في قرية بوزن من نيسابور إلا تذكّرت هذا البيت واستأنفت التعجب من حسن هذا التشبيه وبراعته وفصاحته.

٥٠٧

بَوْزُوزُ : بالفتح ثم السكون ، وزايين بينهما واو ساكنة : مدينة في شرقي الأندلس ، منها أبو القاسم محمد بن عبد الله بن محمد الكلبي المقري الإشبيلي يعرف بابن البوزوزي ، كتب عنه السلفي شيئا من شعره وقال : مقرئ مجوّد ، قلت : وقدم البوزوزي هذا حلب وأقام بها مدة يقرأ القرآن ، وقرأ عليه شيخنا أبو البقاء يعيش بن علي بن يعيش ، ورحل إلى الموصل وأقام بها ، وبها توفي فيما أحسب ، ولم يكن مرضيّ الدين على شيخوخته وعلمه ، وكان مشتهرا بالصبيان ، وأنشدني حسين بن مقبل بن أبي بكر الموصلي البهائي نسبة إلى بهاء الدين أبي المحاسن يوسف ابن رافع بن تميم القاضي بحلب قال : أنشدني البوزوزي النحوي لنفسه في رجل يلقب بالدّبيب وكان يتعشق صبيّا اسمه أبو العلاء واصطحبا على ذلك زمانا طويلا :

يئس الدّبيب لفقره من أمرد ،

وأبو العلاء لقبحه من عاشق

فكلاهما بالاضطرار موافق

لرفيقه ، لا بالوداد الصادق

فالعلق لو ظفرت يداه بلائط

يوما ، لما أضحى له بموافق

والدّبّ لو ظفرت يداه بأمرد

لأباته ببيات أطلق طالق

بَوْسٌ : بالفتح ثم السكون ، والسين مهملة : قرية بصنعاء اليمن يقال لها بيت بوس ، ينسب إليها الحسن ابن عبد الأعلى بن إبراهيم بن عبد الله البوسي الصنعاني الأنباوي من أبناء فارس ، يروي عن عبد الرزاق ابن هشام ، روى عنه الطبراني وغيره ، وينسب إليها جماعة غيره رأيتهم في أخبار اليمن.

بُوسَنْجُ : بالضم ثم السكون ، والسين مهملة ، والنون ساكنة ، وجيم : من قرى ترمذ.

بُوشَانُ : الشين معجمة ، وآخره نون : من مخاليف اليمن.

بُوشُ : كورة ومدينة بمصر من نواحي الصعيد الأدنى في غربي النيل بعيدة عن الشاطئ ، ينسب إليها أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عبد الله البوشي ، حدث عن أبي الفضل أحمد وأبي عبد الله محمد بن أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحضرمي ، سمع منه أبو بكر بن نقطة.

بُوشَنْجُ : بفتح الشين ، وسكون النون ، وجيم : بليدة نزهة خصيبة في واد مشجر من نواحي هراة ، بينهما عشرة فراسخ رأيتها من بعد ولم أدخلها حيث قدمت من نيسابور إلى هراة ، قال أبو سعد : أنشدني أبو الفتوح سعيد بن محمد بن إسماعيل بن سعيد بن علي البعقوبي الصوفي البوشنجي الواعظ ساكن هراة ، وكان من بيت العلم والحديث ، كتب الكثير منه بهراة ونيسابور ، قال أنشدنا أبو سعد العاصمي قال أنشدنا الإمام أبو الحسن عبد الرحمن ابن محمد الداودي لنفسه يخاطب أبا حامد الأسفراييني ببغداد فقال :

سلام ، أيها الشيخ الإمام ،

عليك ، وقلّ من مثلي السلام

سلام مثل رائحة الخزامى ،

إذا ما صابها سحرا غمام

رحلت إليك من بوشنج أرجو

بك العزّ الذي لا يستضام

وقال أبو الفضل الدباغ الهروي يهجو بوشنج وأهلها :

٥٠٨

إذا سقى الله أرض منزلة ،

فلا سقى الله أرض بوشنج

كأنها ، في اشتباك بقعتها ،

أخربها الله ، نطع شطرنج

قد ملئت فاجرا وفاجرة ،

أكرم منهم خؤولة الزّنج

كأنّ أصواتهم ، إذا نطقوا ،

صوت قمدّ يدسّ في فرج

وينسب إلى بوشنج خلق كثير من أهل العلم ، منهم : المختار بن عبد الحميد بن المنتضى بن محمد بن علي أبو الفتح الأديب البوشنجي ، سكن هراة ، وكان شيخا عالما أديبا حسن الخط كثير الجمع والكتابة والتحصيل ، جمع تواريخ وفيات الشيوخ بعد ما جمعه الحاكم الكتبي ، سمع جده لأمه أبا الحسن الداودي وأجاز لأبي سعد ، ومات بإشكيذبان في الخامس عشر من رمضان سنة ٥٣٦.

بُوصَرَا : بفتح الصاد المهملة ، وراء : من قرى بغداد ، هكذا ذكره ابن مردويه فيما حكاه أبو سعد عنه ، ونسب إليها أبا علي الحسن بن الفضل بن السّمح الزعفراني المعروف بالبوصراني ، روى عن مسلم بن إبراهيم ، روى عنه أبو بكر محمد بن محمد الباغندي ، وتوفي أول جمادى الآخرة سنة ٢٨٠ وهو متروك الحديث.

بَوْص : بالفتح ، قال الأصمعي : بوص جبل حذاء فيد ، قال الفضل اللهبي :

فالهاوتان فكبكب فجتاوب

فالبوص فالأفراع من أشقاب

بَوصَانُ : موضع بأرض حولان من ناحية صعدة باليمن ، أهله بنو شرحبيل بن الأصفر بن هلال بن هانئ بن حولان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة.

بُوصَلابا : بالضم ، وبعد اللام ألف ، وباء ، وألف : قرية على الفرات قرب الكوفة مسمّاة بمنشئها صلابة ابن مالك بن طارق بن همام العبدي.

بُوصِيرُ : بكسر الصاد ، وياء ساكنة ، وراء : اسم لأربع قرى بمصر ، بوصير قوريدس ، وقال الحسن بن إبراهيم بن زولاق : بها قتل مروان بن محمد بن مروان بن الحكم الذي به انقرض ملك بني أمية ، وهو المعروف بالحمار ، والجعدي قتل بها لسبع بقين من ذي الحجة سنة ١٣٢ ، وقال أبو عمر الكندي : قتل مروان ببوصير من كورة الأشمونين ، وقال لي القاضي المفضل بن الحجاج : بوصير قوريدس من كورة البوصيرية ، وإلى بوصير قوريدس ينسب أبو القاسم هبة الله بن علي بن مسعود بن ثابت بن غالب ابن هاشم الأنصاري الخزرجي ، كتب إليّ أبو الربيع سليمان بن عبد الله التميمي المكي في جواب كتاب كتبته إليه من حلب أسأله عنه فقال : سألت ابن الشيخ البوصيري عن سلفه ونسبه وأصله فأخبرني أنهم من المغرب من موضع يسمى المنستير ، قال وبالمغرب موضعان يسميان المنستير ، أحدهما بالأندلس بين لقنت وقرطاجنّة في شرق الأندلس والآخر بقرب سوسة من أرض إفريقية ، بينه وبينها اثنا عشر ميلا ، قال : ولم يعرّفني والدي من أيهما نحن ، وكان أول قادم منّا إلى مصر جدّ والدي مسعود ، فنزل بوصير قوريدس فأولد بها جدي عليّا ودخل عليّ إلى مصر فأقام بها فأولد بها أبي القاسم ، ولم يخرج من الإقليم إلى سواه إلى أن توفي في ليلة الخميس الثاني من صفر سنة ٥٩٨ ، أخبرني بالوفاة الحافظ الزكي عبد

٥٠٩

العظيم المنذري ، وسألته عن مولد أبيه فلم يعرفه إلا أنه قال : مات بعد أن نيف على التسعين بسنتين أو ثلاث ، أخبرني الحافظ زكي الدين المنذري أنه ظفر بمولده محقّقا بخط أبيه وأنه يظن أنه في سنة ٥٠٥ أو ٥٠٦.

وبُوصِيرُ السِّدْر : بليدة في كورة الجيزة. وبوصير دفدنو : من كورة الفيوم. وبوصير بنا : من كورة السمنودية ، ولا أدري إلى أيها ينسب أبو حفص عمر بن أحمد بن محمد بن عيسى الفقيه المالكي وأبو عبد الله محمد بن الحسين بن صدقة البوصيري ، مات سنة ٥١٩.

ظَةُ : هكذا وجدته بالظاء المعجمة ، قال : هو نقب في عارض اليمامة.

بُوغُ : الغين معجمة : من قرى ترمذ على ستة فراسخ منها ، ينسب إليها الإمام أبو عيسى محمد بن عيسى ابن سورة الترمذي البوغي الضرير ، إمام عصره صاحب كتاب الصحيح ، ذكر في ترمذ.

بُوقَاسُ : بالقاف ، وآخره سين مهملة : بلد بين حلب وثغر المصّيصة ، وربما قيل له بوقا بإسقاط السين.

بُوقانُ : آخره نون ، قال الحازمي : بوقان ، بالباء ، من نواحي سجستان ، ينسب إليها أبو عمر محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان البوقاني صاحب التصانيف المشهورة ، روى عن أبي حاتم بن حبّان وأبي يعلى النّسفي وأبي علي حامد بن محمد بن عبد الله الرفاء وأبي سليمان الخطابي روى عنه ابنه أبو سعيد عثمان وغيره ، قلت : وهذا غلط لا ريب فيه ، إنما هو النوقاتي ، بالنون في أوله والتاء المثناة من فوقها في آخره ، كذا قرأته بخط أبي عمر النوقاتي المذكور ، وكذا ضبطه أبو سعد في تاريخ مرو الذي قرأته بخطّه ، وقد ذكر في موضعه. وأما بوقان فذكره في كتب الفتوح ، وهو بلد بأرض السند ، قال أحمد بن يحيى البلاذري : ولّى زياد ابن أبيه المنذر بن الجارود العبدي ، ويكنى بأبي الأشعث ، ثغر الهند فغزا البوقان والقيقان فظفر المسلمون وغنموا ، ثم ولّى عبيد الله بن زياد بن حرّيّ الباهلي ففتح الله تلك البلاد على يده وقاتل به قتالا شديدا ، وقيل : إن عبيد الله ابن زياد ولّى سنان بن سلمة بن المحبّق الهذلي وكان حرّيّ بن حرّيّ معه على سراياه ، وفي حريّ يقول الشاعر :

لولا طعاني بالبوقان ما رجعت

منه سرايا ابن حرّيّ بأسلاب

وأهل البوقان اليوم مسلمون ، وقد بنى عمران بن موسى بن يحيى بن خالد البرمكي بها مدينة سمّاها البيضاء في خلافة المعتصم ، ولعلّ الحازمي بهذا اغترّ.

بُوقُ : بالقاف ، نهر بوق : كورة بغداد نفسها في بعضها ، وقد ذكرت في نهر. ومشهد البوق قرب رحبة مالك بن طوق ، به مات شيخ الشيوخ عبد الرحيم بن إسماعيل في سنة ٥٨٠.

بُوقَةُ : من قرى أنطاكية ، وفي كتاب الفتوح : بنى هشام بن عبد الملك حصن بوقة من عمل أنطاكية ثم جدّد وأصلح حديثا ، ينسب إليها أبو يعقوب إسحاق بن عبد الله الجزري البوقي ، روى عن مالك ابن أنس وهشيم بن بشير وسفيان بن عيينة ، روى عنه هلال بن العلاء الرّقّي ومحمد بن الخضر مناكير ، قاله أبو عبد الله بن مندة ونسبه كذلك ، وأبو سليمان داود بن أحمد البوقي سكن أنطاكية ، سمع أبا عبد الرحمن معمّر بن مخلّد السّروجي ، ذكره أبو أحمد في الكنى. وبوقة : من قرى الصعيد ، عن الأمير

٥١٠

شرف الدين يعقوب الهذياني ، أخبرني به من لفظه.

بَوْلانُ : بفتح أوله : قاع بولان منسوب إلى بولان ابن عمرو بن الغوث بن طيّء ، واسم بولان غصين ، ولعله فعلان من البول ، وهذا الموضع قريب من النّباج في طريق الحاجّ من البصرة ، وقال العمراني : هو موضع تسرق فيه العرب متاع الحاجّ ، وقال محمد بن إدريس اليمامي : بولان واد ينحدر على منفوحة باليمامة ، وقال في موضع آخر : ومن مياه العرمة باليمامة : بلو وبليّ وبولان ، وأنشد للأعشى :

فالعسجديّة فالأبلاء فالرّجل

وقال مالك بن الرّيب المازني بعد ما أوردناه في رحا المثل :

إذا عصب الرّكبان ، بين عنيزة

وبولان ، عاجوا المنقبات النّواجيا

ألا ليت شعري هل بكت أمّ مالك ،

كما كنت لو عالوا نعيّك باكيا!

إذا متّ فاعتادي القبور فسلّمي

على الرّسم ، أسقيت الغمام الغواديا

أقلّب طرفي حول رحلي ، فلا أرى

به من عيون المؤنسات مراعيا

وبالرمل منّا نسوة ، لو شهدنني ،

بكين وفدّين الطبيب المداويا

فمنهنّ أمّي وابنتاها وخالتي ،

وجارية أخرى تهيج البواكيا

فما كان عهد الرمل عندي وأهله

ذميما ، ولا ودّعت بالرمل قاليا

هذا آخر قصيدة مالك بن الرّيب وقد ذكرتها بتمامها في هذا الكتاب متفرّقة ونبّهت في كل موضع على ما يتلوه ، وأوّلها في خراسان.

بُولَةُ : بالضم : موضع في قول أبي الجويرية حيث قال :

فسفحا حرزم فرياض قوّ

فبولة ، بعد عهدك ، فالكلاب

بُومَارِيَةُ : بعد الألف راء مكسورة ، وياء مفتوحة خفيفة : بليد من نواحي الموصل قرب تلّ يعفر.

بَوَنَّا : بفتح أوله وثانيه ، وتشديد نونه ، والقصر : ناحية قرب الكوفة يقال لها تلّ بونّا ، ذكرها في الأشعار ، وقد ذكرت في تلّ بونّا.

البُونْتُ : بالضم ، والواو والنون ساكنان ، والتاء فوقها نقطتان : حصن بالأندلس ، وربما قالوا البنت ، وقد ذكر ، ينسب إليه أبو طاهر إسماعيل بن عمران بن إسماعيل الفهري البونتي ، قدم الإسكندرية حاجّا ، ذكره السلفي ، وكان أديبا أريبا قارئا ، وعبد الله بن فتّوح بن موسى بن أبي الفتح بن عبد الله الفهري البونتي أبو محمد ، كان من أهل العلم والمعرفة وله كتاب في الوثائق والأحكام وله أيضا رواية ، توفي في جمادى الآخرة سنة ٤٦٢.

بُونِفَاطُ : بكسر النون ، وفاء ، وألف ، وطاء مهملة : مدينة في وسط جزيرة صقلية.

بَوْنُ : مدينة باليمن ، زعموا أنها أنها ذات البئر المعطّلة والقصر المشيد المذكورين في القرآن العظيم ، قال معن بن أوس :

سرت من بوانات فبون ، فأصبحت

بقوران ، قوران الرّصاف ، تواكله

وحدثني أبو الربيع سليمان المكي والقاضي المفضّل ابن أبي الحجاج أنهما بونان ، وهما كورتان ذواتا قرى : البون الأعلى والبون الأسفل ، ولا يقوله

٥١١

أهل اليمن الّا بالفتح ، قال اليمني يصف جبلا :

حتى بدت بسواد البون سامية ،

يتبعن للحرب بوّادا وروّادا

بَوَنُ : بفتحتين ، ويروى بسكون الواو : بليدة بين هراة وبغشور ، وهي قصبة ناحية باذغيس ، بينها وبين هراة مرحلتان ، رأيتها وسمعتهم يسمّونها ببنة ، ينسب إليها أبو عبد الله محمد بن بشر بن بكر الفقيه البوني ، يروي عن أبي جعفر بن طريف البوني وأبي العباس الأصمّ وغيرهما.

بُونَةُ : بالضم ثم السكون : مدينة بإفريقية بين مرسى الخرز وجزيرة بني مزغنّاي ، وهي مدينة حصينة مقتدرة كثيرة الرّخص والفواكه والبساتين القرينة ، وأكثر فاكهتها من باديتها ، وبها معدن حديد ، وهي على البحر ، ينسب إليها جماعة ، منهم : أبو عبد الملك مروان بن محمد الأسدي البوني ، فقيه مالكيّ من أعيان أصحاب أبي الحسن القابسي ، له كتاب في شرح الموطّإ ، وأصله من الأندلس انتقل إلى إفريقية فأقام ببونة فنسب إليها ، ومات قبل سنة ٤٤٠ ، ويطلّ على بونة جبل زغوغ.

بُوَنَّةُ : بالضم ثم الفتح ، وتشديد النون : وادي بونّة ، ذكره نصر.

بُوَهْرِزُ : بالضم ثم الفتح ، وسكون الهاء ، وكسر الراء ، وزاي : قرية كبيرة ذات بساتين ، وبها جامع ومنبر قرب بعقوبا ، بينها وبين بغداد نحو ثمانية فراسخ ، روى بها قوم الحديث.

البُوَيْبُ : بلفظ تصغير الباب : نقب بين جبلين ، وقال يعقوب : البويب مدخل أهل الحجاز إلى مصر ، قال كثيّر عزّة :

إذا برقت نحو البويب سحابة ،

جرى دمع عيني لا يجفّ سجوم

ولست براء نحو مصر سحابة ،

وإن بعدت إلّا قعدت أشيم

فقد يوجد النّكس الدّنيّ عن الهوى

عزوفا ، ويصبو المرء وهو كريم

والبويب أيضا : نهر كان بالعراق موضع الكوفة ، فمه عند دار الرزق يأخذ من الفرات ، كانت عنده وقعة أيام الفتوح بين المسلمين والفرس في أيام أبي بكر الصديق ، وكان مجراه إلى موضع دار صالح بن عليّ بالكوفة ومصبّه في الجوف العتيق ، وكان مغيضا للفرات أيام المدود ليزيدوا به الجوف تحصينا ، وقد كانوا فعلوا ذلك الجوف حتى كانت السّفن البحرية ترفأ إلى الجوف.

البوَيْرَةُ : تصغير البئر التي يستقى منها الماء ، والبويرة : هو موضع منازل بني النضير اليهود الذين غزاهم رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، بعد غزوة أحد بستة أشهر ، فأحرق نخلهم وقطّع زرعهم وشجرهم ، فقال حسان بن ثابت في ذلك :

لهان ، على سراة بني لؤيّ ،

حريق بالبويرة مستطير

وفيه نزل قوله تعالى : ما قطعتم من لبنة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين ، قال أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب :

يعزّ ، على سراة بني لؤيّ ،

حريق بالبويرة مستطير

فأجابه حسان بن ثابت :

أدام الله ذلكم حريقا ،

وضرّم في طوائفها السعير

٥١٢

هم أوتوا الكتاب فضيّعوه ،

وهم عمي عن التوراة بور

وقال جمل بن جوال التغلبي :

وأوحشت البويرة من سلام

وسعد وابن أخطب ، فهي بور

والبويرة أيضا موضع قرب وادي القرى بينه وبين بسيطة ، مرّ بها المتنبي وذكرها في شعره فقال :

روامي الكفاف وكبد الوهاد

وجار البويرة وادي الغضا

والبويرة موضع بحوف مصر. والبويرة : قرية أو بئر دون أجإ ، وفيها قال :

إن لنا بئرا بشرقيّ العلم ،

عاديّة ما حفرت بعد إرم ،

ذات سجال حامش ذات أجم

قال : واسمها اللّقيطة.

بُوَيْطُ : بالضم ثم الفتح : قرية بصعيد مصر قرب بوصير قوريدس ، وكان قد خرج في أيام المهدي دحية بن مصعب بن الإصبع بن عبد العزيز بن مروان ابن الحكم ودعا إلى نفسه واستمرّ إلى أيام الهادي ، فولّى مصر الفضل بن صالح بن عليّ بن عبد الله بن العباس فكاتبه ، وكانت نعم أمّ ولد دحية تقاتل في وقعة على بويط ، فقال شاعرهم :

فلا ترجعي ، يا نعم ، عن جيش ظالم

يقود جيوش الظالمين ويجنب

وكرّي بنا طردا على كلّ سانح

إلينا ، منايا الكافرين يقرّب

كيوم لنا ، لا زلت أذكر يومنا

بفأو ، ويوم ، في بويط ، عصبصب

ويوم بأعلى الدير كانت نحوسه ،

على فيئة الفضل بن صالح ، تنعب

وبويط أيضا : قرية في كورة سيوط بالصعيد أيضا ، وإلى إحداهما ينسب أبو يعقوب يوسف بن يحيى البويطي المصري الفقيه صاحب الشافعي ، رضي الله عنه ، والمدرّس بعده ، سمع الشافعي وعبد الله بن وهب ، روى عنه أبو إسماعيل الترمذي وإبراهيم بن إسحاق الحربي وقاسم بن مغيرة الجوهري وأحمد بن منصور الرّمّادي والقاسم بن هاشم السمسار ، وكان حمل إلى بغداد أيام المحنة وانتدب إلى القول بخلق القرآن فامتنع من الإجابة إليه ، ولم يزل محبوسا حتى توفي ، وكان إماما ربّانيّا كثير العبادة والزّهد ، ومات في سنة ٢٣١ ، ذكره الخطيب ، وأما محمد ابن عمر بن عبد الله بن اللّيث أبو عبد الله الشيرازي الفقيه البويطي فليس من بويط ولكني أراه كان يدرّس كتاب البويطي ، فنسب إليه.

البُوَيْنُ : بالنون : ماء لبني قشير ، قال بشر بن عمرو بن مرثد :

أبلغ لديك أبا خليد وائلا :

أنّي رأيت العام شيئا معجبا

هذا ابن جعدة بالبوين مغرّبا ،

وبنو خفاجة يقترون الثّعلبا

فأنفت مما قد رأيت ورابني ،

وغضبت لو أني أرى لي مغضبا

بُويَنَة : بضم الباء ، وسكون الواو ، وياء مفتوحة ، ونون : قرية على فرسخين من مرو يقال لها بوينك أيضا ، والنسبة إليها بوينجي ، ينسب إليها جماعة ، منهم : أبو عبد الرحمن الحصين بن المثنّى بن عبد الكريم بن راشد البوينجي المروزي ، رحل إلى

٥١٣

العراق وكتب بالري عن جرير بن عبد الحميد ، وبالكوفة عن وكيع بن الجرّاح ، وحدث وروى الناس عنه ، توفي قبل سنة ٣٠٠ في حدود سنة ٢٥٠.

باب الباء والهاء وما يليهما

بَهَاباذُ : بالفتح : من قرى كرمان ، فيها وفي قرية أخرى يقال لها كوبيان يعمل التوتيا ويحمل إلى سائر البلدان.

بَهَارَانُ : بالراء : من قرى أصبهان من ناحية قهاب ، ذات جامع ومنبر كبير.

بَهَارُ : من قرى مرو ، ويقال لها بهارين أيضا ، ينسب إليها رقاد بن إبراهيم البهاري ، مات سنة ٢٤٦.

بَهارِزَةُ : بتقديم الراء : من قرى بلخ ، ينسب إليها أبو عبد الله بكر بن محمد بن بكر بن عطاء البهارزي ، يروي عن قتيبة بن سعيد ، مات في ذي الحجة سنة ٢٩٤.

بَهَاطيَةُ : من قرى بغداد.

بَهَائمُ : على وزن جمع بهيمة من الدوابّ : جبلان بحمى ضريّة ، كلاهما على لون واحد ، كذا قال ثعلب ، وقال غيره : البهائم جبال ، وماؤها يقال له المنبجس ، وهي بئار في شعب ، قال الراعي :

بكى خشرم لما رأى ذا معارك

أتى دونه والهضب هضب البهائم

بَهْجُورَةُ : بسكون الهاء ، وضم الجيم : من قرى الصعيد في غربي النيل ، وبعيدة عن شاطئه ، يكثر فيها زرع السكر.

بِهْداذِينُ : بكسر أوله ، وسكون ثانيه ، ودال مهملة ، وألف ، وذال معجمة ، وياء ساكنة ، ونون ، معناه بالفارسية أجود عطاء : من قرى زوزان من أعمال نيسابور ، يقول فيها أبو الحسن العبد لكاني والد أبي محمد عبد الله بن محمد العبد لكاني :

أشرف ببهداذين من قرية ،

عن شائنات العيب في حرز

لكنها ، من لؤم سكانها ،

حطّت من الذّلّ إلى العزّ

ما إن ترى فيها سوى خامل

جلف ، دنيّ أصله ، كزّ

لا تعجبوا منها ومن أهلها ،

فالدّرّ لا ينكر في الخرز

بَهْدَى : بوزن سكرى ، ويقال ذو بهدى : قرية ذات نخل باليمامة ، قال جرير :

وأقفر وادي ثرمداء ، وربما

تدانى بذي بهدى حلول الأصارم

وقيل : هما موضعان متقاربان. ويوم ذي بهدى من أيامهم ، قال ظالم بن البراء الفقيمي :

ونحن غداة يوم ذوات بهدى

لدى الوتدات ، إذ غشيت تميم

ضربنا الخيل بالأبطال حتى

تولت ، وهي شاملها الكلوم

بضرب يلقح الضّبعان منه

طروقته ، ويلجئه الأروم

بِهْرَزَانُ : بالكسر ثم السكون ، وفتح الراء ، ثم زاي ، وألف ، ونون : بليدة بينها وبين شهرستان فرسخان من جهة نيسابور ، رأيتها في صفر سنة ٦١٧ ، وهي عامرة ذات خير واسع ، وعليها سور حصين ، وبها سوق حافل.

٥١٤

بَهُرَسِيرُ : بالفتح ثم الضم ، وفتح الراء ، وكسر السين المهملة ، وياء ساكنة ، وراء : من نواحي سواد بغداد قرب المدائن ، ويقال بهرسير الرّومقان ، وقال حمزة : بهرسير إحدى المدائن السبع التي سميت بها المدائن ، وهي معرّبة من ده أردشير ، وقال في موضع آخر : معرّبة من به أردشير ، كأن معناه خير مدينة أردشير ، وهي في غربي دجلة ، وقد خربت مدائن كسرى ولم يبق ما فيه عمارة غيرها ، وهي تجاه الإيوان لأن الإيوان في شرقي دجلة وهي في غربيّه ، رأيتها غير مرة ، وبالقرب منها من جهة الجنوب زريران ومن جهة الغرب صرصر ، وقال أبو مقرّن أيام الفتوح :

تولّى بنو كسرى وغاب نصيرهم

على بهرسير ، فاستهدّ نصيرها

غداة تولّت عن ملوك بنصرها

لدى غمرات ، لا يبلّ بصيرها

مضى يزدجرد بن الأكاسر سادما ،

وأدبر عنه بالمدائن خيرها

والشعر في ذكرها كثير. وفي كتاب الفتوح : لما فرغ سعد بن أبي وقاص من القادسية سار حتى نزل بهرسير ففتحها وأقام عليها تسعة أشهر ، وقيل ثمانية ، حتى أكلوا الرّطب مرّتين ، ثم عبر دجلة فهرب منهم يزدجرد ، وذلك في سنة خمس عشرة وست عشرة.

بَهْرَةُ : بالفتح ، والراء : مدينة بمكران.

بُهْرَةُ : بالضم ، قال محمد بن إدريس : البهرة أقصى ماء يلي قرقرى لبني امرئ القيس بن زيد مناة باليمامة ، وقد ذكره ابن هرمة غير مرة في شعره ، وما أظنّه أراد غير الذي باليمامة لأنها لم تكن بلاده ، قال :

كم أخ صالح وعمّ وخال

وابن عمّ كالصارم المسنون

قد جلته عنا المنايا ، فأمسى

أعظما تحت ملحدات وطين

رهن رمس ببهرة أو حزيز ،

يا لقومي للميّت المدفون!

وبهرة الوادي : وسطه ، وأرى ابن هرمة إياه أراد لا موضعا بعينه.

بِهْزَانُ : بالكسر ، والزاي ، وألف ، ونون : موضع قرب الرّيّ ، قالوا : وهناك كانت مدينة الرّيّ فانتقل أهلها إلى موضعها اليوم ، وخربت ، وآثارها إلى اليوم باقية ، وبينها وبين مدينة الرّيّ ستة فراسخ.

بِهِسْتانُ : بكسرتين ، وسكون السين ، وتاء مثناة ، وألف ، ونون : قلعة مشهورة من نواحي قزوين.

بَهِسْتونُ : بالفتح ثم الكسر : قرية بين همذان وحلوان ، واسمها ساسانيان ، بينها وبين همذان أربع مراحل ، وبينها وبين قرميسين ثمانية فراسخ ، وجبل بهستون عال مرتفع ممتنع لا يرتقى إلى ذروته ، وطريق الحاج تحته سواء ، ووجهه من أعلاه إلى أسفله أملس كأنه منحوت ، ومقدار قامات كثيرة من الأرض قد نحت وجهه وملّس ، فزعم بعض الناس أن بعض الأكاسرة أراد أن يتخذ حول هذا الجبل موضع سوق ليدلّ به على عزته وسلطانه ، وعلى ظهر الجبل بقرب الطريق مكان يشبه الغار وفيه عين ماء جار ، وهناك صورة دابّة كأحسن ما يكون من الصور ، زعموا أنها صورة دابّة كسرى المسماة شبديز وعليها كسرى ، وقد ذكرته مبسوطا في باب الشين.

٥١٥

بَهَسْنا : بفتحتين ، وسكون السين ، ونون ، وألف : قلعة حصينة عجيبة بقرب مرعش وسميساط ، ورستاقها هو رستاق كيسوم مدينة نصر بن شبث الخارجي في أيام المأمون ، وقتله عبد الله بن طاهر ، وهو على سنّ جبل عال ، وهي اليوم من أعمال حلب.

بِهْقُباذُ : بالكسر ثم السكون ، وضم القاف ، وباء موحدة ، وألف ، وذال معجمة : اسم لثلاث كور ببغداد من أعمال سقي الفرات ، منسوبة إلى قباذ ابن فيروز والد أنوشروان بن قباذ العادل ، منها : بهقباذ الأعلى سقيه من الفرات ، وهو ستة طساسيج : طسّوج خطرنية وطسوج النهرين وطسوج عين التمر والفلّوجتان العليا والسفلى وطسوج بابل ، والبهقباذ الأوسط وهي أربعة طساسيج : طسّوج سورا وطسوج باروسما والجبة والبداة وطسوج نهر الملك ، والبهقباذ الأسفل خمسة طساسيج : الكوفة وفرات بادقلى والسيلحين وطسوج الحيرة وطسوج نستر وطسوج هرمزجرد.

بَهْلا : بلد على ساحل عمان.

بُهَلْكَجِينُ : بالضم ثم الفتح ، وسكون اللام ، وفتح الكاف ، وكسر الجيم ، وياء ساكنة ، ونون : موضع ، وأنشد الخارزنجي :

أنعت ، من حيّات بهلكجين ،

صلّ صفا داهية درخمين

بَهْمَن أرْدَشِير : كورة واسعة بين واسط والبصرة ، منها ميسان والمذار ، وتسمى فرات البصرة ، والبصرة منها تعدّ ، قال حمزة الأصبهاني : بهمنشير تعريب بهمن أردشير ، وكانت مدينة مبنية على عبر دجلة العوراء في شرقيها تجاه الأبلّة ، خربت ودرس أثرها وبقي اسمها.

بَهَنْدَفُ : بفتحتين ، ونون ساكنة ، وبفتح الدال المهملة ، وتكسر ، وفاء : بليدة من نواحي بغداد في آخر أعمال النهروان بين بادرايا وواسط ، وكانت تعدّ من أعمال كسكر ، وغزا المسلمون أيام الفتوح بهندف ، وكانت لهم بها وقعة في سنة ١٦ ، فقال ضرار بن الخطاب وكان صاحب الجيش :

ولما لقينا في بهندف جمعهم

أناخوا وقالوا : اصبروا آل فارس

فقلنا جميعا : نحن أصبر منكم

وأكرم في يوم الوغى والتمارس

ضربناهم بالبيض ، حتى إذا انثنت

أقمنا لها مثلا بضرب القوانس

فما فتئت خيلي تقصّ طريقهم ،

وتقتلهم بعد اشتباك الحنادس

فعادوا لنادينا ، ودانوا بعهدنا ،

وعدنا عليهم بالنّهى في المجالس

وقال أبو مرجانة بن تبّاه واسمه عيسى يذكرها :

ودجلة والفرات جارية ،

والنّهروانات لسن في اللّعب

والمشرف العالي المحيط على

بهندف ذي الثمار والحطب

وقصر شيرين ، حين ينظره ،

بين عيون المياه والعشب

وينسب إليها أحمد بن محمد بن إبراهيم البهندفي ، يروي عن علي بن عثمان الحرّاني ، روى عنه أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين الواعظ.

البهنَسَا : بالفتح ثم السكون ، وسين مهملة مقصورة : مدينة بمصر من الصعيد الأدنى غربي النيل وتضاف

٥١٦

إليها كورة كبيرة ، وليست على ضفة النيل ، وهي عامرة كبيرة كثيرة الدخل ، وبظاهرها مشهد يزار ، يزعمون أن المسيح وأمه أقاما به سبع سنين ، وبها برابي عجيبة ، ينسب إليها جماعة من أهل العلم ، منهم : أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن الحسن بن محمد العطار البهنسيّ ، حدث عن يحيى بن نصر الخولاني ، توفي في شهر ربيع الأول سنة ٣١٤ ، وأبو الحسن عليّ ابن القاسم بن محمد بن عبد الله البهنسي ، روى عن بكر بن سهل الدمياطي وغيره ، روى عنه أبو مطر عليّ بن عبد الله المعافري.

بَهْوَنَةُ : بالفتح ثم السكون ، وفتح الواو ، والنون : اسم لإحدى القرى من بنج ديه ، ينسب إليها أبو نصر أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن شمر البهوني ، كان إماما فاضلا أديبا شاعرا ، تفقه على أسعد الميهني وأبي بكر السمعاني وأبي حامد الغزالي ، وسمع أبا القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي وأبا نصر أحمد بن محمد بن الحسن البشاري السّرخسي وأبا سعيد محمد بن علي بن أبي صالح ، واختل في آخر عمره ، ومات سنة ٥٤٤ ، ومولده سنة ٤٦٦.

بِهِ : بالكسر ، والهاء محضة : من مدن مكران مجاورة لأرض السند.

باب الباء والياء وما يليهما

بِيَارُ : بالكسر : مدينة لطيفة من أعمال قومس بين بسطام وبيهق ، بينها وبين بسطام يومان ، أسواقهم بيوتهم وبيّاعوهم النساء ، خرج منها جماعة من أعيان العلماء ، منهم من المتأخرين : أبو الفتح إدريس بن علي بن إدريس الأديب الحنفي البياري من أهل نيسابور ، كان أديبا شاعرا مدرّسا بمدرسة السلطان بنيسابور ، سمع أبا صالح يحيى بن عبد الله بن الحسين الناصحي وأبا الحسن علي بن أحمد المؤذّن وأبا الموفّق علي بن الحسين الدّهّان ، ذكره أبو سعد في التحبير وقال : مات في ذي الحجة سنة ٥٤٠ ، وأبو الفضل جعفر بن الحسن بن منصور بن الحسن بن منصور البياري الكثيري المعبر ، له شعر وبديهة ، سمع أسعد البارع الزوزني وعبد الواحد بن عبد الكريم القشيري ، ذكره أبو سعد في التحبير ، مولده في رجب سنة ٤٧١ ببيار ، ومات ببخارى سنة ٥٥٣ ، قال أبو سعد : أنشدني أبو الفضل البياري من حفظه لنفسه ببخارى :

محن الزمان لها عواقب تنقضي ،

لا بدّ فاصبر لانقضاء أوانها

إن المحالة في إزالة شرّها ،

قبل الأوان ، تكون من أعوانها

وبيار أيضا : من قرى نسا.

بَيَّاسُ : بالفتح ، وياء مشدّدة ، وألف ، وسين مهملة : مدينة صغيرة شرقي أنطاكية وغربي المصيصة بينهما ، قريبة من البحر ، بينها وبين الإسكندرية فرسخان ، قريبة من جبل اللّكام ، منها أبو عبد الله أحمد بن محمد بن دينار الشيرازي ثم البياسي ، يروي عن الحسن ابن أبي الحسن الأصبهاني ، روى عنه محمد بن أحمد بن جميع ، قال البحتري :

ولقد ركبت البحر في أمواجه ،

وركبت هول الليل في بيّاس

وقطعت أطوال البلاد وعرضها ،

ما بين سندان وبين سجاس

بيَاسُ : بتخفيف الياء : نهر عظيم بالسند مفضاه إلى المولتان.

٥١٧

بَيّاسَةُ : ياء مشددة : مدينة كبيرة بالأندلس معدودة في كورة جيّان ، بينها وبين أبّدة فرسخان ، وزعفرانها هو المشهور في بلاد الغرب ، دخلها الروم سنة ٥٤٢ ، وأخرجوا عنها سنة ٥٥٢ ، نسب إليها الحافظ أبو طاهر أبا العباس أحمد بن يوسف بن تمام اليعمري البيّاسي وقال : هو شاعر مفلق وأديب محقق ، وكان كثير الحفظ لشعر الأندلسيّين المتأخرين خاصة ، وتزهّد في آخر عمره ، قال وسمعته بالثغر يقول : سمعت فاخر بن فاخر القرطبي يقول : مدح عبد الجليل بن وهبون المرسي المعروف بالدّمعة المعتمد ابن عباد بقصيدة فيها تسعون بيتا فأجازه بتسعين دينارا ، فيها دينار مقروض ، فلم يعرف العلّة في ذلك حتى أطال تأمّل قصيدته ، وإذا هو قد خرج عن عروض الطويل في بيت منها إلى عروض الكامل فعرف حينئذ السبب.

البَيَاضُ : ضدّ السواد : موضع باليمامة في موضع قريب من يبرين ، وأنشد بعضهم :

ألم يكن أخبرني غلامي

أنّ البياض طامس الأعلام؟

والبياض أيضا : حصن باليمن من أعمال الحقل قرب صنعاء. والبياض : أرض بنجد لبني كعب من بني عامر بن صعصعة.

بَيَانُ : بالفتح ، والتخفيف : صقع من سواد البصرة في الجانب الشرقي من دجلة ، عليه الطريق إلى حصن مهدي ، وهي قريبة منه ، وهو من نواحي الأهواز ، أعني حصن مهدي.

بَيَّانٌ : بتشديد ثانيه : إقليم بيّان من أعمال بطليوس بالأندلس ، ويقال له منت بيّان ، ينسب إليها قاسم ابن محمد بن قاسم بن محمد بن سيّار البيّاني مولى هشام بن عبد الملك ، يعرف بصاحب الوثائق ، أندلسيّ محدّث ، شافعي المذهب ، صحب المزني ، روى عنه محمد بن القاسم وأسلم بن عبد العزيز وأحمد بن خالد ، ذكر ابن يونس أنه توفي سنة ٢٩٨.

بَيّانَةُ : بزيادة الهاء : وهي قصبة كورة قبرة ، وهي كبيرة حصينة على ربوة ، يكتنفها أشجار وأنهار ، بينها وبين قرطبة ثلاثون ميلا ، منها قاسم بن أصبغ ابن يوسف بن ناصح بن عطاء البيّاني أبو محمد إمام مصنف ، سمع محمد بن وضّاح ومحمد بن عبد السلام الخشني وتقيّ بن مخلد ، رحل إلى المشرق في سنة ٢٧٤ ، فسمع الحارث بن أبي أسامة وإسماعيل بن إسحاق القاضي وأحمد بن أبي خيثمة وأبا محمد بن قتيبة وابن أبي الدنيا وغيرهم ، روى عنه ابن ابنه قاسم بن محمد ابن قاسم وعبد الوارث بن سليمان بن حبرون ، وكان عاد إلى قرطبة وطال عمره فألحق الأصاغر بالأكابر ، وكان مولده في سنة ٢٤٧ ، ومات في سنة ٣٤٠.

البِيَاوُ : قال الحسن بن يحيى الفقيه صاحب تاريخ صقلية : أحد أضلاع صقلية الثلاثة يمر على ساحل البحر من المغرب إلى المشرق يتيامن قليلا إلى جهة القبلة ، وهذه الناحية تنظر إلى جهة إفريقية ، وفي هذا الموضع من المواضع المشهورة أو قريبا منه مدينة البياو ، وهذا الموضع هو ذنب الجزيرة وأقلّها خيرا ، وكان سجنا.

بِيَبْرَزُ : بكسر أوله ، وفتح ثانيه ، وسكون الباء ، وفتح الراء ، وزاي : محلّة ببغداد ، وهي اليوم مقبرة بين عمارات البلد وأبنيته من جهة محلّة الظّفرية والمقتدرية ، بها قبور جماعة من الأئمة ، منهم أبو إسحاق إبراهيم بن علي الفيروزآباذي الفقيه الإمام ، ومنهم من يسمّيها باب أبرز.

٥١٨

بَيتُ الآبار : جمع بئر : قرية يضاف إليها كورة من غوطة دمشق فيها عدة قرى ، خرج منها غير واحد من رواة العلم.

بَيْتُ الأحْزَان : جمع حزن ضدّ الفرح : بلد بين دمشق والساحل ، سمي بذلك لأنهم زعموا أنه كان مسكن يعقوب ، عليه السلام ، أيام فراقه ليوسف ، عليه السلام ، وكان الأفرنج عمّروه وبنوا به حصنا حصينا ، قال النشو بن نقادة :

هلاك الفرنج أتى عاجلا ،

وقد آن تكسير صلبانها

ولو لم يكن قد أتى حينها

لما عمّرت بيت أحزانها

فنزل عليه الملك الناصر يوسف بن أيوب في سنة ٥٧٥ ففتحه وأخربه ، فقال أبو الحسن علي بن محمد الساعاتي الدمشقي :

أيسكن أوطان النبيين عصبة

تمين لدى أيمانها ، حين تحلف؟

نصحتكم ، والنّصح في الدين واجب :

ذروا بيت يعقوب فقد جاء يوسف

بَيْتُ أَرانِسَ : بفتح الهمزة والراء ، وبعد الألف نون مكسورة وسين مهملة : من قرى الغوطة ، بقربها قبر أبي مرثد دثار بن الحصين من الصحابة ، قال الحافظ أبو القاسم في كتاب دمشق : محمد بن المعمر بن عثمان أبو بكر الطائي من ساكني بيت أرانس من قرى الغوطة ، حدث عن محمد بن جعفر الراموزي ومحمد بن إسحاق بن يزيد الصيني وعاصم بن بشر بن عاصم ، حدث عنه أبو الحسين الرازي وعبد الوهاب بن الحسن وأبو الحسن محمد بن زهير بن محمد الكلابيان ، مات في سنة ٣٢١ ، وقال أيضا : محمد ابن محمد بن طوق العسعس بن الجريش بن الوزير اليعمري أبو عمرو من أهل قرية من قرى دمشق يقال لها بيت أرانس ، حدث عنه أبو الحسين الرازي.

بَيْتُ أنْعُمَ : بضم العين : حصن قريب من صنعاء اليمن ، نازله الفارس قليب أتابك الملك المسعود بن الملك الكامل بن الملك العادل بن أيوب مدة طويلة حتى أمكنه أخذه. وبيت أنعم أيضا : حصن أو قرية في مخلاف سنحان باليمن.

بَيْتُ البَلاطِ : من قرى دمشق بالغوطة ، وقد ذكر في البلاط ، منها مسلمة بن علي بن خلف أبو سعيد الخشني ، روى عن الأوزاعي ويحيى بن الحارث وزيد ابن واقد والأعمش ويحيى بن سعيد الأموي وخلق كثير ، روى عنه خلق آخر كثير ، منهم عبد الله بن وهب وعبد الله بن عبد الحكم المصريّان.

بَيْتُ بَوْس : قرية قرب صنعاء اليمن ، بفتح الباء الموحدة ، وسكون الواو ، وسين مهملة ، وقد نسب إليها بعضهم ، وقد ذكرتها في بوس لأن النسبة إليها بوسيّ.

بَيتُ بني نَعَامَةَ : ناحية باليمن.

بَيتُ جِبْرينَ : لغة في جبريل : بليد بين بيت المقدس وغزّة ، وبينه وبين القدس مرحلتان ، وبين غزّة أقلّ من ذلك ، وكانت فيه قلعة حصينة خرّبها صلاح الدين لما استنقذ بيت المقدس من الأفرنج ، وبين بيت جبرين وعسقلان واد يزعمون أنه وادي النّملة التي خاطبت سليمان بن داود ، عليه السلام ، وقد نسب إليها من ذكرناه في جبرين.

البَيتُ الحرامُ : هو مكة ، حرسها الله تعالى ، يذكر في المسجد الحرام مبسوطا محدودا إن شاء الله تعالى.

٥١٩

بَيتُ الخَرْدلِ : بلفظ الخردل من النبات : بلد باليمن من نواحي مخلاف سنحان.

بَيْتُ رأسٍ : اسم لقريتين في كل واحدة منهما كروم كثيرة ، ينسب إليها الخمر ، إحداهما بالبيت المقدس ، وقيل بيت رأس كورة بالأردنّ ، والأخرى من نواحي حلب ، قال حسان بن ثابت :

كأنّ سبيئة من بيت رأس

يكون مزاجها عسل وماء

فنشربها ، فتتركنا ملوكا

وأسدا ما ينهنهنا اللّقاء

وقال أبو نواس :

دثار من غنيّة أو سليمى ،

أو الدّهماء أخت بني الحماس

كأنّ معاقد الأوضاح منها

بجيد أغنّ ، نوّم في كناس

وتبسم عن أغرّ ، كأن فيه

مجاج سلافة من بيت راس

بَيتُ رَامَةَ : قرية مشهورة بين غور الأردنّ والبلقاء ، قرأت في الكتاب الذي ألّفه أبو محمد القاسم بن أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الحافظ الدمشقي في فضائل البيت المقدس : أنبأنا أبو القاسم المقري أنبأنا إبراهيم الخطيب أنبأنا عبد العزيز النصيبيني إجازة أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد أنبأنا عمر بن الفضل أنبأنا أبو الوليد أنبأنا عبد الرحمن بن منصور بن ثابت بن استنباد حدثني أبي عن أبيه عن جده قال : كانت الصخرة أيام سليمان بن داود ، عليه السلام ، ارتفاعها اثنا عشر ذراعا ، وكان الذراع ذراع الأمان ، ذراع وشبر وقبضة ، وكانت عليها قبّة من اليلنجوج ، وهو العود المندلي ، وارتفاع القبّة ثمانية عشر ميلا ، وفوق القبّة غزال من الذهب بين عينيه درّة حمراء يقعد نساء البلقاء ويغزلن في ضوئها ليلا ، وهي على ثلاثة أيام منها ، وكان أهل عمواس يستظلّون بظل القبة إذا طلعت الشمس ، وإذا غربت استظلّ أهل بيت الرامة وغيرها من الغور بظلّها ، هكذا وجدت هذا الخبر كما تراه مسندا ، وفيه طول ، وهو أبعد من السماء عن الحق ، والله المستعان.

بَيتُ رَدْم : من حصون صنعاء اليمن.

بَيتُ رَيْبٍ : حصن باليمن أيضا في جبل مسور ، قال ابن أفنونة ، هو أبو بكر محمد بن أحمد بن يوسف ابن أفنونة من أهل اليمن ، وكان قد ولي القضاء ببيت ريب :

يا ليت شعري! الأيام محدثة

من طول غربتنا يوما لنا فرجا

أم هل نرى الشّمل يضحي ، وهو ملتئم ،

ويبهج الله صبّا طالما حرجا؟

لا حبّذا بيت ريب ، لا ولا نعمت

عينا غريب يرى يوما بها بهجا

وحبّذا أنت يا صنعاء من بلد

وحبذا عيشك الغضّ الذي درجا!

لولا النوائب والمقدور لم ترني

عنها ، وعيشك ، طول الدهر منزعجا

بَيْتُ سَابَا : بالباء الموحدة ، قال الحافظ أبو القاسم في كتاب دمشق : هشام بن يزيد بن محمد بن عبد الله ابن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي كان يسكن بيت سابا من إقليم بيت الآبار عند جرمانس ، وكان لجده يزيد بن معاوية ، ذكره ابن أبي العجائز.

٥٢٠