معجم البلدان - ج ١

شهاب الدين أبي عبدالله ياقوت بن عبدالله الحموي الرومي البغدادي

معجم البلدان - ج ١

المؤلف:

شهاب الدين أبي عبدالله ياقوت بن عبدالله الحموي الرومي البغدادي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار صادر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٤٠

بجوّ ناعم الحوذا

ن ، ملتفّ روابيه

وما ذكري حبيبا لي ،

قليلا ما اواتيه

أُكْمَان : بالضم : من مياه نجد ، عن نصر.

أَكَمَةُ : بالتحريك : موضع يقال له أكمة العشرق ، بعد الحاجر بميلين ، كان عندها البريد السادس والثلاثون لحاجّ بغداد ، وقال نصر : أكمة من هضاب أجإ عند ذي الجليّل ، ويقال : الجليل ، وهو واد.

أَكْمَة : بالضم ثم السكون : اسم قرية باليمامة بها منبر وسوق لجعدة ، وقشير تنزل أعلاها ، وقال السكوني : أكمة من قرى فلج باليمامة لبني جعدة ، كبيرة كثيرة النخل ، وفيها يقول الهزّاني ، وقيل القحيف العقيلي :

سلوا الفلج العاديّ عنّا وعنكم

وأكمة ، إذ سالت مدافعها دما

وقال مصعب بن الطفيل القشيري في زوجته العالية ، وكان قد طلقها :

أما تنسيك عالية الليالي ،

وإن بعدت ، ولا ما تستفيد

إذا ما أهل أكمة ذدت عنهم

قلوصي ، ذادهم ما لا أذود

قواف كالجهام مشرّدات ،

تطالع أهل أكمة من بعيد (١)

وقال أيضا يخاطب صاحبا له جعديا ومنزله بأكمة ، وكان منزل العالية بأكمة أيضا :

كأني ، لجعديّ إذا كان أهله

بأكمة ، من دون الرّفاق خليل

فإنّ التفاتي نحو أكمة ، كلما

غدا الشرق في أعلامها ، لطويل

الأَكْنافُ : لما ظهر طليحة المتنبّي ونزل بسميراء ، أرسل اليه مهلهل بن زيد الخيل الطائيّ : إنّ معي حدّا لغوث فإن دهمهم أمر فنحن بالأكناف بجبال فيد ، وهي أكناف سلمى ، قال أبو عبيدة : الأكناف جبلا طيء : سلمى وأجأ والفرادخ.

الأَكْواخُ : ناحية من أعمال بانياس ثم من أعمال دمشق ، ينسب إليها بعض الرّواة ، قال الحافظ عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن الحسين بن محمد أبو أحمد الطبراني الزاهد ساكن أكواخ بانياس ، حدث عن أبي بكر محمد بن سليمان بن يوسف الرّبعي وجمح بن القاسم ، وذكر جماعة وافرة ، روى عنه تمام بن محمد الرازي ووثّقه ، وعبد الوهّاب الميداني ، وهما من أقرانه ، وذكر جماعة أخرى ولم يذكر وفاته.

الأَكْوَارُ : دارة الأكوار : ذكرت في الدارات.

الأَكْوَامُ : قال الأصمعي : قال العامري : الأكوام جمع كوم ، وهي جبال لغطفان ثم لفزارة ، مشرفة على بطن الجريب ، وهي سبعة أكوام ، قال : ولا تسمّى الجبال كلها الأكوام ، قال الراجز :

لو كان فيها الكوم أخرجنا الكوم ،

بالعجلات والمشّاء والفوم ،

حتى صفا الشّرب لأوراد حوم

وقال غيره : يسار عوارة ، فيما بين المطلع : الأكوام التي يقال لها أكوام العاقر ، وهنّ أجبال ،

__________________

(١) في البيت إقواء.

٢٤١

وأسماؤها : كوم حباباء والعاقر والصّمعل وكوم ذي ملحة ، قال : وسئلت امرأة من العرب أن تعدّ عشرة أجبال لا تتعتع فيها ، فقالت : أبان وأبان والقطن والظهران وسبعة أكوام وطميّة الأعلام وعليمتا رمّان.

أَكْهَى : جبل لمزينة يقال له : صخرة أكهى.

أَكِيم : بفتح أوله ، وكسر ثانيه : اسم جبل في شعر طرفة ، وتطلبته فيه فلم أجده.

أُكَيْراح : بالضم ثم الفتح ، وياء ساكنة ، وراء ، وألف ، وحاء مهملة ، وقد صحّفه أبو منصور الأزهري فقال : بالخاء المعجمة ، وهو غلط ، وهي في الأصل القباب الصغار ، قال الخالدي : الأكيراح رستاق نزه بأرض الكوفة ، والأكيراح أيضا : بيوت صغار تسكنها الرّهبان الذين لا قلالي لهم ، يقال لواحدها كرح ، بالقرب منها ديران ، يقال لأحدهما دير مرعبدا وللآخر دير حنّة ، وهو موضع بظاهر الكوفة كثير البساتين والرياض ، وفيه يقول أبو نواس :

يا دير حنّة من ذات الأكيراح!

من يصح عنك ، فإني لست بالصاحي

يعتاده كلّ محفوّ مفارقه ،

من الدّهان ، عليه سحق أمساح ،

في فتية لم يدع منهم تخوّفهم

وقوع ما حذّروه غير أشباح

لا يدلفون إلى ماء بباطية ،

إلّا اغترافا من الغدران بالراح

وقرأت بخطّ أبي سعيد السّكّري : حدثني أبو جعفر أحمد بن أبي الهيثم البجلي ، قال : رأيت الأكيراح وهو على سبعة فراسخ من الحيرة مما يلي مغرب الشمس من الحيرة ، وفيه ديارات فيها عيون وآبار محفورة يدخلها الماء ، وقد وهم فيه الأزهري فسمّاه الأكيراخ ، بالخاء المعجمة ، وفيه قال بكر بن خارجة :

دع البساتين من آس وتفّاح ،

واقصد إلى الشيخ من ذات الأكيراح

إلى الدّساكر فالدّير المقابلها ،

لدى الأكيراح ، أو دير ابن وضّاح

منازل لم أزل حينا ألازمها

لزوم غاد ، إلى اللّذّات ، روّاح

باب الهمزة واللام وما يليهما

أَلابٌ : بالباء الموحدة ، بوزن شراب : شعبة واسعة في ديار مزينة قرب المدينة.

أَلاآتٌ : بوزن فعالات وبلفظ علامات : ذكره في الشعر ، عن نصر.

أُلاتٌ : بالتاء فوقها نقطتان ، ألات الحبّ : عين بإضم من ناحية المدينة ، وألات ذي العرجاء ، والعرجاء :

أكمة ، وألاتها : قطع من الأرض حولها ، قال أبو ذؤيب :

فكأنها ، بالجزع بين نبايع

وألات ذي العرجاء ، نهب مجمع

أُلاقٌ : بالضم ، وآخره قاف : جبل بالتّيه من أرض مصر من ناحية الهامة.

أَلالٌ : بفتح الهمزة واللام ، وألف ، ولام أخرى ، بوزن حمام : اسم جبل بعرفات ، قال ابن دريد : جبل رمل بعرفات عليه يقوم الإمام ، وقيل : جبل

٢٤٢

عن يمين الإمام ، وقيل : ألال جبل عرفة نفسه ، قال النابغة :

حلفت ، فلم أترك لنفسك ريبة ،

وهل يأثمن ذو أمّة وهو طائع؟!

بمصطحبات من لصاف وثبرة ،

يزرن ألالا ، سيرهنّ التدافع

وقد روي إلال بوزن بلال ، قال الزبير بن بكار : إلال هو البيت الحرام ، والأول أصحّ ، وأما اشتقاقه فقيل إنه سمّي ألالا لأنّ الحجيج إذا رأوه ألّوا أي اجتهدوا ليدركوا الموقف ، وأنشدوا :

مهر أبي الحثحاث لا تسألي ،

بارك فيك الله من ذي آل

وقيل : الألّ جمع الألّة وهي الحربة ، وتجمع على إلال مثل جفنة وجفان ، وهذا الموضع اراده الرضي الموسوي بقوله :

فأقسم بالوقوف على إلال ،

ومن شهد الجمار ومن رماها

وأركان العقيق ومن بناها ،

وزمزم والمقام ومن سقاها

لأنت النفس خالصة ، وإن لم

تكوينها ، فأنت إذا مناها

أَلأَلُ : بوزن أحمر ولفظ علعل : بلد بالجزيرة.

أَلالَةُ : بوزن علالة : موضع في قول الشاعر :

لو كنت بالطّبسين أو بألالة

قال نصر : الألالة بوزن حثالة : موضع بالشام.

الأُلاهَةُ : حدث المفضّل بن سلمة قال : كان أفنون ، واسمه صريم بن معشر بن ذهل بن تيم بن عمرو بن تغلب ، سأل كاهنا عن موته ، فأخبره أنه يموت بمكان يقال له الألاهة ، وكان أفنون قد سار في رهط إلى الشام فأتوها ثم انصرفوا ، فضلّوا الطريق فاستقبلهم رجل فسألوه عن طريقهم فقال : خذوا كذا وكذا فإذا عنّت لكم الألاهة ، وهي قارة بالسماوة ، وضح لكم الطريق ، فلما سمع أفنون ذكر الألاهة تطيّر وقال لأصحابه : إني ميّت! قالوا : ما عليك باس ، قال : لست بارحا ، فنهش حماره ونهق فسقط ، فقال : إني ميّت! قالوا : ما عليك باس ، قال : ولم ركض الحمار؟ فأرسلها مثلا ، ثم قال يرثي نفسه وهو يجود بها :

ألا لست في شيء فروحا معاويا ،

ولا المشفقات إذ تبعن الحوازيا

فلا خير فيما يكذب المرء نفسه

وتقواله للشيء : يا ليت ذا ليا!

لعمرك ما يدري امرؤ كيف يتّقي ،

إذا هو لم يجعل له الله واقيا

كفى حزنا أن يرحل الركب غدوة ،

وأصبح في عليا الألاهة ثاويا

وقال عدي بن الرقاع العاملي :

كلّما ردّنا شطا عن هواها ،

شطنت ذات ميعة حقباء

بغراب إلى الألاهة ، حتى

تبعت أمّهاتها الأطلاء

أَلْبَانُ : بالفتح ثم السكون ، كأنه جمع لبن مثل جمل وأجمال في شعر أبي قلابة الهذلي :

يا دار أعرفها وحشا منازلها ،

بين القوائم من رهط فألبان

٢٤٣

ورواه بعضهم : أليان ، بالياء آخر الحروف ، قال السكّري : القوائم : جبال منتصبة ، وحش : ليس بها أحد ، ورهط : موضع.

أَلَبَانُ : بالتحريك بوزن رمضان : اسم بلد على مرحلتين من غزنين ، بينها وبين كابل ، وأهله من فلّ الأزارقة الذين شرّدهم المهلّب ، وهم إلى الآن على مذهب أسلافهم إلّا أنهم مذعنون للسلطان ، وفيهم تجّار ومياسير وعلماء وأدباء يخالطون ملوك الهند والسند الذين يقربون منهم ، ولكلّ واحد من رؤسائهم اسم بالعربية واسم بالهندية ، عن نصر.

إِلْبِيرَةُ : الألف فيه ألف قطع وليس بألف وصل ، فهو بوزن إخريطة ، وإن شئت بوزن كبريتة ، وبعضهم يقول يلبيرة ، وربما قالوا لبيرة : وهي كورة كبيرة من الأندلس ومدينة متصلة بأراضي كورة قبرة ، بين القبلة والشرق من قرطبة ، بينها وبين قرطبة تسعون ميلا ، وأرضها كثيرة الأنهار والأشجار ، وفيها عدّة مدن ، منها : قسطيلية وغرناطة وغيرهما ، تذكر في مواضعها ، وفي أرضها معادن ذهب وفضة وحديد ونحاس ، ومعدن حجر التوتيا في حصن منها يقال له : شلوبينية. وفي جميع نواحيها يعمل الكتّان والحرير الفائق ، وينسب إليها كثير من أهل العلم في كل فن ، منهم : أسد بن عبد الرحمن الإلبيري الأندلسي ، ولي قضاء البيرة ، روى عن الأوزاعي ، وكان حيّا بعد سنة خمسمائة ، قال ابو الوليد : ومنها ابراهيم بن خالد أبو إسحاق من أهل البيرة ، سمع من يحيى بن يحيى وسعيد بن حسان ، ورحل فسمع من سحنون ، وهو أحد السبعة الذين سمعوا بإلبيرة في وقت واحد من رواة سحنون ، وهم : ابراهيم بن شعيب وأحمد بن سليمان بن أبي الربيع وسليمان بن نصر وابراهيم بن خالد وابراهيم بن خلّاد وعمر بن موسى الكناني وسعيد بن النمر الغافقي ، وتوفي ابراهيم بن خلّاد سنة ٢٧٠ ، وتوفي أحمد بن سليمان بإلبيرة سنة ٢٨٧ ، ومنها أيضا : أحمد بن عمر بن منصور أبو جعفر ، إمام حافظ ، سمع محمد بن سحنون والربيع بن سليمان الجيزي وعبد الرحمن بن الحكم وغيرهم ، مات سنة ٣١٢ ، ومنها : عبد الملك بن حبيب بن سليمان بن هارون بن جلهمة بن عباس بن مرداس السّلمي ، يكنى أبا مروان ، وكان بإلبيرة وسكن قرطبة ، ويقال إنه من موالي سليم ، روى عن صعصعة بن سلّام والغار بن قيس وزياد بن عبد الرحمن ، ورحل وسمع من أبي الماجشون ومطرف ابن عبد الله وابراهيم بن المنذر المغامي وأصبغ بن الفرج وسدر بن موسى وجماعة سواهم ، وانصرف إلى الأندلس ، وقد جمع علما عظيما. وكان يشاور مع يحيى بن يحيى وسعيد بن حسان ، وله مؤلفات في الفقه والجوامع ، وكتاب فضائل الصحابة ، وكتاب غريب الحديث ، وكتاب تفسير الموطّأ ، وكتاب حروب الإسلام ، وكتاب المسجدين ، وكتاب سيرة الإمام ، في مجلدين ، وكتاب طبقات الفقهاء من الصحابة والتابعين ، وكتاب مصابيح الهدى ، وغير ذلك من الكتب المشهورة ، ولم يكن له مع ذلك علم بالحديث ومعرفة صحيحه من سقيمه ، وذكر أنه كان يتسهّل في سماعه ويحمل على سبيل الإجازة أكثر روايته ، وقال ابن وضّاح : قال لي ابراهيم بن المنذر المغاميّ : أتاني صاحبكم الأندلسي عبد الملك بن حبيب بغرارة مملوءة كتبا ، وقال لي : هذا علمك تجيزه لي؟ فقلت : نعم ، ما قرأ عليّ منه حرفا ولا قرأته عليه ، قال : وكان عبد الملك بن حبيب نحويّا عروضيّا شاعرا حافظا للأخبار والأنساب والأشعار ، طويل

٢٤٤

اللسان متصرّفا في فنون العلم ، روى عنه مطرف بن قيس وتقي بن مخلد وابن وضّاح ويوسف بن يحيى العاميّ ، وتوفي سنة ٢٣٨ بعلّة الحصى عن أربع وستين سنة.

أَلْتَايَةُ : ألفه قطعية مفتوحة ، واللام ساكنة ، والتاء فوقها نقطتان ، وألف ، وياء مفتوحة : اسم قرية من نظر دانية من إقليم الجبل بالأندلس ، منها : أبو زيد عبد الرحمن بن عامر المعافري الألتائي النحوي ، كان قرأ كتاب سيبويه على أبي عبد الله محمد بن خلصة النحوي الكفيف الداني ، وسمع الحديث عن أبي القاسم خلف بن فتحون الأريولي وغيره ، وكان أوحد في الآداب ، وله شعر جيّد ، ومن تلامذته ابن أخيه أبو جعفر عبد الله بن عامر المعافري الألتائي ، وقرأ أبو جعفر هذا على أبي بكر اللبابي النحوي أيضا وعلى آخرين ، وهو حسن الشعر ، قرأ القرآن بالسبع على أبي عبد الله محمد بن الحسن بن سعيد الداني ، وهو يصلح للإقراء إلّا أنّ الأدب والشعر غلبا عليه.

أُلْتى : بضم الهمزة ، وسكون اللام ، وتاء فوقها نقطتان : قلعة حصينة ومدينة قرب تفليس ، بينها وبين أرزن الروم ثلاثة أيام.

أَلْجَامٌ : بوزن أفعال ، جمع لجمة الوادي ، وهو العلم من أعلام الأرض : وهو موضع من أحماء المدينة ، جمع حمى ، قال الأخطل :

ومرّت على الألجام ، ألجام حامر ،

يثرن قطا لولا سواهنّ هجّرا

وقال عروة بن أذينة :

جاء الربيع بشوطى ، رسم منزلة ،

أحبّ من حبها شوطى وألجاما

أَلْشُ : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، وشين معجمة : اسم مدينة بالأندلس من أعمال تدمير ، لزبيبها فضل على سائر الزبيب ، وفيها نخيل جيّدة لا تفلح في غيرها من بلاد الأندلس ، وفيها بسط فاخرة لا مثال لها في الدنيا حسنا.

أَلْطَا : موضع في شعر البحتري :

إنّ شعري سار في كل بلد ،

واشتهى رقّته كلّ أحد

أهل فرغانة قد غنّوا به ،

وقرى السّوس وألطا وسدد

أَلْعَسُ : اسم جبل في ديار بني عامر بن صعصعة.

أَللّان : بالفتح ، وآخره نون : بلاد واسعة وأمة كثيرة ، لهم بلاد متاخمة للدّربند في جبال القبق ، وليس هناك مدينة كبيرة مشهورة ، وفيهم مسلمون ، والغالب عليهم النصرانية ، وليس لهم ملك واحد يرجعون إليه بل على كل طائفة أمير ، وفيهم غلظ وقساوة وقلّة رياضة ، حدثني ابن قاضي تفليس ، قال : مرض أحد متقدّميهم من الأعيان ، فسأل من عنده عمّا به؟ فقالوا : هذا مرض يسمّى الطّحال وهو أرياح غليظة تقوى على هذا العضو فتنفخه ، فقال : وددت لو رأيته. ثم تناول سكينا وشقّ في موضعه واستخرج طحاله بيده ورآه ، وأراد تخييط الموضع فمات لوقته ، وقال علي بن الحسين : بل مملكة صاحب السرير مملكة أللان ، وملكها يقال له كركنداح ، وهو الأعم من أسماء ملوكهم ، كما أن فيلانشاه في أسماء ملوك السرير. ودار مملكة أللان يقال لها : مغص ، وتفسير ذلك : الديانة ، وله قصور ومتنزهات في غير هذه المدينة ينتقل في السّكنى إليها ، وقد كانت ملوك أللان ، بعد ظهور الإسلام في الدولة العباسية ،

٢٤٥

اعتقدوا دين النصرانية ، وكانوا قبل ذلك جاهلية ، فلما كان بعد العشرين والثلاثمائة رجعوا عمّا كانوا عليه من النصرانية فطردوا من كان عندهم من الأساقفة والقسوس ، وقد كان أنفذهم إليهم ملك الروم. وبين مملكة أللان وجبل القبق قلعة وقنطرة على واد عظيم ، يقال لهذه القلعة : قلعة باب أللان ، بناها ملك من ملوك الفرس القدماء يقال له : سندباذ بن بشتاسف ابن لهراسف ، ورتّب فيها رجالا يمنعون أللان من الوصول إلى جبل القبق ، فلا طريق لهم إلّا على هذه القنطرة من تحت هذه القلعة ، والقلعة على صخرة صماء لا سبيل إلى فتحها ولا يصل أحد إليها إلا باذن من فيها ، ولهذه القلعة عين من الماء عذبة تظهر في وسطها من أعلى الصخرة ، وهي إحدى القلاع الموصوفة في العالم ، وقد ذكرتها الفرس في أشعارها ، وقد كان مسلمة بن عبد الملك وصل إلى هذا الموضع وملك هذه القلعة وأسكنها قوما من العرب إلى هذه الغاية يحرسون هذا الموضع ، وكانت أرزاقهم تحمل إليهم من تفليس ، وبين هذه القلعة وتفليس مسيرة أيام. ولو أن رجلا واحدا في هذه القلعة لمنع جميع ملوك الأرض أن يجتازوا بهذا الموضع لتعلّقها بالجو وإشرافها على الطريق والقنطرة والوادي ، وكان صاحب أللان يركب في ثلاثين ألفا ، هكذا ذكر بعض المؤرخين ، وأما أنا الفقير فسألت من طرق تلك البلاد فخبرني بما ذكرته أوّلا.

أَلْقِي : بالفتح ثم السكون ، وكسر القاف ، وياء : قلعة حصينة من قلاع ناحية الزّوزان لصاحب الموصل.

أَلَمْلَمُ : بفتح أوله وثانيه ، ويقال : يلملم ، والروايتان جيدتان صحيحتان مستعملتان : جبل من جبال تهامة على ليلتين من مكة ، وهو ميقات أهل اليمن ، والياء فيه بدل من الهمزة وليست مزيدة ، وقد أكثر من ذكره شعراء الحجاز وتهامة ، فقال أبو دهبل يصف ناقة له :

خرجت بها من بطن مكة ، بعد ما

أصات المنادي للصلاة وأعتما ،

فما نام من راع ولا ارتدّ سامر ،

من الحيّ ، حتى جاوزت بي ألملما

ومرّت ببطن الليث تهوي ، كأنّما

تبادر بالإصباح نهبا مقسّما

وجازت على البزواء ، والليل كاسر

جناحيه بالبزواء ، وردا وأدهما

فقلت لها : قد بعت غير ذميمة ،

وأصبح وادي البرك غيثا مديّما

أَلَوْذُ : الذال المعجمة : موضع في شعر هذيل ، قال أبو قلابة الهذلي :

رب هامة ، تبكي عليك ، كريمة

بألوذ ، أو بمجامع الأضجان

وأخ يوازن ما جنيت بقوّة ،

وإذا غويت الغيّ لا يلحاني

أَلُوسُ : اسم رجل سمّيت به بلدة على الفرات ، قال أبو سعد : ألوس : بلدة بساحل بحر الشام قرب طرسوس ، وهو سهو منه ، والصحيح أنها على الفرات قرب عانات والحديثة ، وقد ذكرت قصتها في عانات ، وإليها ينسب المؤيد الآلوسي الشاعر القائل :

ومهفهف يغني ، ويغني دائما

في طوري الميعاد والإيعاد

وهبت له الآجام ، حين نشابها ،

كرم السيول وهيبة الآساد

٢٤٦

وله في رجل من أهل الموصل رافضيّ يعرف بابن زيد :

وأعور رافضيّ ، لله ثم لشعري ،

يدعونه بابن زيد ، وهو ابن زيد وعمرو

واتفق للمؤيد الشاعر هذا الآلوسي قصّة قلّ ما يقع مثلها ، وهو أن المقتفي لأمر الله اتهمه بممالأة السلطان ومكاتبته ، فأمر بحبسه فحبس وطال حبسه ، فتوصّل له ابن المهتدي صاحب الخبر في إيصال قصة إلى المقتفي يسأله فيها الإفراج عنه ، فوقّع المقتفي : أيطلق المؤبد؟ بالباء الموحدة ، فزاد ابن المهتدي نقطة في المؤبد وتلطف في كشط الألف من أيطلق ، وعرضها على الوزير فأمر بإطلاقه فمضى إلى منزله ، وكان في أول النهار ، فضاجع زوجته فاشتملت على حمل ثم بلغ الخليفة إطلاقه فأنكره وأمر بردّه إلى محبسه من يومه وبتأديب ابن المهتدي ، فلم يزل محبوسا إلى أن مات المقتفي فأفرج عنه فرجع إلى منزله ، وله ولد حسن قد ربّي وتأدّب واسمه محمد ، فقال عند ذلك المؤيد الشاعر :

لنا صديق ، يغرّ الأصدقاء ولا

تراه ، مذ كان ، في ودّ له ، صدقا

كأنه البحر طول الدهر تركبه ،

وليس تأمن فيه الخوف والغرقا

ومات المؤيد سنة سبع وخمسين وخمسمائة ، ومن شعر ابنه محمد :

أنا ابن من شرفت علما خلائقه ،

فراح متّزرا بالمجد متّشحا

أمّ الحجى بجنين قطّ ما حملت

من بعده ، وإناء الفضل ما طفحا

إن كنت نورا فنبت من سحابته ،

أو كنت نارا فذاك الزند قد قدحا

وينسب إليها من القدماء محمد بن حصن بن خالد بن سعيد بن قيس أبو عبد الله البغدادي الآلوسي الطّرسوسي ، يروي عن نصر بن عليّ الجهضمي ومحمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي وأبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم الصوّاف وأبي بكر بن أبي الدنيا والحسن بن محمد الزعفراني وغيرهم ، روى عنه أبو القاسم بن أبي العقب الدمشقي وأبو عبد الله بن مروان وأبو بكر بن المقري وأبو القاسم عليّ بن محمد بن داود ابن أبي الفهم التّنوخي القاضي وسليمان بن احمد الطبراني وغيرهم ، وهذا الذي غرّ أبا سعد حتى قال ألوس من ناحية طرسوس والله أعلم.

أَلُومَةُ : بوزن أكولة : بلد في ديار هذيل ، قال صخر الغيّ :

هم جلبوا الخيل من ألومة ، أو

من بطن عمق كأنها البجد

البجد : جمع بجاد وهو كساء مخطط ، وقيل : ألومة واد لبني حرام من كنانة قرب حلي ، وحلي : حدّ الحجاز من ناحية اليمن.

أَلْوَةُ : بفتح أوله ، بوزن خلوة : بلدة في شعر ابن مقبل ، حيث قال :

يكادان بين الدّونكين وألوة ،

وذات القتاد السّمر ينسلخان

والألوة : في اللغة ، الحلفة.

أَلْهَانُ : بوزن عطشان : اسم قبيلة وهو ألهان بن مالك بن زيد بن أوسلة بن ربيعة بن الخيار بن زيد

٢٤٧

ابن كهلان بن سبإ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.

وألهان : هو أخو همدان سمّي باسمه مخلاف باليمن ، بينه وبين العرف ستة عشر فرسخا وبينه وبين جبلان أربعة عشر فرسخا.

وألهان : موضع قرب المدينة كان لبني قريظة.

أَلْهَمُ : بوزن أحمد : بليدة على ساحل بحر طبرستان ، بينها وبين آمل مرحلة.

أُلَّيْسٌ : مصغر بوزن فلّيس ، والسين مهملة ، قال محمود وغيره : ألّيس بوزن سكّيت : الموضع الذي كانت فيه الوقعة بين المسلمين والفرس في أول أرض العراق من ناحية البادية ، وفي كتاب الفتوح : ألّيس قرية من قرى الأنبار ذكرها في غزوة أليس الآخرة ، وقال أبو محجن الثّقفي ، وكان قد حضر هذا اليوم وأبلى بلاء حسنا ، وقال من قصيدة :

وما رمت حتى خرّقوا برماحهم

ثيابي ، وجادت بالدماء الأباجل

وحتى رأيت مهرتي مزبئرّة

من النّبل ، يرمى نحرها والشواكل

وما رحت ، حتى كنت آخر رائح ،

وضرّج حولي الصالحون الأماثل

مررت على الأنصار وسط رحالهم ،

فقلت ألا هل منكم اليوم قافل؟

وقرّبت روّاحا وكورا وغرقة ،

وغودر في ألّيس بكر ووائل

أَلِيش : بالفتح ثم الكسر ، وياء ساكنة ، وشين معجمة ، قال الخارزنجي : بلد ، وأنا أخاف أن يكون الذي قبله لكنّه صحّفه.

أُلَيْفَةُ : بالضم ثم الفتح ، وياء ساكنة ، وفاء ، بلفظ التصغير : من ديار اليمانيين ، عن نصر.

الأَلِيلُ : بالفتح ثم الكسر ، وياء ساكنة ، ولام أخرى ، قال أبو أحمد العسكري : يوم الأليل وقعة كانت بصلعاء النّعام ، يذكر في صلعاء.

أَلْيَلُ : بالفتح ثم السكون ، وياء مفتوحة ، ولام أخرى ، ويقال : يليل ، أوله ياء : موضع بين وادي ينبع وبين العذيبة ، والعذيبة : قرية بين الجار وينبع ، وثم كثيب يقال له : كثيب يليل ، قال كثيّر يصف سحابا :

وطبّق من نحو النّجير ، كأنّه ،

بأليل لما خلّف النّخل ، ذامر

أَلْيُونُ : بالفتح ثم السكون ، وياء مضمومة ، وواو ساكنة ، ونون : اسم قرية بمصر كانت بها وقعة في أيام الفتوح ، وإليها يضاف باب أليون المذكور في موضعه.

أَلْيَةُ : بالفتح ثم السكون ، وياء مفتوحة ، بلفظ ألية الشاة : ماءة من مياه بني سليم ، وفي كتاب جزيرة العرب للأصمعي : ابن ألية ، قال :

ومن يتداع الجوّ بعد مناخنا

وأرماحنا ، يوم ابن ألية ، يجهل

كأنّهم ما بين ألية ، غدوة ،

وناصفة الغرّاء ، هدي مجلّل

وقال عرّام في حزم بني عوال : أبيار منها بئر ألية : اسم ألية الشاة ، هذا لفظه ، وقال نصر : أما ألية أبرق فمن بلاد بني أسد قرب الأجفر ، يقال له : ابن ألية ، وقال : وألية الشاة ناحية قرب الطّرف ، وبين الطّرف والمدينة نيّف وأربعون

٢٤٨

ميلا ، وقيل : واد بفسح الجابية ، والفسح : واد بجانب عرنّة ، وعرنة روضة بواد مما كان يحمى للخيل في الجاهلية والإسلام ، بأسفلها قلهى ، وهي ماء لبني جذيمة بن مالك.

أُلْيَةُ : بالضم ثم السكون ، وياء مفتوحة : اسم إقليم من نواحي اشبيلية ، وإقليم من نواحي إستجة ، كلاهما بالأندلس ، والإقليم هاهنا : القرية الكبيرة الجامعة.

أَلِيَّة : قال نصر : بفتح الهمزة ، وكسر اللام ، وتشديد الياء ، جاء في الشعر ، لا أعلم اسم موضع أم كسرت اللام وشدّدت الياء للضرورة؟.

باب الهمزة والميم وما يليهما

الأَمَاحِلُ : مضاف اليه ذات : موضع أراه قرب مكة ، قال بعض الحضريّين :

جاب التنائف من وادي السكاك إلى

ذات الأماحل ، من بطحاء أجياد

أُمُّ العَرَب : في الحديث : أن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : إذا افتتحتم مصر فالله الله في أهل الذّمّة ، أهل المدرة السوداء ، والسّحم الجعاد ، فان لهم نسبا وصهرا ، قال مولى عفرة أخت بلال بن حمامة المؤذّن : نسبهم أنّ أمّ إسماعيل النبي ، عليه السلام ، منهم ، يعني هاجر ، وأما صهرهم فإن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، تسرّى منهم مارية القبطية ، وقال ابن لهيعة : أمّ إسماعيل هاجر من أمّ العرب : قرية كانت أمام الفرما من أرض مصر ، ورواه بعضهم : أم العريك ، وقيل : هي من قرية يقال لها ياق عند أم دنين ، وأما مارية القبطية أمّ إبراهيم بن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، التي أهداها إليه المقوقس فمن حفن من كورة أنصنا.

أُمُّ أُذُن : قارة بالسماوة تؤخذ منها الرّحى.

الأَمَالِحُ : جمع أملح ، وهو كل شيء فيه سواد وبياض كالأبلق من الخيل والغنم وغير ذلك ، ومنه : ضحّى النبي ، صلى الله عليه وسلم ، بكبشين أملحين : موضع.

أُمُّ أَمْهَار : قال أبو منصور : هو اسم هضبة ، وأنشد للراعي :

مرّت على أمّ أمهار ، مشمّرة ،

تهوي بها طرق ، أوساطها زور

أُم أَوْعَال : هضبة معروفة قرب برقة أنقد باليمامة ، وهي أكمة بعينها ، قال ابن السكيت : ويقال لكل هضبة فيها أوعال : أمّ أوعال ، وأنشد :

ولا أبوح بسرّ كنت أكتمه ،

ما كان لحمي معصوبا بأوصالي

حتى يبوح به عصماء عاقلة ،

من عصم بدوة وحش أمّ أوعال

وقال العجّاج :

وأمّ أوعال بها أو أقربا ،

ذات اليمين غير ما أن ينكبا

وقيل : أوعال جمع وعل ، وهو كبش الجبل.

الأَمْثال : بوزن جمع مثل : أرضون ذات جبال من البصرة على ليلتين ، سمّيت بذلك لأنه يشبه بعضها بعضا.

أَمَجُ : بالجيم ، وفتح أوله وثانيه ، والأمج في اللغة العطش : بلد من أعراض المدينة ، منها : حميد الأمجي ، دخل على عمر بن عبد العزيز ، وهو القائل :

٢٤٩

شربت المدام فلم أقلع ،

وعوتبت فيها فلم أسمع

حميد الذي أمج داره ،

أخو الخمر ذو الشّيبة الأصلع

علاه المشيب على حبّها ،

وكان كريما فلم ينزع

وقال جعفر بن الزبير بن العوّام ، وقيل عبيد الله بن قيس الرّقيّات :

هل باذّكار الحبيب من حرج ،

أم هل لهمّ الفؤاد من فرج

ولست أنسى مسيرنا ظهرا ،

حين حللنا بالسّفح من أمج

حين يقول الرسول قد أذنت ،

فأت على غير رقبة ، فلج

أقبلت أسعى إلى رحالهم ،

لنفحة نحو ريحها الأرج

وقال ابو المنذر هشام بن محمد : أمج وغران : وأديان يأخذان من حرّة بني سليم ويفرغان في البحر ، قال الوليد بن العباس القرشي : خرجت إلى مكة في طلب عبد آبق لي فسرت سيرا شديدا حتى وردت أمج في اليوم الثالث غدوة فتعبت فحططت رحلي واستلقيت على ظهري واندفعت أغنّي :

يا من على الأرض من غاد ومدّلج!

أقري السلام على الأبيات من أمج

أقري السلام على ظبي كلفت به

فيها ، أغنّ غضيض الطّرف من دعج

يا من يبلّغه عني التحية ، لا

ذاق الحمام وعاش الدهر في حرج

قال فلم أدر إلا وشيخ كبير يتوكأ على عصا وهو يهدج إليّ ، فقال : يا فتى أنشدك الله إلا رددت إلي الشعر! فقلت : بلحنه؟ فقال : بلحنه ، ففعلت فجعل يتطرّب ، فلما فرغت قال : أتدري من قائل هذا الشعر؟ قلت : لا ، قال : أنا والله قائله منذ ثمانين سنة ، وإذا الشيخ من أهل أمج.

أُمُّ جَحْدَمَ : اسم موضع باليمن ، ينسب اليه الصّبر الجحدمي وهو النهاية في الجودة ، عن أبي سهل الهروي ، وقال ابن الحائك : أمّ جحدم في آخر حدود اليمن من جهة تهامة ، وهي قرية بين كنانة والأزد.

أُمُّ جعفر : حصن بالأندلس من أعمال ماردة.

أُمُّ حَبَوْكَرَى : قال ابن السكيت : قال أبو صاعد : أمُّ حبوكرى بأعلى حائل من بلاد قشير بها قفاف ووهاد ، وهي أرض مدرة بيضاء ، فكلما خرج الإنسان من وهدة سار إلى أخرى فلذلك يقال لمن وقع في الداهية والبلية وقع في أمّ حبوكرى ، وحكى الفرّاء في نوادره : وقعوا في أمّ حبوكرى ، هذا وأمّ حبوكر وأمّ حبوكران ، ويلقى منه أمّ ، فيقال : وقعوا في حبوكرى ، وأصله الرملة التي تضلّ فيها ثم صرفت إلى الدّواهي.

أُمّ حَنَّيْن : بفتح الحاء المهملة ، وتشديد النون المفتوحة ، وياء ساكنة ، ونون أخرى : بلدة باليمن قرب زبيد ، ينسب إليها أبو محمد عبد الله بن محمد الأمّحنّي ، وربما قيل المحنّني ، شاعر عصري ، أنشدني أبو الربيع سليمان بن عبد الله الريحاني المكّي بالقاهرة في سنة ٦٢٤ ، قال : أنشدني المحنّني لنفسه :

يا ساهر الليل في همّ وفي حزن ،

حليف وجد ، ووسواس ، وبلبال

٢٥٠

لا تيأسنّ ، فإنّ الهمّ منفرج ،

والدهر ما بين إدبار وإقبال

أما سمعت ببيت ، قد جرى مثلا ،

ولا يقاس بأشباه وأشكال :

ما بين رقدة عين وانتباهتها ،

يقلّب الدهر من حال إلى حال؟

وكان سيف الإسلام طغتكين بن أيوب قد أنكر من ولده إسماعيل أمرا أوجب عنده أن طرده عن بلاد اليمن ، ووكل به من أوصله إلى حلي ، وهي آخر حدّ اليمن من جهة مكة ، فلقيه المحنّني هذا هناك بقصيدة ، فلم يتسع ما في يده لإرفاده ، فكتب على ظهر رقعته البيتين المشهورين :

كفّي سخيّ ، ولكن ليس لي مال

فكيف يصنع من بالقرض يحتال؟

خذ هاك خطّي إلى أيام ميسرتي

دين عليّ ، فلي في الغيب آمال

فلم يرحل عن موضعه حتى جاءه نعيّ والده ، فرجع إلى اليمن فملكها وأفضل على هذا الشاعر وقرّبه.

أمُّ خُرْمان : بضم الخاء المعجمة ، وسكون الراء ، وميم ، وألف ، ونون ، والخرمان في اللغة : الكذب ، ويروى بالزاي أيضا : اسم موضع ، وحكى ابن السكيت في كتاب المثنّى : قال أبو مهدي : أمّ خرمان ملتقى حاجّ البصرة وحاج الكوفة ، وهي بركة إلى جنبها أكمة حمراء على رأسها موقد ، وأنشد :

يا أمّ خرمان ارفعي الوقودا

تري رجالا وقلاصا قودا

وقد أطالت نارك الخمودا

أنمت أم لا تجدين عودا؟

وأنشد الهذلي يقول :

يا أمّ خرمان ارفعي ضوء اللهب

إنّ السويق والدقيق قد ذهب

وفي كتاب نصر : أمّ خرمان جبل على ثمانية أميال من العمرة التي يحرم منها أكثر حاج العراق ، وعليه علم ومنظرة ، وكان يوقد عليها لهداية المسافرين ، وعنده بركة أوطاس ، ومنه يعدل أهل البصرة عن طريق أهل الكوفة.

أُمُّ خَنُّور : بفتح أوله ، وضم النون المشددة ، وسكون الواو ، وراء : اسم لكل واحدة من البصرة ومصر ، وهي في الأصل : الداهية واسم الضّبع ، وقيل : الخنّور بالكسر الدنيا وأمّ خنّور اسم لمصر ، وفي نوادر الفرّاء : العرب تقول : وقعوا في أمّ خنّور بالفتح وهي النّعمة ، وأهل البصرة يقولون خنّور بالكسر وفتح النون ، والعرب تسمّي مصر أمّ خنّور.

إِمَّدَانُ : بكسر الهمزة والميم وتشديدها : اسم موضع ، من أبنية كتاب سيبويه ، وأما الإمدّان ، بكسر الهمزة والميم ، وتشديد الدال ، فهو الماء النزّ على وجه الأرض ، قال زيد الخيل :

فأصبحن قد أقهين عنّي كما أبت

حياض الإمدّان الظّماء القوامح

أُمُّ دُنَيْن : بضم الدال ، وفتح النون ، وياء ساكنة ، ونون : موضع بمصر ذكره في أخبار الفتوح ، قيل :هي قرية كانت بين القاهرة والنيل اختلطت بمنازل ربض القاهرة.

٢٥١

أَمْدِيزَةُ : بالفتح ثم السكون ، وكسر الدال المهملة ، وياء ساكنة ، وزاي ، وهاء : من قرى بخارى ، منها : أبو بشر بشّار بن عبد الله الأمديزي البخاري ، يروي عن وكيع بن الجراح.

الأَمْراءُ : بلد من نواحي اليمن في مخلاف سنحان.

الأَمْرَاجُ : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، والراء ، والألف ، والجيم : موضع في شعر الأسود بن يعفر :

بالجوّ فالأمراج ، حول مغامر ،

فبضارج فقصيمة الطّرّاد

الأَمْرَارُ : كأنه جمع مرّ : اسم مياه بالبادية ، وقيل : مياه لبني فزارة ، وقيل : هي عراعر وكنيب يدعيان الأمرار لمرارة مائهما ، قال النابغة :

إن الرّميثة مانع أرماحنا

ما كان من سحم بها وصفار

زيد بن بدر حاضر بعراعر ،

وعلى كنيب مالك بن حمار

وعلى الرّميثة ، من سكين ، حاضر ،

وعلى الدّثينة من بني سيّار

لا أعرفنّك عارضا لرماحنا ،

في جفّ تغلب ، وادي الأمرار

قال أبو موسى : أمرار واد في ديار بني كعب بن ربيعة ، ينسب إليه عجرد الشاعر الأمراري وهو أحد بني كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ، أنشد له أبو العباس ثعلب أرجوزة أولها :

عوجي علينا واربعي يا ابنة جل ،

قد كان عاذليّ من قبلك مل

وقال قيس بن زهير العبسي :

ما لي أرى إبلي تحنّ ، كأنها

نوح تجاوب موهنا أعشارا

لن تهبطي أبدا جنوب مويسل

وقنا قراقرتين ، فالأمرارا

أَمْراشٌ : الشين معجمة : موضع فيه روضة ذكرت في الرياض.

أُمُّ رُحْمٍ : بضم الراء ، وسكون الحاء المهملة ، وميم : من أسماء مكة.

أَمَرٌ : بلفظ الفعل من أمر يأمر معرب ذو أمر : موضع غزاه رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، قال الواقدي : هو من ناحية النخيل ، وهو بنجد من ديار غطفان ، وكان رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، خرج في ربيع الأول من سنة ثلاث للهجرة لجمع بلغه أنه اجتمع من محارب وغيرهم ، فهرب القوم منهم إلى رؤوس الجبال ، وزعيمها دعثور بن الحارث المحاربي ، فعسكر المسلمون بذي أمر ، قال عكّاشة بن مسعدة السعدي :

فأصبحت ترعى مع الوحش النفر ،

حيث تلاقى واسط وذو أمر ،

حيث تلاقت ذات كهف وغمر

والأمر : في الأصل الحجارة تجعل كالأعلام ، قال ابن الأعرابي : الأروم واحدها إرم وهي أرفع من الصّوى ، والأمر أرفع من الأروم ، الواحدة أمرة ، قال ابو زبيد :

إن كان عثمان أمسى فوقه أمر ،

كراتب العون فوق القبّة الموفي

وقال الفرّاء : يقال ما بها أمر أي علم ، ومنه : بيني وبينك أمارة أي علامة ، وأمر : موضع بالشام ،

٢٥٢

قال الراعي فيه :

قبّ سماويّة ، ظلّت محّلأة

بجلة الدار فالرّوحاء فالأمر

كانت مذانبها خضرا فقد يبست ،

وأخلفتها رياض الصيف بالغدر

أَمَرُّ : بفتح أوله وثانيه ، وتشديد الراء ، وهو أفعل من المرارة : موضع في برية الشام من جهة الحجاز على طرف بسيطة من جهة الشمال ، وعنده قبر الأمير أبي البقر الطائي ، قال سنان بن أبي حارثة :

وبضرغد وعلى السّديرة حاضر ،

وبذي أمرّ حريمهم لم يقسم

وأنشد ابن الأعرابي :

يقول : أرى أهل المدينة أتهموا

بها ثم أكروها الرجال فأشأموا

فصبّحن من أعلى أمرّ ركيّة

جلينا ، وصلع القوم لم يتعمّموا

أي من قبل طلوع الشمس ، لأن الأصلع حرّ الشمس أشدّ عليه من البرد.

أَمَّرُ : بتشديد الميم ، بوزن شمّر ، بلفظ أمّر الإمام تأميرا : موضع.

الأَمْرَغُ : بالغين المعجمة : اسم موضع.

أَمْرَةُ : بلفظ المرّة الواحدة من الأمر : موضع في شعر الشّمّاخ وأبي تمام.

أَمَرَة مفروق : وهو مفروق بن عمرو بن قيس بن الأصَمّ ، وكان قد خرج مع بسطام بن قيس إلى بني يربوع يوم العظالى فطعنته قعنب وأسيد طعنة فأثقلته ، حتى إذا كان بمرافض غبيط جرح مفروق من القلّة ومات ، فبنوا عليه أمرة وهو علم ، فهي تسمّى أمرة مفروق ، وهي في أرض بني يربوع.

إِمَّرَةُ : بكسر الهمزة ، وفتح الميم وتشديدها ، وراء ، وهاء ، وهو الرجل الضعيف الذي يأتمر لكل أحد ، ويقال : ما له إمّر ولا إمّرة ، وهو اسم منزل في طريق مكة من البصرة بعد القريتين إلى جهة مكة وبعد رامة ، وهو منهل ، وفيه يقول الشاعر :

ألا هل إلى عيس بإمرة الحمى

وتكليم ليلى ، ما حييت ، سبيل؟

وفي كتاب الزمخشري : إمّرة ماء لبني عميلة على متن الطريق ، وقال أبو زياد : ومن مياه غني بن أعصر إمّرة ، من مناهل حاج البصرة ، قال نصر : إمّرة الحمى لغني وأسد وهي أدنى حمى ضريّة ، أحماه عثمان لإبل الصدقة ، وهو اليوم لعامر بن صعصعة.

أُمُّ سَخْل : بفتح السين ، والخاء معجمة ، ولام : جبل النير لبني غاضرة.

أُمُّ السّليط : بفتح السين ، وكسر اللام ، وياء ساكنة ، وطاء : من قرى عثّر باليمن.

أُمُّ صَبَّار : بفتح الصاد المهملة ، وباء موحدة مشددة ، وألف ، وراء : اسم حرّة بني سليم ، قال الصيرفي : الأرض التي فيها حصباء ليست بغليظة ، ومنه قيل للحرة أم صبّار ، وقال ابن السكّيت : قال أبو صاعد الكلابي : أمّ صبّار قنّة في حرة بني سليم ، وقال الفزاري : أم صبار حرّة النار وحرّة ليلى ، قال النابغة :

تدافع الناس عنها حين تركبها

من المظالم ، تدعى أمّ صبّار

٢٥٣

ويروى : ندافع الناس ، وقال الأصمعي : يريد ندفع الناس عنها لا يمكن أن يغزوها أحد أي نمنعها عن غزوها ، لأنها غليظة لا تطؤها الخيل ، وقوله : من المظالم أي هي حرّة سوداء مظلمة كما تقول : هو أسود من السّودان ، قال ابن السكيت : تدعى الحرة والهضمة أم صبّار ، وأم صبار أيضا : الداهية.

أَمْعَطُ : موضع في قول الراعي ، ورواه ثعلب بكسر الهمزة :

يخرجن بالليل من نقع له عرف ،

بقاع أمعط ، بين السهل والبصر

أُم العِيَال : بكسر العين المهملة : قرية بين مكة والمدينة في لحف آرة وهو جبل بتهامة ، وقال عرّام بن الأصبغ السّلمي : أمّ العيال قرية صدقة فاطمة الزّهراء بنت رسول الله ، صلى الله عليه وسلم.

أُمُّ العَين : بلفظ العين الباصرة : حوض وماء دون سميراء للمصعد إلى مكة ، رشاؤها عشرون ذراعا وماؤها عذب.

أُمُّ غِرْسٍ : بغين معجمة مكسورة ، قال ابن السكيت : قال الكلابي : أمّ غرس ، بكسر الغين ، ركيّة لعبد الله بن قرّة المنافي ثم الهلالي لا تنزع ولا توارى ، عراقيها دائمة على ذلك أبدا واسعة الشّحوة قريبة القعر ، وأنشد :

ركيّة ليست كأمّ غرس

أُم غَزَّالةَ : هكذا وجدته مشدد الزاي بخط بعض الأندلسيين ، وقال : هو حصن من أعمال ماردة بالأندلس.

أَمْغِيْشَيَا : بفتح أوله ويضم ، وسكون ثانيه ، والغين معجمة مكسورة ، وياء ساكنة ، والشين معجمة ، وياء ، وألف : موضع كان بالعراق كانت فيه وقعة بين المسلمين ، وأميرهم خالد بن الوليد ، وبين الفرس ، فلما ملكها المسلمون أمر خالد بهدمها ، وكانت مصرا كالحيرة وكان فرات بادقلى ينتهي إليها وكانت ألّيس من مسالحها ، فأصاب المسلمون فيها ما لم يصيبوا مثله قبله ، فقال أبو مفزّر الأسود بن قطبة :

لقينا ، يوم ألّيس وأمغي

ويوم المقر ، آساد النهار

فلم أر مثلها فضلات حرب

أشدّ على الجحاجحة الكبار

قتلنا منهم سبعين ألفا ،

بقيّة حربهم نحب الإسار

سوى من ليس يحصى من قتيل ،

ومن قد غال جولان الغبار

أُمُّ القُرى : من اسماء مكة ، قال نفطويه : سميت بذلك لأنها أصل الأرض ، منها دحيت ، وفسّر قوله تعالى : وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمّها رسولا ، على وجهين : أحدهما أنه أراد أعظمها وأكثرها أهلا ، والآخر أنه أراد مكة ، وقيل : سميت مكة أم القرى لأنها أقدم القرى التي في جزيرة العرب وأعظمها خطرا ، إما لاجتماع أهل تلك القرى فيها كل سنة ، أو انكفائهم إليها وتعويلهم على الاعتصام بها لما يرجونه من رحمة الله تعالى ، وقال الحيقطان :

غزاكم أبو يكسوم في أمّ داركم ،

وأنتم كقبض الرمل أو هو أكثر

٢٥٤

يعني صاحب الفيل ، وقال ابن دريد : سميت مكة أم القرى لأنها توسّطت الأرض ، والله أعلم ، وقال غيره : لأن مجمع القرى إليها ، وقيل : بل لأنها وسط الدنيا فكأنّ القرى مجتمعة عليها ، وقال الليث : كل مدينة هي أمّ ما حولها من القرى ، وقيل سميت أمّ القرى لأنها تقصد من كل أرض وقرية.

الأَمْلاحُ : موضع جاء في شعر بعض الشعراء بالألف واللام ، كما قال :

عفا من آل ليلى السّه

ب فالأملاح فالغمر

وقال البريق الهذلي :

وإن أمس شيخا بالرجيع وولده ،

ويصبح قومي دون دارهم مصر

أسائل عنهم كلما جاء راكب ،

مقيما بأملاح ، كما ربط اليعر

وقد تكرر ذكره في شعر هذيل فلعلّه من بلادهم ، وقال أبو ذؤيب :

صوّح ، من أم عمرو ، بطن مرّ فأك

ناف الرجيع فذو سدر فأملاح

الأَمْلالُ : آخره لام ، قال ابن السكيت في قول كثيّر :

سقيا لعزّة خلّة ، سقيا لها ،

إذ نحن بالهضبات من أملال

قال : أراد ملل وهو منزل على طريق المدينة من مكة وقد ذكر في موضعه ، وقد جاء به هكذا أيضا الفضل بن العباس بن عتبة اللهبي فقال :

ما تصابي الكبير بعد اكتهال ،

ووقوف الكبير في الأطلال؟!

موحشات من الأنيس قفارا ،

دارسات بالنّعف من أملال

قال اليزيدي : أملال أرض.

الأَمْلَحَان : بلفظ التثنية ، قال أبو محمد بن الأعرابي الأسود : الأملحان ماءان لبني ضبّة بلغاط ، ولغاط : واد لبني ضبة ، قال بعضهم :

كأنّ سليطا في جواشنها الحصى ،

إذا حلّ بين الأملحين وقيرها

أَمْلَسُ : موضع في برية انطابلس بافريقية له ذكر في كتاب الفتوح.

أَمْلَطُ : من مخاليف اليمن.

الأَمْلُولُ : من مخاليف اليمن أيضا : وهو الأملول بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير.

أُمُّ مَوْسِل : بفتح الميم ، والسين مكسورة ، وسكون الواو ، ولام : هضبة ، عن محمود بن عمر.

أَمْنٌ : بفتح الهمزة ، وسكون الميم : ماء في بلاد غطفان ، وقد تقلب الهمزة ياء على عادتهم فيقال : يمن ، وهو ماء لغطفان ، قال :

إذا حلّت بيمن أو جبار

أَمُولُ : مخلاف باليمن ، في شعر سلمى بن المقعد الهذلي :

رجال بني زبيد غيّبتهم

جبال أمول ، لا سقيت أمول

أَمُّويَه : بفتح الهمزة ، وتشديد الميم ، وسكون الواو ، وياء مفتوحة ، وهاء : وهي آمل الشّط ، وقد تقدم ذكرها بما فيه غناء ، قال المنجمون : هي في الإقليم

٢٥٥

الرابع ، طولها خمس وثمانون درجة ونصف وربع ، وعرضها سبع وثلاثون درجة وثلثان.

الأَمْهاد : جمع مهد ، يوم الأمهاد من أيام العرب ، ويقال لها : أمهاد عامر كأنه من مهّدت الشيء إذا بسطته.

أَمْهارٌ : بالراء ، ذات أمهار : موضع بالبادية ، والمهر ولد الفرس ، معروف ، والجمع أمهار.

الأَمِيرِيَّةُ : منسوبة إلى الأمير : من قرى النيل من أرض بابل ، ينسب إليها أبو النّجم بدر بن جعفر الضرير الشاعر ، دخل واسطا في صباه وحفظ بها القرآن المجيد وتأدّب ، ثم قدم بغداد فصار من شعراء الديوان ، وجعل له على ذلك رزق دارّ ، وأقام بها إلى أن مات في رمضان سنة ٦١١ ، ومن شعره :

عذيري من جيل غدوا ، وصنيعهم

بأهل النّهى والفضل شرّ صنيع

ولؤم زمان لا يزال موكّلا

بوضع رفيع ، أو برفع وضيع

سأصرف صرف الدهر عني بأبلج ،

متى آته لم آته بشفيع

الأُمَيْشِطُ : بلفظ التصغير : موضع في شعر عديّ ابن الرقاع :

فظلّ بصحراء الأميشط يومه

خميصا ، يضاهي ضغن هادية الصّهب

الأُمَيْلِحُ : تصغير الأملح وقد تقدّم : ماء لبني ربيعة الجوع ، قال زيد بن منقذ أخو المرّار من القصيدة الحماسية :

بل ليت شعري متى أغدو تعارضني

جرداء سابحة ، أو سابح قدم

نحو الأميلح أو سمنان متبكرا ،

بفتية فيهم المرّار والحكم؟!

المرار والحكم : أخواه.

الأُمَيْلِحانِ : تثنية الذي قبله : من مياه بلعدويّة ثم لبني طريف بن أرقم ، منهم باليمامة أو نواحيها ، عن محمد بن إدريس بن أبي حفصة.

أَمِيلٌ : بفتح أوله ، وكسر ثانيه ، وياء ، ولام : جبل من رمل طوله ثلاثة أيام وعرضه نحو ميل ، وليس بعلم فيما أحسب وجمعه أمل وثلاثة آملة ، وقال الراعي :

مهاريس ، لاقت بالوحيد سحابة

إلى أمل الغرّاف ذات السلاسل

وقال ذو الرّمّة :

وقد مالت الجوزاء ، حتى كأنها

صوار تدلّى من أميل مقابل

وقال أبو أحمد العسكري : يوم الأميل ، الميم مكسورة ، هو يوم الحسن الذي قتل فيه بسطام ابن قيس ، قال الشاعر :

وهم على صدف الأميل تداركوا

نعما ، تشلّ إلى الرّئيس وتعكل

وقال بشر بن عمرو بن مرثد :

ولقد أرى حيّا هنالك غيرهم ،

ممّن يحلّون الأميل المعشبا

الأَمين : ضد الخائن : المذكور في القرآن المجيد ، فقال جل وعلا : وهذا البلد الأمين ، هو مكة.

الأُمْيُوط : بلدة في كورة الغربية من أعمال مصر.

٢٥٦

باب الهمزة والنون وما يليهما

أُنَّا : بالضم ، والتشديد : عدة مواضع بالعراق ، عن نصر.

أُنَى : بالضم ، والتخفيف ، والقصر : واد قرب السواحل بين الصّلا ومدين يطؤه حجاج مصر ، وفيه عين يقال لها عين أنى ، قال كثيّر :

يجتزن أودية البضيع ، جوازعا

أجواز عين أنى فنعف قبال

وبئر أنى بالمدينة من آبار بني قريظة ، وهناك نزل النبي ، صلى الله عليه وسلم ، لما فرغ من غزوة الخندق وقصد بني النضير ، عن نصر.

أُناخَة : بالخاء المعجمة : جبل لبني سعد بالدّهناء.

أُنار : بضم الهمزة ، وتخفيف النون ، وألف ، وراء : بليدة كثيرة المياه والبساتين من نواحي أذربيجان ، بينها وبين أردبيل سبعة فراسخ في الجبل ، وأكثر فواكه أردبيل منها ، معدودة في ولاية بيشكين صاحب أهر وراوي ، رأيتها انا.

أُناس : بضم أوله : بلدة بكرمان من نواحي الرّوذان وهي على رأس الحدّ بين فارس وكرمان.

أُنبَابَة : بالضم ، وتكرير الباء الموحدة : من قرى الري من ناحية دنباوند ، بالقرب منها قرية تسمى بها.

الأَنْبارُ : بفتح أوله : مدينة قرب بلخ وهي قصبة ناحية جوزجان وبها كان مقام السلطان ، وهي على الجبل ، وهي أكبر من مرو الروذ وبالقرب منها ، ولها مياه وكروم وبساتين كثيرة ، وبناؤهم طين ، وبينها وبين شبورقان مرحلة في ناحية الجنوب ، ينسب إليها قوم منهم : أبو الحسن عليّ بن محمد الأنباري ، روى عن القاضي أبي نصر الحسين بن عبد الله الشيرازي نزيل سجستان ، روى عنه محمد بن أحمد بن أبي الحجاج الدهستاني الهروي أبو عبد الله ، والأنبار أيضا : مدينة على الفرات في غربي بغداد بينهما عشرة فراسخ ، وكانت الفرس تسميها فيروز سابور ، طولها تسع وستون درجة ونصف وعرضها اثنتان وثلاثون درجة وثلثان ، وكان أول من عمّرها سابور بن هرمز ذو الأكتاف ، ثم جدّدها أبو العباس السفّاح أول خلفاء بني العباس وبنى بها قصورا وأقام بها إلى أن مات ، وقيل : إنما سمّيت الأنبار لأن بخت نصّر لما حارب العرب الذين لا خلاق لهم حبس الأسراء فيها ، وقال أبو القاسم : الأنبار حدّ بابل سميت به لأنه كان يجمع بها أنابير الحنطة والشعير والقتّ والتبن ، وكانت الأكاسرة ترزق أصحابها منها ، وكان يقال لها الأهراء ، فلما دخلتها العرب عرّبتها فقالت الأنبار ، وقال الأزهري : الأنبار أهراء الطعام ، واحدها نبر ويجمع على أنابير جمع الجمع ، وسمّي الهري نبرا لأنّ الطعام إذا صبّ في موضعه انتبر أي ارتفع ، ومنه سمّي المنبر لارتفاعه ، قال ابن السكيت : النّبر دويبّة أصغر من القراد يلسع فيحبط موضع لسعها أي يرم ، والجمع أنبار ، قال الرّاجز يذكر إبلا سمنت وحملت الشحوم :

كأنها من بدن وأبقار ،

دبّت عليها ذربات الأنبار

وأنشد ابن الأعرابي لرجل من بني دبير :

لو قد ثويت رهينة لمودّإ

زلج الجوانب ، راكد الأحجار

لم تبك حولك نيبها ، وتفارقت

صلقاتها لمنابت الأشجار

٢٥٧

هلا منحت بنيك ، إذ أعطيتهم

من جلّة أمنتك ، أو أبكار

زلج الجوانب : أي مزلّ ، يعني القبر ، صلقاتها : أي أنيابها التي تصلّق بها ، أمنتك : أي أمنت أن تنحرها أو تهبها أو تعمل بها ما يؤذيها. وفتحت الأنبار في أيام أبي بكر الصديق ، رضي الله عنه ، سنة ١٢ للهجرة على يد خالد بن الوليد ، لما نازلهم سألوه الصلح فصالحهم على أربعمائة ألف درهم وألف عباءة قطوانية في كل سنة ، ويقال : بل صالحهم على ثمانين ألفا ، والله أعلم ، وقد ذكرت في الحيرة شيئا من خبرها ، وينسب إليها خلق كثير من أهل العلم والكتابة وغيرهم ، منهم من المتأخرين : القاضي أحمد بن نصر بن الحسين الأنباري الأصل أبو العباس الموصلي يعرف بالدّيبلي فقيه شافعي ، قدم بغداد واستنابه قاضي القضاة أبو الفضائل القاسم بن يحيى الشهرزوري في القضاء والحكم بحريم دار الخلافة ، وكان من الصالحين ورعا ديّنا خيّرا له أخبار حسان في ورعه ودينه وامتناعه من إمضاء الحكم فيما لا يجوز ، وردّ أوامر من لا يمكن ردّ ما يستجرئ عليه ، وكان لا تأخذه في الحقّ لومة لائم ، وله عندي يد كريمة ، جزاه الله عنها ورحمه الله رحمة واسعة ، وذاك أنه تلطف في إيصالي إلى حق كان حيل بيني وبينه من غير معرفة سابقة ولا شفاعة من أحد ، بل نظر إلى الحقّ من وراء سجف رقيق فوعظ الغريم وتلطف به حتى أقرّ بالحقّ ، ولم يزل على نيابة صاحبه إلى أن عزل وانعزل بعزله ورجع إلى الموصل ، وتوفي بها سنة ٥٩٨ رحمة الله عليه.

والأنبار أيضا : سكة الأنبار بمرو في أعلى البلد ، ينسب إليها أبو بكر محمد بن الحسن بن عبدويه الأنباري ، قال أبو سعد : وقد وهم فيه أبو كامل البصيري ، وهو المذكور بعد هذا ، فنسبه إلى أنبار بغداد وليس بصحيح.

أَنْبَامَة : قلعة قرب الري.

إِنِّبُ : بكسرتين ، وتشديد النون ، والباء الموحدة : حصن من أعمال عزاز من نواحي حلب له ذكر.

أَنْبَرْدُوَان : بالفتح ثم السكون ، وفتح الباء الموحدة ، وسكون الراء ، وضم الدال المهملة ، وواو ، وألف ، ونون : من قرى بخارى ، ينسب إليها أبو كامل أحمد ابن محمد بن علي بن محمد بن بصير البصيري الأنبردواني الفقيه الحنفي ، سمع أبا بكر محمد بن إدريس الجرجاني وغيره ، وجمع وصنف وكان كثير الوهم والخطإ ، ومات سنة ٤٤٩.

إِنْبِطُ : بالكسر ثم السكون ، وكسر الباء الموحدة ، وطاء مهملة ، بوزن إثمد ، ورواه الخالع : أنبط بوزن أحمد : موضع في ديار كلب بن وبرة ، قال ابن فسوة :

من يك أرعاه الحمى أخواته ،

فما لي من أخت عوان ولا بكر

وما ضرّها إن لم تكن رعت الحمى ،

ولم تطلب الخير المنع من بشر

فإن تمنعوا منها حماكم ، فإنّه

مباح لها ما بين إنبط فالكدر

وقال ابن هرمة :

لمن الديار بحائل فالإنبط ،

آياتها كوثائق المستشرط

وإنبط أيضا : من قرى همذان ، بها قبر الزاهد أبي علي أحمد بن محمد القومساني صاحب كرامات يزار فيها من الآفاق ، مات في سنة ٣٨٧.

٢٥٨

إِنْبِطَة : مثل الذي قبله وزيادة الهاء : موضع كثير الوحش ، قال طرفة يصف ناقة :

ذعلبة في رجلها روح ،

مدبرة وفي اليدين عسر

كأنها ، من وحش إنبطة ،

خنساء تحبو خلفها جوذر

أَنْبَلُ : بالفتح ثم السكون ، وباء موحدة مفتوحة ، ولام : إقليم أنبل بالأندلس من نواحي بطليوس.

أَنْبَلُونَة : بالفتح ثم السكون ، والباء موحدة مفتوحة ، واللام مضمومة ، والواو ساكنة ، والنّون مفتوحة ، وهاء : مدينة قديمة على البحر المغربي بنواحي افريقية قريبة من تونس وهي من عمل شطفورة.

أَنْبِيرُ : بكسر الباء الموحدة ، وياء ساكنة ، وراء : مدينة بالجوزجان بين مرو الروذ وبلخ من خراسان ، بها قتل يحيى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، ولعلّها الأنبار المقدّم ذكرها ، والله أعلم.

إِنْتَانُ : بعد النون الساكنة تاء فوقها نقطتان ، وألف ، ونون : شعب الإنتان : موضع قرب الطائف كانت به وقعة بين هوازن وثقيف كثر فيهم القتلى حتى أنتنوا ، فسمي لأجل ذلك شعب الإنتان.

أَنْتَقِيرَة : بفتح التاء فوقها نقطتان ، والقاف ، وياء ساكنة ، وراء : حصن بين مالقة وغرناطة ، قال أبو طاهر : منها أبو بكر يحيى بن محمد بن يحيى الأنصاري الحكيم الأنتقيري من أصحاب غانم ، روى عنه إبراهيم بن عبد القادر بن شنيع إنشادات ، قال : كنا مع العجوز الشاعرة المعروفة بابنة ابن السكّان المالقية ، فمرّ علينا غراب طائر فسألناها أن تصفه ، فقالت على البديهة :

مرّ غراب بنا ،

يمسح وجه الرّبى

قلت له مرحبا

يا لون شعر الصّبى

أَنْجافَرين : بالجيم ، والفاء مفتوحة ، والراء مكسورة ، وياء ، ونون ، كذا ذكر أبو سعد ، ثم قال : أنجافرين ، وقال في كل واحدة : هي من قرى بخارى ، ونسب إلى كل واحدة ، منهما أبا حفص عمر ابن جرير بن داود بن خيدم ، وزاد في أنجافرين ابن شبيل بن جنّار شير الأديب البخاري ، مات في سنة ٣٢٦ ، ونقول : هما ، إن شاء الله تعالى ، واحدة.

أُنْجُ : بالضم ، والسكون ، وجيم : ناحية من أعمال زوزان بين الموصل وأرمينية.

أَنْجَلُ : بالجيم ، بوزن أفعل : موضع قريب من معدن النّقرة قريب من ماوان وأريك ، ويروى بكسر الهمزة ، وياء ، عن نصر كله.

أَنحاص : بالحاء المهملة : موضع في شعر أميّة بن أبي عائذ الهذلي حيث قال :

لمن الديار بعلي فالأحراص ،

فالسّودتين فمجمع الأبواص؟

فضهاء أظلم فالنّطوف فصائف ،

فالنّمر فالبرقات فالأنحاص

أنحاص مسرعة التي جازت إلى

هضب الصّفا المتزحلف ، الدّلاص

أَنحِلُ : بالحاء المهملة ، بوزن أضرب : بلد من ديار بكر يذكر مع سعرت ، بلد آخر هناك.

أَنخُلُ : بضم الخاء المعجمة ، ذات أنخُل : واد ينحدر على ذات عرق أعلاه من نجد وأسفله من تهامة.

٢٥٩

أَنْدانُ : من قرى أصبهان ، ينسب إليها أبو القاسم جابر بن محمد بن أبي بكر الأنداني ، كان يسكن محلّة لبنان ، سمع أبا علي الحسن بن أحمد الحدّاد وأبا شاكر أحمد بن علي الحبّال وغيرهما ، وكتب عنه أبو سعد.

أَنْداقُ : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، ودال مهملة ، وألف ، وقاف : قرية على ثلاثة فراسخ من سمرقند ، ينسب إليها أبو علي الحسن بن علي بن سباع بن نصر البكري السمرقندي الأنداقي يعرف بابن أبي الحسن.

وأنداق أيضا : قرية بينها وبين مرو فرسخان.

أَنْدَامِش : بكسر الميم ، والشين المعجمة : مدينة بين جبال اللّور وجنديسابور ، قال الإصطخري : من سابور خواست إلى اللّور ثلاثون فرسخا لا قرية فيها ولا مدينة ، ومن اللور إلى مدينة أندامش فرسخان ، ومن قنطرة أندامش إلى جنديسابور فرسخان.

أَنْدِجَن : بكسر الدال ، وجيم ، ونون : قلعة كبيرة مشهورة من ناحية جبال قزوين من أعمال الطّرم.

أَنْدَخُوذ : بالفتح ثم السكون ، وفتح الدال المهملة ، وضم الخاء المعجمة ، وسكون الواو ، وذال معجمة : بلدة بين بلخ ومرو على طرف البرّ ، وينسبون إليها أنخذى ونخذى ، وقد نسب إليها هكذا أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن علي اللّؤلؤي النّخذي ، كان من أهل العلم والفضل ، تفقه ببخارى وسمع من أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله البرقي ببخارى ، والسيد أبي بكر محمد بن علي بن حيدر الجعفري ، وأبي حفص عمر بن منصور بن جنب البزّاز ، وأبي محمد عبد الملك بن عبد الرحمن بن الحسين الأسبيري ، والشريف أبي الحسن علي بن محمد التميمي ، أجاز لأبي سعد ومات بأندخوذ بعد سنة ٥٣٣ بيسير.

أَنْدَدِي : الدالان مهملتان ، والأخيرة مكسورة : من قرى نسف بما وراء النهر ، ينسب إليها محمد بن الفضل بن عمّار بن شاكر بن عاصم الأنددي.

أَنْدَراب : الدال مهملة مفتوحة ، وراء ، وألف ، وباء موحدة : بلدة بين غزنين وبلخ وبها تذاب الفضة المستخرجة من معدن بنجهير ، ومنها تدخل القوافل إلى كابل ، ويقال لها أندرابة أيضا : وهي مدينة حسنة نسب إليها جماعة من أهل العلم ، منهم : أبو ذر أحمد بن عبد الله بن مالك التّرمذي الأندرابي من أهل ترمذ ولي القضاء بأندراب فنسب إليها ، يروي عن محمد بن المثنّى وابن بشّار.

أَنْدرابَة : بزيادة الهاء : قرية بينها وبين مرو فرسخان ، كان للسلطان سنجر بن ملك شاه بها آثار وقصور باقية الجدران إلى الآن ، وقد رأيتها خرابا ، وكذلك القرية خراب أيضا ، ينسب إليها جماعة ، منهم : أحمد الكرابيسي الأندرابي ، سمع أبا كريب وغيره.

أَنْدَرَاش : في آخره شين معجمة ، وباقية نحو الذي قبله : بلدة بالأندلس من كورة البيرة ، ينسب إليها الكتّان الفائق.

اندزهل : موضع.

أَنْدَرِينُ : بالفتح ثم السكون ، وفتح الدال ، وكسر الراء ، وياء ساكنة ، ونون ، هو بهذه الصيغة بجملتها : اسم قرية في جنوبي حلب بينهما مسيرة يوم للراكب في طرف البرية ليس بعدها عمارة ، وهي الآن خراب ليس بها إلا بقية الجدران ، وإيّاها عنى عمرو بن كلثوم بقوله :

ألا هبّي بصحنك فاصبحينا ،

ولا تبقي خمور الأندرينا

٢٦٠