معجم النّحو

عبد الغني الدقر

معجم النّحو

المؤلف:

عبد الغني الدقر


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٣
الصفحات: ٤٣٩

ك «طويل وطويلة» وجمعهما «طوال» ولم يأت من هذا الباب إلّا ثلاث كلمات «طويل وقويم وصويب» (١) وشاع جمع «فعال» في كلّ وصف على «فعلان» ومؤنثيه «فعلى وفعلانة» نحو «غضبان» و «غضبى» وجمعهما «غضاب» و «ندمان وندمانة» وجمعهما «ندام» أو «فعلان» وأنثاه «فعلانة» نحو «خمصان وخمصانة» وجمعهما «خماص» وعليها الحديث «تغدو خماصا وتروح بطانا» ، ويحفظ في «فعول» ك «خروف» وجمعها «خراف» و «فعلة» ك : «لقحة» وجمعها «لقاح» و «فعل» ك «نمر» وجمعها «نمار» و «فعلة» ك «نمرة» وجمعها «نمار» و «فعالة» ك «عباءة» وجمعها «عباء» وفي وصف على «فاعل» ك «صائم» وجمعها «صيام» أو «فاعلة» ك «صائمة» وجمعها أيضا «صيام» أو «فعلى» ك «أنثى» وجمعها «إناث» أو «فعال» ك «جواد» وجمعها «جياد» أو «فعال» ك «هجان» للمفرد والجمع أو «أفعل» ك «أعجف وجمعها «عجاف» وفي اسم على «فعلة» ك «برمة» وجمعها «برام» أو «فعل» ك «ربع» وجمعها «رباع» أو «فعل» ك «رجل» وجمعها «رجال».

١٣ ـ الجمع على «فعول» :

«فعول» بضم الفاء والعين يطرد في أربعة أشياء :

(أحدها) اسم على «فعل» ك «كبد» و «وعل» و «نمر» تقول في جمعها «كبود» و «وعول» و «نمور» والثلاثة الباقية «فعل وفعل وفعل» فالأوّل نحو «كعب وجمعها «كعوب» والثاني نحو «حمل» وجمعها «حمول والثالث نحو «جند» وجمعها «جنود» فخرج الوصف ك «صعب» و «جلف» و «حلو».

ويشترط ألّا تكون عين المفتوح أو المضموم «واوا» ك «حوض» و «حوت». ولا لام المضموم «ياء» ، وشذّ في «نؤي» (٢) جمعها على «نؤيّ» (٣)

__________________

(١) من قولهم : سهم صويب أي صائب ، كما يقول ابن جني.

(٢) النؤي : حفيرة تجعل حول الخباء لئلا يدخله المطر

(٣) أصل الجمع «نؤوي» على وزن «فعول» اجتمع فيه الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياء والضمة كسرة لتسلم الياء ، ثم أدغمت إحدى الياءين في الأخرى لماثلهما فصار «نؤيا» ويقال فيه أيضا «نئي» بكسرتين اتباعا لكسرة الهمزة.

١٤١

ولا مضاعفا ك «خفّ» و «مدّ» ويحفظ في «فعل» ك «أسد وشجن (١) وندب (٢) وذكر» فيقال في جموعهما «أسود وشجون وندوب وذكور»

١٤ ـ الجمع على «فعلان» :

«فعلان» بكسر أوّله وسكون ثانيه يطرد في اسم على «فعال» ك «غلام» و «غراب» وجمعهما «غلمان» و «غربان».

أو على «فعل» ك «صرد» وجمعها «صردان» و «جرذ» وجمعها «جرذان».

أو على «فعل» واويّ العين ك «حوت» وجمعها «حيتان» و «كوز» وجمعها «كيزان» أو على «فعل» ك «تاج» وجمعها «تيجان» و «ساج» وجمعها «سيجان» و «خال» وجمعها «خيلان» و «جار» وجمعها «جيران» و «قاع» وجمعها «قيعان».

وقل في نحو «قنو» وجمعها «قنوان» و «غزال» وجمعها «غزلان» و «خروف» وجمعها «خرفان» و «ظليم» وجمعها «ظلمان» و «حائط» وجمعها «حيطان» و «نسوة» وجمعها «نسوان» و «عبد» وجمعها «عبدان» و «ضيف» و «ضيفان» و «شجاع» و «شجعان» (٣) و «شيخ» و «شيخان» و «أخ» و «إخوان».

١٥ ـ الجمع على «فعلان» :

«فعلان» ـ بضم الفاء وسكون العين ـ مقيس في اسم على «فعل» ك «بطن» وجمعها «بطنان» و «ظهر» وجمعها «ظهران».

أو على «فعل» صحيح العين نحو «ذكر» وجمعها «ذكران» و «جمل» وجمعها «جملان».

أو على «فعيل» ك «قضيب» وجمعها «قضبان» و «رغيف وجمعها» رغفان» ويحفظ في نحو «راكب» وجمعها «ركبان» و «راجل» وجمعها «رجلان» و «أسود» وجمعها «سودان» و «أعمى» وجمعها «عميان» و «زقاق» وجمعها «زقّان».

١٦ ـ الجمع على «فعلاء» :

«فعلاء» ـ بضم أوّله وفتح العين ـ يطّرد في وصف مذكّر عاقل دالّ على سجيّة مدح أو ذمّ على زنة

__________________

(١) الشجن : الحزن.

(٢) الندب : أثر الجرح.

(٣) في القاموس : شجعان بالضم والكسر.

١٤٢

«فعيل» بمعنى فاعل غير مضاعف ولا معتلّ اللّام ك «ظريف» وجمعها «ظرفاء» و «كريم» وجمعها «كرماء» و «بخيل» وجمعها «بخلاء».

أو بمعنى «مفعل» كسميع بمعنى مسمع وجمعها «سمعاء» و «أليم» بمعنى مؤلم وجمعها «ألماء».

أو بمعنى «مفاعل» ك «خليط» بمعنى مخالط ، وجمعها «خلطاء» و «جليس» بمعنى مجالس ، وجمعها «جلساء» وشذّ في «أسير» و «قتيل» «أسراء» و «قتلاء» لأنهما بمعنى مفعول.

وكثر في «فاعل» دالا على معنى كالغريزة ك «عاقل» وجمعها «عقلاء» و «صالح» وجمعها «صلحاء» و «شاعر» وجمعها «شعراء» وشذ في «جبان» وجمعها «جبناء» و «خليفة» وجمعها «خلفاء» و «سمح» «سمحاء» و «ودود» «ودداء» لأنها ليست فعيل ولا فاعل.

١٧ ـ الجمع على «أفعلاء» :

«أفعلاء» ، وهو نائب عن «فعلاء» في فعيل المتقدم بشرط التضعيف نحو «شديد» وجمعه «أشدّاء» وعزيز وجمعه «أعزّاء».

أو اعتلال اللام ك «وليّ» وجمعه «أولياء» و «غني» وجمعه «أغنياء».

وشذّ في غيرهما نحو «نصيب» وجمعه «أنصباء» و «صديق» وجمعه «أصدقاء» و «هيّن» وجمعه «أهوناء».

١٨ ـ الجمع على «فواعل» :

«فواعل» يطرد في سبعة :

(١) في «فاعلة» اسما أو صفة ك (ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ)(١) فجمعها :

«نواص وكواذب وخواطئ».

(٢) في اسم على «فوعل» ك «جوهر وجمعه «جواهر» و «كوثر» وجمعه «كواثر».

(٣) أو «فوعلة» ك «صومعة» وجمعها «صوامع» و «زوبعة» وجمعها «زوابع».

(٤) أو «فاعل» بالفتح ك «خاتم» وجمعه «خواتم» و «قالب» وجمعه «قوالب» و «طابع» وجمعه «طوابع».

(٥) أو «فاعلاء» نحو «قاصعاء» وجمعها «قواصع» و «نافقاء» وجمعها «نوافق».

__________________

(١) الآية «١٦» العلق (٩٦)

١٤٣

(٦) أو «فاعل» ك «جائز» وجمعه «جوائز» و «كاهل» وجمعه «كواهل».

(٧) أو في وصف على فاعل لمؤنّث ك «حائض» وجمعها «حوائض» و «طالق» وجمعها «طوالق» ـ أو لمذكّر غير عاقل ك «صاهل» وجمعه «صواهل» و «شاهق» وجمعه «شواهق».

وشذ في وصف على «فاعل» لمذكّر عاقل نحو : «فارس» وجمعها «فوارس» و «ناكس» وجمعها «نواكس».

١٩ ـ الجمع على «فعائل» :

«فعائل» يطّرد في كلّ رباعيّ مؤنّث ، ثالثه مدّة : ألفا كانت أو واوا أو ياء اسما أو صفة ، وسواء أكان تأنيثه بالتّاء ك «سحابة» وجمعها «سحائب» و «صحيفة» وجمعها «صحائف و «حلوبة» وجمعها «حلائب» و «رسالة» وجمعها «رسائل» و «ذؤابة» (١) وجمعها «ذوائب» و «ظريفة» وجمعها «ظرائف» ـ أم كان تأنيثه بالمعنى ك «شمال» (٢) وجمعها «شمائل» و «عجوز» وجمعها «عجائز» أم تأنيثه بالألف المقصورة ك «حبارى» وجمعها «حبائر» أم بالمدودة ك «جلولاء» (٣) وجمعها «جلائل».

وشذّ في «ضرّة» «ضرائر» و «كنّة» «كنائن» و «حرّة» «حرائر» لأنهنّ ثلاثيّات.

٢٠ ـ الجمع على «فعالي» :

«فعالي» ـ بفتح أوّله وثانيه ـ يطرد في سبعة : «فعلاة» ك «موماة» (٤) وجمعها «موام» ، و «فعلاة» ك : «سعلاة» (٥) وجمعها «سعال» و «فعلية» ك «هبرية» (٦) وجمعها «هبار» و «حذرية» (٧) وجمعها «حذار» و «فعلوة» ك «عرقوة» (٨) وجمعها «عراق» وفيما حذف أول زائديه من نحو «حبنطى» (٩) وجمعها

__________________

(١) الذؤابة : الضفيرة المرسلة من الشعر وطرف العمامة والسوط.

(٢) الشمال : مقابل اليمين.

(٣) جلولاء : قرية بفارس.

(٤) الموماة : الصحراء.

(٥) السعلاة : الغول.

(٦) الهبرية كشرذمة : ما طار من زغب القطن.

(٧) الحذرية : القطعة الغليظة من الأرض.

(٨) العرقوة : الخشبة المعترضة على رأس الدلو.

(٩) حبنطى : معناه الممتلئ غيظا أو بطنة والزائدان فيه : النون والألف ليلحق بسفرجل.

١٤٤

«حباط» و «قلنسوة» وجمعها «قلاس» و «عفرنى» (١) وجمعها «عفار» و «عدولى» (٢) وجمعها «عدال».

٢١ ـ جمع الكثرة على «فعالى» :

«فعالى» ـ بفتح أوله وثانيه ـ يطرد في وصف على «فعلان» نحو «سكران» وجمعها «سكارى» و «غضبان» وجمعها «غضابى» أو «فعلى» نحو «سكرى» وجمعها : «سكارى».

ويحفظ في نحو «حبط» (٣) وجمعها «حباطى» و «يتيم» وجمعها «يتامى» و «أيّم» (٤) وجمعها «أيامى» و «طاهر» وجمعها «طهارى» و «شاة رئيس» (٥) وجمعها «رآسى».

ويترجح «فعالى» بالضم على «فعالى» بالفتح في «فعلان» و «فعلى» المار ذكرهما.

ويلزم «فعالى» بالضم في «قديم» وجمعها «قدامى» و «أسير» وجمعها «أسارى».

ويمتنع في «حبط» وما بعده.

ويشترك «فعالي وفعالى» في أنواع : الأوّل : «فعلاء» اسما ك «صحراء» تقول في جمعها «صحاري» و «صحارى».

الثاني : «فعلى» اسما نحو «علقى» وجمعها «علاق» و «علاقى» والثالث : «فعلى» نحو «ذفرى» وجمعها «ذفار» و «ذفارى».

والرابع : «فعلى» وصفا لا لأنثى أفعل ، نحو «حبلى» وجمعها «حبال» و «حبالى».

الخامس : «فعلاء» وصفا لأنثى غير أفعل نحو «عذراء» وجمعها : «عذار» و «عذارى».

٢٢ ـ الجمع على «فعاليّ» :

«فعاليّ» بالفتح في الفاء والتشديد في الياء يطرد في كل ثلاثي ساكن العين ، آخره ياء مشدّدة زائدة على الثلاثة غير متجدّدة للنّسب ك «بختيّ» و «كرسيّ» و «قمريّ» وجمعها «بخاتيّ» و «كراسيّ» و «قماريّ» بخلاف نحو «عربيّ» و «عجمي»

__________________

(١) الزائدان في «عفرنى» الألف والنون.

و «العفرنى» : الأسد.

(٢) الزائدان في عدولى الواو والألف. و «عدولى» قرية بالبحرين.

(٣) الحبط : البعير المنتفخ لوجع.

(٤) «الأيم» من لا زوجة له ، أو لا زوج لها.

(٥) الشاة الرئيس : التي أصيب رأسها.

١٤٥

لتحرك العين و «مصريّ» و «بصريّ» لتجدد النسب وشذّ «قبطي» وجمعها «قباطي».

وأمّا «أناسي» فجمع «إنسان» لا جمع «إنسي» لأن «إنسيا» آخره ياء النسب ، و «أناسي» أصله : أناسين ، فأبدلوا النون ياء وأدغموا الياءين كما قالوا «ظربان» و «ظرابيّ» وأصلها أيضا «ظرابين».

٢٣ ـ الجمع على «فعالل» :

«فعالل» يطرد في أربعة أنواع :

الرباعي والخماسي مجرّدين ومزيدا فيهما : فالرباعي ك «جعفر» (١) و «برثن» (٢) و «زبرج» (٣) وجمعها ، «جعافر» و «براثن» و «زبارج» وهذا لا يحذف منه شيء. والحماسيّ ك «سفرجل» و «جحمرش» (٤) ويجب حذف خامسه لأن الثقل حصل به ، فتقول في جمعها «سفارج» و «جحامر» ولك حذف الحرف الرابع أو الخامس. إن كان الحرف الرابع من الخماسي مشبها للحروف التي تزاد (٥) إما بكونه بلفظ أحدها ك «خدرنق» (٦) ورابعه نون وهي من حروف الزيادة ، وإن كانت ليست زائدة هنا.

أو بكونه من مخرجه ك «فرزدق» فإن الدال رابعة من مخرج التاء فتقول في جمعهما «خدارق» و «فرازق» أو «خدارن» و «فرازد» وهو الأجود.

أمّا إذا كان الحرف الخامس مشبها للزائد في اللفظ فيتعين حذفه ك :

«قذعمل» (٧) وجمعه «قذاعم».

والمزيد على الرباعي نحو «مدحرج» و «متدحرج» و «كنهور» (٨) و «هبيّخ» (٩) ويجب فيه حذف الزائد ، تقول في الجمع «دحارج» و «كناهر» و «هبايخ».

والمزيد على الخماسي ك «قطربوس» (١٠) و «خندريس» (١١) و «قبعثرى» (١٢)

__________________

(١) جعفر : النهر الصغير.

(٢) البرثن : مخلب الأسد.

(٣) الزبرج : الزينة من وشي أو جوهر.

(٤) الجحمرش : العجوز الكبيرة والمرأة السمجة.

(٥) حروف الزيادة عشرة مجموعة في قولك : «سألتمونيها».

(٦) الخدرنق : العنكبوت.

(٧) القذعمل : الضخم من الإبل.

(٨) الكنهور : الضخم من الرجال ، ومن السحاب : قطع كالجبال.

(٩) الهبيخ : الغلام الممتلئ لحما.

(١٠) القطربوس : الناقة السريعة.

(١١) الخندريس : الخمر.

(١٢) القبعثرى : الجمل العظيم.

١٤٦

ويجب فيه أيضا حذف الزائد مع الخامس تقول في جمعها : «قراطب» و «خنادر» «قباعث».

إلّا إذا كان الزائد لينا رابعا قبل الآخر فيهما فيثبت ، ثم إن كان ياء صحح نحو «قنديل» و «قناديل» فإن كان واوا أو «ألفا» قلبا ياءين نحو «عصفور» و «عصافير» و «سرداح» (١) و «سراديح» و «غرنيق (٢) و «غرانيق» و «فردوس فراديس».

٢٤ ـ الجمع على شبه «فعالل» :

شبه فعالل : هو ما ماثله عددا وهيئة ، وإن خالفه في الوزن ك «مفاعل وفياعل وفواعل» وهو يطرد في مزيد الثلاثي غير ما تقدم من نحو «أحمر وسكران وصائم ورام» و «باب كبرى وسكرى» فإنه تقدم لها جموع تكسير.

ويحذف منه ما يخل بصيغة الجمع من الزوائد فقط ، فلا تحذف زيادته إن كانت واحدة ، سواء أكانت أوّلا أم وسطا أم آخرا لإلحاق أو غيره ك «أفضل ومسجد وجوهر وصيرف وعلقى» وجمعها «أفاضل ومساجد وجواهر وصيارف وعلاق».

ويحذف ما زاد عليها ، فتحذف زيادة واحدة من نحو «منطلق» واثنتان من نحو «مستخرج ومتذكّر».

ويتعين إبقاء ما له مزية لفظية ومعنويّة أو لفظيّة فقط أو ما لا يغني حذفه عن حذف غيره ، فالأوّل كالميم في «منطلق» فتقول في جمعها «مطالق» لا : نطالق ، لأن الميم تفضل النون لدلالتها على الفاعل. وتصديرها واختصاصها بالاسم.

ومثله نقول في جمع «مستدع» و «مداع» بحذف السين والتاء لأن بقاءهما يخل ببنية الجمع ، مع فضل الميم بما تقدّم.

والثاني : كالتاء في «استخراج» علما ، تقول في جمعه «تخاريج» بحذف السين وإبقاء التاء ، لأنّ له نظيرا وهو «تماثيل» ولا تقل «سخاريج» إذ لا وجود ل «سفاعيل».

والثالث : ك «واو» «حيزبون» (٣) تقول في جمعها «حزابين» بحذف الياء ، وقلب الواو ياء. ولا تقل : حيازين بحذف الواو لأنّ حذفها يعني حذف الياء ولا يقع بعد ألف

__________________

(١) السرداح : الناقة الطويلة أو الكريمة.

(٢) الغرنيق : طائر الماء أو هو الكركي.

(٣) الحيزبون : العجوز ، ونونه زائدة عند أكثر اللغويين وأئمة اللغة.

١٤٧

التكسير ثلاثة أحرف أوسطهن ساكن إلّا وهو حرف معتل مثل «مصابيح» فإن لم توجد مزيّة ما فأنت بالخيار مثل نوني «سرندى» (١) و «علندى» (٢) فتقول : «سراند» و «علاند» أو «سراد» و «و «علاد» وزن «جوار».

٢٥ ـ فوائد تتعلق بجمع التكسير :

منها :

(١) يجوز تعويض ياء قبل الطرف مما حذف ، أصلا كان أو زائدا ، فتقول في جمع «سفرجل» و «منطلق» «سفاريج» و «مطاليق»

(٢) أجاز الكوفيون : زيادة الياء في مماثل «مفاعل» وحذفها في مماثل «مفاعيل» فيجيزون في «جعافر» «جعافير» وفي «عصافير» «عصافر» ومن الأوّل قوله تعالى (وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ)(٣) ومن الثاني (وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ)(٤) أمّا «فواعل» فلا يقال «فواعيل» إلّا شذوذا كقوله «سوابيغ (٥) بيض لا يخرّقها النّبل».

(٣) لا يجمع جمع تكسير ما جرى على الفعل من اسمي الفاعل والمفعول وأوله ميم نحو «مضروب» و «مكرم» و «مختار» لمشابهته الفعل لفظا ومعنى.

بل قياسه جمع التّصحيح ، ويستثنى «مفعل» وصفا للمؤنث نحو «مرضع» وجمعها : «مراضع».

وجاء شذوذا في نحو «ملعون» و «ميمون» و «مشئوم» ويجمع على «ملاعين» و «ميامين» و «مشائيم» قال الأحوص اليربوعي :

مشائيم ليسوا مصلحين عشيرة

ولا ناعب إلّا بشؤم غرابها

كما شذّ في «مفعل» ك «موسر» و «مفطر» فجمع على «مياسير» و «مفاطير» وفي مفعل ك «منكر» «مناكير».

جمع الجمع ـ قد تستدعي الحال «جمع الجمع» كما تستدعي «تثنية الجمع» فكما يقال في جماعتين من «الجمال» «جمالان» يقال في جماعات الجمال «جمالات» ، ومنه (كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ)(٦)

__________________

(١) سرندى : الجريء القوي.

(٢) العلندى : البعير الضخم.

(٣) الآية «١٥» القيامة (٧٥).

(٤) الآية «٥٩» الأنعام (٦).

(٥) سوابيغ : جمع سابغة : وهي الدرع الواسعة.

(٦) الآية «٣٣» المرسلات (٧٧). وقراءة حفص : جمالة.

١٤٨

ويجمعون «رجالا» و «بيوتا» فيقولون «رجالات» قريش و «بيوتات» العرب ولا يطلق على أقلّ من تسعة.

وإذا قصد تكسير مكسّر نظر إلى ما يشاكله من الآحاد ، فيكسّر بمثل تكسيره كقولهم في «أعبد» «أعابد» تشبيها لها (١) ب «أسود» و «أساود» وفي «أسلحة» «أسالح» تشبيها لها ب «أجردة» و «أجارد».

وفي «أقوال» «أقاويل» تشبيها لها ب «أعصار» و «أعاصير» وما كان من الجموع على زنة «مفاعل» أو «مفاعيل» لم يجز تكسيره ، لأنه لا نظير له في الآحاد حتى يحمل عليه ولكنه قد يجمع بالواو والنون كقولهم في «نواكس» «نواكسون» وفي «أيامن» «أيامنون» وبالألف والتاء كقولهم في «خرائد» «خرائدات» وفي «صواحب» «صواحبات» وفي الحديث : «إنّكنّ لأنتنّ صواحبات يوسف».

جمع العلم المنقول من جملة والمركب والجمع ـ

إذا قصدنا جمع علم منقول من جملة نحو «جاد الحق» توصلنا إلى ذلك ب «ذو» مجموعا ، فنقول «ذو وجاد الحق» كما نقول في التثنية «هما ذوا جاد الحق» ومثله المركب فتقول «هؤلاء ذو وسيبويه» والمثنى «هذان ذوا سيبويه» والمثنى والمجموع جمع المذكر السالم المسمى بهما. إذا أردنا تثنيتهما أو جمعهما أتينا لذلك ب «ذو» مثنى أو مجموعا فتقول «هذان ذوا حسنين» و «هؤلاء ذو وخالدين».

جمع ما صدره «ذو» أو «ابن» ـ

من أسماء ما لا يعقل ما صدّر ب «ذو» أو «ابن» وكلاهما يجمع «بألف وتاء» فتقول في جمع «ذي القعدة» «ذوات القعدة» وفي جمع «ابن عرس» «بنات عرس».

جمع المذكّر السّالم ـ

١ ـ تعريفه :

هو ما دلّ على أكثر من اثنين ، وأغنى عن المتعاطفين (٢) ، ولم يتغيّر بناء مفرده.

٢ ـ ما يجمع هذا الجمع :

__________________

(١) في عدد الحروف ومطلق الحركات والسكنات.

(٢) أي إن قولك «محمدون» يغني عن : محمد ومحمد ومحمد الخ.

١٤٩

لا يجمع هذا الجمع إلّا ما كان «اسما» أو «صفة».

فالأوّل ك «زيد» وجمعها «زيدون» والثاني ك «عالم» وجمعها «عالمون».

٣ ـ شروط «الاسم» :

يشترط في الاسم أن يكون علما ، لمذكّر ، عاقل ، خاليا من تاء التّأنيث ، ومن التركيب ، ليس ممّا يعرب بحرفين. فلا يجمع ما كان من الأسماء غير علم ك «إنسان» ، أو علما لمؤنث ك «زينب» أو علما لغير عاقل ك «لاحق» علم لفرس ، أو ما فيه تاء التّأنيث ك «طلحة» أو المركّب المزجي ك «بختنصّر» أو الإسنادي ك «جاد المولى» وما كان معربا بحرفين كالمسمّى به من المثنى والجمع ك «حسنين» و «محمدين» علمين.

٤ ـ شروط الصفة :

يشترط في الصفة أن تكون صفة لمذكّر ، عاقل ، خالية من تاء التّأنيث ، ليست من باب أفعل فعلاء ، ولا فعلان فعلى ، ولا ممّا يستوي في الوصف به المذكّر والمؤنث ؛ فلا تجمع جمع مذكّر سالما الصفات لمؤنث ك «طامث» ، أو لمذكّر غير عاقل ك «سابق» صفة لفرس ، أو التي فيها تاء التّأنيث ك «نسّابة» و «علّامة» ، أو ما كانت من باب «أفعل» الذي مؤنّثة «فعلاء» ك «أسود» و «سوداء» ، أو فعلان الذي مؤنّثه «فعلى» ك «غضبان» و «غضبى». ولا الصّفات التي يستوي فيها المذكر والمؤنّث ك «عانس» لمن لم يتزوّج رجلا كان أو امرأة و «عروس» يقال للرجل والمرأة ما داما في إعراسهما.

٥ ـ إعراب الجمع المذكّر السالم :

يرفع الجمع المذكّر السّالم بالواو المضموم ما قبلها لفظا نحو «أتى الخالدون» أو تقديرا نحو «وأنتم الأعلون».

وينصب ويجر بالياء المكسور ما قبلها لفظا نحو : «رأيت الخالدين» و «نظرت إلى الخالدين». أو تقديرا نحو «رأيت المصطفين» و (وَإِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ)(١).

٦ ـ إعراب جمع المذكّر السّالم المرفوع إذا أضيف إلى ياء المتكلم :

__________________

(١) الآية «٤٧» ص (٣٨).

١٥٠

تقدر الواو رفعا في جمع المذكّر السالم ، إذا أضيف إلى ياء المتكلم نحو «جاء مسلميّ».

٧ ـ كيف يجمع المذكّر السّالم :

إذا كان المفرد منقوصا حذفت في الجمع ياؤه وكسرتها ويضمّ ما قبل الواو ، ويكسر ما قبل الياء فتقول : «جاء القاضون والداعون» و «رأيت القاضين والدّاعين».

وإذا كان مقصورا تحذف ألفه دون فتحتها فتقول في جمع «موسى» «موسون» وفي التنزيل (وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ)(١)(وَإِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ)(٢)

وحكم الممدود في الجمع كحكمه في التّثنية (٣) فتقول في «وضّاء» «وضّاؤون» وفي «حمراء» علما «حمراوون» ويجوز الوجهان في «علباء (٤) وكساء» علمين لمذكر ، فتقول : «علباؤون» و «علباوون» ، ومثلها : «كساء»

٨ ـ الملحق بجمع المذكّر السّالم :

حمل النحاة على هذا الجمع أربعة أنواع.

(أحدها) أسماء جموع وهي «أولو» (٥) بمعنى أصحاب ، و «عالمون» (٦) و «عشرون» وبابه إلى «التسعين».

(الثاني) جموع تكسير وهي «بنون» و «حرّون» (٧) و «أرضون» و «سنون» وبابه ، وضابطه : «كلّ ثلاثي حذفت لامه ، وعوّض عنها هاء التّأنيث ولم يكسّر» نحو «عضة» (٨) وعضين» و «عزة (٩) وعزين» و «ثبة وثبين» (١٠) قال الله تعالى (قالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ)(١١) وقال (الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ)(١٢) وقال : (عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ)(١٣)

__________________

(١) الآية «١٣٩ «آل عمران (٣).

(٢) الآية «٤٧» ص (٣٨).

(٣) انظر : المثنى.

(٤) العلباء : عصبة العنق وهما علباوان.

(٥) اسم جمع ل «ذو» بمعنى صاحب.

(٦) اسم جمع عالم. وهو أصناف الخلق عقلاء أو غيرهم.

(٧) حرون : جمع حرة : وهي أرض ذات حجارة سود.

(٨) عضة : من عضّيته وعضّوته تعضية : أي فرقته أو من العضة وهو البهتان.

(٩) العزة : الفرقة من الناس.

(١٠) الثبة : هي الجماعة.

(١١) الآية «١١٣» المؤمنون (٢٣).

(١٢) الآية «٩١» الحجر (١٥).

(١٣) الآية «٣٧» المعارج (٧٠).

١٥١

وأصل سنة «سنو» أو «سنه» لقولهم في الجمع «سنوات وسنهات» فحذفت لامه وهي الواو أو الهاء ، وعوض عنها هاء التّأنيث وهي الهاء من «سنة» ولم تكسّر أي ليس لها جمع تكسير فلا تجمع «شجرة وثمرة» لعدم الحذف ، ولا «زنة وعدة» لأن المحذوف منهما الفاء ، وأصلهما «وزن ووعد» ولا «يد ودم» وأصلهما يدي ، ودمي لعدم التعويض من لامهما المحذوفة ، وخالف ذلك «أبون وأخون» لجمعهما مع عدم التعويض ، ولا «اسم وأخت وبنت» لأن العوض غير الهاء ، وشذ «بنون» لأن المعوّض عنه همزة الوصل ولا «شاة وشفة» لأنّهما كسّرا على «شياه وشفاه» (الثالث) جموع تصحيح لم تستوف الشروط ك «أهلون» جمع أهل ، وهم العشيرة ، و «وابلون» جمع وابل وهو المطر الغزير ، لأنّ «أهلا ووابلا» ليسا علمين ولا صفتين ولأنّ «وابلا» لغير العاقل.

(الرّابع) ما سمّي به من هذا الجمع ك «عابدين» ، وما ألحق به ك «علّيّين» قال الله تعالى (إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ ، وَما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ)(١) فيعربان بالحروف إجراء لهما على ما كانا عليه قبل التّسمية بهما ، ويجوز في هذا النوع أن يجري مجرى «غسلين» في لزوم الياء ، والإعراب بالحركات الثلاثة ظاهرة منونة إن لم يكن أعجميا فتقول «هذا عابدين وعليّيين» و «رأيت عابدينا وعلّيّينا» و «نظرت إلى عابدين وعليّيين.» فإن كان أعجميا امتنع التّنوين ، وأعرب إعراب ما لا ينصرف فنقول «هذه قنّسرين» (٢) و «سكنت قنّسرين» و «مررت بقنّسرين» (٣)

٩ ـ حكم نون الجمع المذكّر وما حمل عليه :

نون الجمع المذكّر السالم وما حمل عليه مفتوحة بعد الواو والياء ، هذا هو الأصل وكسرها جائز في الشعر بعد الياء كقول جرير :

عرفنا جعفرا وبني أبيه

__________________

(١) الآية «١٩ و ٢٠» المطففين (٨٣).

(٢) قنسرين : كورة بالشام منها حلب ، وكانت مدينة عامرة إلى سنة ٣٥١.

(٣) وهناك لغات أخرى دون ما ذكرنا نجدها في المطولات من كتب النحو.

١٥٢

وأنكرنا زعانف آخرين (١)

الجمل لا محلّ لها من الإعراب ـ

الأصل في الجمل أن تكون كلاما مستقلّا غير مرتبط بغيره ، فلا يكون لها محلّ من الإعراب وهي سبع جمل :

(١) الجمل المستأنفة وهي ضربان :

(أحدهما) الجملة التي افتتح بها النطق نحو «المؤمن القويّ خير من المؤمن الضّعيف».

(ثانيهما) الواقعة في أثناء النطق ، وهي مقطوعة عما قبلها نحو قوله تعالى (إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً)(٢) بعد قوله تعالى (وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ)(٣) وليست مقول القول لفساد المعنى.

(٢) الجملة المعترضة لإفادة تقوية الكلام أو تحسينه ولها مواضع :

(أ) بين الفعل ومرفوعه ، نحو :

وقد أدركتني ـ والحوادث جمة ـ

أسنّة قوم لا ضعاف ولا عزل

(ب) ما بين المبتدأ ـ ولو بحسب الأصل ـ وخبره نحو :

إنّ الثمانين ـ وبلّغتها ـ

قد أحوجت سمعي إلى ترجمان

(ج) بين الشرط وجوابه نحو (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا ـ وَلَنْ تَفْعَلُوا ـ فَاتَّقُوا النَّارَ)(٤).

(د) بين القسم وجوابه نحو :

لعمري ـ وما عمري عليّ بهيّن ـ

لقد نطقت بطلا عليّ الأقارع

(ه) بين الصفة والموصوف نحو (وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ ـ لَوْ تَعْلَمُونَ ـ عَظِيمٌ)(٥).

(و) بين الصلة والموصول نحو «هذا الذي ـ والله ـ أكرمني».

(ز) بين المتضايفين نحو «هذا كتاب ـ والله ـ أبيك».

(ح) بين الحرف وتوكيده اللفظي نحو :

ليت ـ وهل ينفع شيئا ليت

ليت شبابا بوع فاشتريت

(ط) بين سوف ومدخولها نحو قول زهير :

وما أدري وسوف ـ إخال ـ أدري

أقوم آل حصن أم نساء

(٣) الجملة المفسرة ، وهي الموضّحة لما قبلها ، سواء أكان مفردا أم جملة ، وسواء أكانت مقرونة «بأي» أو «بأن» أو مجرّدة منهما ،

__________________

(١) الرواية بكسر النون من «آخرين» وهو جمع آخر بفتح الخاء بمعنى مغاير ، و «جعفر وبنو أبيه» : أولاد ثعلبة بن يربوع و «الزعانف» جمع زعنفة : وهو القصير ، وأراد به الأدعياء الذين ليس أصلهم واحدا.

(٢) الآية «٦٥» يونس (١٠).

(٢) الآية «٦٥» يونس (١٠).

(٣) الآية «٢٤» البقرة (٢).

(٤) الآية «٧٦» الواقعة (٥٦).

١٥٣

وسواء أكانت خبريّة أم إنشائيّة نحو :

«وترمينني بالطّرف أي أنت مذنب» ونحو (فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ)(١)

(٤) الجملة المجاب بها القسم نحو (وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ، إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ)(٢).

(٥) الجملة المجاب بها شرط غير جازم ، أو جازم ولم تقترن هي بالفاء ولا بإذا الفجائيّة نحو «لو أنفقت لربحت» ونحو «إن تقم أقم».

(٦) الجملة الواقعة صلة لموصول اسمي أو موصول حرفي نحو «الذي يجتهد ينجح» ونحو «يسرّني أن تفرح».

(٧) الجملة التّابعة لواحدة من هذه الستة نحو أقبل خالد ولم يسافر علي».

الجمل لها محلّ من الإعراب ـ

الجمل غير المستقلة لها محل من الإعراب ، وهي التي لو ذكر بدلها مفرد لكان معربا ، وهي تسع جمل :

(١) الواقعة حالا نحو (لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى)(٣) ومحلّها نصب.

(٢) الواقعة مفعولا ومحلّها النصب ، إلّا إن نابت عن فاعلها فمحلّها الرّفع ، وتقع في ثلاثة مواضع :

«أ» في باب الحكاية بالقول ، أو ما يفيد معناه نحو (قالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ)(٤) «ب» في باب ظنّ وعلم.

«ج» في باب التّعليق ، وهو جائز في كلّ فعل قلبي سواء أكان من باب ظنّ أو غيره ، نحو (لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى)(٥).

(٣) الجملة المضاف إليها ، ومحلّها الجر ، ولا يضاف إلى الجملة إلّا ثمانية :

(أحدها) أسماء الزمان ظروفا كانت أم لا نحو (وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ)(٦) ونحو (هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ)(٧).

(ثانيها) «حيث» نحو (اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ)(٨).

__________________

(١) الآية «٢٧» المؤمنون (٢٣).

(٢) الآية «٢» يس (٣٦).

(٣) الآية «٤٢» النساء (٤).

(٤) الآية «٣٠» مريم (١٩).

(٥) الآية «١٢» الكهف (١٨).

(٦) الآية «٣٣» مريم (١٩).

(٧) الآية «٣٥» المرسلات (٧٧).

(٨) الآية «١٢٤» الأنعام (٦).

١٥٤

(ثالثها) «آية» بمعنى علامة ، وتضاف جوازا إلى الجملة الفعلية المتصرّف فعلها مثبتا أو منفيا ب «ما» نحو قوله :

بآية يقدمون الخيل شعثا

كأنّ على سنابكها مداما (١)

(رابعها) «ذو» في قولهم «اذهب بذي تسلم ، أي في وقت صاحب سلامة.

(خامسها) «لدن» نحو :

لزمنا لدن سالمتمونا وفاقكم

فلا يك منكم للخلاف جنوح

(سادسها) «ريث» بمعنى قدر نحو :

خليليّ رفقا ريث أقضي لبانة

من العرصات المذكرات عهودا

(سابعها) لفظ «قول» نحو :

قول : يا للرّجال ينهض منّا

مسرعين الكهول والشّبّانا

(ثامنها) لفظ «قائل» نحو :

وأجبت قائل : كيف أنت بصالح

حتّى مللت وملّني عوّادي

(٤) الجملة الواقعة خبرا وموضعها رفع ، في بابي «المبتدأ ، وإن» نحو «خالد يكتب» و «إن عليّا يلعب» ونصب في بابي «كان وكاد» نحو «كان أخي يجد» و «كاد الجوع يقتل صاحبه».

(٥) الجملة الواقعة بعد «الفاء وإذا» جوابا لشرط جازم نحو (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ)(٢) ونحو (وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ)(٣).

(٦) الجملة التّابعة لمفرد ، وهي مثله إعرابا ، وتقع في باب النعت نحو (مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ)(٤).

وفي باب عطف النّسق نحو «محمّد مجتهد وأخوه معتن بشأنه».

وفي باب البدل نحو (ما يُقالُ لَكَ إِلَّا ما قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقابٍ أَلِيمٍ)(٥).

(٧) الجملة المستثناة نحو (لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ إِلَّا مَنْ تَوَلَّى

__________________

(١) شبه ما يتصبب من عرقها ودمعها من الجهد والتعب بالمدام.

(٢) الآية «١٦٠» آل عمران» (٣).

(٣) الآية «٣٦» الروم (٣٠).

(٤) الآية (٢٥٤» البقرة (٢).

(٥) الآية «٤٣» فصلت (٤١).

١٥٥

وَكَفَرَ. فَيُعَذِّبُهُ اللهُ)(١) فمن مبتدأ ويعذّبه الله خبر والجملة في موضع نصب على الاستثناء المنقطع.

(٨) الجملة المسند إليها ، نحو (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ)(٢) ـ إذا أعرب «سواء» خبرا عن أأنذرتهم

(٩) الجملة التّابعة لواحدة من هذه الجمل ، وذلك مختصّ بأبواب النسق والبدل والتّأكيد.

الجمل بعد النكرات وبعد المعارف ـ

١ ـ قسما الجمل :

الجمل إمّا خبريّة ، وإمّا إنشائيّة

١ ـ الجمل الخبريّة :

الجمل الخبريّة أربعة أنواع :

(١) المرتبطة بنكرة محضة ، وتكون صفة لها نحو (حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ)(٣)(لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللهُ مُهْلِكُهُمْ)(٤).

(٢) المرتبطة بمعرفة محضة ، وتكون حالا نحو (لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى)(٥).

(٣) الواقعة بعد نكرة غير محضة ، وتكون محتملة للوصفيّة والحاليّة ، نحو (وَهذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ أَنْزَلْناهُ)(٦).

(٤) المرتبطة بمعرفة غير محضة وتكون محتملة أيضا للوصفيّة والحاليّة نحو :

ولقد أمرّ على اللّئيم يسبّني

٢ ـ الجمل الإنشائيّة :

أمّا الجمل الإنشائيّة الواقعة بعد جمل أخرى فلا تكونان نعتا ولا حالا كقولك «هذه دار بعتكها» و «هذه داري بعتكها» فالجملتان هنا مستأنفتان.

الجملة الواقعة صفة ـ شروطها

(ـ الصّفة ٦ / ٣)

جميع ـ من ألفاظ التّوكيد المعنوي ، فإذا لم يرد بها التّوكيد أعربت بحسب موقعها من الكلام نحو «جميع النّاس بخير» (ـ التوكيد).

جواب الشّرط (ـ جوازم المضارع ٧)

جواب الشّرط والعطف عليه ـ

(ـ جوازم المضارع ١١)

جواب الشّرط المقترن بالفاء ـ

(ـ جوازم المضارع ١٠)

الجوازم لفعلين (ـ جوازم المضارع ٣)

__________________

(١) الآية «٢٢ و ٢٣ و ٢٤» الغاشية (٨٨).

(٢) الآية «٦» البقرة (٢).

(٣) الآية «٩٣» الإسراء (١٧).

(٤) الآية «١٦٣» الأعراف (٧)

(٥) الآية «٤٢» النساء (٤).

(٦) الآية «٥٠» الأنبياء (٢١).

١٥٦

جوازم المضارع ـ

١ ـ متى يجزم المضارع؟

يجزم المضارع إذا سبقه جازم من الجوازم ، والجوازم نوعان :

جازم لفعل واحد ، وجازم لفعلين

٢ ـ الجازم لفعل واحد :

الجازم لفعل واحد أربعة (ـ لم ، لمّا ، لام الأمر ، لا النّاهية».

٣ ـ الجازم لفعلين :

الجازم لفعلين : حرفان وهما : «إن وإذما» وعشرة أسماء وهي : «من ، وما ، ومتى ، وأين ، وأيّان ، وأنّى ، وحيثما ، وكيفما ، ومهما ، وأيّ».

وأمثلتها : (وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ)(١) «إذ ما تتعلّم تتقدّم» (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً)(٢)(وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ)(٣) «متى تتقن العمل تبلغ الأمل» «أين يذهب العالم يجد مستمعا» «أيّان تحسن سريرتك تحمد سيرتك» «أنّى تمش تصادف رزقا»

حيثما تستقم يقدّر لك الل

 ـ ه نجاحا في غابر الأزمان

«كيفما تكن يكن قرينك» «مهما تبطن تظهره الأيّام» «أيّ كتاب تقرأ تستفد».

وكلّ منها ـ كما رأيت ـ يقتضي فعلين يسمّى أوّلهما شرطا.

والثّاني جوابا وجزاء ، ويكونان مضارعين نحو (وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ)(٤) وماضيين نحو (وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنا)(٥) وماضيا فمضارعا ، نحو (مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ)(٦) ، وعكسه وهو قليل كالحديث «من يقم ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له».

ورفع الجواب المسبوق ب «ماض» أو ب «مضارع منفي بلم» قويّ ، وهو حينئذ على تقدير حذف الفاء كقول زهير يمدح هرم بن سنان :

وإن أتاه خليل يوم مسغبة

يقول لا غائب مالي ولا حرم (٧)

__________________

(١) الآية «١٩» الأنفال (٨).

(٢) الآية «٦٩» الفرقان (٢٥).

(٣) الآية «١٩٧» البقرة (٢).

(١) الآية «١٩» الأنفال (٨).

(٤) الآية «٨» الإسراء (١٧).

(٥) الآية «٢٠» الشورى (٤٢).

(٦) المسغبة : المجاعة. حرم : مصدر كالحرمان بمعنى المنع ، والخليل : الفقير من الخلة بالفتح : وهي الحاجة.

١٥٧

ونحو «إن لم تقم أقوم».

ورفع الجواب في غير ذلك ضعيف كقول أبي ذؤيب :

فقلت تحمّل فوق طوقك إنها

مطبّعة من يأتها لا يضيرها (١)

٥ ـ إعراب أسماء الشّرط :

حاصل إعراب أسماء الشّرط أنّ الأداة إن وقعت بعد حرف جرّ أو مضاف فهي في محلّ جرّ نحو «عمّا تسأل أسأل» و «خادم من تكلّم أكلّم» ـ وإن وقعت على زمان أو مكان ، فهي في محلّ نصب على الظّرفيّة لفعل الشرط إن كان تامّا ، وإن كان ناقصا فلخبره ـ وإن وقعت على حدث فهي مفعول مطلق لفعل الشّرط نحو «أيّ عمل تعمل أعمل» ـ أو على ذات ، فإن كان فعل الشرط لازما ، أو متعدّيا واستوفى معموله ، فهي مبتدأ خبره على الأصحّ جملة الجواب نحو «من ينهض للعلم يسم» و «من يفعل الخير لا يعدم جوازيه».

وإن كان متعدّيا غير مستوف لمفعوله فهي مفعول نحو (وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ)(٢)

٦ ـ أدوات الجزم مع «ما» :

أدوات الجزم مع «ما» ثلاثة أصناف :

صنف لا يجزم إلّا مقترنا ب «ما» وهو «حيث وإذ» وصنف لا تلحقه «ما» وهو «من وما ومهما وأنّى» وصنف يجوز فيه الأمران وهو «إن وأيّ ومتى وأين وأيّان».

٧ ـ اقتران الجواب ب «الفاء» :

كلّ جواب يمتنع جعله شرطا (٣) فإنّ الفاء تجب فيه ، وذلك في مواضع ، نظمها بعضهم في قوله :

__________________

(١) الخطاب للبختي من الإبل ، وضمير إنها للقرية ، ومطبعة : مملوءة طعاما.

(٢) الآية «٢١٥» البقرة (٢).

(٣) يجب في الشرط ستة أمور :

(١) أن يكون فعلا غير ماضي المعنى فلا يجوز إن قام زيد أمس قمت.

(٢) ألا يكون طلبا فلا يجوز : إن قم.

(٣) ألا يكون جامدا فلا يجوز إن عسى.

(٤) ألا يكون مقرونا بحرف تنفيس فلا يجوز ان سوف يقم.

(٥) ألا يكون مقرونا ب «قد» فلا يجوز إن قد قام.

(٦) ألا يكون مقرونا بحرف نفي غير «لم» و «لا» فلا يجوز : إن لما يقم ولا إن لن يقوم.

١٥٨

اسميّة طلبيّة وبجامد

وبما ولن وبقد وبالتّنفيس

فالاسميّة ، نحو (وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)(١) والطّلبيّة ، نحو (إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ)(٢) والتي فعلها جامد ، نحو (إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالاً وَوَلَداً فَعَسى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِنْ جَنَّتِكَ)(٣) والمصدّرة ب «ما» ، نحو (فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ)(٤) والمصدرة ب «لن» نحو (وَما يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ)(٥) وب «قد» نحو (قالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ)(٦) وبالتنفيس ، نحو (وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ)(٧).

ويجوز أن تغني «إذا» الفجائيّة عن الفاء» إن كانت الأداة «إن» والجواب جملة اسمية غير طلبيّة نحو (وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ)(٨).

٨ ـ العطف على الجواب أو الشّرط :

إذا انقضت جملتا الشرط ثمّ جئت بمضارع مقرون «بالفاء» أو «الواو» فلك «جزمه» بالعطف على لفظ الجواب إن كان مضارعا ، وعلى محلّه إن كان ماضيا أو جملة ، أو «رفعه» على الاستئناف.

وقليل نصبه بأن مضمرة وجوبا لشبه الشّرط بالاستفهام في عدم التحقّق وقد قرئ بهنّ قوله تعالى (وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء) (٩) وكذلك (من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم) (١٠)

٩ ـ توسّط «المضارع» المقرون بالفاء أو بالواو بين جملتي الشّرط : إذا توسّط بهذا الشّكل ، فالوجه الجزم ، ويجوز النّصب ، ويمتنع الرّفع إذ لا يصحّ الاستئناف قبل

__________________

(١) الآية «١٧» من الأنعام (٦).

(٢) الآية «٣١» آل عمران (٣).

(٣) الآية «٤١» الكهف (١٨).

(٤) الآية «٧٢» يونس (١٠).

(٥) الآية «١١٥» آل عمران (٣).

(٦) الآية «٧٧» يوسف (١٢).

(٧) الآية «٢٩» التوبة (٩).

(٨) الآية «٣٦» الروم (٣٠).

(٩) الآية «٢٨٤» البقرة (٢).

(١٠) الآية «١٨٥» الأعراف (٧).

١٥٩

تمام الكلام كقوله :

ومن يقترب منّا ويخضع نؤوه

ولا يخش ظلما ما أقام ولا هضما

وإذا خلا الفعل المتوسط من العاطف أعرب «بدلا» إن جزم ، كما في قوله :

متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا

تجد حطبا جزلا ونارا تأجّجا

و «حالا» إن رفع كما في قول الحطيئة :

متى تأته تعشو إلى ضوء ناره

تجد خير نار عندها خير موقد

١٠ ـ حذف ما علم من الشّرط والجواب :

يجوز حذف ما علم من شرط إن كانت الأداة «إن» مقرونة ب «لا» كقول الأحوص يخاطب مطرا :

فطلقها فلست لها بكفء

وإلّا يعل مفرقك الحسام

أي : وإن لا تطلقها.

وكذا يغني عن جواب الشّرط : شرط ماض قد علم نحو (فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ)(١) أي : فافعل.

ويجب حذف الجواب إن كان الدّالّ عليه ما تقدّم ممّا هو جواب في المعنى نحو (وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)(٢).

١١ ـ إذا اجتمع شرط وقسم :

إذا اجتمع شرط وقسم استغني بجواب المتقدّم منهما عن جواب المتأخر لشدّة الاعتناء بالمتقدّم.

فمثال تقدّم الشّرط «إن قدم عليّ والله أكرمه» و «إن لم يقدم ـ والله فلن أهتمّ به» ومثال تقدم القسم «والله إن نجح ابني لأحتفلنّ» و «الله إن لم يأت خالد إنّ أحمد ليغضب» ومثله (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ)(٣).

ويستثنى من ذلك «الشرط الامتناعي» ك «لو» و «لو لا» فيجب الاستغناء بجوابه عن جواب القسم كقول عبد الله بن رواحة :

والله لو لا الله ما اهتدينا

ولا تصدّقنا ولا صلّينا

__________________

(١) الآية «٣٥» الأنعام (٦).

(٢) الآية «١٣٩» آل عمران (٣).

(٣) الآية «٧» إبراهيم (١٤).

١٦٠