إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

مراح الأرواح

225/294
*

الباب الخامس :

في الأجوف

ويقال له : «أجوف» لخلوّ جوفه (١) عن الحرف الصحيح ، ويقال له : ذو الثلاثة لصيرورته على ثلاثة أحرف (٢) في الماضي المتكلم ، نحو : قلت وبعت (٣).

وهو يجيء من ثلاثة أبواب ، نحو :

______________________________________________________

(١) أي : لأجل خلو وسطه الذي هو بمنزلة الجوف من الحيوانات عن الحرف الصحيح ، أو لوقوع حرف العلّة في جوفه. اه عبد الحكيم.

(٢) أي : لصيرورة ماضيه عند الإخبار عن نفسك على ثلاثة أحرف إن كان ثلاثيا فهذه التسمية باعتبار بعض الأحوال. اه فلاح شرح مراح.

(٣) قوله : (نحو قلت وبعت) هذا في الثلاثي المجرد ، وأمّا الرباعي والمزيدات فمحمول على الثلاثي ، وهذا القدر كاف في التسمية ، وتخصيص المتكلم بالذكر مع أن المخاطب والواحد الغائب على ثلاثة أحرف أيضا لظهور التلفظ به ؛ لأن الكلام ينشأ منه.

فإن قلت : التاء ليست من حروف الماضي بل هو فاعل فبقي الماضي على حرفين فلم يصر على ثلاثة أحرف؟.

قلت : إنهم عدوا الضمير المرفوع البارز المتصل جزءا من الفعل لشدة اتصاله بالفعل ويجرون عليه أحكام الجزء كما مر تحقيقه في الباب الأول.

فإن قلت : سلمنا أنه جزء ، لكن لا نسلم أنه حرف لأنه ضمير ، والضمير اسم فلم يصدق أنه على ثلاثة أحرف؟.

قلت : يطلق لغة أنه حرف ، وإن لم يصح إطلاقه اصطلاحا. اه ابن كمال.

فيكون أشرف وأعلى من المخاطب ؛ لعدم إنشاء الكلام منه ، ولأنه مفيد والمخاطب مستفيد ، ومرتبة المفيد أشرف من المستفيد ، ولقوة صيغة المتكلم من سائر الصيغ لاشتمالها المذكر والمؤنث دون باقي الصيغ. اه لمحرره رحمه‌الله.