مجموع بلدان اليمن وقبائلها - ج ٢

محمّد بن أحمد الحجري اليماني

مجموع بلدان اليمن وقبائلها - ج ٢

المؤلف:

محمّد بن أحمد الحجري اليماني


المحقق: إسماعيل بن علي الأكرع
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الحكمة اليمانية للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٠٥
الجزء ١ الجزء ٢

ما ليس في سواها

واها لصنعاواها

بها الرجال الكملة

العلماء العملة

وحاملوا القرآن

والسبعة المثاني

كم قارئ للسبع

ذك كريم الطبع

وكم ترى من قاري

في ظلمة الليالي

كم في زوايا الجامع

من ساجد وراكع

لم يخل من صلاة

في أكثر الأوقات

إلا مدى يسيرا

فاسأل به خبيرا

ومن عجيب العجب

بين العشاء والمغرب

لا سيما في شهر

فيه ليالي القدر

وليس ذا بجاري

في سائر الأقطار

وكم بها من عالم

مشيد المعالم

صب بدرس العلم

طب ذكي الفهم

يملي على العموم

فرائد العلوم

وكم لقيت فيها

ذا فطنة نبيها

ممن بقي ومن مضى

قضى عليهم من قضى

كانوا شموسا مشرقة

كانوا رياضا مورقة

كانوا جميعا أنسا

ما فيهم من ينسى

والعلماء زينه

للبدو والمدينه

وهم خيار الناس

بالنص والقياس

وهم حياة الأرض

قولا لربي يرضي

من لم يكن ذا علم

وفطنة وفهم

يدري بقول ربه

وما وحى في كتبه

وما رواه العلما

وما حكاه الحكما

ويفهم الدقيقه

ويعرف الحقيقه

ويسمع الخطابا

ويحسن الجوابا

فعده بهيمه

وبع بغير قيمه

ومنها :

١٠١

لله در صنعا

فاقت وراقت صنعا

فهي أبرّ والده

وخير ضئر راصده صده

كم ولدت من فضلا

كم حضنت من نبلا

كم عللت من ولد

يوما بثدي الرشد

فصيرتهم أوليا

وصورتهم أتقيا

وكم حوت عجائبا

وكم أرت غرائبا

وكم بها من دور

مطالع البدور

تشتاقها النفوس

كأنها الفردوس

هذا وفي الأسواق

عجائب الأرزاق

كم مشتر وبائع

لنخب البضائع

لم تخل من فواكه

ومن صياح الفاكهي

إلا مدى يسيرا

مقدرا تقديرا

كشهر أو شهرين

صدق بغير مين

وكم بها ذي حرفه

ونسك وعفه

وبائس مسكين

بطاعة ودين

ومن فقير صابر

ومن غني شاكر

يعطي لوجه الله

عن كل لهو لاهي

وكم بها من عجب

ونكت ونخب

والاختصار أولى

صدقت قولي أولا

سقى ربا صنعاء

وساق للحمراء

وعصر وذهبان

إلى نواحي سعوان

وروضة أريضه

طويلة عريضه

أنهارها تجارى

كأحنش تبارى

ومثلها الجراف

راقت له أوصاف

وبعده بير العزب

من حسنها تقضي العجب

ولو ذكرت السعدي

فذاك روضي وحدي

فيه من المعاني

ما ليس في مكان

بر كثير البر

في برده والحر

١٠٢

رق وراقت طبعا

لأنه من صنعا

فهو كجزء منها

له انفصال عنها

ولو ذكرت حده

لكان فخرا وحده

هيهات أن يداني

ذا الأفق الصنعاني

شيء من البقاع

بالنص والإجماع

ولو ذكرنا الوادي

همنا بكل واد

لله وادي ضهر

وشرحه للصدر

ولو ذكرنا السرا

كشفت منه سرا

والذكر للغراس

مسك لذا القرطاس

مرتبع الأمامة

ومنبع الزعامة

سوح الإمام المهدي

خير إمام يهدي

ثم صلاة الله

تبقى بلا تناهي

لمن له الشفاعه

يوم تقوم الساعه

وقد ختمت نظمي

على سقام فهمي

عام ثمان ماضية

من بعد ألف ومائه

انتهى نقل المحتاج من أرجوزة القاضي محمد بن ابراهيم السحولي رحمه‌الله وهي طويلة جدا ، ومما نظمه السيد الأديب علي بن حسن بن علي بن الحسين بن الحسن بن القاسم بن محمد المعروف بالخفنجي رحمه‌الله في المفاخرة بين الروضة وبئر العزب قوله :

بير العزب قالت لورضة أحمد

قد عندنا حمام ودور مشيد

وسوحنا فيه الهزار غرّد

والغيم خيم فوقنا وأرعد

فحققي يا عجزة المخارف

ما فيك من معنى ومن لطايف

ومن مضى من شارع المخالف

يلقاه غولي في الطريق ممدد

أجابت الروضه بقول حالي

سوا سوا يا سعلة القزالي

توخري بالله من قبالي

ما فيك من هذا البياض مبزد

فالرازقي فيا ذهب قطلّي

عنب حكى أعناب أرض دلّي

يسوى صبوحه ألف قرش فلّي

مثل الذهب في الكف حين ينقد

فجوبت بير العزب بسرعه

قالت لي الحسن البديع جمعه

١٠٣

بين المخارف قد بقيت سمعه

والأنس عندي كل يوم يجدد

أما العنب هو في الرحيب موجود

وفي الخشب كهرب وأنس مفقود

فليس هذا في الفخار معدود

وانتي غديتي للهموم معبد

فقالت الروضة تفاخريني

قدك فدا تشتي تداحريني

وكل ساع وانتي تناخريني

وبيننا العدل الجراف يشهد

أما أنا فأنا محل حاتم

والسعد عندي لم يزل ملازم

وجامعي كم فيه من عوالم

للحسن جامع في الأنام مزيد

فجوبت بير العزب بضحكه

وفعررة فيها غنج وحركه

قالت معي حمام وسوق بسكه

وسمسرة للبانيان ومجرد

ما فرضنا والفخر بالمساجد

وكل راكع في الصلاة وساجد

ما يفتخر إلا بغصن مايد

عليه شحرور السرور غرد

فقالت الروضة : حلا وخطفه

يا ناقصة في العقل يا مخفة

يا ناجعة ما فيك قليل عفه

فلليهود انتي طريق مؤبّد

فأنا أعرفك ما فيك ربع عامر

ما مهرتك ما انتي من السماسر

من أي حين قد حزتي المفاخر

لك ام قالد والوجه المكدكد

فجوبت ماذا مع العجايز

قد ذه خدودك تشبه القزاقز

وكم سواقي في الجبين لعاوز

والدبدبي مثل الوطاف مكند

لا تفخري يا أهلي على الصبايا

فليس بنت البيت كالبزايا

هيهات ما الذرعوف كالدرايا

ولا جديد الطاس كالممشدد

فقالت الروضة كلام معقال

ما ينقص العقال كلام جهال

أما أنا فيّا تقى وديوال

ما أهاجي الجاهل بقول مقلفد

حظايري تسقى بغيل وسيال

ظلت على غيلي غصون سيّال

في الزرجلة تجري وبير جوال

والدرب منه قد شرب وعربد

فجوبت بير العزب بانصاف

إن كان عندك غيل فعندي آلاف

لا عادك الله يا عجوز وللقاف

هذا جبينك او عريم موقد

عندي هوا ألطف من المدامه

وفي غصوني تسجع الحمامه

وفوق روضي تبكي الغمامة

وانتي قبيلية من أرض محفد

فقالت الروضة الى هنا كان

وقد طلع حرقانها بدخان

١٠٤

وجرت النهدة من أرض سعوان

وزعنها فيه الكور قد أزبد

وكسرت من بعد ذا الحداود

وهزت اللبات والقلايد

لا تشغبيني حلت أم قالد

هذا الجراف ما بيننا مقلد

قام الجراف واستجرد الخزاين

وقال في بير العزب محاسن

فيها من الجو الرقيق معادن

فمثلها في الأرض ليس يوجد

وفي الرياض معنى وكرم طيب

والطير في أغصانها يشبب

والسحب فيها للخيام مطنب

لها جديد الحسن صار مسند

فحين سمع هذا الكلام ذهبان

قال حكموني في المقال يا إخوان

وقد عصر زنده وبهرر أعيان

قال اسمعوا لي قول ليس ينقد

فقام ثقبان بعد ذا يناخر

وقال به عقال وبه أكابر

وعاد للوادي كلام ظاهر

فقامت القرية لهن تهدد

وقام سعوان من هناك يفارع

حين أبصر الهزات والوقايع

والعشتين له في الكلام تقاطع

جوب فليح صلوا على محمد

ما فايدة يا ناس في التفصاح

وكثرة الأقوال والتجراح

ما عاد يفيد العفط والتشباح

فمن كمل عقله فهو مزيد

صلين عليه يا جملة المخارف

انتين لسعوان كلكن مكالف

لا تكثرين الهرج يا لفالف

ما منكن أحد زايدة على احد

فقال ذهبان هكذا نودف

خلينني بين النسا مخنجف

واقبل إليهم بالكلام يهرف

وادى كلام جيفة مقلفد أسود

وقام جدر من بعد ذا توزر

وزاد تلحف واقتطب وشيّر

واسوى الطلف فوقه وزاد تمشقر

وشل قصره هايلة ومعود

وقال بالله يا فليح وانا

بين النسا معدود يا خزانا

وانا محشم لك فذا جزانا

وذا القفص حقك شبيه مكرد

فحين سمع هذا براش تبرطم

وقال ما هذا الكلام وغمغم

من ذا على شيخي فليح تكلم

والجار تحميه الكرام في الحد

عصر نقم رأسه طريق سعوان

وقال هذا يا براش تجنان

بتهتري غيرهن نساء وقعان

ما كنت اظنك للنسا تهدد

فقال ذمرمر ما مع الجماعه

وأظهر الزيناط والشجاعه

١٠٥

وقال في هذا الكلام بشاعه

كلين مكانه لا يجاوز الحد

فحين بلغ صنعا الكلام غارت

شلت صوامعها الكبار وسارت

فأبصرت أنا ذهبان وقد تفالت

وقد براش من خوفها تمدد

وحين سمع سعوان سكت وقطا

وادخل فليح في قبلته وغطا

وقال ما حد من أزال يسطى

وأقبل إليه ذهبان مريض مجلمد

وزلجت صنعا شعوب في سع

يأخذ لها صيب الكلام ويرجع

قالت إذا أبصرت الجراف فاصفع

هي فعلته يوم جا وهو ممشدد

وما أشوعه يوم يلبس القصيرة

يشارط الحامي على الفطيرة

النض فيهم متزر حصيرة

والا معه باقي وظف ومبزد

وردهن كلين الى مقره

لأن ذا شي قد كفيت شره

حر البديع في ذا الكلام حره

قد اطلعه ملقن فصيح محتد

انتهى ما نظمه السيد علي الخفنجي رحمه‌الله وفيه من الألفاظ العامية واللحن ما ترى لكن معانيه لطيفة ، وكان هذا السيد أعجوبة في الهزل والمجون ، يعارض القصائد العجيبة بهزلياته المضحكة ، كقوله في عراض قصيدة محمد بن عبد الله بن الإمام شرف الدين التي مستهلها :

شقيق القمر أسفر

بديجور فينانه

جمع خده الأزهر

من السحر ألوانه

أموت كلما فتر

وحوم بأجفانه

فسبحان من صور

جماله ومن زانه

عارضها بقوله :

بدا الخل من منظر

دفل فوق جيرانه

بقت دفلته سكر

يسيل بين أسنانه

وفيه نكهة العنبر

ولونه ودخانه

وخالات مسك أذفر

مقرطس بأوجانه

توشيح

بدا له عذار زغبر

مهيفل كبير أصفر

ولونه قذال أشقر

١٠٦

تقفيل

فما أسرع تقل عرعر

تقاداه صوفانه

وكان صورته تسحر

وكيف كانت أعيانه

بيت

فما زاد بقاش أمرد

يقلي لي فلان أديه

فوهف لي على الموقد

وعتق عقيدة فيه

ومن دق قل ما أحد

وإن هو صديق فاديه

وإن ما بقى معذر

فيدخل شيطانه

توشيح

علامه لحا اللاحي

وما شان بواحي

وله خدّ قحقاحي

تقفيل

إذا جا الى المسمر

تركته ومرنانه

وسنب إذا قنبر

ولو فتر اجفانه

وقهويه عصماني

وداهق عليه كاسه

فقد يقتلب ثاني

إذا ماح في رأسه

ويرقص وهو واني

وقد طابت أنفاسه

وما احلاه إذا شخر

وأبدى لك أسنانه

توشيح

كثير عشق عزّة

وقالي إن فيه قمزه

وهو في مية عجزه

تقفيل

وقد له ماية وأكثر

عرف نوح وأزمانه

عيبقى الى المحشر

وما راحت أسنانه

بيت

ولكن يفعل فيك

مع لفتته ما أحلاه

١٠٧

وكم قد فتن نسّيك

وذلحين قبلناه

وله هنهنة تسبيك

ولكن من خلاه

وعشاق مثل الذر

فسبحان من عانه

توشيح

رشا قد يبس قده

وولى خفر خده

وناره مع ورده

تقفيل

تعسكر مع قيصر

وكان قايد أعوانه

وكان له شنب عصفر

إلى خلف آذانه

انتهى ...

وصنعاء في العصر الحاضر تشمل ثلاثة أحياء ، الأول صنعاء وهو الجانب الشرقي وهو أعظمها ، ويليه بير العزب غربي صنعاء ، ثم قاع اليهود غربي بير العزب والثلاثة الأحياء محاطة بسور مساحته نحو خمسة أميال له أبواب من جنوبيه باب اليمن وباب خزيمة وباب البلقة ، ومن غريبه باب القاع ، ومن شماليه باب شعوب وباب الشقاديف وباب الروم (١).

ولقصر صنعاء باب الى خارج المدينة يسمى باب ستران ، والقصر المذكور شرقي صنعاء متصل بها ، ولم يكن في بقعة غمدان فان مكان غمدان شمالي الجامع الكبير وهو تل مرتفع وفيه دكاكين للحدادين ومن إليهم.

ومحل القليس في شرقي السوق بالقرب من مسجد موسى معروفة بعزقة القليس الى الآن.

أما مساجد صنعاء فالعامر منها اليوم نحو ثمانين مسجدا (٢) ومثلها المساجد الدارسة وتعرف عند أهل صنعاء بالمساجد المنسية ، وقد ذكرتها في تاريخ مساجد صنعاء ، وبينت فيه عامرها ومن زاد فيها وأضفت إلى ذلك فوائد تتعلق بالمساجد.

__________________

(١) لم يبق من أبواب صنعاء اليوم غير باب اليمن وسائر الأبواب قد هدمت بعد الثورة للجهالة المفرطة في الناس.

(٢) قد بني من المساجد بعد الثورة عدد كثير.

١٠٨

وأشرف مساجد صنعاء وأقدمها هو الجامع الكبير المقدس ، أول من أسّسه وبر بن يحنّس الأنصاري الصحابي في زمن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سنة ست هجرية كما حكاه الرازي في تاريخ صنعاء وهو أبو العباس أحمد بن عبد الله بن محمد الرازي ترجمه الأهدل في تاريخه ، وقد زاد فيه أيوب بن يحيى الثقفي في زمن الوليد بن عبد الملك الأموي وكان عامله على اليمن ، وأخربه السيل في سنة ٢٦٥ فجدد عمارته الأمير أسعد بن أبي يعفر الحوالي على ما هو عليه اليوم ما عدا الجناح الشرقي فمن عمارة السيدة أروى بنت أحمد بن محمد الصليحي في سنة ٥٢٥ (١).

ومن محاسن إمام العصر يحيى بن الإمام المنصور محمد بن يحيى حميد الدين عمارة المكتبة الى ظهر المنارة الشرقية ونقل نفائس كتبه إليها وضم اليها ما وجد من الكتب الموقوفة القديمة ، ومن أنفس ما فيها المصحف الشريف العثماني أحد المصاحف السبعة التي جمعها الصحابة في زمن أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي‌الله‌عنه ، وقد جمع ما حوته الخزانة فهرست خاص وهو الآن يطبع (٢).

وهذه المكتبة لا تزال مفتوحة كل يوم لطلبة العلم ومن أراد المطالعة

__________________

(١) الصحيح أن الجناح الشرقي من عمارة أسعد بن أبي يعفر ودليلنا على ذلك ما قاله مؤرخون ثلاثة هم عبد الرحمن بن محمد الحبيشي المتوفي سنة ٧٨٢ في كتابه الاعتبار في التواريخ والاختبار حيث قال : وبلغ ما أنفق بنو يعفر في عمارة الجامع خمسة وعشرين ألف خزانة في كل خزانة أربع عشر ألف مثقال يعفري وجملة ذلك ثلثمائة ألف وخمسون ألف دينار والدينار اليعفري يومئذ ثلاثة دنانير ملكية ، وكذلك ما قاله المؤرخ عبد الرحمن الديبع من أعلام المائة العاشرة فقال : ولما رجع ـ أي محمد بن يعفر ـ من الحج بني جامع صنعاء على الحال التي هو عليه الآن» أي في وقت الديبع وما قاله ابن أبي الرحال وهو من أعلام المائة الحادية عشرة في كتابه مطلع البدور في ترجمة إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الأكوع فقال : ونسب هذا العلامة يلتقي بنسب أسعد بن أبي يعفر الذي عمر مجنب (جناح) جامع صنعاء الشرقي في سنة نيف وستين وماتين في كريب ابن الوضاح ، وهناك دليل آخر فلو كان للسيدة بنت أحمد لذكر ذلك مؤرخو الدولة الصليحية مع أنهم لم يغفلوا شيئا من محاسنها كما أن طراز المجنب الشرقي (الجناح الشرقي) مشابه تماما لجامع شبام الذي هو بالاجماع من بناء سعد بن أبي يعفر ومخالفا تماما لجامع ذي جبلة الذي هو بالاجماع من بناء السيدة بنت أحمد.

(٢) طبع في صنعاء ولكنه جمع فيه بين الكتب الخطية والمطبوعة وهو من عمل وتأليف القاضي محمد بن أحمد الحجري مؤلف هذا الكتاب.

١٠٩

والنقل في أي وقت أراد من شروق الشمس الى غروبها ، وقد وكل بها من يحفظها من العلماء الأبرار ولهم راتب مقرر شهريا في مقابل ذلك.

مساحة جامع صنعاء ؛ من الجنوب الى الشمال نحو مائة ذراع حديد ، ومن الشرق الى الغرب قريب من ذلك ، وله منارتان ومطاهير وآبار وخدمة لنزع الماء من الآبار الى المطاهير كل يوم ماء جديد ، وهكذا سائر مساجد صنعاء.

ومن أقدم مساجد صنعاء مسجد الأخضر ويعرف الآن بمسجد خضير قال الرازي : عمّره أبو مطر منيع بن ماجد الهمداني المدري ، وزاد فيه القاضي محمد بن حسين الأصبهاني في سنة ٤٠٧. قلت : وقد زاد فيه وحسّنه الإمام المهدي العباس بن المنصور حسين في القرن الثاني عشر.

ومسجد فروة بن مسيك المرادي الصحابي وهو خارج صنعاء في الجهة الشمالية بالقرب من الجبانة وهو مصلى العيدين (١) وهي من عمارة فروة بن مسيك كما في تاريخ الرازي وقد جدد عمارتها الأمير وردسار في سنة ٦٠٢ كما في اللوح المنصوب في منارة الجامع الغربية ، وممن جدد عمارة الجبانة الأمير اسكندر بن حسام الدين الكردي في سنة ٩٦٧ كما في اللوح المنصوب في جدار الجبانة القبلي قرب المحراب ، وهذا الأمير هو الذي عمّر مسجد الأبرار ويعرف الآن بمسجد الأبزر علو صنعاء كما حكاه في اللوح المذكور ، ومن محاسنه قبة اسكندر في باب السبحة.

ومسجد نقم خارج صنعاء في سفح جبل نقم من المساجد القديمة ومسجد وهب بن منبه الصنعاني خارج صنعاء في العرضي الشرقي وهو مقبور بجوار مسجده.

ومسجد الأبهر عمرته فاطمة بنت الأمير الأسد بن ابراهيم بن أبي الهيجاء الكردي زوجة الإمام صلاح الدين وأم ولده الإمام علي بن صلاح ، وقد زاد فيه الإمام المنصور حسين بن المتوكل قاسم بن حسين في القرن الثاني عشر.

__________________

(١) أخربتها وزارة الأوقاف منذ عامين في عهد وزيرها القاضي علي بن علي السمان وبنى الشيخ زائد بن سلطان رئيس دولة الامارات المتحدة مسجدا حديثا في ذلك الموضع وبنيت الجبانة في الحصبة جنوب الجراف.

١١٠

ومسجد الفليحي عمّره الحاج أحمد الفليحي من بني الفليحي البلد المعروفة من أعمال ثلا وهو من فضلاء القرن السابع ، وقد زاد فيه الإمام شرف الدين يحيى بن شمس الدين والإمام المهدي صاحب المواهب والإمام المهدي عباس ، وآخر زيادة للسيد فايع في سنة ١١٩٤.

ومسجد الإمام الناصر صلاح الدين بن المهدي المتوفي سنة ٧٩٣ وفيه زيادة للشيخ حسن الشاطبي في أول القرن الثاني عشر.

ومسجد المدرسة مدرسة الإمام شرف الدين يحيى بن شمس الدين وهي في الأصل مسجد الأزهر قيل إنه من عمارة سعد بن أبي وقاص صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، حكي هذا في سيرة الإمام شرف الدين.

ومسجد داود بن المكين ، وقد زاد فيه الإمام شرف الدين المذكور رحمه‌الله.

ومسجد ابن الحسين قيل إنه من عمارة الحسين بن سلامة صاحب زبيد.

ومسجد الوشلي وهو في الأصل مسجد الأجذم.

ومسجد عقيل ينسب الى عقيل بن أبي طالب ، وقد جدد عمارته وزاد فيه شمس الدين بن الإمام شرف الدين كما في مسودة سنان.

ومسجد العلمي من عمارة السيد حسين بن يحيى الأخفش في أول القرن الثاني عشر.

ومسجد الجلا عمّره الإمام المهدي بن أحمد بن الحسن بن الإمام القاسم في سنة ١٠٩١ في محل كنيسة اليهود بعد أن أخرجهم من صنعاء كما قال القاضي محمد بن ابراهيم السحولي :

إمامنا المهدي خير الورى

وخير داع من بني القاسم

له كرامات سمت لم تكن

لها دوي قبل أو قاسمي

لو لم يكن منها سوى نفيه

يهود صنعاء أخبث العالم

وجعله بيعتهم مسجدا

لساجد لله أو قائم

١١١

قد فاز بالأجر بها غانما

واتفق التاريخ في غانم (١)

١١٨١

ومن محاسن الإمام المهدي عباس بن المنصور حسين عمارة قبة المهدي المعروفة بالسايلة ومسجد التقوى في بستان السلطان ومسجد الرضوان في باب اليمن ومسجد النور في حافة معمر.

ومن محاسن ابنه المنصور علي تجديد عمارة مسجد الزمر وهو في الأصل من عمارة الأمير أزدمر باشا في آخر القرن العاشر فجدد عمارته الإمام المنصور علي.

وقبة طلحة عمّرها الوزير محمد باشا في سنة ١٠٢٨ ثم جدد عمارتها الإمام المهدي عبد الله في سنة ١٢٤٧.

وقبة البكيرية عمّرها الوزير حسن باشا في سنة ١٠٠٥ ونسبت الى مولاه بكير المقبور جوارها.

وقبة المرادية في القصر عمّرها مراد باشا في سنة ٩٩٤.

وقبة الإمام في باب السبحة عمّرها إمام العصر يحيى بن محمد حميد الدين وجعل طريق الغيل الأسود من مطاهيرها ، ومن محاسنه الزيادة النافعة في مسجد حنظل من بير العزب وفيه تقام الجمعة في بير العزب.

ومسجد حجر في باب السبحة (٢) عمّره الحسين بن القاسم وزاد فيه ابنه العلّامة محمد بن الحسين وهو مقبور بجواره.

ومساجد صنعاء وأخبارها كثيرة ومن أراد الإستقصاء طالع تاريخها المذكور آنفا.

وفي مساجد صنعاء من المنارات العالية منارتا الجامع ، ومنارة المرادية ، ومنارة البكيرية ، ومنارة المدرسة ، ومنارة صلاح الدين ، ومنارة مسجد موسى ، ومنارة مسجد عقيل ، ومنارة الشهيدين ، ومنارة مسجد الفليحي ، ومنارة مسجد خضير ، ومنارة مسجد فروة ، ومنارة مسجد

__________________

(١) سبق أنه كان سنة ١١٩١.

(٢) قد هدم بعد الثورة وبني مكانه البنك اليمني للإنشاء والتعمير وعمر المسجد في الصافية.

١١٢

العلمي ، ومنارة قبة طلحة ، ومنارة مسجد داود ، ومنارة مسجد الأبهر ، ومنارة قبة المهدي ، ومنارة مسجد ازدمر ، ومنارة مسجد ابن الحسين ، ومنارة مسجد العرضي الذي عمّره عبد الله باشا في سنة ١٣١٧ ، ومنارة مسجد الطواشي الذي وسّعه القاضي علي بن حسن الأكوع ، ومنارة مسجد حنظل ، ومنارة مسجد القاضي الذي عمّره القاضي علي بن حسن الأكوع في آخر القرن الثاني عشر ، ومنارة مسجد الكباني الذي عمّره الحاج صالح الكباني ومنارة مسجد الصياد.

فهذه المنارات المرتفعة غير ما في بعض المساجد من مآذن صغيرة لا ترى من بعيد.

وفي صنعاء من الحمامات حمام السوق وحمام الميدان وحمام الحميدي وحمام ياسر وحمام الطواشي وحمام سبأ وحمام شكر وحمام الجلا وحمام السلطان وحمام المتوكل وحمام البونية وحمام القاع وحمام علي وحمام الأبهر.

وهذه الحمامات العامة غير ما في بعض بيوت الأغنياء من الحمامات الخاصة.

وفي صنعاء من المدارس المدرسة العلمية التي أسسها مولانا إمام العصر حفظه الله تعالى لطلبة العلم من عموم بلاد اليمن وعين لها من أموال المصالح ما تقوم غلاته بكفاية الطلبة وراتب المشايخ على الدوام وجمع إليها فوق ألفي مجلد من الكتب النفيسة في كل فن ، ومقدار الطلبة فيها نحو ثلاثمائة ، وقد انتفع الناس بها وخرج منها جملة علماء منهم القضاة والعمال والمعلمون (١).

ومن أفضل ما عمله صرف غلات الأموال التي وقفها الجهال على قبور الأولياء والصالحين في نفقات هذه المدرسة فجزاه الله خيرا.

ويلحق بهذه المدرسة مكتب الأيتام الذي جعله على نفقته وجمع إليه كل يتيم وهم جم غفير يزيدون عن طلبة المدرسة العلمية بكثير ، وقد انتفع جمهور منهم وكلما خرج منهم طائفة بعد إكمال التحصيل حل محلهم غيرهم

__________________

(١) لنا بحث عنها مستوفى لوصفها ولمن درس بها في كتابنا (المدارس الإسلامية في اليمن).

١١٣

من الأيتام. وهذا المكتب غير المكاتب العمومية بصنعاء وهي كثيرة ، وكل مكتب له معلمون على نفقة وزارة المعارف وغير المدرسة الثانوية وغير المدارس الصناعية والمدارس الحربية والزراعية ، ومساجد صنعاء كلها مدارس علمية في كل مسجد منازل خاصة بالمهاجرين من أهل القرى ، والمساجد مفروشة بالفرش النفيسة وفيها من المصاحف الخطية العجيبة الثمينة ما يجلّ عن الحصر ، ولكل مسجد إمام وسادن ومؤذن وساني لنزع الماء يوميا من الآبار الى المطاهير ولكل مسجد مقشامة وهي البستان يرسل إليها الماء الماكث من اليوم الأول في المطاهير لتسقى به مزارع البستان من الكراث والبصل والفجل والجزر والنعنع والكبزرة (١) والذرة والبر والشعير وأشجار الفواكه كالتين والرمان والبرقوق والتوت والفرسك وهو الخوخ والجوز وغير ذلك من البطاطة والبامياء والفاصوليا وما أشبهها ، وغلات هذه البساتين يأخذها القشامون الذين ينزعون الماء من البئر فوق ما يقرر لهم من مخزن الوقف شهريا بحسب العمل.

ولمساجد صنعاء أوقاف كثيرة في صنعاء وغيرها من بلاد اليمن ولها نظارة مخصوصة تعرف بنظارة الوقف الداخلي ، كما إن لسائر أوقاف المساجد في بلاد اليمن نظارة تعرف بنظارة الوقف الخارجي ولها في كل ناحية عامل خاص بالأوقاف يشرف على أعمالها ويرفع إلى النظارة حسابها في كل سنة.

وفي صنعاء نظارة ثالثة لأوقاف الوصايا كوقف الصدقة ووقف القراءة ونحو ذلك.

وفي صنعاء من المناهل والمحاسن للشرب كثير في أسواقها وشوارعها وكل محسنة لها وقف يكفل بمصارفها على الدوام ومن وقفها أجرة من ينقل إليها الماء كل يوم ، وقيمة ما تحتاج إليه من الآنية.

وفي صنعاء من قبور الفضلاء والعلماء والأئمة ما لا يعد ولا يحصى كقبر عبد الرزاق بن همام المتوفى سنة ٢١١ وقبره في حمراء علب بسفح جبل

__________________

(١) هكذا تسمى في اليمن والصحيح فيها الكزبرة.

١١٤

«نقم» من جنوبيه مشهور ، وقبر شيخه معمر بن راشد قال الرازي في تاريخ صنعاء : هو في حقل صنعاء على مقربة من مسجد علي بن أبي بكر الذي يصلى فيه على الموتى ، هكذا قال الرازي وأما اليوم فقد خرب المسجد وجهل موضعه (١) وحقل صنعاء هو بير العزب ، وقبر وهب بن منبه الصنعاني مشهور جنوبي صنعاء بالقرب من باب اليمن (٢) بجوار مسجده.

ومن قبور أئمة اليمن بصنعاء قبر الناصر صلاح الدين بن محمد بن المهدي علي بن محمد المتوفى سنة ٧٩٣ وقبر ابنه علي بن صلاح المتوفى سنة ٨٤٠ وقبر حفيده محمد بن علي بن صلاح المتوفى سنة ٨٤٠ وقبر الناصر محمد بن الناصر بن أحمد بن المطهر بن يحيى المتوفى سنة ٨٦٧ هؤلاء الأربعة الأئمة قبورهم بجوار مسجد الإمام صلاح الدين علو صنعاء.

وقبر الإمام صلاح بن علي بن أبي القاسم المتوفى سنة ٨٤٩ في صوح مسجد موسى.

وقبر المنصور الحسين بن المتوكل قاسم بن حسين المتوفى سنة ١١٦١ بجوار مسجد الأبهر ، وقبر المهدي محمد بن المطهر بن يحيى المتوفى سنة ٧٢٨ وقبر ابنه المطهر بن محمد المتوفى سنة ٧٨١ كلاهما في العوسجة غربي جامع صنعاء.

وقبر الإمام محمد بن الناصر بن محمد بن الناصر بن أحمد بن المطهر بن يحيى المتوفى سنة ٩٠٨ بجوار مسجد القاسمي.

وقبر الإمام يحيى بن محمد السراجي المتوفى سنة ٦٩٦ وقبر حفيده محمد بن علي الوشلي المتوفى سنة ٩١٠ كلاهما بجوار مسجد الوشلي وهو المعروف قديما بمسجد الأجذم وبجوار المسجد المذكور قبر الإمام

__________________

(١) علق أخو المؤلف بقوله : لم يجهل موضع المسجد ولم يخرب وإنما جدد ويسمى الآن مسجد النزيلي وكان قبر معمر بن راشد رحمه‌الله بخارجه جوار القبلة رأيناه وعرفناه وقد أجرم المتأخرون بإقدامهم لنسفه بالحراثة وطمس معالمه فقضوا بذلك على تاريخ وعلى قبر علم من أعلام اليمن وأعلام الإسلام.

(٢) مكان القبر بجوار مسجد معسكر المدفعية جنوب باب اليمن وعليه بناية منفردة (تعليق لأخي المؤلف).

١١٥

القاسم بن المؤيد بن القاسم المتوفى سنة ١١٢٧ ومعه قبر أخيه علي بن المؤيد وفيه يقول الشاعر :

قد أخبر الركب أن ابن المؤيد قد

ثوى وادرج تحت الترب وهو علي

وإن في الوشلي اختير مضرحه

وكيف يضرح لج البحر في الوشل

وقبر المهدي عباس بن المنصور حسين المتوفى سنة ١١٨٩ بجوار مسجده قبة المهدي في السايلة.

وقبر جده المتوكل قاسم بن الحسين بن المهدي المتوفى سنة ١١٣٩ بجوار مسجد قبة المتوكل بباب السبحة وفي الحوطة الشرقية (١) من قبة المتوكل قبور الأئمة من ولد المهدي عباس وهم المنصور علي بن المهدي عباس المتوفى سنة ١٢٢٤ وابنيه المتوكل أحمد بن المنصور علي المتوفى سنة ١٢٣١ والهادي محمد بن أحمد المتوفى سنة ١٢٥٩ ثم المهدي عبد الله بن المتوكل أحمد المتوفى سنة ١٢٥٩ وابنه المنصور علي بن المهدي المتوفى سنة ١٢٨٨ وفي خزيمة قبر المتوكل محمد بن يحيى بن المنصور علي بن المهدي بن عباس المتوفى سنة ١٢٦٦ وقبر الناصر محمد بن إسحق بن المهدي بن أحمد بن الحسن المتوفى سنة ١١٦٧.

ومن مشاهير العلماء المقبورين بصنعاء الإمام محمد بن إسماعيل الأمير المتوفى سنة ١١٨٢ وشيخه العلّامة زيد بن محمد بن الحسن المتوفى سنة ١١٢٣ كلاهما بجوار مسجد المدرسة علو صنعاء قرب المنارة.

وإلى قبر زيد بن محمد أشار بعض العلماء (٢) بقوله :

ها هنا علّامة الدنيا فزر

قبره تحض بأنوار وتسعد

هو سعد الدين في تحقيقه

وهو في التحقيق عند الله أسعد

لقى الله فأرخ (جال في

جنة الفردوس زيد بن محمد)

٣٤ ٩٠ ٤٥٣ ٣٨١ ٢١ ٩٢٥٢ ـ ١١٢٣

وقبر الإمام العلّامة محمد بن ابراهيم الوزير صاحب «العواصم

__________________

(١) قد أخربت هذه الحوطة وطمست معالم القبور التي كانت موجودة فيها.

(٢) هو عبد الله بن علي الوزير صاحب طبق الحلوى.

١١٦

والقواصم» و «إيثار الحق» توفي سنة ٨٤٠ وقبره جوار مسجد فروة بن مسيك شمالي صنعاء مشهور.

وقبر السيد العلّامة محمد بن الحسين بن الإمام القاسم بن محمد مصنّف كتاب «منتهى المرام في شرح آيات الأحكام» توفي سنة ١٠٦٧ وقبره بجوار مسجد حجر (١) بباب السبحة ومعه قبر عمه يحيى بن الإمام القاسم المتوفى سنة ١٠٤٥.

وقبر السيد العلّامة أحمد بن علي الشامي المتوفى سنة ١٠٦١ ثلاثتهم بجوار مسجد حجر ويعرف قديما بمسجد البستان.

وقبر السيد العلّامة هاشم بن يحيى الشامي المتوفى سنة ١١٥٨ في خزيمة ، وقبر السيد العلّامة عبد القادر بن أحمد بن عبد القادر المتوفى سنة ١٢٠٧ في خزيمة ، وقبر القاضي العلّامة محمد بن علي الشوكاني المتوفى سنة ١٢٥٠ في خزيمة أيضا.

وقبر السيد يحيى بن الحسين مصنّف «الياقوتة» في العوسجة غربي جامع صنعاء.

وفي جامع صنعاء تحت المنارة الغربية قبر النبي حنظلة بن صفوان مشهور كما يقال.

وأما القبران اللذان في صوح جامع صنعاء تحت المنارة الشرقية فأحدهما من ولد العباس بن علي بن أبي طالب توفي سنة ٣٩٩ والآخر من ولد الحسن بن علي بن أبي طالب (٢) ، وفي باب اليمن قبر القاضي حسن بن محمد النحوي مصنّف «التذكرة» في الفقه توفي سنة ٧٩١ رحمه‌الله.

وبجوار مسجد الشهيدين قبري (٣) قثم وعبد الرحمن ابني عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب اللذين قتلهما بسر بن أرطأة الذي

__________________

(١) علق أخو المؤلف بقوله هذا المسجد هدمه بعض الطائشين من الجهلاء ، وقد سبق أن ذكرت أنه قد بني مسجد في الصافية يحمل اسمه.

(٢) قد أزيلت كلها.

(٣) الأصح قبرا قثم.

١١٧

أرسله معاوية بن أبي سفيان ، والقصة مشهورة.

وبجوار قبة الاسكندر بباب السبحة قبرا أمير مكة الشريف محسن بن الحسين من أولاد موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب توفي سنة ١٠٣٦ وتعرف القبة الآن بقبّة محسن نسبة إليه (١).

وممن قبر بصنعاء يحيى بن زياد الجندي أدرك علماء الجند وصنعاء كطاووس وغيره وكان ماهرا بالقراءات السبع ومات بصنعاء ، حكاه ابن مخرمة في الكلام على الجند.

وبجوار مسجد الطاووس قبر أحد أولاد طاووس وأما طاووس فانه توفي بمكة سنة ١٠٦ رحمه‌الله.

وفي بعض المجاميع نقلا من تاريخ المدهجن ما لفظه : مدينة صنعاء اليمن هي أول مدينة بنيت على وجه الأرض واسمها أزال ، قال وهب بن منبه : أول حجر وضع على حجر باليمن غمدان ابتناه سام بن نوح ثم بناه شراحيل الحميري وبنى القصبة بعده بألف عام آل شرح يحضب ، وصنعاء قاعدة ملوك حمير في الجاهلية إلى أن وصلت الحبشة فملكتها ثم الفرس من بعدهم حتى جاء الإسلام.

وفيها بنو ابرهة بن شرحبيل بن أبرهة بن الصباح بن لهيعة بن شيبة الحمد بن مريد الخير بن ينكف بن شرحبيل بن معديكرب بن ذي يصبح بن ذي أصبح واسمه الحارث بن مالك بن زيد بن غوث بن سعد بن عوف بن زيد بن عدي بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن حيدان بن قطن بن عريب بن زهير بن معاوية بن أيمن بن الهميسع بن حمير.

وفيها آل كثير بن شهاب الخولاني وفيها بنو نفيل بن هشام بن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل القرشي العدوي وهم بها عدد كثير ، وفيها

__________________

(١) علق أخو المؤلف بقوله : هذا المسجد من جملة من هدمه بعض الجهلاء وللأسف لم يعوض عنه بل بيعت ارضيته وهي الآن ملكا لحيدر فاهم أحد تجار صنعاء ، لا قوة إلا بالله.

١١٨

بنو ثمامة من بني سيبان بالسين المهملة من حمير.

وفيها بنو حجاج من الأزد أصل بلدهم خراسان طعنت فيهم الأبناء وقالوا : إنهم موال ، وفيها بنو جريش بن غزوان من الأبناء والأبناء من الفرس وأمهاتهم من حمير.

وفيها آل شروس وهم موال لثقيف ، وفيها آل شرع وهم من الأبناء.

وفيها الأطلاح من الفرس.

وفيها الأشراف الهدويون وهم ملوكها وهم من ذرية الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي ترجمان الدين.

وفيها بنو يقضان (١) من الأبناء ، وفيها بنو النظاري من ذي رعين ، وفيها بنو دحروج أصلهم من ظفار ، وفيها النوسيون وهم من حمير من ولد نوس بن ذي سجن بن شرحبيل بن الحارث بن مالك بن زيد بن سدوس بن زرعة وهو حمير الأصغر.

انتهى ما ذكر في تاريخ المدهجن. قلت : وفي تاريخ صنعاء للرازي ذكر أقوام في صنعاء لم يبق منهم اليوم أحد كالعلماء بني النقوى وآل أبي الرجاء وآل أبي الروم وغيرهم ، ومن آثارهم مسجد أبي الرجاء من المساجد الدارسة قبلي جامع صنعاء على مقربة منه ، ومسجد أبي الروم العامر شرقي السايلة مشهور معروف ، ومما ينسب الى بني جريش الجبانة التي هي مصلى العيدين كانت تسمى جبانة بني جريش ، حكى الرازي انه كان لبعض أهل صنعاء الساكنين قرب الجبانة جارية بارعة وكانت الجبانة أيام العيد نزهة صنعاء فوصفت الجارية لأحد ولاة زبيد فشراها من مولاها فلما كان العيد ولم تر في زبيد ما عهدته بصنعاء كتبت :

سقى جبانة لبني جريش

وخندقها أجش من الغمام

لعمرك للسقاية والمصلى

وغزلان به يوم التمام

أحب إلي من شطي زبيد

ومن رمع ومن وادي سهام

__________________

(١) إذا كان اشتقاق الكلمة من اليقظة فهي بالظاء المشالة.

١١٩

وكان علو صنعاء يعرف بحارة القطيع ، وأوسطها بحارة السرار ، وأما اليوم فكل حارة تعرف بمسجدها فيقال حارة الفليحي وحارة المدرسة وحارة خضير وحارة الطواشي وهلمّ جرّا.

ومن مشاهير علماء صنعاء الأولين أبو العباس أحمد بن عبد الله بن محمد الرازي صاحب تاريخ صنعاء بلغ فيه إلى أثناء القرن الخامس. ترجمة الأهدل.

ومنهم المغيرة بن حكيم الصنعاني أخذ عن جماعة من الصحابة حج خمسين حجة ترجمة الأهدل.

ومنهم أبو رشيد بن عبد الله الصنعاني عدّه البخاري في أهل صنعاء ، رحمه‌الله.

ومنهم عمرو بن دينار مولى باذان الفارسي ولد بصنعاء لبضع وأربعين من الهجرة ونشأ بمكة وبها توفي سنة ١٢٦ رحمه‌الله.

ومنهم أبو عبد الرحمن بن زيد الابناوي الصنعاني روى الترمذي في سننه من حديثه عدة أحاديث.

ومنهم محمد بن يوسف بن يعقوب بن ابراهيم بن سعد بن داود الابناوي. ولي قضاء صنعاء من قبل المنصور توفي سنة ١٥٣ رحمه‌الله.

ومنهم هشام بن يوسف الابناوي عرف بالقاضي أدرك معمرا وأخذ عن عبد الرزاق وهو أحد شيوخ الشافعي وروى عنه يحيى بن معين وله في الصحيحين عدة أحاديث.

ومن مشاهير من ولي صنعاء من الصحابة رضي‌الله‌عنهم يعلى بن أمية استخلفه أبان بن سعيد في زمن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واستمرت ولايته الى مقتل عثمان رضي‌الله‌عنه وهو يعلى بن أمية أو ابن منية فامية أبوه ومنية أمه ، وأبوه هو أمية بن أبي عبيد بن همام بن الحارث بن بكر بن ريب بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناه بن تميم ، وأمه هي منية بنت شبيب بن الحارث من بني مازن بن منصور بن عكرمة بن جهضم بن قيس بن عيلان.

١٢٠