مجموع بلدان اليمن وقبائلها - ج ١

محمّد بن أحمد الحجري اليماني

مجموع بلدان اليمن وقبائلها - ج ١

المؤلف:

محمّد بن أحمد الحجري اليماني


المحقق: إسماعيل بن علي الأكرع
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الحكمة اليمانية للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٠٠
الجزء ١ الجزء ٢

١

٢

٣
٤

صُورة المؤلف

٥
٦

بسم الله الرّحمن الرّحيم

مؤلّف الكتاب

هو القاضي محمد بن أحمد بن علي بن علي بن مثنى بن أحمد بن محسن الحجري. كان عالما مطلعا ، واسع المعرفة أديبا شاعرا حفاظة مؤرخا ثبتا نسابة ، قوي الحجة ، صائب الرأي ، سريع البادرة فلا يكاد يسمع فكرة أو خاطرة من شخص إلّا ويأتي لها ما يناسبها من مثل أو قصة أو شاهد حال تعبر عن رأيه فيكون كالحكم يحسم به الجدال والنقاش والنزاع.

مولده في شهر ذي الحجة سنة ١٣٠٧ ه‍ (١٨٩٠ م) في قرية ذي اشرع بجوار هجرة الذاري من ناحية خبان وأعمال يريم ، وقد درس في الذاري وذمار وصنعاء والقفلة والأهنوم ويريم على جلة شيوخ عصره.

ولما توفي والده سنة ١٣٤٢ ه‍ كان ينتظر من الإمام يحيى بن محمد حميد الدين أن يوليه أعمال أوقاف يريم خلفا لأبيه ، ولكنه عهد بهذا المنصب إلى شخص آخر (١) ، وكلفه الإمام يحيى بالسير مع السيد عبد الله بن أحمد الوزير سنة ١٣٤٣ ه‍ إلى حاشد لإخضاعها لطاعة الإمام ، ثم سار معه إلى الجوف للغرض نفسه ، وفي سنة ١٣٤٤ ه‍ ذهب مع السيد حسين بن علي عبد القادر إلى مكة المكرمة لحضور المؤتمر الإسلامي ، وبعد رجوعه منها عينه الإمام يحيى مراقبا على جمرك الحديدة في عهد أميرها سيف الإسلام البدر محمد بن الإمام يحيى الذي توفي غريقا في شاطىء بحر الحديدة في ذي الحجة سنة ١٣٥٠ ه‍ فتوثقت صلته به ، وصار من ألصق الناس به وأقربهم إليه حتى كان كالوزير له. ولعل هذا الأمير كان لديه شعور قوي بدنو أجله فأسند إلى المترجم له وصيته على أهله وماله. ثم كلفه الإمام يحيى بالسفر إلى العراق هو والسيد يحيى بن أحمد الهجوة عامل الزيدية موفدين منه إلى ملك العراق الملك فيصل الأول وأثناء وجوده هنالك غرق الأمير البدر فعاد إلى مقر عمله في

__________________

(١) هو السيد العلّامة أحمد بن يحيى الخباني رحمه‌الله.

٧

الحديدة واستمر إلى سنة ١٣٥٣ ثم غادرها إلى صنعاء واستقر بها. وكان يعهد إليه الإمام بأعمال غير ثابتة ليقوم بإنجازها ، فقد كلفه بفهرسة المكتبة المتوكلية (مكتبة الأوقاف) في جامع صنعاء ، ثم فهرسة خزانة الإمام يحيى الخاصة. وقد استفاد علما كثيرا من مطالعته لما في هاتين المكتبتين أثناء عمله الطويل فيهما فصنّف كتاب (مساجد صنعاء) ، ومختصرا لتاريخ اليمن ، ومجموع بلدان اليمن وقبائلها. ثم عينه الإمام رئيسا للمحاسبة العامة (وزير مالية) واستمر في هذا العمل حتى بعد مقتل الإمام يحيى في ٧ ربيع الآخر سنة ١٣٦٧ ه‍ (١٩٤٨ م) وكان يستدعيه الإمام أحمد ابن الإمام يحيى إلى تعز مقر ملكه لاستشارته في بعض الأمور الهامة ، وكلفه بتمثيل اليمن في مؤتمر الأديان الذي عقد في الولايات المتحدة سنة ١٣٧٣ ه‍ (١٩٥٤ م) وحضر بعض اجتماعات الجامعة العربية للمشاركة في وضع خطة عربية لإحكام المقاطعة الدولية على إسرائيل وغير ذلك من الاجتماعات.

صراحته : له مواقف مشهورة مع الإمام يحيى ومع ابنه الإمام أحمد اتسمت بالصراحة والجرأة في قول الحق لأنه كان لا يخشى في إبداء رأيه لومة لائم مع أن أسهل تلك المواقف كانت كفيلة بزجه في أعماق السجون على أعدل أحكام الإمام إلّا أنه كان يغتفر له صراحته ونقده لمحبته له وإخلاصه إخلاصا لا شك فيه ولا ارتياب إلى جانب أنه كان لا يصدر منه النقد علنا أمام الناس ، ولا يفاجىء الإمام به بادىء ذي بدء وإنما يتحين الفرص المناسبة فيجعل نقده ضمن رده على سؤال الإمام أو من خلال محاورة أو حديث أو مذاكرة بينهما فمن ذلك ؛ أن الإمام يحيى شكا عليه كثرة الناس الذين امتلئت بهم العاصمة صنعاء ومنتزهاتها سنة ١٣٦٢ ه‍ (١٩٤٣ م) وهي السنة التي حدثت فيها مجاعة في بعض مناطق اليمن كالشرفين من بلاد حجّة وبلاد إبّ وتعز فرحل القادرون منهم على المشي إلى صنعاء فرارا من الموت الذي عصف بالآلاف جوعا فأجاب عليه القاضي محمد الحجري بقصة النقيب منصور بن سعدان من قبائل دهمة ، وكان قد ذهب هو وولده ضمن قوات الإمام يحيى التي أرسلها إلى يريم بقيادة السيدين عبد الله بن إبراهيم ومحمد بن يوسف الكبسي سنة ١٣٢٩ ه‍ (١٩١١ م) لمد نفوذ الإمام إلى تلك المناطق التي كانت خاضعة للحكم العثماني فرحب سكان مدينة يريم بجيش الإمام ، واستقبلوه استقبال الفاتحين ولكنه رفض أن يكون ضيفا مرغوبا فيه وأبى إلّا أن يقتحم بيوت المدينة الآمنة عنوة فقتل من قتل منها رجالا ونساء وأطفالا ، واستولى على ما في تلك البيوت من أثاث ورياش ومال وطعام ، وكان بيت التاجر محمد

٨

علوان الشاوش من نصيب النقيب منصور بن سعدان المذكور فقد دخله وفر أهله منه وجلس النقيب في البيت فجاء في اليوم الثاني للحادثة أحد أبناء صاحب البيت يبحث عما يمكن الحصول عليه من الطعام من بيتهم مما لم تقع عليه يد الغاصب فوجد النقيب منصور وولده وجماعته يربطون ويحزمون ما نهبوه فقال لهم : أعطونا شيئا من مالنا نقيم به حياتنا ، فقال النقيب منصور لابنه : ادّله ادّله يا ولدي ماشي عند الله يضيع! أي إعطه يا ولدي حسنة فلن يضيع شيء من المعروف عند الله ، كما لو كان يتصدق من ماله ففهم الإمام يحيى ما قصد به الحجري من ضرب هذا المثل ، وأن الإمام قد استولى على أموال المسلمين زكاة أموالهم ولم يصرفها في مصارفها الشرعية وأن عليه أن يصرفها لهم ويحتسبها كأنها صدقة منه لهم ، وليست حقا واجبا لهم عليه ، لينقذ حياة آلاف الناس من الجوع ، وحينئذ لن تكون هناك مشكلة لأن هؤلاء اللاجئين سيعودون إلى بيوتهم.

وحينما كان الإمام أحمد رئيسا للمجلس النيابي في صنعاء قبل أن يكون إماما دخل عليه القاضي الحجري إلى مجلسه فلم يسلم عليه كما يفعل الناس فقال له : سلّم يا حجري فأجاب عليه : إنك مشغول ، والمشغول لا يشغل ، فقال : إن المصافحة تسقط الذنوب ، فرد عليه فورا : إن باب مجلسك مزدحم بذوي الحاجات من الناس على اختلاف طبقاتهم وكلهم ينتظرون السماح لهم بالمثول بين يديك للسلام عليك ولقضاء حوائجهم ، فاخرج إليهم وصافحهم واحدا واحدا لتتساقط ذنوبك كلها.

ولما وصل الحسن بن الإمام يحيى أمير لواء أب إلى صنعاء ذهب إليه القاضي حسين بن أحمد العنسي يراجعه في إطلاق أخيه عبد الكريم العنسي من السجن ، وكان القاضي محمد الحجري موجودا عند الحسن فأخذ الحسن يندد بما قام به عبد الكريم من الأعمال التي اعتبرها الحسن سيئات ثم قال : إنه كان عازما على الهرب إلى عدن للالتحاق بالأحرار المناوئين للإمام يحيى وأولاده فتدخل الحجري في الحديث ليقطع على الحسن شططه فروى له قصة رجل من يريم اسمه محمد المصقري وكان أعورا ذهب ذات صباح إلى منزل حاكم يريم السيد عبد الوهاب بن أحمد الوريث فقرع الباب ففتح الحاكم النافذة فإذا الذي يطرق الباب محمد المصقري فقال له : محمد لو شرّقت شويّه أي لو تأخرت قليلا في المجيء مشيرا بذلك إلى أن الناس يتشاءمون من رؤية الأعور عند الصباح ، فأجاب عليه المصقري بقوله : الله يجبرك بسيدي محمد لو ما نجّزت قضيتي يشير بذلك إلى أن محمد ابن الحاكم هو نفسه أعور وهو ملازم لوالده صباح مساء فلماذا لا يتشاءم منه؟ فما كان من الحاكم إلّا أن

٩

سكت وصرف الفكرة واستقبل المذكور ، وقد أراد الحجري بهذا المثل أن يذكر الحسن بأن أخاه سيف الحق إبراهيم ابن الإمام قد هرب من صنعاء والتحق بالأحرار وفعل أمورا كبيرة فلماذا يحاسب العنسي على أمور حقيرة لم تبلغ مدى ما فعله ابن الإمام نفسه ضد والده واخوانه؟.

ولما تمرد الجيش في تعز بقيادة المقدم أحمد يحيى الثلائي على الإمام أحمد في شعبان سنة ١٣٧٤ ه‍ (١٩٥٥ م) وأرغمه على التنازل بخط يده عن الملك لأخيه سيف الإسلام عبد الله الذي كان موجودا في تعز ، كلف سيف الإسلام عبد الله القاضي محمد الحجري مع بعض العلماء الذين كانوا موجودين في تعز بحمل صورة التنازل معهم إلى بعض المناطق لأخذ البيعة له من أعيان بعض البلاد ، ولكن الإمام أحمد استطاع أن يتغلب على أخيه وعلى الجيش بسرعة ، وقضى على زعماء الحركة بحد السيف ، وألزم القاضي الحجري بالبقاء في تعز نحو شهرين شبه معتقل مظهرا له عدم رضاه عنه لسرعة استجابته لعبد الله ، وذات يوم قال الحجري لمن عنده في حجرته في دار الضيافة ولماذا الإمام غاضب علي ، ألأني حملت صورة تنازله لأخيه لأخذ البيعة له من الناس؟ فقد كان عليه أن لا يتنازل ونحن معه ، وضرب مثلا لذلك بأحد رؤساء القبائل ، وكان من خبره أنه إذا قدم عليه أحد إلى بلده هشّ وبشّ بمقدمه ويأمر خادمه بأن يذبح له التبيع (العجل) زيادة في تكريمه ويغمز لخادمه بذبح كبش بدلا من التبيع وهكذا كان في كل مرة يفد إليه ضيف ، وذات مرة نسي أن يغمز لخادمه فذبح الخادم التبيع فلما رأى المضيف كثرة اللحم سأل الخادم عن ذلك؟ فقال : لقد ذبحت التبيع لأنك أمرتني بذبحه ولم تشر إلي كالعادة فقال : لقد ارتبشت أي نسيت وذهلت ، فقال الخادم : وأنا ارتبشت كما ارتبشت ، ثم قال القاضي الحجري لقد تنازل الإمام عن الملك بقلمه ، ولم نفعل شيئا سوى أن قمنا بتبليغ تنازله للناس فإذا كان قد ارتبش حينما تنازل عن الملك فقد ارتبشنا بارتباشه ، فبلغ الإمام هذا المثل واستدعاه إليه فلما جاءه رسول الإمام وجده جالسا ينتظر رجوع ثيابه من عند المصبّن (غسّال الثياب) وليس عليه إلّا القميص الداخلي لأنه كان ورعا عفيفا (١) ليس عنده من الثياب غير ثوبين فاعتذر للرسول ليبلغ الإمام

__________________

(١) له في ورعه وعفته مواقف معروفة ، منها أن الإمام أحمد كان يعطيه قبل سفره إلى خارج اليمن مقدارا كبيرا من المال للإنفاق على نفسه فلا يصرف منه إلّا ما كان ضروريا ثم يعيد ما فضل وزاد عن حاجته إلى الإمام بعد عودته فعاتبه الإمام على ذلك فقال : إنني لا آخذ ما لا حاجة لي به. وقد عاش في صنعاء ٢٧ سنة في بيت حقير من بيوت الدولة فلما توفي لم يكن لأهله ولا لأولاده مسكن لهم لو لا أن الإمام أحمد ملّكّهم ذلك البيت المتواضع بعد مراجعة من أخيه القاضي عبد الله الحجري والسيد أحمد بن عبد الرحمن الشامي ولو أراد الدنيا لجمع منها ، بيسر وسهولة ، ما يريد.

١٠

بأنه لا يستطيع أن يأتي بغير عمامة ولا قميص ولا رداء ولا سروال فعاد الرسول إلى الإمام وأخبره بما رأى فلم يعذره الإمام وأرسل له من قصره ثيابا كاملة وطلب سرعة وصوله فقام ولبس تلك الثياب المهداة له من الإمام فوجدها أكبر من حجمه وذهب يتعثر بها فلما رآه الإمام ضحك على منظره ، ثم طلب منه أن يقص عليه المثل فقصه ، وقال للإمام : لقد كنت السبب فيما حدث فلماذا تلوم الناس على عمل كنت أنت سببه؟ فما كان منه إلّا أن أذن له بعودته إلى صنعاء حرا طليقا.

وبلغ السيد قاسم بن حسين أبو طالب رحمه‌الله أن القاضي محمد الحجري قال أو كتب : أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه فجاء إليه محتجا لاستعماله أمير المؤمنين لعمر بن الخطاب لأن هذا اللقب خاص عند الشيعة بعلي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه فلا يطلق عندهم على غيره. فأجاب عليه بأن عمر بن الخطاب هو أول من لقب بهذا اللقب باقتراح جل الصحابة فإنه لما تولى الخلافة اشتور الصحابة رضي‌الله‌عنهم فيما يلقبونه به فبعضهم قال : ندعوه خليفة خليفة رسول الله لأن أبا بكر الصديق رضي‌الله‌عنه كان يدعى خليفة رسول الله وهذا يدعى خليفة خليفة رسول الله فاعترض على هذا الرأي بأنه سيطول في الخلفاء الذين يأتون بعده ، ثم استقر الرأي على استعمال أمير المؤمنين لقبا له ، ثم قال مؤكدا سلامة رأيه : إن المؤمنين الذين كان علي بن أبي طالب أميرهم هم الذين كان عمر بن الخطاب أميرهم ، فاقتنع أبو طالب بوجاهة رأي الحجري وصحته إلّا أنه استدرك قائلا إن استعمال أمير المؤمنين لعمر بن الخطاب ثقيل على اللسان فقال له الحجري : السبب في ذلك عدم تعودك على استعماله فقط.

وللحجري من الأجوبة المشهورة والأمثلة السياسية المسكتة ما لو جمعت كلها لكانت بحثا نفيسا.

مؤلفاته : لم يتجه القاضي محمد الحجري للتأليف إلّا متأخرا ومع ذلك فقد كانت حصيلة أعماله كثيرة ومفيدة وهي مجموع بلدان اليمن وقبائلها :

ـ فهرسة مكتبة الأوقاف بجامع صنعاء ، وقد طبع في مطبعة وزارة المعارف بصنعاء ولم يطبع منه سوى خمسين نسخة حسب أمر الإمام يحيى.

ـ فهرسة خزانة الإمام يحيى بن محمد حميد الدين ما تزال مخطوطة ، ولكنها دخلت في الفهرس

١١

الشامل لخزانة الإمام يحيى وخزانة ابنه الإمام أحمد ولكتب أخرى جمعتها الهيئة العامة للآثار ودور الكتب بالشراء وقد طبع القسم الأول منه.

ـ مساجد صنعاء طبع في مطبعة وزارة المعارف سنة ١٣٦١ ه‍.

ـ خلاصة من تاريخ اليمن قديما وحديثا ألّفه سنة ١٣٦٣ طبع في مطبعة وورشة تجليد الأنوار بمصر.

ـ مشجر للأنساب مفقود.

كتاب (مجموع بلدان اليمن وقبائلها):

هذا هو الكتاب الذي نقدمه اليوم للقراء لأول مرة بعد أن طال انتظار من يعرف أمره من الناس وتشوقهم لطبعه ونشره لما يحتويه من فوائد كثيرة عن اليمن وتقسيماتها الإدارية والقبلية وذكر أعلامها وأعيانها وبلدانها.

ولقد كنت ممن يلح على مؤلفه رحمه‌الله بسرعة طبعه وإخراجه للناس ، ولكنه كان يسوّف نشره وذلك لأمر لم يفصح عنه ، وبعد وفاته بمدة أكثرت من الإلحاح على أخيه القاضي عبد الله الحجري بسرعة طبعه ، ثم اتفقت معه على أن نقابل نسخة المؤلف الذي احتفظ بها لنفسه وهي في أربعة أجزاء على النسخة التي كتبها بخطه ، ثم أهديت للإمام أحمد حميد الدين وهي في ثلاث مجلدات وبعد المقابلة وجدنا أن النسخة التي احتفظ بها المؤلف لنفسه أوفى وأشمل لأنه كان يضيف إليها ما عثر عليه من فوائد جديدة ، ومع ذلك فإنه ترك فيها فراغا في الأمكنة التي لم يستكملها ليكتب فيها ما جد عليه من أسماء البلدان والقبائل التي لم يستكمل ذكرها ، بينما يوجد في النسخة الأخرى بعض زيادات يسيرة أضيفت إلى النسخة الأم عند المقابلة ، كما يوجد اختلاف في العبارات لأنه كان لا يتقيد باللفظ عند النقل مما كتب من كلامه ، ولما سافر القاضي عبد الله من الكويت حينما كان سفيرا بها إلى القاهرة حمل معه الكتاب لتكليف من ينسخه بالمطبعة اليدوية فطبع منه جزءان طباعة رديئة مليئة بالأخطاء أما الجزاءن الأخيران فقد نسخهما الأخ العالم محمد بن أحمد الوشلي بخطه الجميل ، ثم قمنا بمراجعة المطبوع والمنسوخ على الأصل فكنت أقرأ من النسخة الأم والقاضي عبد الله يتابع ويصحح ، وأحيانا يضيف بعض المعلومات الناقصة وقد أشرت إلى تلك الزيادات في الهامش بأنها استدراك من أخي المؤلف ، وأحيانا كان يحذف بعض الثناء والمدح المفرط للإمام يحيى وغيره ، وهو الذي كان سيفعله المؤلف لو امتد به العمر إلى بعد قيام الثورة ، ولما فرغنا

١٢

من مراجعة الكتاب وإعداده للطبع حدث ما أدمى الفؤاد وأخرس الألسنة فقد قتل القاضي عبد الله الحجري أمام الفندق الذي كان ينزل فيه في لندن وتوقف التفكير في طبع الكتاب ، وبعد مدة من هذا الحادث الجلل استعاد الولد محمد بن محمد الحجري هذا الكتاب الأصل والمنسوخ عنه من أولاد عمه عبد الله ثم طلبته منه لطبعه فأحضره وقمت بمراجعة النسخة المعدة للطبع منها فأصلحت وصححت وعلقت على ما ظهر لي أنه محتاج إلى تعليق مع أنه يحتاج إلى أكثر من ذلك وأيضا يحتاج إلى ضبط الأسماء بالشكل وبالحروف. كما تبين أن القاضي محمد لم يستقص ذكر البلدان ولا استوفى ذكر الاعلام والقبائل ؛ ومحاولة استكمال هذا النقص قد يؤجل طبع الكتاب فترة طويلة ولا ندري ما قد يحدث خلال ذلك من المعوقات؟ فاكتفيت بما هو عليه الكتاب ليظهر ، وإذا بارك الله في العمر ووجدت سعة من الوقت فربما أراجعه مرة أخرى لاستوفي النقص من ضبط للأعلام والبلدان واستدراك ما غفل عنه المؤلف والتعريف بالأمكنة التي يذكرها ولم يحدد مكانها ؛ فالكتاب جدير بالاهتمام والعناية به ، ولم لم يكن فيه إلّا ذكره لأنساب القبائل اليمانية وذكر بطونها وعشائرها وأفخادها قديمها وحديثها وذكر من ينتسب إلى تلك القبائل من العلماء والفضلاء والزعماء والقادة لكفى ، ناهيك بما شمله من أدب ووصف جغرافي للبلدان والجبال والأودية.

توفي المؤلف يوم الأربعاء ٢٦ صفر سنة ١٣٨٠ ه‍ الموافق ١٧ آب (أغسطس) سنة ١٩٦٠ وهو مسافر إلى الصين ضمن وفد (١) أرسله الإمام أحمد إلى الصين وذلك حينما هوت الطائرة الروسية بركابها وتحطمت وهي في طريقها من القاهرة إلى موسكو.

وأما أخوه القاضي عبد الله بن أحمد الحجري فقد كان عالما له مشاركة في الفقه والنحو وغير ذلك.

مولده في الذاري يوم الخميس ٤ محرم سنة ١٣٣٦ ه‍ وتوفي والده وهو ابن ست سنوات فتولى أمر تهذيبه وتربيته وتعليمه أخواه محمد وعلي ، ولما انتقل محمد من الحديدة إلى صنعاء سنة ١٣٥٣ التحق به ، وتولى أمر الإشراف عليه والعناية به فدرس في المدرسة العلمية بصنعاء وفي بعض مساجد صنعاء ثم تقلد بعض الأعمال الحكومية في أيام الإمام يحيى ، وعينه الإمام أحمد وزيرا للمواصلات ، وفي العهد الجمهوري عينه القاضي عبد

__________________

(١) هم القاضي محمد عبد الله العمري ، والشيخ أحمد حسين الوجيه والدكتور عبد الرؤوف عبد الرحمن رافع رحمهم‌الله جميعا.

١٣

الرحمن بن يحيى الأرياني رئيس المجلس الجمهوري سفيرا لليمن في الكويت ودول الخليج ، ثم اختاره مجلس الشورى عضوا في المجلس الجمهوري ، وعهد إليه القاضي عبد الرحمن الأرياني برئاسة الوزراء. وكان حازما في أعماله شديدا على العابثين المفسدين والمخربين ، ثم أقيل من منصب رئيس الوزراء وبقي عضوا في المجلس الجمهوري إلى أن استقال القاضي عبد الرحمن الأرياني من رئاسة المجلس الجمهوري يوم الخميس ٢١ جمادى الأولى سنة ١٣٩٤ الموافق ١٣ حزيران سنة ١٩٧٤ وانتهى المجلس الجمهوري باستقالته ، ولما تسلم الرئاسة إبراهيم الحمدي عيّنه رئيسا للجنة الانتخابات ونائبا له في رئاسة مجلس القضاء العالي.

ثم كلفه بالسفر هو ورئيس الوزراء عبد العزيز عبد الغني إلى بريطانيا لزيارة الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود حيث كان يعالج في إحدى مستشفيات لندن وعاد رئيس الوزراء إلى صنعاء وبقي هو للعلاج ولحقت بعده إحدى زوجاته. وفي صباح يوم الأحد ٢١ ربيع الآخر سنة ١٣٩٧ الموافق ١٠ نيسان سنة ١٩٧٧ خرج من الفندق مع زوجه وركب سيارة السفارة اليمنية فتقدم إليه شخص أطلق عليه رصاص مسدسه فقتله وقتل زوجته وقتل عبد الله علي الحمامي الوزير المفوض الذي كان يسوق السيارة فرحمهم‌الله جميعا.

أرجو أنني قد أديت بعض ما يجب عليّ نحو أستاذي وشيخي مؤلف هذا الكتاب رحمه‌الله بإخراج كتابه على هذا النحو الذي أرجو أن يكون مرضيا مقبولا عند الله تعالى.

وإذا كان هناك من يستحق الشكر فهو الأخ الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر الذي أبدى بعض الملاحظات على التقسيمات القبلية في حاشد ، وكذلك الأخ القاضي الفاضل حسين بن حسين الكهالي حاكم صعفان فقد استدعيته من محل عمله وحضر لمقابلة التجربة الأخيرة للنسخة المطبوعة على الأصل ، كما أشكر وزارة الاعلام في الجمهورية العربية اليمنية مبادرتها بالموافقة على طبع هذا الكتاب ضمن مشروع الكتاب الذي تبنته.

وسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.

صنعاء في يوم السبت ١١ ربيع الآخر سنة ١٤٠٤ ه‍ ،

الموافق ١٤ كانون الثاني سنة ١٩٨٤ م.

إسماعيل بن علي الأكوع

١٤

خطبة الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين نحمده ونستعينه ونستهديه من يهد الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم أما بعد : فهذا مجموع نفيس يشتمل على فوائد حول بلدان اليمن وقبائلها مرتبا على حروف المعجم ليسهل تناوله.

وإنما جمعت فيه بين البلدان والقبايل لأن في اليمن بلدانا كثيرة سميت بأسماء القبايل ، كما أن من قبايل اليمن من ينسب إلى بلدانها على ما سيمر بك فيما يأتي إن شاء الله تعالى قريبا.

فمن فوايده أن من يقرأ في كتب التاريخ والتراجم والسير قد يمر به ذكر بلد أو موضع أو قبيلة في اليمن لم يذكر المؤرخ ناحيتها من اليمن فيشتاق القارىء إلى معرفة ناحيتها كأن يقرأ مثلا في سيرة ابن هشام فيمر بذكر يوم الرّزم ، والرّزم محل الوقعة بين همدان ومراد في اليوم الذي أوقع فيه الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالمشركين في بدر فلا شك أن القارىء يشتاق إلى معرفة الموضع المسمى بالرّزم ، وهو رزم ملاحا من ناحية الجوف بالقرب من قرية مجزر كما بينه الحسن بن أحمد الهمداني صاحب الإكليل في كتابه صفة الجزيرة حيث قال عند الكلام على أودية خولان العالية : ووادي ملاحا ، وملاحا أيضا بالجوف ، وإليها ينسب يوم رزم ملاحا وقتلت همدان من مذحج بشرا وقتل يومئذ فوارس الأرباع بنو ذي الغصة. انتهى.

ومن فوائده بيان مواضع القرى الخاربة التي لها ذكر في التاريخ وأشعار العرب كبلدة أثافت التي لم يبق منها غير أطلال في بلاد حاشد على مقربة من دمّاج شرقي خمر على مسافة نحو ساعتين.

وكبراقش ومعين وكمنا والبيضا والسودا وغيرها من المدن المعينيّة الخاربة في ناحية

١٥

الجوف وكقصر بينون (١) الباقية آثاره في مخلاف ثوبان من ناحية الحدا ، ومن أهم آثاره الطريق المنقورة في بطن الجبل طولها نحو ماتي ذراع يمر منها الجمل بحمله. وكقصر تلفم وهو القصر المشيّد في رأس الجبل المطل على ريدة من ناحية البون.

وكمدينة الثّجة التي جهل محلها في سفح جبل التعكر من ناحية جبلة وكمدينة جبا وهي مدينة المعافر التي لم يبق منها غير مسجدها الجامع في غربي جبل صبر من بلاد تعز وقد نسب إليها كثير من العلماء وكالمدن الخاربة في تهامة : منها مدينة فشال بوادي رمع حيث عمر في بقعتها قرية الحسينية من ناحية بيت الفقيه ابن عجيل كما حكاه في نفح العود ومدينة القحمة بوادي ذؤال على مقربة من بيت الفقيه من جهة الشمال ، وإليها ينسب جبل القحمة المعروف هنالك. ومدينة الكدراء الخاربة في وادي سهام ما بين المراوعة والمنصورية ومدينة المهجم بوادي سردد فيما بين الزيديّة وجبل ملحان لم يبق منها غير المنارة القائمة في أرض المخلاف من بلاد بني البرّة. ومدينة المحالب الدارسة بوادي مور من جهة الجنوب على مقربة من سوق بجيلة وقد درست.

ومن فوايده بيان المحلات والمخاليف التي تبدلت أسماؤها كجبل تخلى الذي حكاه. الهمداني في صفة الجزيرة وبالغ في وصفه وهو بجبل مسور المنتاب من نواحي بلاد حجة وجبل تيس الذي ردد ذكره المؤرخون ، ويعرف الآن ببني حبش من بلاد الطويلة وحصن أشيح الذي سكنه الداعي سبأ بن أحمد علي الصليحي وحكاه المؤرخون ويعرف الآن بحصن ظفار من بني سويد في بلاد أنس وهو خراب. وكمخلاف أقيان ويعرف الآن بناحية شبام كوكبان ومخلاف مأذن الذي منه ريعان وضلع وضهر وقد اندمج في عموم ناحية همدان صنعا ومخلاف ذي جرة ويعرف الآن بناحية سنحان وبلاد الروس واليمانيتين من خولان العالية ، ومخلافي ألهان ومقرى ويعرفان الآن ببلاد أنس الجانب الشمالي الهان والجانب اليماني مقرى وقد نسب إليه كثير من العلماء حكاهم في معجم البلدان وممّن نسب إليه يحيى حميد المقرائي ، ومخلاف يحصب ويعرف الآن ببلاد يريم وما جاورها من البلدان.

ومخلاف جعفر ويعرف الآن بناحية مذيخرة وشلف من بلاد العدين وناحية جبلة وحبيش وبعدان من بلاد إب ، ومخلاف جيشان ويعرف الآن ببلاد قعطبة وناحية النادرة ومدينة جيشان خرب أكثرها وهي على مقربة من قعطبة. ومخلاف المعافر ويعرف الآن ببلاد الحجرية وناحية صبر من بلاد تعز. وجبلان العركبة ويعرف الآن بجبل وصاب العالي. والعركبة :

__________________

(١) قصر بينون للملك ذمار علي يهبر ووالده يهصدف وابنه ثأران.

١٦

مدينة خاربة في وصاب العالي حكاها الحبيشي في تاريخ وصاب إلى غير ذلك من المخاليف والبلدان التي تبدلت أسماؤها. ومن فوايده معرفة الخطأ في بعض المصنفات القديمة كما حكى صاحب معجم البلدان في عكّاد وعكوتين قال : اسم جبلين منيعين مشرفين على زبيد من أحدهما عمارة اليمني الشاعر إلى آخر الكلام عليهما. والصحيح أن الجبلين المذكورين في وادي عتود من بلاد عسير على مسافة عشر مراحل (مسافة خمسين كيلومتر تقريبا) (١) من زبيد كما حكاه في نفح العود حيث قال : ومشى عبد الوهاب يعني أمير عسير من جهة ابن السّعود في وادي عتود حتى وصل محلا يسمى الجنبين تثنية جنب وجعل جبلي عكّاد وعكوتين على يساره وهما الجبلان اللذان يقول فيهما عمارة اليمني يخاطب عينه : إذا رأيت جبلي عكاد ، وعكوتين من محل بادي فأبشري يا عين بالرقاد.

وصاحب نفح العود هو من علماء تهامة وصاحب البيت أدرى بالذي فيه ، وكقوله في جبل صبر المعروف بتعز. قال : وإليه ينسب نشوان بن سعيد الحميري صاحب كتاب شمس العلوم. والصحيح أن نشوان نسب إلى صبر بفتح الباء الموحدة وهو واد غربي صعدة فيه قرى ومزارع.

وكما قال صاحب المعجم أيضا في نسب الإمام عبد الله بن حمزة بن سليمان الذي استطرد ذكره في الكلام على ورور قال : إنه ينسب إلى أحمد بن الحسين بن القاسم بن اسماعيل بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ورواة الأنساب يقولون إن أحمد بن الحسين لم يعقب ـ هكذا حكى ياقوت في معجم البلدان ـ والصحيح أن الإمام عبد الله بن حمزة من ولد عبد الله بن الحسين بن القاسم الرسي بن ابراهيم بن اسماعيل بن ابراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب لم يختلف في صحة نسبة اثنان.

وكما قال صاحب المعجم أن ناعطا وهو القصر الحميري في بلاد حاشد شمالي صنعاء على مسافة يومين قال صاحب المعجم : ناعط حصن في رأس جبل بناحية اليمن كان لبعض الأذواء قرب عدن انتهى كلامه وأين ناعط من عدن ، فبينهما مسافة اثني عشر يوما ، إلى غير ذلك من الخطأ في معجم البلدان وهو كثير.

ومن فوايده معرفة البلدان والقبائل المتفقة الأسماء المختلفة الجهات كظفار داود في بلاد حاشد وظفار يحصب عاصمة التبابعة في بلاد يريم وظفار الحبوضي على ساحل البحر الهندي فيما بين حضرموت وعمان. وثمة حصون كثيرة باليمن تسمى بظفار.

__________________

(١) زيادة من أخي المؤلف.

١٧

وكشبام أقيان وهي شبام كوكبان وشبام اليعابر وهي شبام حراز وشبام سخيم وهي شبام الغراس وشبام حضر موت المدينة المعروفة. وكبني قيس خولان من بلاد صعدة وبني قيس حاشد وهي تسيع في بني صريم من ناحية خمر وبني قيس تهامة الناحية المعروفة راس وادي مور ، وبني قيس المخلاف المعروف بناحية البستان من نواحي صنعاء ، وبني قيس خبان العزلة المعروفة بوادي خبان من أعمال يريم ، وبني قيس قرية في ناحية جبن من بلاد رداع وقد خرج منها علماء حكاهم الجندي في تاريخه إلى غير ذلك من البلدان والقبايل المتشابهة الأسماء المختلفة الجهات. ومن فوايده تبيين القبائل الغامضة والبلدان الدارسة التي نسب إليها بعض الأعلام كقبيلة السبيع بطن من حاشد ؛ منهم أبو اسحق السبيعي التابعي المشهور. والأوزاع : بطن من حمير منهم الإمام أبو عمرو الأوزاعي. والأصابح من حمير أيضا ؛ منهم الإمام مالك بن أنس الأصبحي إمام دار الهجرة وتجيب والصدف من بطون كندة منهم علماء مشاهير مذكورون في المؤلفات. ودوس بطن من الأزد منهم أبو هريرة الدوسي والمعافر التي نسب إليها ابن هشام صاحب السيرة وهي بلاد الحجرية ، والرماده التي نسب إليها الحافظ أحمد بن منصور الرمادي وهي من قرى بلاد تعز ، والأود من بطون مذحج منهم أبو عبد الله عمرو بن ميمون الأودي ، ومساكن الأود في دثينة بين عدن وحضر موت وبجوارهم النخع عشيرة الأشتر النخعي وهم من مذحج أيضا. وأحاظة بلدة خاربة في ناحية حبيش خرج منها يحيى بن صالح الوحاظي إلى غير ذلك من القبايل والبلدان التي نسب إليها جماعة من العلماء الأفاضل رحمهم‌الله.

وقد رتبته على حروف المعجم ، واستوفيت في كل ناحية وكل قضاء ما اشتمل عليه من البلدان والقبايل التي تستحق الذكر مع التنبيه على ما شمله القضاء أو الناحية مما يلزم التنبيه عليه في محله من الكتاب وتحويله إلى حيث قد ذكر ليهتدي الباحث إلى محله.

واستطردت في كل ناحية وبلد بيان ارتفاعه عن سطح البحر ومزروعاته ومسيل أوديته وجهات مصباتها في تهامة ثم البحر الأحمر وجهة عدن وأبين ثم البحر الهندي وجهة مأرب والجوف ونجران وما إليها ثم الرملة الخالية (١).

وما أردت بجمع هذا إلا حفظ معلوماتي التي استفدتها من مطالعتي لكتب التاريخ كصفة الجزيرة للحسن بن أحمد الهمداني صاحب الإكليل ومعجم البلدان للشيخ ياقوت

__________________

(١) الربع الخالي.

١٨

الحموي ونفح العود للقاضي عبد الرحمن البهكلي ونثر الدر المكنون في فضايل اليمن الميمون للسيد محمد بن علي الأهدل من علماء الأزهر (عصري) (٢) والقاموس وشرحه للسيد مرتضى الزبيدي وكتاب النسبة إلى البلدان وكتاب ثغر عدن كليهما لأبي محمد الطيب بن مخرمة ، وتأريخ الجندي ، والتحفة للسيد حسين بن عبد الرحمن الأهدل وطبقات الخواص للشرجي الزبيدي ، وتذكرة الحفاظ للذهبي ، والإصابة لابن حجر العسقلاني ، وتاريخ ابن خلكان ، وصفوة الصفوة لابن الجوزي وغير ذلك من المؤلفات مع ما استفدته من البحث والمشاهدة في كثير من بلدان اليمن وإن كنت غير محيط بجميعها فما لا يدرك كله لا يترك بعضه ولعل من اطلع عليه من الإخوان يدعو لي بالتوفيق في حياتي أو يترحم على بعد مماتي. والله يجعل الأعمال خالصة لوجهه الكريم بحوله وطوله أنه على ما يشاء قدير ولا حول ولا قوة إلا بالله.

__________________

(٢) أي من المعاصرين.

١٩
٢٠