كنوز الذّهب في تاريخ حلب - ج ١

سبط ابن العجمي الحلبي

كنوز الذّهب في تاريخ حلب - ج ١

المؤلف:

سبط ابن العجمي الحلبي


المحقق: الدكتور شوقي شعث و المهندس فالح البكّور
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: منشورات دار القلم العربي ـ حلب
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٢٥
الجزء ١ الجزء ٢

ي ـ إضافة عناوين مساعدة أينما وجدنا الحاجة لذلك.

ك ـ حيث وجدت تراجم عارضة ، أضفنا عناوين ثانوية تسهيلا للمراجعة.

ل ـ وضع رموز مساعدة.

الرموز المعتمدة :

ف : نسخة الفاتيكان [..] إضافة المحققين م : نسخة مصر / علامة انتهاء ورقة الأصل.

م* : القسم المكرر من نسخة مصر / ... / الإضافة عن النسخة الأخرى من الأصول ت : توفي / و/ وجه ورقة الأصل.

ط : طبع أو طبعة / ظ / ظهر ورقة الأصل.

نسخة الفاتيكان (ف):

النسخة من محفوظات مكتبة الفاتيكان برقم (٢٣٥ : borg). وهي مخرومة الأول والآخر ، وما تبقى يشمل معظم الجزء الأول (الخطط) من الكتاب. وتبدأ من الفصل السادس (فصل المنافع) وتنتهي في الفصل الثاني عشر (في قلعتها ودار العدل ...) سقط منه بعض الوريقات.

عدد أوراق المخطوطة / ١١٩ / ورقة كتبت بخط عادي مقروء. سطرتها / ٣١ / سطرا في كل سطر نحوا من / ١٣ / كلمة. واللوحة بأبعاد ٢٧x ١٧ سم أخذت منها الكتابة ٢٠x ٨ سم.

والمخطوطة خلو من اسم الناسخ وتاريخ النسخ لكن في الورقة (٢٧ و) في الفصل العاشر وعند الحديث على تاريخ الجامع الأموي الكبير بحلب ذكرت حاشية بخط مغاير على الهامش فيها أن ردما قد حصل في الجامع عام ١١٧٠ ه‍. نستدل من ذلك أن المخطوطة نسخت بعد عام ١١٧٠ ه‍. أو أنها نسخت عن مخطوطة كتبت قبل هذا العام. وتكرر هذا التاريخ في ورقة أخرى.

٤١

ويبدو أن النسخة التي نقلت عنها هي مسودة المؤلف أو شبيهة بها ذلك أن المؤلف قد ترك بياضا في الأصل في تعريفه ببعض الأعلام أو المواقع ويظن أنه ترك ذلك على أمل أن يكمله. بعد حصوله على المعلومات اللازمة مثلا. بينما نرى في نسخة (م) أنه عاد فأكمله بخط مغاير لبعضه. وبالتالي يقودنا ذلك إلى الظن أن النسختين قد نسختا عن أصل واحد علّه المسودة. ومما يزيد من هذا الاحتمال إن لم نقل يؤكده وجود بعض الكلمات التي شطبها ودون أن يطمسها ، وذكر الكلمة الصحيحة بجانبها في كلا النسختين ونفس الكلمة!

لا وجود لطرة للأصل ـ ورقة عادية ـ والصفحة الأخيرة ذكر عليها بخط مغاير ـ ليست من أصل الكتاب ـ رموز فلكية. انظرها.

تميزت هذه النسخة بكثرة الحواشي. ومعظمها أخذ عن تاريخ ابن خطيب الناصرية حيث يذكر : «قال في الذيل ..» أي الذيل على تاريخ ابن العديم.

انظر النماذج المرفقة من هذه النسخة.

نسخة دار الكتب المصرية (م):

النسخة من محفوظات دار الكتب المصرية برقم (٨٣٧ تاريخ ـ تيمورية) ولها صور ميكروفيلمية في الدار نفسها بالأرقام (٩٦٣٨ ح ـ ٩٣٩ ح ـ ٩٦٤٠ ح). وقد ضمت إلى الدار كغيرها من الخزانة التيمورية حيث كانت بحوزة العلامة أحمد سعيد تيمور ـ وعليها خاتمه ـ وقد كتبت بخطوط مختلفة. وفيها تقديم وتأخير وتكرار. وتتألف من جزئين (خطط ـ حوادث) وفي آخر جزء الحوادث قسم من الخطط مكرر.

ومن المؤسف تعرضها لكافة آفات المخطوطات فمن (خرم إلى طمس فأثر رطوبة ، وتآكل بسبب الأرضة. وخطوط مختلفة ، وتكرار. وتقديم وتأخير. وسهو للناسخ عن مقاطع بكاملها ...) وقد أشرنا إلى جلّ ذلك حين وروده.

٤٢

كتب على الغلاف بخط عادي حديث ـ لعله خط العلامة أحمد تيمور حيث ذكر رقم ٨٣٧ ـ تاريخ وهو المعتمد في دار الكتب المصرية ـ على النحو :

كتاب :

«كنوز الذهب في تاريخ حلب لموفق الدين ... ثم عرف بالكتاب لكن لم تعد واضحة الكتابة .. ثم كتب :

(في آخر هذا المجلد فهرس لجزء الحوادث).

جزء الخطط ينتهي بصفحة ٢٢١ جزء الحوادث ينتهي بصفحة ١١٠ واختلطت بأواخره قطعه من الخطط من جزء الخطط مكررة تنتهي بصفحة ٥٦

تاريخ ٨٣٧».

ثم في الصفحة التي تليها ذكر فهرسا وضعه لجزء الخطط وفق الفصول وما تحويه من تراجم. ثم ذيله بفهرس للألفاظ العامية الواردة في الجزء ـ وهذا يزيد من احتمال نسبته للعلامة أحمد سعيد تيمور ـ فقد صنف عدة كتب في هذا المجال ـ والفهرس الذيل من ص ٣٦ وحتى ص : ١٩٠.

الجزء الأول :

مخروم من أوله ويبدأ بالجزء الخامس. بخط عادي مقروء بصعوبة ومسطرة ١٦x ١١ في كل صفحة نحوا من ٢٦ سطرا وكل سطر يحوي ١٥ كلمة ، العناوين ـ كما يبدو من الصورة ـ كتبت بمداد أحمر. وأيضا الكلمة الأولى من المقاطع أحيانا. وهناك تعقيبات. وتكثر الاستدراكات والهوامش. والأخطاء ...

ويلاحظ أن المخطوطة وكأنها نقلت عن مسودة المؤلف حيث تركت مساحات بيضاء ثم أكملت بخط مغاير علّه بوقت متأخر. وبعضها لم يكمل.

٤٣

وأيضا ملاحظة أخرى تكرار بعض الأخطاء في (م) نفسها في (ف) ثم التصحيح نفسه مع إبقاء الخطأ مكتفيا بوضع خط عليه ، وذلك يوحي بأنهما نقلتا من نسخة واحدة وكنموذج للتقديم والتأخير ففي أخبار الفرنج نجده يذكر أحداث القرن السادس ثم يعود ليذكر أحداث القرن الثالث والرابع الهجري لذلك عمدنا إلى ترتيبها وفق التسلسل الزمني وأشرنا إلى ذلك في الحاشية وقد استبقينا أرقام صفحات الأصل كما هي تسهيلا للمراجعة.

وهناك فصل (عشاق حلب) عاد وكرره ، وفصل (الدروب) وفصل (العجائب) وغيرها ... وقد حذفنا ما وجدناه من معلومات مكررة وأعدنا ما وجدناه جديدا إلى موضعه في الأصل.

الجزء الثاني :

فيه العديد من الخطوط. والمسطرة ١٧x ١٠ في كل صفحة / ٢٨ / سطرا ، وكل سطر يحوي على / ١٣ / كلمة ، ويتصف بكثرة الأخطاء والتكرارات ... الخ وعلى الغلاف قراءات ـ انظرها ـ وهو خلو من تاريخ النسخ أو اسم الناسخ لكن يمكن الاستنتاج إلى أي عهد يعود من خلال القراءات. والتملكات التي ذكرت :

في طرة الأصل :

«وجد مكتوبا : (نظر فيه العبد الفقير الداعي لواقفه بالرحمة والرضوان أحمد بن طه الأشرفي الصحاف لطف الله به وبوالديه وبالمسلمين آمين سنة ١٢١٠ ه‍.».

وأيضا : «نظر فيه العبد الفقير السيد محمد طالب الكواكبي لطف الله به ... م».

وأيضا :

«اللهم صلّ على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. نظر فيه واستفاد .. من ما فيه وأنا الفقير السيد عبد السلام بن السيد أسعد السروني [كذا] غفر الله له ولوالديه أجمعين».

٤٤

وأيضا خاتم حديث عليه (وقف أحمد بن إسماعيل بن محمد تيمور بمصر ..).

بعدها في الصفحة التي تليها فهرس حديث ـ علّه من إعداد أحمد بن إسماعيل تيمور كما في الجزء الأول ـ ذيله أيضا بفهرس للكلمات العامية الواردة في الجزء.

الصفحة (٢١) رقمها مكرر لصفحتين ، وهناك تسبيق وتأخير بالحوادث وفق السنين.

القسم المكرر (م*):

كما أشرنا وجود فصول مكررة رمزنا لها (م*) أيضا قد حذفناها وأضفنا ما بها من معلومات جديدة في مكانها. وتبدأ من صفحة ١١٠ (١) وحتى ١٦١ (٥٦). في نهاية الجزء الثاني الصفحة الأخيرة من القسم المكرر : (٥٦) :

كتب على الزاوية السفلية بخط مغاير :

«الحمد لله على نعمه ، ملكه والجزء الذي قبله الفقير محمد بن عمر بن الموقع الأنصاري ، عفى عنهما. وذلك في ربيع الثاني من شهور سنة ثلاث وأربعين وألف». وكتب على اليمين وبخط مغاير أيضا :

«طالع بهذا المجلد اللطيف والتاريخ الظريف نامق هذه السطور العبد الفقير إلى .... محمد بن عمر بن أبي بكر بن محمد بن علي بن أبي بكر ... الأنصاري الخزرجي الكواكبي ثم الدمشقي محب الدين بن قاضي القضاة علاء الدين بن قاضي القضاة تقي الدين المشهور جده محمد بن علي المذكور أعلاه بابن الموقع. لطف الله تعالى به وبلغه إلى مأموله وعفا عنه وعن فروعه وأصوله بجاه مصطفاه ورسوله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وصحبه الكرام ما تعاقبت الليالى والأيام. آمين قال ذلك ورقمه كاتبه المرقوم في سنة ١٠٨١ ه‍.». وفي الزاوية السفلية وبخط مغاير كتب أيضا.

٤٥

«... والجزء الذي قبله لم أظفر عليه حيث أنه أعير إلى المرحوم السيد أحمد .. ابن نقيب رحمه الله تعالى».

وعلى الغلاف المقابل للصفحة الأخيرة كتب :

«نظر فيه داعيا لمالكه بالغفران الفقير علي قطان غفر الله له ولمعه (كذا) محمد ووالد.».

وكتب أيضا :

«يسر الله المطالعة فيه. والذي قبل لا الذي يليه.»

وفي هذا القسم كما في الجزئين السابقين أخطاء إملائية ونحوية أشرنا إليها في حينها.

أيهما النسخة الأم :

لا حظنا أن النسخة (ف) مخرومة الأول والآخر وبالتالي خلوة من اسم الناسخ وتاريخ النسخ لكن في إحدى الصفحات وجدنا حاشية تشير لحدث في عام ١١٧٠ ه‍. والخط من الخطوط الحديثه ـ انظر النماذج المرفقة ـ هذا كل ما نعرفه عنها.

لكن نسخة مصر هي الأكثر في المواد وفيها تملكات تعود لعام ١٠٤٣ ه‍. ، ١٠٨٠ .... وخطها أقرب لخطوط عصر المؤلف. بالإضافة إلى العديد من الفقرات التي استدركت زيادة عن الجزء المتبقي من (ف).

لذلك اعتبرنا أن (م) النسخة الأم ونسخة (ف) المساعدة.

٤٦

٤٧

٤٨

٤٩

٥٠

٥١

٥٢

الفصل الخامس (١)

في

ـ بعض عشاقها

ـ وغيرها.

__________________

(١) هذا ما وجدناه من أصل (م) فقد ضاعت الفصول السابقة للأسف ، تكرر هذا الفصل في الجزء الثاني من هذا الكتاب. كذلك في (ف) نجدها قد ضاعت أيضا إضافة إلى هذا الفصل أي أنها تبدأ بالفصل السادس.

٥٣

اعلم أنّا قد روينا أن (١) الميت عشقا شهيد (٢) لكن أعلّه (٣) ابن عدي (٤) ، والبيهقي(٥) ، والحاكم (٦) وغيرهم وهو أحد ما أنكر على سويد بن سعيد (٧).

قال يحيى بن معين (٨) : «لو كان لي سيف وترس أو فرس ورمح لكنت أغزوه لذلك (٩)». وقد أشار إلى الحديث الشيخ الصالح العلامة كمال الدين

__________________

(١) استدركت في أعلى السطر.

(٢) إضافة المحقق.

(٣) في القسم المكرر (عله). لعل المقصور أي ضعفه.

(٤) ابن عدي : عبد الله بن عدي .. ابن القطان الجرجاني. الإمام. الحافظ. الجوّال صاحب كتاب «الكامل» في الجرح والتعديل. ولد عام ٢٧٧ ه‍. سمع خلقا كثيرا في العديد من البلاد. كان ثقة. توفي عام ٣٦٥ ه‍. (تهذيب سير أعلام النبلاء : ٢ / ١٦٢).

(٥) البيهقي : أبو سليمان داود بن الحسين. مسند نيسابور. المحدث ، الإمام ، الثقة. ولد سنة ٢٠٠ ه‍. سمع يحيى بن يحيى ، وقتيبة ... وعنه خلق كثير. صنف العديد من الكتب توفي عام ٢٣٩ ه‍. (تهذيب سير أعلام النبلاء : ١ / ٥٥٨).

(٦) الحاكم : محمد بن عبد الله .. بن حمدويه. الإمام. الحافظ. الناقد. شيخ المحدثين. أبو عبد الله النيسابوري. ولد عام ٣٢١ ه‍. سمع من نحو ٢٠٠٠ شيخ. رحل في طلب الحديث.

بلغت تصانيفه نحو ٥٠٠ جزء. قيل لم يخلف في وقته مثله. توفي عام ٤٠٥ ه‍. (تهذيب سير أعلام النبلاء : ٢ / ٢٦٢).

(٧) سويد بن سعيد الهروي : أبو محمد الأنباري.

نزيل حديثة. روى عن خلق. ضعفه العديد. أخرج له مسلم وابن ماجه. توفي عام ٢٤٠ ه‍. (خلاصة التذهيب : ١٣٥).

(٨) يحيى بن معين الغطفاني : أبو زكريا البغدادي. الحافظ الإمام العلم. قال عنه أحمد بن حنبل : كل حديث لا يعرفه يحيى فليس بحديث. مات بالمدينة عام ٢٣٣ ه‍ أخرج له الجماعة.

وكتابه «معرفة الرجال» معروف ومشهور. (خلاصة التذهيب : ٣٦٨).

(٩) وأضاف في كتابه : معرفة الرجال : ١ / ٦٦ : «ليس بشيء إلا أن يحدث من حفظه».

٥٤

الدميري (١) في منظومته. فقال بعد أن أسند عن ابن عباس (٢) رضي الله عنهما :

وقد روى عنه سويد بن سعيد

من مات عشقا فهو بالرفع شهيد

في البيهقي وحاكم وابن عدي

وابن معين رده فاعتمد (٣)

وسيأتي طرف من هذا في الخاتمة.

وقد صنف في هذا الباب الحافظ مغلطاي (٤) كتابا واستحسن (٥) بسببه.

ورأيت بعضهم صدّر كتابه في هذا الفن بقوله : «حمد الله الذي يدز (٦) بالمحبة والولوع وقضى بإحراق كبد كل عاشق وولوع وحكم بهوان أهل الهوى فلم يفرحوا (٧) الهجوع ..». ثم نسج على هذا المنوال (٨).

__________________

(١) الدّميري : محمد بن موسى الدّمير أبو البقاء ، كمال الدين (٧٤٢ ـ ٨٠٨ ه‍.) باحث ، أديب ، من فقهاء الشافعية من أهل دميرة بمصر. (معجم الأعلام : ٨٠٢).

(٢) ابن عباس : عبد الله. أبو العباس. حبر الأمة. وفقيه العصر. وابن عم رسول الله (ص) ولد قبل الهجرة بثلاث سنوات. صحب النبي ثلاثين شهرا. وحدث عن العديد من الصحابة. وعنه خلق. دعا له النبي بالحكمة. كان مسنده ألف وستمئه وستون حديثا. حتى قيل عنه البحر. توفي عام ٦٧ ه‍. وقيل غير ذلك (تهذيب سير أعلام النبلاء : ١ / ١٠١).

(٣) ليست واضحة في (م). أضفناها عن القسم المكرر (م*).

(٤) مغلطاي بن قليج بن عبد الله البكجري المصري الحكري الحنفي : أبو عبد الله علاء الدين ولد عام ٦٨٩ ه‍. مؤرخ. من حفاظ الحديث ، عارف بالأنساب من كتبه : «الواضح المبين في ذكر من استشهد من المحبين». تركي مستعرب. من أهل مصر. توفي عام ٧٦٢ ه‍.

(المنجد : ٦٧٨) ؛ (معجم الأعلام : ٨٥٤).

(٥) كذا قرأناها.

(٦) رسم الكلمة في الاصل : (بدز).

(٧) رسم الكلمة في الأصل : (بهموم).

(٨) العبارة : «وحكيم بهوان ... حتى ... هذا المنوال». استدركت على الهامش.

٥٥

ورأيت في الفردوس (١) : (العشق من غير ريبة كفارة للذنوب) ..

وقد أفرد الأدباء لهذا الفن كتبا ؛ منها : «الموشى (٢)» ومنها : «مصارع العشاق (٣)» (٤). ومنها : «روضة المحبين (٤)». ومنها : «ديوان الصبابة (٥)(٦)» ، وغيرها (٧).

وقد وصف الشعراء الهوى العذري. وتغزلوا فيه لأن بني عذرة موصوفون به ، وهو كثير فيهم. وعامر ليلى (٦) معروف بذلك (٧).

وتوبة بن الحمير (٧) قضاياه مشهورة مع ليلى. وفيها يقول :

__________________

(١) لعله كتاب : «فردوس الأخبار بمأثور الخطاب المخرج على كتاب الشهاب» : في الحديث لأبي شجاع المتوفي عام ٥٠٩. قيل أنه أورد فيه عشرة آلاف حديث ..». (كشف الظنون : ٢ / ١٢٥٤).

(٢) الموشى : لم نهتد إلى ترجمته في كشف الظنون ولا أسماء الكتب.

(٣) مصارع العشاق في شارع الأشواق : لأكثر من مؤلف والمعني : أبا محمد جعفر بن أحمد المعروف بابن السراج القاري المتوفي عام ٥٠٠ ه‍. والكتاب من موارد البقاعي في كتابه : «أسواق من مصارع العشاق». (كشف الظنون : ٢ / ١٧٠٣).

أ ـ أقحمت وبخط مغاير العبارة : «مؤلفه : جعفر ابن السراج في تاريخ ابن خلكان».

(٤) روضة المحبين ونزهة المشتاقين : لأبي عبد الله محمد بن قيم الجوزية المتوفي عام ٧٥١ ه‍. وجعله تسعة وعشرين بابا كلها في مباحث المحبة. (كشف الظنون ١ / ٩٣٢) والكتاب مطبوع ومشهور.

(٥) ديوان الصبابة : لابن أبي حجلة أحمد بن يحيى التلمساني الحنفى المتوفي عام ٧٧٦ ه‍ (كشف الظنون : ١ / ٧٩٦) ب ـ «وهو كتاب نفيس في هذا الباب». كذا في هامش الأصل.

ج ـ ذكرت على الهامش الأيمن : «ومنها كتاب الداء والدواء لابن قيم».

(٦) لعله يقصد : «مجنون بني عامر. قيس ليلى». وخبرهما معروف ومشهور.

د ـ على الهامش الأيسر وردت الحاشية : «وجميل صاحب بثينة ، وكثيّر عزة وله ترجمة في تاريخ ابن خلكان».

(٧) أخباره في كتاب : (الأغاني : ١١ / ٢٠٤).

٥٦

ولو أنّ ليلى الأخيليّة سلّمت

عليّ ودوني جندل وصفائح (١)

لسلّمت تسليم البشاشة أو زقا

إليها صدى من جانب القبر صائح (٢)

فيقال أنها مرت بقبره. فأنشدت ذلك. فارتفع من قبره شيء كالطائر نفرت منه ناقتها فسقطت ميتة. ودفنت إلى جنبه (٣).

لطيفة (٣) : نقلت من ديوان الصبابة فوائد منها : أن أبا حنيفة رضي الله عنه رأى رب العزة جل وعلا في المنام تسعة وتسعين مرة. ثم قال : لئن رأيته تمام المائة لأسألنه بما ينجو الخلائق يوم القيامة.

قال : «فرأيته تمام المائة. فقلت : أي ربّ عز شأنك وجلّ سلطانك.

بماذا ينجو الخلائق يوم القيامة؟».

فقال : «من قال عند الصباح والمساء (٤) : [(دعاء)]

«سبحان الأبدي الأبد. سبحان الواحد الأحد. سبحان الفرد الصمد. سبحان من رفع السماء بغير عمد. لم يتخذ صاحبة ولا ولد. لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفوا أحد نجا من عذاب يوم القيامة».

__________________

(١) ويروى : «تربة».

(٢) في الأصل : «زقى». وزقا : صاح. والصدى : طائر كالبومة كانت العرب تزعم أنه يخرج من رأس القتيل ويصرخ : اسقوني اسقوني حتى يؤخذ بثأره. والأبيات وردت في كتاب : (الأغاني : ١١ / ٢٤٤)

ه ـ على الهامش الأيسر وردت الحاشية : «ومن العجيب أنها مرت مع زوجها بالقبر. فقال لها هذا قبر الكذاب. فقالت : «دعه». فقال : «أقسمت عليك لما دنوت منه وسلمت عليه».

فأبت. فكرر ذلك. فتقدمت إلى القبر وسلمت فطار من جانب القبر طائر. فكان ما تقدم.

وهذا من العجائب. لأنه وفى لها بما التزمه بعد الموت».

(٣) ليست مقروءة. لعلها بقلم أحمر في الأصل.

أ ـ حاشية في الأصل : «طلب الدعاء الذي تنجو به الخلائق يوم القيامة».

٥٧

واعلم أن في رسم العشق ووسمه أقوالا للأطباء : فمنها ما قاله : أبو علي ابن سينا : «مرض وسواسي شبيه بالمالخوليا (١) يجلبه (٢) المرء إلى نفسه بتسليط فكرة على استحسان بعض الصور والشمائل. وقد تكون معه شهوة الجماع. وقد لا تكون».

وكتابنا هذا ليس موضوعا لهذا الباب فاطلبه من كتبه.

[أخبار ديك الجن] :

واستفتح هذا الفصل بقصة ديك الجن الحمصي (٣). وله ترجمة في التواريخ لم يسمع بمثلها. وهو أنه كان يهوى جارية وغلاما فمن شدة حبه لهما وغيرته عليهما خشي أن يموت وأن يتمتع بهما غيره فعمد إليهما فذبحهما بسيفه. وأحرق جسديهما وصنع من رمادهما «برنيتين (٤)» للخمر.

وكان يضعهما في مجلس أنسه عن يمينه وشماله. وكان إذا اشتاق إلى الجارية قبّل «البرنية» المجبولة من رمادها. وملأ منها قدحه. وأنشد يقول أبياته فيها. ومنها :

يا طلعة طلع الحمام عليها

وجنى لها ثمر الرّدى بيديها

روّيت من دمها الثّرى (٥) ولطالما (٦)

روّى الهوى شفتيّ من شفتيها

وأجلت (٧) سيفي من مجال خناقها

ومدامعي تجري على خدّيها

__________________

(١) المالخوليا : مرض نفسي.

(٢) كذا قرأناها.

(٣) ديك الجن : عبد السلام بن رغبان ... بن تميم الكلبي. أبو محمد ، الشاعر المشهور. قيل : كان مولى لطيء ، أصله من أهل سلمية. ونشأ بحمص. ولم يغادر متكسبا في شعره. عاش إبان الدولة العباسية. عرف بتشيعه. كان ماجنا. خليعا. زاره أبو تمام في صباه. وأبو نواس أيضا. وله ديوان شعر مطبوع. توفي نحو عام ٢٣٦ ه‍. في خلافة المتوكل (وفيات الأعيان : ٣ / ١٨٤).

(٤) البرنية : إناء من الخزف (معجم الألفاظ التاريخية : ٣٣).

(٥) في الأصل : التراب.

(٦) في الأصل : طالما. والصواب : كما ذكرنا.

(٧) في رواية أخرى : «مكنت». انظر : وفيات الأعيان : ٣ / ١٨٦).

٥٨

فوحقّ نعليها وما وطئ الثرى (١)

شيء أعزّ عليّ من نعليها

ما كان قتليها لأنّي لم أكن

أبكي إذا سقط الغبار عليها

لكن بخلت على سواي بحسنها (٢)

وأنفت من نظر العيون (٣) إليها

وإذا اشتاق إلى الغلام قبل البرنيه المجبولة من رماده وملأ قدحه منها وبكى. وأنشد يقول فيه :

أشفقت أن يرد الزّمان بغيره

أو أبتلى بعد الوصال بهجره

قمر (٤) أنا استخرجته من دجنه

لبليتي وأثرته (٥) من خدره

فقتلته وله عليّ كرامة

ملئ الحشا وله الفؤاد بأسره

عهدي به ميتا كأحسن نائم

والطرف يسفح دمعتي في نحره (٦)

غصص تكاد تفيض (٧) منها نفسه

ويكاد يخرج قلبه من صدره

لو كان يدري الميت ما ذا بعده

بالحيّ منه بكى له في قبره

(٨) أقول : هذا الذي يقال فيه الجنون فنون ، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون من فعل هذا المجنون على أنه أرق الناس شعرا. وأكثرهم للمحبوب ذكرا.

فمن شعره في الدعاء على المحبوب :

كيف الدعا [ء] على من جار أو ظلما

ومالك ظالم في كل ما حكما

__________________

(١) في رواية أخرى : «الحصى». انظر : المصدر السابق.

(٢) في رواية أخرى : «بحبها». انظر : المصدر السابق.

(٣) في رواية أخرى : «الغلام».

(٤) في الأصل : قمرا. لعل من الصواب ما ذكرناه.

(٥) في رواية أخرى : ورفعته». انظر : «وفيات الأعيان : ٣ / ١٨٧».

(٦) ورد عجز البيت في رواية أخرى على النحو : «والحزن ينحر مقلتي في نحره» (وفيات الأعيان : ٣ / ١٨٧).

(٧) في رواية أخرى : «تفيظ». انظر : المصدر السابق.

أ ـ ورد في هامش الأصل : «قال في ديوان الصبابة».

٥٩

لا وأخذ الله من أهوى بجفوته (١)

عني ولا اقتص لي منه ولا انتقما

أقول : صار الطالب مطلوب. هذا الفقه المقلوب. ما كفاه أنه فعل بالأحباب مالا يفعل بالكلاب. حتى تقول هذا الكلام فهو في الخفة والطيش. وقتل المحبوب لا في أيش ولا على أيش (٢).

قلت : وهذا لا ينكر عليه فقد تقدم الكلام على أهل حمص (٣) وخفتهم في طبائع البلدان (٤).

فنقول :

[التركي وجاريته] :

ذكر الشيزري في كتاب : «روضة القلوب» (٤) : أنه رأى بحلب سنة خمس وستين وخمسمائة / رجلا تركيا له جارية رومية يهواها وأنها أحبت شابا خياطا فاعملت الحيلة في وصاله فلم تقدر. فطلبت من سيدها أن يعتقها ويتزوجها ففعل ثم أراد (تزويجها) (٥) فأنظرته لوقت ثم أرسلت للخياط فتزوجته عند القاضي محي الدين أبي حامد محمد بن محمد بن الشيزري (٦). فلما بلغ التركي ذلك صاح صيحة عظيمة ثم اختلط ذهنه (٧) وتوسوس. فحمل إلى البيمارستان فأقام مقيدا بالحديد خمسة أيام لا يأكل ولا يشرب حتى مات في تلك الأيام.

__________________

(١) كذا قرأناها.

(٢) كذا وردت العبارة في الأصل. وهناك العديد من الكلمات العامية.

(٣) العبارة : «على أهل حمص» استدركت على الهامش الأيسر في الأصل.

أ ـ حاشية على الهامش الأيمن في الأصل : «لطيفة : ...».

(٤) روضة القلوب : ذكر الكتاب حاجي خليفة ونسبه لعبد الرحمن بن نصر الله الشيرازي. ذقاضي طبرية (كشف الظنون : ١ / ٩٣٢).

(٥) كذا في الأصل. لعل من الصواب : «الزواج منها».

(٦) لم نهتد الى ترجمته.

(٧) عقله.

٦٠