كنوز الذّهب في تاريخ حلب - ج ١

سبط ابن العجمي الحلبي

كنوز الذّهب في تاريخ حلب - ج ١

المؤلف:

سبط ابن العجمي الحلبي


المحقق: الدكتور شوقي شعث و المهندس فالح البكّور
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: منشورات دار القلم العربي ـ حلب
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٢٥
الجزء ١ الجزء ٢

ومن وقف هذا المكتب : القاسارية التي تحت القلعة بالمكبسلة.

«مكتب الماس» :

داخل باب النصر ، راكب على قبو.

«مكتب تغري بردي» :

اتجاه جامعه.

«مكتب علم الدين بن الكويز» :

على حمام الدلبة وله (١) ترجمة بتاريخ شيخنا. سيأتي في خططها.

«مكتب الأمير ناصر الدين بن ذي القادر» :

بالقرب من المصبغة ، وكان بوابة لقاعات معين الدين بن العجمي فاشتراها وكلا من ورثة معين الدين ، وجعله مكتبا. وتحته حوض ماء.

وله أوقاف. ولناصر الدين المذكور :

«مدرسة للحنفية» :

خارج باب النصر على الخندق ، وبها قراء يقرءون أول النهار.

ولها أوقاف بحلب.

تولى شراءها له شيخنا المؤرخ.

«مكتب ابن الصاحب» :

هذا بالقرب من مصبغة حلب ، وهي مشتملة على بوابة وداخلها فرش من الرخام ، وبركة ماء ، وايوان وإلى جانب هذا المكان قبة عظيمة حسنة البناء أوصى بإنشاء هذا المكان الأمير شهاب الدين بن الصاحب ـ المتقدم ذكره في الترب ـ في سنة خمس وستين وسبعمائة. وتوفي في هذه السنة.

__________________

(١) حتى آخر العبارة سقطت من (ف) والمكتب بخط مغاير في (م)

٤٤١

وأخبرني والدي أنه كان متكلما عليها الشيخ شهاب الدين أحمد بن المرحل شيخه.

وكان إذا خرج لقسم نواحيها يركب حمارة الفلاح لئلا يثقل على الفلاح كلفة دابة أخرى.

ويطلب من الفلاح رغيفا وبيضا ليس إلا.

ولما توفي واقفها وجد في جيبه رقعة مكتوب فيها :

أعليّ في حب الديار ملام

أم هل تذكرها عليّ حرام

أم هل أذم إذا ذكرت معاهدا

فارقتها ولها عليّ ذمام

دار الأحبة والهوى وشبيبة

ذهبت وجيران عليّ كرام

فارقتهم فارقت من وجدي بهم

أفعل لهم أو للكرى المام

كانوا حياتي فابتليت بفقدهم

فعلى الحياة تحية وسلام

(٨٥ و) ف وهي من أبيات لشهاب الدين أبي الثناء محمود بن سليمان الحلبي. وفي ابن الصاحب يقول جمال الدين محمد بن نباته :

إليك أخا العليا والناس والندى

سرى أمل فيه ثنا وثواب

فلا ذم دينا من رأى منك أحمد

ولا أظلمت حال وأنت شهاب

ولا برحت خدام وصفك ما على

محاسنها للواصفين حجاب

لعرضك يمن والمقاصد مرشد

وسعدك نجح والمقال صواب

انتهى.

[ناصر الدين محمد بن الصاحب] :

وكان له أخ وهو الرئيس ناصر الدين أبو عبد الله محمد بن الصاحب شرف الدين أبي محمد يعقوب ماجد عز نصره. وقر بالعلم ناضره. كان كاتبا مجيدا ، سديدا سعيدا قرأ الفقه والعربية ، ومهر في الفنون الأديبة. وارتفع مكانه. وساعده زمانه ولي كتابة السر بحلب ودمشق ثلاثا وعشرين سنة ، والتدريس بهما.

وتوفي سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة بدمشق عن سبع وخمسين سنة.

٤٤٢

وهو القائل :

مشبب شبّ في صناعته

ريحانة الوقت منشئ الطرب

كأن أنفاسه لآلته

روح تثير الحياة في القصب

مولده (١) سنة سبع وسبعمائة ... قرأ القرآن على تاج الدين الرومي ، والتنبيه على ابن خطيب جبرين والزملكاني ، وعلم الحديث على شمس الدين بن ... وسمع بعض ....

... المزي وأجاز له ... وكان يأخذه ... كاتبا مجيدا سعيدا كثير الحيا ذا فضل وإحسان ولي كتابة سر حلب سنة ٧٢٩ فباشرها مباشرة جيدة. وولي تدريس النورية والشعيبية والأسدية وولي قضاء ... بحلب. ولي كتابة السر بدمشق. ودرس بالشامية الجوانية. ولي النظر ...... وكان يستحضر قواعد الفقه فروعا وأصولا. وقواعد أصول الدين. وقواعد الإعراب والمعاني والهيئة وقواعد الطب .... (٢)

إشارة : قال ابن خلكان في ترجمة أبي القاسم الصاحب بن عباد ؛ وهو أول من لقب بالصاحب من الوزراء (٣). وأول من وقع عليه اسم الوزارة في دولة بني العباس فهو حفص بن الخلال (٤). انتهى.

__________________

(١) بياض في (ف). وفي (م) استدركت على الهامش بخط مغاير وسيء جدا. وغير مقروء. تمكنا من استخلاص هذه الفقرة.

(٢) بقي نحو سطرين وقد طمسا.

(٣) وفيات الأعيان : ١ / ٢٢٩ : وأضاف : لأنه كان يصحب أبا الفضل ابن العميد .... وإنما قيل له الصاحب لأنه صحب مؤيد الدولة بن بويه منذ الصبا وسماه الصاحب. فاستمر عليه هذا اللقب واشتهر به. ثم سمي به كل من ولّي الوزارة بعده.

(٤) المعروف بالتاريخ الإسلامي أبو سلمة الخلال. حفص بن سليمان الهمداني. أول من لقب بالوزارة في الإسلام. وكان يقال له : «وزير آل محمد» ويعرف بالخلّال لسكناه بدرب الخلّالين بالكوفة. (معجم الأعلام : ٢٢١).

٤٤٣

وشرط واقفها أن يكون النظر في المكان لمن يكون حاجبا بحلب. وقد وقفت على كتاب الوقف وفيه قدر معاليم أرباب الوظائف مصلحة.

«مكتب الخواجا شهاب الدين الملطي» :

اتجاه بيته على مسجد بني العجمي. (٨٥ ظ) ف

«مكتب ابن مقلد» :

غربي الزجاجية ، بالدرب المتوجه إلى التربة الخشابية ، تحت الساباط ، اتجاه بيت ابن مقلد ، وقد عطل وخرب وقفه ، وهو صفة ايوان تحت الساباط المذكور وكان وقفه على جسر باب النصر فخربت في محنة تمر.

٤٤٤

ذكر

المارستانات

ونبدأ منها :

بيمارستان العتيق :

قال ابن الجوزي : المارستان بفتح الراء ، والعامة تكسرها. وبعضهم يتفاصح فيقول : البيمارستان وهو أعجمي فقيل : المارستان. انتهى.

ومعناه بيت المرضى (١).

[ابن بطلان الطبيب المؤرخ] :

اعلم أن المختار بن الحسن المتطبب دخل حلب سنة أربعين وأربعمائة ؛ قال وبها بيمارستان صغير ، كذا نقلته من خط الصاحب.

ثم رأيت في تاريخ الصاحب من خطه أيضا ما لفظه : المختار بن الحسن بن عبدون بن سعدون بن بطلان الطبيب أو الحسن البغدادي ، طبيب حاذق. نصراني له مصنفات حسنة في الطب وعددها ، وله شعر. وهو الذي بنى البيمارستان بأنطاكية.

وقيل هو وضع البيمارستان بحلب ، وجدد نور الدين عمارته.

وأنه اختار له هذه البقعة التي هو الآن فيها بحلب دون سائر بقاعها وأنه اختبر صحتها بلحم علقه في أماكن حلب بأسرها فلم يجد أصلح من هذا المكان لبناء البيمارستان ، فإن اللحم لم يتغير (٢).

وقفت على مقالة وضعها في علة نقل الأطباء تدبير أكثر الأمراض التي كانت تعالج

__________________

(١) يتألف من مقطعين : بيمار وتعني مريض. وستان بمعنى أرض وبالتالي مبنى للمعالجة. واللفظ مركب فارسي وهو من المعربات. (الألفاظ الفارسية المعربة : ٣٣).

(٢) ف : مكررة.

٤٤٥

قديما بالأدوية الحارة إلى التدبير المبرد كالفالج واللقوة (١) ومخالفتهم في ذلك لمسطور القدماء صنفها في سنة خمس وخمسين وأربعمائة بأنطاكية ، وقال في آخرها وأظنه بخطه : قال المختار بن الحسن : صنفت هذه المقالة لصديق لي في سنة ٤٥٥ وأنا يومئذ مكدود الجسم ، منقسم الفكر في جمع الآلات لبناء بيمارستان بأنطاكية.

وقال في أثناء هذه المقالة : ومما يدل أيضا على اختلاف أحوال البلاد بتنقل القرانات ما حكاه لنا مشايخ أهل حلب أن شجر النارنج ما كانت تنبت بحلب لشدة بردها ، وأن الدور القديمة كلها لم يكن يستطاع السكنى في الطبقة السفلى منها. وأن البادهنجات حدثت منذ زمان قريب حتى أن لادار إلا وفيها عدة بادهنجانات بعد أن لم يكن بحلب ولا واحد.

ووجدت في تعليق لي خرج ابن بطلان من بغداد سنة تسع وثلاثين وأربعماية ، وسافر إلى الشام ودخل مصر سنة أربعين وأربعمائة وأقام بها ثلاث سنين. ثم عاد إلى القسطنطينية وأقام بها سنة ثم خرج منها إلى حلب وأقام بها مدة. وبأنطاكية وكان يتردد من إحداهما إلى الأخرى إلى أن ترهب بأنطاكية.

ومات بها بعد خمس وخمسين. (٨٦ و) ف

وكان القاضي كسرى ـ قاضي حلب ـ قد أسن ، وانحدر إلى ركبته مرض أزمنه ومنعه من المشي فجاءه أبو غانم وهو ابن بنت القاضي كسرى بابن بطلان الطبيب فنظر إلى موضع الألم وقال أدخلوه إلى حمام حارة. واتركوه بها حتى يغشاه الكرب ويضيق نفسه ولا تمكنوه من الخروج فإذا غلبكم على رأيكم وقام خارجا بنفسه فخذوا ماء باردا واضربوا به فخذه إلى ركبته فإنه براء.

فأدخلوه إلى حمام الكنيسة عند باب الجامع ـ وهي حمام النطاعين وقد دثرت الآن ـ وفعلوا به ما قال. فأراد أن يستريح. وطلب ذلك منهم فقالوا له : هاهنا جماعة وعوراتهم

__________________

(١) اللقوة : داء يصيب الوجه يعوج منه الشدق إلى أحد جانبي العنق (المنجد في اللغة : اللقوة).

٤٤٦

مكشوفة فاصبر إلى أن نزيلهم من طريقك ، ودافعوه عن الخروج إلى أن زاد كربه ، ولم يطق الصبر. فنهز قائما. فرموه بماء بارد كما أمرهم فاستمر ماشيا على عادته الأولى.

فسئل ابن بطلان عن ذلك فقال : رأيت هذا شيخا مسنا. ولا يحمل مزاجه أن يسقى أدوية ويعمل له ضمادات ربما يؤذيه فلم أر له دواء ألطف من هذا.

قال لي بهاء الدين أبو محمد الحسن بن الخشاب أنه وجد بخط بعض بني شرارة النصارى الحلبيين أن بطلان توفي بأنطاكية يوم الجمعة الثامن من شوال سنة ثمان وخمسين وأربعمائة. انتهى.

وعلى بابه مكتوب عمره السلطان نور الدين بتولي ابن أبي الصعاليك.

وفي هذا البيمارستان قاعة للنساء مكتوب عليها عمر هذا المكان في دولة السلطان صلاح الدين يوسف بن العزيز محمد بتولي أبي المعالي محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم بن العجمي الشافعي في شهر رمضان سنة خمس وخمسين وستمائة.

وعلى إيوانه أنه عمر في أيام الأشرف شعبان ؛ وأن هذا الإيوان وقاعة النساء الصيفية أنشأها صالح سبط بن السفاح.

وعلى الشباك الذي على بابه أنه أحدث في سنة أربعين وثمانمائة على يد الحاج محمد البيمارستاني. وقاعة المنسهلين كانت سماوية فأسقفها القاضي شهاب الدين بن الزهري. ومن جملة أوقافه : قرية معراثا (١) وأراضي خارج حلب. ومن جملة (٢) أوقافه : حصة بوادي العسل. وحصة بالحميرا وحصة بطاحون عربيا ، جعلها المتكلم عليه الآن ملكا له باليد العادية ؛ قاله العز بن العديم.

وهو بيمارستان مبارك يستشفى به وهو نير ، شرح ، ومفروش من الرخام. وبه بركتا ماء يأتي إليهما الماء الحلو من قناة حيلان. انتهى.

__________________

(١) هناك العديد من المواقع تعرف بهذا الاسم.

(٢) م : استدركت على الهامش.

٤٤٧

وكان بحلب :

«بيمارستان آخر قديم معروف ببني الدقاق» :

وقد دخل الآن في دار سودون الدوداري التي غربي الحلوية التي يسكنها أركان الدولة. انتهى

وعلى باب الجامع الكبير بيمارستان :

وله أبواب عظيمة ، ينسب لابن خرخاز. والآن قد أغلق بابه. ورأيته (٨٦ ظ) ف وهو يجلس فيه الكحالون (١) ، وقد صار مسكنا.

البيمارستان الجديد :

أنشأه أرغون الكاملي ـ كافل حلب ـ داخل باب قنسرين في سنة خمس وخمسين وسبعمائة. واجتهد في أمره. ورفل في أثواب ثوابه. وأجره. وأحكم بنيانه ومهد محاله وإيوانه ، ورفع قواعده ، وهيأ بيوته ومراقده ، وأعد له الآلات والخدم ، ورتب بحفظ الصحة فيه أرباب الحكم ، وأباحه للضعيف والسقيم ، وفتح بابه للراحل والمقيم.

[أرغون الكاملي] :

وتوفي سيف الدين المشار إليه في سنة ثمان وخمسين وسبعمائة. أحسن الله إليه.

وكان لطيف الذات ، وافر الصلات ، ذا ذكاء أشرقت ذكاؤه. وسخاء سح سحابه فوفا وفاؤه. وليّ نيابة السلطنة بحلب قبل دمشق وبعدها توفي بالقدس. ودفن في تربة عمرها لنفسه وأعدها. ولم يبلغ من العمر ثلاثين سنة.

__________________

(١) مفردها كحال : طبيب العيون. (معجم الألفاظ التاريخية : ١٢٨)

٤٤٨

وفي ذلك يقول أبو محمد بن حبيب :

قولا لأرغون الذي معروفه

بالعرف قد أحيى النفوس والأرج

أنزلك الرحمن خير منزل

رحب ورقاك إلى أعلى الدرج

بنيت دارا للنجاة والشفاء

ليس بها على المريض من حرج

انتهى.

ومحلة هذا البيمارستان (١) كان بيتا لأمير فتوصل إليه بطريق شرعي ولم يغير بوابة تلك الدار إنما كتب عليها : اسمه (٢). وهي معمورة وهذا المارستان (٣) له أوقاف مبرورة منها قرية بنش من عمل سرمين وغيرها ، وكتاب وقفه موجود. وقد (٨٢ و) م رتب فيه التراتيب (٤) : قراء يقرءون القرآن طرفي النهار ، وخبزا يتصدق به. ورتب له جميع ما يحتاج إليه من أشربة وكحل ومراهم ودجاج وجميع الملطفات. ووقفه وافر بذلك.

وكان هذا المارستان في كفالة تغرى برمش على أتم الوجوه. وشرط واقفه أن يكون النظر فيه لمن يكون كافل حلب ولما تولى جانم الأشرفي كفالة حلب جعل أمامه متكلما على هذا البيمارستان فصنع له سحابة على إيوانه القبلي على قاعدة بيمارستان القاهرة إذ في هذه السحابة منفعة للضعفاء تقيهم الحر والبرد. انتهى.

خاتمة : نقلت من كلام ابن حجة في توقيع لعلاء الدين بن أبي الحسن علي الحنبلي بنظر المارستان النوري بحلب : «وصفت مشارب الضعفاء بعد الكدر ، وسقاهم ربهم شرابا طهورا ، وتلى لمن سعى لهم في ذلك ، وجزى بالخيرات إن هذا كان لكم جزاء ، وكان سعيكم مشكورا ، ودار شراب العافية على أهل تلك الحضرة بالطاس والكاس. وحصل لهم البراء من تلك البراني التي يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس ، وتمت الصحة في مفاصل ضعفائه ، وقيل لهم (٨٧ و) ف جوزيتم بما صبرتم ، وامتدت مقاصيرهم ، وفتحت أبوابها. وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم.». (٨٢ ظ) م

__________________

(١) ف : المابيمارستان.

(٢) بياض في (ف).

(٣) م : البمارستان.

(٤) بياض في (ف) ، ثم أكملت في (م) بخط مغاير.

٤٤٩

الفصل (١) الحادي عشر

في ـ

خططها (٢)

__________________

(١) تكرر هذا الفصل في نسخة (م) حيث أضيف في نهاية الجزء الثاني وصفحة رقم ٥٦. وقمنا بالجمع بين النسخ الثلاث وأشرنا إلى الجزء المكرر بالرمز (م*). كما سبق وذكرنا في المقدمة.

(٢) م* : وأضيف : «وقلعتها ودار عدلها وسورها وحماماتها».

٤٥٠

ولنبدأ منها بالقصبة العظمى التي يدخل إليها من باب أنطاكية وينتهي إلى تحت القلعة ، وما يتشعب عنها (١) :

[القصبة العظمى وما يتشعب عنها من دروب]

«درب البزادرة» :

هو الملاصق لسور باب أنطاكية إلى ناحية القبلة (٢).

وتقدم أن بهذا الدرب حجرا ينفع للبرقا (١).

«درب الزيدية» :

هو الدرب الذي به المدرسة ، وبرأسه مسجد تحت الساباط. وكان هذا المسجد قد جعل دارا ، وأبيع ، فانتزعه السوسي ـ قاضي حلب ـ وأعاده مسجدا كما كان وعلى بابه سبيل ماء وعلى علوه طبقة. (٨٧ ظ) ف

ولهذا ...... (٢).

«درب ابن كزلك» :

الآن نسبه إلى بني كزلك وكانوا تجارا. وبه مسجد عمر في سنة سبع وسبعين وسبعمائة. وهذا المسجد جيد العمارة.

__________________

أ ـ م* : ٥٦ : «بعد أن تعلم أن السلطان الملك العادل نور الدين الشهيد تغمده الله تعالى برحمته وقف نصف قرية (الح ـ ار) بانون من معر تمصرين على إصلاح الشوارع والبقية على الحلاوية.

ولنتكلم عن ذلك فنقول :

ب ـ ف : حاشية في الأصل : «قال في الذيل سمي بذلك الآن لأن الذين يحملون طيور الكفال يسكنون هناك». وأيضا في (م*).

(١) كذا في الأصل. لعله : «البرقان». أو : البرقاى. من (برق ظهره) لمع عليه (في الطب العربي).

(٢) بياض في الأصل.

٤٥١

«درب الحطابين» :

وهو الذي به المقدمتين المدرسة والخانقة (١). وبرأسه من جهة السوق (٢) مسجد معلق أنشأه الحاج جعفر بن مزاحم قاله ابن شداد (١).

وقد جدد هذا المسجد يوسف بن أحمد ـ أحد رجال الحلقة ـ سنة تسع وثلاثين وسبعمائة. وقد عطل الآن (٢) وسد بابه وجعل ملكا. ثم جدد في زماننا.

وهذا الدرب يعرف الآن ببني سلار ؛ كما تقدم إذ كانت دارهم به (٣). وهي بيد بني الحفساوي.

وخارج هذا الدرب من القبلة مسجدا أنشأه محمد بن رفاع بن أبي نصر سنة أربع عشرة وستمائة.

«درب الخراف» :

هو الذي به المسمط الآن. (٤).

قال ابن شداد (٣) : برأسه مسجد. ثم قال (٤) : وبرأسه مسجد أنشأه النقيب

__________________

أ ـ م* (٥٦ ظ): «المدرسة خانقاه المعدنين».

ب ـ م* (٥٦ ظ): «العراق».

(١) (الأعلاق الخطيرة : ١ / ١ / ١٨٩».

(٢) م* (٥٦ ظ): (هجر).

ج ـ ف : حاشية في الأصل : «قال في الذيل : لأن دار الأمير ناصر الدين محمد بن سلار ـ كافل قلعة حلب ـ به وكان مقدما عند الظاهر برقوق وكذلك ولده». وأيضا م*.

د ـ ف ، م* : «قال في الذيل : وكان فيه باب الكنيسة. فلما جعلها ابن المقدم مدرسة حوّل بابها إلى درب الحطابين».

(٣) (الأعلاق الخطيرة : ١ / ١ / ١٨٩).

(٤) (الأعلاق الخطيرة : ١ / ١ / ١٩١).

٤٥٢

أمين الدين أبو طالب الإسحاقي (١).

«درب السبيعي» :

هو الذي به البيمارستان النوري منسوب إلى الحسن بن أحمد بن صالح الحافظ الهمداني السبيعي الحلبي من أولاد أبي اسحاق السبيعي وابن عمرو. وأبو اسحاق له ترجمة في كلام المزي والذهبي وغيرهما في رواة الستة الأصول كان حافظا متقنا ، رحالا ، عالي الرواية. خبيرا بالرجال والعلل (٢) فيه تشيع يسير. توفي سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة. انتهى.

وتقدم أن بهذا الدرب مسجد ابن زريق.

«درب حمام عتاب» :

وعتاب المذكور وكان شرابيا فباع لشخص شرابا وأمره أن يضع فيه من الماء البارد وأن يشربه فلما فعل ذلك مات في الحال فرفع أمره إلى كافل حلب فأمر بإحضاره وبإحضار البرنية (١) التي أخذ منها الشراب فارتاع لذلك فأسقاه الكافل من الشراب الذي بالبرنية فلم يعمل فيه شيئا فعند ذلك سألهم عتاب من أي موضع أخذتم الماء الذي أمرتكم بأخذه فقالوا من جب في دارنا. فحضر أرباب الدولة إلى هذه الدار ونظروا في الجب فإذا به حية عظيمة لم تمت فعند ذلك عمد عتاب إلى إبطال (٨٧ ظ) ف صنعة الشراب وبنى هذا لحمام. وصار يأكل من ريعها. انتهى (٨٣ و) م

__________________

أ ـ ف ، حاشية في الأصل : «قال في الذيل : وبه دار الذهب لبني زهرة. ولهم هناك دور غيرها». وأيضا م*.

ب ـ ف ـ حاشية في الأصل : «قال في الذيل : سمع وروى عنه الدار قطني والبرقاني وكان وجيها عند سيف الدولة ويزوره في داره. وصنف له كتاب التبصرة في فضائل العترة المطهرة [لم يرد في كشف الظنون] وهو الذي وقف حمام السبيعي على السادة العلويين».

وأيضا م*

(١) البرنية : إناء من خزف. (معجم الألفاظ التاريخية : ٣٣).

٤٥٣

«درب الدهانين (١)» :

وبه خان الدهان. والذي يظهر لي أنه خان ابن الجلّي. وكان هناك السقاية المجدية. وحماما دار دكا. وهناك مكان كان يعرف بتل فيروز.

«درب به مطهرة عمرها أقوش استادار (٢) الطنبغا كافل حلب» :

وبهذه الدرب مسجد متسع عمره أبو الفتح مسعود بن الأمير سابق الدين عثمان في سنة خمس وستمائة (٣).

وكان بهذا الدرب مسجد آخر معلق. وقد خرب وسلّمه (٣) باق.

قلت : وكان هذا الدرب يعرف قديما بدرب الحصادين.

«درب به حماما الست» :

وقد عطلت إحداهما ؛ نسبة (٤) ...... (٥).

ويصعد من هذا الدرب إلى فندق عائشة ـ وقد تقدم أنها عائشة بنت صالح بن علي ابن عبد الله بن العباس. وكانت بارعة الجمال. تزوج بها موسى الهادي ـ

__________________

(١) م : غفل الناسخ عن ذكر هذا الباب في الأصل. ثم عاد فذكره في (م*). وسماه : «درب الدهان».

(٢) الاستادار : لقب مملوكي يطلق على القائم على الشؤون الخاصة للسلطان والاستادارية : وظيفة موضوعها التحدث في أمر بيوت السلطان من : المطابخ والشراب خانة ، والحاشية .... (معجم الألفاظ التاريخية : ١٤).

أ ـ ف : حاشية في الأصل : «سابق الدين هو ابن داية نور الدين محمود». وأيضا م* (٥٦ ظ).

(٣) م* (٥٦ ظ) : درجه.

(٤) بياض في الأصل.

ب ـ ف : حاشية في الأصل : «قال في الذيل : وبالحمام خلوة على يسرة الداخل لها جرن رخام أبيض. كان بحلب شخص يقال له ابن المرزوق وجاء إلى كمال الدين بن العديم صاحب الحمام وطلب منه شيئا فلم يعطه فضرب الجرن برأسه فكسره». وأيضا (م*).

٤٥٤

وهذا المكان نزه مرتفع. وكان به مسجدان أحدهما بوسطه. وقد دثر والآخر بذيله وهو باق. انتهى.

والآن احكار قرار هذا الفندق جارية في وقف الجامع الكبير. انتهى.

وكان بهذا الدرب خان يسمى خان القواسين لبني العجمي (١).

«درب (٢) الدلبة» :

وكان به حبس وبه شجرة دلب فسمي بذلك (٣).

وكان بهذا الدرب حمام يسمى حمام العفيف. والآن به حمامان أنشأهما علم الدين بن الكويز. وكان بهذا الدرب على رأسه مسجد ؛ قاله ابن شداد والآن هناك مسجد مغلق (٤).

__________________

أ ـ ف : حاشية في الأصل : «اندثر وعمر دورا ، ثم جدده العلائي علي بن شهاب الدين أحمد بن الشيباني في سنة سبع وسبعين وثمانمائة.

[موسى الهادي] : وموسى الهادي هو ابن محمد المهدي. توفي لثلاث عشرة بقيت من ربيع الأول سنة سبعين ومائة. وخلافته أربعة عشر شهرا وأحد عشر يوما. وقيل سنة وثلاثة أشهر. وقيل وأربعة أشهر. قيل أن أمه الخيزران قتلته لأنه اتصل به أن القوادين يترددون إليها في حوائجهم فثقل عليه ذلك وقال لها : إن بلغني أن أحدا وقف ببابك من خاصتي ضربت عنقه فانصرفت لاتعقل. وقيل أرسل إليها بأرز مسموم فخافت من ذلك فأطعمته كلبا فتساقط لحمه. فأرسل إليها لو أكلت منها كنت استرحت مني فمرض واشتد مرضه فوضعت على رأسه مخدة فمات والمهدي أبوه توفي يوم الخميس لثمان بقين من المحرم وسنة تسع وستين وكانت خلافته عشر سنين وتسعا وأربعين». وأيضا (م*).

ب ـ ف : حاشية بالأصل : «الدرب : السوق أو الطريق في استعمالهم».

ج ـ ف : حاشية بالأصل : «وتقدم أنه لعلها هي التي وقع الطائر عليها وصاح : الله الله».

أيضا م* (٥٧ ظ).

د ـ ف : حاشية بالأصل : «قال في الذيل : وعلم الدين هو داود بن عبد الرحمن بن داود الشريكي الأصل. مات بهزلة ببركة الرطيلي. ـ

٤٥٥

«درب الحدادين» :

هو الذي به الحدادية المتقدم ذكرها في المدارس.

وبهذا الدرب مسجدان كان أحدهما فوق الحوض الذي كان على باب المدرسة وتقدم أن اقجا (١) خربه (٢) ، وجدد هناك حوضا كبيرا ، والمسجد الآخر باق وقد كان جدده زوجة الحمزاوي ـ كافل حلب ـ ثم جدده بعض التجار. وبرأس هذا الدرب بالقرب من السفاحية حمام ميخان. انتهى.

__________________

ـ صبيحة يوم الاثنين سلخ رمضان سنة ست وعشرين وثمانمائة بعد أن طال مرضه. وكانت أمور المملكة في مدة مرضه لا تصدر إلا عن رأيه وتدبيره وكان يجتمع بالسلطان خلوة. وأبوه عبد الرحمن خدم نائب الكرك حتى قرره في كتابة السر ثم تحول إلى حلب فخدم كمشبغا الكبير. وقدم معه القاهرة صاحب ديوانه. ونشأ علم الدين هذا ترفا صلفا مسعود الحركات وصاهر ابن أبي الفرج. وكان أخوه خليل أسن منه. ثم اتصلا بشيخ نائب الشام قبل سلطنته فخدماه وهو ينوب في طرابلس ثم في دمشق. ثم في حلب ثم قدما معه إلى القاهرة فعظم شأنهما وباشر علم الدين نظر الجيش بطرابلس ثم بدمشق. وامتحن هو وأخوه في وقعة صرخد وصودر ثم لما تسلطن شيخ تقرر في نظر الجيش ثم اختص بالظاهر ططر وتقرر عنده كاتب السر. وكان دينا. يتعفف عن الفواحش. ويلازم مجالس أهل الخير مع طول الصمت. ومن حسناته أنه لما كان بسقحب صحبه الظاهر راجعا إلى مصر استأذنه في زيارة القدس فتوجه من طريق نابلس فشكى إليه أهل القدس والخليل ما أضربهم من أمر الجباية. وكانت لنائبه بالقدس. ويحصل منها لفلاحي القرى إجحاف شديد ويحصل للنائب ألوف الدنانير ولمن يتولى استخراج ذلك ضعفه. فلما رجع استأذن السلطان في إبطال هذه المظلمة فأذن له فكتب مراسيم وقرئت بالقدس والخليل فكثر الدعاء بسبب ذلك. وهو الذي أنشأ الميضأة بالقرب من الحمام المذكور على الشارع.». وأيضا (م*).

أ ـ م* : «خازندار».

ب ـ ف : حاشية في الأصل : «قال في الذيل : ولقد رأيت الحوض ورأيت اقجا الخازندار وهو يخربه ولا ينكر عليه أحد بلسانه».

٤٥٦

قال ابن شداد : وبهذا الدرب مشهد يعرف بعلي رضي الله عنه ولعله هو هذا المسجد المتقدم الذي هو باق الآن.

«درب الأسفريس» :

تقدم ضبطه وما فيه من المنافع ، وتقدم أن المسجد الذي به نزل ولي الله العارف إبراهيم بن أدهم (١).

ثم قرأت بخط الصاحب ما لفظه : دخل إبراهيم أنطاكية ومرعش وطرسوس والمصيصة وأدنه والظاهر أنه دخل حلب نفسها فإنه كان كثير التردد في أعمالها ونواحيها. وحيث ذكرناه نذكر ترجمته فنقول (١) :

[إبراهيم بن أدهم] : هو أبو إسحاق البلخي أحد الزهاد ، نزيل الشام ، حج أدهم بأم إبراهيم فولدت إبراهيم بمكة فجعل يطوف به على الخلق ويقول ادعوا لابني أن يجعله الله رجلا صالحا. ثم نشأ وتوفي والده. واستجاب الله دعاءهم له (٨٨ ظ) ف وصار إلى ما صار إليه من الزهد والعبادة بعد سلطنة خراسان وخرج يوما إلى الصيد فأثار أرنبا وهو في طلبه فهتف به هاتف : ألهذا خلقت. أم بهذا أمرت؟ ثم هتف به من قربوس سرجه والله ما لهذا خلقت. فنزل عن دابته. وصادف راعيا لأبيه. (٨٣ ظ) م فأخذ جبته الصوف فلبسها وأعطاه فرسه ومامعه ودخل البادية. ثم دخل مكة. وقال قدمت الشام من أربع وعشرين سنة. ما جئت لرباط ولالجهاد. وإنما جئت أشبع من خبز الحلال. وكان ينشد :

أرى أناسا بأدنى الدين قد قنعوا

ولا أراهم رضوا في العيش بالدون

فاستغن بالله عن دنيا الملوك

كما استغنى الملوك بدنياهم عن الدين

__________________

أ ـ حاشية بالأصل : انظر ترجمة إبراهيم بن أدهم قدس سره.

(١) للمزيد انظر (كتاب الأربعين في شيوخ الصوفية للماليني).

٤٥٧

واختلف إلى الخلاء في الليلة التي توفي بها خمسا وعشرين مرة كل ذلك يجدد الوضوء للصلاة. فلما أحس بالموت قال : أوتروا لي قوسي. وقبض على قوسه فقبض الله روحه والقوس في يده.

توفي سنة إحدى وستين ومائة. وقيل اثنين وستين.

ورأيت في المنتظم : توفي في الجزيرة وحمل إلى صور فدفن هناك.

وترجمه الشريف في مجمع الأحباب ترجمة طويلة وذكر أنه توفي في الجزيرة وحمل إلى صور كما تقدم.

ثم رأيت في مصباح العيان أنه توفي في بعض جزائر البحر (١). وبجبلة قبر يزار يقال أنه قبره. انتهى.

وقرأت في تاريخ الصاحب : قال : ودفن بسوفين ، حصن ببلاد الروم هكذا ذكر.

وقد ذكر القشيري أنه مات بالشام (١).

وقبره ظاهر بجبلة يقصده الناس للزيارة. ويتداول الناس الخلف عن السلف أنه القبر الذي بجبلة قبره. انتهى.

وقد زرت قبره وعليه من المهابة ما هو لائق به. وعنده حجر أسود يقال أنه كان يتوسده. وله غار على البحر كان يتعبد به ، بالقرب منه مدفون سيدي إبراهيم الخطاب.

وعلى ابن أدهم مشهد وله مئذنة وعليه أوقاف جارية عليه. وهي كثيرة. وله سماط كبير. والناظر عليه إذا تعدى في وقفه يستغيث أهل المقام بسيدي إبراهيم فيظهر سره في الحال.

__________________

أ ـ ف : حاشية في الأصل : «وفي تاريخ الصفوي : دفن في جزيرة في البحر في بلاد الروم.». وكذلك في (م*).

(١) (الرسالة القشيرية : ٨).

٤٥٨

وأخبرني جماعة من أهل جبلة قالوا كان ناظر وهو شيخ المكان تعدى على المقام فاستغاثوا به فنشأت سحابة ووقع منها صاعقة على المئذنة والبيت الذي يسكنه الناظر إلى جانب المئذنة فوق السطح فدخلت إلى البيت وأحرق الشيخ المذكور والله تعالى أعلم.

ومن كلام سيدي إبراهيم : أطب مطعمك. ولا عليك أن لا تقوم ليلا ولا تصوم نهارا (١).

وكان عامة دعائه : اللهم انقلني من ذل معصيتك إلى عز طاعتك.

وقال لرجل في الطواف : لا تنال درجة الصالحين حتى تجوز ست عقبات : (٨٤ و) ف تغلق باب النعمة وتفتح باب الشدة ، وتغلق باب العز وتفتح باب الذل ، وتغلق باب الراحة وتفتح باب الجهد ، وتغلق باب النوم وتفتح باب السهر ، وتغلق باب الغنى وتفتح باب الفقر ، وتغلق باب الأمل وتفتح باب الاستعداد للموت.

ومن كلامه :

هجرت الخلق طرا في هواكا

وأيتمت العيال لكي أراكا

فلو قطعتني في الحب إربا

فلم أسجد لمعبود سواكا

تجاوز عن ضعيف قد جناكا

وجاءك راجيا يرجو لقاكا(٨٤ و) م

 «الدرب الآخذ إلى منكلي بغا من رأس درب الاسفريس» :

وبه مسجد قديم وجدّده بعد خرابه الحسن بن الجلي. وله منارة قصيرة وبالقرب من جامع منكلي بغا اتجاه الحمام مسجد الاعزازي [كمال الدين رحمه الله تعالى](١). وبالحضرة تكية أنشأها أخي الأبار وأبوه.

__________________

أ ـ م* : حاشية في الأصل : «مطلب : ما كان يقول سيدي إبراهيم بن أدهم نفعنا الله تعالى به آمين.».

(١) إضافة عن (م*).

٤٥٩

«درب بني السفاح» :

به آدرهم. والمدرسة المتقدم ذكرها (١). وغربي دورهم مسجد من إنشائهم كان يقرئ به شمس الدين الغزي من أول النهار إلى الظهر ، وهو مسجد نير. والآن قد عطل. ومن الموقوف عليه نصف طاحون الجديدة.

وكان بهذا الدرب دار الشيخ زين الدين بن الوردي (٢).

ونزل (٢) بهذا المسجد المسلك زين الدين الخوافي ومعه أولاده وجماعة. وذلك يوم الأحد سابع جمادى الآخرة سنة خمس وعشرين وثمانمائة. ثم سافر إلى العجم وألبس جماعة الخرقة. وأخذ العهد على جماعة. وأسمعهم مصافحة منه إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأشخاص قليلة.

قال والدي ـ رحمه الله ـ وفي صحتها نظر ولا أعرف أنا أحدا من الجماعة المذكورين فيها. انتهى.

ولما قدم إلى القاهرة كتب إليه شيخنا أبو الفضل :

قدمت لمصر يازين المعالي

فوافتها الأماني والعوافي

وما سرت القوافل منذ دهر

بمثل سرى القوادم بالخوافي

فأجابه :

أيا من فاق أهل العصر فضلا

وعلما بالحديث وبالاعتراف

تقدس سرك الصافي فاحيا

من الآثار مندرس المطاف

__________________

(١) م* : (٥٨ ظ) : ومدرستهم.

أ ـ ف : حاشية في الأصل : «وقد خربت الدار وصارت ترمنه. وجدد مكانها اصطبل قاله في الذيل» ، وأيضا (م*).

(٢) استدركت على الهامش بخط مغاير في (م) وحتى بني السفاح.

٤٦٠