كنوز الذّهب في تاريخ حلب - ج ١

سبط ابن العجمي الحلبي

كنوز الذّهب في تاريخ حلب - ج ١

المؤلف:

سبط ابن العجمي الحلبي


المحقق: الدكتور شوقي شعث و المهندس فالح البكّور
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: منشورات دار القلم العربي ـ حلب
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٢٥
الجزء ١ الجزء ٢

واعلم أن المؤرخين والمتقدمين لم يحكوا في تواريخهم ما صدر في الصدر الأول من حل الكتابة القديمة وطلبها ممن يحسنها ويدريها عبثا. بل نبهوا بذلك على أن الصدر الأول إذا كان هذا طلبهم ممن يحسن ذلك ويجرون عليه الأرزاق / (٤ و) ف. ويدرّون عليه فكيف حالهم مع من يحسن الشرعيات / (٨ و) م. وكل هذا من جملة الحرص على محبة العلماء وأرباب العلوم والأدب.

فلله در العلم ومن به تردى

وتعسا للجهل ولمن في أوديته تردى

فانظر الآن إلى أهل الفضائل كيف هم مخمولون لا يعبؤون بهم. ولا يوقرون في مجلس ولا يصدرون. بل أكلوا ما لهم من الأرزاق والأقوات. وتركوهم يأكلون النبات :

ما الفضل إلا لأهل العلم أنهم

على الهدى لمن استهدى أدلاء

قدر كل امرئ (١) ما كان يحسنه

والجاهلون لأهل العلم أعداء

ولقد أحسن الإمام فخر الدين الرازي (٢) حيث ، قال :

تعس الزمان فإن من أخلاقه

بغضا لكل مهذب ومفضل.

وتراه يتبع كل نذل ناقص

تبع النتيجة للأخس الأرذل.

«قلت» :

وأذكرني هذا الحال ما قال الأعمش (٣) : «اشتكت شاة عندي فكان خيثمة بن

__________________

(١) في الأصل : امرء.

(٢) فخر الدين الرزاي : محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي. البكري ولد عام ٥٤٤ ه‍.

كان أوحد زمانه في التفسير والمنقول وعلوم الأوائل. قرشي النسب أصله من طبرستان. ومولده في الري. واشتهر (بابن خطيب الري». توفي عام ٦٠٦ ه‍ (عجم الأعلام : ٧٦٥).

(٣) الأعمش : سليمان بن مهران ، الأسد بالولاء. أبو محمد. تابعي مشهور. ولد عام ٦١ ه‍. وكانت وفاته عام ١٤٨ ه‍.

١٠١

عبد الرحمن (١) يعودها بالغداة والعشي يسألني : هل استوفت علفها. وكيف صبر الصبيان منذ فقدوا لبنها. وكان تحتي لبد أجلس عليه فإذا خرج قال : خذ ما تحت اللبد حتى صار إليّ في علة الشاة أكثر من ثلاثمائة دينار من بره. حتى تمنيت أن الشاة لم تبرأ».

ويعجبني قول العلامة المحقق تقي الدين محمد بن دقيق العيد :

أهل المناصب في الدنيا ورفعتها

أهل الفضائل مرذولون بينهم

قد أنزلونا لأنا غير جنسهم

منازل الوحش في الإهمال عندهم

فما لهم في توقي ضيرنا نظر

ولا لهم في ترقي قدرنا همم

فليتنا لو قدرنا أن نعرفهم

مقدارهم عندنا أو لودروه هم

لهم مريحان من جهل وفرط وغنى

وعندنا المتعبان العلم والعدم

وناقضه أبو الفتح الثقفي فقال ، وأجاد :

إن المراتب والدنيا ورفعتها

عند الذي حاز علما ليس عندهم

لا شك أن لنا قدرا رأوه وما

لقدرهم عندنا قدر ولا لهم

هم الوحوش ونحن الأنس حكمتنا

تقودهم حيث ما شئنا وهم نعم

وليس شيء سوى الإهمال يقطعنا

عنهم لأنهم وجدانهم عدم

لنا المريحان من علم ومن عدم

وفيهم المتعبان الجهل والحشم

ولو أردنا أن نورد ما في طلب العلم من الفضائل لطال علينا وخرجنا عن مقصودنا ولكنا نقول ما قاله الجاحظ (٢) :

__________________

(١) خيثمة بن عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي الكوفي ، من نقلة الحديث. أخرج له الجماعة. قال عنه الأعمش : ورث خيثمة مائتي ألف درهم فأنفقها على الفقراء. وقيل عنه : كان يختم في ثلاث. وثقه العديد. توفي عام ٨٠ ه‍. (خلاصة تهذيب الكمال : ٩٢)

(٢) قيل إن للجاحظ شعرا ولكن لا يقارن مع أدبه ونثره.

١٠٢

يطيب العيش إن تلقا حكيما

غذاه العلم والنظر المصيب

فيكشف عنك ميرة كل جهل

وفضل العلم يعرفه الأديب

سقام الحرص ليس له شفاء

وداء الجهل ليس له طبيب

ونختم كلامنا بكلام أبي محمد الجويني (١) تيمنا به : «اللهم لا تعقنا عن العلم بعائق».

«خاتمة» : تقدم في الكلب الكلب ما سمعته من والدي. ثم رأيت أهل البديع يستشهدون بقول الكميت (٢) من قصيدة يمدح بها أهل البيت :

أحلامكم لسقام الجهل شافية

كما دماؤكم تشفى من الكلب

وقول الحماسي : (٣)

....... دماؤكم من الكلب الشفاء فنظرت في كلام المحقق سعد الدين فرأيته ؛ قال : «الكلب شبه جنون يحدث للإنسان من عض الكلب الكلب ؛ وهو الذي يأكل لحوم الناس فيأخذه من ذلك شبه جنون ، لا يعض إنسانا إلا كلب. ولا دواء له أنجع من شرب دم ملك.». (٤) انتهى.

__________________

(١) عبد الله بن يوسف بن محمد بن حيّوية الجويني. من علماء التفسير واللغة والفقه. ولد في (جوين) من نواحي نيسابور توفي عام ٤٣٨ ه‍. (معجم الأعلام : ٤٦٢).

(٢) سبق التعريف به. انظرها.

(٣) سبق التعريف به. انظرها.

(٤) وردت هذه الفقرة ـ بكاملها ـ فيما سبق كحاشية للأصل. انظرها.

١٠٣

الفصل السابع

في

ـ تراجم من دفن بها أو بمعاملتها من الخلفاء والملوك.

١٠٤

اعلم وفقك الله ، وبصّرك بعيوب نفسك أنّا ترجمنا بعض الخلفا [ء] والملوك هنا ليعتبر الناظر في تراجمهم ، ويعلم أنه لا بقا [ء] له في الدنيا. وأنه (١) لا دواء للموت ؛ كما قال صلى الله عليه وسلم : «ما أنزل الله داء إلا وأنزل له شفاء إلا الموت ؛ وفي رواية إلا الهرم». ونستفتح هذا الفصل بمواعظ.

ويقال : لا يدرك البقاء إلا بالدوا [ء]. والشقي من جمع لغيره وضنّ على نفسه بخيره.

ويقال : مدة العمر قليلة ، وصحة النفس مستحيلة.

ومن لم يعتبر بالأيام ولم ينزجر بالملام لكن (٢) يثور.

قال الأول : بيت :

إذا قسى القلب لم تنفعه موعظة

كالأرض إن سبخت لم ينفع المطر.

منهم :

الملك الظاهر غازي بن الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب (٣)

مدفون بالمدرسة السلطانية (٤) تحت قلعتها ؛ وهو :

أبو الفتح ، وأبو منصور. كان مهيبا ، حازما ، كثير الاطلاع على أحوال رعيته واختبار الملوك ، عالي الهمة ، حسن التدبير ، باسط العدل ، محبا للعلماء ، مجيزا

__________________

(١) م : العبارة : (أنه لا دواء للموت ..... وحتى ... هذا لفصل بمواعظ). استدركت على الهامش الأيسر وبخط مغاير.

(٢) م : العبارة : (لكن يثور .. وحتى .. لم ينفع المطر). استدركت في أعلى الصفحة وبخط مغاير.

(٣) انظر : (المختصر : ٣ / ١١٧)

(٤) المدرسة السلطانية : وتعرف بالمدرسة الظاهرية الجوانية ، وتقع قبالة قلعة حلب وسترد في فصل المدارس.

١٠٥

للفقراء ، أعطاه والده حلب في سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة بعد عمه العادل (١). توفي بقلعة حلب ليلة الثلاث [و] العشرين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة وستمائة ، ودفن بالقلعة.

ثم بنى الطواشي تغربك أتابك (٢) ولده العزيز مدرسة تحت القلعة ، وعمر فيها تربة ونقله إليها.

ومولده بالقاهرة في نصف رمضان سنة ثمان وستين وخمسمائة. وهي السنة الثانية من استقلال أبيه بالمملكة بالديار المصرية.

ومن شعره في مملوكه ايبك الجمدار / (٥ و) ف :

أنا مالك مملوك ظبي أغيد

ومن العجائب مالك مملوك

وأنا الغني وإنني من وصله

بين البرية معدم صعلوك

ولكم سفكت دما بسيفي عنوة

ودمي بسيف لحاظه مسفوك

نقلته من ديوان الصبابة.

قال الذهبي ، قال الحلي الشاعر يوما للظاهر في المنادمة وهو يعبث به وزاد عليه. فقال : أنظم؟ يتهدده بالهجاء!. فقال : السلطان : أنثر ، وأشار إلى السيف! انتهى.

توفي طغربك المذكور سنة إحدى وثلاثين وستمائه.

__________________

(١) الملك العادل : سيف الدين ابو بكر محمد بن أيوب. ولد عام ٥٣٨ ه‍. شهد المغازي مع أخيه صلاح الدين. استنابه بمصر. ثم حلب ثم بدله بابنه. كان سائسا. مصيبا امتدت أيامه حتى حكم العديد. اختلف مع أولاد أخيه صلاح الدين. هادن الفرنج. خلّف عدة أولاد. توفي عام ٦١٥ ه‍. (تهذيب سير أعلام النبلاء : ٣ / ١٨٩)

(٢) طغرلبك شهاب الدين الخادم ـ كان مدبر دولته. وكان صالحا ، خيرا ، متعبدا كثير المعروف. ذا رأي وعقل. وسياسة وعدل. توفي عام : (٦٣١ ه‍) (شذرات الذهب : ٥ / ١٤٥)

١٠٦

ثم قام بالأمر بعد الملك الظاهر غازي ولده العزيز غياث الدين أبو المظفر محمد (١) ومولده يوم الخميس خامس ذي الحجة سنة عشر وستمائه بقلعة حلب.

وتوفي بها يوم الأربعاء رابع عشر ربيع الأول سنة أربع وثلاثين وستمائه ودفن بالقلعة(٢).

وترتب بعده صلاح الدين (٣) يوسف بن الملك العزيز.

وقام بتدبير دولته : الأمير شمس الدين لؤلؤ الأميني (٤) ، وعز الدين بن مجلى (٥) والوزير جمال الدين القفطي (٦) ، والطواشي جمال الدولة إقبال الخاتوني (٧). والأمر كله راجع إلى ضيفة خاتون (٨).

وذكر في تاريخ الإسلام (٩) ترجمة لصلاح الدين : منها : كان يذبح في مطبخه

__________________

(١) الملك العزيز غياث الدين : قيل عنه : ملك حلب وهو ابن أربع سنين. وقام بالأمر طغربك. كان شابا عادلا ، شفوقا على الرعية ، متوددا لابأس به. (تهذيب سير أعلام النبلاء : ٣ / ٢٧٨).

(٢) عن ظروف الوفاة انظر : (المختصر : ٣ / ١٥٨).

(٣) انظر ترجمته في : (سير أعلام النبلاء : ٢٣ / ٢٠٤).

(٤) لؤلؤ الأميني : انظر : (سير أعلام النبلاء : ٢٣ / ٢٠٤).

(٥) عز الدين بن مجلي : انظر المصدر السابق.

(٦) الوزير جمال الدين أبو الحسين علي بن يوسف الشيباني. المصري. صاحب «تاريخ النحاة». و «تاريخ مصر». وغيرها. كان عالما بالوصف. وقاضيا. ووزيرا .. توفي عام ٦٤٦ ه‍. (تهذيب سير أعلام النبلاء : ٣ / ٢٨٤)

(٧) إقبال الخاتوني : انظر : (سير أعلام النبلاء : ٢٣ / ٢٠٤)

(٨) ضيفة خاتون : بنت الملك العادل وزوجة الملك الظاهر. ووالدة صاحب حلب ـ المذكور ـ الملك الظاهر. كانت نبيلة معظمة. نافذة الأوامر ، دينة ، عادلة سائسة ، تباشر الملك بنفسها. كثيرة البر. توفيت بحلب سنة ٦٤٠ ه‍. عن ٥٩ سنة. (تهذيب سير أعلام النبلاء : ٣ / ١٩٢)

(٩) وفي كتابه : «سير أعلام النبلاء : ٢٣ / ٢٠٤». عن : (تهذيب سير أعلام النبلاء : ٣ / ٢٧٨)

١٠٧

كل يوم أربعمائة رأس سوى الدجاج والطيور والأجدية.

قال : وقيل أن قتله عقب وقعة عين جالوت في الخامس والعشرين من شوال سنة ثمان وخمسين وستمائه (١). انتهى.

واتسعت مملكته وملك دمشق والبلاد الشامية يوم الأحد سابع ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين وستمائه (٢).

ومولده بقلعة حلب في رمضان سنة سبع وعشرين وستمائه. وقصده التتار وملكوا دمشق. فخرج منها في صفر سنة ثمان وخمسين في الثالث والعشرين من شوال (٣).

وتوفي الصالح شهاب الدين أحمد ـ صاحب عين تاب ـ بن الظاهر غازي في شعبان سنة إحدى وخمسين وستمائه.

وكانت ولادته في صفر سنة ستمائه بحلب.

ومات بعين تاب ، وإنما قدم العزيز وهو الأصغر لأن أمه ضيفة خاتون بنت العادل ابن أيوب. فقدموه في الملك لأجل جده ، وأخواله ، والصالح أمه جارية (٤).

واعلم أنني اقتصرت وذكرت في ترجمة السلطان صلاح الدين ما ذكره في تاريخ الإسلام (٥) إشارة إلى أن الواقف على هذا التاريخ ينظر كيف كان الملوك وكيف آل الحال.

وقد روينا بالسند إلى ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قال : «ذهب الناس وبقي

__________________

(١) وروايات أخرى. انظر المصدر السابق.

(٢) انظر : «المختصر في تاريخ البشر : ٣ / ١٨٣».

(٣) انظر : «المختصر في تاريخ البشر : ٣ / ٢٠٠».

(٤) انظر : «شذرات الذهب في أخبار من ذهب : ٥ / ٢٥٣)

(٥) أيضا ذكره الذهبي في : (سير أعلام النبلاء : ٢١ / ٢٧٨)

١٠٨

النّسناس (١)». قيل : وما النسناس؟. قال : الذين يشبهون الناس. وليسوا بالناس.

يعجبني قول بعضهم :

قف بالديار وناد في صحرائها

فعسى يجيب الحي عن أبنائها.

لا والذي حجت قريش بيته

مستقبلين الركن من بطحائها.

ما أبصرت عيني خيام قبيلة

إلا ذكرت أحبتي بفنائها.

أما الخيام فإنها كخيامهم

وأرى نساء الحي غير نسائها.

وأما السلطان المذكور فلسان الحال يقول في ترجمته :

عجبا إذا لاقى شريف ركابه أرضا

ولم يخضر يابس عودها.

وإذا تلألأ من أشعة وجهه

نور بدا للأفق سعد سعودها.

فينبغي للواقف على هذه الترجمة أن يلزم البيوت حتى يموت. وينشد :

صبرت عن اللذات حتى تولت (٢)

فألزمت نفسي هجرها وتولت.

وما النفس إلا حيث يجعلها الفتى

فإن طعمت تاقت وإلا تسلت.

وأما أنا فأقول كما (٣) قال الصّنعاني :

تسربلت سربال القناعة والرضى

صبيا فكانا في الكهولة ديدني

وقد كان ينهاني أبي حف بالرضى (٤)

وباليمن أن أوتي يدي من يديّ دني

وأقول :

دعوني ونفسي في عنائي فإنني

جعلت غنائي في حياتي ديدني.

لا عظم من قطع اليدين على الفتى

ضيعة بر نالها من يدي دني.

__________________

(١) النسناس : دابة وهمية قيل إنها على شكل الإنسان. (المنجد في اللغة : نسنس).

(٢) ف : تولتي.

(٣) م : العبارة : «كما قال الصّنعاني». استدركت على الهامش الأيمن.

(٤) ف : الرضا.

١٠٩

رجع. ومنهم :

آقسنقر (١)

مدفون في شمالية المدرسة الزّجاجية. وهو :

أبو سعيد بن عبد الله الملقب : «قسيم الدولة» ؛ جد البيت الأتابكي ، أصحاب الموصل. وهو والد عماد الدين زنكي.

قتل في جمادى الأولى سنة سبع وثمانين وأربعمائة (٢). وفي تاريخ الإسلام :

ودفن بالمدرسة الزجاجية داخل حلب. بعدما كان دفن بمشهد قرنبيا (٣). وإنما نقله ولد ولده زنكي وعمل عليه قبة.

وقال ابن خلكان (٤) وكان أولا مدفونا بقرنبيا فلما ملك ولده زنكي حلب نقله إلى المدرسة ودلّاه من سور البلد. وقال قبل ذلك. ورأيت عند قبره خلقا كثيرا يجتمعون ليلة الجمعة لقراءة القرآن الكريم وقالوا إن لهم على ذلك وقفا عظيما ، يفرق عليهم ـ لا أعرف من وقفه ـ ثم إني وجدت أن الذي وقفه نور الدين محمود. انتهى.

وقال ابن شداد : ولما نقله زنكي زاد في وقفها لأجل القرا [ء](٥).

واتفقت له وقعة مع تتش عند نهر سبعين قريبا من تل سلطان فاقتتلوا فخامر بعض

__________________

(١) انظر في ترجمته : (وفيات الأعيان : ١ / ٢٤١) وما كتب شبه مختصر عن ابن خلكان.

(٢) المختصر في تاريخ البشر : (٢ / ٢٠٤).

(٣) مشهد قرنبيا : يقال أنه محرف عن : «مقر الأنبياء» : ويقع في محلة الضوضو قريب من النيرب. مشهد معمور يقصده الناس للتبرك. بني في عهد قسيم الدولة إثر رؤيا لشيخ منبجي.

وهناك مسجد بني عام ٦٨٥ ه‍. ووسع عام ١٢٩٠ ه‍. (الآثار الإسلامية بحلب : ٢٤١).

(٤) وفيات الأعيان : (٢١ / ٢٤١).

(٥) م : العبارة : «وقال ابن شداد .....». استدركت على الهامش الأيسر.

١١٠

عسكر آقسنقر وانهزم الباقون. وثبت آقسنقر فأخذ أسيرا وأحضر إلى تتش. فقال تتش : لو ظفرت بي ما كنت صنعت. قال : كنت أقتلك. فقال تتش : «فأنا أحكم عليك بما كنت (١) تحكم عليّ به ، فقتل اقسنقر صبرا (٢).

وكان يقال لمدفنه القسيمية (٣). وعلى مدفنه موقوف حصته بقرية (شامر) من النقرة ؛ وقفها زنكي. وكان نظرها لبني العجمي فلما صاهر بنو العجمي القاضي المالكي بحلب صدر الدين الدميري نزل له شهاب الدين بن الخطيب العجمي عن / (٦ و) ف نظرها. واستقر من ذلك الوقت النظر للمالكية.

ومنهم :

محمد الملك الأشرف عز الدين (٤)

ولد السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب ....

توفي بحلب في سنة خمس وستمائه ؛ قاله الذهبي في تاريخ الإسلام ومنهم :

الملك الصالح بن نور الدين الشهيد :

مدفون في خانقاه تحت القلعة غربيها. وكان (٥) قد دفن أولا بقلعة حلب ولم يزل قبره بها إلى أن ملك الناصر حلب. وتسلم قلعتها فحول قبره إلى هذه الخانقاه (٦).

__________________

(١) م : العبارة : «بما كنت تحكم ...». استدركت على الهامش الأيسر.

(٢) للمزيد انظر : «المختصر في تاريخ البشر : ٢ / ٢٠٤).

(٣) القسيمية : نسبة إلى منشئها اقسنقر ولقبه : «قسيم الدولة».

(٤) محمد الملك الأشرف عز الدين : وعند الزبيدي : عزيز الدين. أبو عبد الله محمد ولم يذكر وفاته (ترويح القلوب : ٧٣).

(٥) العبارة : «وكان قد دفن ... وحتى ... كرائحة المسك». استدركت على الهامش الأيسر.

(٦) الخانقاه : مؤسسة دينية اجتماعية أدخلها الأيوبيون بلاد الشام كانت تضم مسجدا ومدرسة لتعليم القرآن والأحاديث النبوية وكان يقدم فيها الطعام لروادها ، وسترد.

١١١

ولما حول أظهر الناس عليه الحزن كيوم مات وشم من قبره عند نبشه كرائحة المسك.

ولما توفي نور الدين والده قام ابنه الصالح إسماعيل (١) بالملك بعده. وعمره إحدى عشرة سنة. وحلفت له العسكر بدمشق وأقام بها. وأطاعه صلاح الدين بمصر ، وخطب له بها ، وضرب السكة باسمه.

وكان المتولي لتدبير الصالح وتدبير دولته الأمير شمس الدين محمد بن عبد الملك المعروف بابن المقدم (٢).

ثم اتفقت له أمور مع صلاح الدين ذكرها صاحب حماه في تاريخه (٣).

وتوفي سنة سبع وسبعين وخمسمائة في رجب وعمره نحو تسع عشرة سنة ولما اشتد به القولنج وصف له الأطبا [ء] الخمر فمات ولم يستعمله (٤).

وكان حليما ، عفيف اليد والفرج واللسان ، ملازما لأمور الدين لا يعرف له شيء مما يتعاطاه الشباب رحمه الله تعالى.

وفي مجمع الأحباب (٥) : «في سنة تسع وستين وخمسمائه في يوم عيد الفطر أمر نور الدين بتطهير ولده الصالح إسماعيل (٦)».

ومنهم :

__________________

(١) الملك الصالح إسماعيل : انظر ترجمته في : (سير أعلام النبلاء : ٢١ / ١١٠).

(٢) ابن المقدم : سبق التعريف به.

(٣) انظر : «المختصر في تاريخ البشر : ٣ / ٥٥» ؛ وما ذكره نقلا عن التاريخ المذكور وبتصرف.

(٤) ذكر ذلك صاحب حماه انظر : «المختصر في تاريخ البشر : ٣ / ٦٢».

(٥) كتاب : «مجمع الأحباب» أغفله صاحب كشف الظنون ، وأسماء الكتب.

(٦) قال الذهبي : «عمل له ختانا لم يسمع بمثله». (تهذيب سير أعلام النبلاء : ٣ / ١٠٢)

١١٢

مسعود المؤيد بن السلطان صلاح الدين (١)

كان أخوه الظاهر قد بعثه من حلب إلى العادل وهو محاصر سنجار (٢) فشفع إليه في أهل سنجار وصاحبها يومئذ قطب الدين محمد بن زنكي بن مودود بن زنكي (٣) فلم يشفعه.

ومات المؤيد برأس عين (٤) في نصف شعبان ؛ وذلك أنه أقام في بيت مع ثلاثة أنفس وفيه منقل نار ولا منفذ في البيت فانعكس البخار فأخذ على أنفاسهم وهم نيام فماتوا جميعا ؛ قاله أبو شامة.

وقال ابن واصل (٥) : «دخل بيتا مجصصا. وكان يوما شديد البرد. فأشعل نارا وسدّ الطاقات فاختنق مع جماعة ، وسلم اثنان فيهما حيوية ضعيفة.».

وتحدث الناس بأنه سقي سما. وحمل في تابوت إلى حلب. وحزن عليه أخوه. وأغلقت حلب سبعة أيام. وذلك في سنة ست (٦) وستمائه.

ومنهم :

__________________

(١) مسعود المؤيد بن السلطان صلاح الدين : انظر : (ترويج القلوب : ٧٣) ؛ (المختصر : ٣ / ١١٢).

(٢) سنجار : يحمل هذا الاسم جبل في الجزيرة السورية. وهناك مدينة تحمل هذا الاسم أيضا وكانت سنجار من المناطق الهامة بالدولة الأيوبية.

(٣) قطب الدين محمد بن زنكي بن مودود بن زنكي : تملك سنجار مدة. وحاصره الملك العادل أياما تم رحل عنه بأمر الخليفة. تملك بعده ولده عماد الدين شاهنشاه أشهرا. توفي في صفر من عام ٦١٦ ه‍. (شذرات الذهب : ٥ / ٧٠)

(٤) رأس عين : هي اليوم رأس العين بالجزيرة السورية بمحافظة الحسكة وهي مركز منطقة وتقع بالقرب من الحدود التركية.

(٥) ابن واصل في كتابه : (مفرج الكروب : ٢ / ٤٢٤).

(٦) في الأصل : ستين. والصواب ما ذكرناه عن مصادر الترجمة.

١١٣

الملك الحافظ نور الدين أرسلان شاه بن الملك العادل بن أيوب (١)

توفي بأعزاز في ذي الحجة سنة تسع وثلاثين وستمائه. وهي التي تعوضها عن قلعة جعبر (٢) ونقل إلى حلب فدفن في الفردوس (٣) ؛ قاله المؤيد (٤).

وفي تاريخ الإسلام (٥) الملك الحافظ نور الدين أرسلان شاه صاحب جعبر تملك قلعة جعبر دهرا طويلا. وكان بها خزانة عظيمة من المال لوالده فلما توفي أبوه أخذها هو. فلما كان في أواخر أمره خاف من الخوارزمية (٦) لأنهم شعثوا بلاده وخاف من أبيه أن يسلم القلعة ، فأرسل إلى أخته (صاحبة حلب) ليسلم إليها قلعة جعبر وبالس ، وأن تعوضه بمدينة أعزاز. ففعلت ذلك ، وتسلم الحلبيون قلعة جعبر.

وقدم الحافظ إلى حلب واجتمع بأخته ، وتسلم بلد أعزاز وقلعتها ، فقطعت

__________________

(١) الملك الحافظ نور الدين أرسلان : انظر : «ترويح القلوب : ٥٠». «المختصر : ٣ / ١٦٧».

(٢) قلعة جعبر : واحدة من القلاع العربية الإسلامية التي تقع على يسار نهر الفرات بالجزيرة العربية. امتنعت على عماد الدين زنكي. وقتل تحت أسوارها. وهي مبنية بالقرميد الطيني. خربت وأعيد ترميمها في العهد المملوكي. وعند إنشاء سد الفرات قامت الدولة السورية بإنفاق الكثير في سبيل حمايتها وترميمها وهي اليوم بمثابة جزيرة وسط بحيرة سد الفرات.

(٣) الفردوس : انظرها ضمن المتن.

(٤) المختصر في تاريخ البشر : ٣ / ١٧٠. ويرى الذهبي : عام ٦٤٠ ه‍.

(٥) وأيضا في كتابه : «سير أعلام النبلاء : ٢٢ / ١٣٢».

(٦) الخوارزمية : بقايا جيش جلال الدين منكوبرتي الهندي. الذين انضموا إلى صاحب الروم بعد اندحارهم أمام التتار. ثم إلى الصالح أيوب نحو ٦٣٣ ه‍. ثم عاثوا فسادا حتى القدس. كالتتار. وحيث السلب والنهب وهتك الأعراض. إلى أن هزمهم المنصور صاحب حمص وعسكر الحلبية قرب عين القصب قرب حمص عام ٦٤٤ ه‍. وتشتتوا فرقا بعدها. (المختصر : ٣ / ١٤٦ ـ ...) ؛ (النجوم الزاهرة : ٦ / ٣٢٣ ـ ..)

١١٤

الخوارزمية وعادوا على جعبر وبالس. وعبروا أهلها.

ثم إنه سكن عزاز فتوفي بها. وحمل تابوته إلى حلب. ودفن بالفردوس. ومنهم :

يعقوب الملك الأعز شرف الدين أبو يوسف بن السلطان الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب :

ولد بمصر سنة اثنتين وسبعين وخمسمائه (١). وسمع من العلامة عبد الله بن بري (٢) وأجاز له جماعة. وحدث (٣) بعرفة ودمشق.

وكان توفي بحلب. وقدم في سنة أربع (٤). فتحقق السنة ؛ كذا قاله في تاريخ الإسلام.

وذكره فيمن (٥) توفي سنة سبع وعشرين. انتهى.

قلت : «لا أعرف قبره في أي مكان هو. وقال الذهبي في مكان آخر من تاريخه الملك المعز. ويقال : الأعز ، قرأ القرآن على الأرتاجي (٦) ، وكان متواضعا كثير التلاوة ، حدث بالحرمين ودمشق ، وكان صدوقا سمع منه الزكي البرزالي (٧) وابن

__________________

(١) م : استدركت على الهامش الأيمن. وتاريخ الولاده ٥٧٢ ه‍. أيضا «شفاء القلوب : ٢٧٠».

(٢) عبد الله بن بري بن عبد الجبار المقدسي الأصل. المصري. أبو محمد. ابن أبي الوحش. ولد عام ٤٩٩ ه‍. في مصر. ونشأ بها. من علماء العربية النابهين. كانت وفاته بمصر أيضا عام ٥٨٢ ه‍. (معجم الأعلام : ٤٣٦).

(٣) ق : استدركت على الهامش الأيسر.

(٤) لعله يقصد قدومه إلى حلب سنة ٦٠٤. حيث وفاته ٦٢٤ ه‍. وقيل غير ذلك.

(٥) م : العبارة : «فيمن توفي في سنة سبع وعشرين وانتهى». استدركت على الهامش.

(٦) الأرتاجي : أبو عبد الله محمد بن أبي الثناء حمد بن حامد الأنصاري. الشامي. ولد نحو ٥٠٧ ه‍. كان شيخا ، ثقة. مسندا. صالحا. خيرا. سمع من العديد منهم أبو الحسن علي بن الفراء. حدث عنه الحفاظ منهم : الضياء. أجمع من عاصره أنه حسن السيرة توفي عام ٦٠١ ه‍. (تهذيب سير أعلام النبلاء ٣٠ / ١٥٤)

(٧) الزكي البرزالي : أبو عبد الله محمد بن يوسف الإشبيلي والبرزالي منسوب إلى قبيلة برزالة في الأندلس ـ الإمام ، المحدث ، ـ

١١٥

الحاجب (١) ، وعبد الله بن محمد بن حسان الخطيب (٢). وقال إنه توفي في سنة أربع وعشرين وستمائه (٣). انتهى.».

ومنهم : اسحاق المعز أبو يعقوب بن صلاح الدين (٤) :

سمع من ابن بري ، وحدث. وكان فاضلا نزل عند أخيه في حرمة وتجمل ، تقنطر به فرسه في الصيد فمات في ذي الحجة سنة خمس وعشرين وستمائه وله ست وخمسون سنة(٥).

ومنهم :

الأفضل أبو الحسن (٦) علي بن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب (٧)

: كان من أكبر أولاده ، وله معرفة وفضيلة وكتابة. ونباهة. وشعر. يعظم العلماء ، ويحب الفضلاء ، وإليه كانت ولاية عهد أبيه. فلما توفي بدمشق استقل لمملكتها ، واستقل أخوه عماد الدين عثمان بالديار المصرية. وأخوهما الظاهر بحلب وآخر الأمر أن العزيز

__________________

الحافظ ، الرحال ـ ولد عام ٥٧٧ ه‍. ورحل نحو الشرق طلبا للحدث. فزار العديد من البلاد الإسلامية. حتى توفي بحماة عام ٦٣٦ ه‍. (تهذيب سير أعلام النبلاء : ٣ / ٢٤٨)

(١) ابن الحاجب : سبق التعريف به.

(٢) عبد الله بن محمد بن حسان الخطيب : رجعنا إلى من ترجم لطبقته فلم نهتد إلى ترجمة له.

(٣) (ترويح القلوب : ٧٥ ـ الوفاة عام ٦٢٤ ه‍) ؛ (الأعلام : ٦٢٧ ه‍) ؛

(٤) اسحاق المعز أبو يعقوب بن صلاح الدين : للمزيد انظر : «ترويح القلوب : ٧٣». و (شفاء القلوب : ٢٦٥) ؛ (السلوك : ١ / ١٥٤).

(٥) انظر : (السلوك : ١ / ١٥٤) ؛ فقد ذكر ذلك.

(٦) ف : استدركت على الهامش.

(٧) الأفضل أبو الحسن علي بن السلطان صلاح الدين : انظر في ترجمته : (ترويح القلوب : ٦٩) ؛ (شذرات الذهب : ٥ / ١٠١) ؛ (النجوم الزاهرة : ٦ / ٢٦٢) ؛ (وفيات الأعيان : ٣ / ٤١٩).

١١٦

والعادل عمه حاصرا دمشق. وأخذاها من الأفضل وأعطياه صرخد (١). ثم ولى المنصور محمد بن العزيز وأخذ الديار المصرية فدفع للأفضل عدة بلاد بالشرق فمضى إليها فلم يحصل له إلا سميساط (٢).

فأقام بها إلى أن مات في صفر سنة اثنين وعشرين وستمائة فجأة ونقل إلى حلب. ودفن في (٣) تربة خارج باب المقام وبالقرب من تربة الهروي ومولده في يوم عيد الفطر وقت العصر سنة ست. وقيل خمس وستين وخمسمائه بالقاهرة ووالده يؤمنذ وزير المصريين (٤).

ومن شعر الأفضل :

أما آن للسعد الذي أنا طالب

لإدراكه يوما يرى وهو طالبي

ترى هل يريني الدهر أيدي شيعتي

تمكن يوما في نواصي النواصي

ومن شعره أيضا على ما ذكره ابن واصل في : «مفرج الكروب» (٥) :

يا من يسود شعره بخضابه

لمساه من أهل الشبيبة يحصل

ها فاختضب بسواد خطي مرة

ولك الأمان بأنه لا ينصل

__________________

(١) صرخد : هي صلخد اليوم وتقع في محافظة السويداء لها قلعة. ومن أشهر علمائها ابن أبي أصيبعة صاحب كتاب «طبقات الأطباء».

(٢) ف : شميساط. وما سبق ذكره عن : (وفيات الأعيان : ٣ / ٤١٩).

(٣) م : العبارة : «ودفن في تربة خارج باب المقام بالقرب من تربة الهروي). استدركت على الأصل. وبخط مغاير.

(٤) عن : (وفيات الأعيان : ٣ / ٤٢١).

(٥) أيضا ذكره المؤيد في : «المختصر في تاريخ البشر : ٥ / ١٣٥».

١١٧

ووجدتهما بخط ابن خلكان في بعض مسوداته لابن الكيزاني المصري (١).

قلت : ويعجبني قول أبي عبد الله الناشيء البغدادي :

إذا وجد الشيخ من نفسه

نشاطا فذلك موت خفي

ألست ترى أن ضوء السراج

له لهب عندما ينطفئ

رجع :

ولما اتفق على الأفضل العادل أبو بكر وأخوه العزيز عثمان كتب إلى الخليفة (٢) :

مولاي إنّ أبا بكر وصاحبه

عثمان قد غصبا بالسيف حقّ عليّ

وهو الذي كان قد ولّاه والده

عليهما واستقام الأمر حين وليّ

فخالفاه وحل (٣) عقد بيعته

والأمر بينهما والنص فيه جليّ

فانظر إلى حظ هذا الاسم كيف

لقى من الأواخر ما لاقى من الأول

فأجابه :

وافى كتابك يا ابن يوسف معلنا

بالود يخبر أن أصلك طاهر

غصبوا عليا حقّه إذ لم يكن

بعد النبي له بيثرب ناصر

فابشر فإن غدا عليه حسابهم

فاصبر فناصرك الإمام الناصر

ورأيت بخط ابن العديم بعد ذكر بيتين من أبياته وهما الأول والآخر.

ما لفظه : بعض الناس يقول إنهما من نظم أبي فراس بن أبي الفرج البزاعي. ثم إن أبا طالب بن زيادة أجابه عن البيتين المذكورين بالأبيات الثلاثة المذكورة.

__________________

(١) ابن الكيزاني المصري : محمد بن إبراهيم بن ثابت بن فرح الكناني. واعظ. وشاعر ، تصوف ونسبت إليه «الكيزانية» إحدى طرائق الصوفية. كان معتزليا ، توفي عام ٥٦٢ ه‍. (معجم الأعلام : ٦٥٧).

(٢) وردت أبيات الأفضل وجواب الخليفة في مصادر عديدة. منها : وفيات الأعيان : ٣ / ٤٢٠ وتمام المتون : ٢٤٩.

(٣) في الأصل : «حل». لعل الصواب كما ذكرنا.

١١٨

وقال الذهبي : وقيل إن الخليفة جرد لنصرته سبعين ألفا. فجاءه الخبر إن الأمر قد فات. فبطل التجريدة. ولم يصح هذا القول. انتهى. ومنهم :

مسلمة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي ؛ أبو سعيد (١)

(١٢ و) م تقدم أن أكثر مقامه كان بالناعورة من نقرة بني أسد من أعمال حلب وابتنى بها حصنا. وبقي منه برج إلى زماننا هذا. وبقي ولده بالناعورة إلى أيام بني العباس.

غزا الروم في أيام أبيه عبد الملك الغزاة المعروفة. وغزاهم في أيام أخيه سليمان ، وحاصر القسطنطينية (٢). وولى الموسم في أيام أخيه الوليد والعراقين (٣) في أيام أخيه يزيد ثم عزله. وولي أرمينية. وكان له نكاية في الروم وهو من رجال بني أمية وأجوادهم. وتقدمت ترجمته.

(٧ ظ) ف ولما احتضر جعل يبكي فقيل له ما هذا الجزع. فقال : والله ما أجز من الموت وإني لواثق. ولكن بعد ثلاثين غزاة أموت على الفراش كما تموت النسا [ء]. ونقلت من خط العظيمي (٤) أنه توفي سنة إحدى وعشرين ومائة يوم الأربعاء سابع المحرم في موضع يقال له : «الحانوت» (٥) ؛ وهي مزرعة كانت له بأرض قنسرين وعمره خمس وخمسون سنة.

وقيل : مات سنة عشرين ؛ نقلته من خط ابن العديم (٦). ومنهم :

__________________

(١) للمزيد انظر : «سير أعلام النبلاء : ٥ / ٢٤١».

(٢) عن الغزاة انظر : (الكامل : ٤ / ١٤٦ ـ حواث سنة ٥٩ ه‍). وغيره عام ١٠٢ ه‍. (الكامل : ٤ / ١٧٧).

(٣) انظر (الكامل : ٤ / ١٨١). وعن توليته الموسم كذا وردت في الأصل لعلها : الموصل.

(٤) انظر تاريخ العظيمي المطبوع : «تاريخ مملكة حلب : ٢١٠)

(٥) لعلها (الناعورة).

(٦) وأيضا ابن الأثير في : (الكامل : ٤ / ٢٣٩). بينما الذهبي يرى عام ١٢١ ه‍. في : (الأعلام بوفيات الأعلام : ٦١).

١١٩

سليمان بن عبد الملك

قبره بدابق (١) ؛ قال في المنتظم (٢) : وقد وقع الحريق بها حتى احترق الرجال والدواب وذلك في سنة ثمان ومائة.» (٣). انتهى

واستخرج من قبره في أيام السفاح فلم يوجد منه إلا صلبه وأضلاعه ورأسه. فأحرق. (٤) وبويع سليمان المذكور بدمشق في اليوم الذي كانت فيه وفاة الوليد (٥) وذلك يوم السبت النصف من جمادى الآخرة سنة ست وتسعين.

وتوفي يوم الجمعة لعشر بقين من صفر سنة تسع وتسعين.

فكانت ولايته سنتين وثمانية أشهر وخمس ليال ، ومات وهو ابن تسع وثلاثين سنة وعهد إلى عمر بن عبد العزيز (٦).

وقيل : وفاته كانت يوم الجمعة لعشر خلون من السنة المذكورة. وأن ولايته كانت سنتين وتسعة أشهر وثمانية عشر يوما. واختلف في سنه حين وفاته. فقيل : قبض وهو ابن خمس وأربعين. وقيل : ابن ثلاث وخمسين وقيل : تسع وثلاثين (٧).

__________________

(١) دابق : إلى الشمال من حلب ورد ذكره باسم (مرج دابق) ويقال إن سليمان بن عبد الملك مدفون فيها. كانت فيها المعركة الحاسمة بين المماليك والعثمانيين وبها تم فتح أبواب سوريا للعثمانيين.

(٢) م : العبارة : «قال في المنتظم». استدركت على الهامش.

(٣) وأيضا عند ابن الأثير ؛ في : (الكامل : ٤ / ١٩٩).

(٤) وغيره من الخلفاء الأمويين كمعاوية وابنه يزيد وهشام بن عبد الملك. وغيرهم. ويظن أن الأمر مدسوس.

(٥) الوليد بن عبد الملك الخليفة الأموي. شقيق سليمان.

(٦) عن ظروف البيعة وأخباره. انظر : (تاريخ الخلفاء : ١٨٠ ـ ١٨٢).

(٧) انظر : (مروج الذهب : ٣ / ١٨٣).

١٢٠