شرح أبيات سيبويه - ج ١

أبي محمّد يوسف بن أبي سعيد السيرافي

شرح أبيات سيبويه - ج ١

المؤلف:

أبي محمّد يوسف بن أبي سعيد السيرافي


المحقق: الدكتور محمّد علي سلطاني
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار العصماء
الطبعة: ١
الصفحات: ٦١٠
الجزء ١ الجزء ٢

السيوف : البطيء المضاء في ضريبته ، والضفّاط (١) الذي يكري الإبل وغيرها من موضع إلى موضع. والسبيل الطريق.

[الترخيم مع إبقاء الحركة]

٣١٩ ـ قال سيبويه (١ / ٣٣٦) في الترخيم ، قال البخترى (٢) الجعديّ ، والشعر منسوب في الكتاب إلى مجنون (٣) بني عامر :

__________________

ـ فحضرت شهابا الوفاة فقال لأخيه مورق : يا أخي ، إني متّ لئيما فمت كريما ، فخرج رجل من بني طهية ـ يقال له حكيم بن برق نحره ـ حاجّا ، فعرض له مورق بن قيس وقد أكمن له رجلين معه ، فقال مورق : يا عماه ، إنا ركب نزلنا مدفع هذا الوادي ، وإنا اشتجرنا وليس بيننا ذو حجى يصلح بيننا ، فلو ملت فأصلحت بين فرقة من المسلمين ، فمضى معه.

فلما هبط الوادي ، وثب عليه الرجلان ، فأناخا به ، فأمسكاه ، فضربه مورق فقتله وأنشأ يقول :

ما أنا يوم الرقمتين بعاجز

ولا السيف إذ أمضيته بكليل

فلا تجزعوا يا رهط أمي فإنني

أبأت قتيلا منكم بقتيل

وما كنت ضفّاطا ولكنّ ثائرا

أناخ قليلا فوق ظهر سبيل

فلو تخبر الأصداء شيئا لخبّرت

شهابا بأني قد شفيت غليلي».

(فرحة الأديب ٣٢ / ب وما بعدها)

(١) الضفاط في المخصص ٧ / ١٣٢ واللسان (ضوط) ٩ / ٢١٨ هو الذي يعمل على الحمر يختلف بين القرى ، وليس الإبل.

(٢) لم تذكره المصادر لدي.

(٣) اسمه قيس بن الملوّح العامري ، والمجنون لقبه. شاعر نجدي متيم (ت ٦٨ ه‍).

٦٠١

(ألا يا ليل إن خيرت فينا

بنفسي فانظري أين الخيار)

ولا تستبدلي مني دنيّا

ولا برما إذا حبّ القتار (١)

الشاهد (٢) على ترخيم (ليلى) وقوله : إن خيرت فينا بنفسي ، يريد إن خيرت فينا ـ بنفسي وبغيري ـ فانظري أين الخيار ، أي أيّ موضع يقع فيه اختيارك ، وعلى من يقع من الناس ، ويجوز أن يريد : إن خيرت فينا ، فانظري أين الخيار ، بنفسي أنت ، وتحذف المبتدأ. أو بنفسي أفديك أو ما أشبه ذلك.

والدنيّ : الساقط ، والبرم : الذي لا يدخل مع القوم في الميسر ، والقتار : دخان اللحم الذي يصلح. أراد : والقتار يحبّ في الشتاء وفي الجدب عند انقطاع الأزواد.

[في نداء النكرة]

٣٢٠ ـ قال سيبويه (١ / ٣١٢) في الترخيم (٣) ، قال تسوبة (٤) :

__________________

ترجمته في : ألقاب الشعراء ـ نوادر المخطوطات ٧ / ٣١٢ والبيان والتبيين ٤ / ٢٢ والشعر والشعراء ٢ / ٥٦٣ والأغاني أول الجزء الثاني والمؤتلف (تر ٦٥١) ١٨٨ وثمار القلوب ١١١ وسرح العيون ٣٥٢ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٦١ و ٦٩٩ والخزانة ٢ / ١٧٠ ثم مقدمة ديوانه.

(١) ديوان المجنون ص ١٢٢ في مقطوعة من أربعة أبيات. وروي الأول :

ألا ياليل إن ملّكت فينا

خيارك فانظري لمن الخيار

وجاء في الأغاني ٢ / ١٤ أن خيارها كان بين ورد وبين قيس وهددت فاختارت وردا.

وذكر البيتان في اللسان (حعل) ١٣ / ١٦٥ منسوبين إلى البخترى الجعديّ.

(٢) ورد الشاهد في : النحاس ٧٨ / ب والأعلم ١ / ٣٣٦ والكوفي ٢١٢ / ب.

(٣) ليس في باب الترخيم بل هو «باب ما ينتصب على المدح والتعظيم أو الشتم» تدرج منه إلى المنادى المنكور.

(٤) توبة بن الحميّر العامري ، أبو حرب. شاعر فارس متيم بليلى الأخيلية (قتل

٦٠٢

(لعلّك يا تيسا نزا في مريرة

معذّب ليلى أن تراني أزورها)

ولو أنّ ليلى في السماء لصعّدت

إليها بصيرات العيون وعورها (١)

يخاطب توبة بهذا زوج ليلى الأخيلية ، وكان قد حلف عليها : لتعذّبنّ إن كلّمته ، والمريرة : الحبل ، جعله كتيس مشدود بحبل. وقوله أن تراني : أي لأن تراني. ويروى : يا كلبا نزا في مريرة.

[في البدل]

٣٢١ ـ قال سيبويه (١ / ٢١٤) في الصفات ، قال ابن ميادة :

أمن طلل بمدفع ذي طلال

أمحّ جديده قدم اللّيالي

(بكيت وما بكا رجل حزين

على ربعين مسلوب وبالي) (٢)

الشاهد (٣) فيه أنه جعل (مسلوب وبال) بدلا من (ربعين).

وذو طلال. واد بأعلى الشّربّة ، أمحّ جديده : أخلقه ، والمسلوب :

__________________

سنة ٨٥ ه‍) ترجمته في : أسماء المغتالين ـ نوادر المخطوطات ٧ / ٢٥٠ والشعر والشعراء ١ / ٤٤٥ والمؤتلف (تر ١٧١) ٦٨ والأغاني ١١ / ٢٠٤ وشرح شواهد المغني للسيوطي ١٩٥ وانظر خبر مقتله في الأغاني ١١ / ٢١٧ و ٢٢٣ وفي مجمع الأمثال ٢ / ١٩٣

(١) البيتان لتوبة في شرح الكوفي ٢١٢ / ب.

وقد ورد الشاهد ـ وهو نصب (تيسا) في النداء لأنه نكرة ـ في : النحاس ٧٣ / أوالأعلم ١ / ٣١٢ والكوفي ٢١٢ / ب.

(٢) أورد سيبويه البيت الثاني ، وقد نسبه إلى رجل من باهلة ، والبيتان لابن ميادة في : شرح الكوفي ٢١٣ / أوشرح شواهد المغني للسيوطي ٧٧٤

(٣) ورد الشاهد في : النحاس ٥٦ / ب وتفسير عيون سيبويه ٢٧ / ب والأعلم ١ / ٢١٤ والكوفي ٢١٣ / أوالمغني ش ٥٨٤ ج ٢ / ٣٥٦ وأوضح المسالك ش ٣٩٥ ج ٣ / ٩ وشرح السيوطي ش ٥٦٤ ص ٧٧٤

٦٠٣

الذي قوّضت أخبيته وابتزّت عمده ، والبالي : الذي ذهب به الدهر فذهبت آثاره.

ويروى (وما بكا رجل حنيك). والحنيك : المحتنك القوي الصبور. ويروى (منتزع وبالي) وهو الذي انتزع ما فيه ، وهو نحو المسلوب.

[إدخال لام الاستغاثة لمعنى التعجب]

٣٢٢ ـ قال سيبويه (١ / ٣١٩) في النداء : «وأما في التعجب فقول قرّان (١) الأسدي :

(أزوّار ليلى يا لبرثن منكم

أدلّ وأمضى من سليك المقانب)

تزورونها ولا أزور نساءكم

ألهفى لأولاد النّساء الحواطب (٢)

الشاهد (٣) فيه أنه أدخل اللام على (برثن) للتعجب.

كان قرّان عرقب (٤) امرأته ـ وهي ليلى (٥) بنت الشّمردل ـ فطلبه بنو

__________________

(١) شاعر جاهلي. قرنه المرزباني بالسليك بن السلكة في الجرأة والإقدام. انظر معجم الشعراء ٣٢٦

(٢) أورد سيبويه البيت الأول ، ونسبه إلى فرّار الأسدي. وهو تصحيف ، والشعر لقرّان (بالقاف والنون) في : الدرة الفاخرة ٢ / ٣٨٣ ـ ٣٨٤ ومعجم الشعراء ٣٢٦ وشرح الكوفي ٢١٣ / أواللسان (سمك) ١٢ / ٣٢٨ و (برذن) ١٦ / ١٩٥ وادّعى صاحب اللسان في (برذن) أن سيبويه نسب البيت إلى قيس بن الملوح!

(٣) ورد الشاهد ـ وهو إدخال لام الاستغاثة لمعنى التعجب ـ في : معاني القرآن ٢ / ٤٢١ والأعلم ١ / ٣١٩ والكوفي ١١٧ / ب و ١٨٦ / أو ٢١٣ / أ.

وقال الكوفي في حركة اللام : فالكسر متى دعوت إليه والفتح متى دعوته.

(٤) في المطبوع (عرفت) مع تبرير في الحاشية ..

(٥) جاء في : (شاعرات العرب) ص ١٥٩ اسم سعدى بنت الشمردل الجهنية ، وأورد لها شعرا في رثاء أخيها لأمها : أسعد بن مجدعة الهذلي.

٦٠٤

عمها وأهلها فهرب ، فبلغه أنهم يتحدثون إليها ، فقال في ذلك قرّان هذا الشعر. وسليك (١) المقانب : سليك بن السّلكة السعدي. والإماء الحواطب : اللاتي يخرجن لالتماس الحطب وجمعه وحمله ، و (ألهفى) يريد يا لهفي ، وهي كلمة تقال عند فوت التمكن من الشيء الذي يحزن فوته.

[تنوين المنادى ـ وهو مفرد علم ـ ضرورة]

٣٢٣ ـ قال سيبويه (١ / ٣١٣) في النداء ، قال الأحوص الأنصاريّ :

(سلام الله يا مطرا عليها

وليس عليك يا مطر السّلام)

فإن يكن النكاح أحلّ أنثى

فإنّ نكاحها مطرا حرام (٢) /

الشاهد (٣) فيه أنه نوّن (مطرا) في النداء لما احتاج إلى تنوينه وترك الضمير فيه.

__________________

(١) السليك بن عمرو بن يثربي السعدي التميمي ، والسّلكة أمه ، شاعر جاهلي ، فاتك عدّاء. قتله أحد بني خثعم ، ترجمته في : أسماء المغتالين ـ نوادر المخطوطات ٦ / ٢٢٠ و ٢٢٦ والشعر والشعراء ١ / ٣٦٥ والكامل للمبرد ٢ / ١١٨ و ٢٠٣ والدرة الفاخرة ١ / ٣٠٥ و ٢ / ٣٨٣ والمؤتلف ١٣٧ وثمار القلوب ١٠٥ و ١٣٤ وجمهرة الأنساب ٢١٧ و ٣٢٥ وسرح العيون ١٢٦

(٢) ديوان الأحوص ق ١٥٨ / ٨ ـ ١٠ ص ١٨٣ وفيه في صدر الأول (يا مطر) بالرفع وفي صدر الثاني (أحل شيئا) وفي عجزه (مطر) بالرفع كذلك. ويرى الأعلم أن كلا المذهبين مسموع عن العرب والرفع أقيس. وهو الأجود لأنه ليس بنكرة.

(٣) ورد الشاهد في : الأعلم ١ / ٣١٣ وشرح الأبيات المشكلة ٤٠ والإنصاف ١٧٦ والكوفي ٢١٣ / ب والمغني ش ٥٧١ ج ٢ / ٣٤٣ وأوضح المسالك ش ٤٣٧ ج ٣ / ٨٢ وابن عقيل ش ٨٥ ج ٢ / ٢٠٩ وشرح السيوطي ش ٥٥٥ ص ٧٦٦ والأشموني ٢ / ٤٤٨ والخزانة ١ / ٢٩٤. وقال الفارقي إن أبا عمرو بن العلاء ويونس وعيسى بن عمر يختارون نصب المنادى

٦٠٥

يقول : هذه المرأة ، حرام عليك يا مطر تزوجك إياها. وقوله : فإن نكاحها مطرا حرام : (مطرا) منصوب ب (نكاحها) و (حرام) خبر (إن) ، والضمير المؤنث المضاف إليه المصدر في معنى فاعل وإن كان مجرورا بالإضافة. ويجوز أن تقول : فإن نكاحها مطر حرام ، ويكون (مطر) فاعلا للمصدر ، والضمير المؤنث في معنى مفعول.

ومثله : ضربك زيدا قبيح ، وضربك زيد قبيح. والمعنى واضح.

[في البدل]

٣٢٤ ـ قال سيبويه في الصفات ، قال النابغة (١) :

كفينا بني كعب فلم نر عندهم

بذلك إلا ما جزى الله جازيا (٢)

يريد بني كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ، ومنهم قبائل كثيرة : بنو جعدة وبنو قشير وبنو عقيل والحريش وغيرهم. يعني أن قومه بني جعدة كفوا القبائل من كعب ما أهمهم من الأمور. ثم ذكر أبياتا منها. ثم قال (١ / ٢٢٢) :

(وكانت قشير شامتا بصديقها

وآخر مرزيّا وآخر زاريا) (٣)

__________________

المنون ضرورة ، ويعلق سيبويه بأنه لم يسمع عربيا يقوله. والراجح ما ذهب إليه سيبويه ، فالاسم معرفة مضموم واضطر الشاعر لتنوينه فزاد عليه نونا ساكنة وبقيت حركته على حالها كما قال البغدادي.

(١) هو النابغة الجعدي ، تقدمت ترجمته في الفقرة (٣٣).

(٢) ديوان الجعدي ق ١٢ / ٣٠ ص ١٧٥ وجاء في عجزه (لما كان) بدل بذلك.

وروى الكوفي البيت للنابغة في شرحه ٢١٣ / ب مشيرا إلى حذف المفعول الثاني ل (كفينا) وجاء مصرحا به في الآية الكريمة : «وكفى الله المؤمنين القتال».

(٣) ديوان الجعدي ق ١٢ / ٤٣ ص ١٧٨ وجاء في عجزه (عليه وزاريا).

٦٠٦

الشاهد (١) فيه أنه نصب (شامتا) وجعله خبر (كان) ثم عطف على ما عملت فيه (كان) ولم يجعل الكلام تبعيضا كما ذكر في غيره. وإنشاد الكتاب (وآخر مزريا وآخر زاريا) (٢) وفي شعره (وآخر مزريّا عليه وزاريا) وعلى إنشاد الكتاب يجب أن يكون حرف الجر قد حذف من صلة (مزريا) لأن المعنى يقتضيه ، و (زاريا) يقتضي حرف الجر. وأراد : وآخر مزريا عليه ، وآخر زاريا على غيره.

وعلى ما روي في شعره ، يكون الحذف إنما هو من صلة (زار). والمعنى (٣) أنّ قشيرا اعتزلتهم ، وكان بعضهم بشمت بهم إذ (٤) ظن أنهم قد وقعوا عليه ، وبعضهم يعيب بعضا بترك معونتهم.

[أفرد (الأصم) وفاعله جمع ـ تشبيها له بما يسلم جمعه]

٣٢٥ ـ قال سيبويه (١ / ٢٣٧) في الصفات ، قال النابغة الجعدي :

(ولا يشعر الرمح الأصمّ كعوبه

بثروة رهط الأبلخ المتظلّم)

__________________

(١) ورد الشاهد في : النحاس ٥٧ / ب والأعلم ١ / ٢٢٢ والكوفي ٢١٣ / ب. وذكر النحاس أن (مزريا وزاريا) بدل من (شامت) ولو لا ذلك لقال (مزريّ عليه وزار) على الابتداء.

(٢) هذه رواية الكتاب في نسخة ابن السيرافي .. أما في طبعته لدينا (بولاق) فكما وردت في شعر الشاعر.

(٣) شرحه الأعلم ١ / ٢٢٢ بقوله : هجا قشيرا فجعل منهم من يشمت بصديقه إذا نكب ، وجعل بعضهم يرزأ بعضا للؤمهم واستطالة قويهم على ضعيفهم.

(٤) في الأصل والمطبوع : إذا.

٦٠٧

وأنت تجير في الدماء كأنّنا

بنو أمة سوداء أو نسل أعجم (١)

الشاهد (٢) فيه أنه أفرد (الأصم) ، (والكعوب) بعده رفع به.

والثروة : العدد والكثرة ، والأبلخ : المتكبر التائه ، والمتظلّم (٣) الظالم.

يقال منه : ظلمت الرجل وتظلمته ، وقوله : وأنت تجير في الدماء : أي تجير الذين لنا عندهم دماء.

يخاطب بهذا عقيل (٤) بن خويلد ، وكان قد أجار بني وائل بن معن بن مالك بن أعصر ، ولبني جعدة عندهم دماء. يقول : الرمح لا يشعر إذا طعن به

__________________

(١) ديوان النابغة الجعدي ق ٩ / ٩ ـ ١٢ ص ١٤٣ حيث جاء ثانيهما أولا. وجاء في صدر الأول (وما يشعر) أما رواية البيت الثاني في الديوان فهي قوله :

تجير علينا وائلا بدمائنا

كأنك عما ناب أشياعنا عم

وروي الأول للشاعر في : الموشح ٦٦ واللسان (عيط) ٩ / ٢٣٢ و (ظلم) ١٥ / ٢٦٧ وبلا نسبة في : المخصص ١٢ / ٢٠٧ والبيتان من مقطوعة للنابغة في الأغاني ٥ / ٣٣ في خبر مفصل.

(٢) ورد الشاهد في : النحاس ٥٨ / ب والأعلم ١ / ٢٣٧ والكوفي ٢١٤ / أ. وذكر الأعلم أن الوجه أن يقول (الصمّ كعوبه) لأن أصم يجمع على التكسير ولا يسلم جمعه. أخذا بما ورد في نص سيبويه من أن الصفة إنما تجري مجرى الفعل إذا دخلها ألف ونون وواو ونون في التثنية والجمع فتقول : مررت برجل أعور آباؤه. على حد أعورين وإن لم يتكلم به.

(٣) المتظلم : الظالم والمظلوم. انظر الأضداد في اللغة لابن الدهان ١٥

(٤) ورد اسمه عقال بن خويلد العقيلي ، في خبر طويل مع النابغة الجعدي في : الأغاني ٥ / ٣٢ والموشح ٦٦

٦٠٨

وبمن وقع ، فوقوعه بالرجل الكثير الأهل والعشيرة كوقوعه بغيره. فيقال : إن عقيلا لما سمع هذا من النابغة قال له لكنّ حامله يا أبا ليلى يشعر.

[زيادة (ما) في الندبة ـ ضرورة]

٣٢٦ ـ قال سيبويه (١ / ٣٢٢) في الندبة :

تئنّ حين يجذب المخطوما

أنين عبرى سلبت حميما

فهي تبكّي حزنا أليما

(وهي ترثّي بأبي وابنيما) (١)

__________________

(١) أورد سيبويه البيت الرابع ونسبه إلى رؤبة ، والأبيات في : مجموع أشعار العرب ق ٩٠ / ٣٦ ـ ٣٧ ٣٩ ج ٣ / ١٨٥ في القسم المنسوب إلى رؤبة أو إلى العجاج ، وليست في ديوان الأخير. والرواية فيه : في البيت الأول (تجذب) وفي الثاني (أسلمت حميما) وسلبت أقرب إلى الواقع والصواب. أما الثالث فغير موجود في الأرجوزة. وفي مكانه قوله : (بكاء ثكلى فقدت حميما) وفي الرابع (فهي ترثّي بأب ..).

ووردت الأبيات متفرقة ، منسوبة إلى رؤبة. فجاء الثاني والرابع في : القوافي ٢٧ واللسان (بنى) ١٨ / ٩٧ و (رثا) ١٩ / ٢٢ والأول والثاني في اللسان (أنن) ١٦ / ١٦٩ باختلافات طفيفة.

وقد أشار الأعلم إلى أن قافية الرابع في بعض النسخ (وابناما) وقال : إنه غلط لأن القافية مردفة بالياء ، والألف لا تجوز معها في الردف. فيرد عليه صاحب اللسان ١٩ / ٢٢ بأنه «لم يحتشم من الألف مع الياء لأنها حكاية ، والحكاية يجوز فيها ما لا يجوز في غيرها». قلت : ولكنّ ضرورة الشعر تقتضي أن تكون (وابنيما) وإن جاز غيرها. وقد رأينا هذه الضرورة تضحّي بالصواب في بعض الشواهد ، فكيف هنا وهو يجاري الصواب بإضافته إلى ياء المتكلم.

٦٠٩

تئن : يعني قوس الصائد ، شبه صوت وترها ـ إذا جذبه ـ بأنين امرأة عبرى أى ثكلى ، والمخطوم : الوتر ، وأراد المخطوم به القوس ، فحذف. يقول : إذا جذب الوتر صوّتت كصوت امرأة فقدت حميمها ، فهي تبكّي حزنا ، أى تحزن. وانتصب (حزنا) لأنه مفعول له و (هي) ضمير العبرى ، ترثّى : تندب وتدكر أباها وابنها و (ما) (١) زائدة وإنما يريد أنها تقول : بأبي وابني.

__________________

(١) ورد الشاهد في : النحاس ٧٦ / أوالأعلم ١ / ٣٢٢ والكوفي ٦١ / ب و ٦٢ / أ– ب

٦١٠