شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد - ج ٢

محمّد بن يوسف بن أحمد [ ناظر الجيش ]

شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد - ج ٢

المؤلف:

محمّد بن يوسف بن أحمد [ ناظر الجيش ]


المحقق: علي محمّد فاخر [ وآخرون ]
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٨٠

[مسميات الأعلام]

قال ابن مالك : (ومسمّيات الأعلام أولو العلم وما يحتاج إلى تعيينه من المألوفات ، وأنواع معان وأعيان لا تؤلف غالبا ، ومن النّوعيّ ما لا يلزم التّعريف).

______________________________________________________

قال ناظر الجيش : قال المصنف (١) : «أولو العلم : يعم الملائكة عليهم‌السلام وأشخاص الإنس والجن والقبائل ، وما يحتاج إلى تعيينه من المألوفات : يعم السور والكتب ، والكواكب ، والأمكنة ، والخيل والبغال والحمير والإبل والبقر والغنم والكلاب ، والسلاح والملابس ؛ فهذه وما أشبهها تدعو الحاجة إلى تعيين مسمياتها ، فاستحقت أن يوضع لأفرادها أسماء تتميز بها.

وأما ما لا يحتاج إلى تعيين فرد من أفراده : كالمعاني والوحوش ؛ فلا يصلح أن يوضع له علم خاص ، بل إن وضع لشيء منه علم فللنوع بأسره. إذ ليس بعض أشخاصه أولى به من بعض.

فمثال ما وضع منه للنوع المعنوي : برّة للمبرة ، وفجار للفجرة ، وخيّاب بن هيّاب للخسران ، ووادي تخيّب للباطل.

ومثال ما وضع منه للنوع العيني : أبو الحرث وأسامة للأسد ، وأبو جعدة وذؤالة للذئب.

قال سيبويه (٢) : «إذا قلت : هذا أبو الحرث فإنّما تريد هذا الأسد ، أي هذا الّذي سمعت باسمه ، وعرفت أشباهه ، ولا تريد أن تشير إلى شيء عرفته بعينه كمعرفة زيد ؛ ولكنّك أردت هذا الّذي كلّ واحد من أمته له هذا الاسم».

هذا نصه في باب ترجمته : «هذا باب من المعرفة يكون الاسم الخاصّ فيه شائعا في أمّته ليس واحد منها بأولى به من الآخر». فجعله خاصّا شائعا في حال واحدة ـ

__________________

«وإذا قالوا هذان أبانان ، وهؤلاء عرفات فإنما أرادوا شيئا أو شيئين بأعيانهما اللّذين يشير لك إليهما وكأنهم قالوا : إذا قلنا ائت أبانين فإنما تعني هذين الجبلين بأعيانهما اللّذين نشير لك إليهما ، ألا ترى أنّهم لم يقولوا : امرر بأبان كذا وأبان كذا لم يفرّقوا بينهما ؛ لأنّهم جعلوا أبانين اسما لهما يعرفان به بأعيانهما.

وليس هذا في الأناسيّ ولا في الدواب ، وإنما يكون هذا في الأماكن والجبال ، وما أشبه ذلك ، من قبل أن الأماكن والجبال أشياء لا تزول ...

والإنسانان والدّابتان لا يثبتان أبدا بأنهما يزولان ، ويتصرّفان ، ويشار إلى أحدهما ، والآخر عنه غائب».

(١) انظر شرح التسهيل (١ / ١٨٢).

(٢) انظر نصه في الكتاب (٢ / ٩٤).

٤١

.................................................................................................

______________________________________________________

مخصوصة باعتبار تعيينه الحقيقة في الذهن وشياعه باعتبار أن لكل شخص من أشخاص نوعه قسطا من تلك الحقيقة في الخارج». انتهى (١).

وقد أشار ابن الحاجب إلى اقتباس هذا المعنى من كلام سيبويه كما أشار إليه المصنف ، فقال بعد أن استشكل دخول العلم الجنس في هذا العلم (٢) :

«وأجيب عن ذلك بأجوبة ، والجواب المرضيّ منها أن يقال : إن العرب وضعت هذه الألفاظ وعاملتها معاملة الأعلام (٣) في منع الصرف فيما اجتمع فيه مع العلميّة [١ / ٢٠٤] علّة أخرى ومنع الألف واللام والإضافة (٤) فلا بد من التخيل في جعلها أعلاما. قال سيبويه كلاما معناه : أنّ هذه الألفاظ موضوعة للحقائق المعقولة المتّحدة في الذهن. ومثله في المعهود بالذهن بينك وبين مخاطبك ، وإذا صحّ أن يضع اسما بالألف واللام للمعهود الذهنيّ فلا بعد أن يضع العلم له. وإذا تحقق أنه لمعهود في الذهن فإذا أطلقوه على الواحد في الوجود فإنما أرادوا به الحقيقة المعقولة في الذهن. وصحّ إطلاقه على الواحد لوجود الحقيقة فيه ، وجاء التعدّد باعتبار الوجود لا باعتبار موضوعه. والفرق بين قولك أسد وأسامة أنّ أسدا موضوع لواحد من آحاد الجنس في أصل وضعه ، وأسامة موضوع للحقيقة المتحدة في الذّهن ، فإذا أطلقت أسدا على واحد أطلقته على أصل وضعه ، وإذا أطلقت أسامة على الواحد فإنّما أردت الحقيقة ولزم من إطلاقه على الحقيقة باعتبار الوجود التعدّد ، فجاء التعدد ضمنا لا مقصودا باعتبار أصل الوضع» انتهى كلام ابن الحاجب (٥).

وتبعه ابن عمرون فقال : «وكون أسامة واقعا على كلّ أسد إنّما كان لأن التّعريف قيد للحقيقة ، وهي موجودة فيه وقريب من هذا : يا رجل إذا أردت واحدا معيّنا ، فأيّ رجل أقبلت عليه وناديته كان معرفة لوجود القصد إليه ، وكذا أسامة أي أسد رأيته ، فإنّك تريد هذه الحقيقة المعروفة بكذا. ـ

__________________

(١) انظر شرح التسهيل (١ / ٢٠٣).

(٢) انظر الإيضاح في شرح المفصل لابن الحاجب ، تحقيق موسى العليلي (العراق) (١ / ٨٣ ، ٨٤) ، وقد حذف شارحنا جزءا يسيرا في وسط الكلام.

(٣) في النسخ : العلم والجمع من نسخة ابن الحاجب وهو أفضل.

(٤) لأن الأعلام لا تقترن بالألف واللام ولا تضاف.

(٥) الإيضاح في شرح المفصل له (ص ٣٦).

٤٢

.................................................................................................

______________________________________________________

فالتعدّد ليس بطريق الأصل ، وإنّما احتيج إلى هذا ؛ لأنّ العرب منعت بعضه الألف واللام والصّرف ، ونصبت عنه الحال» انتهى.

وثم طريقة أخرى في تقرير هذا الموضع جنح إليها الشيخ ، وهي أن إطلاقه العلمية على هذه الأنواع مجاز ؛ لأن أسامة وأسد لا تخالف بينهما في المعنى ، وإنما التخالف بينهما في أحكام لفظية ، والعلم الجنس داخل في حد النكرة ، ولكن ما وجدت فيها أحكام المعارف أطلقنا عليها معارف (١).

وقال الإمام بدر الدين ولد المصنف مشيرا إلى أعلام الأجناس : «هذه كلّها أسماء أجناس ؛ وسميت أعلاما لجريانها مجرى العلم الشخصي في الاستعمال ، وذلك أنّها لا تقبل الألف واللّام ، وإذا وصفت بالنكرة بعدها انتصبت على الحال ، ويمنع منها الصّرف ما فيه التأنيث والألف والنون الزائدتان لما شاركت العلم الشّخص في الحكم ألحقت به» (٢).

وفي قول المصنف في الألفية :

ووضعوا لبعض الأجناس علم

كعلم الأشخاص لفظا وهو عم

إشارة إلى هذه الطريقة.

وقال الشيخ بعد إيراده قول المصنف : فخصوصه باعتبار تعيينه الحقيقة في الذهن ، وشياعه باعتبار أن لكل شخص من أشخاص نوعه قسطا من تلك الحقيقة في الخارج :

«ما من نكرة إلّا ويتصوّر فيها هذا الّذي ذكره المصنّف وغيره». انتهى (٣).

وما قاله [١ / ٢٠٥] غير ظاهر ؛ فإن النكرة كرجل مثلا لم توضع للحقيقة الذهنية ، وإنما وضعت لفرد من أفراد ذكور الآدميين على سبيل الشياع. والذي ذكره المصنف وغيره :

أنّ العلم الجنس موضوع للحقيقة المعقولة في الذّهن نفسها.

واعلم أنهم قد وضعوا لبعض المألوفات أعلاما نوعية ، كقولهم للأحمق : أبو الدّغفاء ، وللمجهول شخصه ونسبه : هيّان بن بيّان ، ومن ذلك قولهم لنوع ـ

__________________

(١) التذييل والتكميل (٢ / ١٠٨ ، ١٠٩) وقد سبق تعليق طويل على هذه الفروق الدقيقة بين هذه المصطلحات.

(٢) انظر شرح ألفية ابن مالك لابن الناظم (ص ٧٦) (بيروت دار الجيل).

(٣) انظر التذييل والتكميل (٢ / ٣٢٧).

٤٣

.................................................................................................

______________________________________________________

الأمة : اقعدي وقومي ، ولنوع العبد : قنّور بن قنّور ، ولنوع الفرس : أبو المضاء.

قال المصنف (١) : ومن أبي الدغفاء وما بعده احترزت بقولي : لا تؤلف غالبا.

وأما قوله : ومن النّوعيّ ما لا يلزم التّعريف ـ فقال المصنف شارحا له : ولما كان لهذا الصنف من الأعلام يعني العلم الجنس ؛ خصوص من وجه وشياع من وجه ـ جاز في بعضها أن يستعمل تارة معرفة فيعطى لفظه ما تعطاه المعارف الشخصية ، وأن يستعمل تارة نكرة فيعطى لفظه ما يعطاه النكرات.

والطريقة في ذلك كله السماع (٢).

فمما جاء بالوجهين : فينة وغدوة وبكرة (٣) وعشيّة ؛ فلك أن تقول : فلان يأتينا فينة بلا تنوين ، أي يأتينا الحين دون الحين ، ولك أن تقول : يأتينا فينة بتنوين أي حينا دون حين ، فيختلف التقديران والمراد واحد ، وكذلك فلان يتعهدنا غدوة وبكرة وعشية ، أي الأوقات المعبر عنها بهذه الأسماء ، فلا تنوين إذا قصدت بها ما يقصد بالمقرون بالألف واللام عهديتين أو جنسيتين ، كما تفعل بأسامة وذؤالة ؛ إلا أن لك في بكرة وغدوة وعشية أن تنونها مؤولا لها بمجرد من الألف واللام ، وليس لك ذلك في أسامة وذؤالة ؛ ولا علة لذلك إلا مجرد الاتباع لما صح من السماع (٤).

__________________

(١) شرح التسهيل (١ / ١٨٣).

(٢) المرجع السابق.

(٣) كلمة بكرة ساقطة من نسخة (ب) ، وجاء في نفس النسخة : قينة بالقاف وهو خطأ.

(٤) شرح التسهيل (١ / ١٨٣) ويلخص الدكتور محمد يسري زعير أوجه الشبه بين علم الجنس وعلم الشخص في كتابه : أسرار النحو في ضوء أساليب القرآن الكريم (١ / ٢٢٤) طبعة عيسى البابي الحلبي ، فيقول : نستنتج من ذلك أن هناك نوعا من الشيوع في علم الجنس ؛ لأنه وضع لأمة من الأمم لا لواحد بعينه ، ومن ثم كان بينه وبين النكرة مشابهة ، كما أن بينه وبين علم الشخص مشابهة أخرى.

أما وجه الشبه بينه وبين النكرة فمن حيث المعنى ؛ لأنه شائع في أمته وجماعته لا يختص به واحد بعينه دون آخر.

أما وجه الشبه بينه وبين علم الشخص فمن حيث الأحكام اللفظية وهي :

١ ـ لا تدخل أل على علم الجنس كما لا تدخل على علم الشخص.

٢ ـ لا يضاف علم الجنس كما لا يضاف علم الشخص ، فلا يقال أسامتكم ، كما لا يقال محمدكم.

٣ ـ يمنع علم الجنس من الصرف كما يمنع علم الشخص فتقول : هذا أسامة ، كما تقول : نظرت إلى طلحة ؛ فيجر بالفتحة ومانع الصرف لهما العلمية والتأنيث اللفظي.

٤ ـ يقع علم الجنس مبتدأ نحو : أسامة أجرأ من ثعالة كعلم الشخص.

٥ ـ يصح مجيء الحال منه كعلم الشخص نحو : هذا أسامة مقبلا ، فهو مثل : هذا محمد ضاحكا. انتهى بتلخيص.

٤٤

[حكم الصرف وعدمه لأنواع الأعلام]

قال ابن مالك : (ومن الأعلام الأمثلة الموزون بها ؛ فما كان منها بتاء تأنيث ، أو على وزن الفعل به أولى ، أو مزيدا آخره ألف ونون أو ألف إلحاق مقصورة ـ لم ينصرف إلّا منكرا ، وإن كان على زنة منتهى التّكسير ، أو ذا ألف تأنيث ـ لم ينصرف مطلقا ؛ فإن صلحت الألف لتأنيث وإلحاق جاء في المثال اعتباران).

______________________________________________________

قال ناظر الجيش : قال المصنف (١) : الأمثلة الموزون بها كقولك وزن عامر وطلحة وأحمد وعمر : فاعل وفعلة وأفعل وفعل ؛ فهذه وما أشبهها معارف ؛ لأن كل واحد منها يدل على المراد دلالة تتضمن الإشارة إلى حروفه وهيئته ؛ ولذلك تقع بعده المعرفة صفة والنكرة حالا ، كقولك : لا ينصرف فعل المعدول بل ينصرف فعل غير معدول.

والأمثلة المشار إليها بالنسبة إلى الصرف ومنعه على أربعة أقسام :

ـ قسم ينصرف مطلقا.

ـ وقسم لا ينصرف مطلقا.

ـ وقسم ينصرف في التنكير دون التعريف.

ـ وقسم له اعتباران هو في أحدهما كالثاني وفي الآخر كالثالث.

فالأول : كفاعل ؛ فإنه ليس فيه مع العلمية سبب ثان.

والثاني : كفعلاء [١ / ٢٠٦] وفعلى مما فيه ألف التأنيث ممدودة أو مقصورة ، وكمفاعل ومفاعيل مما فيه زنة منتهى التكسير.

والثالث : كفعلة وأفعل وفعلان وفعلى مما فيه تاء التأنيث ، أو وزن الفعل ، أو الألف والنون الزائدتان ، أو ألف الإلحاق المقصورة ؛ فهذه لا تنصرف ما دامت معارف ، وتنصرف إذا وقعت موقعا يوجب تنكيرها ، كقولك : كل فعلة صحيح العين فجمعه فعلات إن كان اسما ، وفعلات إن كان صفة ؛ وكل فعلان ذي مؤنث على فعلى لا ينصرف ، وكل أفعل غير علم ولا صفة ينصرف.

والرابع : الذي له اعتباران فعلى بفتح الفاء وكسرها ؛ فإن ألفه صالحة للتأنيث ـ

__________________

(١) شرح التسهيل : (١ / ١٨٤).

٤٥

.................................................................................................

______________________________________________________

وصالحة للإلحاق ؛ فإن حكم بتأنيثها كان ما هي فيه غير منصرف في تعريف ولا تنكير ؛ وإن حكم بكونها للإلحاق كان ما هي فيه غير منصرف في التعريف منصرفا في التنكير. انتهى كلام المصنف (١) رحمه‌الله تعالى.

ولابن الحاجب رحمه‌الله تعالى في هذه المسألة كلام وتقسيم حسن يفيد ما لا أفاده كلام المصنف ، قال (٢) : «هذه الأمثلة إنما وقعت في اصطلاح النحويين ، وضعوها لموزوناتها أعلاما على طريق الإيجاز والاختصار ، وهي في الأعلام لموزوناتها بمنزلة باب أسامة على قول. ثم لا يخلو إما أن تستعمل وزنا للأفعال على حدتها أو لغير ذلك».

«فإن استعملت للأفعال كان حكمها حكم موزوناتها ، فنقول : استفعل حكمه كذا وكذا. وإن وضعت لغير الأفعال فلا تخلو إما أن توضع لجنس ما يوزن بها أو لا ؛ فإن وضعت لجنس ما يوزن بها سواء كانت للأسماء أم للأفعال ـ كان حكمها حكم نفسها ، فإن كان فيها ما يمنع الصرف منعت (وإلّا صرفت) (٣)».

«وإن لم تستعمل لجنس ما يوزن بها فلا تخلو إما أن تقع في الكلام كناية عن موزوناتها أو لا.

فإن وقعت كناية عن موزوناتها كان لها حكم موزوناتها ، لا حكم نفسها على الأكثر.

وإن لم تكن كذلك وكانت موزوناتها مذكورا معها ، كقولك : وزن قائمة فاعلة ـ فللنحويين فيها مذهبان :

منهم : من يجريها مجرى الأول فيجعل له حكم نفسه ، ومنهم : من يجعل حكمها حكم الثاني ، فتقول على المذهب الأول : وزن قائمة فاعلة غير مصروف لأن فيه علتين : العلمية والتأنيث وهو مذهب الزمخشري».

«وتقول على المذهب الثاني : وزن قائمة فاعلة مصروفا لأن موزونه مصروف.

ووجه الأول هو أنه لما كان علما باعتبار الجنس كأسامة ـ وجب إجراؤه على كل واحد من مفرداته كما يجري أسامة ؛ فإن أطلقته على واحد من مفرداتها كان علما ، كما إذا أطلقت أسامة على واحد من الآساد كان اسما علما» [١ / ٢٠٧]. ـ

__________________

(١) شرح التسهيل : (١ / ١٨٤).

(٢) انظر نصه في : الإيضاح في شرح المفصل : (١ / ٩٤) وما بعدها ، تحقيق موسى العليلي (العراق).

(٣) ما بين القوسين مأخوذ من شرح ابن الحاجب على المفصل.

٤٦

.................................................................................................

______________________________________________________

«ووجه الثاني هو أن باب أسامة في جريه علما على كل واحد ـ من المشكلات التي تتحير فيها الأفهام ؛ لكونها في المعنى نكرة وحكمها حكم الأعلام ، حتى احتيل في استقاميتها بأن قدرت أعلاما للحقائق المنقولة وصح إجراؤها للآحاد لوجود الحقيقة فيها. ولو لا أن العرب منعت صرف أسامة عند جريه على الواحد ـ لم يرتب في أنه نكرة».

«وإذا كان باب أسامة خارجا عن باب الأعلام ؛ فإذا وضع النحويون أعلاما (١) فإعطاؤها حكم الأعلام القياسية أولى من إعطائها حكم أسامة الخارج من القياس ؛ فعلى هذا لا يكون أفعل في قولك : وزن إصبع إفعل ـ علما. ويرد على هؤلاء أنه إذا لم يكن علما وجب أن يكون نكرة ، فيجب أن يقال : وزن طلحة فعلة ؛ إذ ليس فيه ما يمنع الصرف أصلا ؛ لأن العلمية مفقودة ، وتاء التأنيث شرطها في التأثير العلمية ، فلا علة لهذا».

«والجواب عنه أن يقال : هذا وإن لم يكن علما فليس اللفظ مقصودا في نفسه ، وإنما الغرض به معرفة موزونه ، فأجري مجرى موزونه» انتهى كلام ابن الحاجب (٢).

ووقفت لبعض مصنفي العجم على تقسيم تبع في أكثره ابن الحاجب :

وهو أن هذه الأمثلة لا تخلو إما أن تستعمل مجردة عن الموزونات أو معها ، والأول لا يخلو إما أن يكون أوزانا للأفعال على حدتها أو لغيرها ، ففي الأول :

حكمها حكم الأفعال ، فتقول : فعل مبني على الفتح ، ويفعل معرب ، واستفعل للسؤال ، وفي الثاني : وهو أن تكون لغير الأفعال على ثلاثة أقسام.

لأنها إما أن تعتبر بالنسبة إلى جميع ما يوزن بها ، أو بالنسبة إلى بعض ما يوزن بها ، بأن تجعل كناية عنه ، أو بالنسبة إلى أنفسها من غير ملاحظة الموزونات :

فالقسم الأول : «نكرة فإن كان فيه ما يمنع صرفه وهو نكرة منع ، كما تقول :

كل فعلاء مؤنث أفعل ، وكل فعلى تأنيث فعلان ؛ وإن خلا من مانع صرفه صرف ، كما نقول : فعلة إذا كانت اسما وجمعت بألف وتاء ـ حركت عينها ، فأنت لا تريد مثلا واحدا ، وإنما تريد كل ما يوزن بها كتمرة وطلحة». ـ

__________________

(١) في أصل ابن الحاجب : فإذا وضع النحويون ألفاظا. وما في النسخ أولى لوضوحه.

(٢) انظر الإيضاح في شرح المفصل له (١ / ٩٤ ـ ٩٦).

٤٧

.................................................................................................

______________________________________________________

والقسم الثاني : «وهو الذي كني بالأوزان فيه عن موزون معين غير مشترك حكمه حكم الموزون على الأكثر ، فتقول : فاعلة صفة مؤنث وأنت تريد بها ضاربة فتصرف لأنها نكرة ، وتقول : فاعلة بعدم الصرف كناية عن فاطمة علم. وعند الأقليين (١) جعل غير منصرف في الصورتين اعتبارا بالزنة لا بالموزون».

والقسم الثالث : «وهو الذي اعتبرت فيه الزنات بالنسبة إلى أنفسها دون ملاحظة الموزونات ؛ فالزنات بهذا الاعتبار أعلام ، فإن انضم إلى العلمية ما يؤثر معها في منع الصرف ـ منعت الزنات الصرف وإلا فلا ، فتقول : فعلة إذا كان اسما حركت عينها بالفتح في الجمع بألف وتاء بعدم الصرف ، والثاني وهو الذي يذكر مع الموزون فيه قولان : منهم من يعتبر الموزون ، ومنهم من يعتبر الزنة ؛ فعلى الأول تقول : قائمة فاعلة بالصرف ، وما يشبه فاعلة بعدم الصرف [١ / ٢٠٨] ، وتقول على الثاني : فاعلة بعدم الصرف في الصورتين».

ثم قال (٢) : «واعتبار الزنة مع الموزون في الصرف وعدمه يوجب أربعة أقسام :

الأول : كلاهما منصرف ، تقول : ضارب فاعل.

الثاني : كلاهما غير منصرف ، تقول : حبلى فعلى.

الثالث : الزنة مصروفة والموزون غير منصرف ، تقول : سعاد فعال ، وهذا يقوي القول الأول.

الرابع : الزنة غير مصروفة والموزون مصروف ، تقول : يرجع يفعل ، وهذا يقوي القول الثاني» انتهى.

والظاهر أن الذي جعله مقويا للأول إنما هو مقوّ للثاني ، ومقوي الثاني مقوي الأول ، ثم لم يتجه لي تمثيله في القسم الثالث بفعلة إذا جمعته بألف وتاء ، مع تمثيله بها في القسم الأول أيضا ، والظاهر أن القسم الثالث لا تحقق له ، ولذا لم يذكره ابن الحاجب ولكن التقسيم الذي ذكره لا يدفعه العقل.

وقال ابن هشام الخضراوي (٣) : «قد اتّفق أصحابنا في أمثلة الأوزان أنّها إن ـ

__________________

(١) في الأصل : وعند غير الأقلين ، والصحيح ما أثبتناه بدليل قوله قبل : على الأكثر ، وهو الثابت في نسخة (ب).

(٢) القائل : هو بعض مصنفي العجم.

(٣) هو محمد بن يحيى الأنصاري الخرجي الأندلسي ، سبقت ترجمته.

٤٨

[حكم أفعل وصفا للنكرة]

قال ابن مالك : (وإن قرن مثال بما ينزله منزلة الموزون فحكمه حكمه).

______________________________________________________

استعملت للأفعال خاصة حكيت نحو : ضرب وزنه فعل وانطلق وزنه انفعل. وإن استعملت للأسماء وأريد بها جنس ما يوزن ـ فإن حكمها حكم نفسها ، فهي أعلام ؛ فإن كان فيها ما يمنع الصرف مع العلمية لم تنصرف ، نحو قولك : فعلان لا ينصرف ، وأفعل لا ينصرف. وإن لم يرد بها ذلك وأريد بها حكاية موزون مذكور معها ـ ففيه خلاف نحو قولك : ضاربة وزنها فاعلة ؛ فمنهم من لم يصرف هنا فاعلة ؛ لأن هذه الأمثلة أعلام. فهذا علم فيه تاء التأنيث. ومنهم من قال : يحكى به حالة موزونه ـ وهم الأكثر ـ فيصرف هنا فاعلة» انتهى (١).

وقد ظهر من قوله : وإن استعملت للأسماء وأريد بها جنس ما يوزن ـ فإن حكمها حكم نفسها ، فهي أعلام إلى آخره موافقة المصنف ومخالفة ما ذكره ابن الحاجب ومن تبعه.

قال ناظر الجيش : قال المصنف : «وإن قرن بالمثال ما ينزله منزلة الموزون ، فحكمه حكم ما نزل منزلته ، كقولك : هذا رجل أفعل ؛ فحكم أفعل هنا حكم أسود ونحوه من الصفات ؛ لأن اقترانه برجل نزله منزلة الموزون متساويا في الحكم وامتناع الصرف.

وخالف سيبويه المازنيّ في ذلك ، فقال : ينبغي أن يصرف ، وردّ عليه المبرّد وصوّب قول سيبويه». انتهى (٢).

والذي يقوله المازني : «أن أفعل هنا ليس بوصف ، وإنما هو مثال للوصف ؛ ولهذا لما قال سيبويه (٣) : كلّ أفعل إذا كان صفة لا ينصرف ، وقال : قلت له ـ يعني ـ

__________________

(١) انظر نصه في التذييل والتكميل : (٢ / ٣٢٩) ، وفي الهمع : (١ / ٧٣).

(٢) شرح التسهيل : (١ / ٢٠٦). وانظر التفصيل في هذه المسألة وأقوال العلماء من كتبهم الصفحة القادمة وهذه الصفحة أيضا.

(٣) الكتاب : (٣ / ٢٠٣) قال سيبويه : هذا باب ما ينصرف من الأمثلة وما لا ينصرف : تقول : كلّ أفعل يكون وصفا لا تصرفه في معرفة ولا في نكرة ، وكلّ أفعل يكون اسما تصرفه في النكرة ، قلت : فكيف تصرفه وقد قلت : لا أصرفه ، قال : لأن هذا مثال يمثل به. وقال : إذا قلت هذا رجل أفعل لم أصرفه على حال ، وذلك لأنّك مثلت به الوصف خاصة ... إلخ.

٤٩

.................................................................................................

______________________________________________________

الخليل ـ : كيف تصرفه وقد قلت : لا أصرفه؟ فقال : أفعل ها هنا ليس بوصف ، فإنّما زعمت أنّ ما كان على هذا المثال وكان وصفا لا ينصرف». ثم أتى سيبويه بعد ذلك بأفعل غير منصرف.

قال المازني : «أخطأ سيبويه ويجب عليه أن يصرفه ، وإلّا نقض جميع ما قاله» وشبهة المازني بأن سيبويه لما قال عن الخليل أن أفعل ها هنا ليس بصفة فينصرف ظن المازني أن كل وزن [١ / ٢٠٩] ليس بصفة ينصرف».

قال ابن الحاجب (١) : «ولم يرد سيبويه هذا وإنّما أراد نفي تخيّل الوصفية في هذا المحل المخصوص ؛ لأنه لما قال: كلّ أفعل لم تتخيّل العلميّة لدخول كل ؛ فوزن الفعل متحقق فلا يبقى تخيل في منع صرفه إلّا بتقدير الصفة، فأجاب بنفي هذا التخيّل لتحقّق صرفه ، فلا يلزم على هذا ألّا يمتنع من الصّرف من الأوزان إلّا ما كان صفة».

قال أبو علي : «وأراد بقوله : لم يصنع المازنيّ شيئا ـ أن المازنيّ تخيّل هذا التخيل المذكور» انتهى.

وقال المبرد في تصويب قول سيبويه : «أفعل في قولنا : هذا رجل أفعل في اللّفظ صفة ، وليس في قولنا كلّ أفعل صفة في اللفظ ، فليس المراعى إلا الحكم اللّفظي» (٢).

وقال السيرافي : «ما ردّ به المبرد على المازنيّ صحيح إلا أنّه مصروف ؛ خلافا لسيبويه. وذلك أن أفعل هنا صفة ، وكان ينبغي منع صرفه للوزن والوصف ، إلا أن أفعل أقصى أحواله في الوصف أن يكون كأربع إذا وصف به ، فهو اسم وصف به ، وما هو كذلك لا يمتنع من الصّرف» (٣). ـ

__________________

(١) انظر نصه في شرح المفصل لابن الحاجب (١ / ٩٧).

(٢) نص المسألة في المقتضب (٣ / ٣٨٤) يقول المبرد : «هذا باب الأمثلة التي يمثل بها أوزان الأسماء والأفعال : قولك : هذا رجل أفعل ، فاعلم فلا يصرف أفعل ؛ لأنك وضعته موضع النعت كما وضعت الأول موضع الفعل ، هذا قول الخليل وسيبويه ، وكان المازني يقول : هذا رجل أفعل فيصرف أفعلا هذا ، ويقول : ليس بنعت معلوم ، وأما أفعل زيد فيجعله فعلا لأنه قد رفع زيدا به ، وهو مذهب. وقول الخليل وسيبويه أقوى عندنا.

(٣) انظر هذا النص منسوبا للسيرافي على هامش كتاب سيبويه (٣ / ٢٠٤) وهو أيضا في شرح أبي حيان (١ / ٥٨٣).

٥٠

[حكم الأعداد من التعريف وغيره والصرف وغيره]

قال ابن مالك : (وكذا بعض الأعداد المطلقة).

______________________________________________________

قال أبو الحسن بن الضائع (١) : «ما قاله أبو سعيد مختلّ. والصحيح في النظر قول سيبويه ، وذلك أن أربع وضع على أن يكون اسما ليس بصفة فعرض فيه الوصف ، فلم يعتد به ؛ وأفعل هذا لم يستقر في كلامهم لا اسما ولا صفة ، فينبغي أن يراعى فيه حكمه الحاضر له ، وقد وجدنا العرب تحكم للكناية بحكم المكني عنه ، ألا تراهم يمنعون صرف فلانة وليس في الحقيقة باسم علم لما كان كناية عن علم. وكذلك يحذفون التنوين في قولهم : فلان ابن فلان ، إلى غير ذلك من الأحكام. وهكذا أفعل في قولنا : رجل أفعل ليس في الحقيقة بصفة ، بل هو كناية عن صفة فينبغي أن يحكم له بحكم ما كني به عنه فيمنع.

فإن قيل : قد تكون الصفة على هذا الوزن مصروفة كأرمل.

قلت : علة صرف أرمل معدومة في أفعل هذا ، ومع ذلك فإن الأكثر في أفعل الوصف ألّا ينصرف ؛ لأن ما جاء دون شرطي منع صرفه ، وهما ألّا يدخله تاء التأنيث ، ولا يكون اسما في الأصل ـ قليل جدّا.

فإن قيل : فأفعل أيضا في قولنا : كلّ أفعل صفة لا ينصرف ـ كناية عن صفة. قلت : بل هو اسم مثل به الوصف ولم يجر في اللفظ صفة على موصوف فيمنع ولا فيه معنى وصف ، فيراعى وإن لم يجر صفة فصحّ مذهب سيبويه». انتهى كلام ابن الضائع (٢).

قال ناظر الجيش : المراد بالأعداد المطلقة المدلول بها على مجرد العدد دون تقييد بمعدود ، كقولهم : ستة ضعف ثلاثة وأربعة نصف ثمانية ، فهذه الأشياء قد حكم بعلميتها ومنع صرفها للتعريف والتأنيث ، وهي جديرة بذلك ؛ لأن كلّا منها يدل على حقيقة معينة دلالة مانعة من الشركة متضمنة بالإشارة إلى ما ارتسم في الذهن معها ؛ ولو عومل بهذه المعاملة كل عدد مطلق لصح. ولو عومل بذلك [١ / ٢١٠] ـ

__________________

(١) هو علي بن محمد بن يوسف الكتابي الإشبيلي ، سبقت ترجمته.

(٢) انظر نص ابن الضائع في التذييل والتكميل : (٢ / ٣٣٠ ، ٣٣١) ، وقد بحثت عن كلامه هذا في شرحه الكبير لجمل الزجاجي ، فلم أجده. انظر الشرح مخطوطا في ثلاثة مجلدات بدار الكتب المصرية ، تحت رقم (١٩ نحو مخطوطات) وفي اثنين كبيرين تحت رقم ٢٠ ، وقد ضاع من الشرح الكثير من النسختين كما هو واضح فيهما.

٥١

[حكم الكنايات من العلمية أو غيرها]

قال ابن مالك : (وكنوا بفلان وفلانة عن نحو زيد وهند ، وبأبي فلان وأمّ فلانة عن نحو أبي بكر وأم سلمة ، وبالفلان والفلانة عن لاحق وسكاب ، وبهن وهنة أو هنت عن اسم جنس غير علم ، وبهنيت عن جامعت ، وبكيت أو كيّة ، وبذيت أو ذيّة ، أو كذا عن الحديث ، وقد تكسر أو تضم تاء كيت وذيت).

______________________________________________________

غير العدد من أسماء المقادير لم يجز ؛ لأن الاختلاف في حقائقها واقع بخلاف العدد ؛ فإن حقائقه لا تختلف بوجه» ، قاله المصنف (١).

قيل : وأراد بقوله : لأن الاختلاف في حقائقها واقع بخلاف العدد ؛ فإن حقائقه لا تختلف بوجه ـ أن الرطل والقدح ونحوهما يختلف باختلاف المواضع ، فلا تدل على حقيقة معينة ؛ أما العدد فالثلاثة ثلاثة عند كل أحد وفي كل مكان وفي كل لغة.

وذكر الشيخ أن صاحب رءوس المسائل ذكر أن بعض الشيوخ يصرف الأعداد المطلقة (٢).

واعلم أنني لم يظهر لي اقتصار المصنف على بعض الأعداد ؛ لأنه إذا ثبت أن الأعداد المطلقة محكوم بعلميتها ؛ فلأي شيء قصر الأمر على بعض الأعداد ، وكان الأولى أن يقول : وكذا الأعداد المطلقة ، ويحقق ما قلته قوله : ولو عومل بهذه المعاملة كلّ عدد مطلق لصحّ.

قال ناظر الجيش : قال المصنف : «فلان وفلانة ، وأبو فلان وأم فلانة أسماء يكنى بها عن أعلام أولي العلم ، إلا أن فلانا كناية عن اسم مذكر علم كزيد وعبد الله.

وأبو فلان كناية عن كنية كأبي زيد وأبي عبد الله ، وفلانة كناية عن اسم امرأة كهند وأمة الله ؛ وأمّ فلان كناية عن كنية امرأة كأم خالد وأم سليم. ودعتهم الحاجة إلى الكناية عن أعلام البهائم المألوفة ، فكنوا عن مذكرها كلاحق (٣) بالفلان ، وعن ـ

__________________

(١) شرح التسهيل : (١ / ١٨٥).

(٢) انظر : التذييل والتكميل : (٢ / ٣٣٣). وكتاب رءوس المسائل المذكور منسوب للنووي ، كما في حاشية يس على التصريح : (١ / ٨٦).

(٣) في اللسان (لحق) ولاحق : اسم فرس معروف من خيل العرب ، قال : وفي الصّحاح : اسم فرس كان لمعاوية بن أبي سفيان.

٥٢

.................................................................................................

______________________________________________________

مؤنثها كسكاب (١) بالفلانة ، فزادوا الألف واللام في هاتين الكنايتين». انتهى (٢).

واعلم أن هذه الكلمات أعلام : ويدل على إرادة المصنف لذلك إيراده لها في باب العلم ، وأنه جعلها كناية عن أعلام ، فكان حكمها في العلمية حكم ما كني عنه بها.

قال ابن الحاجب في شرح المفصل (٣) : «والدليل على أنها أعلام أمران :

أحدهما : منع فلانة من الصرف ، ولو لا العلمية لم يجز منع صرفه ، فوجب تقديرها لذلك ، وإذا وجب تقديرها في فلانة وجب تقديرها في فلان ؛ لأن نسبة فلانة إلى المؤنث نسبة فلان إلى المذكر ، والتذكير والتأنيث لا أثر له في منع العلمية ولا إثباتها. وإذا لم يكن لهما أثر في ذلك وقد وجبت العلمية لفلانة وجبت لفلان أيضا».

الثاني : «هو أنهم امتنعوا من دخول الألف واللام عليهما ، ولو لا العلمية لجاز ذلك ، وإذا ثبت أنها أعلام فليست كوضع زيد وعمرو ، وإنما هي كوضع أسامة وبابه ، والدليل عليه صحة إطلاقه كناية عن كل علم ، وكذلك باب أسامة بخلاف باب زيد وعمرو ومدلولهما أعلام الأناسي ، وأعلام الأناسي لها حقيقة كحقيقة الأسد ، فكما صح أن يوضع لتلك [١ / ٢١١] الحقيقة علم صح أن يوضع لهذه الحقيقة علم ، ولم يثبت استعمالها إلا حكاية ؛ لأنها اسم اللفظ الذي هو علم لا اسم مدلول العلم ، ولذلك لا يقال : جاءني فلان ، ولكن يقال : قال زيد جاءني فلان ، قال الله تعالى : (يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (٢٧) يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً)(٤). فهو إذن اسم الاسم».

ثم ذكر أن دخول اللام في الكناية عن أعلام البهائم إنما هو للتفرقة بينها وبين أعلام الأناسي كما ذكر المصنف ، قال (٥) : «وكانت هذه يعني الكناية عن أعلام البهائم ـ

__________________

(١) في اللسان (سكب) وسكاب : اسم فرس عبيدة بن ربيعة وغيره. وقد قال عبيدة في فرسه هذه :

أبيت اللّعن إنّ سكاب علق

نفيس لا تعار ولا تباع

منعّمة مكرّمة علينا

يجاع لها العيال ولا تجاع

(٢) شرح التسهيل (١ / ٢٠٨).

(٣) انظر الكتاب المذكور (١ / ١٠٧) وما بعدها ، بتحقيق موسى العليلي.

(٤) سورةالفرقان : ٢٧ ، ٢٨.

(٥) القائل هو ابن الحاجب في شرحه على المفصل المسمى بالإيضاح (١ / ١٠٨) وهو بنصه كما هنا.

٥٣

.................................................................................................

______________________________________________________

أولى بزيادة اللام فارقة لوجهين :

أحدهما : أن تلك أكثر وهذه أقل مناسب كون الزيادة في الأقل.

الآخر : أن تلك هي الأصل المحتاج إليه في التحقيق ، وهذه محمولة عليها.

وإذا كان كذلك والأعلام تنافي الألف واللام ، فإذا اضطررنا إلى دخولها على أحد القسمين كان إدخالها على الفرع أولى من إدخالها على الأصل».

«وزادوا الألف واللام دون غيرها ؛ لأنها معرفة ، فلما اضطروا إلى زيادة أمر للفرق زادوا عليه ما لا ينافي معناه في التعريف ، ألا ترى أنه في المعنى كالنكرة ، فلما كان كالنكرة وقصد إلى زيادة أمر فيه للفرق بينه وبين أعلام الأناسي ـ كان الأولى به دخول اللّام التي كان مقتضاه في المعنى دخولها لو لا منع الصرف الذي ذكرنا أن تقدير العلمية لأجله» انتهى (١).

وأشار المصنف بقوله : وبهن وهنة «إلى أنه كما كني عن علم المذكر بفلان ، وعن علم المؤنث بفلانة ـ كني عن مذكر اسم الجنس بهن ، وعن مؤنثه بهنة أو هنت إذا كان للمتكلم غرض في الستر ، ولذلك كثرت الكناية عن الفرج ، وعن فعل الجماع بهنيت» ، هذا كلام المصنف (٢).

وأفهم قوله : عن اسم جنس غير علم ـ أن شيئا من الألفاظ الثلاثة ليس بعلم ، ولو كان شيء منها علما لوجب منع صرف هنة ، ولوجب ألا يضاف ولا تدخله الألف واللام ، ولا خلاف في صحة إضافته وإدخال اللام عليه كالنكرات ، ولهذا قال النحاة في هن : إنه اسم وضع بإزاء المستقبحات.

والفرق بين الكناية في فلان والكناية في هن : أن فلانا علم موضوع دال على اسم علم ، وأما هن فاسم موضوع بإزاء مدلول اسم آخر لا أن مدلوله اسم ، ولذلك تقول : كان بينهم هنات ولست تعني ألفاظا وإنما تعني أشياء قبيحة وكذلك يكنى بهن عن نفس الفرج لا عن لفظ الفرج ، وصح كونه كناية لأنه عدل عن ذلك اللفظ إلى هذا من أجل استقباح ذلك اللفظ.

واعلم أنه قد يكنى بهن عما لا يراد التصريح به لغرض ، كقول الشاعر يخاطب ـ

__________________

(١) المرجع السابق.

(٢) انظر : شرح التسهيل (١ / ١٨٥).

٥٤

.................................................................................................

______________________________________________________

حسن بن زيد (١) :

٣١٣ ـ الله أعطاك فضلا من عطيّته

على هن وهن فيما مضى وهن (٢)

يعني عبد الله وحسنا وإبراهيم بني حسن كانوا وعدوه شيئا فوفى به حسن.

وأشار المصنف : وبكيت أو كيّة [١ / ٢١٢] إلى أنه قد يكنى بهذه الكلمات أيضا عن الحديث ، قال : فيقال للمرسل بحديث : قل كيت وكيت أو قل :

زيت وزيت بفتح التاء وكسرها وضمها ، وليس مع التشديد إلّا الفتح ، وقد يقع مكانها : كذا وكذا (٣).

__________________

(١) هو الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب أبو محمد أمير المدينة ووالد السيدة نفيسة ، كان من الأشراف النابهين ، شيخ بني هاشم في زمانه ، استعمله المنصور على المدينة خمس سنين ، ثم عزله وخافه على نفسه فحبسه ببغداد ؛ فلما ولي المهدي أخرجه واستبقاه معه. مولده في المدينة سنة (٨٣ ه‍) ، وتوفي بالحاجر على خمسة أميال منها في طريقه إلى الحج مع المهدي سنة (١٦٨ ه‍). ترجمته في الأعلام (٢ / ٢٠٦).

(٢) البيت من بحر البسيط من مقطوعة قالها إبراهيم بن هرمة في المدح.

وقصة البيت وأبيات أخرى معه مذكورة بالتفصيل في كتاب مجالس ثعلب (١ / ٢١) وابن هرمة في البيت يمدح صاحبه بالغنى والوفرة والوفاء بالوعد.

وشاهده واضح من الشرح.

والبيت في معجم الشواهد (ص ٤٠١) وليس في شروح التسهيل.

ترجمة ابن هرمة : هو إبراهيم بن هرمة بن علي بن سلمة ، من مخضرمي الدولتين مدح الوليد بن يزيد ، وأبا جعفر المنصور ، وهو آخر الشعراء الذين يحتج بشعرهم ، كان مولعا بالشراب حتى أقام عليه الحد زياد ابن عبيد الله الحارثي. توفي في خلافة الرشيد بعد سنة (١٥٠ ه‍).

(ترجمته في الشعر والشعراء : ٢ / ٧٥٧).

(٣) شرح التسهيل (١ / ١٨٥).

٥٥
٥٦

الباب التاسع

باب الموصول

[تقسيم الموصول وتعريف كل قسم]

قال ابن مالك : (وهو من الأسماء ما افتقر أبدا إلى عائد أو خلفه وجملة صريحة أو مؤوّلة غير طلبية ولا إنشائيّة ومن الحروف ما أوّل مع ما يليه بمصدر ولم يحتج إلى عائد).

______________________________________________________

قال ناظر الجيش : الموصول اسمي وحرفي كما أشار إليهما في الكتاب.

فالاسمي : هو الّذي يفتقر في تمام مدلوله إلى جملة وذكر يعود منها إليه افتقارا مستمرّا. وهذا هو مضمون الحد الذي ذكره المصنف غير أنه عبر عن الاستمرار بقوله أبدا فكأنه قال : الموصول من الأسماء ما افتقر إلى جملة وعائد أبدا.

فما افتقر إلى جملة يشمل الموصول المذكور وحيث وإذ وإذا (١) لافتقار كل منها إلى جملة فأخرج الكلمات الثلاث (٢) بقوله : وعائد ، إذ هي غير مفتقرة إليه.

ولما أخرجها بقوله : وعائد دخل في الحد ما ليس مقصودا وهو النكرة الموصوفة بجملة فإنها حال وصفها بالجملة مفتقرة إليها وإلى العائد فاحتاج إلى إخراجها بقوله أبدا.

قال المصنف : لأن الموضع بالأصالة لمفرد تؤول به الجملة ويغني ذكره عنها ، فالافتقار إلى ما تؤول به لا إليها ، وإن صدق في الظاهر أنها مفتقرة إليها فلا يصدق على الافتقار إليها أنه كائن أبدا بخلاف الجملة الموصول بها ، فإن الافتقار إليها كائن أبدا عند ذكر الموصول (٣). ـ

__________________

(١) حيث وإذ وإذا أسماء مفتقرة في استعمالها إلى جملة لكنها مستغنية عن عائد فحيث اسم مكان عند غير الأخفش (انظر تفصيل الحديث في حيث في المغني (١ / ١٣١) وما بعدها) وإذ ظرف للزمن الماضي ولها أوجه استعمالات كثيرة (انظر تفصيل ذلك في المغني (١ / ٨٠) وما بعدها).

وإذا ظرف للزمن المستقبل ولها أوجه غير ذلك (انظر المغني : ١ / ٨٧ وما بعدها).

(٢) كلمة الثلاث غير موجودة بنسخة (ب).

(٣) معناه أن النكرة الموصوفة بجملة تحتاج إلى عائد أبدا لكن الوضع ليس للجملة بالأصالة ، بل هو للمفرد فإذا قلت : مررت برجل أخلاقه فاضلة فإنه في معنى : مررت برجل فاضل الأخلاق. لكن قد تستغني النكرة عن هذه الصفة فيقال : مررت برجل وهذا هو الفرق بين النكرة الموصوفة ، والاسم الموصول فإن الأخير لا يستغني أبدا عن الصلة بخلاف النكرة.

٥٧

.................................................................................................

______________________________________________________

قلت : ولقائل أن يقول لا حاجة إلى الاحتراز بقوله أبدا لأن المراد بالافتقار ما يفتقر إليه ذلك الشيء في تمام مدلوله كما تقدم. والنكرة الموصوفة بالجملة لا تفتقر في تمام مدلولها إلى شيء. والصفة المذكورة بعدها مفردة كانت أو جملة مقصودة في ذاتها لإفادة معنى في الموصوف.

وإذا كان كذلك تبين أن قول المصنف : فالافتقار إلى ما تؤول بدلا إليها لا يتحقق ؛ إذ ليس للنكرة افتقار إلى ذلك. وتقييده الافتقار بحال وصفها لا يفيد ؛ إذ لو اعتبر ذلك لزم أن الافتقار صادق على كل كلمة تعرض ؛ لأن الكلمة إذا تعلقت بأخرى صدق أن كلا منهما مفتقر إلى الآخر حال التعليق.

ولا شك أن هذا ليس بمراد ، بل المراد الافتقار الذاتي كما هو افتقار الموصول.

وإذ قد تقرر هذا فلنرجع إلى لفظ الكتاب فنقول :

قوله : إلى عائد : احترز بالعائد من حيث وإذ وإذا ، فإنها أسماء مفتقرة إلى جملة مستغنية عن عائد ، واحترز بأبدا من النكرة الموصوفة بجملة كما تقدم تقرير ذلك.

وأشار بقوله : أو خلفه إلى أن العائد قد يغني عنه ظاهر يقوم مقامه كقول الشاعر :

٣١٤ ـ فياربّ ليلى أنت في كلّ موطن

وأنت الذّي في رحمة الله أطمع (١)

[١ / ٢١٣] أراد في رحمته أطمع. ـ

__________________

فإذا وصفت النكرة فإن هذه الصفة مقصودة لذاتها في إنشاء معنى جديد. أما جملة الصلة فإن الموصول محتاج إليها في إفادة معناه ولا قيمة له بدونها.

هذا بالنسبة لجملة الصلة أو الصفة ، أما العائد فيهما فلا بد من وجوده ـ ظاهرا أو مقدرا ـ أو خلفه.

وقد وضحه ناظر الجيش أحسن توضيح.

(١) البيت من بحر الطويل نسب في بعض مراجعه لمجنون بني عامر (الدرر : ١ / ٤٦) وفي بعضها الآخر شكوك في هذه النسبة حيث لا يوجد البيت في ديوانه وقيل إنه لابن ميادة (حاشية شرح التسهيل) إلا أن البيت فيه روح ورقّة قيس بن الملوح المجنون وفيه اسم ليلاه.

قال ابن هشام في البيت : (٢ / ٥٠٤) «تقديره أنت الّذي في رحمته ، وكان يمكنهم أن يقدّروا في رحمتك فكأنهم كرهوا بناء قليل على قليل». وتفسيره أن الربط بضمير المخاطب بعد تقدم مثله على الموصول قليل والربط بالاسم الظاهر قليل بل أقل منه. أما الربط بضمير الغيبة فكثير شائع فحين قدروه في رحمتك ـ كما سيأتي في الشرح ـ كان فيه نيابة الظاهر الذي هو قليل عن ضمير المخاطب الذي هو قليل أيضا.

والبيت في شرح التسهيل : (١ / ١٨٦) وفي التذييل والتكميل : (٣ / ٦) ، وفي معجم الشواهد (ص ٢١٨).

٥٨

.................................................................................................

______________________________________________________

والجملة الصريحة تقابل المؤولة ـ وهي التي صرح فيها بجزئي الإسناد اسمية كانت أو فعلية ـ والمراد بالمؤولة : الظرف والمجرور والصفة ، فإن كلّا منها يقع موقع الجملة الصريحة فإذا وصل بالظرف أو بما أشبهه وجب تعليقه بفعل مسند إلى ضمير الموصول.

وإذا وقعت الصفة صلة للألف واللام وجب تأولها بفعل ومن ثم عملت ماضية المعنى وحاضرته ومستقبلته. وإذا لم تقع صلة فلا تعمل إلا في حضور أو استقبال (١).

وقيدت الجملة الموصول بها بكونها غير طلبية ولا إنشائية ؛ لأن الغرض بالصلة تحصيل الوضوح للموصول والجملة الطلبية لم يتحصل معناها بعد ، فهي أحرى ألا يتحصل بها وضوح غيرها ، وأما الإنشائية فإن حصول معناها مقارن لحصول لفظها فلا يصلح وقوعها صلة ؛ لأن الصلة معرفة والموصول معرف بها فلا بد من تقدم الشعور بمعناها على الشعور بمعناه. هذا آخر الكلام على الحد.

ثم هاهنا أمور ينبّه عليها :

الأول : قد تقدم أن صورة حد الموصول على ما ذكره المصنف أن يقال :

هو ما افتقر إلى جملة وعائد أبدا ، ثم إن صاحب الكتاب قدم الفصل على الجنس والفصل الثاني على الأول (٢). والظاهر أن الذي أحوجه إلى ذلك إنما هو إرداف قوله إلى عائد بقوله أو خلفه ، وإرداف قوله : أو جملة ، بقوله : صريحة أو مؤولة غير طلبية ولا إنشائية ، فلو أتى بالحد على النظم الأصلي لزم تأخر الفصل ـ

__________________

(١) معناه أن اسم الفاعل ـ أو ما يشبهه في العمل ـ إذا وقع صلة لأل فإنه يعمل مطلقا في الماضي أو الحاضر أو المستقبل ؛ لأنه بمعنى الفعل والفعل ماض وحاضر ومستقبل ، تقول : جاءني الضارب زيدا أمس. والآن وغدا ، وإذا لم يكن صلة لأل عمل في الحاضر والمستقبل فقط ؛ لأنه حينئذ يكون بمعنى المضارع وهو حاضر أو مستقبل يقول ابن مالك :

كفعله اسم فاعل في العمل

إن كان عن مضيّه بمعزل

وإن يكن صلة أل ففي المضي

وغيره إعماله قد ارتضي

(٢) ما ذهب إليه الشارح في تعريف الموصول وهو قوله : ما افتقر إلى جملة وعائد أبدا ـ هو الترتيب الصحيح للتعريف. وذلك لأن قوله : ما افتقر إلى جملة ـ جنس يشمل الموصول وغيره كحيث وإذ وإذا والنكرة الموصوفة ، وقوله : وعائد ـ فصل أول أخرج به المذكورات غير النكرة. وقوله : أبدا ـ فصل ثان أخرج به النكرة المذكورة. وأما تعريف المصنف ففيه ما ذكره الشارح.

٥٩

.................................................................................................

______________________________________________________

عن تقسيم الجملة وتقييدها. ولو لم يقدم الفصل الثاني على الأول لكان يقول وهو ما افتقر إلى عائد أو خلفه أبدا فيوهم أن قيد الأبدية يختص بالعائد فقط دون الجملة ، فقدم أبدا ليعلم منه أنه قيد فيما يذكر بعده بكماله.

الثاني : من ورود الظاهر خلفا عن العائد قولهم : أبو سعيد الذي رويت عن الخدري. والحجاج الذي رأيت ابن يوسف. وقال أبو علي في التذكرة (١).

وقال رجل يخاطب ربه تعالى : وأنت الذي في رحمة الله أطمع.

فحمل على المعنى وكأنه قال : وأنت الذي في رحمتك أطمع.

ومن الناس من لا يجيز هذا وكذا قدره غيره : وأنت الذي في رحمتك أطمع قال : فأوقع الظاهر موقع المضمر.

قال : وهذا لم يجزه سيبويه في خبر المبتدأ فأحرى أن لا يجوز عنده في الصلة.

الثالث : نقل الشيخ في شرحه عن الكسائي أنه يجيز وقوع جملة الأمر والنهي صلة (٢) وأن جملة الدعاء إذا كانت بلفظ الخبر أجاز الوصل بها المازني نحو : الذي يرحمه (٣) الله زيد ، وإن مذهب الكسائي يقتضي موافقة المازني.

قال : بل يكون ذلك أحرى (٤). ولكنه لم يذكر على [١ / ٢١٤] ما نقله من ذلك استدلالا لواحد من الرجلين.

الرابع : جعل الشيخ قول المصنف : ولا إنشائية مخالفا لما قسم إليه الكلام من أنه خبر وطلب قال : وهنا جعل الجملة ثلاثة : خبرا وطلبا ، وإنشاء (٥) قلت : وليس : ـ

__________________

(١) التذييل والتكميل (١ / ٥٨٨).

(٢) قال الشارح في قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ) (الأعراف : ١٧٠).

إن الرابط فيه العموم لأننا لو جعلنا اللام في المصلحين للعهد لكان الربط بالمعنى وسيبويه لا يجيزه والمصنف تبع له في ذلك.

(٣) في نسخة (ب) : رحمه.

(٤) علله أبو حيان فقال : إن الكسائي إذا أجاز الوصول بصيغة الأمر والنهي فلأن يجيزه مع صيغة الخبر المراد بها الدعاء أولى وأحرى (التذييل والتكميل : ٣ / ٧).

(٥) المرجع السابق.

٦٠