قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة الحقوق

رسالة الحقوق

29/44
*

وتلبسه مما تلبس ، ولا تكلفه ما لا يطيق. فان كرهته خرجت إلى اللّه منه واستبدلت به ولم تعذب خلق اللّه. ولا قوة إلاّ باللّه (١).

٦ ـ حق الرحم

أ ـ حق الام :

وأما حق الرحم : فحق أمك أن تعلم أنها حملتك حيث لا يحمل أحد أحدا ، وأطعمتك من ثمرة قلبها ما لا يطعم أحد أحدا ، وأنها وقتك بسمعها وبصرها ويدها ورجلها وشعرها وبشرها وجميع جوارحها ، مستبشرة فرحة محتملة لما فيه مكروهها وألمها وثقلها وغمها ، حتى دفعتها عنك يد القدرة وأخرجتك إلى الارض فرضيت أن تشبع وتجوع هي ، وتكسوك وتعرى وترويك وتظمى ، وتظلك وتضحى ، وتنعمك ببؤسها وتلذذك بالنوم بأرقها ، وكان بطنها لك وعاء ، وحجرها لك حواء ، وثديها لك سقاء ، ونفسها لك وقاء. تباشر حرّ الدنيا وبردها لك ودونك. فتشكرها على قدر ذلك ، ولا تقدر عليه إلا بعون اللّه وتوفيقه (٢).

__________________

(١) وفي رواية : وأما حق مملوكك فأن تعلم أنه خلق ربك وابن أبيك وأمك ولحمك ودمك ، ولم تملكه لأنك صنعته من دون اللّه ، ولا خلقت شيئا من جوارحه ، ولا أخرجت له رزقا ، ولكن اللّه عز وجل كفاك ذلك ثم سخره لك وائتمنك عليه واستودعك إياه ، ليحفظ لك ما تأتيه من خير إليه ، فأحسن إليه كما أحسن اللّه اليك وإن كرهته استبدلت به ، ولم تعذب خلق اللّه عز وجل ولا قوة إلاّ باللّه.

(٢) وفي رواية : وأما حق أمك فان تعلم أنها حملتك حيث لا يحتمل أحد أحدا ، وأعطتك من ثمرة قلبها ما لا يعطي أحد أحدا ، ووقتك بجميع جوارحها ، ولم تبال