الجامع المفردات الأدوية والأغذية

ضياء الدين عبد الله بن أحمد الأندلسي المالقي [ ابن بيطار ]

الجامع المفردات الأدوية والأغذية

المؤلف:

ضياء الدين عبد الله بن أحمد الأندلسي المالقي [ ابن بيطار ]


الموضوع : الطّب
الطبعة: ٠
الصفحات: ١٧٣

وجع الظهر. التجربتين : وزبل القطط يسقط المشيمة بخورا كان أو حمولا. ابن ماسه : لحم السنور إذا جفف ودق استخرج النصول والأزجة لأن له جذبا شديدا.

سورنجان : هي العكبة بالديار المصرية واللعبة البربرية عند أطباء العراق.

ديسقوريدوس في الرابعة : فلحيقن ومن الناس من سماه بلبوسا ومنهم من سماه أقيمارون وهو نبات يظهر له زهر في آخر الخريف لونه أبيض شبيه في شكله بزهر الزعفران ومن بعد ذلك يخرج ورقا شبيها بورق البلبوس وفيه شيء من رطوبة يدبق باليد وله ساق طوله نحو من شبر وعليه ثمر لونه أحمر قاني إلى السواد وأصل عليه قشر في لونه حمرة وإذا قشر الأصل ظهر باطنه أبيض وهو لبن حلو ملآن من رطوبة وهو مستدير شبيه ببصلة البلبوس ويخرج من وسطه الساق وعليه زهر وكثيرا ما ينبت هذا النبات في المكان الذي يقال له قلخى ، وفي البلاد التي يقال لها ماشنينا وإذا أكل قتل بالخنق كمثل ما يقتل الفطر وإنما ذكرناه في كتابنا هذا لئلا يغلط أحد فيأكله بحساب البلبوس فإنه مشتهي لذيذ يدعو إلى أكله من لم يجربه في علاجه وعلاجه كعلاج أكل الفطر وينتفع به أيضا بلبن البقر إذا شربه وإذا استعمل لبن البقر في هذه العلة لمن يحتج معه إلى غيره من العلاج في باب أقيمارون. جالينوس في السادسة : الدواء الذي يقال قلحيقون دواء قتال. نقل ابن البطريق في ترجمته الأدوية عن جالينوس له قوّة مسهلة وكذلك الماء الذي يعمل به ويعطى خاصة لمن به وجع المفاصل في أوقات النزلات بعينها وهو رديء للمعدة جدّا. الغافقي : السورنجان أصل كالقسطلة في الشكل عليها قشر كقشرها ويجرد عن مثلها هكذا يكون في زمن الخريف ثم يطلع من عرض القسطلة حذاء أطرافها المحددة نورة لاصقة بالأرض على هيئة السوسنة البيضاء وردية اللون وربما كانت بيضاء وصفراء فإذا جفت أبدت ورقا كورق العنصل أو أغلظ منه لاطئا بالأرض وذلك زمن الربيع وتعود حينئذ تلك القسطلة التي كانت أصل هذا النبات بصلة كبصلة العنصل ثم لا تزال تتلاشى هذا البصلة حتى تجدها زمن الخريف قسطلة والمستعمل من هذا النبات أصله إذا كان في شكل القسطل وأكثر ما ينبت في سطوح الجبال وفي الروابي. التميمي : وله خاصية في النفع من البواسير الباطنة عجيبة ظاهرة الأثر ليس يأباه لها كثير من الأطباء وذلك أنه إن سحق وأخذ منه وزن نصف درهم وعجن بسمن الغنم العتيق وأخذ في قطنة حمولا في المقعدة ليلتين نفع ولم يحتج الوصب إلى معاودة التحمل به ليلة ثالثة ويسكن وجع المفاصل الآلمة لطوخا ببعض المياه. حبيش بن الحسن : السورنجان حار في وسط الدرجة الثالثة يابس في أول الثانية وله خاصية في تسكين أوجاع المفاصل والنقرس والخدر في الأبدان وأجوده ما ابيضّ داخله وخارجه وصلب مكسره فأما الأسود والأحمر منه فإنهما ضاران جدّا إذا خلطا مع أدوية الإسهال حبساها وأوقفاها في المعدة وهما يقتلان إذا شربا بالرداءة فعلهما. المنصوري : السورنجان يزيد في المني.

ابن ماسه : هو مجفف للقروح العتيقة. مجهول : السورنجان الأبيض يزيد في الباه.

المسيحي : نافع لوجع النقرس غير جيد العاقبة وإذا أكثر منه حجز الفضلات وقفع المفاصل ولذلك ينبغي أن يستعمل من أكثر منه تليين المفاصل وترطيبها. ابن أبي الصلت : يسهل البلغم والخام وينفع من أوجاع المفاصل والنقرس بإسهاله المادّة المولدة لهما والشربة التامة منه وزن مثقال مع السكر وشيء يسير من الزعفران وإذا خلط

٤١

مع الأدوية فمن نصف مثقال إلى درهم وهو مكرب غير مأمون. ابن سينا في مقالته في الهندبا : السورنجان مركب من جوهرين : أحدهما مسهل ، والآخر قابض فإذا فعل الحار الغريزي والقوّة الطبيعية فيه انفصل اللطيف المسهل ففعل فعلا وتحليلا وجذبا للمادّة المرتبكة في المفاصل حتى يستفرغها ويعقبه بعد زمان الجوهر البارد اليابس القابض فيرد على تلك الأعضاء والمنافذ فيقبضها ويبردها ويقوّيها على الامتناع من عود ما سال وانصباب ما ذاب من موضع آخر إليها ولذلك كان من أنفع الأشياء في علل المفاصل وقال في الثاني من القانون : يسكن الوجع في الوقت ضمادا وإن استكثر منه ضمادا صلب الورم وحجره. وينبغي أن يخلط به فلفلا وكمونا إذا سقي لوجع المفاصل.

سوس : ويقال عود السوس. ديسقوريدوس في الثالثة : علوقريا ومعناه باليونانية الحلو وهو ينبت كثيرا بالبلاد التي يقال لها قيادوقيا والبلاد التي يقال لها نيطش وهو شجرة لها أغصان طولها ذراعان عليها ورق نحاسي شبيه بورق شجر المصطكى عليه رطوبة تدبق باليد وزهره شبيه بزهرة النبات المسمى براقينس وهو زهر فرفيري اللون ناعم وثمر في عظم ثمر الشجر المسمى قلاطانس وهو أخشن منه وله غلف شبيهة بغلف العدس حمر طوال وأصول طوال شبيهة في لونها بالخشب الذي تسميه أهل الشأم بكسيس وهو الشمار مثل أصول الجنطيان فيها قبض وهي حلوة وتخرج عصارتها مثل الحضض. جالينوس في ٦ : أنفع ما في نبات السوس وعصارة أصله وطعم هذه العصارة حلو كحلاوة الأصل مع قبض فيها يسير ولذلك صارت تملس الخشونة الحادثة لا في المريء فقط لكن في المثانة أيضا وذلك لاعتدال مزاجها فجوهرها جوهر مناسب لجوهرنا مشاكل له إذ كان قد تقدم البيان بأن الشيء الحلو حاله هذه الحال ولكن إذا كان فيها مع الحلاوة قبض قد علم من ذلك أن جملة مزاجها في الحر والبرد إنما هو كالسخونة الفاترة فهي لذلك قريبة من المزاج المعتدل ولما كان كل شيء حلاوته معتدلة فهو مع ذلك رطب حق لهذه العصارة أن تقطع العطش من طريق أنها رطبة رطوبة معتدلة باردة أكثر من مزاج بدن الإنسان. وقد زعم ديسقوريدوس أن السوس إن جفف وسحق صار دواء جيدا للظفرة التي تخرج في عين الإنسان واللحم الزائد الذي يخرج في أصول الأظافر. ديسقوريدوس : وعصارتها تصلح لخشونة قصبة الرئة وينبغي أن تجعل تحت اللسان ويمتص ماؤها وإذا شربت بطلاء توافق إلتهاب المعدة وأوجاع الصدر وما فيه من الآلات والكبد وجرب المثانة ووجع الكلى ، وإذا امتص ماؤها قطعت العطش وقد تصلح للجراحات إذا لطخت بها وتنفع المعدة إذا مضغت وابتلع ماؤها وطبيخ أصول السوس وهي حديثة توافق ما توافقه العصارة وأصل السوس إذا جفف وسحق وضمد به نفع من الداحس ، وإذا استعمل ذرور أنفع من الظفرة التي تخرج في العين.

التجربتين : ربه وطبيخه نافعان من السعال حيث يصير الحل وإذا ألقي في المطبوخات المسهلة دفع ضررها وهوّن احتمالها على الأعضاء وينفع من جميع أنواع السعال إلا أنه فيما يكون عن أخلاط لزجة ضعيفة فإذا قوي بأدوية أكثر حلا وتقطيعا تقوّى تأثيره وينبغي أن يوضع في علاج جميع علل الصدر والمثانة فإنه أنفع دواء للحرقة والخشونة إذا تمودي عليه وكذلك ربه إذا خالط أدوية الكبد لجميع عللها حسن تأثيرها وعدلها قاطع للعطش

٤٢

على اختلاف أنواعه فإنه بالذات وبمزاجه يقطع العطش الحار السبب واليابسة والمالحة ، وأما المتولد عن سدد بلغمية في الماساريقا أو في الكبد وعن خلط لزج لاصق بالمعدة فإنه يسكنه إذا مزج بالماء اجتذاب الطباع إياه لعذوبته وبما فيه من القوّة الجلاءة. ابن سينا : يصفي الصوت وينقي قصبة الرئة والحميات العتيقة وينفع من الإختلاج ووجع القصب.

سوندا : الرازي : قالت الخوز : إنه بارد رطب يبرئ الورم والصلابة ويحلل المرة وعصارته تحلل الأورام من الأعضاء.

سورج : ديسقوريدوس في الخامسة : هو شيء يتولد من البحر وهو جنس من الزبد ويتولد على المواضع الصخرية القريبة من البحر وله قوّة مثل قوّة الملح. جالينوس في ١١ : هذا إنما هو شبيه بالزهرة أو بالزبد يرتفع فوق الملح وهو ألطف من الملح بكثير فهو لذلك يمكن فيه أن يلطف ويحلل أكثر من الملح كثيرا وأن يجمع أكثر ما يبقى من جوهر الجسم الذي يلقاه كما يفعل الملح.

سولان : ابن سينا : دواء رومي حار يابس في الرابعة يحرق الجلد وينفع من اللقوة إذا سعط منه بحبة بماء السماق ويفش أورام الأجفان وتهييجها والأورام العارضة تحت العين.

سوسن : هو ثلاثة أصناف فمنه أبيض ونسميه السوسن الإزاذ ومنه بستاني وبري.

جالينوس في ٧ : زهرة السوسن مزاجها مزاج مركب من جوهر أرضي لطيف اكتسبت منه مرارة الطعم ومن جوهر مائي معتدل المزاج ولذلك صار الدهن المتخذ من السوسن المطيب منه وغير المطيب قوّته تحلل بلا لذع وتليين ومن قبل ذلك صار نافعا جدّا من الصلابة التي تكون في الأرحام وأصل السوسن أيضا وورقه إذا سحق على حدة فشأنه أن يجفف ويجلو ويحلل باعتدال ولذلك صار ينفع من حرق الماء الحار لأن هذا الحرق يحتاج أيضا إلى دواء يجمع التجفيف والجلاء المعتدلين معا وأصل هذا السوسن الأبيض يؤخذ فيشوى ويسحق مع دهن ورد ويوضع على الموضع الذي يحرقه الماء الحار حتى يندمل ويبرأ وهو من وجه آخر أيضا دواء جيد محمود ينجح في إدمال جميع القروح وتليين صلابة الأرحام ويدر الطمث ، وأما ورق السوسن الأبيض فإنهم يطبخونه ويضعونه لا على الحرق الحادث عن الماء الحار فقط لكن على سائر القروح إلى أن تندمل وتنختم آخر ختمها. وفي الناس قوم يكبسون هذا الورق في الخل ويستعملونه في إدمال الجراحات وقوّة الجلاء في أصل هذا السوسن أكثر منها في ورقه مع أن الأصل منه أيضا ليس فيه من قوة الجلاء مقدار كثير كما قد قلت قبل لأنه إنما هو في الطبقة الأولى من طبقات الأدوية التي تجلو من أجل ذلك متى أردنا أن نجلو به بهقا أو جربا والعلة التي ينقشر معها الجلد أو سعفة أو شيئا من أمثال هذه خلطناه مع بعض الأدوية التي جلاؤها أقوى من جلائه بمنزلة العسل ومتى كان ما يخلط معه من العسل مقدارا معتدل المقدار صار أيضا نافعا من جراحات العصب ومن القروح ومن سائر العلل التي كلها محتاجة إلى التخفيف الشديد من غير لذع. وقد اتخذت مرة من ورق هذا السوسن عصارة فجربتها واحتفظت بها للعلاج وطبخت العصارة مع خل وعسل وكان مقدار العصارة أربعة أضعاف كل واحد من الخل والعسل فوجدته عند ما بلوته دواء نافعا فائقا لجميع العلل المحتاجة إلى التجفيف القوي خلوا من اللذع بمنزلة الجراحات الكبار وخاصة ما كان منها في رؤوس العضل وجميع القروح العتيقة العسرة الإندمال.

ديسقوريدوس في الثالثة

٤٣

زهر السوسن يستعمل في الأكلة ويسميه بعض الناس ليربون ويعمل منه الدهن الذي يقال له ليربس ومنهم من يسميه سوسن وهو دهن السوسن وهو ملين للأعصاب والجساء العارض للرحم وورق هذه العشبة إذا تضمد به نفع من الهوام ونهشها وإذا طبخ كان صالحا لحرق النار وإذا عمل بالخل كان جيدا للجراحات ، وعصارته إذا خلطت بالخل والعسل وطبخت في إناء من نحاس وعمل منها دواء سيال موافق للقروح المزمنة والخراجات في حدثان ما تكون واصلة إذا طبخ بدهن ورد واستعمل أبرأ حرق النار ولين الجساء العارض في الرحم وأدر الطمث وأدمل القروح وإذا سحق وخلط بالعسل أبرأ انقطاع الأعصاب والتواءها ويجلو البهق والجرب المتقرح والنخالة العارضة في الرأس والقروح الرطبة العارضة فيه وإذا غسل به الوجه أنقاه وأذهب تشنجه وإذا سحق وحده أو خلط بالخل أو مع ورق البنج ودقيق الحنطة سكن الأورام الحارة العارضة للأنثيين وقد يشرب بزره لضرر الهوام فينتفع به وقد يدق البزر والورق دقا ناعما ويخلطان بشراب ويعمل منه ضماد نافع من الحمرة. الغافقي : طبيخ أصله نافع لوجع الأسنان وخصوصا البري منه وينفع من نفس الإنتصاب ومن غلظ الطحال ولا نظير لدهنه في أمراض الرحم وصلابته شربا وتمريخا ويخرج الجنين وينفع من المغص وإذا شرب من دهنه أوقية ونصف أسهل ونفع إيلاوس الصفراوي وهو ترياق البنج والكزبرة الرطبة والفطر وأصله إذا طبخ في الزيت يفعل ما يفعله دهنه. وزهر السوسن الأبيض إذا شرب نفع من نهش الهوام ويصلح للسعال وينفع من أوجاع العصب ورطوبة الصدر ومن أوجاع الرحم خاصة ، وإذا شرب بشراب أدر الطمث وأصله أيضا يفعل ذلك ، وإذا تكمد بطبيخه النساء نفعهن من أوجاع الرحم وإذا إحتمل أدر الطمث. ابن سينا : وإذا شرب أصله بماء وعسل أحد الذهن وأسهل الماء الأصفر والشربة منه من مثقال إلى ثلاثة ودهنه نافع من وجع العصب وضربات الأذن.

وقال في الأدوية القلبية : السوسن الإزاذ قريب في الطباع من الزعفران قريب الأحكام من أحكامه ولكنه أنقص حرارة ويبسا منه وهذا أصلح لتقوية القلب وذلك للتفريح فإن في السوسن من تمتين الروح قريبا مما في الزعفران وليس فيه من البسط الشديد والتحريك العنيف للروح إلى خارج ما في الزعفران فالزعفران لا ينفع في الغشي منفعته لأن السوسن يحرك الروح تحريكا أنقص مع ضبط وإمساك أشد وذلك يحرك تحريكا أشد وإمساكا أقل.

ومن السوسن صنف يسمى إيرساتريا وهو سوسن أحمر ويسمى باليونانية كسورس.

ديسقوريدوس في الرابعة : ومن الناس من سماه كسيرس ومنهم من سماه إيرس أعريا وأهل رومية يسمون غلاديوان وهو نبات له ورق شبيه بورق الصنف من السوسن الذي يقال له إيرسا إلا أنه أعرض ورقا منه وورقه حاد الطرف له ساق خارج من وسط الورق وطوله ذراع غليظ جدا عليه غلف ذات ثلاث زوايا وعلى الغلف زهر لونه الفرفير ولون وسط الزهر أحمر قان وله غلف فيها ثمر شبيه في شكله بالقثاء والثمر مستدير أسود حريف وله أصل كثير العقد طويل أحمر يصلح للجراحات العارضة في الرأس والكسر والعارض لقحف الرأس ، وإذا خلط به من زهرة النحاس ثلث جزء ومن أصل القنطوريون خمس جزء وعسل وتضمد به أخرج من اللحم بلا وجع كل ما كان من السلاء غائرا في اللحم ومن الأزجة وما أشبه ذلك ، وإذا تضمد به مع الخل أبرأ

٤٤

الأورام البلغمية والأورام الحارة وقد يشرب بالشراب الحلو المعمول بماء البحر لشدخ العضل وعرق النسا وتقطير البول والإسهال ، وإذا شرب من ثمره مقدار ثلاث أوثولوسات بشراب أدر البول إدرارا كثيرا وإذا شرب بالخل حلل ورم الطحال.

جالينوس في ٨ : أصل هذا قوته قوّة جاذبة لطيفة محللة وإذا كانت كذلك فقد علم أيضا أنها مجففة وبزره في هذه الخصال أكثر من الأصل وهذا البزر يدر البول ويشفي الطحال الصلب. ديسقوريدوس في ٤ : ومن أنواع السوسن نوع يسمى أقيمارون ومن الناس من يسميه أيضا إيرسا اعريا أي بريا وهو نبات له ورق وساق شبيهان بورق وساق الإيرس إلا أنهما أدق من ورق وساق الإيرس وزهر أصفر مر الطعم صغير وثمر لين المغمز وأصل واحد في غلظ الأصبع مستطيل قابض طيب الرائحة وينبت تحت الشجر وفي المواضع الظليلة.

جالينوس في ٧ : هو دواء قابض طيب الرائحة معا وذلك مما يدل على أن قوته ومزاجه مركب من قوّة مائعة ومن قوّة محللة وأفعاله شبيهة بذلك وذلك أن أصله نافع لوجع الأسنان إذا طبخ وتغرغر به وورقه نافع لكل خراج في وقت تزيد الخراجات ووقت منتهاها وينبغي أن يطبخ هذا الورق بشراب ويعمل منه ضماد ويوضع على الخراجات قبل أن تنضج.

ديسقوريدوس : وأصل هذا النبات إذا تمضمض به سكن وجع الأسنان وإذا طبخ ورقه بالشراب وضمدت به الأورام البلغمية والخراجات الفجة التي لم تجمع بعد رطوبة حللها ومن السوسن البري صنف يقال له سفر عليتو وهو نبات له ورق شبيه بورق النبات الذي يقال له كسيقيون إلا أنه أدق منه وأشد انحناء وأطول وله ساق على طرفه شيء نابت كأنه بنادق فيها بزر وقد يسقى أصل هذا النبات وبزره بالشراب لنهش الهوام ذوات السموم. جالينوس في ٨ : قوّة هذا النبات قوّة أيضا فيها تجفيف.

سوار الهند : هو الدواء الذي يسمى بالفارسية كشت بركشت وسيأتي ذكره في الكاف.

سويق : منه سويق الحنطة والشعير وسائر الأسوقة. الرازي : في كتاب دفع مضار الأغذية : إن كل سويق مناسب للشيء الذي يتخذ منه فسويق الشعير أبرد من سويق الحنطة بمقدار ماء الشعير أبرد منها وأكثر توليدا للرياح والذي يكثر استعماله من الأسوقة هذان السويقان أعني سويق الحنطة وسويق الشعير وهما جميعا ينفخان ويبطئان النزول عن المعدة ويذهب ذلك عنهما إن غليا بالماء غليانا جيدا ثم يصفيا في خرقة صفيقة ليسيل عنهما الماء ويعصرا حتى يصيرا كبة ويشربا بالسكر والماء البارد فيقل نفخهما ويسرع إنحدارهما ، وينفعان المحرورين والملتهبين إذا باكروا شربهما في الصيف ويمنعان كون الحميات والأمراض الحادة وهذا من أجل منافعه ولا ينبغي لمن يشربه أن يأكل ذلك اليوم فاكهة رطبة ولا خيارا ولا بقولا ولا يكثر منها ، وأما المبرودون ومن يعتريهم نفخ في البطن وأوجاع الظهر والمفاصل العتيقة والمشايخ وأصحاب الأمزجة الباردة جدّا فلا ينبغي لهم أن يتعرضوا للسويق البتة فإن اضطروا إليه فليصلحوه بأن يشربوه بعد غسله بالماء الحار مرات بالفانيد والعسل وبعد اللت بالزيت ودهن الحبة الخضراء ودهن الجوز ، وسويق الشعير وإن كان أبرد من سويق الحنطة فإن سويق الحنطة لكثرة ما يتشرب من الماء يبلغ من تطفئته وتبريده للبدن مبلغا أكثر ولا سيما في ترطيبه فيكون أبلغ

٤٥

نفعا لمن يحتاج إلى ترطيبه ، وسويق الشعير أجود لمن يحتاج إلى تطفئة وتجفيف وهؤلاء هم أصحاب الأبدان العثلة الكثيرة اللحوم والدماء. وأما الأوّلون فأصحاب الأبدان الضعيفة القليلة اللحم والمصفرة وأما سائر الأسوقة فإنها تستعمل على سبيل دواء لا على سبيل غذاء كما يستعمل سويق النبق وسويق التفاح والرمان الحامض ليعقل الطبيعة مع حرارة وسويق الخرنوب والغبيرا أيضا يعقل الطبيعة. التجربتين : وأما سويق الشعير فإنه إذا عجن بماء الرمانين أو سف به جفف بلة المعدة ونفع من السعي الصفراوي ومن صداع الرأس المتولد عن أبخرة حادة وسكن الغثيان وقوى المعدة ، وإذا جعل سويق الشعير غذاء الأطفال بأن يطبخ منه حسوا وعصيدة بإحدى الحلاوات وافقهم وأخصب أبدانهم وقطع عنهم ما يعتري الأطفال من الغثيان والإطلاق ، ومتى عجن بشراب ورد وزبد طريّ نفع من السحج المقلق المكثر الإختلاف من غير إطلاق.

سيسير : ديسقوريدوس في ٣ : ومن الناس من سماه أرقلس وهو ينبت في الأرض المنوّرة وهو شبيه بالنعنع إلا أنه أعرض ورقا منه وأطيب رائحة ويستعمل في الأكلة.

جالينوس في ٨ : مزاج هذا وقوّته لطيفة محللة وهو يسخن ويجفف في الدرجة الثالثة وبزره أيضا لطيف يسخن ولذلك صار بعض الناس يسقي منه لمن به فواق ولمن به مغص بشراب. ديسقوريدوس : وله قوة مسخنة وبزره إذا شرب بالشراب وافق تقطير البول والحصا وهو يسكن المغص والفواق ويضمد بورقه على الأصداغ والجبهة للصداع وقد يتضمد به أيضا للسع الزنابير والنحل وإذا شرب سكن الغثي والفواق والقيء.

سيسارون : ديسقوريدوس في الثانية : هو نبات معروف أصله إذا طبخ كان طيب الطعم جيدا للمعدة يحرّك شهوة الطعام ويدر البول. جالينوس في ٨ : أصل هذا إن طبخ نفع المعدة وأدر البول وهو حار في الدرجة الثانية وفيه مع هذا شيء من المرارة والقبض اليسير. لي : زعم بعض التراجمة أنه القلقاس وليس الأمر فيه كما زعموا لأنه ليس يظهر من كلام ديسقوريدوس وجالينوس أن سيسارون هذا القلقاس فتأمله. وقال الرازي في الحاوي : إن حنينا فسر سيسارون هذا بخشب الشونيز وهو قول بعيد عن الصواب لأن سيسارون دواء غذائي والشونير ليس يوصف بأن له خشبا والمستعمل منه بزره فقط والمستعمل من سيسارون إنما هو أصله فقط فبينهما فرق كبير ظاهر ، والأولى أن يقال أن سيسارون دواء مجهول في زماننا هذا وعليه البحث حتى يصح.

سيسبان : أوّله سين مهملة مفتوحة بعدها ياء منقوطة باثنتين من تحتها ساكنة ثم سين أخرى مهملة بعدها باء منقوطة بواحدة مفتوحة ثم ألف بعدها نون إسم بالديار المصرية لشجر حوار العود يرتفع نحو القامتين في غلظ عصا الرمح لونها أخضر ويتدرج في منبته وورقه حمصي الشكل إلى الطول ما هو مزدرع متراصف على غصينة بعضه إلى بعض وقضبانه دقاق رقاق وغصنه على غلظ الرمح الممتلىء من الدردار وكله أخضر وزهره أصفر اللون مليح المنظر فيه شبه من زهر القندول يخلف سنفة مجتمعة في معلاق واحد طولها شبر أو أكثر أو أقل في ورقه الميل معوجة في داخلها ثمر شبيه بالحلبة منه أسود ومنه إلى الصفرة والشجر كله مليح المنظر يغرسونه لتحصين البساتين والحيطان قريبا بعضه من بعض تتداخل أغصانه وعصيه بعضها في بعض. مجهول : منه بري ومنه بستاني وكثيرا ما ينبت بفلسطين طبيعته يابسة وهو

٤٦

دبوغ للمعدة يقويها ويحبس الطبيعة ويدخل في أشياء كثيرة من الطب. لي : وأما السيسبان الذي ذكره الرازي في الحاوي عن يونس فيوشك أنه أراد به شجر الأثل لا غير فلينظر فيه.

سيبيا : سمكة معروفة وخزفتها التي في باطنها هي التي تسمى لسان البحر وتسمى ببعض سواحل المغرب بالقناطة بالقاف والنون والطاء والهاء. ديسقوريدوس في الثانية : هي سمكة معروفة بناحية بيت المقدس إذا طبخت وأكل الأسود منها وهي حوصلتها كان عسر الإنهضام مليئا للبطن وإذا شكل من حدقتها شياف كان صالحا لأن تحك به الجفون الخشنة وإذا أحرق أحق بغطائه إلى أن يسقط عنه الغطاء وسحق جلا البهق والأسنان والكلف وقد يخلط بأدوية العين إذا غسل ، وإذا نفخ في عيون المواشي كان صالحا للبياض العارض لها ، وإذا سحق واكتحل به مع الملح أبرأ الظفرة. جالينوس في ١١ : من مفرداته أما الدميا فهو رخو رخاوة شديدة وليس مثل خزف الحلزونات والأصداف حجريا والجلاء هو شيء عام للدميا ولجميع الأصداف وكذا التجفيف وأما لطافة الجوهر فهي موجودة فيه أكثر منها في الصدف ولذلك نستعمله محرقا في مداواة البهق والكلف والنمش والجرب ، فإذا هو أيضا خلط مع الملح المحتفر أذاب ومحق الظفرة التي تكون في العين وقبل أن يحرق أيضا إذا دق وسحق جلا الأسنان وجفف القروح والخراجات وقد يستعمل أيضا هذا الدواء لمكان ما فيه من الخشونة المعتدلة في حك الأجفان إذا كان فيها خشونة شديدة فيتخذ منه شبيه بالشيافة المتطاولة ويحك به باطن الجفن حتى يدمى فإنه إذا فعل بالعين الجربة هذا الفعل كان كعمل الشيافات التي تقلع الجرب إذا اكتحل به فيها وأجود. الغافقي : اللعاب الأسود الذي يخرج من هذا الحيوان ينبت الشعر في داء الثعلب وقد يكتب به كالحبر ولذلك يسميه قوم الحبر.

سيف الغراب : هو نوع من السوسن المسمى كسيفيون وهو الدلبوث ، وقد ذكرته في الدال المهملة.

سيسنيريون : هو حرف الماء ، وقد ذكرته في حرف الحاء المهملة.

سيكران : هو البنج بالعربية وقد ذكرته في الباء.

سيكران الحوت : سمي هذا الدواء بهذا الإسم لأنه إذا جمع بطراته ودق على صخر ورمي في ماء راكد وحرك فيه حتى يختلط به فإن كل سمك يكون في الماء يطفو على وجه الماء منقلبا على ظهره ، ويسمى باليونانية قلومس ، وهو البوصير من مفردات جالينوس ، وقد ذكرته في حرف الباء التي بعدها الواو ، وأطباء الشام والعراق يصرفون قشر أصل هذا النبات على أنه الماهي زهره فاعلم ذلك.

حرف الشين

شاهترج : هو على الحقيقة ليس هو الدواء المعروف بخرزيون كما زعم أصطفن وإنما هو الذي ذكره ديسقوريدوس في المقالة ٤ وسماه فقيض ، وذكره الفاضل جالينوس وسماه في المقالة السابعة فسانيوس ومعناه الدخاني وسماه حنين في كتابه المسمى فسقسموها كمونابريا. الغافقي : وهذا النبات صنفان أحدهما ورقه صغار لونه مائل إلى لون الرماد والثاني أعرض ورقا ولونه أخضر إلى البياض وزهره أبيض وزهر الأول أسود إلى الفرفيرية ويسميان كزبرة الحمام ، وقد ظن قوم أن الصنف الأوّل منهما هو الشاهترج والثاني فقيض وليس ذلك

٤٧

بصحيح لأن صفة الأول هي صفة ديسقوريدوس لفقيض وقد يكون صنف آخر وهو نبات شبيه بالأول من هذين الصنفين إلا أنه أشد غبرة وأدق ورقا وورقه كورق الأفسنتين وليس منبسطا على الأرض بل هو قائم النبات وله ساق قائمة وزهره هو أشدّ سوادا من زهر الأوّل وأكثر اجتماعا وأصله عرق لطيف ، وليس هذا من الشاهترج في شيء وإنما يشبهه فقط فإنه ليس فيه مرارة ولا قبض ، ولا طعم ظاهر ، وهو منتن الرائحة وإذا أكلته البقر قتلها وقد ظن قوم أنه الشاهترج الصحيح. ديسقوريدوس : فقيض هو نبات ينبت بين الشعير ، وهي عشبة تشبه التمنش وهو شبيه بالكزبرة جدا إلا أن ورقه أشد بياضا من ورقها وفي لون الورق ميل إلى لون الرماد وهو كثير الغدد نابت من كل جانب وله زهر لونه فرفيري.

جالينوس في ٧ : طعم هذا الدواء حريف مر وفيه أيضا قبض فهو لذلك يجدد من البول المراري شيئا كثيرا ويشفي السدد والضعف الكائن في الكبد وعصارته أيضا تحد البصر بأن تخرج من العين الدموع الكثيرة كما يفعل الدخان ولذلك سمي في لغة اليونانيين باسم الدخان وأعرف إنسانا كان يستعمل هذا الدواء على أنه يقوّي فم المعدة ، ويطلق البطن وكان يجففه ويحفظه ثم يسحقه فينثر منه لمن أراد أن يطلق بطنه على ماء العسل ، ولمن أراد أن يقوي معدته ويشدّها على شراب ممزوج ويسقى صاحبه. ديسقوريدوس : عصارة هذا النبات حادّة تحد البصر وتحدر الدموع وإسم هذا النبات وإسم الدخان واحد وإنما سمي بإسمه لأنه يشبهه في حدته وإحداره الدموع ، وإذا خلطت عصارته بالصمغ ووضعت على موضع الشعر النابت في العين بعد أن يقلع نفعه من أن ينبت وإذا أكل من هذا النبات أخرج المرّة بالبول. الإسرائيلي : مقوّ للمعدة ودابغ لها وللثة جميعا منبه لشهوة الطعام مفتح لسدد الكبد محدر للمرة المحترقة مصف للدم ، وإذا شربت عصارته الرطبة نيئة غير مطبوخة أحدرت الإحتراقات المرّية ونقت عفونة الدم ووسخه ، ونفعت من الحكة والجرب العارضين من الدم العفن والصفراء المحترقة والبلغم المتعفن وهذه خاصة عصارة الرطب منه ، والمختار منه ما كان حديثا أخضر ظاهر المرارة. ابن ماسويه : والشربة من طبيخه من ٥ دراهم إلى ١٥ درهما ومن جرمه من ثلاثة دراهم إلى ٧ مع مثله من الأهليلج الأصفر فإن أراد مريد شرب مائه معتصرا فلا يطبخه ويأخذ منه ما بين ٤ أواق إلى ٨ أواق مع وزن ٨ دراهم أو ٧ دراهم من الإهليلج الأصفر ووزن ١٥ سكرا أبيض. ابن عمران : وإذا ربب بالخل وأكل سكن القيء وأذهب الغثيان العارض من البلغم ، وهو ينقي المعدة والأمعاء من الفضول المحتبسة. الرازي : إذا نقع من حشيشة في الماء ثم غسل بمائه الرأس واللحية أذهب القمل منها والصيبان المؤذية في الرأس والأتربة ، وإذا عجنت الحناء بعصارته واختضب بها في الحمام أذهب الحكة والجرب ، وإذا تمضمض بماء طبيخه شدّ اللثة وأذهب حرارة الفم واللسان ، وإذا استعمل عصيره مع التمرهندي ممروسا فيه وشرب نفع من الحكة والجرب وقوّى المعدة وفتح السدد في الكبد. الرازي في كتاب إبدال الأدوية : وبدله في الجرب والحميات العتيقة نصف وزنه من السنى المكي وثلثا وزنه من الإهليلج الأصفر.

شاه صيني : ابن رضوان : هذا الدواء يجلب إلينا ألواحا رقاقا سودا يعمل من عصارة نبات قوته مبردة نافعة من الصداع الحار ومن الأورام الحارة إذا حك ووضع على الموضع.

شاطل : التميمي : في المرشد هو دواء

٤٨

هندي شبيه في شكله بالكمأة المجففة في تدويرها ومقدارها وهو في طبعه حار يابس في آخر الثالثة مسهل للكيموسات الغليظة اللاحجة في الأعصاب وفي رباطات المفاصل وقوته على ذلك قوّة قوية جدّا وقد يدخل في أخلاط حب النجاح الهندي وينفع من الفالج واللقوة وداء الصرع والارتعاش وتشبيك المفاصل وإعلال الدماغ التي من الرطوبة الغليظة. غيره : يسهل الكيموسات المحترقة والشربة منه نصف درهم مع مثله سكرا طبرزدا يتجرع بماء حار.

شاذنه وشاذنج : وحجر الدم. ديسقوريدوس في الخامسة : أجود ما يكون منه ما كان سريع التفتت إذا قيس على غيره من الشاذنه وكان صلبا مشبع اللوم مستوي الأجزاء وليس فيه شيء من وسخ ولا عروق. جالينوس في ٩ : الشاذنه يخلط مع شيافات العين وقد تقدر أن تستعمله وحده في مداواة العين وخشونة الأجفان فإن كانت الخشونة مع أورام حارة دقت الشاذنة وحللته ببياض البيض أو بماء قد طبخ فيه حلبة وإن كانت خشونة الأجفان خلوا من الأورام الحارة فحل الشاذنة ودقها بالماء واجعل مبداك في كل وقت من هذه الأوقات من الماء المداف فيه الحجر ، وهو من الرقة على اعتدال وقطره في العين بالميل حتى إذا رأيت القليل قد احتمل قوة ذلك الماء المداف فيه الحجر فزد في ثخنه دائما واجعله في آخر الأمر من الثخن في حد يحمل على الميل ، وأكحل به العين من تحت الجفن أو تقلب الجفن وتكتحل به ، وهذا الحجر بعينه إذا حك على هذا المثال على المسن نفع من نفث الدم ومن جميع القروح فإن سحق وهو يابس حتى يصير كالغبار أضمر القروح التي ينبت فيها اللحم الزائد ، وإذا حك الشاذنة بالماء كما وصفت قبل وقطر بالميل أدمل وختم القروح ، وهو وحده مفردا. ديسقوريدوس : وقوّة الشاذنة قابضة مسخنة إسخانا يسيرا ملطفة تجلو آثار القروح وهو وحده مفردا يجلو آثار العين ويذهب الخشونة التي في الجفون ، وإذا خلط بالعسل وخلط بلبن امرأة نفع من الرمد والصرع والدموع في العين والحرق التي تعرض في العين والعين المدمية إذا طلي به وقد يشرب بالخمر لعسر البول والطمث الدائم ويشرب بماء الرمانين لنفث الدم ، ويعمل منه شيافات إذا خلط بأفاقيا صالحة لأمراض العين والجرب فيها وقد يحرق كما يحرق الحجر الذي يقال له قرن حبوس إلا أنه لا يستعمل في إحراقه الجمر مثل ما يستعمل في إحراق قرن حبوس ، ولكن مقدار إحراقه إلى أن يصير وسطا في الخفة وأن يكون شبيها بالنفاخات وقد يأخذ قوم من الحجر الذي يقال له سخطوس وهو المشقق ما كان منه كثيفا مستديرا وهو الصنف الذي يقال له أحسيا يؤخذ فيصير في رماد حار في إجانة وتدعه قليلا ثم تخرجه وتجعله على مسن وتنظر فإن كان له لون في محكه شبيه بلون الشاذنج اكتفي بذلك المقدار من الإحراق وإن كان ليس له لون كذلك رد ذلك ثانية إلى النار ، واتركه قليلا ثم أخرجه وجربه على المسن والسبب في قلة تركه إياه وقتا طويلا في النار ، فساد لونه ثم إنه يذوب ، وقد يغش الشاذنج بهذا الحجر وقد يعرف هذا الحجر الذي ليس هو شاذنه من أنه ينكس على خطوط مستقيمة إلى صفائح والشاذنج ليس هو كذا ويستدل على ذلك أيضا من اللون وذلك أن الحجر الذي ليس هو شاذنه إذا حك على المسن خرج محكه خشن اللون ، والشاذنج إذا حك كان لونه أعتق من لون الحجر الآخر وكان شبيها بلون الجوهر الذي يقال له فيثاباري وقد يوجد منه في المغارة التي يقال لها السبنولي وقد يعمل أيضا عملا من الحجر الذي يقال له

٤٩

مغنيطس إذا أحرق وأطيل حرقه وقد يحفر على الشاذنج من معادن بمصر.

شاهسفرم : سليمان بن حسان : هو الحبق الكرماني وهو نوع من الحبق ، دقيق الورق جدا يكاد أن يكون كورق السذاب عطر الرائحة وله وشائع فرفيرية كوشائع الباذروح ويبقى نواره في الصيف والشتاء. ماسرحويه : ينفع من الحرارة والإحتراق والصداع ويهيج النوم وبزره يحبس البطن المستطلقة من الحرارة والحرقة إذا شرب منه مثقال بماء بارد. ابن عمران : بزره إذا شرب منه مقلوّا وزن مثقال بماء أو بماء السفرجل قطع الإسهال المزمن.

المصري : حار في الأولى يابس في الثانية طيب الشم نافع للمحرورين إذا شم بعد أن رش عليه الماء البارد ووضع على الأعضاء وفي ورقه قبض لطيف ومن أجل ذلك صار فيه برد اكتسبه من المائية التي فيه لا من نفس مزاجه وهو مقوّ للأعضاء وبعض المتطببين ذكر أنه بارد والدليل على ذلك قبضه وإن شدّة رائحته ليست بأصدق رائحة من الكافور وأنه لم نر أحدا من المبرسمين تأذى برائحته فضلا عن الأصحاء. غيره : مفتح لسدد الدماغ وينفع جدا من القلاع. الرازي إذا رش عليه الماء البارد برد وجلب النوم.

شاه لوك وشاه لوج : وهو الإجاص الأبيض. وفي الفلاحة النبطية : الشاهلوج إجاص كبير فاسد وأصله إجاص كبير فسد في منبته فاستحال إلى الصفرة وقد ذكرت الإجاص في حرف الألف.

شاه بلوط : هو القسطل وقد ذكرته في الباء مع البلوط.

شادانق : هو الشاهدانج وهو بزر العنب وسيأتي ذكره في القاف.

شاهنجير : زعم قوم أنه التين الفج. وقال آخرون : إن الشاهنجير بالفارسية هو خير أنواع التين فاعرفه.

شاه بابك : ويقال شابابك وهو البرنوف. الغافقي : قيل أنه ضرب من القيصوم ويقال أنه شاهنانج. وفي الحاوي أنه حب الشبرم البري ورأيت في بعض الكتب أن الشاهبابك هي شجرة إبراهيم الصغيرة التي تكون في الدور وهي التي يسميها بعض الناس شجرة مريم ، وتتخذ في الدور والصحيح فيه ما ذكرته أولا وأنه البرنوف.

شالينه : هي الناعمة وهي الدواء المسمى الأسفاقس وقد ذكرته في حرف الألف.

شبث : جالينوس في الثانية : يسخن ويجفف إسخانا يظن به معه أنه في الدرجة الثانية ممتدا ، وأما في الدرجة الثالثة مسترخيا أما في تجفيفه في الدرجة الثانية عند ابتدائها وفي الدرجة الأولى عند منتهاها ، ولذلك صار متى طبخ بالزيت صار ذلك الزيت دهنا يحلل ويسكن الوجع ويجلب النوم وينضج الأورام اللينة التي لم تنضج لأن الزيت الذي يطبخ فيه الشبث يصير مزاجه قريبا من مزاج المقنحة المنضجة إلا أنه على حال أسخن منها قليلا وألطف فهو بهذا السبب محلل فإذا أحرق الشبت صار في الدرجة الثالثة من درجات الإسخان والتجفيف ، فهو لذلك ينفع القروح المترهلة الكثيرة الصديد إذا نثر عليها وخاصة ما حدث منها في أعضاء التناسل وأما القروح القديمة التي تكون في القلفة فهو يدملها على ما ينبغي جدا ، وأما الشبت الطري فالأمر فيه أنه أرطب وأقل حرارة وذلك أن عصارته باقية فيه فهو لذلك ينضج ويجلب النوم أكثر من الشبث اليابس ويحلل أقل منه وبهذا السبب أحسب القدماء كانوا يتخذون منه أكاليل يضعونها على رؤوسهم في أوقات الشرب. ديسقوريدوس في الثالثة : طبيخ حمة هذا النبات وبزره إذا شربا أدرا البول وسكنا المغص والنفخ وقد يقطعان الغثي الذي يعرض من طفو الطعام في المعدة ، ويسكنان الفواق وإذا أدمن شرب الشبث أضعف البصر وقطع المني

٥٠

وإذا جلس النساء في طبيخه انتفعن به من أوجاع الأرحام وإذا أحرق بزره وتضمد به على البواسير النابتة قلعها. ابن سينا : عصارته تنفع من وجع الأذن السوداوي وتيبس رطوبة الأذن. الغافقي : وطبيخه مع العسل ينقي البلغم والصفراء وإذا سحق الشبت مع العسل وطبخ حتى ينعقد ولطخ على المقعدة أسهل إسهالا وهو يفش الرياح إذا أكل وإذا شرب بقوة ويدفعها إلى ظاهر البدن. ابن ماسة البصري : بزر الشبت إذا جعل في الأحشاء أدر اللبن والكامخ المعمول فيه الشبت أصلح الكواميخ وأنفعها وأصلحها للمعدة لقبض فيه وأقلها ضررا وهو أصلح من كامخ الحندقوقا لإعتدال مزاج الشبت.

الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية : الشبت حار جيد لوجع الظهر والرياح إذا وقع في الطبيخ إلا أنه يبخر الرأس ولا يصلح للمحرورين في الجملة فإن هم أكلوا من طبيخ فيه شبت كثير فليشربوا عليه من السكنجبين الساذج وأما المبرودون فينتفعون به ، وإذا وقع في طبيخهم. وقال في المنصوري : وكامخ الشبت جيد لمن أراد أن يتقيأ رديء إذا أكل فوق الطعام. وقال التجريبيون : طبيخ الشبت بجملته ينفع من وجع الكلى والمثانة إذا كانت عن سدد أو رياح غليظة.

شبرم : ديسقوريدوس في الرابعة : نيطواسا هو نبات قد يظن به أنه من أصناف اليتوع المسمى قيارسيس ولذلك يعد من أصنافه وله ساق طولها أكثر من ذراع كثيرة العقد وعليها ورق صغار حاد الأطراف شبيه بالنوع من شجرة الصنوبر المسمى نيطس وهو الذي يسمى جملته قمل قريش وله زهر صغير لونه إلى الفرفيرية وثمر عريض شبيه بالعدس ، وأصل أبيض غليظ ملآن من لبن وقد يوجد في بعض الأماكن هذا النبات عظيما جدّا وأصله إذا أخذ مقدار درخمي وهي مثقالان وشرب بالشراب المسمى ماء ألقراطن أسهل البطن وأما ثمره فإنه يسهل إذا شرب منه فلجيارين وقد خلط بدقيق وحبب وأما ورقه فإنه يسهل إذا شرب منه ثلاث ألصاب وهي ثلاثة مثاقيل والمثقال ١٨ قيراطا. جالينوس في ٨ : يظن قوم أيضا أن هذا النبات نوع من أنواع اليتوع وذلك لأن له من اللين مثل ما لليتوع ويسهل أيضا كما يسهل اليتوع وقوله في سائر الخصال الأخر شبيهة بقوة اليتوع. حبيش بن الحسن : الشبرم حار في الدرجة الثالثة يابس في آخر الثانية وفيه مع ذلك قبض وحدة إذا شرب. غيره : مصلح ووجد له قبض على اللهاة وفي الحنك وطرف المريء الذي يلي أصل اللسان وقد كان القدماء يستعملونه في الأدوية المسهلة فوجدوه ضارا لمن كان الغالب على مزاجه الحرارة وتحدث لأكثر من شربه منهم الحميات ومع ذلك فإنه مضر لمن كان به شيء من البواسير ويفتح أفواه العروق التي في المقعدة ويرخيها لأن تلك العروق كانت من الأصل مسترخية منتفخة فلما وصل إليها قبض الشبرم ويبسه زادها انتفاخا ورخاوة لأن الشبرم يفعل هذا بالخلتين اللتين وصفت فيه بالإسهال وما كان من الأدوية يسهل بالقبض والحدة مثل الشبرم والمازريون فإن هذا فعله وما يفعل بالقبض من إمساك الطبيعة مثل البلوط والشاهبلوط وحب الزبيب وقشر الرمان الخارج والطرابيث والعفص والقرظ وحب الآس وأشباه ذلك كان فعله ضد ما يفعل الشبرم والمازريون من إمساك الطبع وتضمير تلك العروق وقطع الدم السائل منها ، فإذا صلح على نحو ما سأصفه نفع نفعا بينا وكان له عمل في إسهال الماء الأصفر ويخرجه بالخلقة وينزل القولنج والمرة السوداء ويسهل البلغم الغليظ من المفاصل أعني الخام. وأجود

٥١

الشبرم ما احمر لونه حمرة خفيفة وكانت القطعة من ذلك كأنها جلد ملفوف وكان دقيق اللحاء فأما الذي يكون على خلاف هذه الصورة في غلظ الجسم وقلة الحمرة وإذا كسرته لم يكد ينكسر من غلظه ورأيت فيها شيئا شبيها بالخيوط فذلك شر الشبرم. والفارسي أردأ الشبرم وإصلاح الشبرم أن تعمد إليه فتنقعه في اللبن الحليب يوما وليلة ولا تزد على ذلك شيئا يبطل أكثر فعله في إخراجه الكيموسات الرديئة وجدد له اللبن الحليب في ذلك اليوم والليلة مرتين أو ثلاثا فإن ذلك يصلحه جدا ويصلح من قبضه ويبسه كثيرا ثم جففه في الظل تفعل ذلك به وهو قطع غير مدقوق ثم أخلطه مع الأدوية المسهلة الملائمة له ، كالأنسيون والرازيانج والكمون الكرماني والتربد والإهليلج فإن هذه الأدوية وإن كان في بعضها قبض فإنها على خلاف حدة الشبرم لأن في هذه الأدوية مزاجات صالحة في نفع الطبائع والأبدان خلاف ما في الشبرم لأنها ملطفة وتذهب بحدته فإن أردته لمعالجة أصحاب القولنج الكائن من الريح الغليظة والبلغم فأمزجه بمقل اليهود والكبينج والأشق وصيره حبا ، وإن أردته لعلاج أصحاب الماء الأصفر والأورام والسدد فإذا أخرجته من اللبن وجففته فانقعه في عصير الهندبا والرازيانج وعنب الثعلب ، معصورا ماؤها مصفى ثلاثة أيام بلياليها ثم جففه واعمل منه أقراصا مع شيء من ملح هندي والتربد والإهليلج والصبر فإنه دواء موافق فائق فأما لبن الشبرم فلا خير فيه ولا أرى شربه وقد قتل به أطباء الطرقات خلقا من الناس لقلة علمهم به ومقدار الشربة من الشبرم المصلح بما وصفت من الأدوية ما بين أربعة دوانيق إلى دانقين بحسب القوة.

شبرم آخر : كتاب الرحلة إسم عند بعض الأعراب لنوع من الشوك ينبت بالجبال لونه أبيض وورقه صغير وشوكه على شبه شوك الجولق الكبير الذي عندنا وزهره كزهر إكليل الجبل أزرق اللون إلى الحمرة ما هو طعمه إلى المرارة بيسير قبض وأصله خشبي ضخم وكل هذه الشجرة نصف قامة وأقل ويزعمون أنه ينفع للوباء إذا شرب ، والشبرم أيضا غير هذا عند آخرين. وقد ذكر ابن دريد هذا النوع من الشوك وسماه الشبرم.

شبيه : الغافقي : ويقال شبيهان وهو ضرب من الشوك ويسمى بالسريانية شاباهي وباليونانية فالنورس. الفلاحة : هي شجرة شبه شجرة الملوخ ترتفع ثلاثة أذرع أو نحوها تنبت في الوعر والبر الخالي وعلى أغصانها شوك صغار متشنج وهي صلبة الأغصان رقيقتها وورقها كورق الآس أخضر يشوبه صفرة وأغصانها قليلة الشعب وتورّد وردا لطيفا أحمر خفيفا وتعقد حبا كالشهدانج إذا اعتصر خرج منه لزوجة كثيرة ومائية لزجة جدا. وهذا الحب وعصارته من أبلغ الأدوية نفعا لنهش ذوات السموم من الهوام ، ويغري الصدر.

ديسقوريدوس في ١ : فالنورس هي شجرة معروفة مشوكة صلبة بزرها دسم لزج إذا شرب نفع من السعال وفتت الحصى التي في المثانة وكان صالحا لنهش الهوام وورقها وأصلها قابضان وإذا شرب طبيخها عقل البطن وأدر البول ونفع من السموم القاتلة ومن نهش الهوام.

وأصلها وورقها إذا دقت وسحقت وتضمد بها حللت الجراحات في ابتدائها والأورام البلغمية. جالينوس في ٨ : ورق هذا وأصله فيهما قبض بين حتى إنهما يحبسان البطن المستطلقة وفيهما من قوة التحليل ما يشفيان الجراحات التي ليست بكثيرة الحرارة ولا مائلة إلى جنس الورم المسمى فلغموني وأما ثمرته ففيها من قوة التقطيع ما تفتت به

٥٢

الحصاة المتولدة في المثانة وينفع أيضا ويعين في خروج ما يخرج بالنفث من الصدر.

شب : ديسقوريدوس في الخامسة : أصنافها كلها إلا القليل منها توجد في معادن بأعيانها بمصر ، وقد يكون في مواضع أخر مثل المواضع التي يقال لها ميلص والبلاد التي يقال لها ماقدونيا ، والمواضع التي يقال لها لينيارا ، والمواضع التي يقال لها سورون ، والمدينة التي يقال لها ليارانوس التي من البلاد التي يقال لها فروعيا والبلاد التي يقال لها نينوى وأرمينية ، ومواضع أخر كثيرة مثل ما توجد المغرة وأصناف الشب كثيرة إلا أن الذي يستعمل منها في الطب ثلاثة أصناف. أحدها الصنف الذي يقال له سحطمي ، وهذا الإسم المشقق والآخر الذي يقال له أسطريقولي ومعناه المستدير والآخر الذي يقال له أوغرا ومعناه الرطب وأجود هذه الثلاثة الذي يقال له المشقق ، وأجود المشقق ما كان حديثا أبيض شديد البياض شديد الحموضة ليس فيه شيء من الحجارة مثل الذي يقال له طرحيلي (١) ومعنى هذا الإسم الشعري ويكون بمصر وقد يوجد صنف من الحجارة التي هي شبيهة جدا بهذا الصنف من الشب ، والفرق بينهما أن الحجر الأبيض لا يقبض والشب يقبض ، وأما الصنف من الشب الذي يقال له المستدير فإن منه ما يعمل عملا وهو مما ينبغي أن يترك ولا يستعمل وقد يستدل عليه من شكله ومنه ما هو مستدير بالطبع وينبغي أن يستعمل ومنه شيء شبيه بالتوتياء لونه إلى البياض يقبض قبضا قويا وفيه شيء من صفرة مع دهنية وليس فيه شيء من الحجارة وهو سريع التفتت ولكن من الموضع الذي يقال له ميلس أو من مصر ، وأما الصنف الذي يقال له الرطب فينبغي أن يختار منه ما كان صافيا شبيها باللبن متساوي الأجزاء كل أجزائه رطبة سيالة ليس فيه حجارة وتفوح منه رائحة نارية وقوة هذه الأصناف مسخنة قابضة تجلو غشاوة البصر وتقلع البثور اللبنية وقد تذيب اللحم الزائد في الجفون وسائر ما يزيد من اللحم في الأعضاء وينبغي أن تعلم أن الصنف من الشب الذي يقال له المشقق هو أقوى من المستدير وقد تحرق هذه الأصناف وتشوى كما يحرق ويشوى القلقطار وقد يمنع القروح الخبيثة من الإنتشار ويقطع نزف الدم ويشدّ اللثة التي يسيل منها اللعاب. وإذا خلطت بالخل والعسل أمسكت الأسنان المتحركة وإذا خلطت بالعسل نفعت من القلاع وإذا خلطت بعصارة الحشيشة التي يقال لها برشيان داروا نفعت من البثور ومن سيلان المواد إلى الأذن ، وإذا طبخت بورق الكرم أو ماء العسل وافقت الجرب المتقرح وإذا خلطت بالماء وصبت على الحكة والآثار البيض العارضة في الأظفار والداحس والشقاق العارض من البرد نفعت منها ، وإذا خلطت بدرديّ الخل مع جزء مساولها من العفص نفعت من الأكلة ، وإذا خلطت بالماء أو بجزء من الملح نفعت من القروح الخبيثة المنتشرة ، وإذا لطخت على الرأس بماء الزفت قلعت النخالة ، وإذا لطخت بماء قتلت القمل والصيبان ونفعت من حرق النار وقد تلطخ بها الأورام البلغمية فينتفع بها ويلطخ بها للآباط المريحة فيقطع رائحتها وإذا صير منه شيء في فم الرحم بصوفة قبل الجماع وكانت صالحة لقطع نزف الدم وقطع الحبل وقد يخرج الجنين وهي صالحة لورم اللثة واللهاة والنغانغ والفم وقد يصلح لأوجاع الآذان وأوجاع القروح والأنثيين. جالينوس في ١ : القبض فيه كثير جدّا وجوهر غليظ إلا أن ألطف ما فيه الشب المعروف باليماني وبعده المعروف بالمستدير ، وأما الشب الرطب والشب المعروف

_________________

١) قوله : طرحيلي في نسخة طرخيطي.

٥٣

بالصفائحي فكلها شديدة الغلظ. الرازي في خواصه : وإذا طرح الشب في الماء الكدر والنبيذ صفاه وروّقه في أسرع زمان وأقربه. وقال في كتاب الأدوية الموجودة أنه إذا وضع الشب تحت الوسادة ذهب بالفزع والغطيط الكائن في النوم.

شب الأساكفة : وشب العصفر هو شب القلى.

شبرق : أبو حنيفة هي عشبة ذكروا أن لها أطرافا كأطراف الأسل فيها حمرة وهي قصيرة ومنابتها الرمل وهي شبيه بالأسل إلا أنه أدق وأحمر شديد الحمرة ، وهو مر وهو الضريع.

شبطباط : هو عصا الراعي وتفسيره بالسريانية عصية.

شبهان : ابن جلجل : هو النحاس الأصفر المشبه بالذهب ، وهو صنفان مصنوع ومخلوق فالمصنوع هو النحاس الأحمر الذي يصنع بالجوهر الذي يعرفه الصفارون بالتوتياء وأما المخلوق فإنه جوهر يستخرج من معادن بأرض خراسان وهو نحاس أصفر يشبه الذهب وأهل بغداد والبصرة والمشرق الأعلى يعرفونه ويصرف سحيقه في العلاج في شيافات للعين وغيرها. الغافقي : والشبه والشبهان أيضا شجر من ذوات الشوك وقد تقدم القول عليه ويسمى بالسريانية ساباهي ١ وهي باليونانية فالينورس. أبو حنيفة : هي شجرة شبيهة بالسمرة وليس بها كثيرة الشوك والصمغ قيل أنه الشبان والشبهان أيضا مثل النمام إلا أنه أشد تفرقا منه ، وألزم للماء.

شبوط : هو ضرب من الحوت معروف بالشرق وهو كثير بالفرات وبالشط أيضا وتستعمل مرارته في أدوية العين.

شبوقة : هو الخمان الكبير باللطينية وقد ذكرته في حرف الخاء المعجمة.

شجرة أبي مالك : تعرف بدمشق بصابون القاق. الغافقي : هو نبات ينبت بالمواضع الرطبة الظليلة وربما ينبت في وسط النهر ولها ساق واحدة مربعة خضراء وربما تكون حمراء فرفيرية فيها كعوب متباعدة وعليها ورق عريض في قدر الكف أو نحوه مشرف الجوانب كتشريف المنشار في كل عقدة من الساق ورقتان على قصبتين في أسفل الورقة بيض كأنها ورق صغار كثيرة الشعب عليها زهر لونه إلى الفرفيرية صغير في أقماع خضر يخلف رؤوسا صغارا مستديرة في قدر الحمص ينفتح عن بزر دقيق أسود ، وهذا النبات ثقيل الرائحة وله قوة حادّة باعتدال يجلو ويحلل قليلا وله أصل أبيض الداخل لزج عليه قشر لونه أسود يضرب هذا الأصل مع الماء فيصير له رغوة كرغوة الصابون يغسل بها الثياب ثلاث مرات فينقيها ويضمد بورقه للصداع وأما أصله فإنه يسهل المرة السوداء إسهالا في رفق وينفع من جميع أدوائها حتى أنه ربما ينفع أصحاب الجذام.

شجرة الطحال : هو الدواء المعروف بصريمة الجدي وسنذكره في حرف الصاد المهملة.

شجرة حرّة : هي شجرة الأزادرخت وقد ذكرت في الألف.

شجرة اللّه : هي الأبهل الهندي وبالفارسية ديوار وقد ذكرته في الألف.

شجرة الدب : الغافقي : قيل أنه الزعرور وقيل عليق الكلب وقد يمكن أن يكون القطلب أيضا. وفي كتاب السمائم لابن الجزار أقسوس : وهو شجرة الدب وقد يشبه الباذنجان في لونه وفي عظمه ، وأقسوس الذي ذكره ديسقوريدوس في السمائم هو الأشخيص الأسود.

شجرة الحيات : هي السرو لأنها مأوى الحيات.

شجرة الدبق : هي المخاطة.

شجرة الدم : هو الشنجار وسنذكره فيما بعد.

شجرة الضفادع : هو الكيكنج وسنذكره في الكاف.

شجرة الكلب : هو ألوس وقد ذكرته في الألف.

شجرة الطلق : هي فيما زعموا دويح مجتمع إذا ألقي في النار امتد وإذا جف تشنج وتسقى المرأة

_________________

١) قوله : ساباهي بهامش الأصل في نسخة سباباهي.

٥٤

ذلك الماء وهي في الطلق فتلد للحال.

شجرة باردة : هي اللبلاب الصغير وسنذكره في اللام.

شجرة موسى : هي عليق الكلب وسنذكره في العين. شجرة التيس : هي الشجرة المسماة باليونانية طراعيون وسنذكره في الطاء. شجرة رستم : هي الزراوند الطويل عند أهل إفريقية وقد ذكرناه في حرف الزاي. شجرة البراغيث : هي الطباق وسنذكره في الطاء.

شجرة التنين : هي اللوف الكبير المعروف بلوف الحية وسنذكره في اللام.

شجرة الخطاطيف : هي العروق الصفر وسنذكره في العين.

شجرة اليمام : هي التنوم وبالسريانية صامريوما وسنذكره في الصاد.

شجرة البق : هي الدردار عند أهل الشأم وقد ذكر في الدال.

شجرة إبراهيم : الغافقي : تقال على البنجنكشت وعلى الشاهدانج فيما زعم قوم.

وفي الفلاحة شجرة إبراهيم عظيمة طويلة تعظم جدّا وتذهب في السماء طولا ذات شوك كبار حديد وورق كثير وزهره أصفر طيب الرائحة جدا يسمى البرم ، وهي أخت شجرة الغبيرا وينبت في الصحارى وفي المواضع القفرة اليابسة وربما خلط وردها باللخالخ والطيب.

لي : وقد ذكرت البرم في الباء.

شجرة مريم : إسم مشترك يقال في بلادنا بلاد الأندلس على ضرب من النبت وهو الأقحوان على الحقيقة وهي الكافورية عند أهل المغرب وفي رائحتها ثقل ويقال أيضا على النبات المسمى باليونانية ليناقوطس وقد ذكرته في حرف اللام ويقال أيضا على نحور مريم وعلى شجرة البنجنكشت وقد ذكرتها في حرف الباء ، وعلى شجرة أخرى تكون بالشأم جميعها بجبالها وببلاد الروم أيضا يشبه شجرة السفرجل غبراء اللون ولها ثمر يعمل منه السبح ببلاد الشام ، وتعرف بالديار المصرية بحب الفول تستعمله نساء مصر في أدوية السمنة وتعرف الشجرة بأرض الشأم بالعبهر وشجرة الليثي والإصطرك أيضا وهذه الأسماء يطلقها أطباؤنا على الميعة.

شجرة الكف : سليمان بن حسان : هي شجرة لها أصل ككف إنسان براحة وخمس أصابع وتعرف بكف مريم والنساء يعملن منه فرزجة تعين على الحبل وهي من السموم وهذا قوله وتعرف كثيرا وهي الأصابع الصفر وتسميها بعض الشجارين بكفّ عائشة وليست من السموم وإنما هي من الأدوية النافعة من السموم.

شجرة البهق : هي القنابري وسنذكره في القاف.

شحم : ذكرت كثيرا منه مع حيواناته. جالينوس في ١٥ : شحم الخنزير أرطب الشحوم كلها ، ولذلك صار فعله قريبا من فعل الزيت إلا أنه يلين وينضج أكثر من الزيت ولهذا صار يخلط مع الأدوية التي تنفع من الأورام الحارة فأما من كان به لذع في معاه المستقيم أو في المعي المسمى قولون فنحن نحقنه بشحم الماعز أكثر ما نحقنه بشحم الخنزير لا من طريق أنه أشد تسكينا وقمعا للحدة ولذلك صار يخلط أيضا في الأدوية النافعة للجراحات بمنزلة المراهم التي تسمى باراغرون ولكن إنما يفعل ذلك لأن شحم الماعز يجمد سريعا لكونه غليظا وشحم الخنزير يجري ويسيل ويزلق بسهولة مثل الزيت ، فبهذا السبب صرنا نحقن به بخاصة متى وجدنا أنه حدث في الأمعاء قرحة أو زحير وأردنا أن نسكن اللذع الحادث في هذه العلل مع أن هذا الشحم بسبب لطافته هو أشد تسكينا متى كان الشيء المؤذي مستكنا في عمق الأعضاء لأن الشيء الغليظ أقل غوصا ونفوذا في جميع جوهر العضو الذي فيه يكون اللذع أقل ممازجة لجميع الرطوبات اللذاعة ومن قبل هذا صار شحم البط أشد تسكينا للرطوبات المجربة للذع في عمق الأعضاء وهو أشد تسخينا من شحم الخنزير ، وأما شحم الديوك

٥٥

والدجاج فهو بين هذين وفي كل موضع فشحم الذكور من الحيوان أشد حرّا من شحم الإناث ومن شحم الذكور أيضا شحم الخصي أقل تسكينا وتسخينا وتجفيفا من شحم الفحل لأن كل ذكر يخصى يكون أبدا شبيها بالأنثى الذي من جنسه وجملة هذا القول أن أصناف شحوم الحيوان إنما تكون بحسب مزاجها وقوة كل شحم تسخن وترطب بدن الإنسان ولكن أصنافه قد تختلف في الزيادة والنقصان بحسب كل واحد من الحيوان فشحم الخنزير على ما وصفنا يرطب ترطيبا بليغا وليس يسخن على هذا المثال كما لا يسخن الزيت ، فأما شحم الثور الفحل فهو أشد حرارة ويبسا من شحم الكبش وشحم الكباش أحر وأيبس من شحم الخنزير وينبغي لك ههنا أن تعلم أن الذكر أحر وأيبس من الأنثى وأن الخصي أيضا يصير شبيها بالأنثى كما أن الفتى من الحيوان أرطب من مسن الحيوان أيضا فإنّ شحم العجل أقل حرارة ويبسا من شحم الثور والأنثى أرطب من الذكر وأقل حرارة منه ، وكذا أيضا شحم الماعز أقل حرارة من شحم التيوس وشحوم فحولة الثيران أقل في ذلك من شحم الأسد ، لأن شحم الأسد أكثر تحليلا جدا من شحوم جميع الحيوانات من ذوات الأربع لأن شحم الأسد أشد حرارة من حرارته وألطف جدا من جميع الشحوم ولذلك صار متى خلطته مع الأدوية المانعة للجراحات والأورام الحادثة الحارة كنت مع ما لا ينفع العليل بذلك شيئا من المنافع ستضره أيضا لما يحدث في الخراج والورم من الحدة أكثر مما ينبغي فأما الأورام المزمنة الصلبة المتحجرة فشحم الأسد من أنفع الأشياء لها ، وأما شحم الخنزير فليس يمكنه أن يفعل هذا ، وأما شحم فحولة الثيران وكأنه بعيد عن هذين جميعا بعدا سواء فبحسب ما يسخن يجفف أكثر من شحم الخنزير ، فكذا يفعل الأمرين جميعا أقل من شحم الأسد فلما كان موضوعا في الوسط صار حقيقيا بأن يخلط مع هذين الجنسين كلاهما من أجناس الأدوية التي تشفي الأورام الصلبة ومع الأدوية التي تنضج الأورام الحارة بمنزلة المراهم التي يقع فيه أربعة أدوية وهو الباسليقون المتخذ من شمع وزفت وشحم وراتينج فإن هذا المرهم الذي يقع فيه شحم ثور فحل أو شحم عجل أو شحم تيس أو شحم عنز أو شحم خنزير كان الدواء الذي يعمله دواء يفتح وينضج ولكنه إن وقع فيه شحم خنزير كان للصبيان والنساء أنفع ، وبالجملة فجميع من لحمه رخص ، وإن وقع فيه شحم ثور كان للفلاحين أنفع وللحصادين ولجميع من لحمه يابس صلب إما من قبل مزاجه بالطبع وإما من قبل التدبير الذي يتدبر به وكل شحم يعتق فهو يصير أشد حرارة مما كان وألطف فيكون بهذا السبب أكثر تحليلا وهذا شيء على الأمر الأكثر موجود في جميع الأشياء التي لم تعتق متى لم تبادر إليها العفونة قبل ذلك ولما كانوا قد قالوا في شحوم الأفاعي أنه إن دلك به أصول الشعر الذي في الإبط بعد ما ينتف لم ينبت رأيت أنه ينبغي أن أجربه فلما فعلت ذلك على ما أمروا به وجدتهم قد كذبوا فيه كما قد كذبوا في قولهم أنه إذا اكتحل به أبرأ ابتداء نزول الماء في العين ، وإما شحم الدب فقد صدقوا في قولهم أنه ينفع من داء الثعلب ولكن لنا أدوية هي أنفع منه لهذه العلة. ديسقوريدوس في الثانية : أما ما كان طريا من شحم الأوز وشحم الدجاج وعمل فيه بيسير ملح كان موافقا لأوجاع الأرحام وما كان مملوحا أو مستفيدا حرافة لطول ما أتى عليه من الزمان فإنه صار للأرحام ، وعمل هذه الشحوم أن تأخذ منها شيئا طريا وتنقيه من الحجب التي فيه وتصيره

٥٦

في قدر جديدة من فخار تسع ضعف الشحم الذي صير فيها ، ثم غط القدر واستقص تغظيتها وضعها في شمس حارة ثم صف أوّلا فأوّلا ما ذاب من الشحم وصير الصفو في إناء خزف آخر ولا زال تصفي ما ذاب حتى لا يبقى منه شيء ثم خذ ما صفيت وأخزنه في موضع آخر بارد ، واستعمله. ومن الناس من يأخذ القدر ويصيرها في ماء حار بدل الشمس أو على جمر ضعيف الإحراق وقد يعالج الشحم على جهة أخرى وهو أنه إذا نقي من حجبه سحق بعد ذلك ويذاب في قدر ويذر عليه شيء يسير من ملح مسحوق ثم يوضع في خرقة كتان ويخزن ويوافق الأعياء إذا وقع في أخلاط الأدوية النافعة منه ، وشحم الخنزير وشحم الدب هكذا يعالج به. خذ منه ما كان طريا كثير الدسم مثل شحم الكلى وصيره في ماء كثير من ماء المطر وليكن باردا جدّا ونقه من حجبه وأمرسه في جوف الماء مرسا شديدا بيدك ثم اغسله مرارا كثيرة بماء بعد ماء ثم صيره في قدر فخار تسع ضعف الشحم الذي صير فيها ثم صب عليه من الماء ما يغمره وضعه على جمر ضعيف الإحراق وحركه بشيء فإذا ذاب فصفه بمصفاة على ماء آخر ، ودعه يبرد ثم صب ماءه واستقص ذلك ثم صيره أيضا في قدر مغسولة وصب عليه ماء وأذبه برفق وخذ ما صفي منه وارم بالغير وخذ الصفو وصيره في صلاية أو قدر واسعة ممسوحة بأسفنج مبلول بماء بارد فإذا جمد فأخرجه وما كان فيه من وسخ في أسفل الإناء فاعزله ثم أذبه ثالثة في قدر بغير ماء ثم صبه في صلاية أو قدر ثم إذا جمد خذ صافيه كما فعلت وصيره في إناء من خزف وغطه واخزنه في موضع بارد ، وشحم التيوس وشحم الضأن وشحم الأيل (١) هكذا يعالج به خذ من شحوم هذه الحيوانات مثل الصنف الذي وصفنا لك ونقه من حجبه واغسله على ما وصفنا لك في ذكر شحم الخنزير ثم صيره في إناء وامرسه ورش عليه من الماء قليلا قليلا ولا تزال تفعل ذلك إلى أن لا يظهر منه شيء من دم ولا يظهر على الماء شيء من وسخه ويبيض وينقى وصيره في قدر من فخار وصب عليه من الماء ما يغمره وصيره على جمر هين لين الحرارة وحركه فإذا ذاب فصبه في إناء فيه ماء بارد واغسله ونشف القدر وأذبه بآنية وافعل ذلك كما وصفت لك آنفا وفي المرة الثالثة أذبه بغير ماء ثم صبه في إناء قد مسح بالماء ودعه حتى يبرد وينعقد ثم اخزنه على ما وصفت لك في ذكر شحم الخنزير ، وشحم الكلى من البقر الإناث يؤخذ ثم ينقى من حجبه ويغسل بماء البحر ويصير في هاون ويدق ناعما ويرش عليه من ماء البحر وهو يدق فإذا هو سحق صير في قدر فخار ويصب عليه من ماء البحر ما يزيد عليه مقدارا يسيرا ويطبخ حتى تذهب رائحته الطبيعية وألق على كل منّ من الشحم قدر أربعة دراهم من الموم الذي من البلاد التي يقال لها طرفى ثم صفه وما كان في أسفل القدر من وسخ طرح وصيرت الصفو في قدر فخار جديدة ، ووضعت كل يوم في الشمس مغطاة لكي يبيض ويذهب عنه نتن الرائحة ، وشحم الثور هكذا يعالج جدا خذ أيضا شحم الكلى من الثور طريا واغسله بماء ونقه من حجبه وصيره في قدر خزف جديدة وذر عليه شيئا من ملح ودفه وصفه في ماء صاف فإذا بدا أن يجمد فاغسله بكلتا يديك وأدلكه دلكا شديدا وأبدل ماءه مرات إلى أن ينقى ثم صيره في قدر فخار جديدة وأطبخه بشراب ريحاني مساو له في الكمية فإذا غلى غليتين فارفع القدر عن النار ودع الشحم فيها يوما وليلة وبعد ذلك إن وجدت فيه شيئا من رائحته وزهومته فخذه وصيره في قدر أخرى جديدة ، وقد يذاب أيضا بغير ملح يذر عليه على ذلك للأمراض التي يصرّ بها الملح والذي يعمل على هذه

_________________

١) في نسخة الأيايل.

٥٧

الجهة لا يكون شديد البياض وكذلك فليعالج شحم النمر وشحم الأسد وشحم خنزير البر وشحم الجزور وشحم الخيل ، وما أشبه ذلك ، وشحم العجل والثور والإيل ومخ كل واحد منها تطيب رائحته على هذه الصفة. خذ شحم أيا ما تريد أن تطيب رائحته فانزع حجبه منه واغسله على ما وصفت وأطبخه بشراب ريحاني لم يقع فيه ماء البحر ثم خذ القدر عن النار ودع الشحم فيها ليلة ثم بدّل الشراب بشراب آخر من ذلك الجنس وعلى تلك الكمية وأذبه ثم اجمعه بصدفة واطرح على كل ٩ قوطوليات من الشحم ٧ درخميات من الإذخر الذي يكون في بلاد العرب ، فإن أحببت أن تكون رائحته أطيب فاجعل فيه من فقاح الإذخر مقدار ثمان درخميات ومن الدار شيشعان وعود البلسان من كل واحد وزن درخمين فتدق هذه الأدوية دقا جريشا ثم خذ شرابا ريحانيا وصبه عليه وغطه وضع الإناء على جمر واغله ثلاث غليات وارفع الإناء عن النار ودع الشحم فيه ليلة ، فإذا أصبحت فصب عليه الشراب وصب عليه أيضا شيئا من شراب آخر من ذلك الجنس واغله ثلاث غليات أيضا ودعه ليلة فإذا أصبحت فخذ الشحم وصب عنه الشراب كما فعلت أوّلا واصنع به ذلك ثلاثة أيام ، فإذا كان في غداة الرابع فأهرق الشراب وخذ الشحم واجعل عليه شرابا آخر ثم اغسل الشحم واغسل الإناء أيضا ونظفه من الوسخ الذي في أسفله ، وصير فيه الشحم وأذبه وصفه واخزنه واستعمله على هذه الصفة أيضا تطب رائحة الشحوم التي تقدم ذكرها ، وقد يتقدم أيضا في تربية ما ذكرنا من الشحوم ليكون قبولها لقوّة الأدوية أقوى وذلك يكون على هذه الجهة. خذ من الشحوم ما أحببت منها واغله بشراب واجعل معه من أغصان الآس ومن النمام البستاني ومن السعد والدارشيشعان من كل واحد منهما مدقوقا جريشا ومن الناس من يكتفي بواحد من هذه الأفاويه وإذا غلى الغلية الثالثة فارفعه عن النار وصفه بخرقة كتان وطيبه كما وصفت لك بدءا ، وقد تقدم أيضا في تربية الشحوم على هذه الجهة وخذ منها الذي أحببت وليكن طريا نقيا من الدم وفيه من جميع الخصال التي ذكرناها وصيره في قدر جديدة وصب عليه من الشراب الرقيق الأبيض العتيق الريحاني ما يفضل عليه مقدار ٨ أصابع واغله بنار لينة إلى أن تذهب عنه الرائحة الطبيعية ويخرج منه شيء من رائحة الشراب ثم ارفع الإناء عن النار حتى يبرد وخذ من الشحم الذي فيه منوين واجعله في قدر جديدة وصب عليه ثلاثة أرطال من الشراب الذي صببت عليه أولا وألق عليه من ثمرة النبات المسمى لوطوس من الصنف الذي يستعمل حبه (١) صناع النباتات أربعة أمناء مدقوقة ، واغله بنار لينة وحركه حركة دائمة فإذا ذهبت عنه رائحة الشحم فصفه ثم خذ من الدار شيشعان المدقوق منا ومن فقاح الأقحوان أربعة أمناء واعجنه بشراب عتيق ودعها فيه ليلة فإذا أصبحت فخذ قدرا من فخار جديدة تسع نحو ٣٥ رطلا فصير فيه الأفاويه والشحم وصب عليه من الشراب نصف حواوس وأقل بقليل واغلها به فإذا صار في الشحم من قوة الشراب والأفاوية ورائحتها فارفع القدر عن النار وصف الشحم ثم أذبه أيضا وصفه بمصفاة ثم أخزنه وإن أحببت أن تزيد في طيب رائحته فزد على ما ألقيت عليه من الأفاويه من المر الدسم ٨ دراهم منه مدقوقا بشراب عتيق ، وشحم الدجاج وشحم الأوز وهكذا يطيب خذ من الشحم ما أحببت مما تقدم في علاجه ٤ قوطولي وصيره في قدر من فخار

_________________

١) قوله : حبه بهامش الأصل في نسخة خشبه اه‍.

٥٨

واطرح عليه من الدار شيشعان وعود البلسان وقشري الكفري وقصب الذريرة من كل واحد مدقوقا دقا جريشا قدر درخمي ١٢ وصب عليه من الشراب العتيق الذي من الموضع الذي يقال له أسلس ٩ أواقي وضعه على جمر واغله ثلاث غليات ، ثم ارفع القدر عن النار ودعها بما فيها يوما وليلة فإذا أصبحت فاسخن القدر حتى يذوب الشحم ثم صفه في إناء من فضة بخرقة كتان نظيفة فإذا جمد فخذه بصدفة وصيره في إناء خزف وسد فمه سدّا جيدا واخزنه في موضع بارد وليكن فعلك لما وصفت في الشتاء فإنه في الصيف لا يجمد ومن الناس من يخلط به الموم من موم البلاد التي يقال لها طولى ليجمد وعلى هذا فلتطيب شحم الخنزير وشحم الدب وما أشبه ذلك من الشحوم وقد يطيب الشحم في الجملة بالمرزنجوش على هذه الصفة. خذ من الشحم الذي قد أجيد علاجه نحوا من منّ وأصلح ما استعمل فيه هذا التدبير شحم الثور ومن المرزنجوش الطري مرضوضا رضا غير شديد مقدار منّ ونصف واخلطهما واعمل منهما أقراصا ثم خذ الأقراص وصيرها في إناء وصب عليه من الشراب مقدارا صالحا وغط الإناء ودعه ليلة فإذا أصبحت فخذ ما فيه وصيره في قدر فخار وصب عليه ماء واغله بنار لينة فإذا ذهب عن الشحم رائحته فضعه في إناء وغطه ودعه الليل أجمع فإذا أصبحت فخذ من الشحم ما وصفنا واطرح عكره واخلط به أيضا من المرزنجوش مدقوقا كما وصفت مقدار منّ ونصف وصيره أقراصا وافعل به كما فعلت أوّلا فإذا بلغت من هذا التدبير المقدار الكافي وأغليته في آخر مرة وصفيته وطرحت عكره ووسخه إن كان له وسخ وعكر وخزنته في موضع بارد ، وإذا أحببت أن تحفظ الشحم على وجهه من غير أن يعالج بما وصفنا من العفن والفساد فافعل هكذا خذ من أي شحم أحببت طريا واغسله واستقص غسله ثم ضعه في ظل فوق منخل فإذا جف فضعه في خرقة كتان واعصره بيدك عصرا شديدا ثم شكه في خيط كتان وعلقه في ظل وبعد أيام كثيرة ضعه في قرطاس جديد واخزنه في موضع بارد ، وإن صيرت أيضا الشحوم في عسل وخزنت لم تعفن وقوّة الشحوم مسخنة وشحم الثور يقبض قبضا يسيرا وكذا شحم إناث البقر وشحم العجاجيل وقد تشبه هذه الشحوم شحم الأسد ، وقد يقال أنه إذا تمسح به إنسان لم ينله ممن يخاف غائلته أذى من الناس إذا لقيهم مكروه ، وشحم الفيل وشحم الأيايل إذا تلطخ به طرد الهوام وشحم الأوز وشحم الدجاج نافعان لأوجاع الرحم والشقاق العارض للشفتين ولصقال الوجه ووجع الأذن وشحم سمك نهري إذا أذيب في الشمس وخلط بعسل واكتحل به أحدّ البصر وشحم الأفعى إذا خلط بقطران وعسل من عسل البلاد التي يقال لها أطيقي وزيت عتيق من كل واحد جزء وافق الغشاوة والماء العارض في العين وإذا نتف تحت الإبط ولطخ بشحم الأفعى على أصوله وحده وهو طري منعه من أن ينبت. التجربتين : وشحم الدجاج الطري منه إذا طبخ مع الأوز ومع الإحساء الرقيقة نفع من حرقة المثانة. ابن سينا : شحم الأوز ينفع من داء الثعلب طلاء وشحم الدجاج نافع لخشونة اللسان ، وشحم الببر من أشد النفع من الفالج والببر سبع كبير عظيم مثل الأسد يكون بأرض فارس.

شحرور : الرازي ، في كتاب السر : لحمه رطب وهو محمود الكيموس سريع الإنهضام. وحكى قراطس الروحاني : أنه أفضل الأغذية لمن بدا به وجع الماليخوليا.

شحم المرخ : هو الخطمي البري وقد ذكرته

٥٩

في الخاء المعجمة.

شحيرة : الغافقي : أجودها وأنفعها الصفراء السريعة السحق وهي أجود ما يكون لمن به في حلقه ورم من نزلة تحل بخل وتذاب وإذا احتيج إليه استعمل وليكن خل العنصل.

شحمة الأرض : هي الخراطين وقد ذكرت في الخاء المعجمة.

شرش : يقال بكسر الشين المعجمة والراء الساكنة المهملة والشين المعجمة أيضا.

عبد اللّه بن صالح : تعرف هذه الشوكة ببطن فارس شوكة مغيلة ومغيلة بلد من بلاد المغرب ومنهم من يسميها زوبعة إبليس لأجل تفرقها على الطرق. ديسقوريدوس في ٣ : أقونش وهو صنف من الشوك له أغصان طولها نحو شبر في شكل أغصان ما صغر من الشجر وهو صنف من الشجر الذي يقال له نميش كبيرة العقد يتشعب منها شعب كبيرة ولهذا النبات رؤوس كثيرة مستديرة وورق صغار دقاق شبيهة بورق السذاب أو الحندقوقا التي تنبت في المروج عليه زغب ورقه طيب الرائحة ، وقد يتخذ من هذا النبات قبل أن يخرج شوكه مملح يكون طيبا وفي أغصانه شوك حادّ شبيه الأشفى صلب وله أصل أبيض يسخن إذا شرب قشره بشراب أدر البول وفتت الحصاة وهو يقلع خبث القروح وإذا طبخ بماء أو بخل وتمضمض بطبيخه سكن وجع الأسنان. جالينوس في ٨ : قوة أصل هذا النبات قوّة تسخن إسخانا كأنه في الدرجة الثالثة وأنفع ما في هذا لحاؤه وفي هذا اللحاء قوّة تقطع وتجلو ومن أجل ذلك صار ليس إنما يدر فقط بل قد أذهبت الحصاة وبسبب هذه القوّة أيضا تقلع القشرة المحرقة من القروح ، وقد يستعمل أيضا في مداواة وجع الأسنان بالماء ويتمضمض به صاحب الوجع.

شربب : هو الفراسيون وسيأتي ذكره في الفاء.

شربين : ديسقوريدوس في ١ : فادرس هي شجرة عظيمة منها يكون القطران لها ثمر شبيه بثمر السرو غير أنه أصغر منه بكثير وقد تكون شجرة شربين صغيرة مشوّكة لها ثمر شبيه بثمر العرعر وعظمه مثل عظم حب الآس مستديرة وأما قدرنا وهو القطران فأجوده ما كان به ثخينا صافيا قويا كريه الرائحة إذا قطر منه ثبتت قطراته على حالها غير متبدّدة. جالينوس في ٧ : مزاج هاتين الشجرتين حار يابس قريب من الدرجة الثالثة وأما الدهن الذي يخرج من هذه الشجرة وهو القطران فأجوده ما كان منه ثخينا ويظن أنه قريب من الرابعة لأنه يسخن إسخانا كثيرا جدّا ومن شأنه أن يعفن اللحم الرخص اللين سريعا تعفينا لا وجع فيه كما يفعل سائر الأشياء الأخر كلها التي في حرارتها في مثل هذه الدرجة الرابعة بعينها وجوهرها جوهر لطيف ، وأما اللحم الصلب فكذا يفعل فيه بعد مدّة طويلة وجميع ما هذا سبيله من الأدوية يقال له أدوية معفنة وأدوية تعفن وإنما يخالف بعضها بعضا في كثرة فعلها لذلك وقلته والقطران من أمثال هذه الأدوية في المرتبة الأولى ضعيف وذلك أن جلها قوي بليغ القوّة ولذلك صارت هذه كلها تشد الجثث الميتة وصار القطران أيضا يشد الجثث الميتة ويحفظها من العفونة ويفني ما فيها من الرطوبة والفضل من غير أن يؤثر وينكي في الأعضاء الصلبة ، وإذا أدني القطران من الأجسام التي تحيا في الحرارة التي في تلك الأجسام ينميها ويزيد في قوّتها وتكون هي السبب في إحراقه اللحم الرخص اللين وإذا كان القطران على ما وصفت فليس بعجب أن يقتل القمل والديدان والحيات المتولدة في البطن والدود والكائنة في الأذن ، وإذا استعمل أيضا من أسفل قتل الأجنة الأحياء وأخرج الموتى كما من شأنه أن يفسد النطفة

٦٠