أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]
المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٨٣
ومائتين ، وهو والي خراسان ، وكان لعبد الله بن طاهر حين توفي ثمان وأربعون سنة وتسعة وأربعون يوما.
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا عبد الوهّاب الميداني ، أنا أبو سليمان بن زبر ، أنا عبد الله بن أحمد بن جعفر ، أنا محمّد بن جرير الطبري (١) قال : وفي هذه السنة ـ يعني سنة ثلاثين ومائتين ـ مات عبد الله بن طاهر أبو العبّاس بنيسابور يوم الاثنين لإحدى عشرة [ليلة](٢) خلت من شهر ربيع الأول بعد موت أشناس بسبعة (٣) أيام ، ومات وإليه الحرب والشرطة ، والسواد (٤) وخراسان وأعمالها والريّ وطبرستان وما يتصل بها ، وكرمان وخراج هذه الأعمال (٥) ، فولّى الواثق أعمال ابن طاهر كلها ابنه طاهرا.
كتب إليّ أبو نصر بن القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأني أحمد بن كامل القاضي ـ شفاها ـ قال : مات أبو العبّاس عبد الله بن طاهر بن الحسين يوم الخميس لإحدى عشرة ليلة خلت ... (٦) بنيسابور ، وكان قد أظهر التوبة ، وكسر لآلات الملاهي ، وعمّر رباطات خراسان ، ووقف لها الوقوف ، وأظهر الصدقات ، ووجّه أموالا عظيمة إلى الحرمين ، وافتدى أسرى المسلمين من الترك ، وبلغ ما أنفقه على الأسارى ألفي ألف درهم.
قرأت على أبي القاسم الشّحّامي ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : سمعت أبا العباس عبد الله بن محمّد الوراق يقول : كان زكريا بن دلويه يزور كلّ جمعة قبر عبد الله بن طاهر فيخرق الأسواق ، وطريقه على قبر استاذه أحمد بن حرب ، فلا يقف على قبره ، فعوتب على ذلك فقال : إنّ أحمد بن حرب وغيره من العلماء والصّالحين لم يعدهم زهدهم وآثار عبد الله بن طاهر باقية ما بقيت السموات والأرض.
كتب إليّ أبو نصر القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني
__________________
(١) الخبر في تاريخ الطبري ٩ / ١٣١ ضمن حوادث سنة ٢٣٠.
(٢) زيادة عن تاريخ الطبري.
(٣) في الطبري المطبوع : «بتسعة أيام» وبهامشه عن نسخ منه : «بسبعة».
(٤) بالأصل : «قال : وافي خراسان» وفي م : «والشرطة وخراسان» والصواب عن تاريخ الطبري.
(٥) بعدها في تاريخ الطبري : كان يوم مات ثمانية وأربعين ألف ألف درهم.
(٦) بياض بالأصل وم والمطبوعة.
أبو الحسين بن يعقوب الحافظ ، نا محمّد بن إسحاق بن إبراهيم ، قال : سمعت محمّد بن أحمد بن سلمة يقول : قال محمّد بن عبد الله بن منصور لما بلغه موت عبد الله بن طاهر :
هيهات لا يأتي الزمان بمثله |
|
إنّ الزمان بمثله لبخيل |
٣٣٥٤ ـ عبد الله بن طاهر بن محمّد بن كاكو (١)
أبو محمّد المعروف بالقاضي ابن زينة (٢) الواعظ
أصله من مرو الرّوذ ، وولد بصور ، ونشأ بالشام ، وذكر أنه سمع القضاعي (٣) بمصر ، وأنه تفقه على أبي إسحاق الشيرازي (٤) ، ورأيت له سماعا من أبي محمّد عبد الله بن الحسين بن أبي فحّة البعلبكي (٥) سنة ست وثمانين وأربعمائة ، وهو إذ ذاك كبير ، وكان كثير الحفظ للنتف والأشعار المقطعة ، حسن الإيراد ، حلو اللسان ، يعظ في الأعزية ، وكان كثير التطفيل. ذكر أنه ولد في حدود سنة سبع وثلاثين وأربعمائة ، اجتمعت به غير مرة غير أني لم أكتب عنه شيئا.
قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي ، أنشدني القاضي أبو محمّد عبد الله بن طاهر ، أنشدني أبو إسحاق الشيرازي رحمة الله عليه :
لما أتاني كتاب منك مبتسما |
|
عن كلّ معنى ولفظ غير محدود |
حكت معانيه في أثناء أسطره |
|
أفعالك البيض في أحوالي السّود |
قال : وأنشدني أيضا ـ ولم يذكر عمن أنشده ـ على طريقة البستي :
عزيز (٦) على غرّتي غرّني |
|
وألبسني الهجر إذ سلّما |
فلمّا تملّكني واحتوى |
|
على مهجتي سلّ ما سلّما |
__________________
(١) في مختصر ابن منظور ١٢ / ٢٨٣ كاكو.
(٢) بالأصل وم : «ابن عربية» والمثبت عن مختصر ابن منظور والمطبوعة.
(٣) هو أبو عبد الله القضاعي المصري محمد بن سلامة بن جعفر بن علي ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٨ / ٩٢.
(٤) هو إبراهيم بن علي بن يوسف ، أبو إسحاق الفيروزآبادي ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٨ / ٤٥٢.
(٥) تقدمت ترجمته في كتابنا.
(٦) في م : غرير.
وسمعته ينشد لبعضهم في وزير عزل عن الوزارة ثم أعيد :
قد رجع الأمر إلى نصابه |
|
وأنت من كلّ الورى أولى به |
ما كان إلّا السّيف سلّته يد |
|
ثم أعادته إلى قرابه |
توفي في (١) عشرين وخمسمائة ، وأنا غائب ببغداد في رحلتي الأولى.
حرف الظاء فارغ
__________________
(١) كذا بالأصل وم ، وفي المختصر ١٢ / ٢٨٣ : «توفي سنة عشرين ...» وفي المطبوعة : توفي في (بعدها بياض) عشرين وخمسمائة.
حرف العين
في أسماء آباء العبادلة
٣٣٥٥ ـ عبد الله بن عامر الحضرمي (١)
واسمه عبد الله بن عمّار بن سلمى بن أكبر (٢) زيد بن ربيعة بن مالك بن الخزرج بن أبد بن أبنود بن الصّدف (٣) ، وأمّه أم طلحة : واسمها أرنب بنت كريز (٤) ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف
وجهه معاوية من الشام إلى البصرة يدعو إلى الطلب بدم عثمان ، ونزل على بني تميم ، واجتمع إليه جماعة.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن النّقّور ، وأبو منصور عبد الباقي بن محمّد بن غالب ، قالا (٥) : أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العباس ، أنا عبيد الله بن عبد الرّحمن ، نا زكريا بن يحيى ، قال : قال الأصمعي : الحضرمي ـ أبو العلاء بن الحضرمي ـ اسمه عبد الله بن عبّاد (٦) بن أكبر بن مالك بن
__________________
(١) أخباره في تاريخ الطبري ٥ / ١١٠ والكامل لابن الأثير بتحقيقنا (الجزء الثاني ـ الفهارس) وتاريخ خليفة (الفهارس).
(٢) رسمها وإعجامها مضطربان في الأصل وم ، والمثبت عن أسد الغابة ، ترجمة العلاء بن الحضرمي ٣ / ٥٧١.
(٣) أسد الغابة : الخزرج بن أبي ابن الصدف.
(٤) بالأصل وم : «كر» والمثبت عن المطبوعة.
(٥) عن م وبالأصل : قال.
(٦) كذا في أسد الغابة في نسب العلاء ابنه ، قال : وقيل : عبد الله بن عمار ، وقيل : عبد الله بن ضمار ، وقيل : عبد الله بن عبيدة بن ضمار.
الخزرج بن الصّدف الكندي ، ومنزله حضر موت ، وهو حليف لبني عبد شمس بن عبد مناف.
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو عبد الله ، وأبو غالب ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص (١) ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار ، قال (٢) : وولد حبيب بن عبد شمس ربيعة ، وأمّه من فهم ، فولد ربيعة بن حبيب كريزا ، أمّه أم سكن بنت ظالم بن منفذ بن سبيع بن جعثمة بن سعد بن مليح الخزاعي ، فولد كريز بن (٣) ربيعة : أم طلحة بنت كريز ، وهي أرنب (٤) تزوجها عامر بن الحضرمي فولدت له ، وذكر غيرها ، ثم قال : وأمّهم أم حكيم بنت عبد المطّلب.
أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي وغيره ، عن أبي محمّد الجوهري ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل ، أنا الحارث بن أبي أسامة ، أنا محمّد بن سعد ، أنا محمّد بن عمر الواقدي قال : وفيها ـ يعني سنة تسع وعشرين قدم ابن عامر على عثمان ـ واستخلف عبد الله بن عامر بن الحضرمي ، فقتل عثمان وهو على البصرة.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسين ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة (٥) ، قال : وفيها ـ يعني سنة ثمان وثلاثون ـ وجّه معاوية بن أبي سفيان عبد الله بن الحضرمي إلى البصرة ليأخذها وبها زياد خليفة لابن عبّاس ، فنزل ابن الحضرمي في بني تميم ، وتحوّل زياد إلى الأزد فنزل على صبرة (٦) بن شيمان الحدّاني ، فكتب زياد إلى علي يعلمه بذلك ، فوجّه علي
__________________
(١) بالأصل وم : المخلصي ، خطأ.
(٢) انظر ما ورد في كتاب نسب قريش للمصعب بن عبد الله الزبيري ص ١٤٧ وانظر جمهرة ابن حزم ص ٧٤ ـ ٧٥.
(٣) سقطت «بن» من الأصل وأضيفت عن م ونسب قريش وابن حزم.
(٤) بالأصل : «وهي أم أرنب» والصواب عن م ونسب قريش.
(٥) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ١٩٦ ـ ١٩٧.
(٦) بالأصل وم : قتيرة ، والمثبت عن تاريخ خليفة.
أعين بن ضبيعة (١) المجاشعي ، فقتل على فراشه غيلة (٢) ، فبعث علي جارية (٣) بن قدامة السعدي (٤) فحاصر ابن الحضرمي في دار سنبل (٥) ، ثم حرّق عليه.
٣٣٥٦ ـ عبد الله بن أبي بردة ، وعامر (٦) ويقال الحارث
ابن عبد الله بن قيس الأشعري
والد بريد (٧) بن عبد الله الكوفي سمع أباه أبا بردة ، وأدرك جماعة من أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم ، ولا أعلم له رواية.
وفد على عمر بن عبد العزيز ، وله ذكر.
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ـ إجازة ـ نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٨) ، أنا علي بن محمّد عن مسلمة بن محارب وغيره ، قال :
خرج بلال بن أبي بردة [وأخوه عبد الله بن أبي بردة](٩) إلى عمر بن عبد العزيز فاختصما إليه في الأذان في مسجدهم ، فارتاب بهما عمر ، فدسّ إليهما رجلا ، فقال لهما : إن كلّمت أمير المؤمنين فولّاكما العراق ما تجعلان لي؟ فبدأ الرجل ببلال ، فقال له ذلك ، فقال : أعطيك مائة ألف ، ثم أتى أخاه ، فقال له مثل ذلك ، فأخبر الرجل عمر فقال لهما الحقا بمصركما وكتب (١٠) إلى عبد الحميد بن عبد الرّحمن : لا تولّ بلالا بلال الشر ، ولا أحدا من ولد أبي (١١) موسى شيئا.
__________________
(١) بالأصل وم : مسبعة ، والصواب عن تاريخ خليفة.
(٢) رسمها مضطرب بالأصل وم والصواب عن خليفة.
(٣) عن م وخليفة وبالأصل : حارثة.
(٤) عن م وخليفة وبالأصل : السعد.
(٥) كذا بالأصل وم ، وفي تاريخ خليفة : سنبيل.
(٦) بالأصل وم : وعامر.
(٧) بالأصل وم ، والصواب والضبط عن تبصير المنتبه ٤ / ١٤٩٠ والاكمال لابن ماكولا ١ / ٢٥٧.
(٨) طبقات ابن سعد ٥ / ٣٩٥.
(٩) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم وأضيف عن ابن سعد.
(١٠) عن هامش الأصل.
(١١) كتبت اللفظة فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
وقال بعضهم : كتب : لا (١) تولّ بليّل الشرّ صغّر بلالا.
٣٣٥٧ ـ عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة
ابن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي
أبو عبد الرّحمن القرشي [العبشمي](٢)(٣)
له رؤية (٤) من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وحدّث عنه بحديث رواه عنه حنظلة بن قيس ، واستعمله عثمان بن عفان على البصرة ، فافتتح خراسان ، وقدم على معاوية وزوّجه ابنته هند ، وأسكنه إلى جنبه ، وكانت داره بدمشق في الموضع المعروف بالجزيرة (٥) قبلة باب الريح غربي سوق القمح.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، وأبو نصر أحمد بن محمّد بن الطوسي ، قالا : أنا أبو الحسين (٦) بن النّقّور ـ زاد إسماعيل : وأبو محمّد الصّريفيني قالا : ـ أنا أبو (٧) القاسم بن حبابة.
ح وأخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي ، وأبو نصر عبيد الله بن أبي عاصم ، وأبو محمّد عبد السّلام بن أحمد ، وأبو عبد الله سمرة بن جندب ، وأخوه أبو محمّد عبد القادر ، قالوا : أنا محمّد بن عبد العزيز الفارسي ، أنا عبد الرّحمن بن أبي شريح قالا : أنا عبد الله بن محمّد البغوي ، نا مصعب بن عبد الله الزبيري ، حدّثني أبي ، عن
__________________
(١) بالأصل : «لا تول بليل العراق بليل الشر صغير بلال» وفي م : «لا تول بليل الشر صغير بلال» صوبنا العبارة عن ابن سعد.
(٢) الزيادة عن م ، سقطت اللفظة من الأصل.
(٣) ترجمته وأخباره في نسب قريش ص ١٤٧ الوزراء والكتاب للجهشياري ص ١٤٨ ذكر أخبار أصبهان ١١ / ٦١ أسد الغابة ٣ / ١٨٤ الإصابة ٣ / ٦٠ تهذيب التهذيب ٣ / ١٧٨ البداية والنهاية بتحقيقنا (الجزء الثامن : الفهارس) الوافي بالوفيات ١٧ / ٢٢٩ شذرات الذهب ١ / ٢٥ سير أعلام النبلاء ٣ / ١٨ تاريخ الإسلام (حوادث سنة ٤١ ـ ٦٠ ص ٢٥٧) وانظر بحاشيته أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
(٤) في م : «له رواية» وفي سير الأعلام وتاريخ الإسلام : رأى النبي صلىاللهعليهوسلم.
(٥) كذا بالأصل وم ، وفي سير الأعلام : «بالحويرة» وفي تاريخ الإسلام : بالجويرة. وفيهما : وتعرف اليوم ببيت ابن الحرستاني.
(٦) بالأصل وم : «أبو الحسن ، خطأ. والسند معروف.
(٧) بالأصل وم : «ابن» خطأ والصواب ما أثبت ، واسمه : عبيد الله بن محمد بن إسحاق ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٥٤٨.
مصعب بن ثابت ، عن حنظلة بن قيس ، عن عبد الله بن الزبير ، وعبد الله بن عامر ، قالا : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من قتل دون ماله فهو شهيد» (١) [٦٠٠٨ م].
قال البغوي : ولم أجد على هذا الحديث في كتابي علامة السماع ، فأخبرني موسى بن هارون أنّا سمعناه أنا وهو من مصعب في موضع واحد.
أنبأنا أبو علي الحداد ، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ (٢) ، نا محمّد بن أحمد بن مخلد ، نا عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي ، نا عبد الله بن مصعب بن ثابت ، عن أبيه ، عن حنظلة بن (٣) قيس ، عن عبد الله بن الزبير ، وعبد الله بن عامر بن كريز ، قالا : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من قتل دون ماله فهو شهيد» [٦٠٠٩].
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر المعدّل ، أنا أبو طاهر المخلّص (٤) ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار (٥) ، قال : فولد عامر بن كريز : عبد الله بن عامر ، استعمله عثمان بن عفّان على البصرة ، وعزل أبا موسى الأشعري ، فقال أبو موسى : قد أتاكم فتى من قريش ، كريم الأمّهات والعمّات والخالات ، يقول بالمال فيكم هكذا وهكذا ، وهو الذي دعاه طلحة والزبير إلى البصرة ، وقال : إن لي فيها صنائع ، فشخصا معه ، وله يقول الوليد بن عقبة :
ألا جعل الله المغيرة وابنه |
|
ومروان نعلي (٦) بذلة لابن عامر |
لكي يقياه الحرّ والقرّ والأذى |
|
ولسع الأفاعي واحتدام الهواجر |
كان كثير المناقب ، وهو الذي افتتح خراسان ، وقتل كسرى (٧) في ولايته ، وأحرم من نيسابور شكرا لله ، وهو الذي جعل السّقايات بعرفة ، وكان ابن عامر رجلا
__________________
(١) سير أعلام النبلاء ٣ / ٢٥٨ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٤١ ـ ٦٠ ص ٢٥٧) ، وانظر تخريجه فيهما.
(٢) الخبر في ذكر أخبار أصبهان ١ / ٦٢.
(٣) بالأصل وم : «عن» خطأ والصواب ما أثبت عن أخبار أصبهان ، وقد مرّ أول الترجمة.
(٤) بالأصل وم : المخلدي ، خطأ والصواب ما أثبت ، والسند معروف.
(٥) انظر نسب قريش ص ١٤٧ ، وسير الأعلام ٣ / ١٩ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٤١ ـ ٦٠ ص ٢٥٨).
(٦) بالأصل وم : «بعلى بذله» والمثبت عن المطبوعة.
(٧) في نسب قريش : «يزدجرد» وهذا ما يفهم من سياق عبارة سير أعلام النبلاء ٣ / ٢٠ وفي الوافي ١٧ / ٢٢٩ «كسرى» كالأصل. وفي أسد الغابة : «قتل كسرى يزدجرد».
سخيا ، كريما ، وأمّه دجاجة بنت أسماء بن الصّلت بن حبيب بن جارية بن هلال بن حرام بن سمّاك بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم ، وأخوه لأمّه عبد ربه بن قيس بن السّائب بن عويمر بن عائذ بن عمران بن مخزوم.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد ، قال : فولد عامر بن كريز عبد الله ، وأمّ رافع ، وأمّهما دجاجة بنت أسماء بن الصّلت بن حبيب بن جارية بن هلال بن حرام بن سماك بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم ، وأبا الصهباء بن عامر لأم ولد ، وأسلم عامر بن كريز يوم فتح مكة ، وبقي إلى خلافة عثمان بن عفان ، وقدم على ابنه عبد الله بن عامر البصرة ، وهو واليها لعثمان بن عفان ، وعقبه (١) عامر بالبصرة وبالشام كثيرة (٢).
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٣) ، قال في الطبقة الأولى من أهل المدينة : عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي ، ويكنى أبا عبد الرّحمن ، قالوا : ولد عبد الله بن عامر بمكة بعد الهجرة بأربع سنين ، فلما كان عام عمرة القضاء سنة سبع وقدم (٤) رسول الله صلىاللهعليهوسلم مكة معتمرا ، حمل إليه ابن عامر وهو ابن ثلاث سنين ، فحنكه (٥) فتلمّظ وتثاءب فتفل رسول الله صلىاللهعليهوسلم في فيه وقال : «هذا ابن السّلمية؟» قالوا : نعم ، قال : «هذا ابننا ، وهو أشبهكم بنا ، وهو مسقى» ، فلم يزل عبد الله شريفا ، وكان سخيا كريما ، كثير المال والولد ، ولد له : عبد الرّحمن وهو ابن ثلاث (٦) عشرة سنة [٦٠١٠].
قرأت على أبي غالب أيضا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنا أبو الحسن
__________________
(١) بالأصل وم : وعقبة ، والصواب ما أثبت عن سير أعلام النبلاء ٣ / ١٩.
(٢) كذا بالأصل وم ، والصواب : «كثير» كما في سير الأعلام.
(٣) الخبر في طبقات ابن سعد ٥ / ٤٤ ـ ٤٥.
(٤) عن م وابن سعد ، وبالأصل : وقد.
(٥) رسمها مضطرب بالأصل ، استدركت اللفظة على هامشه.
(٦) مكان اللفظة «ثلاث» بياض بالأصل ، وسقطت من م والكلام فيها متصل ، واستدركت اللفظة عن ابن سعد.
الدارقطني ، قال : أما كريز فهو كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف (١) ، وابنته أروى بنت كريز أم عثمان بن عفّان ، وابنته أرنب بنت كريز ، أم ولد عامر بن الحضرمي ، وابنه عامر بن كريز ، وأمّ عامر بن كريز البيضاء بنت عبد المطّلب ، أسلم يوم الفتح وبقي إلى خلافة عثمان ، وهو والد عبد الله بن عامر بن كريز الذي ولّاه عثمان بن عفان البصرة وخراسان ، وروى عبد الله بن عامر بن كريز عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «من قتل دون ماله فهو شهيد» [٦٠١١].
قرأت على أبي الفتوح أسامة بن محمّد بن زيد العلوي ، عن أبي جعفر بن المسلمة ، عن أبي عبيد الله محمّد بن عمران بن موسى ، قال :
عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف ، وعبد الله ابن خال عثمان بن عفان ، أم عثمان أروى بنت كريز ، وقلد عثمان عبد الله البصرة في حداثة سنه ، ولما جمع عثمان أهله وعمّاله وشاورهم في أمره قال (٢) : قال ابن عامر من أبيات :
منحت ابن أروى نصحه وهديته |
|
إلى الحقّ إنّ الحق أبلج واضح |
ولما ركب البحر من مصر قال :
بكى صاحبي لما رأى الفلك قرّبت |
|
ليركب منها فوق ذي لجج غمر |
|
||
وحنّ إلى أهل المدينة حنّة |
|
بمصر وهيهات المدينة من مصر |
فقلت له : لا تبك عينك إنما |
|
نفرّ فرار من جهنم والبحر |
قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي زكريا البخاري.
وحدّثنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى القرشي ، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم ، أنا أبو زكريا ، نا عبد الغني بن سعيد ، قال : كريز بضم الكاف : عبد الله بن عامر بن كريز.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة في كتاب : «معرفة الصحابة» ، قال : عبد الله بن عامر بن كريز بن حبيب بن
__________________
(١) بعدها بالأصل وم : «واسمه وابنته».
(٢) كذا بالأصل وم ، والأشبه حذفها.
عبد شمس ، توفي النبي صلىاللهعليهوسلم وله ثلاث عشرة سنة (١) ، وتوفي هو سنة تسع وخمسين.
أنبأنا أبو سعد المطرز ، وأبو علي الحداد ، وحدّثني أبو مسعود العدل (٢) ، أنا أبو علي ، قالا : قال لنا أبو نعيم الحافظ : عبد الله بن عامر بن كريز بن حبيب بن عبد شمس القرشي ، توفي النبي صلىاللهعليهوسلم وله ثلاث عشرة سنة ، وتوفي سنة ستين.
قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي نصر الحافظ (٣) ، قال : أما كريز بضم الكاف وفتح الراء : عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف ، أمّه البيضاء بنت عبد المطّلب ، أسلم يوم الفتح ، وعاش إلى خلافة عثمان ، وابنه (٤) عبد الله ، عبد الله بن عامر بن كريز ، ولّاه عثمان البصرة ، وخراسان ، روى عن النبي صلىاللهعليهوسلم «من قتل دون ماله فهو شهيد» ، رواه [عنه](٥) حنظلة بن قيس.
أخبرنا أبو السعود بن المجلي (٦) ، أنا أبو الحسين بن المهتدي.
ح وأخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، أنا أبو يعلى ، قالا : أنا عبيد الله بن أحمد بن علي الصيدلاني ، أنا محمّد بن مخلد العطار ، قال : قرأت على علي بن عمرو حدّثكم الهيثم بن عدي (٧) ، قال : قال ابن عيّاش (٨) : عبد الله بن عامر يكنى أبا عبد الرّحمن.
أخبرنا أبو البركات بن الأنماطي ، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن ، أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، قال : عبد الله بن عامر بن كريز أبو عبد الرّحمن.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال : أبو عبد الرّحمن عبد الله بن عامر بن كريز بن
__________________
(١) نقله الذهبي في سير أعلام النبلاء ٣ / ١٩.
(٢) اسمه عبد الرحيم بن علي عيسى بن عبد الوهاب بن محمد بن المرزبان ، أبو مسعود الحاجي العدل ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٧٥ وفي مشيخة ابن عساكر ص ١١١ / أ، رقم ٦٤٠.
(٣) الاكمال لابن ماكولا ٧ / ١٦٧.
(٤) عن الاكمال ، ومكانها في الأصل وم : «واسمه عبد الله».
(٥) عن الاكمال ، سقطت اللفظة من الأصل وم.
(٦) بالأصل وم : المحلي.
(٧) عن م وبالأصل : علي.
(٨) بالأصل وم : ابن عباس
حبيب بن سمرة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي الأموي ابن خال عثمان بن عفّان ، كانت أمّ عثمان أروى بنت كريز ، وأمّها البيضاء أم حكيم بنت عبد المطّلب بن هاشم ، وكانت البيضاء وعبد الله أبو (١) رسول الله صلىاللهعليهوسلم توأمين (٢). عزل عثمان أبا موسى عن البصرة وولّاها عبد الله بن عامر ثم عزله عنها ، وولّاه خراسان ، وهو أول من افتتحها في خلافة عثمان ، له رواية عن النبي صلىاللهعليهوسلم.
أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك ، أنا ثابت بن بندار البقّال ، أنا محمّد بن علي بن يعقوب ، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضّل ، نا أبي ، حدّثني أبي ، نا بشر بن المفضّل ، حدّثني قرّة بن خالد السّدوسي ، حدّثني سهل بن علي النميري (٣) ، حدثني بعض آل عمير قال : لما كان زمن الفتح أتى عمير بن عمرو النبي صلىاللهعليهوسلم وعنده خمس نسوة ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «طلّق إحداهن» ، فطلّق دجاجة بنت أسماء بن الصلت فتزوجها عامر بن كريز ، فولدت له عبد الله بن عامر.
قال أبي : وقد أنكر هذا الحديث مصعب بن عبد الله وغيره من علماء قريش وكلهم ذكر (٤) بالإجماع منهم ـ أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أتي بعبد الله بن عامر بن كريز في فتح مكة ، فجعل ينفث (٥) عليه ، وجعل عبد الله يبتلع ريق النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : إنه لمسقى أو لمسقاة (٦).
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر البيهقي (٧) ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن يحيى (٨) ، نا محمّد بن مسلم ، نا محمّد بن سليمان بن فارس ، نا عمر (٩) بن شبّة ، أنا أبو عبيدة النحوي.
__________________
(١) عن م وبالأصل : «أتو».
(٢) بالأصل وم : «يومين» والصواب عن مختصر ابن منظور ١٢ / ٢٨٥.
(٣) في المطبوعة : النمري.
(٤) عن م وبالأصل : ذكره.
(٥) عن م وبالأصل : «ينقب» وفي أسد الغابة : يتفل.
(٦) كذا بالأصل ، وفي م : «المسقا» وفي المطبوعة : لمسقى أو لمسقيّ.
(٧) الخبر في دلائل النبوة للبيهقي ٦ / ٢٢٥.
(٨) بعدها بالأصل وم : «نا محمد بن مسلم» حذفناها بما وافقت عبارة الدلائل.
(٩) في الدلائل : عمرو بن شيبة ، خطأ والصواب ما أثبت بالأصل وم راجع ترجمته في تهذيب الكمال ١٤ / ٨٩.
أن عامر بن كريز أتى بابنه (١) إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو ابن خمس سنين ، أو ست سنين ، فتفل النبي صلىاللهعليهوسلم في فيه ، فجعل يزدرد ريق النبي صلىاللهعليهوسلم ويتلمّظ ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «إنّ ابنك هذا لمسقى» (٢) ، قال : فكان يقال لو أنّ عبد الله قدح حجر أماهه ـ يعني (٣) لخرج الماء من الحجر ببركته.
أخبرنا أبو الحسين (٤) بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ، قالوا : أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص (٥) ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار ، قال : قال عمي مصعب بن عبد الله (٦) : بلغني أن معاوية أراد أن يصفي أمواله فقال ابن عامر : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «المقتول دون ماله شهيد» ، والله لأقاتلنه حتى أقتل دون مالي فأعرض عنه معاوية وزوّجه بنته (٧) هند بنت معاوية.
قال عمي مصعب بن عبد الله : ويقال : إنه أتي به النبي صلىاللهعليهوسلم وهو صغير فقال : «هذا شبيهنا» (٨) ، وجعل النبي صلىاللهعليهوسلم يتفل عليه ويعوّذه ، فجعل عبد الله يتسوغ ريق النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «إنّه لمسقى» ، فكان لا يعالج أرضا إلّا ظهر له الماء ، وله النّباج (٩) الذي يقال له نباج ابن عامر ، وله الجحفة (١٠) وله بستان ابن عامر على ليلة من مكة ، وله آبار (١١) في الأرض كثيرة.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة (١٢) قال : سنة تسع وعشرين فيها عزل
__________________
(١) بالأصل «بأبيه» خطأ والصواب عن م ودلائل البيهقي.
(٢) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : «لمسقيّ» وكتب محققه أنها ضبطت عن الدلائل ، والذي في دلائل البيهقي المطبوع الذي بيدي إن ابنك هذا مسقى.
(٣) في دلائل البيهقي : يعني يخرج من الحجر الماء من بركته.
(٤) بالأصل وم : أبو الحسن ، تحريف.
(٥) بالأصل وم : المخلصي ، وقد مرّ التعريف به.
(٦) انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص ١٤٨ ـ ١٤٩.
(٧) بالأصل : «بنته بنت هند» والمثبت عن م ونسب قريش.
(٨) في نسب قريش : يشبهنا.
(٩) النباج : بكسر النون وتخفيف الباء ، موضع قريب من البصرة في الطريق إلى مكة (ياقوت).
(١٠) الجحفة : موضع بالحجاز بين مكة والمدينة (ياقوت).
(١١) في نسب قريش : آثار.
(١٢) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ١٦١.
عثمان أبا موسى الأشعري عن البصرة ، وعثمان بن أبي العاص عن فارس ، وجمع ذلك أجمع لعبد الله بن عامر بن كريز.
فحدّثني الوليد بن هشام ، حدّثني أبي ، عن جدي ، عن الحسن قال أبو موسى : ولي (١) عليكم غلام كريم الجدّات والعمّات فجمع له الجندان فقدم ابن عامر.
قال خليفة : وسمعت أبا اليقظان ذكر نحو ذلك ، قال : وقدم ابن عامر وهو ابن أربع أو خمس وعشرين سنة.
أنبأنا أبو محمّد عبد الله بن منصور بن هبة الله بن الموصلي ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري (٢) ، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن (٣) علي بن أحمد الأزجي (٤) ، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن جمّة الخلّال ، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، نا جدي يعقوب قال : وفيما أخبرنا أن عبد الله صعد منبر البصرة فحصر فشقّ عليه ذلك ، فقال له زياد : أيها الأمير إنّك إن أقمت عامة من ترى أصابه أكثر مما أصابك.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا عبد الله بن مسلم بن قتيبة ، نا الرياشي ، حدّثني عبد الرّحمن بن أخي الأصمعي ، عن الأصمعي قال : أرتج على عبد الله بن عامر بالبصرة يوم أضحى فمكث ساعة ، ثم قال : والله لا أجمع غيكم غيّا ولؤما من أخذ شاة من السوق فهي له وثمنها عليّ (٥).
أخبرنا أبو سهل بن سعدويه ، أنا أبو الفضل الرازي ، أنا جعفر بن عبد الله ، أنا محمّد بن هارون ، نا أبو الحسن ميسّر بن الحسن البصري ، نا أبو داود ، نا حميد بن مهران ، عن سعد بن أوس العدوي ، عن زياد بن كسيب العدوي ، قال :
__________________
(١) سقطت من الأصل وأضيفت عن م ، وفي تاريخ خليفة : يقدم.
(٢) بالأصل : «أبو الحسن بن الطبري» والصواب عن م ، وفيها : «أبو الحسن» خطأ ، والصواب أبو الحسين ، وقد مرّ التعريف به.
(٣) سقطت من الأصل وم.
(٤) بالأصل وم : الأرجي ، خطأ والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير الأعلام ١٨ / ١٨.
(٥) الخبر في سير أعلام النبلاء ٣ / ١٩.
خرج عبد الله بن عامر إلى الجمعة عليه ثياب رقاق ، وأبو بلال تحت المنبر ، وذلك في يوم الجمعة ، فقال أبو بلال : انظروا إلى أميركم فلبس لباس الفسّاق ، فقال أبو بكرة وهو تحت المنبر : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «من أهان سلطان الله في الأرض أهانه الله» [٦٠١٢].
أبو بلال مرداس بن أديّة من رءوس الخوارج.
أنبأنا أبو علي الحداد ، ثم حدّثنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا يوسف بن الحسن ، قالا : أنا أبو نعيم ، نا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ، نا يونس بن حبيب ، نا أبو داود ، نا حميد بن مهران ، فذكر بإسناده ومعناه.
وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا علي بن أحمد بن عبدان ، أنا أحمد بن عبيد الصّفّار ، نا إبراهيم بن صالح الشّيرازي ، نا مسلم بن إبراهيم ، نا حميد بن مهران الكندي ، نا سعد بن أوس ، عن زياد بن كسيب العدوي ، قال :
كان عبد الله بن عامر يخطب الناس عليه ثياب رقاق ، مرجّل شعره ، قال : فصلّى يوما ثم دخل ، قال : وأبو بكرة جالس إلى جنب المنبر ، فقال مرداس أبو بلال : ألا ترون إلى أمير الناس وسيّدهم يلبس الرّقاق ، ويتشبه بالفسّاق؟ فسمعه أبو بكرة فقال لابنه الأصيلع : ادع لي أبا بلال ، فدعاه ، فقال أبو بكرة : أما إنّي قد سمعت مقالتك للأمير آنفا ، وقد سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «من أكرم سلطان الله أكرمه الله ، ومن أهان سلطان الله أهانه الله» [٦٠١٣].
وأخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، وأبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم ، قالا : أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو طاهر بن خزيمة ، أنا جدي أبو بكر ، نا بندار ، نا أبو داود ، نا حميد بن مهران ، عن سعد بن أوس ، عن يزيد (١) بن كسيب العدوي ، قال : كنت مع أبي بكرة عند منبر ابن عامر وهو يخطب وعليه ثياب رقاق ، فقال أبو بلال : انظروا إلى أميرنا هذا يلبس ثياب الفسّاق ، فقال أبو بكرة : اسكت ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «من أهان سلطان الله في الأرض أهانه الله عزوجل» [٦٠١٤].
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أحمد بن
__________________
(١) كذا بالأصل وم هنا ، ومرّ : زياد ، وهو الصواب ، انظر ترجمته في تهذيب الكمال ٦ / ٤٠٠.
إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة (١) ، قال : وفيها ـ يعني سنة تسع وعشرين ـ عزل عثمان أبا موسى الأشعري عن البصرة ، وعثمان بن أبي العاص عن فارس ، وجمع ذلك كله (٢) أجمع لعبد الله بن عامر بن كريز.
وقال الوليد : عن أبيه عن جده ، عن الحسن قال : غزا ابن عامر وعلى مقدمته عبد الله بن بديل الخزاعي ، فأتى أصبهان ، فصالحوه على أن يؤدوا إليه كما يؤدي (٣) أهل فارس.
وقال الوليد في حديثه عن أبيه ، عن جده ، وأبو اليقظان ، وأبو الحسن : أن ابن عامر سار (٤) إلى اصطخر وعلى مقدمته عبيد الله بن معمر ، فافتتحها ابن عامر عنوة ، فقتل وسبى.
وقال الوليد عن أبيه ، عن جده وقاله أبو اليقظان ، وأبو الحسن : سار ابن عامر إلى حلوان (٥) وكانوا نقضوا (٦) الصلح ، فافتتحها صلحا وعنوة ، وذلك سنة تسع وعشرين فأكثر القتل فيهم.
قال (٧) : وحدّثني الوليد ـ يعني ابن هشام القحذمي ـ عن أبيه ، عن جده وأبو اليقظان ، وأبو الحسن قال : غزا ابن عامر جور (٨) سنة ثلاثين فافتتحها ابن عامر عنوة (٩) ، وأصاب بها غنائم كثيرة ، وافتتح الكاريان (١٠) والفسنجان (١١) من داربجرد
__________________
(١) انظر تاريخ خليفة بن خيّاط ص ١٦١.
(٢) اللفظة ليست في تاريخ خليفة.
(٣) بالأصل وم : يؤدوا ، والمثبت عن تاريخ خليفة.
(٤) سقطت من الأصل ، وأضيفت عن تاريخ خليفة ، وفي م : صار.
(٥) حلوان : بليدة في آخر حدود السواد مما يلي الجبال من بغداد ، على طريق همذان (انظر معجم البلدان).
(٦) عن م وتاريخ خليفة ، وبالأصل : انقضوا.
(٧) تاريخ خليفة ص ١٦٣ ـ ١٦٤.
(٨) جور : مدينة بفارس بينها وبين شيراز عشرون فرسخا (معجم البلدان).
(٩) كذا بالأصل وم ، واللفظة سقطت من المطبوعة وتاريخ خليفة.
(١٠) بالأصل وم : الكاربان ، والمثبت عن ياقوت ، وهي مدينة بفارس صغيرة.
(١١) الفسنجان : وفي معجم البلدان : فسنجان بكسرتين : بلدة من نواحي فارس. وفي تاريخ خليفة : «الفيشجان»؟.
ولم يكونا دخلا في صلح ابن أبي العاص ، وافتتح ابن عامر أيضا أردشيرخرّه (١) فقتل وسبى.
وتوجه ابن عامر إلى خراسان على مقدمته الأحنف بن قيس ، فلقي أهل هراة فهزمهم ، فافتتح ابن عامر أيرشهر صلحا [ويقال : عنوة](٢) [وبعث ابن عامر أمير بن أحمر اليشكري ، فافتتح طوس وما حولها [صلحا]](٣) وصالح من جاءه من أهل سرخس على مائة ألف وخمسين ألفا ، وبعث أهل مرو يطلبون الصلح ، فصالحهم ابن عامر على ألفي ألف ومائتي ألف.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري (٤) ، قالا : أنا أبو الحسين ، أنا عبد الله ، نا يعقوب (٥) ، نا الحجّاج بن أبي منيع ، نا جدي ، عن الزهري ، قال : توفى الله عمر ، واستخلف عثمان ، فنزع عثمان أبا موسى عن البصرة ، وأمّر عليها عبد الله بن عامر بن كريز.
قال عمّار بن الحسن ، عن سلمة ، عن ابن إسحاق :
وأثبت عثمان أبا موسى ، وكان عامل عمر على البصرة سنوات ، قال : ثم وفد يزيد بن خرشة بن عمرو بن ضرار الضّبّي إلى عثمان ، فقال : أما فيكم وضيع فترفعونه ، أو فقير فتجبرونه؟ عمدتم إلى نصف سلطانكم فأطعمتموه هذا الأشعريّ ، قال : فاستعمل عثمان عبد الله بن عامر بن كريز ، وكان ابن خاله ، عامر بن كريز ، وأروى أخوال لأمّ وأب.
ثم كانت بالعراق غزوة جور وأميرها عبد الله بن عامر بن كريز يريد إصطخر ،
__________________
(١) أردشيرخرة : من أجل كور فارس (معجم البلدان).
(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم ، والمثبت عن تاريخ خليفة.
(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم واستدرك عن تاريخ خليفة ، وكلمة «صلحا» أضيفت عن المطبوعة ولم ترد في تاريخ خليفة.
(٤) بعدها يوجد سقط في الكلام بالأصل وم ، نثبته هنا عن المطبوعة : أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان قال : ثم كانت جور سنة تسع وعشرين ، وأميرها عبد الله بن عامر بن كريز ، وهو عام قبرس.
أخبرنا أبو محمد السلمي ، نا أبو بكر الخطيب ، ح وأخبرنا أبو القاسم ، أنا أبو بكر بن الطبري.
(٥) لم يرد الخبر ، ولا الخبر الذي قبله في المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان المطبوع.
وعلى مقدمته عبيد الله بن معمر ، وبإصطخر يومئذ يزدجرد بن شهريار بن كسرى ، وهو ابن الختّانة ، فلما بلغه ذلك بعث جيشا فلقوا عبيد الله ، فقاتلوه برام جرد (١) ، فقتل عبيد الله بن معمر ورجع الآخرون وخرج يزدجرد في مائة ألف مقاتل حتى أتى مرو فنزلها ، وخلّف على إصطخر رجل من الفرس استعمله عليها ، فأتاها عبد الله بن عامر فافتتحها ، وقد كانت فتحت قبل ذلك ولكن الفرس (٢) الفرس رجعوا إليها وقتل يزدجرد بمرو ، وكلّ من كان معه إلّا رجل واحد أخذ آنية (٣) من آنية الملك ثم أتى جرجان فكان بها ، ومضى عبد الله بن عامر حتى نزل بأبر شهر ، وبها ابنتا كسرى ، فحاصر أهلها فصالحوه على أنفسهم أنهم آمنون ، وعلى ابنتي كسرى أنهما آمنتان ، وفتحوها له وبعث الأحنف بن قيس التميمي إلى هراة ، فصالحوا أهلها وفتحوها ، وبعث عبد الله بن خازم (٤) السلمي إلى سرخس ، فصالحوا أهلها وفتحوها ، وبعث حاتم بن النعمان الباهلي إلى مرو فصالحوا أهلها وفتحوها ، ثم خرج عبد الله بن عامر من نيسابور معتمرا قد أحرم منها ، وخلّف على خراسان الأحنف بن قيس ، فلما قضى عمرته أتى عثمان بن عفان ، وذلك في السنة التي قتل فيها عثمان ، فقال له عثمان : لقد غرّرت بعمرتك حين أحرمت من نيسابور ، فلم يزل عبد الله بن عامر (٥) بنيسابور وإصطخر ، وفسا (٦) ، ودارابجرد ، وأردشيرخرّه ، وكرمان ، وسجستان ، وكابل وحيّزها ، ومرو وما دونها من البلاد ، وعثمان يسير بسيرة عمر ، فلما كثر الخراج وأتاه المال من كلّ وجه حتى ضاق به ذرعا ، واتّخذ له خزائن ، فلما كثر المال قسمه في الناس فكان يأمر للرجل الواحد بمائة ألف.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا عبد الملك بن محمّد ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، قال : سمعت أبي ،
__________________
(١) رامجرد : قرية من قرى فارس. قتل بها عبيد الله بن معمر فدفن في بستان من بساتينها (معجم البلدان).
(٢) مكررة بالأصل.
(٣) بالأصل : «أبيه من ابنه» والمثبت عن م.
(٤) بالأصل وم : حازم ، خطأ والصواب ما أثبت ، وقد مضت ترجمته في كتابنا.
(٥) ثمة سقط في الأصل وم ، نستدركه هنا عن المطبوعة : على البصرة حتى قتل عثمان ، ولم يزل معاوية على الشام حتى قتل عثمان ، ولم يزل عبد الله بن سعد بن أبي سرح على مصر حتى قتل عثمان.
قال : فافتتح عبد الله بن عامر نيسابور.
(٦) فسا : أكبر مدينة في كورة دارابجرد (انظر معجم البلدان).
سمعت أبا نعيم يقول : فتح الكوفة سعد بن أبي وقاص ، وفتح البصرة عتبة بن غزوان ، قال أبو جعفر : وعتبة بن غزوان الذي مصّر (١) البصرة ، وفتح خراسان عبد الله بن عامر بن كريز.
قرأت على أبي غالب بن البنّا عن أبي محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٢) ، قال : قالوا لما ولي عثمان بن عفّان الخلافة أقرّ أبا موسى الأشعري على البصرة أربع سنين كما أوصى به عمر في الأشعري أن يقرّ أربع سنين ، ثم عزله عثمان وولّى البصرة ابن خاله عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس ، وهو ابن خمس وعشرين سنة ، وكان ابن عامر رجلا سخيا شجاعا ، وصولا لقومه ولقرابته محببا فيهم ، رحيما ، ربما غزا فيقع الحمل في العسكر ، فينزل فيصلحه ، فوجّه ابن عامر عبد الرّحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس إلى سجستان ، فافتتحها صلحا على أن لا يقتل (٣) بها ابن عرس ، ولا قنفذ ، وذلك لمكان (٤) الأفاعي بها أنها تأكلها ، ثم مضى إلى أرض الداور (٥) ، فافتتحها ، ثم كان ابن عامر يغزو أرض البارز (٦) ، وقلاع فارس ، وقد كان أهل البيضاء (٧) من إصطخر غلبوا عليها ، فسار إليها ابن عامر فافتتحها ثانية ، وافتتح جور والكاريان والفسنجان (٨) وهما من دارابجرد ، ثم تاقت نفسه إلى خراسان فقيل (٩) [له] : بها يزدجرد ابن فيروز بن شهربار بن كسرى ومعه أساورة فارس ، وقد كانوا تحمّلوا بخزائن إلى كسرى ، حيث هزم أهل نهاوند ، فكتب في ذلك إلى عثمان ، فكتب إليه عثمان أن سر إليها إن أردت ، قال : فتجهّز وقطع البعوث ، ثم سار واستخلف أبا الأسود الدّيلي على البصرة
__________________
(١) بالأصل وم : «نصر» وأثبتنا اللفظة عن المطبوعة.
(٢) طبقات ابن سعد ٥ / ٤٥ ـ ٤٨.
(٣) عن م وابن سعد وبالأصل : يقبل.
(٤) بالأصل وم : المكان ، تحريف ، والصواب عن ابن سعد.
(٥) عن م وابن سعد وبالأصل : الدوار.
والداور : ولاية واسعة من إقليم سجستان على حد جبال الغور (انظر معجم البلدان).
(٦) ناحية قريبة من كرمان ، (انظر تاج العروس بتحقيقنا مادة برز).
(٧) البيضاء : أكبر مدينة في كورة اصطخر (انظر معجم البلدان).
(٨) ابن سعد : والفسنجان.
(٩) بالأصل وم : فقتل فيها والمثبت عن ابن سعد ، والزيادة التالية عنه.
على صلاتها ، واستخلف على الخراج راشدا الجديدي (١) من الأزد ، ثم سار على طريق إصطخر فيما بين خراسان وكرمان حتى خرج على الطّبسين (٢) ففتحها ، وعلى مقدمته قيس بن الهيثم بن [أسماء بن](٣) الصّلت السلمي ، ومعه فتيان من فتيان العرب ، ثم توجّه نحو مرو ، فوجّه إليها حاتم بن النعمان الباهلي ، ونافع بن خالد الطاحي ، فافتتحاها كلّ واحد منهما على نصف المدينة ، وافتتحا رستاقها عنوة ، وفتحا المدينة صلحا ، وقد كان يزدجرد [قتل](٤) قبل ذلك خرج يتصيد ، فمر بنقّار رحا فضربه ، فلم يزل يضربه النقّار بفأس فنثر دماغه ، ثم سار ابن عامر نحو مرو الرّوذ ، فوجّه إليها عبد الله بن سوّار بن همّام العبدي ، فافتتحها ، ووجه يزيد الجرشي إلى زام وباخرز وجوين فافتتحها جميعا عنوة [ووجّه عبد الله بن خازم إلى سرخس فصالحه مرزبانهم وفتح ابن عامر أبرشهر عنوة](٥) ، وطوس وطخارستان ، ونيسابور ، وبوشنج ، وباذغيس ، وأبيورد ، وبلخ ، والطالقان ، والفارياب ، ثم بعث صبرة ابن شيمان الأزدي إلى هراة فافتتح رساتيقها ، ولم يقدر على المدينة ثم بعث عمران بن الفضيل (٦) البرجمي إلى آمل فافتتحها.
قال : ثم خلّف ابن عامر الأحنف بن قيس على خراسان فنزل مرو في أربعة آلاف ، ثم أحرم ابن عامر بالحجّ من خراسان ، فكتب إليه عثمان يتوعّده ويضعّفه ويقول : تعرضت للبلاء حتى قدم على عثمان ، فقال له : صل قومك من قريش ، ففعل ، وأرسل إلى علي بن أبي طالب بثلاثة آلاف درهم وكسوة ، فلما جاءته قال : الحمد لله إنّا نرى تراث محمد يأكله غيرنا ، فبلغ ذلك عثمان فقال لابن عامر : قبح الله رأيك أترسل إلى علي بثلاثة آلاف درهم ، قال : كرهت أن أغرق ولم أدر ما رأيك قال : فأغرق ، قال : فبعث إليه بعشرين ألف درهم ، وما يتبعها قال : فراح علي إلى المسجد فانتهى إلى حلقته ، وهم يتذاكرون صلات ابن عامر هذا الحي من قريش ، فقال علي : هو سيّد فتيان
__________________
(١) بالأصل وم : «راشد الحديدي» والمثبت عن ابن سعد.
(٢) الطبسان : قصبة ناحية بين نيسابور وكرمان ، وهما بلدتان كل واحدة منهما يقال لها طبس : إحداهما : طبس العنّاب ، والأخرى : طبس التمر (ياقوت).
(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م وابن سعد.
(٤) سقطت من الأصل وم وأضيفت عن ابن سعد.
(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم وأضيف عن ابن سعد.
(٦) كذا بالأصل ، وفي م : «الفضل» وفي ابن سعد : «الفصيل».