أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]
المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٨٣
وعشرين ومائتين ، ودفن يوم الخميس يوم عاشوراء ، وكان مولده سنة تسع (١) وثلاثين ومائة ، والله تعالى أعلم.
٣٣٥٠ ـ عبد الله بن صالح
صاحب المصلى.
ولي بدمشق البريد في أيام المتوكّل جعفر ، وكتب إليه بأمر الزلزلة التي حدثت بدمشق في ربيع الآخر سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.
٣٣٥١ ـ عبد الله بن صخر
وفد على سليمان بن عبد الملك.
وحكى عن رجل قيل إنه الخضر عليهالسلام.
حكى عنه رجل من يحصب.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا أبو الحسين (٢) عاصم بن الحسن بن محمّد بن علي بن عاصم ، أنا أبو السهل محمود بن عمر بن جعفر بن إسحاق بن محمود بن علي بن بيان بن نمير العكبري ، أنا أبو الحسن علي بن الفرج بن علي بن أبي روح العكبري ، نا ابن أبي الدنيا ، نا عصمة بن الفضل ، نا يحيى بن يحيى بن نعيم النحوي ـ يعني ابن ميسرة المروزي ـ عن شيخ من أهل الشام من يحصب ، قال : نا (٣) عبد الله بن صخر قال :
خرجت من عند سليمان بن عبد الملك في الظهيرة ، فإذا رجل (٤) ينادي : يا (٥) عبد الله بن صخر ، فالتفتّ إليه فقال لي : لله أبوك لهذا العدوّ الذي أبيح (٦) لأبوينا وهما في الجنّة يأكلان منها رغدا حيث شاءا ، فلم يزل يمنّيهما ويدلّيهما بغرور ويقاسمهما بالله
__________________
(١) في المطبوعة : «سبع وثلاثين» وفي تهذيب الكمال نقلا عن أبي سعيد بن يونس : «سبع» أيضا.
(٢) بالأصل : «أبو الحسين بن عاصم» حذفنا «بن» لأنها مقحمة ، وهو ما يوافق عبارة م. وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٩٨.
(٣) بالأصل : يا.
(٤) في مختصر ابن منظور ١٢ / ٢٦٦ يهتف بي.
(٥) من قوله : نا عبد الله .. إلى هنا سقط من م.
(٦) كذا بالأصل وم ، وفي مختصر ابن منظور : أتيح.
إنه لهما لمن الناصحين ، حتى أخرجهما مما كانا فيه ثم ها هو ذا قد نصب لنا ، فنحن نمدّ أعيننا إلى ما لم يقسم لنا من الرزق حتى نقطع أنفسنا دونه ، ويزهّدنا في الذي قد انتهى إلينا ، وحوينا (١) من رزق الله حتى نقصّر في الشكر ، فذهبت لأجيبه فما أدري كيف ذهب ، قال : فذكرته ، فقيل : ذاك الخضر عليهالسلام ، أو لا نظنه إلّا الخضر.
ـ في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلّال ـ أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.
ح قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (٢) ، قال : عبد الله بن صخر ، روى كلاما في الزهد والحكمة عن رجل تراءى (٣) له ثم مات (٤) حتى لا يدرى كيف ذهب؟ فذكر له أنه كان الخضر ، روى نعيم بن ميسرة عن رجل من يحصب ، عنه.
٣٣٥٢ ـ عبد الله بن صفوان بن أميّة بن خلف
ابن وهب بن حذافة بن جمح ـ واسمه تيم ـ بن عمرو بن هصيص
ابن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر (٥)
أبو صفوان الجمحي (٦) المكي (٧) ،
وهو الأكبر من ولد صفوان بن أميّة
سمع حفصة ، وأم سلمة أم المؤمنين ، وصفية بنت أبي عبيد.
وأدرك عصر النبي صلىاللهعليهوسلم.
__________________
(١) بالأصل : «وحرمنا» وفي م : «وحرسا» ، والمثبت عن مختصر ابن منظور ١٢ / ٢٦٦.
(٢) الجرح والتعديل ٥ / ٨٥.
(٣) بالأصل وم : «ترايا» والمثبت يوافق عبارة المطبوعة.
(٤) كذا بالأصل وم ، وفي الجرح والتعديل : «غاب» وهو أشبه بالصواب باعتبار السياق.
(٥) بالأصل وم : نصر ، خطأ والصواب ما أثبت ، انظر جمهرة ابن حزم ص ١٢.
(٦) بالأصل وم : الجهني ، خطأ ، والصواب ما أثبت عن مصادر ترجمته.
(٧) ترجمته وأخباره : جمهرة ابن حزم ص ١٦٠ تهذيب الكمال ١٠ / ٢٣٤ تهذيب التهذيب ٣ / ١٧٣ والإصابة ٣ / ٦٠ وأسد الغابة ٣ / ١٧٥ البداية والنهاية ـ بتحقيقنا (الجزء الثامن) ، شذرات الذهب ١ / ٨٠ الوافي بالوفيات ١٧ / ٢١٥ سير أعلام النبلاء ٤ / ١٥٠ ، تاريخ الإسلام (حوادث سنة ٦١ ـ ٨٠ ص ٤٥٠) وانظر بحاشيته أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
روى عنه : ابن (١) ابنه : أميّة بن صفوان بن عبد الله ، وعبد الرّحمن بن موسى ، وأبو إدريس [المرهبي](٢) ، ويوسف بن ماهك ، وسالم بن أبي الجعد.
ووفد على معاوية في خلافته ، وكان له بدمشق دار في الزقاق المعروف بزقاق صفوان.
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمّد بن عبد الواحد بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله (٣) بن أحمد ، حدّثنا أبي (٤) ، نا (٥) سفيان بن عيينة ، عن أميّة بن صفوان ـ يعني ابن عبد الله بن صفوان ـ عن جده ، عن حفصة ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «ليؤمنّ هذا البيت جيش يغزونه حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم بأوسطهم ، فينادى أوّلهم وآخرهم فلا ينجو إلّا الشريد الذي يخبر عنهم» ، فقال رجل (٦) لجدي : والله ما كذبت على حفصة ، ولا كذبت حفصة على النبي صلىاللهعليهوسلم [٦٠٠٥].
أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، وأبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم ، قالا : أنا أبو سعد الأديب ، أنا أبو عمرو بن حمدان.
ح وأخبرتنا أم المجتبى العلوي ، قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، قالا : أنا أبو يعلى ، نا هارون بن عبد الله البزاز ، نا سفيان ـ زاد ابن المقرئ : ابن عيينة ـ عن أميّة بن صفوان ، سمع ـ وفي حديث ابن المقرئ : أنه سمع ـ جدّه يقول : حدّثتني حفصة أنها قالت : قال النبي صلىاللهعليهوسلم ـ وفي حديث ابن المقرئ : حدّثتني حفصة أنه قال صلىاللهعليهوسلم : «ليؤمّنّ هذا البيت جيش يغزونه ، حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بأوسطهم ، فنادى ـ وقال ابن المقرئ : فينادى ـ أوّلهم وآخرهم ، فيخسف بهم جميعا ، فلا ينجو إلّا الشريد الذي يخبر عنهم» ، قال سفيان : فقام إلى أميّة
__________________
(١) عن م ، سقطت من الأصل.
(٢) أضفناها للإيضاح عن تهذيب الكمال.
(٣) بالأصل : «عبد» والصواب عن م.
(٤) مسند أحمد ج ١٠ / ١٦٤ رقم ٢٦٥٠٦.
(٥) في المسند : حدثنا محمد بن سفيان بن عيينة.
(٦) في المسند : فقال رجل : كذا والله.
رجل [فقال](١) : أشهد عليك ما كذبت على جدك ، وأشهد على جدك أنه لم يكذب على حفصة ، وأشهد على حفصة أنها لم تكذب على رسول الله صلىاللهعليهوسلم [٦٠٠٦].
أخبرنا أبو عبد الله (٢) الحسين بن عبد الملك ، أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا المفضّل بن محمّد بن إبراهيم ، نا ابن أبي عمر ، وعبد الجبار ، قالا : نا سفيان عن (٣) أميّة بن صفوان بن عبد الله بن صفوان ، عن جدّه عبد الله بن صفوان ، عن حفصة أنها قالت : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «ليؤمّنّ هذا البيت جيش حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بأوسطهم (٤) [إلّا الشريد ، الذي يخبر عنهم» ، فقال رجل لجدّي : أشهد ما كذبت على حفصة ، ولا كذبت حفصة على رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
وأخبرناه أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر المغربي ، أنا أبو بكر الجوزقي ، أنا أبو حامد بن الشرقي ، نا عبد الرّحمن بن بشر ، نا سفيان بن عيينة ، عن أمية بن صفوان بن عبد الله بن صفوان سمع جده يقول : حدّثتني حفصة قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ليؤمنّ هذا البيت جيش يغزونه ، فإذا كانوا ببيداء ، من الأرض خسف بأوسطهم](٥) فينادي (٦) أوّلهم وآخرهم ، فلا يبقى منهم إلّا الشريد الذي يخبر عنهم» ، فقال رجل : أشهد أنك لم تكذب على حفصة ، وأنّ حفصة لم تكذب على رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
تابعهم علي بن المديني ، عن سفيان.
ورواه محمّد بن إسحاق ، عن عاصم بن عمر بن قتادة ، عن عبد الرّحمن بن موسى ، عن عبد الله بن صفوان ، فاختلف ـ عنه ـ فيه ، فرواه سلمة بن الفضل الأبرش ، وجرير بن حازم عنه ، فقالا : عن عبد الله بن صفوان ، عن حفصة كما تقدم.
ورواه علي بن مجاهد الرازي ، عن ابن إسحاق ، فقال : عن عبد الله بن صفوان ، عن صفيّة ، عن أم سلمة.
__________________
(١) سقطت من الأصل وأضيفت عن م.
(٢) بالأصل : «أخبرنا عبد الله بن الحسين» خطأ ، والمثبت عن م.
(٣) بالأصل وم : «بن» خطأ.
(٤) عن م وبالأصل : بأوساطهم.
(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم وأضيف للإيضاح عن المطبوعة.
(٦) بالأصل وم : فينادي.
ورواه ابن مهدي ، عن سفيان الثوري ، عن سلمة بن كهيل [عن](١) أبي إدريس المرهبي ، عن ابن صفوان ، عن صفية ، عن (٢) أمّ سلمة ، بالشك.
فأمّا حديث سلمة :
فأخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي (٣) ، نا إسحاق بن إبراهيم الرازي ، وهو ختن سلمة الأبرش ، نا سلمة ، حدّثني محمّد بن إسحاق ، عن عاصم بن عمر بن قتادة ، عن عبد الرّحمن بن موسى ، عن عبد الله بن صفوان ، عن حفصة ابنة عمر ، قالت : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «يأتي جيش من قبل المشرق يريدون رجلا من أهل مكة ، حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم ، فرجع من كان إمامهم لينظر ما فعل بالقوم فيصيبهم ما أصابهم» ، فقلت : يا رسول الله ، فكيف بمن كان منهم مستكرها؟ قال : «يصيبهم كلّهم ذلك ، ثم يبعث الله عزوجل كلّ امرئ على نيّته» [٦٠٠٧].
وأمّا حديث جرير فرواه ابن المديني ، عن وهب بن جرير ، عن أبيه.
وأمّا حديث علي بن مجاهد : فرواه محمّد بن حميد الرازي عنه.
وأمّا حديث عبد الرّحمن بن مهدي ، فرواه علي بن المديني عنه.
وذكر ذلك البخاري في تاريخه (٤).
فيما أنبأنا به أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، عن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أحمد ـ زاد أحمد : وأبو الحسين الأصبهاني ، قالا : أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل [أنا محمّد بن إسماعيل](٥) البخاري فذكره.
__________________
(١) سقطت من الأصل وم وإضافتها لازمة للإيضاح.
(٢) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : «أو أم سلمة» وهو أشبه بالصواب ، باعتبار ما جاء في آخر العبارة : بالشك.
(٣) مسند أحمد ج ١٠ / ١٦٦ رقم ٢٦٥٢٠.
(٤) الخبر ورد في التاريخ الكبير ٣ / ١ / ١١٩.
(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم ، وزيادته لازمة ، فالسند معروف.
أخبرنا أبو غالب أحمد ، وأبو عبد الله يحيى ابنا أبي (١) علي ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص (٢) ، نا أحمد بن سليمان الطوسي ، نا الزبير بن بكار ، قال (٣) : فمن ولد صفوان بن أميّة عبد الله الأكبر (٤) ، وأمّه برزة بنت مسعود بن عمرو (٥) بن عمير ، وكان من أشراف قريش.
حدّثني عمي مصعب بن عبد الله وغيره من قريش : أنه وفد على معاوية هو وأخوه عبد الرّحمن الأكبر ، وأمّ عبد الرّحمن أم (٦) حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب بن أميّة ، وكان معاوية يقدّم عبد الله بن صفوان على عبد الرّحمن ، فعاتبته أخته ، فذكر حكاية تأتي في ترجمة عبد الرّحمن بن صفوان.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو العزّ الكيلي ، قالا : أنا أحمد بن الحسن بن أحمد ـ زاد الأنماطي : وأحمد بن الحسن بن خيرون قالا : أنا أبو الحسين الأصبهاني ، أنا أبو الحسين الأهوازي ، أنا أبو حفص الأهوازي ، نا خليفة بن خيّاط (٧) ، قال : في الطبقة الأولى من أهل مكة : عبد الله بن صفوان بن أميّة بن خلف (٨) بن حذافة بن جمح ، أمّه امرأة من ثقيف ، قتل وهو متعلق بأستار الكعبة مع ابن الزبير سنة ثلاث وسبعين ، يكنى أبا صفوان ، أمّه ثقفيّة.
أخبرنا أبو البركات ، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد ، أنا يوسف بن رباح بن علي ، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل ، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد ، نا معاوية ، عن صالح ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية التابعين من أهل مكّة : عبد الله بن صفوان بن أميّة الجمحي.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع اللفتواني ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسن بن
__________________
(١) سقطت من الأصل وم ، وزيادتها لازمة ، فالسند معروف.
(٢) بالأصل وم : المخلصي خطأ ، وقد مرّ التعريف به.
(٣) انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص ٢٨٦ وجمهرة ابن حزم ص ١٦٠.
(٤) في نسب قريش : المتكبر خطأ.
(٥) في نسب قريش : عمر ، خطأ.
(٦) بالأصل وم : ابن حبيبة ، والصواب ما أثبت ، عن جمهرة ابن حزم ص ١١١ وفي نسب قريش : أم حبيب.
(٧) طبقات خليفة ص ٤١١ رقم ٢٠١٤.
(٨) بالأصل : خالد ، خطأ. والصواب عن طبقات خليفة.
محمّد بن أحمد ، أنا أحمد بن محمّد بن عمر ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا (١) ، نا محمّد بن سعد ، قال في الطبقة الأولى ممّن روى عن عمر من أهل مكة : عبد الله بن صفوان بن أميّة بن خلف.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد ، قال : فولد صفوان بن أميّة : عمرا ، وعبد الله الأكبر ، وهو الطويل ، قتل مع عبد الله بن الزبير بن العوّام يوم قتل ، وهشام (٢) الأكبر ، وأميّة ، وأمّ حبيب ، وأمّهم برزة بنت مسعود بن (٣) عمرو بن عمير الثقفي.
أنبأنا أبو الغنائم الكوفي ، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أبو الفضل الباقلاني ، وأبو الحسين الصيرفي ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد الباقلاني : ومحمّد بن الحسن ، قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل (٤) ، قال : عبد الله بن صفوان بن أميّة بن خلف الجمحي القرشي المكي ، قال علي : قتل مع ابن الزبير في يوم واحد.
ـ في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلّال ـ أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.
ح قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (٥) ، قال : عبد الله بن صفوان بن أميّة بن خلف الجمحي القرشي ، مكي ، قتل مع الزبير في يوم واحد ، روى عن النبي صلىاللهعليهوسلم «ليغزونّ هذا البيت جيش يخسف بهم بالبيداء» ، روى عنه ابنه أميّة بن (٦) عبد الله بن صفوان (٧) ، سمعت أبي يقول ذلك.
__________________
(١) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد ولكن الخبر التالي مثبت في الطبقات المطبوع برواية حسين بن الفهم راجع طبقات ابن سعد ٥ / ٤٦٥.
(٢) كذا بالأصل وم ، والصواب : وهشاما.
(٣) بالأصل وم : «بن» خطأ ، والصواب ما أثبت عن تهذيب الكمال ١٠ / ٢٣٥.
(٤) التاريخ الكبير للبخاري ٣ / ١ / ١١٨.
(٥) الجرح والتعديل ٥ / ٨٤.
(٦) كذا بالأصل وم والجرح والتعديل ، وقد مرّ : أنه ابن ابنة أمية بن صفوان بن عبد الله بن صفوان بن أمية ، وانظر تهذيب الكمال ١٠ / ٢٣٥.
(٧) بعدها في الجرح والتعديل : وروى عاصم بن عمر بن قتادة عن عبد الرحمن بن موسى عنه.
قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي القاسم يوسف بن الحسن بن محمّد التفكري ، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ ، قال : سمعت أبا بكر محمّد بن عمر بن سالم الجعابي يقول : صفوان بن أميّة من بني (١) جمح يكنى أبا وهب ، وابنه عبد الله بن صفوان ، وكان من سادات قريش ، ولد على عهد النبي صلىاللهعليهوسلم في شيء (٢) من الهجرة.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل الحافظ ، أنا أبو منصور بن شكرويه ، أنا أبو بكر بن مردويه ، أنا أبو بكر الشافعي ، نا أبو المثنّى معاذ بن المثنّى ، نا مسدّد ، نا يحيى ، عن ابن أبي عروبة ، نا قتادة ، عن أبي مجلز : أن رجلا سأل ابن عمر عن رجل أعور فقئت عينه الصحيحة ، فقال عبد الله بن صفوان : قضى عمر بن الخطاب فيها بالدية ، فقال : إياك أسأل ، فقال : تسألني ، وهذا يخبرني أن عمر قضى بذلك؟
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، وأبو محمّد عبد الله بن علي بن [أحمد بن عبد الله المقرئ ، قالا : أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أخبرتنا أم الفتح أمة السلام بنت القاضي أبي بكر](٣) أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة ، قالت : حدّثنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن علي البندار المعروف بالبصلاني ، نا محمّد بن يحيى أبو بكر القطعي (٤) ، نا عبد الأعلى ، نا سعيد ، عن قتادة ، قال : ـ إن لم يكن عن لا حق فلا أدري ـ أن رجلا أصاب صيدا ، فأتى عبد الله بن عمر ، وعبد الله بن صفوان ، فقال : احكما عليّ ، فقال ابن عمر لعبد الله بن صفوان : إمّا أن تقول فأصدّقك ، وأمّا أن أقول فتصدّقني ، فقال عبد الله بن صفوان : قل أنت ، فقال عبد الله بن عمر صدّقه الآخر.
في هذا الخبر تعديل من ابن عمر لابن صفوان ، إذ لو لم يكن عنده عدلا لما جوّز حكمه في الصّيد ، والله تعالى يقول : (يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ)(٥).
أخبرنا أبو غالب أحمد ، وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البنّا ، قالا : أنا أبو
__________________
(١) بالأصل وم : «بن أبي جمح».
(٢) كذا بالأصل وم والمطبوعة ، وفي تهذيب الكمال : في سنين من الهجرة.
(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم ، وأضيف للإيضاح عن المطبوعة.
(٤) بالأصل وم : القطيعي ، والمثبت عن تهذيب الكمال ١٧ / ٣١٧ وكناه أبا عبد الله.
(٥) سورة المائدة ، الآية : ٩٥.
جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار ، حدّثني محمّد بن سلّام ، حدّثني يزيد بن عياض بن جعدبة ، قال :
لما قدم معاوية مكة لقيته رجال قريش ، فلقيه عبد الله بن صفوان على بعير في خفّين وعمامة وبتّ (١) فساير معاوية فقال أهل الشام : من هذا الأعرابي الذي يساير أمير المؤمنين؟ فلما انتهى إلى مكة إذا الجبل أبيض من غنم عليه ، فقال : يا أمير المؤمنين هذه ألفا شاة أجزرتكها (٢) فقسمها ، معاوية في جنده ، فقالوا : ما رأينا أسخى من ابن عمّ أمير المؤمنين ، هذا الأعرابي (٣).
قال : ونا الزبير ، [حدّثني محمّد بن سلّام](٤) ، حدّثني عامر بن حفص التميمي (٥) قال : قدم رجل من مكة على معاوية ، فقال : من يطعم اليوم بمكّة؟ قال : عبد الله بن صفوان ، قال : تلك نار قديمة (٦).
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور ، وأبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي ، قالا : أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو بكر الخرائطي ، نا عمر بن شبّة ، نا أبو (٧) عاصم النبيل ، نا جويرية قال :
قالت بنات أبي سفيان لمعاوية : يقدم عليك ابن أختك ـ يعنين صفوان بن أميّة ـ فتؤخره ، ويقدم عليك عبد الله فتقدّمه ، قال : فأقعدهنّ مقعدا جعل بينه وبينهن سترا ، فقال : ائذنوا لابن أختي ، فأذن له ، فلما دخل قال له : أهلا ومرحبا ، حاجتك؟ قال : يا أمير المؤمنين أقطعني كذا ، وأقطعني كذا ، قال : هيه ، قال : أقطعني وافعل بي كذا ، ثم قال : ائذنوا لعبد الله بن صفوان ، فلما أراد أن يدخل قام إليه رجل ، قال : حاجة لي إلى أمير المؤمنين في هذا القرطاس ، فلما دخل قال : هيه ، قال : آل فلان بيننا وبينهم من
__________________
(١) البت : الكساء الغليظ المهلهل.
(٢) الخبر نقله في تهذيب الكمال ١٠ / ٢٣٥ عن يزيد بن عياض بن جعدبة وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٦١ ـ ٨٠ ص ٤٥١).
(٣) بالأصل وم وتهذيب الكمال : «أحزرتكها» والمثبت عن تاريخ الإسلام.
(٤) ما بين معكوفتين زيادة لازمة لاستقامة السند ، وقد سقط من الأصل وم ، انظر الرواية السابقة. وتهذيب الكمال.
(٥) تهذيب الكمال : العجيفي.
(٦) الخبر في تهذيب الكمال ١٠ / ٢٣٥.
(٧) بالأصل وم : «ابن» خطأ.
القرابة وبهم حاجة ، قال : هيه حسبك الآن ، قال : فآل (١) فلان ، قال : حسبك الآن ، قال : وآل فلان ، قال : ما أراك تسألني حاجة لنفسك ، قال : لو لم أفد إليك إلّا لنفسي ما وفدت أبدا ، فلما قام قال : يا أمير المؤمنين حاجة هذا الرجل ، قال : حسبك ، قال : لا والله ، ما أقبل منك واحدة منها إلّا بهذه ، قال : فدخل على أخواته قال : أذنت لذلك ، فما سألني إلّا لنفسه ، وأذنت لهذا فما سألني إلّا لقرابتي.
كذا قال ، والصواب : يعنين عبد الرّحمن بن صفوان بن أميّة (٢).
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو محمّد بن زبر ، نا إبراهيم بن مهدي الأبلّي (٣) ، نا أبو حاتم السّجستاني ، نا الأصمعي ، نا جويرية بن أسماء :
أن بنات أبي سفيان قلن لمعاوية : يقدم عليك ابن أختك ـ يعنين ابنا لصفوان بن أميّة ـ فتؤخره ، ويقدم عليك عبد الله بن صفوان فتقدّمه ، قال : فأجلسهن مجلسا من وراء ستر ، ودعا بابن أخته ، فلما دخل وهنّ ينظرن ويسمعن ، قال : مرحبا وأهلا ، قال : حاجتك؟ قال : أقطعني كذا وأعطني كذا ، وافعل بي كذا ، قال : هيه ، حاجتك ، قال : فأعاد مثل قوله حتى فعل ذلك ثلاثا ، ثم قال : ائذنوا لعبد الله بن صفوان ، فلمّا نهض ليدخل قام إليه رجل ، فقال : حاجة لي إلى أمير المؤمنين في هذا القرطاس ، فأخذه ودخل ، فقال له معاوية : هيه ، فقال : يا أمير المؤمنين آل فلان بيننا وبينهم من القرابة ما تعلمه ، وبهم حاجة وفاقة ، قال : هيه حسبك الآن ، قال : وآل فلان من حالهم ومن أمرهم ، قال : ما أراك تسألني لنفسك حاجة ، فقال : لو لم أفد إليك إلّا لنفسي ما وفدت أبدا ، قال : فأمر بقضاء ما سأله من الحوائج ، فلمّا قام ، قال : يا أمير المؤمنين وحاجة لصاحب هذا القرطاس ، فهو ببابك ، قال : لا والله حسبك ، فقال : لا (٤) والله ، لا أقبل منك واحدة منهن إلّا بهذه ، قال : فدخل على أخواته ، فقال : قد رأيتنّ ، أذنت لابن أختي فما سأل إلّا لنفسه ، وأذنت لهذا فما سأل إلّا لقرابتي.
__________________
(١) سقطت من الأصل ومكانها إشارة تحويل إلى الهامش لكنه لم يذكر شيئا عليه ، والزيادة أضفناها من م.
(٢) وقد مرّ قريبا أن أمّه هي أم حبيبة بنت أبي سفيان.
(٣) بالأصل وم : «الايلي» والصواب ما أثبت وضبط ، ترجمته في تهذيب الكمال ١ / ٤٣٨ ، وانظر الأنساب (الأبلّي).
(٤) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : فقال : والله.
أخبرنا أبو بكر بن كرتيلا ، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد الخيّاط ، أنا أبو الحسين أحمد بن عبد الله السّوسنجردي ، أنا أبو جعفر أحمد بن علي بن محمّد الكاتب ، أنا أبي ، أنا محمّد بن مروان السّعيدي ، أخبرني جعفر بن أحمد ـ هو ابن معدان ـ نا الحسن ـ وهو ابن جهور ـ قال : ذكروا عن علي بن سليمان قال :
حضر قوم من قريش مجلس معاوية فيهم عمرو بن العاص ، وعبد الله بن صفوان بن أميّة ، وعبد الرّحمن بن الحارث بن هشام ، فقال عمرو : احمد (١) الله يا معشر قريش إذ جعل وليّ أمركم من يغضّ (٢) على القذى ، ويتصامّ (٣) عن (٤) العوراء ويجر ذيله (٥) على الخدائع ، فقال عبد الله بن صفوان : لو لم يكن كذلك لمشينا إليه الضّرّاء ، ودببنا إليه الخمر (٦) ، وقلبنا ظهر المجنّ ، ووجد أن يقوم بأمرنا من لا يطعمك مال مصر. فقال معاوية : حتى متى لا تنصفون (٧) من أنفسكم ، فقال عبد الرّحمن بن الحارث : إن عمرا وذويه أفسدوك علينا ، فأفسدونا عليك ، ما كان عليك لو أغضيت على هذه؟ فقال : إن عمرا (٨) ناصح لي ، قال عبد الرّحمن : فأطعمنا مثل ما أطعمك (٩) ، ثم خذنا بمثل نصيحته ، إنّا رأيناك تضرب عوامّ قريش بأياديك في خواصها ، كأنك ترى أنّ كرامها حازوك عن لئامها ، وأيم الله لنفرغن من وعاء فعم في إناء ضخم ، وكأنك بالحرب ، قد حل عقالها عليك ، ثم لا ينظر لك ، فقال له معاوية : يا ابن أختي ما أحوج أهلك إليك ـ معناه إنّي لا أقتلك ـ ثم أنشأ يقول :
غرّ رجالا من قريش تبايعوا (١٠) |
|
على سفه منّي الحيا والتّكرّم |
__________________
(١) كذا بالأصل وم ، وفي مختصر ابن منظور ١٢ / ٢٦٩ «احمدوا الله» وهو الصواب.
(٢) كذا بالأصل وم ومختصر ابن منظور ، وفي المطبوعة : يغضي.
(٣) عن م ، وبالأصل : ويصام.
(٤) بالأصل وم : على ، والصواب عن مختصر ابن منظور.
(٥) غير واضحة بالأصل والمثبت عن م.
(٦) بالأصل : «ودنينا له الجمر» وفي م : «ودنينا الجمر» والصواب ما أثبت عن مختصر ابن منظور.
وفي تاج العروس ـ بتحقيقنا ـ في مادة خمر : يقال للرجل إذا ختل صاحبه : هو يدب له الضراء ويمشي له الخمر.
(٧) بالأصل وم : تنصفوا.
(٨) بالأصل : «عمرو» وفي م : «عمر» والصواب ما أثبت.
(٩) في مختصر ابن منظور : أطعمته.
(١٠) كذا بالأصل وم ، وفي مختصر ابن منظور : تتايعوا.
أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي (١) ، أنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن أحمد بن الحسين ، أنا أبو الطيّب محمّد بن أحمد بن خاقان.
ح قال : وأنا أبو (٢) منصور ، ثنا أبو محمّد عبد الله بن مكي بن أيوب الشافعي ، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن الجراح (٣) الخزّاز. قالا : أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد ، أنا العكلي عن من حدّثه عن أبي الحسن بن عبد الرّحمن الأنصاري ، قال :
قدم على معاوية وفد من قريش فيهم عبد الله بن جعفر ، وابن الزبير ، وعبد الله بن صفوان بن أميّة ، فوصلهم وفضّل عبد الله بن جعفر ، فقال عبد الله بن صفوان : يا أمير المؤمنين إنّما صغرت أمورنا عندك ، وخفّت حقوقنا عليك ، إذ لم نقاتلك كما قاتلك (٤) غيرنا ، ولو كنا فعلنا ذلك كنا كابن جعفر ، فقال معاوية : إنّي أعطيكم بين رجلين : إمّا معدم أعطيته يخزن ، أو مضمر لها على بخل ، وإن ابن جعفر ارتجى يعطى مما يأخذ ثم لا يأتينا حتى يدّان بأكبر ممّا أخذ ، فخرج ابن صفوان وهو يقول : إن معاوية ليحرمنا حتى نيأس ، ويعطينا حتى نطمع.
أنبأنا أبو غالب شجاع بن فارس ، أنا محمّد بن الفتح بن علي (٥) ، وعلي بن أحمد الملطي ، قالا : أنا أحمد بن محمّد بن دوست ـ زاد محمّد : ومحمّد بن عبد الله بن الحسين الدقاق ، قالا : ـ أنا الحسين بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن الحسين ، نا داود بن مهران ، نا عبد الجبار بن الورد ، قال : سمعت ابن أبي مليكة يقول :
كان عمر بن عبد العزيز يقول لي : ما (٦) بلغ ابن صفوان ما بلغ؟ قلت : أجل ، سأخبرك ، والله لو أن عبدا وقف عليه يسبّه ما استنكف عنه ابن صفوان ، وسأخبرك عنه :
__________________
(١) بالأصل وم : «المحلي» خطأ والصواب ما أثبت ، وقد مرّ التعريف به.
(٢) عن م ، سقطت من الأصل.
(٣) «بن الجراح» سقط من الأصل وأضيف عن م.
(٤) عن م وبالأصل : قاتلت.
(٥) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : محمد بن علي الحربي.
(٦) في المطبوعة : «بم».
إن (١) لم تكن تأتيه قط إلّا كان أوّل خلق الله نزعا إليه الرجال ، ولم يسمع بمفازة إلّا حفرها ، ولا ثنية إلّا سهّلها (٢) ، وكنتم تقدمون علينا هاهنا فيكون أوّلنا عليكم دخولا ، وآخرنا من عندكم خروجا ، وكنتم تحسبوننا بعطائنا ، فنصيح بكم وأنتم بالشام ونحن بمكة ، فتخرجونها له ، فبهذا بلغ.
قال : ونا ابن أبي الدنيا ، قال : وحدّثت (٣) عن محمّد بن الحسين ، نا عبد الوهّاب بن عطاء ، نا أبو الربيع السّمّان ، عن القاسم بن أبي بزّة قال : تناول رجل من أهل مكة ابنا لعبد الله بن صفوان ببعض ما يكره ، فأمسك عنه الفتى ، فقال مجاهد : لقد أشبه أباه في الحلم والاحتمال (٤).
قال : ونا ابن أبي الدنيا ، أخبرني العبّاس بن هشام ، عن أبيه ، حدّثني شيخ من أهل المدينة قال (٥) :
أقبل أبو حميد بن داود بن قيس بن السائب المخزومي على عبد الله بن صفوان بن أميّة يشتمه ويقع فيه ، وهو جالس في المسجد ، وحوله بنوه وأهله ، فقال : عزمت على رجل منكم أن يجيبه ، ثم انصرف ، فقالوا : لم نر مثل تركك هذا يشتمك ، فأمر له بصلة مكانه ، فأقبل إليه بعد ذلك فقال : أشتمك وتصلني؟ قال : تريد أن تزيل الجبال؟
أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا أبي علي ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص (٦) ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار ، حدّثني محمّد بن سلّام ، عن أبي (٧) عبد الله الأزدي ، قال :
وفد المهلّب بن أبي صفرة على عبد الله بن الزبير ، فأطال الخلوة معه ، فجاء ابن
__________________
(١) كذا وردت العبارة التالية بالأصل وم ، وفي تاريخ الإسلام : إنه لم يكن يأتيه أحد قطّ إلّا كان أول خلق الله تسرعا إليه بالرجال.
(٢) إلى هنا ينتهي الخبر في تاريخ الإسلام (٦١ ـ ٨٠ ص ٤٥١).
(٣) بالأصل وم : «وحديث» والصواب عن المطبوعة.
(٤) بالأصل وم : «بره» والصواب عن تهذيب الكمال.
(٥) الخبر في تهذيب الكمال ١٠ / ٢٣٥ ، ومختصر في تاريخ الإسلام ص ٤٥١.
(٦) بالأصل وم : «المخلصي» وقد مرّ التعريف.
(٧) سقطت من الأصل وم وأضيفت عن تاريخ الإسلام.
صفوان ، فقال : من هذا الذي قد شغلك منذ اليوم يا أمير المؤمنين؟ فقال : هذا سيّد العرب بالعراق ، فقال : ينبغي أن يكون المهلّب؟ فقال : هو المهلّب بن أبي صفرة ، فقال المهلّب : من هذا الذي يسألك عني يا أمير المؤمنين؟ قال : هذا سيّد قريش بمكة ، قال : ينبغي أن يكون عبد الله بن صفوان (١).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد ، أنا محمّد بن عمر ، حدّثني محمّد بن عبد الله بن عبيد بن عمير ، عن رجل قال :
سمعت ابن عبّاس وعنده محمّد بن الحنفيّة ، وقد جاءهم ـ نعي (٢) حسين بن علي ـ وعزّاهم (٣) الناس فقال ابن صفوان : إنّا لله وإنا إليه راجعون ، أي مصيبة! يرحم الله أبا عبد الله وآجركم الله في مصيبتكم ، فقال ابن عبّاس : يا أبا القاسم ، ما هو إلّا أن خرج من مكة ، فكنت أتوقع ما أصابه ، قال ابن الحنفية : وأنا والله فعند الله نحتسبه ونسأله الأجر وحسن الخلف ، قال ابن عبّاس : يا ابن صفوان ، أما والله لا يخلد بعد صاحبك الشامت بموته ، فقال ابن صفوان : يا أبا العبّاس ، والله ما رأيت ذلك منه ، ولقد رأيته محزونا بمقتله ، كثير الترحّم عليه ، قال : يريك ذلك لما يعلم من مودتك لنا ، فوصل الله رحمك ، لا يحبّنا ابن الزبير أبدا ، قال ابن صفوان : فجد بالفضل فأنت أولى به منه.
أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو جعفر المعدّل ، أنا محمّد بن عبد الرّحمن ، نا أبو عبد الله الطوسي ، نا الزبير بن أبي بكر ، قال (٤) : وكان عبد الله بن صفوان ممن يقوّي أمر عبد الله بن الزبير ، فقال له عبد الله بن الزبير : قد أذنتك وأقلتك بيعتي ، قال : إنّي والله ما قاتلت معك لك ما قاتلت إلّا عن ديني ، فأبى أن يقبل الأمان ، حتى قتل هو وابن الزبير معا في يوم واحد ، وهو متعلّق بأستار الكعبة ، وله يقول الشاعر :
__________________
(١) الخبر نقله الذهبي في تاريخ الإسلام (حوادث سنة ٦١ ـ ٨٠ ص ٤٥٢).
(٢) بالأصل وم : «يعني وراهم» وهو تحريف ، وصوبنا العبارة عن مختصر ابن منظور ١٢ / ٢٧٠.
(٣) بالأصل وم : «يعني وراهم» وهو تحريف ، وصوبنا العبارة عن مختصر ابن منظور ١٢ / ٢٧٠.
(٤) الخبر والشعر في تهذيب الكمال ١٠ / ٢٣٥ ـ ٢٣٦ وانظر نسب قريش لمصعب بن عبد الله الزبيري ص ٣٨٩.
كرهت كتيبة الجمحي لما |
|
رأيت الموت سال به كداء (١) |
فليت أبا أميّة كان فينا |
|
فيعذر أو يكون له غناء |
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسن بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد ، نا حنبل بن إسحاق ، نا الحميدي عبد الله بن الزبير ، نا سفيان عن (٢) يحيى بن سعيد قال : رأيت رأس عبد الله بن مطيع أتي به إلينا إلى المدينة ، ورأس عبد الله بن الزبير ، ورأس عبد الله بن صفوان ، ولم يؤت من الرءوس بغير رءوس هؤلاء.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة (٣) ، قال : وفيها ـ يعني سنة ثلاث وسبعين ـ قتل عبد الله بن صفوان بن أميّة وهو متعلق بأستار الكعبة.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد ، أنا أبو منصور النهاوندي ، أنا أبو العبّاس النهاوندي ، ثنا القاسم بن الأشقر ، نا محمّد بن إسماعيل ، نا علي بن عبد الله ، قال : قتل ابن الزبير وعبد الله بن صفوان ، وعبد الله بن مطيع في يوم واحد.
حرف (٤) الضاد
في أسماء آباء العبادلة : فارغ
__________________
(١) البيتان في تهذيب الكمال ، والبيت الأول في نسب قريش.
وكداء : جبل بأعلى مكة (معجم البلدان).
(٢) عن م وبالأصل : «بن».
(٣) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٢٦٩ ونقله في تهذيب الكمال ١٠ / ٢٣٦ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٦١ ـ ٨٠ ص ٤٥٢).
(٤) قوله : «حرف الضاد في أسماء آباء العبادلة : فارغ» سقط من م.
حرف الطّاء
في (١) أسماء آبائهم
٣٣٥٣ ـ عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب بن رزيق (٢) بن أسعد
أبو العبّاس الخزاعي الأمير (٣)
ولّاه المأمون دمشق ، ومصر ، وقدم دمشق مجتازا إلى مصر ، وكان جوادا عادلا.
وحدّث عن أبيه ، وجعفر بن يحيى بن خالد بن برمك.
وسمع وكيع بن الجرّاح ، ويحيى بن الضريس ، والمأمون.
روى عنه : يحيى بن خلّاد البغوي (٤) ، ويقال : يحيى بن حمّاد ، وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، ونصر بن زياد القاضي ، وياسين بن النضر ، والحسين بن منصور السلمي ، وأحمد بن سعيد الرّباطي النيسابوري ، وأبو محمّد عقيل بن عمرو الخطيب ، والفضل بن محمّد الشعراني ، وابنه محمّد بن عبد الله ، وابن أخيه منصور بن طلحة بن طاهر.
كتب إليّ أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، حدّثني عبد الله بن الحسين الوراق ، نا عبد الرّحمن بن محمّد بن علوية
__________________
(١) في م : في أسماء آباء العبادلة.
(٢) كذا بالأصل وم وفي الاكمال : بتقديم الراء. وفي الوافي بالوفيات : زريق بتقديم الزاي.
(٣) ترجمته وأخباره في تاريخ بغداد ٩ / ٤٨٣ شذرات الذهب ٢ / ٦٨ وفيات الأعيان ٣ / ٨٣ الأغاني ١٢ / ١٠١ البداية والنهاية (بتحقيقنا : الجزء العاشر) ، العقد الفريد (بتحقيقنا : الفهارس) العبر ١ / ٣٥٧ النجوم الزاهرة ٢ / ٢٥٨ ، وولاة مصر للكندي ص ٢٠٤ تاريخ الإسلام للذهبي (حوادث سنة ٢٢١ ـ ٢٣٠ ص ٢٢٩) والوافي بالوفيات ١٧ / ٢١٩ وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٦٨٤ وانظر بحاشية المصادر الثلاثة الأخيرة أسماء مصادر كثيرة ترجمت له.
(٤) رسمها وإعجامها مضطربان بالأصل ، والمثبت عن المطبوعة.
الأبهري ، نا الفضل بن محمّد (١) الشعراني وزير عبد الله بن طاهر ، حدّثني أبي ، حدّثني عمّي علي بن مصعب بن زريق (٢) ، نا خارجة بن مصعب ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن عبد الله بن عبّاس ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «إنّ الله عزوجل سائل كلّ راع استرعاه رعية قلّت أو كثرت حتى يسأل الزوج عن زوجته ، والوالد عن ولده ، والرّبّ عن خادمه : هل أقام (٣) فيهم أمر الله؟» [٦٠٠٨].
قرأت على أبي الفتح أسامة بن زيد العلوي ، عن أبي جعفر بن المسلمة ، عن أبي عبيد الله محمّد بن عمران بن موسى المرزباني (٤) ، قال : عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب بن رزيق أبو العبّاس كان بارع الأدب ، حسن الشعر نبيها في نفسه ، تنقل في الأعمال الجليلة شرقا وغربا ، قلّده المأمون مصر والمغرب ، ثم نقله عنها إلى خراسان بعد وفاة أبيه ، ومولده سنة ثمان (٥) وثمانين ومائة ، وتوفي عبد الله بنيسابور في خلافة الواثق في سنة ثلاثين ومائتين ، وسنّه سبع وأربعون سنة ، وكان إليه وقت وفاته : الشرطتان بمدينة السّلام وسرّ من رأى ، والحرب بطساسيج السواد ، وخليفته على ذلك إسحاق بن إبراهيم المصعبي ، وكان إليه الحرب والخراج بخراسان وأعمالها بجانبي النهر ، وطبرستان ، وجرجان ، والريّ وأعمالها ، ورثاه جماعة من الشعراء منهم : عمارة بن عقيل ، وعلي بن الجهم ، والحسن بن وهب الكاتب وغيرهم.
وعبد الله هو القائل للمعتصم :
إنّ التي أمطرت بالندّ صوب ردّى باتت تألّق بالقاطول للروم (٦) إنّ الفتوح على قدر الملوك وهمّات الولاة وأقدام المقاديم
وله أيضا :
ألا من لقلب مسلم للنوائب |
|
أحاطت به الأحزان من كلّ جانب |
__________________
(١) بالأصل وم : أحمد ، خطأ والصواب ما أثبت ، وقد مرّ قريبا.
(٢) بالأصل هنا : زريق ، والصواب عن م.
(٣) عن م وبالأصل : قام.
(٤) ليس له ذكر في معجم الشعراء المطبوع.
(٥) كذا بالأصل وم ، وفي الوافي بالوفيات وتاريخ الإسلام : «اثنتين» وفي المطبوعة : ثلاث.
(٦) الندّ : حصن باليمن ، قال الأصمعي أظنه من أعمال صنعاء (ياقوت).
والقاطول : نهر كان في موضع سامرّاء قبل أن تعمّر وكان الرشيد أول من حفر هذا النهر (ياقوت).
تبيّن يوم البين أن اعتزامه |
|
على الصبر من بعض الظنون الكواذب |
حرام على الرامي فؤادي بسهمه |
|
دم صبّه بين الحشا والترائب |
أراق دما لو لا الهوى ما أراقه |
|
فهل يدمي من ثائر فمطالب |
وله أيضا :
يبيت ضجيعي السيف طورا وتارة |
|
يعضّ بها مات الرجال مضاربه |
أخو ثقة أرضاه في الروع صاحبا |
|
وفوق رضاه أنني أنا صاحبه |
إذا ما دعى الداعي بالسلاح (١) وجدتني |
|
منيعا به كالحتف يحرم خائنه (٢) |
وليس أخو العلياء إلّا فتى له |
|
بها كلف ما تستقرّ (٣) ركائبه |
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد ، وعلي بن الحسن ، وأبو النجم الشّيحي (٤) ، قالوا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٥) : عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب بن رزيق أبو العبّاس الخزاعي : كان أمير المؤمنين المأمون ولّاه الشام حربا وخراجا ، فخرج من بغداد إليها ، واحتوى عليها ، وبلغ إلى مصر ، ثم عاد ، فولّاه المأمون إمارة خراسان ، فخرج إليها ، وأقام بها حتى مات ، وكان أحد الأجواد الممدّحين ، والسّمحاء المذكورين.
قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا (٦) ، قال : أما رزيق بتقديم الراء (٧) : الحسين بن مصعب بن رزيق بن أسعد ، وكان أسعد مولى لسعد بن أبي وقّاص ، وكان يزعم أن اسمه كان آزادمرد بن فرّخان بن هرمزدان (٨) وذكر قوم : أن رزيقا كان نوبيا مزينا ذكر ذلك ابن أبي معدان في تاريخ مرو ، وهو والد طاهر بن الحسين الأمير.
__________________
(١) في المطبوعة : السلاح.
(٢) المطبوعة : جانبه.
(٣) بالأصل وم : يستقر.
(٤) بالأصل وم : الشيخي خطأ ، والسند معروف.
(٥) تاريخ بغداد ٩ / ٤٨٣.
(٦) الاكمال لابن ماكولا ٤ / ٥١.
(٧) نقل الذهبي عنه في تاريخ الإسلام (حوادث سنة ٢٢١ ـ ٢٣٠ ص ٢٣١) بتقديم الزين : «زريق».
(٨) بالأصل وم : مرمزدان ، والمثبت عن الاكمال.
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي بكر الحافظ ، أنا محمّد بن عبد الله الحاكم ، قال : سمعت محمّد بن يعقوب بن يوسف يقول : سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن بكر المروزي ـ ببيت المقدس ـ يقول : سمعت إسحاق بن راهويه يقول : سألني عبد الله بن طاهر : متى مات عبد الله بن المبارك؟ فقلت له : مات سنة اثنتين وثمانين ومائة ، قال : ذاك مولدي.
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحافظ ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، فقال : سمعت أبا بكر محمّد بن أحمد بن بالويه ، يقول : سمعت أبا بكر محمّد بن إسحاق يقول : سمعت أحمد بن سعيد الرّباطي يقول : قال لي عبد الله بن طاهر :
يا أحمد ، إنّكم تبغضون هؤلاء القوم جملة ، وأنا أبغضهم عن معرفة (١) ، وإن أوّل أمرهم : أنهم لا يرون للسلطان طاعة ، والثاني : ليس للإيمان عندهم قدر ، والله لا أستجيز أن أقول إيماني كإيمان يحيى بن يحيى ، ولا كإيمان أحمد بن حنبل ، وهم يقولون (٢) : إيماننا كإيمان جبريل وميكائيل.
قال : وأنا عبد الله ، قال : سمعت محمّد بن صالح بن هانئ يقول : سمعت أبا بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة فذكره بنحوه ـ زاد عند قوله : هؤلاء القوم ، يعني المرجئة ـ.
أخبرنا أبو عبد الله الخلّال ، أنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمّد بن نعيم ، قال : سمعت أبا حفص عمر بن أحمد الجوزي يقول : سمعت أبا زكريا العنبري يقول : سمعت أبي يقول : سمعت محمّد بن أحمد الجوزجاني يقول : سمعت محمّد بن يحيى النيسابوري يقول : سمعت عبد الله بن طاهر يقول : لا تمنعوا العلم طالبه ، فإنه أوحش جانبا من أن يستقرّ إلّا عند أهله.
__________________
(١) بالأصل وم : «معاوية» تحريف ، والصواب عن مختصر ابن منظور ١٢ / ٢٧٣.
(٢) كذا بالأصل وم ، والخبر في تاريخ الإسلام (حوادث سنة ٢٢١ ـ ٢٣٠ ص ٢٣٤) نقلا عن أحمد بن سعيد الرباطي وبدايته من قوله : والله لا أستجيز ... وفيه : وهؤلاء يقولان ... ويريد : يحيى بن يحيى وأحمد بن حنبل.
ولم يتنبّه محقق كتاب التاريخ للذهبي للأمر مع سعة معرفته.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد ، [و](١) علي بن الحسن ، قالا : نا وأبو النجم ، أنا أبو بكر الخطيب (٢) ، أخبرني الأزهري ، قال : أخبرني أحمد بن إبراهيم ، نا إبراهيم بن محمّد بن عرفة ، قال : غلب عبد الله بن طاهر على الشام ، ووهب له المأمون ما وصل إليه من الأموال هنالك ، ففرّقه على القوّاد ، ثم وقف على باب مصر ، فقال : أخزى الله فرعون ، ما كان أخسّه ، وأدنى همّته ، ملك هذه القرية فقال : أنا ربكم الأعلى ، والله لأدخلنها.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : سمع أبا سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان يقول : سمعت فاطمة بنت إبراهيم بن عبد الله السّعدي يقول : سمعت فاطمة امرأة يحيى بن يحيى تقول :
قام يحيى ليلة لورده ، فلما فرغ منه قعد يقرأ في المصحف ـ فذكر قصة في دخول عبد الله بن طاهر الأمير عليه ـ قالت : فلمّا قرب منه وسلم قام إليه ، والمصحف في يده ، ثم رجع إلى قراءته حتى ختم السورة التي كان افتتحها ، ثم وضع المصحف واعتذر إلى الأمير وقال : لم أشتغل عنه تهاونا بحقه ، إنّما كنت افتتحت سورة فختمتها ، فقعد عبد الله ساعة يحدثه ، ثم قال له : ارفع حوائجك ، فقال : وهل يستغنى عن السلطان أيّده الله ، وقد وقعت لي حاجة في الوقت ، فإن قضاها رفعتها ، فقال : مقضيّة ، ما كانت؟ فقال أبو زكريا : قد كنت أسمع بمحاسن وجه الأمير ولم أعاينها إلّا ساعتي هذه (٣) ، وحاجتي أن لا يرتكب ما يحرق هذه المحاسن بالنار ، فأخذ الأمير عبد الله بن طاهر في البكاء حتى قام يبكي.
كتب إليّ أبو نصر القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : سمعت أبا حامد أحمد بن محمّد المقرئ الواعظ يقول : سمعت غير واحد من مشايخنا يذكر :
أن رجلا ورد من هراة ، فرفع قصّة إلى عبد الله بن طاهر ، فلما قدم بين يديه قال : من خصمك؟ قال : الأمير أيّده الله ، قال : ما الذي تدّعي (٤) عليّ؟ قال : ضيعة لي بهراة
__________________
(١) سقطت الواو من الأصل وم ، وزيادتها لازمة ، والسند معروف ، وفي المطبوعة : «أبوا الحسن».
(٢) تاريخ بغداد ٩ / ٤٨٣.
(٣) بالأصل وم : «ساعة إذ» والمثبت عن مختصر ابن منظور ١٢ / ٢٧٣.
(٤) بالأصل وم : يدعى.