تراثنا ـ العدد [ 141 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العدد [ 141 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: الوفاء
الطبعة: ٠
ISBN: 1016-4030
الصفحات: ٣١٨

المصادر

الكتب المطبوعة :

١ ـ إجازات الحديث : محمّد باقر المجلسي ، (١١١١هـ) ، تحقيق ، أحمد الحسيني ، ط١ ، مطبعة الخيّام ، قم ـ إيران ، منشورات مكتبة المرعشي العامّة (١٤١٠هـ).

٢ ـ أعلام العرب في العلوم والفنون : عبد الصاحب الدجيلي ، ط٢ ، مطبعة النعمان ـ النجف الأشرف ، (١٩٦٥م).

٣ ـ أعيان الشيعة : محسن الأمين العاملي ، تحقيق ، حسن الأمين ، ط٥ ، دار التعارف للمطبوعات ، (٢٠٠٠م).

٤ ـ البدر الطالع لأعيان القرن التاسع : محمّد بن علي الشوكاني (١٢٥٠هـ) ،دار المعرفة ـ بيروت.

٥ ـ تراجم الرجال : السيّد أحمد الحسيني ، ط١ ، إيران ، (١٤٢٢هـ).

٦ ـ تلامذة المجلسي : السيّد أحمد الحسيني ، ط١ ، مطبعة الخيّام ـ قم ، (١٤١٠هـ).

٧ ـ الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية : ابن معصوم المدني (١١٢٠هـ) ، طبع حجري ، (١٢٩٧هـ).

٨ ـ حديقة الأفراح : أحمد الأنصاري ، (١٣٨٣هـ).

٩ ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة : محمّد حسن الطهراني ، ط٣ ، دار الأضواء ـ بيروت ، (١٤٠٣هـ).

١٠ ـ رحلة ابن معصوم المدني : تحقيق ، شاكر هادي شكر.

١٢١

١١ ـ رسالة في ترجمة المختاري : بهاء الدين المختاري (١١٤٠هـ) ، مطبوعة ضمن كتاب زواهر الجواهر ، بتحقيق ، أحمد الروضاتي ، مطبعة الحبل المتين ، أصفهان ، (١٣٧٩هـ).

١٢ ـ روضات الجنّات في أحوال العلماء والسادات : محمّد باقر الخوانساري (١٣١٣هـ) ، ط١ ، بيروت ، (١٩٩١م).

١٣ ـ رياض السالكين في شرح صحيفة سيّد الساجدين : ابن معصوم المدني (١١٢٠هـ) ، تحقيق ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، ط١ ، إيران.

١٤ ـ رياض العلماء وحياض الفضلاء : عبد الله أفندي الأصفهاني ، منشورات مكتبة المرعشي ، قم ـ إيران ، (١٤٠٣هـ).

١٥ ـ ريحانة الأدب في تراجم المعروفين بالكنية واللقب : محمّد علي التبريزي ، ط٢ ، مطبعة شمسي ـ إيران ، (١٣٣٥هـ).

١٦ ـ زواهر الجواهر من نوادر الزواجر : بهاء الدين المختاري (١١٤٠هـ) ، تحقيق أحمد الروضاتي ، مطبعة الحبل المتين ، أصفهان ، (١٣٧٩هـ).

١٧ ـ طرق مشايخ السيّد على خان المدني : (إجازة للسيّد قوام الدين القزويني) ، تحقيق أ.م.د محمّد نوري الموسوي ، أ.م.د نجلاء حميد مجيد.

١٨ ـ فهرس التراث : محمّد حسين الجلالي ، تحقيق ، محمّد جواد الجلالي ، ط١ ، قم ـ إيران ، (١٤٢٢هـ).

١٩ ـ فهرس مخطوطات مكتبة الشيخ علي حيدر المؤيّد الخاصّة : مؤسّسة الهادي للتحقيق والنشر ، لبنان ، ط١ ، (١٩٩٩م).

٢٠ ـ فهرس مخطوطات مكتبة الكلبايكاني : أبو الفضل عرب زاده ، مطبعة صدر ، قم ـ إيران.

١٢٢

٢١ ـ الفوائد الرضوية في أحوال علماء مذهب الجعفرية : الشيخ عبّاس القمّي ، طهران ، (١٣٢٧هـ).

٢٢ ـ موسوعة طبقات الفقهاء : تأليف اللجنة العلمية في مؤسّسة الإمام الصادق عليه‌السلام ، إشراف ، الشيخ جعفر السبحاني ، ط١ ، مطبعة اعتماد ، إيران ـ قم ، (١٤٢٢هـ).

٢٣ ـ نزهة الجليس ومنية الأديب الأنيس : عبّاس الحسيني ، مطبعة الحيدرية ، النجف الأشرف (١٩٦٧).

٢٤ ـ هدية الأحباب : الشيخ عبّاس القمّي ، ترجمة ، الشيخ هاشم الصالحي ، ط١ ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، (١٤٢٠هـ).

المخطوطات والرسائل الجامعية :

٢٥ ـ الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية : ابن معصوم المدني ،نسخة مكتبة مجلس الشورى الإسلامي طهران تحت رقم (٥٣٠٢).

٢٦ ـ شرح الصمدية الكبير : بهاء الدين المختاري ، نسخة مكتبة المرعشي في إيران ، تحت رقم (٢٤٨٤).

٢٧ ـ الفرائد البهية في شرح الفوائد الصمدية : محمّد بن محمّد باقر المختاري (ت١١٤٠هـ) دراسة وتحقيق القسم الأوّل : محمّد نوري الموسوي رسالة ماجستير بإشراف الدكتور صباح عطيوي عبّود العراق جامعة بابل ٢٠٠٦م.

٢٨ ـ الفرائد البهية في شرح الفوائد الصمدية : بهاء الدين المختاري ، دراسة وتحقيق القسم الثاني : نجلاء حميد مجيد ، رسالة ماجستير بإشراف الدكتور صباح عطيوي عبّود ، العراق جامعة بابل ، ٢٠٠٦م.

١٢٣

٢٩ ـ المباحث اللغوية في رياض السالكين : لابن معصوم المدني (١١٢٠هـ) ، رسالة ماجستير ، علي الأعرجي ، إشراف حاكم مالك الزيادي ، جامعة القادسية (٢٠٠٣م).

٣٠ ـ المطرّز في اللغز : محمّد محمّد باقر المختاري ، مصوّرتنا الخاصّة. أتممنا تحقيقه وهو جاهز للطبع.

المجلاّت والمتفرّقات :

٣١ ـ مجلّة تراثنا ، العدد ١٧ ، السنة ١٥ ، رجب (١٤٢٠هـ).

٣٢ ـ مجلّة مركز تراث الحلّة ، العدد الخامس (٢٠١٧م).

٣٣ ـ مجلّة المورد ، المجلّد ٨ عدد ٢ ، (١٩٧٩).

٣٤ ـ ما ينبغي نشره من التراث : عبد العزيز الطباطبائي.

١٢٤

من معالم المنهج اللغوي في التفسير

عند الشريف المرتضى قدس‌سره

السيّد عبد الهادي الشريفي

بسم الله الرحمن الرحيم

يتناول هذا البحث بعض الجهود اللغوية والنحوية التي اعتمدها السيّد الشريف المرتضى قدس‌سره في تفسيره لآيات من القرآن الكريم ، وكيفية ربط النظام النحوي بالمعاني ، وأثره في تغيير المعنى في ضوء العلائق بين الإعراب والمعنى ، مضافاً إلى علم اللغة الذي يعنى بفهم العلاقة التي تربط بين الدالّ والمدلول ؛ لفهم مدلولات الألفاظ ومعانيها ، وما تحيل إليه من حقائق في اللغة نفسها بالرجوع إلى كتب المعجمات ، والاطّلاع على لسان العرب في العلوم كافّة ، التي يمتلك السيّد المرتضى قدس‌سره ناصيتها ، بالإضافة إلى توفّره على علوم القرآن الكريم ، وعلى القراءات القرآنية ، والفقه والأصول ، وعلوم الحديث والدراية ، والرجال والتاريخ ، وغيرها.

١٢٥

وقبل الدخول في أصل البحث لا بدّ من مقدّمة موجزة تعرّف بحياة عَلَم الطائفة وشريفها السيّد المرتضى قدس‌سره منذ ولادته حتّى استوى عَلَماً للهدى ومرجعاً للطائفة ، بما يتناسب وحجم هذا المقال ، ولا شكّ أنّ ترجمة حياته معروفة ، ومصادرها متداولة ، وهنا نشير إلى بعضها (١).

الشريف المرتضى (٣٥٥ ـ ٤٣٦ هـ) :

هو السيّد أبو القاسم علي ابن الطاهر ذي المنقبتين أبي أحمد الحسين بن موسى الأبرش ، بن محمّد الأعرج بن موسى بن إبراهيم المرتضى المجاب ، ابن الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه‌السلام ، يلقّب بعلم الهدى ؛ لتضلّعه بعلوم الشريعة واللغة العربية حتّى قيل : «إنّه كان أعلم من العرب بلغة العرب» حتّى صار إمام المذهب في زمانه ، وكان يلقّب بالثمانيني ؛ لأنّه ألّف نحو ثمانين كتاباً ، وامتلك نحو ثمانين قرية بين بغداد وكربلاء ، وعاش نحو ثمانين سنة (٢) ، ولم يكن للشريف المرتضى في السياسة إرب ، بل كان منصرفاً إلى خدمة المذهب فوقعت بينه وبين أئمّة المذاهب الأخرى منافرات مذهبية ينقضون كتبه وينقض كتبهم. فهو إمام في الفقه ومؤسّس أصوله ، نابغة في الشعر واللغة ، وراوية الحديث ،

__________________

(١) الطوسي ، الفهرست : ٩٩ ؛ الكنى والألقاب ٢ / ٤٣٩ ؛ أمل الآمل ٢ / ١٨٢ ؛ أدب المرتضى وآثاره : ٧٥ ـ ٧٨ ؛ تاريخ بغداد ٢ / ٢٤٦ ؛ المنتظم ٧ / ٢٧٩ ؛ النجاشي ، الفهرست : ١٩٢ [ص ٢٧٠ ـ رقم ٧٠٨] ؛ البحار ٤٨ / ١٨٠ ؛ الغدير ٥ / ٣٥١ ؛ ابن شهر آشوب : مناقب آل أبي طالب ٣ / ٥١ ، وغيرها كثير.

(٢) راجع : الغدير ٥ / ٣٥٥ ؛ العذيق النضيد : ١١ ؛ الرسالة الخراجية : ٨٥.

١٢٦

وبطل حلبات المناظرة ، ومرجع في تفسير القرآن الكريم ، مضافاً إلى نسبه المشرق ، وحسبه المتألّق ، وخُلُقه الرفيع ، وسجاياه الكريمة ، فانتهت إليه رئاسة الدين والدنيا من شتّى النواحي. توفّي في بغداد ودفن في داره ، ثمّ نقل إلى جوار جدّه الإمام الحسين عليه‌السلام في كربلاء.

نسبه من جهة أمّه :

والدته السيّدة الشريفة فاطمة بنت أبي محمّد الحسن الناصر الصغير ، بن أبي الحسين أحمد بن أبي محمّد الحسن الناصر الكبير الأطروش ، بن علي بن الحسن ، بن علي الأصغر بن عمر الأشرف بن الإمام علي بن الحسين السجّاد عليه‌السلام وكانت هذه السيّدة الفاضلة على قدر كبير من الجلالة والعلم ، ولأجلها ألّف الشيخ المفيد (ت٤١٣ هـ) كتاب أحكام النساء (١).

شقيقه الشريف الرضي :

هو السيّد أبو الحسن محمّد بن الطاهر الحسين بن موسى الأبرش (٣٥٩ ـ ٤٠٥هـ) إلاّ أنّ الرضي أصغر من أخيه المرتضى ، وهو مفخرة من مفاخر العترة الطاهرة ، وإمام من أئمّة العلم والحديث والأدب ، وبطل من أبطال الدين ، وأشعر شعراء قريش ، نقيب الطالبيّين ، وأمير الحاجّ والسفارة ، وكان الشقيقان فرسي رهان في السؤدد ، وتولّي النقابة وولاية المظالم ، والولاية على الحجّ ، والشعر ،

__________________

(١) مستدرك الوسائل ٣ / ٥١٦.

١٢٧

حتّى قيل : «لو لا الشريف المرتضى لكان الشريف الرضي أشعر قريش ولو لا الشريف الرضي لكان الشريف المرتضى أشعر قريش» وللشريف الرضي ثمانية عشر مؤلّفاً ، بين كتاب ورسالة سوى ديوانه (١) الذي جمعه رشيد الصفّار ، وطبع في مصر.

وأبوهما السيّد أبو أحمد الملقّب بالطاهر ذي المناقب ، كان عظيم المنزلة في الدولتين العبّاسية والبويهية وَلِيَ نقابة الطالبيّين وكان زعيم الطالبين ، توفّي سنة (٤٠٠ هـ) ورثاه الشعراء بمراث كثيرة ، وممّن رثاه ولداه المرتضى والرضي ، ومهيار الديلمي ، ورثاه أبو العلاء المعرّي بقصيدته :

أودتْ فليتَ الحادثاتِ كفافُ

مال المسيف وعنبر المستاف

ويقول فيها :

ويحقّ في رزء الحسين تغيّر الـ

ـحرسين ، بله الدرّ في الأصداف (٢)

عصره السياسي :

عاصر السيّد المرتضى أربعة من الخلفاء ، وهم : المطيع (ت٣٦٣هـ) ثمّ الطائع (ت٣٧١هـ) ثمّ القادر (ت٤٢٢هـ) ، ثمّ ابنه القائم (ت٤٧٦هـ) وهو آخر من عاصره المرتضى منهم.

__________________

(١) راجع : النجاشي ، الرجال: ٣٩٨. برقم ١٠٦٥ ؛ عمدة الطالب : ٣٠٨ ؛ ابن النديم ، الفهرست : ١٤٩ ؛ تاريخ آداب اللغة ١٤ / ٩٣ ، وغيرها.

(٢) سقط الزند : ٢٥٠ القصيدة الستون.

١٢٨

كما عاصر من دولة البويهيّين : بهاء الدولة (ت٤٠٣هـ) ، وأبناءه ، شريف الدولة ، وسلطان الدولة (ت٤١١هـ) وركن الدين جلال الدولة ، وسلطان الدولة ، وكان الشريف وثيق الصلة ببهاء الدولة ، وكانت دولة البويهيّين موئلاً للعلماء والأدباء والشعراء (١). تولّى إمارة الحاجّ ، ونقابة الطالبيّين ، وكانت له المنزلة العالية عند الخلفاء والملوك والوزراء ، وكان له مجلس حافل ، يحضره العلماء ، والمفكّرون.

أساتذته وشيوخه :

تتلمذ الشريف المرتضى على الكثير من علماء عصره وأدبائه ، ومن أشهرهم :

١ ـ الشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان (ت٤١٣هـ) ، الذي قرأ عليه هو وأخوه الرضي الفقه والأصول.

٢ ـ الحسين بن علي بن بابويه الفقيه المحدّث (ت٣٧٨هـ) ، أخو الشيخ محمّد بن علي الصدوق (ت٣٨١هـ).

٣ ـ الشاعر محمّد بن نباتة السعدي (ت٤٠٥هـ) أخذ عنه مبادئ علوم العربية.

٤ ـ المرزباني ، أبو عبد الله محمّد بن عمران الكاتب (ت٣٨٤هـ) كان يروي عنه في أماليه كثيراً من الأخبار والأدب والشعر.

__________________

(١) أدب المرتضى : ١١٠.

١٢٩

وغير هؤلاء الشيوخ كثير.

وممّن عاصره الشاعر أبو اسحاق الصابي (٣٨٤ هـ) ، وأبو علي الفارسي (ت٣٧٠هـ) وعلي بن محسن التنوخي (ت ٣٢٧هـ) ، وابن جنّي (ت٣٩٢هـ) ، وأبو العلاء المعرّي (ت٤٤٩هـ).

أشهر تلامذته :

ومن أشهر تلامذته شيخ الطائفة محمّد بن الحسن الطوسي (ت٤٦٠هـ) ، وأبو يعلي سلاّر بن عبد العزيز الديلمي (ت٤٦٣هـ) ، والقاضي ابن البرّاج (١) (ت٤٨١هـ).

عصر الشريف المرتضى :

يتميّز عصر السيّد المرتضى بالازدهار العلمي والرقىّ الأدبي لكلّ العلوم والفنون ، فهو : «عصر نضج الثقافة العربية الإسلامية ، فقد تجمّعت فيه الأراء والنظريّات العلمية المختلفة ، وانتظمت الدراسات ، وأصبحت تقوم على أسس محدودة ، وقواعد ثابتة ، ونهضت بهذه الدراسات جميعاً عقول مثقّفة واعية أخذت بمحصول الدراسات السابقة في القرنين الثاني والثالث ، واستفادت كثيراً من الدراسات ، فعملت فيها ، وأضافت إليها ، وبنت عليها دراسات جديدة

__________________

(١) أدب المرتضى: ٤٨ ـ ٥٠.

١٣٠

عميقة» (١).

حياته العلمية :

للسيّد الشريف مؤلّفات تجاوزت الثمانين بين كتاب ورسالة في فنون شتّى ، استفاد منها أعلام الدين عبر العصور (٢) كان متوحّداً في علوم كثيرة ، أكثر أهل زمانه أدباً وفضلاً ، متكلّم فقيه جامع العلوم كلّها (٣). وقد انتهت الرئاسة ببغداد إلى المرتضى في المجد والشرف والعلم والأدب والفضل والكرم ، وله شعر في نهاية الحسن (٤) ، وكان له برُّ وصدقة وتفقّد في السرّ (٥) ، وعن الشيخ عزّ الدين أحمد بن مقبل ، قال : «لو حلف إنسان أنّ السيّد المرتضى كان أعلم بالعربية من العرب لم يكن عندي آثماً ، وقد بلغني عن شيخ من شيوخ الأدب بمصر أنّه قال : واللهِ إنّي استفدت من كتاب الغرر والدرر ، أمالي المرتضى مسائل لم أجدها في كتاب سيبويه وغيره من كتب النحو» (٦).

ومن الجدير بالذكر أنّ الشريف كانت له في داره مدرسة خاصّة أسماها

__________________

(١) التراث النقدي والبلاغة للمعتزلة : ١٢٧.

(٢) الغدير ٥ / ٣٥٥.

(٣) الطوسي ، الرجال : ٩٩ ؛ الخلاصة : ٤٦.

(٤) تتمّة يتيمة الدهر ٥ / ٩ ، رقم ٤٩.

(٥) غاية الاختصار : ٧٦.

(٦) راجع : الغدير ٥ / ٣٦٠ ، فقد أورد عشرات الكتب والمصادر تتحدّث عن عظمة هذه الشخصية الفذّة المباركة.

١٣١

(دار العلم) تعهّد بكفاية طلاّبها مؤونة العيش ومطالب الحياة (١) ، وقد وقف عليها قرية من قراه تنفق مواردها على قراطيس الفقهاء والتلاميذ الذين كانت تجري عليهم الجرايات الشهرية ، كالشيخ الطوسي الذي كان يجري عليه اثني عشر ديناراً في كلّ شهر ، ولا عجب في ذلك ، فقد قدّر المؤرّخون دخله من أملاكه الخاصّة بأربعة وعشرين ألف دينار في العام. كما ذكروا : أنّه كان يمتلك من القرى والضياع نحو ثمانين قرية بين بغداد وكربلاء ، ينساب فيما بينها نهر حُفّ بالأشجار الوارفة الظلال (٢).

يقول ابن خلّكان : نقلاً عن ابن بسّام الأندلسي : «كان هذا الشريف إمام أئمّة العراق بين الاختلاف والاتّفاق ، إليه فزع علماؤها ، وعنه أخذ عظماؤها ، صاحب مدارسها ، وجمّاع شاردها وآنسها ، ممّن سارت أخباره ، وعُرفت به أشعاره ، وحُمدت في ذات الله مآثره وآثاره ...» (٣).

وكان رحمه الله نظّاراً متكلّماً ، يسترعي إعجاب الحاضرين ، وقد سئل عنه أبو العلاء المعرّي بعد أن حضر مجالسه ، فاجاب :

يا سائلي عنه لمّا جئت أسأله

فإنّه الرجلُ العاري عن العار

لو جئتَه لرأيت الناسَ في رجل

والدهرَ في ساعة والأرضَ في دارِ (٤)

وكان الفيلسوف نصير الدين الطوسي رحمه‌الله إذا جرى ذكر المرتضى في درسه

__________________

(١) الحضارة الإسلامية ١ / ٣١٢ ؛ رياض العلماء ٣ / ٣٦٥.

(٢) أدب المرتضى : ١١٠.

(٣) وفيات الأعيان ٣ / ٣١٣ ، رقم ٤٤٣.

(٤) بحار الأنوار ٤ / ٥٨٧ [١٠ / ٤٠٦ باب ٢٦].

١٣٢

كان يقول : «صلوات الله عليه» (١).

وقد اعتنى بمؤلّفاته فقهاء الإمامية ومتكلّموهم ، وتلقّاها تلاميذه عنه قراءةً وسماعاً ، لأنّه أوّل من بسط الكلام في الفقه والأصول ، وناظر الخصوم ، واستخرج الغوامض ، وقيّد المسائل ، وقرّبها للأفهام ، وفي ذلك يقول مفتخراً :

كان لولاي غائضاً مكرعُ الفقـ

ـهِ سحيق المدى بحر الكلام

ودقيق ألحقته بجليل

وحلال خلّصته من حرام (٢)

ومعان تشطّ لطفاً عن الأو

هام قرّبتها من الأفهام

تقلّد السيّد المرتضى بعد وفاة أخيه السيّد الرضي (ت٤٠٥هـ) في الثالث من صفر سنة (٤٠٦هـ) : إمارة الحجّ ، والمظالم ، ونقابة الطالبيّين ، وجميع ما كان إلى أخيه الرضي ، وجمع الناس لقراءة عهد في الدار الملكية ، وحضر فخر الملك والأشراف والقضاة والفقهاء (٣).

وقد اتّهم الشريف المرتضى بتهم كثيرة ليست بصحيحة منها : أنّه كان معتزليّاً ، أو رأساً في الاعتزال ، أو بالميل إليه ، ونسب إليه كتاب نهج البلاغة الذي جمعه أخوه السيّد الرضي (ت٢٠٥هـ) ، وغيرها من التّهم التي تمسّ شخصه الكريم التي لفّقها ابن حزم وابن الجوزي وابن خلّكان وابن كثير والذهبي ، وأضرابهم من ذوي الأقلام المنكوسة (٤) ، وكلّ هذه التهم باطلة ، كما يتّضح عند

__________________

(١) روضات الجنّات : ٣٨٥.

(٢) ديوان الشريف المرتضى ٣ / ٢٦٠ ، من قصيدة له رحمه‌الله في الفخر والحماسة.

(٣) المنتظم ١٥ / ١١١.

(٤) انظر : البداية والنهاية ١٢ / ٦٧ ، حوادث (٤٣٦ هـ) ؛ آداب اللغة العربية ١ / ٢٨٨ ؛ الأعلام ٤ / ٢٧٨.

١٣٣

التحقيق ومراجعة كتبه وحياته وسلوكه بأدنى مراجعة.

ديوان شعره :

شاعرية السيّد المرتضى :

شعر المرتضى كان في غاية الجودة والقوّة فقد كان إماماً في الشعر والبلاغة (١) بشهرة كشهرة أخيه الرضي (ت٤٠٥هـ) ، فقد عرف الرضي بالشعر ، وفي أعلى طبقات الجودة ، مكثر مجُيد ، وديوانه أكبر ديوان وصل إلينا منذ العصر الجاهلي ، وقد ارتضاه الأدباء ورووا له ، ولكنّ الشريف المرتضى لم يؤاته ذات الحظّ في الشهرة ؛ ولعلّ مرجع ذلك إلى كثرة حسّاده وأعدائه ، ومن يتصفّح ديوانه يظهر له أنّ الطابع العلمي ، والحرص على إظهار المقدرة اللغوية واتّساع الأفق العلمي ، كلّ ذلك جعل شعره في مستوى لا يستهوي جمهرة الأدباء مثل ما يستهويهم شعر أخيه الرضي (٢). وشعر السيّد المرتضى صورة دقيقة لأخلاقه وإيمانه والتزامه ، ومرآة صافية لنفسه العفيفة الطاهرة ، فهو إمام في الدِّين والعلم والأخلاق تبدو عفّته وطهره في مقدّماته الغزلية ، كما لم نجد وصفاً للخمرة في شعره إلاّ ما جاء منها رمزاً. وقد نظم في أكثر الأغراض الشعرية المعروفة في عصره ، وكان حريصاً على إظهار براعته في النظم واقتداره ، متوجّهاً إلى إبراز

__________________

(١) شذرات الذهب ٥ / ١٦٨ ، حوادث سنة (٤٣٦هـ) ؛ وفيات الأعيان ٣ / ٣١٣ ، رقم ٤٤٣.

(٢) انظر : العُذيق النضيد : ٢٥ ؛ مجلّة رسالة الإسلام العدد ٤١ ، س١ ، ٢٠٤ ، مقال : حول ديوان الشريف المرتضى ، بقلم عبد السلام محمّد هارون.

١٣٤

سيطرته على القوافي الصعاب.

ويُعدّ شعره ذا قيمة تاريخية عظيمة ، فقد كان المرتضى على صلة برجال الدولة ، وكان معنيّاً بتسجيل كثير من المناسبات التاريخية.

وللشريف مجال واسع في مدح الخلفاء والوزراء والأشراف وكان حينما يمدحهم لا ينسى أن يفخر بنفسه ، وأنّ الأرومة الهاشمية جمعت بينهما ، يقول في مدح الخليفة القادر :

وأنا الذي ينمى إليك ولاؤه

أبداً كما ينمى إليكم مولدي

لم يمدح تكسّباً ولا متصنّعاً :

فالشريف كثير الفخر بنفسه وحسبه ونسبه النبوي الشريف وأروع أغراضه الشعرية مدحه ورثاؤه للنبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته عليهم‌السلام والافتخار بهم في قصائد طويلة بخاصّة رثاؤه لسيّد الشهداء الحسين عليه‌السلام. وقد نظم على أغلب الأبحر العروضية.

ويغلب على شعره فخامة المفردات ، وجزالتها إلاّ أنّه أحياناً يذوب رقّة وعاطفة.

وتعدّ مراثي جدّه سيّد الشهداء عليه‌السلام من أصدق شعره وأروعه تتجلّى فيه اللوعة الصارخة والحزن الطويل والبكاء والعويل بأجلى مصاديقها :

أ أُسقى لذيذَ الماء ثمّ يلذّ لي

ودُورُكم آل الرسول خلاءُ

وأنتم كما شاء الشتات ، ولستم

كما شئتم في عيشة وأشاءُ

تُذادون عن ماء الفرات وكارع

به إبلٌ للغادرين وشاءُ

١٣٥

تنشّر منكم في القواء معاشرٌ

كأنّهم للمبصرين ملاءُ

ألا إنّ يوم الطف أدمى محاجراً

وأدوى قلوباً ما لهنَّ دواءُ

ثمّ يفيض دمعه دماً من قلبه ، وتثور مكامن قلبه المحزون ، فيقول :

دعوا قلبي المحزون فيكم يهيجه

صباح على اُخراكم ومساء

فليس دموعي من جفوني وإنّما

تقاطرن من قلبي فهنّ دماء

وعن يوم عاشوراء يوم مصابه لسيّد الشهداء عليه‌السلام :

إنّ يوم الطف يوم

كان للدِّين عصيبا

إنّه يوم نحيب

فالتزم فيه النحيبا

عطّ تامورك واترك

معشراً عطّو الجيوبا

واهجر الطيب فلم يتـ

ـرك لنا عاشور طيبا

لعن الله رجالاً

اترعوا الدنيا غصوبا

سالموا عجزاً فلما

قدروا شنّوا الحروبا

ركبوا أعوادنا ظلـ

ـماً وما زلنا ركوبا

طلبوا أوتار بدر

عندنا ظلما وحوبا

ومن قصيدة له في رثاء الإمام الحسين عليه‌السلام أيضاً يهجو فيها بني أميّة ويندّد بهم ويتهدّدهم ويدعو عليهم ، ثمّ يفخر عليهم بنسبه الوضّاح ونهجه الشريف :

فلا حُدِيتْ بكم أبداً ركاب

ولا رَفَعَت لكم أيد سياطا

ولا رفع الزمان لكم أديما

ولا ازددتم به إلاّ انحطاطا

ولا غفر الإله لكم ذنوباً

ولا جزتم هنالكم الصراطا

١٣٦

وهذا من أصدق الشعر تعبيراً عمّا يضطرم في قلبه من عاطفة صادقة وفطرة نقيّة وولاء خالص للنبيّ (صلى الله عليه وآله) ولأهل بيته ، دفاعاً عن الحقّ وأهله.

وكان السيّد الشريف كثير النظم ، سريع البديهية فيه ، وقد ترك ديواناً ضخماً يضمّ ما يقرب من عشرين ألف بيت من الشعر (١) وعلى الرغم من كثرة نظمه في الفخر والحماسة والرثاء ، والمدح ، فإنّ له قصائد مقطوعات في الغزل العفيف ، كما تشتمل على قصائد كثيرة في وصف الطيف والخيال ، ووصف الشيب والشباب من مقاطع غزلية جميلة ، كما نظم في الزهد والوعظ ، وشكوى الزمان ، الرحلات ؛ بخاصّة قوافل الحجيج (٢).

وفوق ذلك كان السيّد الشريف نقّاداً ماهراً مع بصيرة نافذة للشعر ولكلام البلغاء ، وقد رسخت هذه الملكة القويّة في نفسه ، وظهرت آثارها في كتبه ، وانضمّ إلى هذه الملكة والبصيرة علم غزير بكتاب الله تعالى ، وأحاديث النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمّة عليهم‌السلام وطرائق المتكلّمين. وكان فقيهاً اُصولياً من الطراز الأوّل ، ومتكلّماً مجادلاً نافذ البصيرة.

أمالي المرتضى المسمّى بـ : (غرر الفوائد ودرر القلائد) :

هو من أهمّ كتبه في الأدب والتفسير واللغة ، يُعدّ مصدراً من مصادر اللغة ، ومرجعاً للتفسير ، واللغة ، والتاريخ ، والبلاغة ، والأنساب ، والأمثال ، وعلم الكلام ،

__________________

(١) راجع : ديوان السيّد المرتضى ، مقدّمة المحقّق ١ / ١٣٨.

(٢) راجع : الشريف المرتضى (حياته ثقافته وأدبه) : ٩٤.

١٣٧

والشعر.

يقول محقّق الأمالي ـ محمّد أبو الفضل إبراهيم ـ عنه : «وحيثما يستعرض الباحث كتب العربية النفيسة التي حوت ألوان المعارف ، وزخرت بأشتات الطرائف ، وحفظت بين دفّتيها نتاج القرائح ، وحقائق السير والتاريخ والأخبار ، ونصوص الشعر ، واللغة ، والغريب ، فإنّه بلا مراء يُعدّ منها كتاب أمالي المرتضى وينظمه في العِقْد الذي يضمّ كتاب : الكامل للمبرّد (ت٢٨٦هـ) ، والبيان والتبيين للجاحظ (ت٢٥٥هـ) ، وعيون الأخبار لابن قتيبة الدينوري (ت٢٧٦هـ) ، والعِقد الفريد لابن عبد ربّه (ت٣٢٨هـ) ، والأغاني لأبي الفرج (ت٣٥٦هـ) وغيرها من الكتب التي حلّقت في سماء الآداب العربية كالنجوم ، وأرست قواعدها كالأطواد ، وعمرت بها مجالس العلماء ، وسوامر الأدباء ، وتدارسها المتأدّبون جيلاً بعد جيل ، وتداولها النسّاخ ، وعُدّت في مكتبات الدارسين من أكرم الذخائر وأنفس الأعلاق» (١).

فكتاب أمالي المرتضى من أوسع وأغنى كتب الشريف الأدبية ، وهو من المصادر العلمية الأدبية. ونحن نسعى في هذه المقالة أن نكشف عن جزء من الجانب أو المنهج اللغوي والأدبي الذي يطرحه سيّدنا المرتضى من خلال تعليقاته ومناقشاته لموضوعات كتابه الأمالي ، بخاصّة تلك التي يتعرّض لها من خلال تفسير الآيات القرآنية الكريمة ، والأمالي : «هي عبارة عن مجالس أملاها ، تشتمل على فنون من معاني الأدب ، تكلّم فيها على النحو واللغة ، وغير ذلك ،

__________________

(١) راجع : أمالي المرتضى ؛ (غرر الفوائد ودرر القلائد) ، مقدّمة المحقّق : ١٨.

١٣٨

وهو كتاب ممتع يدلّ على فضل كثير ، وتوسّع في الاطّلاع على العلوم» (١) ، وأمالي المرتضى ـ كسائر الأمالي ـ الهدف من تأليفها كان هدفاً تعليميّاً ، في التفسير والفقه والكلام ، متّخذاً من اللغة والنحو أداتين فيما يذهب إليه من آراء مرجّحاً أو مصحّحاً أو مخطّئاً. والقسم الكبير منها كانت عبارة عن إجابات لأسئلة وجّهت إليه من شخصيّات سياسية أو علمية كبيرة (٢) أو شخصيّات افتراضية (٣).

وهنا أشير إلى بعض جوانب منهجه قدس‌سره :

كان السيّد الشريف قدس‌سره يفتتح مجلسه بآية أو حديث شريف يَشكلُ تفسيرهما أو تأويلهما ، فيبيّن ما أبهم أو أشكل في تأويله ، أو دار أو كثر حوله السؤال ، فكان يبدأ بتفسير الآية أو الحديث ، ثمّ يستشهد على رأيه بما يناسب من آيات أخرى ـ وهو ما يسّمى بتفسير القرآن بالقرآن ـ أو يأتي بأحاديث وروايات شريفة ، أو بكلام العرب شعراً ، أو نثراً ، أو قاعدة نحوية ، أو مباحث لغوية. يقول السيّد المرتضى قدس‌سره : «على المتأوّل أن يورد كلّ ما يحتمله الكلام ، ممّا لا تدفعه الحجّة ، وإن ترتّب بعضه على بعض في القوّة والوضوح» (٤) ، ثمّ يستطرد إلى موضوعات أخرى ، أدبية غالباً أو تاريخية أو أصولية أو كلامية أو فقهية ، أمّا أسلوبه ، فيطغى عليه الأسلوب التحليلي العلمي ، مع إيراد الأدلّة الصريحة لإثبات مدّعاه ، فيضطرّ إلى الاستطراد المسهب أحياناً ، فيستشهد بما دار على ألسنة

__________________

(١) وفيات الأعيان ٣ / ٣١٣.

(٢) راجع : الأمالي ٢ / ٣٠٠ ، ٣١٥.

(٣) المصدر نفسه : ١ / ١٠٥ ، ٤٠٢ ، ٤٥٢ ؛ ٢ / ١٢٠ ، ١٣١ ، ١٥٤.

(٤) أمالي السيّد المرتضى ١ / ٣٢١.

١٣٩

العرب من نصوص الشعر واللغة وبليغ الأقوال ونادرها من النثر والأمثال والحكم. وهكذا تتحوّل أجزاء من الكتاب وفق هذا المنوال إلى مباحث في الشعر والنقد والبلاغة ، واللغة ، والأدب ، وتاريخه والفنّ وأصوله (١).

ويتعرّض السيّد المرتضى قدس‌سره في كتابه وفق منهجه في تفسيره لمجموعة من الآيات إلى مجموعة من المباحث الكلامية والعقائدية والبلاغية المهمّة ومناقشتها وقضايا الشعر والنقد في سياق ما يطرحه من تفسير أو تأويل للآيات القرآنية.

كما ترجم في كتابه لأكثر من خمس وستّين شخصية عربية وإسلامية ، بين فقيه ومتكلّم ومفسّر ولغوي وشاعر وشاعرة وخطيب وأديب ، مضافاً إلى مجموعة من المباحث الأدبية والثقافية العامّة. والأهمّ من ذلك تعرّض السيّد إلى ما يزيد على ستمائة وخمسين مفردة لغوية من المصطلحات اللغوية الواردة في الآيات والأحاديث ، والأشعار. ممّا يصيّر كتاب الأمالي مُعْجَماً لغويّاً متميّزاً ، ولم يكن السيّد المرتضى مجرّد ناقل للموادّ اللغوية ، بل كان يناقش ، ويعارض ، ويقبل بعض الآراء ويردّ البعض الآخر ، ويبدي رأيه مقابل الجاحظ ، وابن قتيبة ، وابن الأنباري وغيرهم ، كما تعرّض لأغلب أبواب النحو ومسائله ، وكان في كثير من هذه المسائل يذكر آراء القدماء ويناقشها وقد يصير إلى تأييدهم أو معارضتهم ، وقد نقل لنا ما يزيد عن ثلاث وأربعين مسألة من مسائل الخلاف بين البصريّين والكوفيّين ، فضلاً عمّا ذكره من مسائل مشتركه بين المدرستين ، وما

__________________

(١) الشريف المرتضى (حياته ثقافته أدبه ونقده) : ١١٥ بتصرّف.

١٤٠