الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: مهر
الطبعة: ١
الصفحات: ٥١٠
الله ( صلّى الله عليه وآله ) : تزوجوا الزرق فإن في تزويجهن يمنا » .
[١٦٤٤٦] ٢ ـ دعائم الاسلام ، عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، أنه قال : « تزوجوا الزرق فإن فيهن يمنا » .
٢٠ ـ ( باب استحباب تزويج الجميلة الضحوك ، الحسناء الوجه ، الطويلة الشعر )
[١٦٤٤٧] ١ ـ الصدوق في المقنع : عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، أنه قال : « النظر الى المرأة الجميلة يقطع البلغم ـ يعني [ بالمرأة ] (١) جميلة : الحسنة الوجه ـ والنظر الى المرأة السوء يهيّج المرة السوداء ـ يعني السوء : السمجة القبيحة الوجه ـ » .
[١٦٤٤٨] ٢ ـ دعائم الاسلام : عن النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ، أنه قال : « إذا أراد أحدكم أن يتزوج امرأة ، فليسأل عن شعرها ، كما يسأل عن وجهها ، فان الشعر أحد الجمالين » .
ورواه في الجعفريات : بالسند المتقدم ، عنه ( صلّى الله عليه وآله ) ، مثله (١) .
٢١ ـ ( باب استحباب حبس المرأة في بيتها أو بيت زوجها ، فلا تخرج لغير حاجة ، ولا يدخل عليها أحد من الرجال )
[١٦٤٤٩] ١ ـ الجعفريات : أخبرنا عبدالله ، أخبرنا محمد ، حدثني موسى
__________________________
٢ ـ دعائم الاسلام ج ٣ ص ١٩٦ ح ٧١٧ .
الباب ٢٠
١ ـ المقنع ص ١٠١
(١) أثبتناه من المصدر .
٢ ـ دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٩٦ ح ٧١٨ .
(١) الجعفريات ص ٩٤ .
الباب ٢١
١ ـ الجعفريات ص ٩٤ ، ونوادر الراوندي ص ٣٦ .
قال : حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن جده جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده عليّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن عليّ ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : النساء عورة فاحبسوهن في البيوت ، واستعينوا عليهن بالعرى » .
[١٦٤٥٠] ٢ ـ وبهذا الاسناد : عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ( عليهما السلام ) : « أن فاطمة بنت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، دخل عليها عليّ ( عليه السلام ) وبه كآبة شديدة ، فقالت : ما هذه الكآبة ؟ فقال : سألنا رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) عن مسألة ولم يكن عندنا جواب لها ، فقالت : وما المسألة ؟ قال : سألنا عن المرأة ، ما هي ؟ قلنا : عورة ، قال : فمتى تكون أدنى من ربها ؟ فلم ندر ، قالت : إرجع إليه فأعلمه أن أدنى ما تكون من ربها أن تلزم قعر بيتها ، فانطلق فأخبر النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ، فقال : ماذا من تلقاء نفسك يا عليّ ، فأخبره أن فاطمة ( عليها السلام ) أخبرته ، فقال : صدقت ، ان فاطمة بضعة منّي » .
ورواهما السيد فضل الله الراوندي في نوادره : باسناده عنه ( صلّى الله عليه وآله ) ، مثله .
[١٦٤٥١] ٣ ـ دعائم الاسلام : عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، أنه قال : « اتقوا الله في النساء فانهن عي وعورة ، وانكم استحللتموهن بأمانة الله ، وهن عندكم عوان (١) ، فادرؤوا (٢) عيهن بالسكوت ، وواروا عوراتهن بالبيوت » .
[١٦٤٥٢] ٤ ـ وعن علي ( عليه السلام ) أنه قال : « قال لنا رسول الله ( صلّى
__________________________
٢ ـ الجعفريات ص ٩٥ ، ونوادر الراوندي ص ١٤ .
٣ ـ دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢١٤ ح ٧٨٩ .
(١) العاني : الأسير ، وكل من ذل واستكان وخضع ، والمرأة عانية ، والجمع عَوانٍ ( النهاية ج ٣ ص ٣١٤ ) .
(٢) في المصدر : « فداووا » .
٤ ـ المصدر السابق ج ٢ ص ٢١٥ ح ٧٩٣ .
الله عليه وآله ) : أي شيء خير للمرأة ؟ فلم يجبه أحد منا ، فذكرت ذلك لفاطمة ( عليها السلام ) فقالت : ما من شيء خير للمرأة من أن لا ترى رجلاً ولا يراها ، فذكرت ذلك لرسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، فقال : صدقت ، إنها بضعة مني » .
[١٦٤٥٣] ٥ ـ السيد عليّ بن طاووس في كشف المحجة : نقلاً من رسائل الكليني ، باسناده الى جعفر بن عنبسة ، عن عباد بن زياد الأسدي (١) ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، أنه قال : « قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في رسالته الى ابنه الحسن ( عليه السلام ) : إيّاك ومشاورة النساء ، فان رأيهن الى الأفن (٢) ، وعزمهن الى الوهن ، واكفف عليهن من أبصارهن بحجابك اياهن ، فإنّ شدة الحجاب خير لك ولهن من الارتياب ، وليس خروجهن بأشد من دخول من لا يوثق به عليهن ، فان استطعت أن لا يعرفن غيرك من الرجال فافعل » .
٢٢ ـ ( باب أنه يجوز لغير الهاشمي تزويج الهاشمية ، والأعجمي العربية ، والعربي القرشية ، والقرشي الهاشمية وغير ذلك )
[١٦٤٥٤] ١ ـ دعائم الاسلام : عن أبي جعفر محمد بن علي ( عليهما السلام ) ، أنه قال : « خطب رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) يوم فتح مكة ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس ، إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتفاخرها بآبائها ، الا إنكم من ولد آدم وآدم من طين ،
__________________________
٥ ـ كشف المحجة ص ١٧١ .
(١) في الحجرية : « البصري » وما أثبتناه من المصدر هو الصواب ( راجع معجم رجال الحديث ج ٩ ص ٢١٢ و ٢٢٢ ) .
(٢) الأفن : ضعف العقل والرأي ، والحمق ( لسان العرب ج ١٣ ص ١٩ ) .
الباب ٢٢
١ ـ دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٩٨ ح ٧٢٩ .
الا إن خير عباد الله عند الله أتقاهم ، ان العربية ليست بأب والد ولكنها لسان ناطق ، فمن قصر به عمله لم يبلغه حسبه ، ألا إن كل دم في الجاهلية أو إحنة (١) فهو تحت قدمي إلى يوم القيامة » .
[١٦٤٥٥] ٢ ـ وعن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، أنه قال : « زوّج رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) المقداد بن الاسود ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب ، ثم قال ( صلّى الله عليه وآله ) : إنما زوّجتها المقداد ليتواضع في (١) النكاح ، ولتتأسوا (٢) برسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، ولتعلموا (٣) أن أكرمكم عند الله أتقاكم » وكان الزبير أخا عبدالله أبي النبي ( صلّى الله عليه وآله ) لأبيه وأُمه .
[١٦٤٥٦] ٣ ـ وعنه ( عليه السلام ) : أن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، زوج الموالي القرشيات ، ليتضع المناكح وليتأسّوا فيها جميعاً (١) برسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، زوّج رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب المقداد ، وزوج تميم الداري امرأة من بني هاشم بن عبد مناف .
[١٦٤٥٧] ٤ ـ ابن شهر آشوب في المناقب : قال بعض الخوارج لهشام بن الحكم : العجم تتزوج في العرب ، قال : نعم ، قال : فالعرب تتزوج في قريش ، قال : نعم ، قال : فقريش تتزوج في بني هاشم ، قال : نعم ، فجاء الخارجي الى الصادق ( عليه السلام ) فقص عليه ، ثم قال : أسمعه
__________________________
(١) الإِحنة : الحقد والبغضاء ( النهاية ج ١ ص ٢٧ ) .
٢ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ١٩٩ ح ٧٣٠ .
(١) في : ليس في المصدر .
(٢) في المصدر : « وليتأسوا » .
(٣) في المصدر : « وليتعلموا » .
٣ ـ المصدر السابق ج ٢ ص ١٩٩ ح ١٣١ .
(١) ليس في المصدر .
٤ ـ المناقب ج ٤ ص ٢٥٨ .
منك ؟ فقال : [ نعم ] (١) « قد قلت ذاك » قال الخارجي : فها أنا إذاً قد جئتك خاطباً ، فقال له أبو عبدالله ( عليه السلام ) : « انك لكفء في دينك ، وحسبك في قومك ، ولكن الله عز وجل صاننا عن الصدقات وهي أوساخ أيدي الناس ، فنكره أن نشرك فيما فضلنا الله به من لم يجعل الله له مثل ما جعل لنا » فقام الخارجي وهو يقول : بالله ما رأيت رجلاً مثله ، ردني والله أقبح ردّ ، وما خرج من قول صاحبه .
[١٦٤٥٨] ٥ ـ الكشي في رجاله : عن طاهر بن عيسى قال : حدثني أبو سعيد ، [ قال : حدثني ] (١) الشجاعي ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن خزيمة بن ربيعة يرفعه قال : خطب سلمان ( رضي الله عنه ) إلى عمر فرده ، ثم ندم فعاد إليه ، فقال : إنما أردت أن أعلم ذهبت حمية الجاهلية ، أم هي كما هي ! ؟ .
[١٦٤٥٩] ٦ ـ وعن أبي صالح خلف بن حماد الكشي قال : حدّثني الحسن بن طلحة المروزي ، يرفعه عن حماد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمرو اليماني ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : « تزوج سلمان امرأة من بني كندة فدخل بها » الخبر .
[١٦٤٦٠] ٧ ـ أبو القاسم الكوفي في كتاب الاستغاثة : عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، أنه زوج ابنة عمه ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب من المقداد ، وكان المقداد من موالي كندة ، وقال ( صلّى الله عليه وآله ) : « أتعلمون لم زوجت المقداد من ضباعة ابنة عمي ؟ » قالوا : لا ، قال :
__________________________
(١) أثبتناه من المصدر .
٥ ـ رجال الكشي ج ١ ص ٦٢ ح ٣٥ .
(١) أثبتناه من المصدر .
٦ ـ المصدر السابق ج ١ ص ٦٨ ح ٣٩ .
٧ ـ كتاب الاستغاثة ص ٥٤ .
« ليتسع (١) النكاح فيناله كل منكم (٢) ، وليتعلموا أن أكرمكم عند الله أتقاكم » .
[١٦٤٦١] ٨ ـ وقيل لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أيجوز تزويج الموالي من العربيات ؟ فقال : « أتتكافأ دماؤكم ، ولا تتكافأ فروجكم ! ؟ » .
٢٣ ـ ( باب أنه يجوز للرجل الشريف الجليل القدر ، أن يتزوج امرأة دونه حسبا ونسباً وشرفاً حتى الأمة ، بل يستحب ذلك )
[١٦٤٦٢] ١ ـ دعائم الاسلام : عن أبي جعفر محمد بن علي ( عليهما السلام ) ، أنه قال : « نظر أبي إلى امرأة في بعض مشاعر مكة ، فرأى منها ما أُعجب به (١) من حسن خلق ، فسأل عنها هل لها زوج ؟ فقيل : لا ، فخطبها أبي إلى نفسه ، فتزوجته فدخل بها ، ولم يسأل عن حسبها ، وكان رجل من الأنصار متصل به ، فلما سمع بذلك شق عليه ، كراهة أن تكون غير ذات حسب ، فيقول الناس في ذلك ، فلم يزل يسأل عنها حتى وقف على خبرها ، فوجدها في بيت قومها شيبانيّة من بني ذي الجدين ، فدخل على علي بن الحسين ( عليهما السلام ) فذكر له ذلك ، فقال له علي ( عليه السلام ) : قد كنت أراك أحسن رأياً منك اليوم ، أما علمت أن الله عز وجل جاء بالاسلام فرفع به الخسيس (٢) ، وأتم به الناقص ، وأكرم (٣) به اللوم فلا لوم على امرىء مسلم ، وإنما اللوم لوم الجاهلية » .
__________________________
(١) في المصدر : ليتضع .
(٢) في المصدر : مسلم .
٨ ـ كتاب الاستغاثة ص ٥٤ .
الباب ٢٣
١ ـ دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٩٨ . باختلاف يسير .
(١) في الحجرية : « بها » وما أثبتناه من المصدر .
(٢) في الحجرية : « بالخسيس » وما أثبتناه من المصدر .
(٣) في الحجرية : « فأكرم » وما أثبتناه من المصدر .
[١٦٤٦٣] ٢ ـ وعن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، أنه قال : « كان بالمدينة رجل من العرب له أُم ولد ، فمات عنها فتزوجها علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، فبلغ ذلك عبد الملك بن مروان ، فكتب إليه : أما كان لك في قريش وأفناء العرب (١) كفاية تحجزك عن أُم ولد رجل ؟ فكتب إليه علي بن الحسين ( عليهما السلام ) : أما بعد ، فإن الله تبارك وتعالى رفع بالاسلام الخسيسة ، وأتم به الناقصة ، ولا لوم على امرىء مسلم ، وإنما اللوم لوم الجاهلية ، وقد أعتق رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) أمته وتزوجها ، وعنده نساء من قريش ، وفي رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) أسوة حسنة ، لمن كان يرجو الله واليوم الآخر » .
[١٦٤٦٤] ٣ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : « نروي أن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) نظر إلى ولدي أمير المؤمنين الحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، وبنات جعفر بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فقال : بنونا لبناتنا وبناتنا لبنينا » .
[١٦٤٦٥] ٤ ـ البحار ، عن مصباح الأنوار : عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، أنه قال : « لولا أن الله تبارك وتعالى خلق أمير المؤمنين لفاطمة ( عليها السلام ) ، ما كان لها كفء على ظهر الأرض » .
٢٤ ـ ( باب أنه يستحب للمرأة وأهلها اختيار الزوج الذي يرضى خلقه ودينه وأمانته ، ويكون عفيفاً ذا يسار ، وعدم جواز رده إذا خطب )
[١٦٤٦٦] ١ ـ الجعفريات : أخبرنا عبدالله ، أخبرنا محمد ، حدثني موسى
__________________________
٢ ـ دعائم الاسلام :
(١) أفناء العرب : جماعة العرب ( أنظر لسان العرب ج ١٥ ص ١٦٥ ) .
٣ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٤٨ .
٤ ـ البحار ج ١٠٣ ص ٣٧٥ ، عن مصباح الأنوار ص ٢٢٨ .
الباب ٢٤
١ ـ الجعفريات ص ٨٩ .
قال : حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن جده جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي ( عليهم السلام ) قال : « قال رسول الله ( صلّى اله عليه وآله ) : إذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه ، فإن لم تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير » .
[١٦٤٦٧] ٢ ـ دعائم الاسلام : عن النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ، أنه نهى أن يرد المسلم أخاه المسلم إذا خطب إليه ابنته إذا رضي دينه ، وقال : ( إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ ) (١) » .
[١٦٤٦٨] ٣ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : « ان خطب اليك رجل رضيت دينه وخلقه فزوجه ولا يمنعك فقره وفاقته ، قال الله تعالى : ( وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّـهُ كُلًّا مِّن سَعَتِهِ ) (١) وقال : ( إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) (٢) » .
[١٦٤٦٩] ٤ ـ الصدوق في معاني الأخبار : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن إسماعيل بن مرار ، عن يونس قال : حدثني جماعة من أصحابنا ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، أنه قال : « الكفء أن يكون عفيفاً وعنده يسار » .
[١٦٤٧٠] ٥ ـ وفي المقنع : وإذا خطب اليك رجل رضيت دينه [ وخلقه ] (١) وأمانته فزوجه ، فان الله تعالى يقول : ( إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّـهُ مِن
__________________________
٢ ـ دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٩٦ ح ٧١٤ .
(١) الأنفال ٨ : ٧٣ .
٣ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٣١ .
(١) النساء ٤ : ١٣٠ .
(٢) النور ٢٤ : ٣٢ .
٤ ـ معاني الأخبار ص ٢٣٩ .
٥ ـ المقنع ص ١٠١ .
(١) أثبتناه من المصدر .
فَضْلِهِ ) (٢) وقال : أبو جعفر ( عليه السلام ) : « إذا خطب اليكم رجل فرضيتم (٣) دينه وأمانته فزوجوه و ( إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ ) (٤) » .
[١٦٤٧١] ٦ ـ الحسين بن سعيد في كتاب المؤمن : عن إبراهيم التيمي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، في حديث : أنه قال « يا إبراهيم ، ما أفاد مؤمن من فائدة أضر عليه من مال يفيده ، المال أضر عليه من ذئبين ضاريين في غنم قد هلك رعاتها ، واحدة (١) في أولها وواحدة (٢) في آخرها ، ثم قال : فما ظنك بهما ؟ » قلت : يفسدان ، أصلحك الله ، قال : « صدقت ، ان أيسر ما يدخل عليه أن يأتيه أخوه المسلم فيقول : زوجني ، فيقول : ليس لك مال » .
[١٦٤٧٢] ٧ ـ أبو القاسم الكوفي في كتاب الاستغاثة : عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، أنه قال : « من جاءكم خاطبا ترضون دينه وأمانته فزوجوه ( إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ ) (١) » .
[١٦٤٧٣] ٨ ـ الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره : عن أنس بن مالك ، قال : كان رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) جالساً يوماً ، فدخل أعرابي وسلم وقال : يا رسول الله ، أيمنع سوادي ودمامة وجهي من دخول الجنة ؟ قال ( صلّى الله عليه وآله ) : « لا ، ما كنت خائفاً من الله ومؤمنا برسوله »
__________________________
(٢) النور ٢٤ : ٣٢ .
(٣) في الطبعة الحجرية : « فرضيت » وما أثبتناه من المصدر .
(٤) الأنفال ٨ : ٧٣ .
٦ ـ كتاب المؤمن ص ٥٥ .
(١) في المصدر : واحد .
(٢) في المصدر : وآخر .
٧ ـ الاستغاثة ص ٥٣ .
(١) الأنفال ٨ : ٧٣ .
٨ ـ تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٣٦٩ .
فقال
: يا رسول الله ، والله الذي شرفك بالنبوة ، اني قبل ذلك بثمانية أشهر آمنت وأقررت بأن الله واحد وأنك رسوله بالحق ، فقال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : « أنت من القوم لك ما لهم وعليك ما عليهم » فقال : فلم خطبت من هؤلاء الحاضرين فلم يجبني منهم أحد ؟ ولا أرى مانعاً غير دمامة الوجه وسواد اللون ، وإلا فأنا في قومي بني سليم ذو حسب وابائي معروفون ، ولكن غلبني سواد أخوالي ، فقال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : « ها هنا عمر بن وهب » وكان رجلاً من ثقيف صعب الجانب وفيه أنفة ، قالوا : لا ، يا رسول الله ، فقال للأعرابي : « تعرف داره » قال : نعم ، قال : « اذهب إلى داره ودق الباب دقاً رقيقاً ، وإذا دخلت فسلم وقل : إن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) أعطاني بنتك » وكانت له بنت ذات جمال وعقل وعفاف ، فجاء ودق الباب ، فلما فتح ورأوا سواد وجهه ودمامته اشمأزوا منه وأظهروا الكراهة ، فقال : إن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) أعطاني بنتك ، فزجروه وردوه رداً قبيحاً ، فقام وخرج ، فلما خرج قالت البنت لأبيها : اذهب واستخبر الحال ، فان كان النبي ( صلّى الله عليه وآله ) أعطانيه فاني راضية بما فعله رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، فذهب في أثر الرجل ، وأتى رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، وقد كان الرجل شكاه إليه ، فقال له رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : « يا هذا أنت الذي رددت رسولي » فقال : يا رسول الله ، فعلت وبئس ما فعلت ، وأنا أستغفر الله ، وإنما رددته لأنه كان رجلاً من العرب ظننته يكذب ، والآن يا رسول الله فاحكم في نفوسنا وبيوتنا وأموالنا ، وانا نعوذ بالله من غضبه وغضب رسوله ( صلّى الله عليه وآله ) ، فقال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : « قم يا أعرابي فاني اعطيتك بنته ، فاذهب الى بيتها » فقال الرجل : يا رسول الله ، أنا رجل من العرب فقير ، واستحيي أن أدخل بيت المرأة ويدي صفرة ، فقال له : « أمرر على ثلاثة من الصحابة ، وخذ منهم ما تحتاج إليه ، اذهب إلى عند علي ( عليه السلام ) ، وعند عثمان ، وعند عبد الرحمان بن عوف » فأتى عليّا ( عليه السلام ) فأعطاه مائة درهم ، وكذا
عثمان وعبد الرحمان . . . الخبر .
٢٥ ـ ( باب كراهة تزويج شارب الخمر )
[١٦٤٧٤] ١ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : « واياك أن تزوج شارب الخمر ، فان زوجته فكأنما قدت إلى الزنى » .
وفي موضع آخر : « ولا يزوج شارب خمر ، فان من فعل فكأنما قادها إلى الزنى » (١) .
[١٦٤٧٥] ٢ ـ جامع الأخبار : عن النّبي ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال في حديث : « ومن شرب الخمر فلا تزوّجوه » الخبر .
[١٦٤٧٦] ٣ ـ وعن الصّادق ( عليه السّلام ) أنّه قال : « شارب الخمر إذا مرض فلا تعودوه ـ إلى أن قال ـ وإذا خطب إليكم فلا تزوّجوه ، فإنّه من زوّج ابنته شارب الخمر ، فكأنّما قادها الى الزّنى » .
[١٦٤٧٧] ٤ ـ القطب الرّاوندي في لبّ اللّباب : « عن الصّادق ( عليه السّلام ) ، أنّه قال : « ليس شارب الخمر أهلاً أن يزوج ، وأن يؤتمن على أمانة ، لقوله : ( وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ ) (١) » .
[١٦٤٧٨] ٥ ـ عوالي اللآلي : عن النّبي ( صلّى الله عليه وآله ) ، قال : « من زوّج كريمته من شارب الخمر ، فكأنّما ساقها الى الزّنى » .
__________________________
الباب ٢٥
١ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٣٨ .
(١) نفس المصدر ص ٣١ .
٢ ـ جامع الأخبار ص ١٧٨ .
٣ ـ المصدر السابق ص ١٧٧ .
٤ ـ لبّ اللباب : مخطوط .
(١) النساء ٤ : ٥ .
٥ ـ عوالي اللآلي ج ١ ص ٢٧٢ ح ٩٢ .
[١٦٤٧٩] ٦ ـ وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) ، قال : « من زوّج كريمته من فاسق ، نزل عليه كلّ يوم ألف لعنة » .
٢٦ ـ ( باب كراهة تزويج سيّء الخلق والمخنّث )
[١٦٤٨٠] ١ ـ الحسن بن فضل الطّبرسي في مكارم الأخلاق : عن كتاب نوادر الحكمة ، عن الحسين بن بشار قال : كتبت إلى أبي الحسن ( عليه السلام ) : أنّ لي قرابة قد خطب اليّ وفي خلقه سوء ، قال : « لا تزوّجه إن كان سيّء الخلق » .
٢٧ ـ ( باب كراهة مناكحة الزّنج والخزر والخوز والسّند والهند والقند والنّبط )
[١٦٤٨١] ١ ـ الجعفريات : أخبرنا عبدالله ، أخبرنا محمّد ، حدّثني موسى قال : حدّثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدّه جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه عليّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن عليّ ( عليهم السلام ) قال : « قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : وإيّاكم ونكاح الزّنج ، فانّه خلق مشوه » .
ورواه في الدّعائم : عنه ( صلّى الله عليه وآله ) ، مثله (١) .
٢٨ ـ ( باب كراهة تزويج الحمقاء دون الأحمق )
[١٦٤٨٢] ١ ـ الجعفريات : بالسّند المتقدّم ، عن عليّ ( عليه السّلام ) قال :
__________________________
٦ ـ عوالي اللآلي ج ١ ص ٢٧٢ ح ٩١ .
الباب ٢٦
١ ـ مكارم الأخلاق ص ٢٠٣ .
الباب ٢٧
١ ـ الجعفريات ص ٩٠ .
(١) دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٩٤ .
الباب ٢٨
١ ـ الجعفريات ص ٩٢ .
« قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : وايّاكم وتزويج الحمقاء ، فانّ صحبتها بلاء ، وولدها ضياع » .
٢٩ ـ ( باب أنّ النّكاح الحلال ثلاثة أقسام : دائم ، ومنقطع ، وملك يمين ، عينا أو منفعة )
[١٦٤٨٣] ١ ـ فقه الرّضا ( عليه السّلام ) : « اعلم ـ يرحمك الله ـ أنّ وجوه النّكاح الّذي أمر الله عزّ وجلّ بها ، أربعة أوجه : نكاح ميراث ـ إلى أن قال ـ والوجه الثّاني : نكاح بغير شهود ولا ميراث ، وهي نكاح المتعة ـ إلى أن قال ـ والوجه الثّالث : نكاح ملك اليمين ـ الى أن قال ـ والوجه الرّابع : نكاح تحليل المحلّل » إلى آخره .
٣٠ ـ ( باب أنّه يجوز للرّجل النّظر إلى وجه امرأة يريد تزويجها ، ويديها وشعرها ومحاسنها ، قاعدة وقائمة ، وأن يتأمّلها بغير تلذّذ ، وكراهة مشيها بين يديه ، وكذا الأمة الّتي يريد شراءها )
[١٦٤٨٤] ١ ـ الجعفريات : أخبرنا عبدالله ، أخبرنا محمّد ، حدّثني موسى قال : حدّثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدّه جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه عليّ بن الحسين ، [ عن أبيه ] (١) ، عن علي ( عليهم السّلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : إذا أراد أحدكم أن يتزوّج المرأة ، فلا بأس أن يولج بصره ، فانّما هو مشتر » .
__________________________
الباب ٢٩
١ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٣٠ .
الباب ٣٠
١ ـ الجعفريات ص ٩٣ .
(١) أثبتناه من المصدر .
ورواه في الدّعائم : عنه ، مثله (٢) .
[١٦٤٨٥] ٢ ـ وبهذا الاسناد قال : « قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : « إذا أراد أحدكم أن يتزوج المرأة ، فلا بأس أن ينظر إلى ما يدعوه إليه منها » قال جعفر بن محمّد ( عليهما السّلام ) : « قال لنا أبي : ذكرت هذا لجابر بن عبدالله الأنصاري ، فقال لنا جابر : لما سمعت هذا الحديث عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، إختبأت لجارية من الأنصار في حائط (١) لأبيها ، فنظرت إلى ما أردت وإلى ما لم أرد » .
ورواه الرّاوندي في نوادره : باسناده عن موسى بن جعفر ، عن آبائه ( عليهم السّلام ) ، عنه ( صلّى الله عليه وآله ) ، مثله (٢) .
[١٦٤٨٦] ٣ ـ عوالي اللآلي : عن النّبي ( صلّى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « من تاقت نفسه الى نكاح امرأة ، فلينظر منها [ إلى ] (١) ما يدعوه الى نكاحها » .
[١٦٤٨٧] ٤ ـ وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) ، أنّه قال لصحابي خطب امرأة : « أُنظر الى وجهها وكفّيها » .
__________________________
(٢) دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٠١ ح ٧٣٦ .
٢ ـ الجعفريات ص ٩٣ .
(١) الحائط : البستان من النخيل وغيرها ( النهاية ج ١ ص ٤٦٢ ) .
(٢) نوادر الراوندي ص ١٣ .
٣ ـ عوالي اللالي ج ٢ ص ٢٦٢ .
(١) أثبتناه من المصدر .
٤ ـ عوالي اللآلي ج ٢ ص ٢٦٢ .
٣١ ـ ( باب استحباب التّزويج وزفاف العرائس ليلاً ، والتّكبير عند الزّفاف ، وركوب العروس )
[١٦٤٨٨] ١ ـ الجعفريات : بالسّند المتقدّم قال : « قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : زفّوا عرائسكم ليلاً ، وأطعموا ضحى » .
[١٦٤٨٩] ٢ ـ وبهذا الاسناد قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لا سهر الّا في ثلاث : متهجّد بالقرآن ، أو طالب العلم ، أو عروس تهدى إلى زوجها » .
ورواهما في الدّعائم : عنه ( صلّى الله عليه وآله ) ، مثله (١) .
ورواهما الرّاوندي في نوادره : عنه ( صلى الله عليه وآله ) ، مثله (٢) .
[١٦٤٩٠] ٣ ـ البحار ، عن كتاب الإِمامة والتّبصرة لعليّ بن بابويه : عن محمّد بن جعفر الرّزاز ، عن خاله علي بن محمّد ، عن عمرو بن عثمان الخزّاز ، عن النّوفلي ، عن السّكوني ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه ( عليهم السّلام ) قال : « قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) زفّوا عرائسكم ليلاً ، وأطعموا ضحى » .
[١٦٤٩١] ٤ ـ العيّاشي في تفسيره : عن عبدالله بن الفضل النّوفلي ، عمن (١) رفعه الى أبي جعفر ( عليه السّلام ) ، قال : « إذا طلبتم الحوائج فاطلبوها
__________________________
الباب ٣١
١ ـ الجعفريات ص ١١٠ .
٢ ـ الجعفريات ص ٩٤ .
(١) دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢١٠ ح ٧٧١ .
(٢) نوادر الراوندي ص ١٣ .
٣ ـ البحار ج ١٠٣ ص ٢٦٦ ح ١٠ بل عن جامع الأحاديث ص ١٢ .
٤ ـ تفسير العياشي ج ١ ص ٣٧٠ ح ٦٦ .
(١) في الحجرية : « عن السكوني » وما اثبتناه من المصدر هو الصواب « راجع معجم رجال الحديث ج ١٠ ص ٢٧٦ » .
بالنّهار ، فإنّ الله جعل الحياء في العينين ، وإذا تزوّجتم فتزوّجوا باللّيل ، فإنّ الله جعل اللّيل سكنا » .
[١٦٤٩٢] ٥ ـ وعن الحسن بن علي بن بنت الياس قال : سمعت أبا الحسن الرّضا ( عليه السّلام ) يقول : « إنّ الله جعل اللّيل سكناً ، وجعل النّساء سكناً ، ومن السنّة التزويج باللّيل ، واطعام الطّعام » .
[١٦٤٩٣] ٦ ـ وعن علي بن عقبة ، عن أبي عبدالله ( عليه السّلام ) قال : « تزوّجوا باللّيل ، فإنّ الله جعله سكناً » .
[١٦٤٩٤] ٧ ـ السّيد هاشم التّوبلي في مدينة المعاجز : نقلاً عن كتاب مسند فاطمة قال : حدّثنا أبو المفضّل محمّد بن عبدالله قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال : حدّثنا موسى بن ابراهيم المروزي قال : حدّثنا موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جدّه ( عليهم السّلام ) ، عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال : « لمّا زوّج رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) فاطمة من عليّ ( عليهما السّلام ) ، أتاه ناس من قريش فقالوا : انّك زوّجت عليّا بمهر قليل ، فقال : ما أنا زوّجت عليّا ( عليه السّلام ) ، ولكنّ الله زوّجه ليلة أُسري بي إلى السّماء ـ إلى أن قال ـ فلمّا كانت ليلة الزّفاف ، أتى النّبي ( صلّى الله عليه وآله ) ببغلته الشّهباء ، وثنّى عليه قطيفة ، وقال لفاطمة ( عليها السّلام ) : اركبي ، وأمر سلمان أن يقودها ، والنّبي ( صلّى الله عليه وآله ) يسوقها ، فبينا هم في بعض الطّريق إذ سمع النّبي ( صلّى الله عليه وآله ) وجبة ، فإذا هو جبرئيل في سبعين ألف ، وميكائيل في سبعين ألف ، قال النّبي ( صلّى الله عليه وآله ) : ما أهبطكم إلى الأرض ؟ قالوا : جئنا نزف فاطمة ( عليها السّلام ) الى زوجها علي بن أبي طالب ( عليه السّلام ) ، فكبّر جبرئيل وميكائيل ، وكبّرت الملائكة وكبّر محمّد ( صلّى الله عليه وآله ) ،
__________________________
٥ ـ تفسير العياشي ج ١ ص ٣٧١ ح ٦٧ .
٦ ـ تفسير العياشي ج ١ ص ٣٧١ ح ٦٨ .
٧ ـ مدينة المعاجز ص ١٤٨ .
فوقع التّكبير على العرائس من تلك اللّيلة » . الخبر .
[١٦٤٩٥] ٨ ـ وعنه قال : حدّثني أبو الحسين محمّد بن هارون بن موسى التّلعكبري قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا أحمد بن علي بن مهدي قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا عليّ بن موسى الرّضا ، عن أبيه ، عن جعفر ، عن أبيه الباقر ( عليهم السّلام ) ، قال : « حدّثني جابر بن عبدالله الأنصاري قال : لمّا كانت اللّيلة التي اهدى [ رسول الله ] (١) فاطمة إلى عليّ ( عليهما السلام ) ، دعا بعلي ( عليه السلام ) فأجلسه عن يمينه ، ودعا بها فأجلسها عن شماله ، ثمّ جمع رأسيهما ثم قام وقاما وهو بينهما يريد منزل علي ( عليه السلام ) ، فكبّر جبرئيل في الملائكة ، فسمع النبي ( صلى الله عليه وآله ) فكبّر ، وكبّر المسلمون ، وهو أوّل تكبير كان في زفاف فصارت سنّة » .
[١٦٤٩٦] ٩ ـ وعنه قال : حدّثنا أبو الحسن أحمد بن الفرج بن منصور قال : حدّثنا أبو الحسن علي بن الحسين بن موسى قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أبي اسحاق ابراهيم بن محمّد بن سعيد الثّقفي قال : حدّثنا أبو الحسن الأسدي قال : حدّثنا الحسن بن عليّ بن أبي حمزة قال : حدّثني أبي ، عن عليّ بن عبدالله ، عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد ( عليهما السّلام ) ، قال : « لمّا زفّت فاطمة إلى عليّ ( عليهما السّلام ) ، نزل جبرئيل وميكائيل واسرافيل ونزل معهم سبعون ألف ملك ، فقال : قدمت بغلة رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ذلول (١) وعليها شملة ، فأمسك جبرئيل باللّجام ، وأمسك
__________________________
٨ ـ مدينة المعاجز ص ١٤٨ .
(١) أثبتناه من المصدر .
٩ ـ مدينة المعاجز ص ١٤٨ .
(١) كذا ولعل الصواب ( دلدل ) كما هو المعروف من اسم بغلة الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) قال ابن الأثير : ومنه الحديث : ( كان اسم بغلته ( عليه السلام ) دلدلاً ) ( النهاية ج ٢ ص ١٢٩ ) .
وقال الطريحي : والدلدل ، به سميت بغلة النبي ( صلى الله عليه وآله ) التي اهديت اليه ( مجمع البحرين ج ٥ ص ٣٧٣ ) .
اسرافيل بالرّكاب ، وأمسك ميكائيل بالثفر (٢) ، ورسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) يسوي عليها ثيابها ، فكبّر جبرئيل وكبّر اسرافيل ، وكبّر ميكائيل ، فكبّرت الملائكة ، وجرت السّنة بالتّكبير في الزّفاف الى يوم القيامة » .
[١٦٤٩٧] ١٠ ـ ابن شهرآشوب في المناقب : عن كتاب مولد فاطمة ( عليها السّلام ) ، في خبر أمر النّبي ( صلّى الله عليه وآله ) بنات عبد المطّلب ، ونساء المهاجرين والأنصار ، أن يمضين في صحبة فاطمة ( عليها السّلام ) ، وأن يفرحن ويرجزن ويكبّرن ويحمدن ، ولا يقلن ما لا يرضي الله .
٣٢ ـ ( باب استحباب الاطعام عند التّزويج يوماً أو يومين ، وكراهة ما زاد )
[١٦٤٩٨] ١ ـ دعائم الاسلام : روينا عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه : « أنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، لمّا تزوّج بميمونة ابنة الحارث ، أولم عليها وأطعم الحيس » (١) .
[١٦٤٩٩] ٢ ـ وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « الوليمة أوّل يوم حقّ ، والثّاني معروف ، وما كان بعد ذلك فهو رياء وسمعة » .
__________________________
(٢) الثفر : سير من جلد يكون في مؤخرة سرج الدابة ( لسان العرب ج ٤ ص ١٠٥ ) .
١٠ ـ المناقب ج ٣ ص ٣٥٤ .
الباب ٣٢
١ ـ دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٠٤ ح ٧٤٦ .
(١) الحيس : الخلط ، ومنه سمي الطعام المتخذ من التمر والسمن والدقيق ( لسان العرب ج ٦ ص ٦١ ) .
٢ ـ دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٠٥ ح ٧٤٨ .
[١٦٥٠٠] ٣ ـ وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) ، أنّه مرّ ببني زريق (١) فسمع عزفا ، فقال : « ما هذا ؟ » قالوا : يا رسول الله نكح فلان ، فقال : « كمل دينه ، هذا النّكاح لا السّفاح ، ولا [ يكون ] (٢) نكاح في السّر ، حتى يرى دخان ، أو يسمع حسّ دفّ » .
[١٦٥٠١] ٤ ـ الجعفريات : بإسناده عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه عليّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن عليّ ( عليهم السّلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : الوليمة أوّل يوم حقّ ، والثّاني معروف ، فما كان فوق ذلك فهو رياء وسمعة » قال جعفر بن محمّد ( عليهما السّلام ) : « وأخبرني أبي قال : دعي أبي الى الوليمة أوّل يوم فأجاب ، ثمّ دعي في اليوم الثّاني فأجاب ، ثمّ دعي في اليوم الثّالث فأمر بالرّسول فطرد حتّى توارى » .
[١٦٥٠٢] ٥ ـ السّيد هاشم التّوبلي في مدينة المعاجز : نقلاً عن مسند فاطمة ( عليها السّلام ) قال : حدّثني أبو الحسين محمّد بن هارون بن موسى قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدّثني يحيى بن زكريّا بن شيبان قال : حدّثنا محمّد بن جعفر ، عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد ( عليهما السّلام ) قال : « لمّا زوّج رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) فاطمة بعليّ ( عليهما السّلام ) ، قال حين عقد العقد : من حضر نكاح عليّ ( عليه السّلام ) فليحضر الى طعامه ، قال : فضحك المنافقون وقالوا : انّ محمّد ( صلّى الله عليه وآله ) قد صنع طعاماً ما يكفي عشرة أُناس ، وحشر النّاس ، اليوم يفتضح محمّد ( صلّى الله عليه وآله ) ، وبلغ ذلك اليه فدعا
__________________________
٣ ـ دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٠٥ ح ٧٤٩ .
(١) في الحجرية : « رزيق » وما أثبتناه من المصدر هو الصواب « راجع المغازي للواقدي ج ١ ص ١٤٦ و ١٧١ و ٣٠٦ » .
(٢) اثبتناه من المصدر .
٤ ـ الجعفريات ص ١٦٤ .
٥ ـ مدينة المعاجز ص ١٤٧ .
بعميّه حمزة والعبّاس ، فأقامهما على باب داره وقال : أدخل النّاس عشرة عشرة ، وأقبل على عليّ ( عليه السّلام ) وعقيل فوزرهما ببردين يمانيين ، وقال : انقلا الى أهل التّوحيد الماء ، واعلم يا علي أنّ خدمتك للمسلمين أفضل من كرامتك لهم ، قال : وجعل النّاس يردون عشرة عشرة ، فيأكلون ويصدرون ، حتّى أكل من طعام إملاك عليّ ( عليه السّلام ) من النّاس ثلاثة أيّام ، والنّبي ( صلّى الله عليه وآله ) يجمع بين الصّلاتين الظّهر والعصر ، والمغرب والعشاء الآخرة ، وجعل النّاس يصدرون ولا يردون ، قال : يا بن أخي ما في المدينة أحد الّا وقد أكل من طعامك ، حتّى أنّ جماعة من المشركين دخلوا في عداد المؤمنين ، فأحببنا أن لا نمنعهم ليروا ما أعطاك الله من المنزلة العظيمة والدّرجة الرّفيعة ، قال النّبي ( صلّى الله عليه وآله ) : يا بن عمّ تعرف عدد القوم قال : لا علم لي ، قال : ولكن ان أردت أو أحببت أن تعرف عدد القوم فعليك بعمّك حمزة ، فنادى النّبي ( صلّى الله عليه وآله ) ، أين عمّي حمزة ؟ فأقبل يسعى وهو يجرّ سيفه على الصفا ، وكان لا يفارقه سيفه شفقة على دين الله ، فلمّا دخل على النّبي ( صلّى الله عليه وآله ) فرآه ضاحكاً ، فقال له النّبي ( صلّى الله عليه وآله ) : ما لي أرى النّاس يصدرون ولا يردون ، قال : لكرامتك على ربّك أُطعم النّاس من طعامك حتّى ما تخلف موحّد ولا ملحد ، قال : كم طعم منهم ، هل تعرف عددهم ؟ قال : والله أنا على رجل واحد أكل من طعامك في أيّامك تلك ثلاثة آلاف وعشرة من المسلمين ، فضحك النّبي ( صلّى الله عليه وآله ) حتّى بدت نواجذه ، ثمّ دعا بصحاف وجعل يغرف فيها ، ويبعث به مع عبدالله بن الزبير وعبدالله بن عقبة الى بيوت الأرامل والضّعفاء من المساكين ، والمسلمين والمسلمات ، والمعاهدين والمعاهدات ، حتّى لم يبق يومئذ بالمدينة دار ولا منزل الّا ودخل اليه من طعام النّبي ( صلّى الله عليه وآله ) » الخبر .
[١٦٥٠٣] ٦ ـ وروى الشّيخ أبو الفتوح في تفسيره حديثاً طويلاً في تزويج
__________________________
٦ ـ تفسير أبي الفتوح ج ٤ ص ٩٧ .