الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: سعيد
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٩٢
وأجريته » .
[ ٧٩١٨ ] ٣٠ ـ القاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة القضاعي في كتاب الشهاب : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « ما احسن عبد الصدقة ، إلا أحسن الله الخلافة على تركته » .
وقال (١) ( صلى الله عليه وآله ) : « ما نقص مال من صدقة » .
وقال (٢) ( صلى الله عليه وآله ) : « ان الله ليدرأ بالصدقة سبعين ميتة من السوء » .
[ ٧٩١٩ ] ٣١ ـ ابن أبي جمهور في عوالي اللآلي : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « اليد العيا خير من اليد السفلى ، واليد العليا منفقة واليد السفلى السائلة (١) ، وابدأ بمن تعول » .
[ ٧٩٢٠ ] ٣٢ ـ وفي درر اللآلي : عنه ( صلى الله عليه وآله ) ، قال « الصدقة تدفع ميتة السوء » .
[ ٧٩٢١ ] ٣٣ ـ وعن أنس قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إن الله ليدرأ بالصدقة عن صاحبها سبعين ميتة من السوء ، أدناها الهم » .
____________________________
٣٠ ـ الشهاب : ص ٣٣٣ ح ٥٧٤ ( طبعة سنة ١٣٦١ ) .
(١) الشهاب ص ٩٧ ح ٥٣٨ ( طبعة دانشكاه ) .
(٢) الشهاب ص ١٢٨ ح ٧١٦ ( طبعة دانشكاه ) .
٣١ ـ عوالي اللآلي ج ١ ص ١٤١ ح ٥٥ .
(١) في الطبعة الحجرية « المسائلة » وما أثبتناه من المصدر .
٣٢ ـ درر اللآلي ج ١ ص ١٣ .
٣٣ ـ درر اللآلي ج ١ ص ١٣ .
[ ٧٩٢٢ ] ٣٤ ـ وعن عدي بن حاتم قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « ما منكم أحد [ إلا ] (١) سيكلّمه الله ليس بينه وبينه حجاب ، فينظر عن يمينه فلا يرى إلا ما قدّم ، وينظر عن شماله فلا يرى إلّا ما قدّم ، ثم ينظر بين يديه فيرى النار ، فمن استطاع أن يقي وجهه النار ولو بشق تمرة ، فإن لم يجد فبكلمة طيبة » .
[ ٧٩٢٣ ] ٣٥ ـ وعن أبي حبيب ، عن بعض أصحب النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه سمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، يقول : « أن ظل المؤمن يوم القيامة صدقته » .
[ ٧٩٢٤ ] ٣٦ ـ وعن جابر بن عبد الله الأنصاري ، أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قال لكعب بن عجرة : « يا كعب ، الصلاة برهان ، والصوم جنة ، والصدقة تطفي الخطيئة ، كما يطفىء الماء النار » .
[ ٧٩٢٥ ] ٣٧ ـ وعن أبي بريدة ، عن أبيه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « ما يخرج الرجل شيئاً من الصدقة ، حتى يفك عنها لحى سبعين شيطاناً » .
[ ٧٩٢٦ ] ٣٨ ـ وعن أبي ذر ، قال : ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « ما خرج صدقة من يد رجل ، حتى يفك عنها لحى سبعين شيطاناً ، كلهم ينهاه عنها » .
[ ٧٩٢٧ ] ٣٩ ـ وعنه : عنه ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : « الصلاة عمود الدين ، والاسلام والجهاد سنام العمل ، والصدقة شيء عجيب ، شيء عجيب ، شيء عجيب » .
____________________________
٣٤ ـ درر اللآلي ج ١ ص ١٣ .
(١) أثبتناه لاستقامة المعنى ، بقرينة الحديث / ٥ الذي مرّ عن الجعفريات في الباب ١ من أبواب الصدقة .
٣٥ ـ ٣٩ ـ درر اللآلي ج ١ ص ١٣ .
٢ ـ ( باب أنه يستحب للإِنسان أن يعول أهل بيت من المسلمين ، بل يختاره ندباً على الحج )
[ ٧٩٢٨ ] ١ ـ الشيخ المفيد في الارشاد : عن أبي محمد الحسن بن محمد بن يحيى ، عن جده ، عن أبي نصر ، عن عبد الرحمن بن صالح ، عن يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، قال : كان بالمدينة كذا وكذا أهل بيت ، يأتيهم رزقهم وما يحتاجون إليه ، لا يدرون من أين يأتيهم ؟ فلما مات علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، فقدوا ذلك .
٣ ـ ( باب استحباب الصدقة عن المريض )
[ ٧٩٢٩ ] ١ ـ كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي : عن عبد الله بن طلحة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، أنه قال : « داووا مرضاكم بالصدقة ، وادفعوا أبواب البلايا بالاستغفار ـ إلى أن قال ـ قلت : كيف نداوي مرضانا بالصدقة ؟ قال : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قيل له : يا رسول الله ، أي الصدقة أفضل ؟ قال : جهد المقل ، وإذا كان عندك مريض قد أعياك مرضه ، فخذ رغيفاً (١) من خبزك ، فاجعله في منديل أو خرقة نظيفة ، فكلما دخل سائل فليعط منه كسرة ، ويقال له : ادعُ لفلان ، فإنهم (٢) يستجاب لهم فيكم ، ولا يستجاب لهم في أنفسهم .
____________________________
الباب ٢
١ ـ إرشاد المفيد ص ٢٥٨ .
الباب ٣
١ ـ كتاب جعفر بن محمد الحضرمي ص ٧٧ .
(١) كان في الطبعة الحجرية رغيفات وما أثبتناه من المصدر .
(٢) في المصدر : فإنّه .
[ ٧٩٣٠ ] ٢ ـ دعائم الاسلام : عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، أنه قال : « ارغبوا في الصدقة وبكروا بها ـ إلى أن قال ـ ولا تستخفوا بدعاء المساكين للمرضى منكم ، فإنه يستجاب لهم فيكم ، ولا يستجاب لهم في أنفسهم » .
[ ٧٩٣١ ] ٣ ـ نهج البلاغة : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « الصدقة دواء منجح » .
[ ٧٩٣٢ ] ٤ ـ الصدوق في الخصال : في حديث الأربعمائة : عنه ( عليه السلام ) ، أنه قال : « داووا مرضاكم بالصدقة » .
٤ ـ ( باب استحباب صدقة الإِنسان بيده خصوصاً المريض ، وأمر السائل بالدعاء له )
[ ٧٩٣٣ ] ١ ـ العياشي في تفسيره عن أبي بكر ، عن السكوني ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : خلتان (١) لا أحب أن يشاركني فيهما أحد : وضوئي فإنه من صلاتي ، وصدقتي فإنها من يدي إلى يد السائل ، فإنها تقع في يد الرحمن » .
ورواه في الجعفريات (٢) بإسناده المتقدم عن رسول الله ( صلى الله
____________________________
٢ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ٢٣١ ح ١٢٣٥ .
٣ ـ نهج البلاغة ج ٣ ص ١٥٣ ح ٦ ، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ١٣٢ ح ٦٥ .
٤ ـ الخصال ص ٦٢٠ ، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ١٢٠ ح ٢٢ .
الباب ٤
١ ـ تفسير العياشي ج ٢ ص ١٠٨ ح ١١٧ ، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ١٢٨ ح ٥٠ .
(١) في المصدر والبحار : خصلتان .
(٢) الجعفريات ص ١٧ .
عليه وآله ) : مثله ، وفيه : فإنها تقع في كف الرحمن .
[ ٧٩٣٤ ] ٢ ـ الشيخ ورام في تنبيه الخواطر : قيل : كان حارثة بن النعمان قد ذهب بصره ، فاتخذ خيطاً من مصلاه إلى باب حجرته ، ووضع عنده مكتلاً (١) فيه تمر ، فكان إذا جاء المسكين يسأل ، أخذ من ذلك المكتل ، ثم أخذ بطرف الخيط حتى يناوله ، وكان أهله يقولون له : نحن نكفيك ، فيقول : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، يقول : « مناولة المساكين تقي ميتة السوء » .
[ ٧٩٣٥ ] ٣ ـ نهج البلاغة : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « من يعط باليد القصيرة يعط باليد الطويلة » .
[ ٧٩٣٦ ] ٤ ـ دعائم الاسلام : عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ـ في حديث يأتي في كيفية صدقة علي بن الحسين ( عليهما السلام ) بالليل ـ إلى أن قال ( عليه السلام ) : « يبتغي بذلك فضل صدقة السر ، وفضل صدقة الليل ، وفضل إعطاء الصدقة بيده » الخبر .
[ ٧٩٣٧ ] ٥ ـ وعن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، أن بعض أهل بيته ذكر له أمر عليل عنده ، فقال له : « ادع بمكتل فاجعل فيه بُرّاً واجعله بين يديه ، وأمر غلمانك إذا جاء (١) سائل ، أن يدخلوه إليه فيناوله (٢)
____________________________
٢ ـ تنبيه الخواطر ج ٢ ص ٢٨٥ .
(١) المِكتَل : الزبيل الذي يحمل فيه التمر ( لسان العرب ج ١١ ص ٥٨٣ ) .
٣ ـ نهج البلاغة ج ٣ ص ٢٠٤ ح ٢٣٢ ، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ١٣٢ ح ٦٦ .
٤ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ٣٣١ ح ١٢٤٨ .
٥ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ١٣٦ ح ٤٧٩ .
(١) كان في الطبعة الحجرية « جاءه » وما أثبتناه من المصدر .
(٢) في المصدر : فيناول .
منه بيده ، ويأمره أن يدعو له » الخبر .
[ ٧٩٣٨ ] ٦ ـ جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات : عن أبي بصير ، عن أحدهما ( عليهما السلام ) ، قال : « أفضل الصدقة ، أن يعطي الرجل بيده إلى السائل » .
٥ ـ ( باب استحباب كثرة الصّدقة ، بقدر الجهد )
[ ٧٩٣٩ ] ١ ـ نهج البلاغة : في وصية أمير المؤمنين لابنه الحسن ( عليهما السلام ) : « وإذا وجدت من أهل الفاقة من يحمل لك زادك إلى يوم القيامة ، فيوافيك به غداً حيث تحتاج إليه ، فاغتمنه وحمّله إيّاه ، وأكثر من تزويده وأنت قادر عليه ، فلعلك تطلبه فلا تجده ، واغتنم من استقرضك في حال غناك ، ليجعل قضاءه لك في يوم عسر (١) لك » .
[ ٧٩٤٠ ] ٢ ـ ابن شهرآشوب في المناقب : عن سفيان ، بإسناده عن علي ( عليه السلام ) ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « فيما استطعت تصدّقت » .
[ ٧٩٤١ ] ٣ ـ وعن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، أنه قال : « كان في وصيّة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) : يا علي ،
____________________________
٦ ـ الغايات ص ٧٧ .
الباب ٥
١ ـ نهج البلاغة ج ٣ ص ٥٢ ، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ١٣٣ ح ٦٦ .
(١) في المصدر : عسرتك .
٢ ـ مناقب ابن شهر أشوب ج ٢ ص ٧٣ .
٣ ـ مناقب ابن شهر أشوب : النسخة المطبوعة خالية من هذا الحديث ، ورواه الكليني في الروضة ج ٨ ص ٧٩ ح ٣٣ ، وعنه في البحار ج ٧٧ ص ٦٨ ح ٨ .
أوصيك في نفسك خصال فاحفظها ، ثم قال : اللهم أعنه ـ إلى أن قال ـ والخامسة الأخذ بسنّتي في صلواتي وصيامي وصدقتي ـ إلى أن قال ـ وأمّا الصّدقة فجهدك ، حتّى تقول قد أسرفت » .
٦ ـ ( باب استحباب الصّدقة ولو بالقليل ، على الغني والفقير )
[ ٧٩٤٢ ] ١ ـ السيّد فضل الله الرّاوندي في نوادره : بإسناده الصحيح عن موسى بن جعفر ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : كلّكم مكلّم ربّه يوم القيامة ليس بينه وبينه ترجمان ، فينظر أمامه فلا يجد إلّا ما قدّم ، وينظر عن يمينه فلا يجد إلّا ما قدم ، ثم ينظر عن يساره فإذا هو بالنّار ، فاتّقوا النّار ولو بشقّ تمرة ، فإن لم يجد أحدكم فبكلمة طيّبة » .
[ ٧٩٤٣ ] ٢ ـ وروى في دعواته : عن النّبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « الصّدقة تصدّ (١) سبعين باباً من الشرور (٢) ، [ وروي ] (٣) أن سائلاً وقف على خيمة وفيها امرأة وبين يديها صبيّ في المهد ، وكانت تأكل وما بقي إلّا لقمة فاعطته ، فلمّا كان بعد ساعة اختطف الذئب ولدها من المهد ، فتبعته قليلاً فرمى به من غير سوء ، وسمعت هاتفاً يقول : لقمة بلقمة » (٤) .
____________________________
الباب ٦
١ ـ نوادر الراوندي ص ٣ ، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ١٣١ ح ٦٢ .
٢ ـ دعوات الراوندي ص ٤٤ ، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ١٣٢ ح ٦٤ .
(١) في المصدر : تسدّ بها .
(٢) في المصدر : الشر .
(٣) أثبتناه من المصدر .
(٤) الدعوات ص ٨٢ باختلاف في الألفاظ .
[ ٧٩٤٤ ] ٣ ـ أمالي ابن الشّيخ : عن أبيه ، عن المفيد ، عن المظفر بن محمد ، عن محمد بن همام ، عن أحمد بن مابندار ، عن منصور بن العبّاس ، عن الحسن بن علي الخزّاز ، عن علي بن عقبه ، عن سالم بن أبي حفصة ، قال : لما هلك أبو جعفر محمّد بن علي الباقر ( عليهما السلام ) ، قلت لأصحابي : انتظروني حتّى أدخل على أبي عبد الله جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) فأُعزّيه ، فدخلت عليه فعزّيته ، ثم قلت : إنّا لله وإنا إليه راجعون ، ذهب والله من كان يقول : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فلا يسأل عمّن بينه وبين رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، والله لا يرى مثله أبداً ، قال : فسكت أبو عبد الله ( عليه السلام ) ساعة ، ثم قال : « قال الله عزّ وجلّ : إنّ من [ عبادي من ] (١) يتصدق بشقّ تمرة ، فأربيها له كما يربي أحدكم فلوه ، حتّى أجعلها له مثل أحد » فخرجت إلى أصحابي فقلت : ما رأيت أعجب من هذا ، كنّا نستعظم قول أبي جعفر ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، بلا واسطة ، فقال لي أبو عبد الله ( عليه السلام ) : قال الله عزّ وجلّ ، بلا واسطة .
[ ٧٩٤٥ ] ٤ ـ تفسير الإِمام ( عليه السلام ) : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : عباد الله ، أطيعوا الله في أداء الصّلوات المكتوبات ، والزّكوات المفروضات ، وتقرّبوا إلى الله بعد ذلك بنوافل الطّاعات ، فإنّ الله عزّ وجلّ يعظّم به المثوبات ، والذي بعثني بالحقّ نبيّاً ، أنّ عبداً من عباد الله ، ليقف يوم القيامة موقفاً يخرج عليه من لهب النّار أعظم من جميع جبال الدّنيا ، حتى ما يكون بينه وبينها حائل ، بينا هو كذلك
____________________________
٣ ـ أمالي الطوسي ج ١ ص ١٢٥ ، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ١٢٢ ح ٣٠ .
(١) أثبتناه من المصدر والبحار .
٤ ـ تفسير الإمام العسكري ( عليه السلام ) ص ٢١٧ .
قد تحير ، إذا تطاير بين الهواء رغيف أو حبّة فضّة ، قد واسى بها أخاً مؤمناً على إضافته ، فتنزل حواليه فتصير كأعظم الجبال مستديراً حواليه ، تصدّ عنه ذلك اللهب ، فلا يصيبه من حرّها ولا دخانها شيء إلى أن يدخل الجنّة » الخبر .
[ ٧٩٤٦ ] ٥ ـ الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره : مرسلاً : أنّ العبد إذا تصدّق بلقمة من الخبز أو بشقّ من التمر ، يربيها الله تعالى وينميها حتّى تصير كجبل أُحد ، ويأتي به الله تعالى يوم القيامة عند الميزان ، فيحاسب فتصير كفّة حسناته خفيفة فيتحيّر الرّجل ، فيأتي الله تعالى بصدقة فتوضع في كفّة حسناته فتصير ثقيلة ، وترجّح على كفّة سيّئاته ، فيقول العبد : يا إلهي ما هذه الطاعة الثقيلة الّتي لا أرى نفسي عملها ؟ فيقول الله تعالى : هذا شقّ التّمر الّذي تصدّقت لي ، في يوم كذا ، كنت أُربيها لك إلى وقت حاجتك ، لتكون فيها إغاثتك .
[ ٧٩٤٧ ] ٦ ـ وفيه وفي مجمع البيان : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « إنّ الله تعالى يقبل الصّدقات ، ولا يقبل منها إلّا الطيّب ، ويربّيها لصاحبها كما يربّي أحدكم مهره أو فصيله ، حتّى أنّ اللّقمة لتصير مثل أُحد » .
[ ٧٩٤٨ ] ٧ ـ نوادر علي بن أسباط : عن عمرو بن سائر ، عن جابر ، عن ( أبي جعفر ) (١) ( عليه السلام ) ، قال : « إنّ عابداً عبد الله في دير له
____________________________
٥ ـ تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٤٨٥ .
٦ ـ تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٤٨٤ ، مجمع البيان ج ١ ص ٣٩ .
٧ ـ نوادر علي بن أسباط ص ١٢٨ .
(١) في المصدر : أبي عبد الله جعفر ( عليه السلام ) .
ثمانين سنة ، ثم أشرف فإذا هو بامرأة ، فوقعت في نفسه فنزل إليها فراودها عن نفسها ، فأجابته فقضى حاجته منها ، فلمّا قضى حاجته طرقه الموت واعتقل لسانه ، فمرّ به سائل فأشار إليه بإصبعه أن خذ رغيفاً من كساه فأخذه ، فأحبط الله عمل ثمانين سنة بتلك الزّنية ، وغفر له بذلك الرّغيف فأدخله الجنّة » .
[ ٧٩٤٩ ] ٨ ـ ابن أبي جمهور في درر اللآلي : عن النّبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « إتّق الله (١) ولو بشقّ تمرة ، فإن لم تجد فبكلمة طيّبة » .
٧ ـ ( باب استحباب التّبكير بالصّدقة كلّ صباح وكلّ يوم ، وأنّه لا بدّ فيها من النيّة )
[ ٧٩٥٠ ] ١ ـ دعائم الإِسلام : عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، أنه قال : « ارغبوا في الصّدقة وبكروا بها ، فما من مؤمن يتصدّق بصدقة حين يصبح ، يريد بها ما عند الله ، إلّا دفع الله بها عنه شرّ ما ينزل من السّماء في ذلك اليوم ، أو قال : وقاه الله شرّ ما ينزل من السّماء في ذلك اليوم » .
[ ٧٩٥١ ] ٢ ـ القطب الراوندي في لبّ اللّباب : عن النّبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « إنّ في بني آدم ثلاثمائة وستّين عظماً ، فعلى كلّ عظم منها كلّ يوم صدقة » .
[ ٧٩٥٢ ] ٣ ـ الشيخ المفيد في مجالسه : عن محمد بن عمر الجعابي ، عن
____________________________
٨ ـ درر اللآلي ج ١ ص ١٣ .
(١) في المصدر : النار .
الباب ٧
١ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ٣٣١ ح ١٢٥٣ .
٢ ـ لب اللباب : مخطوط .
٣ ـ أمالي المفيد ص ٥٣ ح ١٦ ، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ١٢٩ ح ٥٣ .
أحمد بن محمّد بن عقدة ، عن جعفر بن عبد الله ، عن أخيه ، عن إسحاق بن جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) ، عن محمد بن هلال ، قال : قال لي أبوك جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) : « تصدق بشيء عند البكور ، فإن البلاء لا يتخطّى الصدقة » .
[ ٧٩٥٣ ] ٤ ـ وفي الاختصاص : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « لا خير في القول إلّا مع العمل ، ولا في المنظر إلّا مع المخبر ، ولا في المال إلّا مع الجود ، ولا في الصّدق إلّا مع الوفاء ، ولا في الفقه إلّا مع الورع ، ولا في الصّدقة إلّا مع النيّة ، ولا في الحياة إلّا مع الصحّة ، ولا في الوطن إلّا مع الأمن والمسرّة » .
[ ٧٩٥٤ ] ٥ ـ ثقة الإِسلام في الكافي : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن بعض أصحابه ، وعليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، جميعاً عن محمد بن أبي حمزة ، عن حمران ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « فإذا رأيت الحقّ قد مات وذهب أهله ـ إلى أن قال ـ ورأيت الصّدقة بالشفاعة ، ولا يراد بها وجه الله ، ويعطى لطلب النّاس ـ إلى أن قال ـ فكن مترقّباً ، واجتهد ليراك الله عزّ وجلّ في خلاف ما هم عليه » الخبر .
[ ٧٩٥٥ ] ٦ ـ السيد علي بن طاووس في فرج المهموم : نقلاً من كتاب التّوقيعات لعبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، بإسناده إلى الكاظم ( عليه السلام ) ، أنّه كتب إلى أخيه عليّ بن جعفر ، وساقه إلى أن قال : « و (١) مر فلاناً ـ لا فجعنا الله به ـ بما يقدر عليه من
____________________________
٤ ـ الاختصاص ص ٢٤٣ .
٥ ـ الكافي ج ٨ ص ٤١ ح ٧ .
٦ ـ فرج المهموم ص ١١٥ .
(١) ليست في المصدر .
الصّيام ـ إلى أن قال ـ ولا يخلوا كلّ يوم أو يومين من صدقة على ستّين مسكيناً ، أو (٢) ما يحركه عليه النّية (٣) ، وما جرى وتم (٤) » الخبر .
[ ٧٩٥٦ ] ٧ ـ ابن أبي جمهور في درر اللآلي : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « على كلّ مسلم في كلّ يوم صدقة ، قيل : فمن لم يجد ؟ قال : فيعمل بيده ، وينفع نفسه ، ويتصدّق به » الخبر .
٨ ـ ( باب استحباب الصدقة عند توقع البلاء ، والخوف من الأسواء والدّاء )
[ ٧٩٥٧ ] ١ ـ دعائم الاسلام : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « يدفع بالصّدقة الدّاء ، والدّبيلة ، والغرق ، والحرق ، والهدم ، والجنون » حتّى عدّ سبعين نوعاً من البلاء .
[ ٧٩٥٨ ] ٢ ـ وعن أبي جعفر محمّد بن عليّ ( عليهما السلام ) ، أنّه قال : « كان في بني إسرائيل رجل له نعمة ، ولم يرزق من الولد غير واحد ، وكان له محبّاً وعليه شفيقاً ، فلمّا بلغ مبلغ الرّجال زوّجه ابنة عمّ له ، فأتاه آت في منامه فقال : إنّ ابنك هذا ليلة يدخل بهذه المرأة يموت ، فاغتمّ لذلك غمّاً شديداً ، وكتمه وجعل يسوف الدخول ، حتّى الحّت امرأته عليه وولده وأهل بيت المرأة ، فلمّا لم يجد حيلة استخار الله وقال :
____________________________
(٢) في المصدر : و .
(٣) في المصدر : النسبة .
(٤) في المصدر : وما يجري ثم .
٧ ـ درر اللآلي ج ١ ص ١٤ .
الباب ٨
١ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٢٤٢ .
٢ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٢٤٢ باختلاف بسيط في الالفاظ .
لعلّ ذلك كان من الشّيطان ، فادخل أهله عليه وبات ليلة دخوله قائماً يصلّي وينتظر ما يكون من الله ، حتّى إذا أصبح غدا عليه فأصابه على أحسن حال ، فحمد الله وأثنى عليه ، فلمّا كان اللّيل نام فأتاه ذلك الذي كان أتاه في منامه فقال : إنّ الله عزّ وجلّ دفع عن ابنك وأنسأ (١) أجله ، بما صنع بالسائل ، فلمّا أصبح غدا على ابنه فقال : يا بنيّ هل كان لك صنيع صنعته بسائل في ليلة ابتنائك بامرأتك ؟ فقال : وما أردت من ذلك ؟ قال : تخبرني به ، فاحتشم (٢) منه ، فقال : لا بدّ من أن تخبرني بالخبر ، قال : نعم لمّا فرغنا ممّا كنّا فيه من إطعام النّاس ، بقيت لنا فضول كثيرة من الطّعام ، وأُدخِلَت إلى المرأة ، فلمّا خلوت بها ودنوت منها ، وقف سائل بالباب فقال : يا أهل الدّار واسونا ممّا رزقكم الله ، فقمت إليه وأخذت بيده وأدخلته وقرّبته إلى الطّعام ، وقلت له : كل من الطّعام ، فأكل حتّى صدر (٣) ، وقلت : ألك عيال ؟ قال : نعم ، قلت ، فاحمل إليهم ما أردت ، فحمل ما قدر عليه ، وانصرف وانصرفت أنا إلى أهلي ، فحمد الله أبوه ، وأخبره بالخبر » .
[ ٧٩٥٩ ] ٣ ـ وعن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، أنّه نظر إلى حمام مكّة ، قال : « أتدرون ما سبب كون هذا الحمام في الحرم ؟ » قالوا : ما هو ياابن رسول الله ؟ قال : « كان في أوّل الزّمان ، رجل له دار فيها نخلة قد آوى إلى خرق في جذعها حمام ، فإذا فرّخ صعد الرّجل فأخذ فراخه فذبحها ، فأقام بذلك دهراً طويلاً لا يبقى له نسل ، فشكا ذلك
____________________________
(١) النَسأ : التأخير ( مجمع البحرين ـ نسأ ـ ج ١ ص ٤١٤ ) .
(٢) احتشم : استحى . ( مجمع البحرين ـ حشم ـ ج ٦ ص ٤١ ) .
(٣) الصَّدَر : الانصراف عن الشيء ( لسان العرب ـ صدر ـ ج ٤ ص ٤٤٨ ) والمراد هنا الشبع .
٣ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٢٤٢ باختلاف يسير في الألفاظ .
الحمام إلى الله عزّ وجلّ ممّا ناله من الرّجل ، فقيل له : إن رقى إليك بعد هذا فأخذ لك فرخاً ، صرع عن النّخلة فمات ، فلمّا كبرت فرخ الحمام رقى إليها الرّجل ، ووقف الحمام لينظر إلى ما يصنع ، فلمّا توسّط الجذع وقف سائل بالباب ، فنزل فأعطاه شيئاً ثم ارتقى فأخذ الفراخ ، ونزل بها فذبحها ولم يصبه شيء ، فقال الحمام : ما هذا يا ربّ ؟ فقيل له : إنّ الرّجل تلافى نفسه بالصّدقة فدفع عنه ، وأنت فسوف يكثر الله في نسلك ويجعلك وإيّاهم بموضع لا يهاج (١) منهم شيء إلى أن تقوم السّاعة ، وأتى به إلى الحرم فجعل فيه » وفيه برواية (٢) أخرى : « فألهمه الله عزّ وجلّ المصير إلى هذا الحرم ، وحرم صيده فأكثر ما ترون من نسله ، وهو أوّل حمام سكن الحرم » .
[ ٧٩٦٠ ] ٤ ـ القطب الراوندي في قصص الانبياء : عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « كان ورشان يفرخ في شجرة ، وكان رجل يأتيه إذا أدرك الفرخان فيأخذ الفرخين ، فشكا ذلك الورشان إلى الله عزّ وجل ، فقال : إنّي سأكفيكه ، فأفرخ الورشان ، وجاء الرّجل ومعه رغيفان فصعد الشّجرة ، وعرض له سائل فأعطاه أحد الرّغيفين ، ثمّ صعد فأخذ الفرخين ونزل بهما ، فسلّمه الله تعالى لما تصدّق به » .
[ ٧٩٦١ ] ٥ ـ الجعفريات : أخبرنا محمد ، حدثني موسى ، حدّثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدّه جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جدّه عليّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي ( عليهم السلام ) ، قال : « كانوا يرون أنّ الصّدقة
____________________________
(١) لم يَهْجِه : أي لم يزعجه ولم ينفره . ( لسان العرب ـ هيج ـ ج ٢ ص ٣٩٥ ) .
(٢) دعائم الإِسلام ج ٢ ص ٣٣٦ ح ١٢٦٧ .
٤ ـ قصص الأنبياء ص ١٨١ ، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ١٢٦ ح ٤٠ .
٥ ـ الجعفريات ص ٥٦ .
يدفع بها عن الرّجل المظلوم » .
[ ٧٩٦٢ ] ٦ ـ وعن النّبي ( صلى الله عليه وآله ) : « البلايا لا تتخطّى على الصّدقة ، أنّ الصّدقة لتدفع سبعين باباً من السّوء » .
[ ٧٩٦٣ ] ٧ ـ عوالي اللآلي : عن العلّامة الحلّي في بعض كتبه ، قال : مرّ النّبي ( صلى الله عليه وآله ) ، يوماً بيهودي يتحطّب (١) في صحراء ، فقال لأصحابه : « إنّ هذا اليهودي لتلدغه اليوم حيّة ويموت » فلما كان آخر النهار رجع اليهودي بالحطب على رأسه على جاري عادته ، فقال له الجماعة : يا رسول الله ، ما عهدناك تخبر بما لم يكن ! فقال : « وما ذاك ؟ » قالوا : إنّك أخبرت اليوم ، بأنّ هذا اليهودي تلدغه أفعى ويموت ، وقد رجع ، فقال ( صلى عليه وآله ) : « عليّ به » فأتي به إليه ، فقال : « يا يهودي ، ضع الحطب وحلّه » فحلّه فرأى فيه أفعى ، فقال : « يا يهودي ، ما صنعت اليوم من المعروف ؟ » فقال : ما صنعت شيئاً غير إني خرجت ومعي كعكتان ، فأكلت احداهما ثم سألني سائل فدفعت إليه الأخرى ، فقال : « تلك الكعكة خلصتك من الأفعى » فأسلم على يده .
____________________________
٦ ـ الجعفريات :
٧ ـ عوالي اللآلي ج ١ ص ٣٧٣ ح ٨٧ .
(١) الظاهر أن صوابه « يحتطب » .
٩ ـ ( باب استحاب قناعة السّائل ، ودعائه لمن أعطاه ، وزيادة إعطاء القانع الشّاكر ، ورد غير القانع )
[ ٧٩٧٤ ] ١ ـ مجموعة الشهيد : بخطّ الشيخ شمس الدّين محمد بن عليّ الجباعي ، قال : قال السّيد تاج الدّين بن معيّة ـ ورفع إسناده إلى غوث السّينسي ـ قال : مرّ بنا جابر بن عبد الله الأنصاري في بعض أخطاره ، فاستنزلناه فنزل فبات بنا وأصبح ، فلمّا علمت أنّه أنس الرّاحة ، قلت له : يا جابر ، هلّا أخبرتنا شيئاً من مكارم أخلاق أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ؟ فقال : كنت أنا وقنبر وعليّ ( عليه السلام ) ، فبينا نحن قعود إذ هدف إلينا أعرابي ، فقال : السّلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، فقال علي ( عليه السلام ) : « عليك السلام ورحمة الله وبركاته ، يا أخا العرب » فقال الاعرابي : يا أمير المؤمنين ، إنّ لي إليك حاجة ، قد رفعتها إلى الله قبل أن أرفعها إليك ، فإن أذنت بقضائها حمدنا الله وشكرناك ، وإن لم تقضها شكرنا الله وعذرناك ، فقال علي ( عليه السلام ) : « خطّ حاجتك على الأرض فإنّي أري أثر الفقر عليك بيّناً » فكتب على الأرض أنا فقير ، فقال عليّ ( عليه السلام ) : « يا قنبر أعطه حلّتي » فأحضرها وأفرغها عليه ، فأنشده :
كسوتني حلّة تبلى محاسنها |
|
فسوف أكسوك من حسن الغنا حللا |
إن نلت حسن ثناء نلت مكرمة |
|
ولست تبغي بما قد نلته بدلا |
إنّ الثّناء ليحيى ذكر صاحبه |
|
كالغيث يحيي نداه السّهل والجبلا |
____________________________
الباب ٩
١ ـ مجموعة الشهيد : مخطوط وفي البحار ج ٤١ ص ٣٤ ح ٧ عن أمالي الصدوق نحوه .
قال : فلمّا سمع كلام الاعرابي ، قال : « يا أخا العرب ، أما إذا كان معك هذا فادن إلى هاهنا » فلمّا دنا منه ، قال : « أعطه يا قنبر من بيت مال المسلمين خمسين ديناراً » قال جابر : فقلت : يا أمير المؤمنين ، أمرته أن يخطّ بين يديك ، فكتب أنا فقير ، فأمرت له بحلتك فافرغت عليه ، فأنشد أبياتاً فرفعت منزلته إليك ، وأمرت له بخمسين ديناراً ، فقال علي ( عليه السلام ) : « نعم يا جابر ، سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، يقول : أنزلوا النّاس منازلهم » .
ورواه الصّدوق في الأمالي (١) : مسنداً ، والشيخ ابراهيم الكفعمي في كتاب مجموع الغرائب (٢) ، عن كتاب فتاوى الفتاوات ، وفي روايتهما اختلاف ، وقد أخرجتهما في كتابنا المسمّى بالكلمة الطّيبة .
[ ٧٩٦٥ ] ٢ ـ دعائم الاسلام : عن عليّ بن الحسين ( عليهما السلام ) ، أنّه كان إذا أعطى السّائل شيئاً فيسخطه (١) ، انتزعه منه وأعطاه غيره .
[ ٧٩٦٦ ] ٣ ـ وعن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، أنّه قال : « وكان أبي ( عليه السلام ) ربّما اختبر السؤال ، ليعلم القانع من غيره ، وإذا وقف به السائل أعطاه الرّأس ، فإن قبله قال : دعه ، وأعطاه من اللّحم ، وإن لم يقبله ، تركه ولم يعطه شيئاً » .
[ ٧٩٦٧ ] ٤ ـ الحافظ البرسي في مشارق الأنوار : أنّ فقيراً سأل الصّادق
____________________________
(١) أمالي الصدوق ص ٢٢٥ ح ١٠ .
(٢) مجموع الغرائب :
٢ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ٣٤٠ ح ١٢٧٦ .
(١) في المصدر : فَيتَسخَّطُه .
٣ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ١٨٥ ح ٦٧٠ قطعه منه .
٤ ـ مشارق أنوار اليقين ص ٩٣ ، وعنه في البحار ج ٤٧ ص ٦١ .
( عليه السلام ) ، فقال لعبده : « ما عندك ؟ » قال : أربعمائة درهم ، قال : « أعطه إيّاها » فأعطاه فأخذها وولّى شاكراً ، فقال لعبده : « أرجعه » فقال : يا سيّدي سئلت فأعطيت ، فماذا بعد العطاء ؟ فقال له : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : خير الصدقة ما أبقت غنى (١) ، وإنّا لم نغنك ، فخذ هذا الخاتم فقد أُعطيت فيه عشرة آلاف درهم ، فإذا احتجت فبعه بهذه القيمة » .
[ ٧٩٦٨ ] ٥ ـ القطب الراوندي في لبّ اللّباب : روي أنّ ملك الموت دخل على سليمان ( عليه السلام ) ، وعنده رجل فقال : لم يبق من عمره إلّا خمسة أيّام ، ثم تصدّق الرّجل برغيف ، فقال السّائل : مدّ الله في عمرك ، فزاد الله في عمره خمسين سنة .
١٠ ـ ( باب استحباب افتتاح النهار بالصّدقة ، وافتتاح اللّيل بالصّدقة ، وافتتاح الخروج في ساعة النّحوس وغيرها بالصّدقة )
[ ٧٩٦٩ ] ١ ـ الجعفريات : أخبرنا محمد ، حدّثني موسى ، حدّثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدّه جعفر بن محمد ، عن أبيه ( عليهم السلام ) ، قال : « كانت أرض بين أبي ورجل فأراد قسمتها ، وكان الرّجل صاحب نجوم ، فنظر السّاعة التي فيها السّعود فخرج فيها ، ونظر إلى السّاعة التي فيها النحوس فبعث إلى أبي ، فلمّا اقتسما الأرض خرج خير السّهمين لأبي ، فجاء صاحب النجوم فتعجب ، فقال له أبي :
____________________________
(١) في المصدر : عني .
٥ ـ لبّ اللباب : مخطوط .
الباب ١٠
١ ـ الجعفريات ص ٥٦ .
مالك ؟ فأخبره الخبر ، فقال له أبي : أدلّك على خير ممّا صنعت ، إذا أصبحت فتصدّق بصدقة يذهب عنك نحسن ذلك اليوم ، وإذا أمسيت فتصدق بصدقة يذهب عنك نحس تلك اللّيلة » .
[ ٧٩٧٠ ] ٢ ـ دعائم الاسلام : عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « ارغبوا في الصّدقة وبكّروا بها ، فما من مؤمن يتصدّق بصدقة حين يصبح ، يريد بها ما عند الله ، إلّا دفع الله بها عنه شرّ ما ينزل من السماء في ذلك اليوم ، أو قال : وقاه الله شرّ ما ينزل من السّماء في ذلك اليوم » .
[ ٧٩٧١ ] ٣ ـ وعنه ( عليه السلام ) ، أنّه كان له مولى بينه وبين رجل دار ، فمات فورثه ، فأرسل إلى الرّجل ليقسم الدّار معه ، وكان الرّجل صاحب نجوم فتثاقل عن قسمتها ، فتوخى السّاعة التي فيها سعوده ، فجاء إلى أبي عبد الله ( عليه السلام ) فيها (١) ، فأرسل معه من يقاسمها (٢) ، وكان الرّجل يهوى منها سهماً ، فخرج السّهم لأبي عبدالله ( عليه السلام ) ، فلمّا رأى ذلك الرّجل أخبره بالخبر ، فقال : « أفلا أدلّك على خير ممّا قلت ؟ » قال : نعم جعلني الله فداك : « تصدّق بصدقة إذا أصبحت ، يذهب عنك نحس يومك ، وتصدّق بصدقه إذا أمسيت ، يذهب عنك نحس ليلتك ، ولولا [ أن ] (٣) ترى أنّ النّجم أسعدك ، لتركنا حصّتنا لك من هذه الدّار » .
[ ٧٩٧٢ ] ٤ ـ السيد علي بن طاووس في كتاب فرج المهموم : نقلاً من كتاب
____________________________
٢ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ٣٣١ ح ١٢٥٣ .
٣ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ٣٣٢ ح ١٢٥٤ .
(١) ليس في المصدر .
(٢) في المصدر : يقاسمه .
(٣) أثبتناه من المصدر .
٤ ـ فرج المهموم ص ١٢٤ ، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ١٢٩ ح ٥٤ .
التجمّل ، عن ابن أذينة ، عن ابن أبي عمير ، قال : كنت أبصر بالنّجوم وأعرفها وأعرف الطّالع ، فيدخلني شيء من ذلك ، فشكوت ذلك إلى أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، فقال : « إذا وقع في نفسك شيء [ من ذلك ] (١) فخذ شيئاً وتصدّق على أوّل مسكين تلقاه ، فإنّ الله تعالى يدفع عنك » .
[ ٧٩٧٣ ] ٥ ـ الصدوق في الهداية : عن الصّادق ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « تصدّق واخرج أيّ يوم شئت » .
[ ٧٩٧٤ ] ٦ ـ الرّاوندي في لبّ اللّباب : روي أن عليّاً ( عليه السلام ) ، لم يملك غير أربعة دراهم ، فتصدّق بدرهم ليلاً ، وبدرهم نهاراً ، وبدرهم سرّاً ، وبدرهم علانية ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « ما حملك على هذا ؟ فنزل ( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) (١) فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ألا أنّ لك ذلك » .
[ ٧٩٧٥ ] ٧ ـ محمّد بن مسعود العيّاشي في تفسيره : عن أبي إسحاق ، قال : كان لعليّ ( عليه السلام ) ـ وساق إلى قوله ـ ما حملك على ما صنعت ؟ قال : إنجاز موعود الله ، فأنزل الله الآية .
____________________________
(١) أثبتناه من المصدر .
٥ ـ الهداية ص ٤٥ ، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ١٣٧ ح ٧٠ .
٦ ـ لب اللباب : مخطوط .
(١) البقرة ٢ : ٢٧٤ .
٧ ـ تفسير العياشي ج ١ ص ١٥١ ح ٥٠٢ .