الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: سعيد
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٩٢
خير ، فقال له النّبي ( صلى الله عليه وآله ) : « من استغني أغناه الله ، ومن فتح على نفسه باب مسألة ، فتح الله عليه سبعين باباً من الفقر ، لا يسدّ أدناها شيء ، فما رأى سائلاً بعد ذلك ، ثم قال : « إنّ الصّدقة لا تحلّ لغني ، ولا لذي مرّة سوي » أي لا يحلّ له أن يأخذها وهو يقدر أن يكفّ نفسه عنها .
[ ٨٠٨٢ ] ٣ ـ الصّدوق في الخصال : في حديث الأربعمائة : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « اتّبعوا قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فإنّه قال : من فتح على نفسه باب مسألة ، فتح الله عليه باب فقر » .
[ ٨٠٨٣ ] ٤ ـ الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره : عن النّبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « لا تزال المسألة بالعبد ، حتّى يلقى الله وما في وجهه مضغة لحم » .
[ ٨٠٨٤ ] ٥ ـ وعنه ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « من سأل شيئاً لا يحتاج إليه ، تكون في يوم القيامة على وجهه خراش (١) وجروح ، فقيل : يا رسول الله ، بكم يستغني الرّجل عن السّؤال ؟ قال ( صلى الله عليه وآله ) : بخمسين درهماً ، أو بقيمتها من الذهب » .
[ ٨٠٨٥ ] ٦ ـ وعن قبيصة بن مخارق ، عنه ( صلى الله عليه وآله ) ـ في حديث يأتي (١) ـ أنّه قال : « وما سواهنّ من المسألة فحرام ، وما أكل
____________________________
٣ ـ الخصال ص ٦١٥ .
٤ ، ٥ ـ تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٤٧٩ .
(١) لعلّ صوابها « خداش » .
٦ ـ تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٤٧٩ .
(١) يأتي في باب ٣٢ الحديث ٣ .
منها صاحبها أكل حراماً » .
[ ٨٠٨٦ ] ٧ ـ كتاب عاصم بن حميد الحنّاط : عن أبي حمزة ، قال : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول : « ثلاث أقسم أنهنّ حقّ : ما أعطى رجل شيئاً من ماله فنقص من ماله ، ولا صبر عن مظلمة إلّا زاده الله بها عزّاً ، ولا فتح على نفسه باب مسألة إلّا فتح الله عليه باب فقر » .
[ ٨٠٨٧ ] ٨ ـ عوالي اللآلي : عن النّبي ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « لا تزال المسألة تأخذكم ، حتّى يلقى الله الواحد منكم ، وليس في وجهه مضغة لحم » .
٣٠ ـ ( باب كراهة المسألة مع الاحتياج ، حتّى سؤال مناولة السوط والماء )
[ ٨٠٨٨ ] ١ ـ الشّيخ الطّوسي في أماليه : عن جماعة ، عن أبي الفضيل ، عن محمد بن جعفر الرّزاز ، عن جدّه محمد بن عيسى ، عن محمد بن الفضل ، عن الرضا ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رجل للنبي ( صلى الله عليه وآله ) : علّمني عملاً لا يحال بينه وبين الجنّة ، قال : لا تغضب ، ولا تسأل النّاس شيئاً ، وارض للنّاس ما ترضى لنفسك » .
[ ٨٠٨٩ ] ٢ ـ الشّيخ ورّام في تنبيه الخواطر : عن مالك بن عوف
____________________________
٧ ـ كتاب عاصم بن حميد الحنّاط ص ٣٣ .
٨ ـ عوالي اللآلي ج ١ ص ١٤٨ ح ٩٠ .
الباب ٣٠
١ ـ أمالي الطوسي ج ٢ ص ١٢١ .
٢ ـ تنبيه الخواطر ج ١ ص ١٦٤ .
الأشجعي ، قال : كنّا عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، تسعة أو ثمانية أو سبعة ، فقال : « ألا تبايعون رسول الله ؟ » قلنا : أو ليس قد بايعناك يا رسول الله ، ثم قال : « ألا تبايعون (١) » فبسطنا أيدينا فبايعناه ، فقال قائل : بايعناك فعلى ما نبايعك ؟ فقال : « أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً ، والصلوات الخمس ، وتسمعوا وتطيعوا ـ وأسرّ كلمة خفيّة ـ ولا تسألوا الناس شيئاً (٢) » .
[ ٨٠٩٠ ] ٣ ـ الشّيخ أبو الفتوح في تفسيره : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « إنّ الله كره لكم (١) ثلاثاً : قيل وقال ، وكثرة السؤال ، وإضاعة المال ، ونهى عن عقوق الأمّهات ، ووأد البنات ، ومن منع وهات » .
[ ٨٠٩١ ] ٤ ـ وعن أبي سعيد الخدري ، قال : أقبل علينا عام مجدب ، فقمت وأتيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، لأسأله وأطلب منه شيئاً ، فلمّا رآني فأوّل ما كلّمني أن قال : « من استعفّ أعفّه الله ، ومن استغني أغناه الله ، ومن سألنا لم ندّخر عنه شيئاً نجده » فقلت : ما قال لي الرسول ( صلى الله عليه وآله ) نعمل به ولا نسأله ، ونتعفّف حتّى يغنيني الله عن السؤال ، فما سأله (١) شيئاً ، فكفاني الله بعده ، وأتانا
____________________________
(١) في المصدر زيادة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
(٢) في المصدر زيادة : « والكلمة الخفيّة ولاية عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) من بعده ، غير أنّ الراوي لميله لم يذكر ذلك » ، وقد ورد نصّ هذه العبارة في هامش الطبعة الحجرية منه « قدّه » ، إلّا أنّه أنقص منها كلمة « لميله » .
٣ ـ تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٤٧٩ .
(١) في المصدر : منكم .
٤ ـ تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٤٧٩ .
(١) الظاهر أن صوابها « سألته » .
من المال ما استغرقت فيه أنا وقومي ، حتّى لم يكن فينا من يحتاج إلى السؤال .
[ ٨٠٩٢ ] ٥ ـ الشّهيد في الدّرة الباهرة من الأصداف الطّاهرة : عن الرّضا ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « المسألة مفتاح البؤس » .
[ ٨٠٩٣ ] ٦ ـ وقال ( عليه السلام ) : « وجهك ماء جامد ، يقطره السؤال ، فانظر عند من تقطره » .
[ ٨٠٩٤ ] ٧ ـ فقه الرّضا ( عليه السلام ) : « ونروي أنّ رجلاً أتى النّبي ( صلى الله عليه وآله ) ليسأله ، فسمعه وهو يقول : من سألنا أعطيناه ، ومن استغنى أغناه الله ، فانصرف ولم يسأله ، ثمّ عاد إليه فسمع مثل مقالته فلم يسأله ، حتّى فعل ذلك ثلاثاً ، فلمّا كان في اليوم الثّالث ، مضى فاستعار فأساً وصعد الجبل فاحتطب ، وحمله إلى السّوق فباعه بنصف صاع من شعير ، فأكله هو وعياله ، ثمّ دام على ذلك حتّى جمع ما اشترى به فأساً ، ثمّ اشترى بكرين وغلاماً وأيسر ، فصار إلى النّبي ( صلى الله عليه وآله ) فأخبره ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) أليس قد قلنا : من سألنا أعطيناه ، ومن استغنى أغناه الله ؟! » .
[ ٨٠٩٥ ] ٨ ـ جامع الأخبار : عن النّبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : من سأل النّاس أموالهم تكثّراً ، فإنّما هي جمرة فليستقلّ منهم (١) أو ليستكثر « وقال ( صلى الله عليه وآله ) : » استعفّ عن السّؤال ما
____________________________
٥ ـ الدرة الباهرة ص ٣٨ .
٦ ـ ليس في الدرة الباهرة ، بل نهج البلاغة ج ٣ ص ٢٣٥ ح ٣٤٦ ، كما حكاه العلامة المجلسي في البحار ج ٩٦ ص ١٥٨ ح ٣٦ .
٧ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٤٩ .
٨ ـ جامع الأخبار ص ١٦٠ .
(١) في المصدر : منها .
استطعت « وقال ( صلى الله عليه وآله ) : » من سأل من (٢) ظهر غنى ، فصداع في الرّأس ، وداء في البطن » .
[ ٨٠٩٦ ] ٩ ـ كتاب جعفر بن محمد بن شريح : عن عبد الله بن طلحة النهدي ، قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أمرني ربّي بسبع خصال : حبّ المساكين ـ إلى أن قال ـ وأن لا أسأل أحداً شيئاً » .
٣١ ـ ( باب كراهة إظهار الاحتياج والفقر )
[ ٨٠٩٧ ] ١ ـ عماد الدّين الطّبري في بشارة المصطفى : عن إبراهيم بن الحسين ، عن محمّد بن الحسن بن عتبة ، عن محمد بن الحسين بن أحمد ، عن محمد بن وهبان ، عن عليّ بن أحمد العسكري ، عن أبي سلمة أحمد الأصفهاني ، عن راشد بن عليّ القرشي ، عن عبد الله بن حفص ، عن محمد بن إسحاق ، عن سعد بن زيد ، عن كميل بن زياد ، قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « يا كميل ، لا تري (١) الناس افتقارك واضطرارك ، واصبر (٢) عليه احتساباً تعرف بستر » .
[ ٨٠٩٨ ] ٢ ـ جامع الأخبار : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه
____________________________
(٢) وفيه : عن ظهر .
٩ ـ كتاب جعفر بن محمد بن شريح ص ٧٥ .
الباب ٣١
١ ـ بشارة المصطفى ص ٢٦ .
(١) في المصدر : لا ترين .
(٢) وفيه : واصطبر .
٢ ـ جامع الأخبار ص ١٣٠ .
قال : « من جاع أو احتاج فكتمه عن النّاس ، وأفشاه إلى الله ، كان حقّاً على الله أن يرزقه رزق سنة من الحلال » .
[ ٨٠٩٩ ] ٣ ـ وعن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : « الفقر مخزون عند الله كالشهادة ، ولا يعطيها إلّا من أحبّ من عباده المؤمنين » .
[ ٨١٠٠ ] ٤ ـ أبو الفتوح الكراجكي في كنز الفوائد : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « من أبدى إلى النّاس ضرّه ، فقد فضح نفسه » .
[ ٨١٠١ ] ٥ ـ الشّيخ الكشي في رجاله : عن طاهر بن عيسى ، عن جعفر بن أحمد ، عن أبي الحسين ، عن علي بن الحسن ، (١) عن العبّاس بن عامر ، عن مفضّل بن قيس بن رمّانة ، قال : دخلت على أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، فشكوت إليه بعض حالي ، وسألته الدّعاء ، فقال : « يا جارية ، هاتي الكيس الذي وصلنا به أبو جعفر ، فجاءت بكيس ، فقال : هذا كيس فيه أربعمائة دينار فاستعن به » ، قال قلت : لا والله - جعلت فداك ـ ما أردت هذا ، ولكن أردت الدّعاء لي ، فقال لي : « ولا ادع الدعاء ، ولكن لا تخبر النّاس بكلّ ما أنت فيه ، فتهون عليهم » .
____________________________
٣ ـ جامع الأخبار ص ١٣١ .
٤ ـ كنز الفوائد ص ٢٨٩ .
٥ ـ رجال الكشي ج ٢ ص ٤٢١ ح ٣٢٢ ، وعنه في البحار ج ٤٧ ص ٣٤ ح ٣١ .
(١) كان في الطبعة الحجرية « عن أبي الخير ، عن أبي الحسن » ، والصحيح ما أثبتناه ( راجع جامع الرواة ج ٢ ص ٢٦٠ في ترجمة مفضل بن قيس بن رمانة ، وقد ورد الحديث المذكور في معجم رجال الحديث وبنفس السند ، إلّا أنّ فيه : علي بن الحسين بدل علي بن الحسن ، ولكن بعد مراجعة المعجم المذكور ج ٩ ص ٢٢٧ في ترجمة العباس بن عامر يظهر إن ما في جامع الرواة هو الصحيح ) .
٣٢ ـ ( باب جواز الشكوى إلى المؤمن خاصّة ، وإعلام الإِخوان بالضّيق مع الضّرورة )
[ ٨١٠٢ ] ١ ـ نهج البلاغة : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنّه قال لكميل بن زياد : « يا كميل لا بأس تطلع أخاك على سرّك ، ومن أخوك ؟ أخوك الذي ليخذلك عند الشدّة ، ولا يقعد عنك عند الجريرة ، ولا يدعك حين تسأله ، ولا يذرك وأمرك حتى تعلمه » الخبر .
[ ٨١٠٣ ] ٢ ـ الشّيخ المفيد في الإِختصاص : عن الصّادق جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، أنّه قال : « إنّ الله جعل الرحمة في قلوب رحماء خلقه ، فاطلبوا الحوائج منهم ، ولا تطلبوها من القاسية قلوبهم ، فإنّ الله تبارك وتعالى أحلّ غضبه بهم » .
[ ٨١٠٤ ] ٣ ـ الشيخ أبو الفتوح الرّازي في تفسيره : عن قبيصة بن مخارق الهلالي ، أنّه قال : تحملت حمالة فأتيت النّبي ( صلى الله عليه وآله ) أسأله فيها ، فقال : « أقم عندنا حتّى نعاونك عليها ، واعلم أنّه لا تحلّ لأحد المسألة إلّا لأحدى ثلاث ، رجل تحمل حمالة فحلّت له المسألة ، ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلّت له الصّدقة ، حتّى يصيب كفافاً من عيش ، ورجل أصابته فاقة حتّى يقول ثلاثة من ذوي الحجي من قومه : لقد أصابت فلاناً فاقة ، فحلّت له المسألة حتّى يصيب قواماً من العيش ، وما سواهنّ من المسألة ـ يا قبيصة ـ فسحت » .
____________________________
الباب ٢٣
١ ـ مستدرك نهج البلاغة ج ٨ ص ٢١٦ باختلاف يسير .
٢ ـ الاختصاص ص ٢٤٠ .
٣ ـ تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٤٧٩ .
[ ٨١٠٥ ] ٤ ـ البحار ، عن الدّيلمي في أعلام الدّين : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنّه قال لولده الحسن ( عليه السلام ) : « يا بني ، إذا نزل بك كلب الزّمان وقحط الدّهر ، فعليك بذوي الأصول الثّابتة والفروع النّابتة ، من أهل الرّحمة والإِيثار والشّفقة ، فإنّهم أقضى للحاجات وأمضى لدفع الملمّات ، وإيّاك وطلب الفضل واكتساب الطّساسيج (١) والقراريط ، من ذوي (٢) الأكف اليابسة والوجوه العابسة ، فأنّهم إن أعطوا منّوا ، وإن منعوا كدّوا (٣) ، ثمّ أنشأ يقول :
واسأل العرف إن سألت كريما |
|
لم يزل يعرف الغنى واليسارا |
فسؤال الكريم يورث عزّا |
|
وسؤال اللّئيم يورث عارا |
وإذا لم تجد من الذّل بدّا |
|
فالق بالذّل إن لقيت كبارا |
ليس أجلا لك الكبير بعار |
|
إنّما العار أن تجلّ الصّغارا |
[ ٨١٠٦ ] ٥ ـ وعن النّبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « اطلبوا المعروف والفضل من رحماء أمّتي ، تعيشوا في أكنافهم » .
[ ٨١٠٧ ] ٦ ـ أبو القاسم الكوفي المعاصر للكليني في كتاب الأخلاق : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « كلّ سؤال ذلّ ومنقصة ، إلّا ما كان من سؤال الرّجل لإِمامه أو عالمه أو والده ، فإنّه لا ذلّ عليه في
____________________________
٤ ـ البحار ج ٩٦ ص ١٥٩ ح ٣٨ عن أعلام الدين ص ٨٦ .
(١) في الطبعة الحجرية : الطسايح ، وما أثبتناه من المصدر والبحار والطساسيج : جمع طسّوج وهو نقد كان مستعملاً يساوي ربع دانق . ( انظر القاموس المحيط ج ١ ص ١٩٨ ) .
(٢) في الحجرية : دون وما أثبتناه من المصدر .
(٣) الظاهر أن صوابه « كدّروا » .
٥ ـ البحار ص ٩٦ ج ١٦٠ ح ٣٨ عن أعلام الدين ص ٨٧ .
٦ ـ كتاب الأخلاق :
ذلك ولا منقصة » .
[ ٨١٠٨ ] ٧ ـ وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « اطلبوا البذل من رحماء أُمّتي ، فعليهم تنزل الرّحمة من الله ، ولا تطلبوه من القاسية قلوبهم ، فعليهم تنزل اللّعنة من الله » .
[ ٨١٠٩ ] ٨ ـ الحميري في قرب الاسناد : عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر ، عن أبيه ( عليهما السلام ) ، قال : « كان علي ( عليه السلام ) يقول في دعائه وهو ساجد ، وساقه وفيه : فإن جعلت لي حاجة إلى أحد من خلقك ، فاجعلها إلى أحسنهم وجهاً وخلقاً وخلقاً ، وأسخاهم بها نفساً ، وأطلقهم بها لساناً ، وأسمحهم بها كفّاً ، وأقلّهم بها عليّ امتناناً » .
٣٣ ـ ( باب استحباب الاستغناء عن النّاس ، وترك طلب الحوائج منهم ، واليأس ممّا في أيديهم )
[ ٨١١٠ ] ١ ـ مجموعة الشّهيد : نقلاً عن كتاب معاوية بن حكيم ، عن صفوان بن يحيى ، عن الحارث بن المغيرة البصري ، قال : قال لي أبو عبد الله ( عليه السلام ) : « اليأس ممّا في أيدي النّاس ، عزّ للمسلم في دينه ، أو ما سمعت قول حاتم :
إذا ما عرفت اليأس ألفيته الغنى |
|
إذا عرفته النّفس والطّمع الفقر » |
[ ٨١١١ ] ٢ ـ الشّيخ الطّوسي في مجالسه : عن جماعة ، عن أبي المفضّل ،
____________________________
٧ ـ كتاب الأخلاق :
٨ ـ قرب الإِسناد ص ٢ .
الباب ٣٣
١ ـ مجموعة الشهيد : مخطوط .
٢ ـ أمالي الشيخ الطوسي ج ٢ ص ١٢٢ .
عن الحسن بن عليّ بن سهل ، عن موسى بن عمر بن يزيد ، عن معمّر بن خلّاد ، عن الرّضا ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، قال : « جاء أبو أيّوب خالد بن زيد إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال : يا رسول الله أوصني وأقلل ، لعليّ أن أحفظ ، قال : أوصيك بخمس : باليأس عمّا في أيدي الناس ، فإنّه الغنى ، وإيّاك والطّمع ، فإنّه الفقر الحاضر » الخبر .
[ ٨١١٢ ] ٣ ـ نهج البلاغة : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في وصيّته للحسن ( عليه السلام ) : « [ ومرارة ] (١) اليأس خير من الطّلب إلى النّاس ، ما (٢) أقبح الخضوع عند الحاجة ! والجفاء عند الغنى ! » .
[ ٨١١٣ ] ٤ ـ تفسير الإِمام ( عليه السلام ) : عن علي بن الحسين ( عليه السلام ) ، أنّه قال للزّهري : « واعلم أنّ أكرم الناس على النّاس ، من كان خيره عليهم فائضاً ، وكان عنهم مستغنياً متعفّفاً ، وأكرم الناس بعده عليهم ، من كان عنهم متعفّفاً ، وإن كان إليهم محتاجاً ، وإنّما أهل الدّنيا يعشقون أموال الدّنيا ، فمن لم يزاحمهم فيما يعشقونه كرم عليهم ، ومن لم يزاحمهم فيها ومكّنهم منها ومن بعضها كان أعزّ وأكرم » .
[ ٨١١٤ ] ٥ ـ الشّهيد في الدرّة الباهرة : عن الجواد ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « عزّ المؤمن غناؤه عن النّاس » .
____________________________
٣ ـ نهج البلاغة ج ٣ ص ٥٨ .
(١) أثبتناه من المصدر .
(٢) نفس المصدر ج ٣ ص ٦١ .
٤ ـ تفسير الإِمام العسكري ( عليه السلام ) ص ٩ .
٥ ـ الدرّة الباهرة ص ٤١ .
[ ٨١١٥ ] ٦ ـ فقه الرّضا ( عليه السلام ) : « وأروي عن العالم ( عليه السلام ) ، أنّه قال : اليأس مما في أيدي النّاس ، عزّ المؤمن في دينه ، ومروّته في نفسه ، وشرفه في دنياه ، وعظمته في أعين النّاس ، وجلالته في عشيرته (١) ، ومهابته عند عياله ، وهو أغنى النّاس عند نفسه ، وعند جميع الناس .
وأروي : شرف المؤمن قيام اللّيل ، وعزّه استغناؤه عن الناس .
وأروي : اليأس غنى ، والطّمع فقر حاضر .
وروي : من أبدى ضرّه إلى النّاس ، فضح نفسه عندهم .
وأروي عن العالم ( عليه السلام ) ، أنّه قال : وقّوا دينكم بالاستغناء بالله ، عن طلب الحوائج .
وروي : سخاء النّفس عمّا في أيدي الناس ، أكثر من سخاء البذل » .
[ ٨١١٦ ] ٧ ـ نهج البلاغة : في وصيّته لابنه الحسن ( عليه السلام ) : « ومرارة (١) اليأس خير من الطّلب إلى النّاس .
وقال ( عليه السلام ) (٢) : واكرم نفسك عن كلّ دنيّة وإن ساقتك إلى الرّغبة (٣) ، فإنّك لن تعتاض بما تبذل من نفسك عوضاً ، ولا تكن
____________________________
٦ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٥٠ .
(١) في المصدر : عشرته .
٧ ـ نهج البلاغة ج ٣ ص ٥٨ .
(١) في الطبعة الحجرية « حسن » وما أثبتناه من المصدر .
(٢) نفس المصدر ج ٣ ص ٥٧ .
(٣) في المصدر : الرغائب .
عبد غيرك وقد جعلك الله حرّاً ، وما خير (٤) لا ينال إلّا بشرّ ، ويسر لا ينال إلّا بعسر .
وقال ( عليه السلام ) (٥) : ما أقبح الخضوع عند الحاجة .
وقال ( عليه السلام ) (٦) : فقد يكون اليأس إدراكاً ، إذا كان الطّمع هلاكاً » الوصيّة .
٣٤ ـ ( باب عدم جواز المن بعد الصّدقة والصّنيعة )
[ ٨١١٧ ] ١ ـ الجعفريات : أخبرنا محمد ، حدّثني موسى ، حدّثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدّه جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جدّه عليّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن عليّ ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنّ الله عزّ وجلّ كره لكم أشياء : العبث في الصّلاة ، والمنّ في الصّدقة ، والرّفث في الصّيام ، والضّحك عند القبور ، وإدخال الأعين في الدّور بغير إذن ، والجلوس في المساجد وأنتم جنب » .
[ ٨١١٨ ] ٢ ـ وعن الشريف أبي الحسن عليّ بن عبد الصّمد الهاشمي ، عن أبي بكر محمد بن عبد الله الأبهري ، حدّثنا عبد الله بن محمد بن وهب الحافظ ، قال : حدّثنا محمد بن المغيرة ، قال : حدّثنا إبراهيم بن بكر ، قال : حدّثنا العلاء بن خالد ، قال : حدثنا ثابت ، عن أنس بن
____________________________
(٤) وفيه : خيرُ خيرٍ .
(٥) نفس المصدر ج ٣ ص ٦١ .
(٦) نفس المصدر ج ٣ ص ٦٢ .
الباب ٣٤
١ ـ الجعفريات ص ٣٧ .
٢ ـ الجعفريات ص ٢٥١ .
مالك ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « الجنّة دار الأسخياء ، والذي نفسي بيده لا يدخل الجنّة بخيل ، ولا عاقّ والديه ، ولا ( منّان بما أعطاه ) (١) » .
[ ٨١١٩ ] ٣ ـ وبالإسناد الأوّل : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « ثلاثة لا ينظر الله إليهم : المنّان بالفعل ، وعاقّ والديه ، ومدمن خمر » .
[ ٨١٢٠ ] ٤ ـ كتاب الأعمال المانعة من دخول الجنّة لجعفر بن أحمد القمّي : عن عطيّة ، عن أبي سعيد ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « لا يدخل الجنّة عاقّ ، ولا منّان » الخبر ، وعنه ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « لا يدخل الجنّة عاقّ ، ولا مدمن خمر ، ولا منّان » .
[ ٨١٢١ ] ٥ ـ علي بن ابراهيم في تفسيره : عن الصّادق ( عليه السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من أسدى إلى مؤمن معروفاً ، ثمّ آذاه بالكلام أو منّ عليه ، فقد أبطل الله صدقته » .
[ ٨١٢٢ ] ٦ ـ وعن الصّادق ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « فمن أنفق ماله ابتغاء مرضاة الله ، ثم امتن على من تصدّق عليه ، كان كما قال الله : ( أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا
____________________________
(١) في المصدر : مانّ بما أعطى .
٣ ـ الجعفريات ص ١٨٧ .
٤ ـ كتاب الأعمال المانعة من دخول الجنّة ص ٥٩ .
٥ ـ تفسير القمي ج ١ ص ٩١ .
٦ ـ تفسير القمي ج ١ ص ٩٢ .
إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ ) (١) قال : الاعصار : الرّياح ، فمن امتن على من تصدّق عليه ، كان كمن كان له جنّة كثيرة الثمار ، وهو شيخ ضعيف له أولاد (٢) ضعفاء ، فتجيء ريح أو نار فتحرق ماله كلّه » .
[ ٨١٢٣ ] ٧ ـ تفسير الإِمام ( عليه السلام ) : « دخل رجل على محمد بن علي بن موسى الرضا ( عليهم السلام ) ، وهو مسرور فقال : مالي أراك مسروراً ؟ قال : ياابن رسول الله ، سمعت أباك يقول : أحق يوم بأن يسرّ العبد فيه ، يوم يرزقه الله صدقات ومبرّات وسد خلّات من إخوان له مؤمنين ، وأنّه قصدني اليوم عشرة من إخواني المؤمنين الفقراء لهم عيالات ، فقصدوني من بلد كذا وكذا ، فأعطيت كل واحد منهم ، فلهذا سروري ، فقال محمد بن علي : لعمري أنّك حقيق بأن تسر ، إن لم تكن أحبطته ، أو لم تحبطه فيما بعد ، قال الرجل : وكيف أحبطته وأنا من شيعتكم الخلّص ؟ قال : هاه قد أبطلت برك بإخوانك وصدقاتك ، قال : وكيف ذلك يا ابن رسول الله ؟ قال له محمد بن علي : إقرأ قول الله عزّ وجلّ : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ ) (١) قال الرّجل : ياابن رسول الله ، ما مننت على القوم الذين تصدقت عليهم ولا آذيتهم ، قال له محمد بن علي ( عليه السلام ) : إنّ الله عزّ وجل قال : ( لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ ) (٢) ولم يقل : لا تبطلوا بالمن على من تتصدّقون عليه ، وبالأذى لمن تتصدّقون عليه ، وهو كلّ أذى » الخبر .
____________________________
(١) البقرة ٢ : ٢٦٦ .
(٢) في المصدر : صغار ضعفاء .
٧ ـ تفسير الإِمام العسكري ( عليه السلام ) ص ١٢٧ .
(١ ، ٢) البقرة ٢ : ٢٦٤ .
٣٥ ـ ( باب عدم جواز اللّوم على الإِعطاء ، والابتداء به ، واستكثاره )
[ ٨١٢٤ ] ١ ـ الحسن بن الفضل الطّبرسي في مكارم الأخلاق : عن كتاب النّبوّة ، عن عمر قال : إنّ رجلاً أتي النّبي ( صلى الله عليه وآله ) [ فسأله ] (١) فقال : « ما عندي شيء ولكن اتّبع عليّ فإذا جاءنا شيء قضيناه » ، قال عمر : فقلت : يا رسول الله ، ما كلّفك الله ما لا تقدر عليه ، قال : فكره النبي ( صلى الله عليه وآله ) [ قوله ] (٢) فقال الرّجل : أنفق ولا تخف من ذي العرش إقلالاً ، قال : فتبسّم النّبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وعرف السرور في وجهه .
وتقدّم عن مناقب ابن شهر آشوب (٣) ، أنّ فضل بن سهل لام الرضا ( عليه السلام ) ، على إنفاقه جميع ماله ، فقال ( عليه السلام ) : « لا تعدنّ مغرماً ما اتبعت به أجراً ومكرماً » .
[ ٨١٢٥ ] ٢ ـ كتاب الغارات لابراهيم الثّقفي : عن بعض أصحاب عليّ ( عليه السلام ) ، أنّه قيل له : كم تصدّق ؟ ألا تمسك ؟ قال : « أي والله ، لو أعلم أنّ الله قبل منّي فرضاً واحداً لأمسكت ، ولكنّي والله ما أدري أقبل الله منّي شيئاً أم لا ؟! » .
____________________________
الباب ٣٥
١ ـ مكارم الأخلاق ص ١٨ .
(١ ، ٢) أثبتناه من المصدر .
(٣) تقدم في باب ١٣ حديث ٢ عن المناقب ج ٤ ص ٣٦١ .
٢ ـ الغارات ج ١ ص ٩٠ .
٣٦ ـ ( باب استحباب الابتداء بالإِعطاء والمعروف قبل السؤال ، والاستتار من الأخذ بحجاب أو ظلمة ، لئلّا يتعرض للذّل )
[ ٨١٢٦ ] ١ ـ البحار ، عن كتاب قضاء الحقوق للصّوري : عن إسحاق بن إبراهيم بن يعقوب ، قال : كنت عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، وعنده المعلّى بن خنيس ، إذ دخل عليه رجل من أهل خراسان ، فقال : يا ابن رسول الله [ أنا من مواليكم أهل البيت ] (١) تعرف موالاتي إيّاكم وبيني وبينكم شقة بعيدة ، وقد قلّ ذات يدي ، ولا أقدر أن أتوجّه إلى أهلي إلّا أن تعينني ، قال : فنظر أبو عبد الله ( عليه السلام ) يميناً وشمالاً ، وقال : « ألا تسمعون ما يقول أخوكم ؟ إنّما المعروف ابتداء ، فأمّا ما أعطيت بعد ما سأل ، فإنّما هو مكافأة لما بذل لك من وجهه ، ثم قال : فيبيت ليلة (٢) متأرّقاً متململاً بين اليأس والرّجاء ، لا يدري أين يتوجّه بحاجته ، فيعزم على القصد إليك ، فأتاك وقلبه يجب ، وفرائصه ترتعد ، وقد نزل دمه في وجهه ، وبعد هذا فلا يدري أينصرف من عندك بكآبة الرّد أم بسرور النّجح ، فإن أعطيته رأيت إنّك قد وصلته ، وقد قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : والذي فلق الحبّة وبرأ النّسمة (٣) لما يتجشم من مسألة (٤) إيّاك ، أعظم ممّا ناله من معروفك » قال : فجمعوا للخراساني خمسة آلاف درهم .
____________________________
الباب ٣٦
١ ـ البحار ج ٩٦ ص ١٤٦ ح ٢٣ .
(١) اثبتناه من هامش الطبعة الحجرية .
(٢) في المصدر : ليلته .
(٣) وفيه زيادة : وبعثني بالحق نبياً .
(٤) وفيه : مسألته .
[ ٨١٢٧ ] ٢ ـ ابن شهر آشوب في المناقب : مرسلاً : وفد اعرابي المدينة ، فسأل عن أكرم الناس بها ، فدل على الحسين ( عليه السلام ) ، فدخل المسجد فوجده مصلّياً ، فوقف بإزائه وأنشأ :
لم يخب الآن من رجاك ومن |
|
حرّك من دون بابك الحلقه |
أنت جواد وأنت معتمد |
|
أبوك قد كان قاتل الفسقه |
لولا الّذي كان من أوائلكم |
|
كانت علينا الجحيم منطبقه |
قال : فسلّم الحسين ( عليه السلام ) ، وقال : « يا قنبر ، هل بقي من مال الحجاز شيء ؟ « قال : نعم أربعة آلاف دينار ، فقال : « هاتها ، قد جاءها من هو أحقّ بها منّا » ثمّ نزع برديه ولفّ الدّنانير فيها ، وأخرج يده من شقّ الباب حياء من الاعرابي ، وأنشأ :
« خذها فإنّي إليك معتذر |
|
واعلم بأنّي عليك ذو شفقه |
لو كان في سيرنا الغداة عصا |
|
أمست سمانا عليك مندفقه |
لكن ريب الزّمان ذو غير |
|
والكفّ منّي قليلة النّفقة » |
قال : فأخذها الاعرابي وبكى ، فقال له : « لعلّك استقللت (١) قال : لا ، ولكن كيف يأكل التّراب جودك ؟ وهو المروي عن الحسن بن علي ( عليهما السلام ) .
[ ٨١٢٨ ] ٣ ـ الشيخ المفيد في الاختصاص : عن محمد بن جعفر بن أبي شاكر ، رفعه (١) عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : « جزى الله المعروف إذا لم يكن يبدأ عن مسألة ، فأما إذا أتاك أخوك في حاجة كاد
____________________________
٢ ـ المناقب لابن شهر أشوب ج ٤ ص ٦٥ .
(١) في المصدر : استقللت ما أعطيناك .
٣ ـ الاختصاص ص ١٢ ، وعنه في البحار ج ٧٤ ص ٤١٤ ح ٣٣ .
(١) في المصدر : عمن حدثه عن بعض الرجال .
يرى دمه في وجهه ، مخاطراً لا يدري أتعطيه أم تمنعه ، فوالله ثمّ والله ، لو خرجت له من جميع ما تملكه ما كافيته » .
[ ٨١٢٩ ] ٤ ـ وعنه ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « إذا علم الرّجل أنّ أخاه المؤمن محتاج ، فلم يعطه شيئاً حتّى سأله ، ثم أعطاه لم يؤجر عليه » .
[ ٨١٣٠ ] ٥ ـ الشّهيد في الدرة الباهرة : عن الحسن بن عليّ ( عليهما السلام ) ، أنّه قال : « المعروف ما لم يتقدّمه مطل ولم يتعقّبه منّ ، والبخل أن يرى الرّجل ما أنفقه تلفاً وما أمسكه شرفاً » .
[ ٨١٣١ ] ٦ ـ الديلمي في إرشاد القلوب : قال : روي أنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، إذا أتاه طالب في حاجته ، فقال له : « أكتبها على الأرض ، فإنّي أكره أن أرى ذلّ السؤال في وجه السائل » .
٣٧ ـ ( باب استحباب متابعة العطايا وموالاة الأيادي )
[ ٨١٣٢ ] ١ ـ البحار ، عن الحسن بن أبي الحسن الدّيلمي في أعلام الدّين : عن الصادق ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « ما توسّل إليّ أحد بوسيلة أحبّ إليّ ، من إذكاري بنعمة سلف منّي إليه أعيدها إليه » .
[ ٨١٣٣ ] ٢ ـ الشّيخ الطّوسي في أماليه : عن جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن أحمد بن عبد الرحيم ، عن إسماعيل بن محمد بن إسحاق ، عن أبيه ،
____________________________
٤ ـ الاختصاص :
٥ ـ الدرة الباهرة : ص ٢٨ ، وعنه في البحار ج ٧٤ ص ٤١٧ ح ٣٨ .
٦ ـ إرشاد القلوب ص ١٣٦ .
الباب ٣٧
١ ـ البحار ج ٧٤ ص ٤٢٠ ح ٤٧ .
٢ ـ أمالي الطوسي ج ٢ ص ٢٠٩ ، وعنه في البحار ج ٧٤ ص ٤١٧ ح ٣٦ .
عن جدّه ، إسحاق ، عن أخيه موسى بن جعفر ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : استتمام المعروف أفضل من ابتدائه » .
[ ٨١٣٤ ] ٣ ـ الشّيخ المفيد الاختصاص : عن الصّادق ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « ما من شيء أحبّ إليّ ، من رجل سبقت منّي إليه يد اتبعها أختها وأحسنت ربها ، لأنّي رأيت منع الأواخر يقطع لسان شكر الأوائل » .
٣٨ ـ ( باب استحباب فعل المعروف وأحكامه )
[ ٨١٣٥ ] ١ ـ الجعفريات : أخبرنا محمد ، حدّثني موسى ، حدّثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدّه جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جدّه عليّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي ( عليهم السلام ) ، قال : « سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، يقول : أوّل من يدخل الجنّة المعروف أهله » .
[ ٨١٣٦ ] ٢ ـ ابن أبي جمهور في درر اللآلي : عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « كلّ معروف صدقة ، وكلّما أنفق المؤمن من نفقة على نفسه وعياله وأهله كتب له بها صدقة ، وما وقى به عرضه كتب له صدقة » الخبر .
وباقي أخبار الباب ، يأتي في كتاب الأمر بالمعروف .
____________________________
٣ ـ بل علي بن إبراهيم القمي في تفسيره ج ١ ص ٩١ ، وعنه في البحار ج ٧٤ ص ٤٠٨ ح ٤ .
الباب ٣٨
١ ـ الجعفريات ص ١٥٢ .
٢ ـ درر اللآلي ج ١ ص ١٤ .
٣٩ ـ ( باب استحباب اختيار التّوسعة على العيال ، على الصّدقة على غيرهم )
[ ٨١٣٧ ] ١ ـ الجعفريات : أخبرنا محمد ، حدّثني موسى ، حدّثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدّه جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جدّه عليّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي ( عليهم السلام ) ، قال : « قيل يا رسول الله : أيّ الصّدقة أفضل ؟ قال : على ذي الرّحم الكاشح » .
[ ٨١٣٨ ] ٢ ـ عوالي اللآلي : روي أنّ رجلاً أتى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ببيضة من ذهب ، أصابها في بعض الغزوات ، فقال : خذها منّي صدقة ، فأعرض عنه ، فأتاه من جانب آخر [ فأعرض عنه ] (١) فأتاه (٢) ثمّ قال : « هاتها » مغضباً ، فأخذها وحذفها (٣) حذفاً لو أصابه بها (٤) لشجته أو عقرته ، ثم قال : « يجيء أحدكم بماله كلّه ، فيتصدق به ويجلس يتكفّف النّاس ، إنّما الصّدقة عن ظهر غنى » .
[ ٨١٣٩ ] ٣ ـ الشيخ أبو الفتوح الرّازي في تفسيره : عن عبد الله مسعود ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « اليد العيا خير من اليد السّفلى ، ابدأ بمن تعول : أمّك ، وأباك ، وأختك ، وأخاك ، ثم أدناك فأدناك » .
____________________________
١ ـ الجعفريات ص ٥٥ .
٢ ـ عوالي اللآلي ج ٢ ص ٧٣ ح ١٩٢ .
(١) أثبتناه من المصدر .
(٢) ليس في المصدر .
(٣) في المصدر : وحذفه بها .
(٤) ليس في المصدر .
٣ ـ تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٣٥٤ .