• الفهرس
  • عدد النتائج:

وأولهما يحتوي على ترحّم الإمام على السيّد مكرّراً ممّا ظاهره موت السيّد قبل الصادق عليه‌السلام ممّا يخالف تاريخ وفاتهما ، فهما مردودان.

وقد نقل الكشي الخبر الأسبق عن محمّد بن رشيد الهروي ، وعنه المرزباني ، وعنه الطوسي في «الأمالي» وفيه في موضع آخر عن الحسين بن عون حفيد أبي الأسود الدؤلي قال : دخلت على السيّد الحميري عائداً في علّته التي مات بها ، فوجدته في سكرات الموت ، وعنده «العثمانية» من جيرانه ، وكان السيّد عريض الوجه رحيب الجبهة جميل الصورة ، وبدت في وجهه مثل نقطة المداد من السواد وما زالت تزداد حتّى طبّقت وجهه بالسواد ، فظهر من أُولئك «النواصب» سرور وشماتة ، وعلى من حضره من «الشيعة» غُمّة! ولكنّه لم يلبث إلّا قليلاً حتّى بدت في وجهه لَمعة بيضاء وازدادت حتّى أسفر وجهه بل أشرق ، فافترّ السيّد يضحك ويقول :

كذب الزاعمون أنّ علياً

لن ينجّي محبّه من هَنات

قد وربّي دخلت جنة عدن

وعفا لي الإله عن سيّئاتي

فابشروا اليوم أولياء علي

وتولّوا عليَّ حتّى الممات

ثمّ من بعده تولّوا بنيه

واحداً بعد واحد بالصفات

ثمّ تشهّد بالشهادات الثلاث ثمّ غمّض عينيه وفاضت روحه. وكان اذينة اليماني حاضراً فروى عن الفُضيل بن يسار البصري عن الباقر والصادق عليهما‌السلام قالا : حرام على روح أن تفارق جسدها حتّى ترى الخمسة : محمّداً وعلياً وفاطمة وحسناً وحسيناً فتقرّ عينها أو تسخن!

وانتشر الخبر هذا بين الناس فشهدوا الجنازة من موافق ومفارق (١).

__________________

(١) أمالي الطوسي : ٦٢٧ ، الحديث ٦ ، المجلس ٣٠.