الله عزّ وجل أخبر العباد بطريق الهدى وشرع لهم فيها المنار ، وأخبرهم كيف يسلكون ...»(١) ، وروى الشيخ الصدوق بسنده عنه أنّه روى عن الصادق قوله : «كيف يهتدي من لم يبصر؟ وكيف يبصر من لم ينذر ، اتّبعوا قول رسول الله(صلى الله عليه وآله) وأقرُّوا بما نزل من عند الله عزّ وجلّ ، واتّبعوا آثار الهدى فإنّها علامات الأمانة والتقى ، واعلموا أنّه لو أنكر رجل عيسى بن مريم عليه‌السلام ، وأقرَّ بمن سواه من الرسل عليهم السلام لم يؤمن»(٢).

ويستحيل أن يروي عبد الرحمن بن أبي ليلى عن الصادق ، ذلك أن استشهاده رافق سنة ولادته عليه‌السلام. وأستبعد أيضاً أن يكون هو المقصود بالرواية عن الإمام الباقر عليه‌السلام ، لأنّ مصرعه كان في حياة الإمام السجّاد ، وليس من المعقول أن يروي عن الباقر في حياة أبيه ، ولم أقف في كتب الرجال على ما يشير إلى لقائه به أو أخذه عنه أو عن ولده الباقر ؛ ويغلب على الظنّ أنّ الروايات التي نسبت إلى عبد الرحمن بن أبي ليلى عن الإمامين الباقر والصادق عليهما‌السلام هي إمّا عن ولده محمّد ومرَّ أنّ الشيخ الطوسي ذكره مع من روى عن الإمام الصادق(٣) أو عن حفيده عبد الرحمن. وكأنّ السيّد الخوئي راوده شيء حين ترجم لعبد الرحمن ابن أبي ليلى فتحدّث في الترجمة رقم ٦٣٤٣ عن صاحبنا فذكر شهادته مشاهد أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وما فعله الحجّاج

__________________

(١) الكافي ٢/٤٧ ، وانظر أيضاً جامع الرواة ١/٤٤٣.

(٢) كمال الدين وتمام النعمة : ٤١١.

(٣) رجال الطوسي ٢٨٨/٢١٠ ، وانظر أيضاً أمالي الشيخ الصدوق ٢٧٤/٣٠٣.