وشاهوت متقيد بالمحاذير الآتية : أن لا يكون مدمنا للمشروبات الروحية «شولهان أروك ، يوره دياه (١ ، ٨)» ، أن لا يكون متهما باللامبالاة فى واجباته «المرجع السابق» (١٤) ، أن لا يكون فاجرا ، ومذنبا حسب القانون ، وألا ينتهك حرمه السبت «السابق (٥١)» «الموسوعة اليهودية ، ج (١١) ص (١١٣) نيويورك ولندن (١٩٠٥ م).

وفى الإسلام على عكس ذلك لا يوجد شىء من كل هذا ، لا رجل بعينه مختصا بعملية ذبح الأنعام ، ولا أية مؤهلات معينة فيمن يذبح ، والشيء الوحيد الذى يجب مراعاته أثناء الذبح هو ذكر اسم الله تعالى فى بدايته حتى تتحاش أن تكون الأضحية قد ذبحت من أجل صنم أو إله غير الله عزوجل ، وأن يقطع الحلقوم والمريء ، وهذه ليست عادة خاصة باليهودية.

نرى إذا أن الحالتين المذكورتين كحالات تأثير من الشريعة اليهودية على الشريعة الإسلامية لا يحال فيها لإثبات تأثير أى من الشريعتين على الأخرى ، ولن يفيد جولدتسهير فى شيء أن يضع ألفاظ الذبح فى العربية بجانب مثيلاتها فى العبرية ، أو العكس فلن ينطلى هذا الأمر على أحد ، لأن مفهوم اللفظ العربى يختلف كلية عن مفهوم اللفظ العبرى ، وهكذا يرجع إليه جولدتسيهر فى أحيان كثيرة.

وهو يستعمل أيضا نفس الوسيلة فى سوق أشياء كثيرة دون ذكر مصدرها ، فهو يقول فى «المرجع السابق ص (٦٥٦ أ) : «يحكى أن عائشة زوجة الرسول قد تلقت فكرة عذاب القبر» hidabulkabr «من امرأة يهودية ثم ضمها محمد إلى تعاليمه «من أين أتى بهذه القصة؟ هو نفسه لم يقل ونحن بدورنا لا نعلم عنها شيئا ، ولذلك فهى لا تستحق أن يقام لها وزن ، «انظر فنسنك المنظومة الإسلامية ص (١١٧ ، ١١٩)».

على أية حال يجب أن نعترف له أنه كان أكثر وسطية من مستشرقين آخرين أمثال الفريد فون كريمر فى كتابه «تاريخ حضارة المشرق تحت حكم الخلفاء» الجزء الأول صفحات (٢٢٥ ـ ٢٥٥) وقد ذهب بعيدا فزعم أن صياغة القانون