حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللهِ كَثِيراً (١٦٠) وَأَخْذِهِمُ الرِّبَوا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ وَأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً (١٦١)

____________________________________

ظلم اليهود لأنبيائهم ولأنفسهم ولغيرهم. بما تقدم من أقسام الظلم (حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ) فقد أحلّ قسم من الطيبات لهم ، لكنهم لما ظلموا حرّم عليهم تلك الطيبات جزاء على أعمالهم. والمحرمات هي ما بيّن في قوله تعالى : (وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ ..) (١) ، (وَبِصَدِّهِمْ) أي بمنعهم (عَنْ سَبِيلِ اللهِ كَثِيراً) عطف على قوله : «فبظلم» فإنهم كانوا يصدون عن سبيل الله ويمنعون الناس عن التدين بدين المسيح ومحمد عليهما‌السلام كما كانوا يحرفون التوراة حسب رغباتهم وأهوائهم.

[١٦٢] (وَ) ب (أَخْذِهِمُ الرِّبَوا) وهو أخذ الزيادة من المقترض ، فقد كان حراما حتى في شريعتهم ولكنهم لم يكونوا يأبهون بالشريعة (وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ) أي والحال أنهم كانوا قد نهوا عن أخذ الربا (وَ) ب (أَكْلِهِمْ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ) فقد كانوا يأخذون الرشوة في الحكم ويسيطرون على أموال الآخرين بالمكر أو القوة (وَأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ مِنْهُمْ) الذين لم يؤمنوا بالرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (عَذاباً أَلِيماً) يؤلم أجسامهم وأرواحهم.

[١٦٣] ولما ذكر سبحانه «للكافرين منهم» فهم أن بعضهم ليس كذلك ، وقد

__________________

(١) الأنعام : ١٤٧.