• الفهرس
  • عدد النتائج:

الله إن كان في اللغة اسما لاعتقاد الشرك وهو أن يعتقد أن مع الله شريكا.

يقول علي بن موسى بن طاوس قول البلخي يقتضي أن الله تعالى يسمي بالشرك من لم يكن مشركا ويجوز ذلك عنده وهو قول عجيب وما الذي أحوج البلخي إلى خروج التأويل عن الشرك الحقيقي فإنهم إذا أطاعوا الشياطين بطاعة الله تعالى وقدموا طاعتهم على طاعة الله فقد أشركوا وزادوا على الشرك بإيثارهم للشياطين على الله تعالى وهو شرك في مقام الطاعة على الحقيقة وكيف أجاز أن يسمي الله تعالى مشركا من ليس بمشرك وعنده أن هذا كذب يستحيل على الله وأن كل ما يكون لفظه على غير ما هو عليه فإنه قبيح لذاته على مذهبه في الموافقة للمعتزلة وما الذي أحوجه إلى هذا وأما قوله إنه حجة على أن الإيمان اسم لجميع الطاعات فأين موضع الحجة التي ادعاها من هذه الآية وأين وجد فيها اسم جميع الطاعات.

فصل فيما نذكره من الجزء الثاني عشر من تفسير البلخي من ثالث كراس منه من الوجهة الأولة من القائمة الرابعة وتمامه من الوجهة الثانية منها بلفظه ما نذكر قوله ـ (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ) فقال البلخي ما هذا لفظه وقد ذهب قوم إلى أن الله جل ذكره أخرج ذرية آدم من ظهره وأشهدهم على أنفسهم وهم كالذر ذلك غير جائز عن الأطفال فضلا عمن هو كالذر لا حجة عليه ثم إن الله قد دل على خلاف ما قالوا لأن الله تعالى قال ـ (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) ولم يقل من ظهره وقال (ذُرِّيَّتَهُمْ) ولم يقل ذريته ثم قال (أَوْ تَقُولُوا إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ) فأخبر أن هذه الذرية قد كان قبلهم مبطلون وكانوا هم بعدهم وقد روي القول الأول عن عمر وهذا لا يصح عن عمر لما قلناه على أن الراوي لهذا الحديث عن عمر سليمان بن يسار الجهني فقد ذكر يحيى بن معين أن سليمان بن يسار