رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأطالوا المكث ، فقام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وخرج ، وخرجت معه لكي يخرجوا ، فمشى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومشيت معه ، حتّى جاء عتبة حجرة عائشة زوج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ثمّ ظن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّهم قد خرجوا ، فرجع ورجعت معه ، حتّى دخل على زينب فإذا هم جلوس لم يقوموا ، فرجع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ورجعت معه ، فإذا هم قد خرجوا ، فضرب بيني وبينه ستراً ، وأُنزل الحجاب» (١).

وروى بإسناده عن أنس بن مالك ، قال : «قال عمر بن الخطّاب : قلت لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : لو حجبت عن أُمّهات المؤمنين ؛ فإنّه يدخل عليك البرّ والفاجر ، فنزلت آية الحجاب» (٢).

وروى بإسناده عن عبـد الله ، قال : «أمر عمر نساء النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بالحجاب ، فقالت زينب : يا بن الخطّاب ، إنّك لتغار علينا والوحي ينزل في بيوتنا ، فأنزل الله : (وإذَا سَألْتُـمُوهنَّ مَتاعاً فَسْألُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَاب)» (٣).

وروى بإسناده أنّ الإطعام كان في بيت أُمّ سلمة (٤).

وذكر الطبري في تفسير الآية : «وقوله : (إنَّ ذلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ). يقول : إنّ دخولكم بيوت النبيّ من غير أن يؤذن لكم ، وجلوسكم فيها مستأنسين للحديث بعد فراغكم من أكل الطعام الذي دعيتم له ، كان يؤذي النبيّ ، فيستحي منكم أن يخرجكم منها إذا قعدتم فيها للحديث بعد

__________________

(١) جامع البيان ـ لابن جرير الطبري ـ ٢٢ / ٤٦.

(٢) جامع البيان ـ لابن جرير الطبري ـ ٢٢ / ٤٦.

(٣) جامع البيان ـ لابن جرير الطبري ـ ٢٢ / ٤٧.

(٤) جامع البيان ـ لابن جرير الطبري ـ ٢٢ / ٤٧.