خلق نجما في الفلك السابع ، فخلقه من ماء بارد ، وسائر النجوم الستة الجاريات من ماء حارّ ، وهو نجم الأنبياء والأوصياء ، وهو نجم أمير المؤمنين عليه‌السلام ، يأمر بالخروج من الدنيا والزهد فيها ، ويأمر بافتراش التراب ، وتوسّد اللّبن ، ولباس الخشن ، وأكل الجشب ، وما خلق الله نجما أقرب إلى الله تعالى منه» (١).

قلت : هذا الكلام من الأنوار الساطعة من معدن الولاية ، وأهل بيت النبوّة ، سلام الله عليهم ، وهو مطابق لما يراه المنجّمون من نحوسة زحل ؛ وذلك لأنّ نظرهم مقصور على النشأة الفانية ، والدنيا والآخرة ضرّتان ، فافهم واغتنم.

فصل

الكواكب الثابتة لا يمكن أن تحصى كثرة ، وقد رصد منها ألف وخمسة وعشرون ، فعرف مواضعها ، ورتب أقدارها المختلفة في ستّ مراتب ، ينقص كلّ مرتبة عن صاحبتها في القطر بسدس ، فأولها أعظمها ، وفيها خمسة عشر كوكبا ، وفي الثانية خمسة وأربعون ، وفي الثالثة مائتان وثمانية ، وفي الرابعة أربعمائة وسبعون ، وفي الخامسة مائتان وسبعة عشر ، وفي السادسة تسعة وأربعون.

وسبعة عشر خارجة عن المراتب ، تسعة خفية تسمى مظلمة ، وخمسة سحابية ، كأنها قطعة غيم ، وثلاثة تسمى صغيرة ، وربما لا تجعل من المرصودة.

ثم توهّموا لتعريف هذه الكواكب صورا تكون هي عليها ، أو فيما بينها ، أو بقربها ، والصور ثمانية وأربعون ، إحدى وعشرون في الشمال ، هي ثلاثمائة وستون كوكبا ، واثنتا عشرة على المنطقة ، هي ثلاثمائة وستة وأربعون كوكبا ،

__________________

(١) ـ الكافي : ٨ : ٢٥٧ ، ح ٣٦٩.