مطيعا (١) ، يسبّح الله ذلك النور ، ويقدّسه ، قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلما خلق الله تعالى آدم ركّب ذلك النور في صلبه ، فلم نزل في شيء واحد حتّى افترقنا في صلب عبد المطلب ، فجزء أنا ، وجزء علي (٢).

ونحوه روى أحمد بن حنبل في مسنده (٣) ، وابن أبي ليلى في كتاب الفردوس (٤).

وروى في كتاب منهج التحقيق إلى سواء الطريق ، عن ابن خالويه ، يرفعه إلى جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، يقول : إنّ الله عزوجل خلقني وخلق عليا وفاطمة والحسن والحسين من نور واحد ، فعصر ذلك النور عصرة فخرج منه شيعتنا ، فسبّحنا فسبّحوا ، وقدّسنا فقدّسوا ، وهلّلنا فهلّلوا ، ومجّدنا فمجّدوا ، ووحّدنا فوحّدوا ، ثمّ خلق الله السماوات والأرض ، وخلق الملائكة فمكثت الملائكة مائة عام ، لا تعرف تسبيحا ، ولا تقديسا ، فسبّحنا ، فسبّحت شيعتنا ، فسبّحت الملائكة ، وكذا في البواقي ، فنحن الموحّدون ، حيث لا موحّد غيرنا ، وحقيق على الله عزوجل كما اختصّنا وشيعتنا أن يزلفنا (٥) وشيعتنا في أعلى علّيين ، إن الله اصطفانا واصطفى شيعتنا من قبل أن نكون أجساما ، فدعانا ، فأجبناه ، فغفر لنا ولشيعتنا من قبل أن نستغفر الله عزوجل (٦). والأخبار في هذا المعنى كثيرة.

ولنعد إلى ما كنّا فيه :

__________________

(١) ـ في المصدر : مطبقا. وفي غيره : مطيفا.

(٢) ـ مناقب الخوارزمي : ١٤٥ ، ح ١٦٩.

(٣) ـ فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل : ٢ : ٦٦٢ ، ح ١١٣٠ ، ولم أعثر عليه في المسند.

(٤) ـ ينابيع المودة : ٤٧ ، عن الفردوس : ٣ : ٢٨٣ ، ح ٤٨٥١.

(٥) ـ في المصدر : ينزلنا.

(٦) ـ كشف الغمة : ١ : ٤٥٨ ، عن كتاب مولد فاطمة عليها‌السلام للصدوق.