• الفهرس
  • عدد النتائج:

حتى لا يقبله أحد ، حتى تكون السجدة خيرا من الدنيا وما فيها» (٧٦٤). ثم يقول أبو هريرة : اقرءوا إن شئتم : (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ، وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً) النساء : ١٥٩. وأحاديث الدجال ، وعيسى بن مريم عليه‌السلام ، ينزل من السماء ويقتله ، ويخرج يأجوج ومأجوج في أيامه بعد قتله الدجال ، فيهلكهم الله أجمعين في ليلة واحدة ببركة دعائه عليهم : ويضيق هذا المختصر عن بسطها.

وأما خروج الدابة وطلوع الشمس من المغرب ـ فقال تعالى : (وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ) النمل : ٨٢. وقال تعالى : (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ ، يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً ، قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ) الانعام : ١٥٨. وروى البخاري عند تفسير الآية ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها ، فإذا رآها الناس آمن [من] عليها ، فذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل» (٧٦٥). وروى

__________________

(٧٦٤) صحيح ورواه مسلّم أيضا (١ / ٩٣ ـ ٩٤) ، وهو مخرج في «الصحيحة» برقم (٢٤٥٧). واعلم أن أحاديث الدجال ونزول عيسى عليه‌السلام متواترة يجب الايمان بها ، ولا تغتر بمن يدعي فيها أنها أحاديث آحاد ، فانهم جهال بهذا العلم ، وليس فيهم من تتبع طرقها ، ولو فعل لوجدها متواترة كما شهد بذلك أئمة هذا العلم كالحافظ ابن حجر وغيره ، ومن المؤسف حقا ان يتجرأ البعض على الكلام فيما ليس من اختصاصهم ، لا سيما والامر دين وعقيدة!

وإن من هؤلاء أخيرا المدعو عز الدين بليق في كتابه «موازين القرآن والسنة» الذي زعم فيه تقليدا لغيره ممن لا معرفة عنده بهذا العلم ـ «أن روايات نزول عيسى بعد الدجال إنما هي من رواية وهي بن منبه وكعب الأخبار» وهذا اختلاق محض ، فلا وجود لهما في شيء منها مطلقا ، وقد كنت قديما خرجت نحو أربعين حديثا ليس لهما فيها ذكر!

(٧٦٥) صحيح ، ورواه مسلّم أيضا (١ / ٩٥) بلفظ : «فاذا طلعت من مغربها آمن الناس كلهم أجمعون ، فيومئذ لا ينفع ...» وهو رواية للبخاري بنحوه. وله عندهما شاهد من حديث أبي ذر.