• الفهرس
  • عدد النتائج:

فالجواب : أن هذا كان له سبب ، فانه كان قد قال يهودي : لا والذي اصطفى موسى على البشر ، فلطمه مسلم ، وقال : أتقول هذا ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بين أظهرنا؟ فجاء اليهودي فاشتكى من المسلم الذي لطمه ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم هذا ، لأن التفضيل اذا كان على وجه الحمية والعصبية وهوى النفس كان مذموما ، بل نفس الجهاد اذا قاتل الرجل حمية وعصبية كان مذموما ، فان الله حرم الفخر ، وقد قال تعالى : (وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ) الاسراء : ٥٥. وقال تعالى : (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ) البقرة : ٢٥٣. فعلم أن المذموم انما هو التفضيل على وجه الفخر ، أو على وجه الانتقاص بالمفضول. وعلى هذا يحمل أيضا قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تفضلوا بين الأنبياء» (١٢٨) ، إن كان ثابتا ، فان هذا قد روي في نفس حديث موسى ، وهو في

__________________

ـ القيامة. أخرجه مسلم (٧ / ٥٩) وابو داود (٤٦٧٣) وابن سعد (١ / ٢٠) وهو في الصحيحين نحوه ، وتقدم قريبا ، وذكرنا له هناك شاهد آخر ؛ وله في «الصحيحة» (١٥٧١) شاهد ثالث عن سلمان.

(١٢٨) صحيح ، وهو رواية من حديث أبي هريرة المتقدم من طريق عبد الرحمن الاعرج عنه قال : «بينما يهودي يعرض سلعة له اعطي بها شيئا كرهه أو لم يرضه ، قال : لا والذي اصطفى موسى عليه‌السلام على البشر ، فسمعه رجل من الانصار ، فلطم وجهه ، قال : تقول : والذي اصطفى موسى عليه‌السلام على البشر ، ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بين أظهرنا؟! قال : فذهب اليهودي الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا أبا القاسم ان لي ذمة وعهدا ، وقال : فلان لطم وجهي ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لم لطمت وجهه؟ قال : قال يا رسول الله : والذي اصطفى موسى عليه‌السلام على البشر وأنت بين أظهرنا ، قال : فغضب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى عرف الغضب في وجهه ، ثم قال : لا تفضلوا بين أنبياء الله ، فانه ينفخ في الصور فيصعق من في السماوات ومن في الارض ، الا من شاء الله ، قال : ثم ينفخ فيه أخرى فأكون أول من بعث ، أو في أول من بعث ، فاذا موسى عليه‌السلام آخذ بالعرش ، فلا أدري أحوسب بصعقته يوم الطور ، أو بعث قبلي ، ولا أقول : «ان احدا أفضل من يونس بن متى عليه‌السلام». اخرجه البخاري (٢ / ٣٦٠ ـ ٣٦١) ومسلم (٧ / ١٠٠ ـ ١٠١) وقد غمز الشارح من صحته ، ولا أعلم له علة ، ولم يتكلم عليه الحافظ في «الفتح» (٦ / ٣١٨) ، وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا بلفظ : «لا تخيروا بين الأنبياء ، فإن الناس يصعقون ..» الحديث نحوه. أخرجه البخاري (٢ / ٨٩) ومسلم (٧ / ١٠٢) وأحمد (٣ / ٣٣) ، وروى أبو داود (٤٦٦٨) الجملة الاولى منه ، وهي راوية لأحمد (٣ / ٣١).