• الفهرس
  • عدد النتائج:

قرّبه وعلّمه.

يا هشام! إنّ كلّ نعمةٍ عجزت عن شكرها بمنزلة سيئة تؤاخذ بها.

وقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : «إنّ لله عباداً كسرت قلوبهم خشيته فأسكتتهم عن المنطق وإنّهم لفصحاء عقلاء ، يستبقون إلى الله بالاَعمال الزكية ، لا يستكثرون له الكثير ، ولا يرضون لهم من أنفسهم بالقليل ، يرون في أنفسهم أنّهم أشرارٌ وإنّهم لاَكياسٌ وأبرارٌ»(١).

يا هشام! الحياء من الاِيمان ، والاِيمان في الجنّة ، والبذاء من الجفاء ، والجفاء في النار(٢).

يا هشام! المتكلّمون ثلاثة : فرابح وسالم وشاجب ، فأمّا الرابح فالذاكر لله ، وأمّا السالم فالساكت ، وأمّا الشاجب فالذي يخوض في الباطل ، إنّ الله حرّم الجنّة على كلّ فاحش بذيء ، قليل الحياء ، لا يبالي ما قال ولا ما قيل فيه(٣).

____________

(١) «عجزت عـن شكرهـا» المراد بالعجـز الترك وتعجيز النفس والكسل ، لا عدم القدرة ، أي إنّ الله يؤاخذ بترك شكر النعمة كما يؤاخذ بفعل السيئة ولو في الدنيا بزوال النعمة.

«يستبقون إلى الله بالاَعمال الزكية» أي يسبق بعضهم بعضاً في التقرّب إلى الله بالاَعمال الطاهرة من آفاتها ، أو النامية.

«لاَكياس» الاَكياس : جمع كيّس : الفطن ، الظريف ، الحسن الفهم والاَدب.

(٢) «والبذاء من الجفاء» البذاء : الفحش ، وكلّ كلام قبيح. والجفاء : خلاف البرّ والصلة ، وقد يطلق على البعد عن الآداب ، وقال المطرّزي : الجفاء : الغلظ في العشرة ، والخرق في المعاملة ، وترك الرفق.

(٣) «المتكلّمون ثلاثة» المراد بالمتكلّمين القادرون على التكلّم ، أو المتكلّمون والمجالسون معهم تغليباً ، والحاصل أنّ الناس في أمر الكلام على ثلاثة أصناف.

«وشاجب» الشجب : الهلاك والحزن والعيب.

قال ابن الاَثير في النهاية ٢/٤٤٥ : في حديث الحسن : المجالس ثلاثة : فسالم