سجن الشيخ محي الدين بوهران
وقتل هذا الباي ولي الله سيدي الحاج محمد البو شيخي المقيم بقيزة ، بإغراء عدة بن ونزار رايس الونازرة الزمالي له علية في الوجيزة ، بحيث علّقه مع خشبة بوهران ، وقال هذا جزاء من يريد الظهور والإعلان. ومنع شيخ الجماعة من الحج وهو السيد الحاج محي الدين بن سيدي مصطفى بن المختار والد الأمير السيد الحاج عبد القادر ، وأسكنه بوهران بمنزلة المثقف ولم يخلّ سبيله إلّا بعد / أمد طويل متكاثر ، ولما سامه بالسجن عفانا الله منه ، قال فيه العلامة السيد (ص ٣٠٩) السنوسي ابن السيد الحاج عبد القادر بن السنوسي الدحاوي قصيدة نونية لتسليته وإبعاد الهمّ عنه نصّها بتمامها :
عوّل على الصبر لا تفزعك أشجان |
| ولا ترعك بما فاجتك وهران |
أما هي الدار لم تؤمن غوائلها |
| بلى هي الدّار أغيار وأحزان |
تخفي الدسائس لم تظهر لها حيل |
| ولم تعاقداها والله أيمان |
شبّت على الغدر لم تعطف على أحد |
| إلّا ومن غدرها صد وهجران |
ما أنت أول من دهت ولا آخر |
| ولا بأوسط من خانته إخوان |
انظر إلى يوسف الصديق كم لبثت |
| في السّجن نفسه لم تزره خلّان |
وانظر إلى ابن رسول الله ثم إلى |
| هلمّ جرّا وما لاقاه عثمان |
تلك العوائد أجراها على قدر |
| مدبّر الأمر كيف شاء ديّان |
لم يشتوك أمحي الدين عن زلة |
| رأوا ولكن أشقى القوم شيطان |
صبرا فلا غرو أن تنحلّ عقدة من |
| من أجله قد عاد عليك سلطان |
ويكظم الغيظ من خصم ومن حكم |
| ويكشف الغمّ أن صدّوا وأن خانوا |
بل لا عليك وإن ساءت ظنونهم |
| سيهزم الجمع أو يشتت ديوان |
إن العواقب في القرآن ثابتة |
| للمتّقين وصدق القول قرآن |
وأنت والله لم تزل على سنن |
| يهدي إلى الحق لم يملك طغيان |
تقرى الضيوف وتسعى في حوائجهم |
| وتحمل الكل لا غشّ ولا ران |
تبيت بين الدجا تتلوا المفصّل عن |
| قلب وتصبح مثل البدر تزدان |
تدرّس العلم مرة وثانية |
| تلقّن الذّكر والفؤاد يقظان |
فالله أسأل أن أراك منطلقا |
| وما حواليك حرّاس وأعوان |