وأنشد (١) السلطان في ليلة ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عقب ما فرغ من البنية الشهيرة ببابه ، رحمه الله تعالى : [الطويل]
تأمّل أطلال الهوى فتألّما |
| وسيما الجوى والسّقم منها تعلّما |
أخو زفرة هاجت له منه (٢) ذكرة |
| فأنجد في شعب الغرام وأتهما |
وأنشد (٣) السلطان في وجهة للصّيد أعملها ، وأطلق أعنّة الجياد في ميادين ذلك الطّراد وأرسلها قوله : [الكامل]
حيّاك يا دار الهوى من دار |
| نوء السّماك بديمة مدرار |
وأعاد وجه رباك طلقا مشرقا |
| متضاحكا بمباسم النّوّار |
أمذكّري دار الصّبابة والهوى |
| حيث الشّباب يرفّ (٤) غصن نضار |
عاطيتني عنها الحديث كأنما |
| عاطيتني عنها كؤوس عقار |
إيه وإن أذكيت نار صبابتي |
| وقدحت زند الشّوق بالتّذكار |
يا زاجر الأظعان وهي مشوقة |
| أشبهتها في زفرة وأوار |
| ||
حنّت إلى نجد وليست دارها |
| وصبت إلى هنديّة والقار (٥) |
شاقت به برق الحمى واعتادها |
| طيف الكرى بمزارها المزوار (٦) |
ومن شعره في غير المطولات (٧) : [الطويل]
لقد زادني وجدا وأغرى بي الجوى |
| ذبال (٨) بأذيال الظّلام قد التفّا |
تشير وراء الليل منه بنانة |
| مخضّبة والليل قد حجب الكفّا |
تلوح سنانا حين لا تنفح الصّبا |
| وتبدو (٩) سوارا حين تثني له العطفا |
قطعت به ليلا يطارحني الجوى |
| فآونة يبدو وآونة يخفى |
__________________
(١) النص مع بيتي الشعر في نفح الطيب (ج ١٠ ص ١٢).
(٢) في النفح : «له نار ذكرة».
(٣) النص والقصيدة في نفح الطيب (ج ١٠ ص ١٢ ـ ١٣) وأزهار الرياض (ج ٢ ص ١٠٣).
(٤) في أزهار الرياض : «يروق حسن نضار».
(٥) في النفح : «هنديّة والغار».
(٦) رواية البيت في أزهار الرياض هي :
لكنها شامت به برق الحمى |
| واعتادها طيف الكرى بمزار |
(٧) الأبيات في نفح الطيب (ج ١٠ ص ١٦) وأزهار الرياض (ج ٢ ص ١٦٩).
(٨) الذّبال : جمع ذبالة وهي الفتيلة ، وأراد المصباح الذي يصفه ابن زمرك في هذه الأبيات.
(٩) في النفح : «وتبدي».