القيامة على لسان نبيّه محمّدٍ صلى الله عليه وآله ـ يا مروان ـ ما تنكر أنت ولا أحدٌ ممّن حضر هذه اللّعنة من رسول الله صلى الله عليه وآله لك ولأبيك من قبلك وما زادك الله ـ يا مروان ـ بما خوّفك إلّا طغياناً كبيراً ، صدق الله وصدق رسوله يقول : (وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا) (١) وأنت يا مروان وذرّيّتك الشّجرة الملعونة في القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وآله ، عن جبرئيل ، عن الله عزّوجلّ.

فوقب معاوية فوضع يده على قم الحسن ... فنفض الحسن عليه السلام ثوبه وقام وخرج فتفرّق القوم عن المجلس بغيظٍ وحزنٍ وسواد الوجوه (٢).

والحق أنّ هذا الاحتجاج أصرح بيان كُشف فيه عن الحقيقة وارتفعت فيه التقية ولا يغيب عنك نهضة الحسين المقدّسة التي هدمت عروش الظالمين وشيّدت أسس الدين ، ورسمت المَثَل العُليا من التضحية والعذار.

__________________

١. سورة الإسراء (١٧) : الآية ٦٠.

٢. الاحتجاج للشيخ الطبرسي : ج ١ ، ص ٤٠١ ـ ٤١٦.