• الفهرس
  • عدد النتائج:

إلّا إن ما ذكره في سبب الرؤيا الصادقة (١) المحتاجة إلى تأويل وتعبير من إسدال أغشية الظلمات ـ إلى آخره ـ يشكل برؤيا يوسف ـ على نبينا وآله وعليه‌السلام ـ التي حكاها الله عزوجل في كتابه المجيد من سجود الشمس والقمر المؤوّل بالملك والسلطنة.

ورؤيا الإمام زين العابدين عليه‌السلام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأنه زوّجه بحوراء من حور (١) الجنة فجامعها وحملت فأمره رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بأن يسميه زيدا ، وفي صبيحة ذلك اليوم كان يقص الرؤيا على أصحابه ، فإذا عند انتهاء كلامه قد ورد عليه رسول المختار ومعه الجارية التي أهداها إليه ، وكان قد اشتراها بمبلغ خطير وكانت فائقة في الجمال.

قال الراوي : فلما رأينا شغفه بالجارية انصرفنا عنه ، وفي العام القابل أتيته

__________________

(١) قال المحقق الشارح المازندراني في (شرح الاصول) بعد نقل جملة من أقوال الفلاسفة في هذا المقام ، وأقوال المتكلمين ما صورته : (ولا يبعد أن يقال : جميع ما كان وما يكون وما هو كائن في اللوح المحفوظ ، فإذا تعطلت الحواس بالنوم ، وفرغت النفس [عن الاشتغال] (٢) بها يعرض [عليها] ملك الرؤيا ما كان فيه بقدر استعدادها ، وما كان من هذا القبيل فهي الرؤيا الصادقة و [لذلك] (٣) قد يخبر النائم بما وقع في العالم وبما هو واقع وبما يقع بعد ، وتلك الرؤيا هي التي تعدّ جزءا من أجزاء النبوّة.

وقد تشتغل النفس بالصور والمعاني التي في الحسّ المشترك والخيال وتركبها على أنحاء مختلفة ، وقد يكون التركيب مطابقا لما في نفس الأمر وقد لا يكون ، وهذه قد تكون صادقة وقد تكون كاذبة وأضغاث أحلام ، وقد يعرض عليها الشيطان و [يشوشه] (٤) ويفزعه ، وهذا من تسويله وتحذيره. وفي بعض الروايات تعليم دعاء للفرار من ذلك المكروه (١)) (٢). انتهى كلامه. منه رحمه‌الله ، (هامش «ح»).

(٢) ليست في «ح».

__________________

١ ـ من المصدر ، وفي الأصل : بالاشتعال.

٢ ـ من المصدر ، وفي الأصل : كذلك.

٣ ـ من المصدر ، وفي الأصل : يوسوسه.

٤ ـ فلاح السائل : ٢٨٩ ـ ٢٩٠.

٥ ـ شرح الكافي ١١ : ٤٤٣ ـ ٤٤٤.