• الفهرس
  • عدد النتائج:

يخفى على من تتبع تلك الأخبار وجاس خلال تلك الديار.

وحينئذ ، فلا معارض لهذا الخبر وأمثاله فيما ادّعيناه ، ولا مناقض له فيما قلناه ؛ وبذلك يسقط ما أطال به شيخنا الصالح بعد نقل كلام شيخه قدس‌سرهما من معارضة ما قدمه من الأخبار ، كرواية ابن أبي يعفور وغيرها لهذا الخبر ، وأنه يجب حمله على ما ذكروه ، أو طرحه لذلك إلى آخر ما آطال به فيما هنالك.

هذا ، ومن الأخبار الواردة في التشديد على العلماء ، ما روي عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : «قصم ظهري اثنان (١) ؛ عالم متهتّك ، وجاهل متنسك ؛ فالجاهل يغش الناس بتنسّكه ، والعالم يضرّهم (٢) بتهتكه». وقد نظم بعضهم ذلك فقال :

فساد كبير عالم (٣) متهتك

وأكبر منه جاهل متنسك

هما فتنة للعالمين عظيمة

لمن بهما في دينه يتمسك (٤)

وروى في (الكافي) عن سليم بن قيس قال : سمعت أمير المؤمنين عليه‌السلام يحدث عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال في كلام له : «العلماء رجلان : رجل عالم آخذ بعلمه فهذا ناج ، وعالم تارك لعلمه فهذا هالك. وإن أهل النار ليتأذون من ريح (٥) التارك لعمله ، وإن أشد أهل النار ندامة وحسرة رجل دعا عبدا إلى الله فاستجاب له وقبل منه فأطاع الله ، فأدخله الله الجنة ، وأدخل الداعي (٦) النار بتركه علمه واتّباعه الهوى وطول الأمل ، أما اتباع الهوى فيصد عن الحق ، وطول الأمل ينسي الآخرة» (٧).

وروى في الكتاب المذكور بسنده إلى علي بن الحسين عليهما‌السلام قال : «مكتوب في

__________________

(١) ليست في المصدر.

(٢) في المصدر : ينفّرهم.

(٣) في «ح» عالم كبير ، بدل كبير عالم.

(٤) البيتان من الطويل. ديوان الإمام الشافعي : ١٠٢ ، منية المريد : ١٨٢.

(٥) في المصدر بعدها : العالم.

(٦) ليست في «ح».

(٧) الكافي ١ : ٤٤ / ١ ، باب استعمال العلم.