المبشرين البروتستانت الذين «ينشرون، بسلوکهم الطائش الذي يتسم بالتحدي، الشغب بين الشعب ويعيقون انتشار المسيحية في البلاد أکثر مما يسهلونه» على حد تعبيره.

وفي غضون ذلک کان المبشرون الکاثوليک قد ثاروا ضد انتهاک حرية المعتقد الديني المقدسة (the sacred freedom of conscience) واتهموا ممثل بريطانيا العظمى بالحذر غير المناسب الذي کان يؤدي حسب اعتقادهم إلى وأد الحرية الدينية في الدولة العثمانية. غير أن الـ (foreign office) (١) أخذت بوجهه نظر السفير فطلبت في ١٨٦٩ من وکلية الموقت «أن يدعو المبشرين لأن يحترموا أعراف الشعب الذي يتمتعون بضيافته وأن يؤذوا مشاعره وأن يتجنبوا أيضاً کل ما من شأنه أن يخل بالأمن والهدوء العام».

ولتلافي أي سوء تفاهم جديد بين المبشرين البروتستانت والسلطات العثمانية اتفقت الدول المعنية بهذه القضية مع البابا العالي على حرية الدعاية البروتستانتية على ان تراعي الشروط التالية:

يجب أن يزود کل مبشر بجواز سفر عثماني للعيش والتنقل في الامبراطورية العثمانية، والمبشر الذي يرغب في مزاولة التطبيب ملزم بأن يحصل مسبقاً في اسطنبول على الاجازة اللازمة لذلک، وأخيراً لا يمکن أن يباع الکتاب المقدس وغيره من مطبوعات التبشير أو أن توزع مجاناً إلّا بعد أن تفحص الرقابة العثمانية کل نسخة منها وتضع عليها توقيع السماح (٢).

يظهر مما ذکر بأن نشاط البروتستانت قد قيّد بقواعد معينة لکن

______________________

(١) وزارة الخارجية ـ المترجم.

(٢) (zwemer: op. cit. p. ٣٧٧.)