ساعتين من البصرة تقريباً. فإن جميع السفن القادمة من هناک بما في ذلک سفن البريد تتعرض للحجر والمراقبة لمدة عشرة أيام ويعزل رکابها في مرکز الحجر الصحي ويجري تعقيم أمتعتهم في الغرف التابعة للمحطة. أما السفن القادمة من أوروبا فإنها تتعرض أيضاً للحجز والمراقبة غير إنها لا تبقى في مرکز الحجر إلّا وقتاً لا يصل إلى عشرة أيام کاملة اعتباراً من يوم مغادرتها لأخر ميناء من موانيء الخليج (١).

ومع ذلک لا يسعنا إلّا أن نلاحظ بأن إقامة مرکز للحجز الصحي في البصرة لا يحقق إلا جزئياً الهدف المقصود وهو منع انتشار الطاعون من الهند والکوليرا من موانئ الخليج إلى ما بين النهرين. فالبصرة تقع على بعد مائة فرست تقريباً من الخليج وبامکان السفن القادمة إليها من البحر أن تتصل بکل حرية بميناء المحمرة الواقع في منتصف المسافة بين مصب شط العرب والبصرة لذا فإن رکاب السفن يستطيعون إذا أرادوا، وخصوصاً رکاب السطح الذين تکون مراقبتهم أصعب من رکاب القمرات، أن يتجنبوا المکوث في مرکز الحجر في البصرة وذلک بأن ينزلوا في المحمرة حيث يکون الطريق إلى البصرة بواسطة النهر أو في اليابسة مفتوحاً أمامهم (٢).

______________________

(١) لقد تغيرت هذه القواعد في ١٩٠٩ بحيث أصبح بإمکان السفن القادمة من الهند مواصلة السير رأساً بعد إجراء الکشف الطبي، إذا کان قد قضى عليها في الطريق أکثر من عشرة أيام. أما السفن التي مضى عليها أقل من عشرة أيام فإنها تظل في مرکز الحجر الصحي حتى تکمل الأيام العشرة، کما إن السفن التي تحمل الحجاج الهنود تکون مدة حجزها خمسة أيام.

(٢) بخصوص تجنب اللورد کرزن لمرکز الحجر الصحي في البصرة وذلک بنزوله في المحمرة أنظر کتابه :

Persia and the Persiam Questimn London ١٨٩٢ Vol II. P. ٣٣٧ FF.