ويرىٰ القاريء الكريم في قول أمير المؤمنين علي عليهالسلام ما يكفي لوصف الحال حين نهاهم عن « البدعة » حتىٰ أنّه عليهالسلام خاف ان يثوروا في جانب عسكره ، فالىٰ أي مدىٰ كانت هذه البدعة قد استشرت في النفوس واتسعت في الممارسة حتىٰ عدّ الجهلاء النهي عنها منعاً للسُنّة ؟
مع أنَّ صلاة الضحىٰ قد ورد لها ذكر كثير في كتب الفقه والحديث عند أهل السُنّة فإنّها مجهولة متروكة عند الكثير منهم .
وسنحاول في هذا المختصر أن نلقي نظرة سريعة حول ما يتعلق بها من أُمور .
ما هو حكمها : يرىٰ الحنابلة والحنفيّة والشافعية أنَّ صلاة الضُحىٰ سُنّة وترىٰ المالكية أنّها مندوبة (١) تستحب المداومة عليها .
ورأىٰ بعض علمائهم أنّها بدعة (٢) .
وقتها : وقتها من ارتفاع الشمس قدر رمح إلىٰ زوالها ، والأفضل عندهم أن يبدأها بعد ربع النهار ، وجاء في وقتها قولهم : « وأفضل وقتها إذا علت الشمس واشتدّ حرّها ويمتّد وقتها إلىٰ زوال الشمس ، وأوله حين تبيّض الشمس » (٣) .
__________________
(١) الفرق بين ما هو سُنّة وبين ما هو مندوب : هو إنَّ السُنّة ما واظب عليه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والخلفاء الراشدين ، والمندوب هو ما أمر به النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ولم يواظب عليه .
اُنظر الفقه علىٰ المذاهب الخمسة ، للشيخ محمد جواد مغنيه : ٧٨ .
(٢) الشرح الكبير علىٰ المغني ، لابن قدامة المقدسي ١ : ٧٧٥ . والفقه علىٰ المذاهب الاربعة ، لعبدالرحمن الجزيري ١ : ٣٣٢ . وفقه السُنّه ١ : ١٨٥ . وزاد المعاد ، لابن قيّم الجوزية ١ : ١١٦ ـ ١١٩ . ونيل الاوطار ، للشوكاني ٣ : ٦٢ .
(٣) المصدر السابق .