أبي المؤيّد بن أحمد المكّي أخطب خوارزم [ خوارزمي ]
المحقق: الشيخ محمّد السماوي
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: أنوار الهدى
المطبعة: مهر
الطبعة: ١
ISBN: 964-6223-01-X
الصفحات: ٣٦٠
أنا ورجل على الحسن بن علي عليهماالسلام نعوده ، فقال : «يا فلان! سلني» فقال : لا ، والله ، لا نسألك حتى يعافيك الله ، ثمّ نسألك.
قال : ثمّ دخل إلى الخلاء ثم خرج إلينا ، وقال له : «سلني قبل أن لا تسألني» ، قال : بل يعافيك الله فأسألك ، قال : «قد ألقيت طائفة من كبدي ، وإني قد سقيت السم مرارا فلم اسق مثل هذه المرة».
ثم دخلت عليه من الغد ، وهو يجود بنفسه ، والحسين عند رأسه ، قال له : «يا أخي! من تتهم؟ قال له : «لتقتله»؟ قال : «نعم» ، قال : إن يكن الذي أظن ، فالله أشد بأسا وأشد تنكيلا ، وإن لم يكن فما احبّ أن يقتل بي بريء ثم قضى.
١١٤ ـ وأخبرني صدر الحفّاظ أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمداني ـ إجازة بها ـ ، أخبرني عبد القادر بن محمّد البغدادي ، أخبرني الحسن بن عليّ الجوهري ، أخبرني محمّد بن العبّاس ، أخبرني محمّد بن معروف ، أخبرني حسين بن محمّد بن فهم ، أخبرني محمّد بن سعد ، أخبرني يحيى بن حمّاد ، حدثني أبو عوانة ، عن حصين ، عن أبي حازم قال : لمّا احتضر الحسن قال للحسين : «ادفنوني عند أبي يعني : النبيّ صلىاللهعليهوآله إلا أن تخافوا الدّماء ، فإن خفتم الدماء فلا تهريقوا فيّ دما ، ادفنوني عند مقابر المسلمين».
قال : فلما قبض تسلح الحسين ، وجميع مواليه ، فقال له أبو هريرة : أنشدك الله ووصية أخيك ، فإنّ القوم لن يدعوك حتّى يكون بينكم وبينهم دما ، قال : فلم يزل به حتى رجعوا ، قال : ثم دفنوه في بقيع الغرقد. فقال أبو هريرة : أرأيتم لو جيء بابن مؤمن ليدفن مع أبيه فمنع ، أكانوا قد ظلموه؟ فقالوا : نعم ، قال : فهذا ابن نبيّ الله قد جيء به ليدفن مع أبيه.
وذكر عبد الكريم بن محمّد بن حمدان في «تاريخه» هذا الحديث ،
وزاد فيه : فقال أبو هريرة : أيمنع الحسن أن يدفن مع النبيّ صلىاللهعليهوآله وقد سمعته يقول : «الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة»؟!
فقال مروان : دعنا منك ، فلقد ضاع حديث رسول الله إن كان لا يحفظه غيرك ؛ وغير أبي سعيد الخدري ، وإنّما أسلمت أنت أيام «خيبر».
فقال : بلى ، أسلمت أيام خيبر ، ولكن لزمت رسول الله ولم افارقه ، حتّى عرفت من أحبّ ومن أبغض ، ومن نفى ومن قرّب.
١١٥ ـ وأخبرنا الشيخ الإمام أبو الحسن عليّ بن أحمد العاصمي ، عن شيخ القضاة ، عن أبيه أحمد بن الحسين ، أخبرنا أبو الحسين بن المفضل ، حدثنا عبد الله بن جعفر ، حدثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثنا محمد بن يحيى ، حدثنا سفيان ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عليهماالسلام قال : «قتل عليّ عليهالسلام وهو ابن ثمان وخمسين ، ومات لها الحسن ؛ وقتل لها الحسين عليهماالسلام».
١١٦ ـ وذكر الزبير بن بكار : إنّ الحسن بن عليّ عليهماالسلام ولد للنصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة ، ومات لليال خلون من شهر ربيع الأول سنة خمسين.
١١٧ ـ وبهذا الإسناد ، عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا محمد بن أحمد المحبوبي ـ بمرو ـ ، حدثنا سعيد بن مسعود ، حدثنا عبد الله بن موسى ، أخبرنا سفيان ، عن سالم بن أبي حفصة : سمعت أبا الحازم يقول : إني لشاهد يوم مات الحسن بن عليّ فرأيت الحسين بن علي عليهماالسلام يقول لسعيد بن العاص ، ويطعن في عنقه : «تقدم فلولا أنها سنّة ما قدمت». وكان سعيد أميرا على المدينة.
١١٨ ـ وبهذا الإسناد ، عن أبي عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو الحسين الآدمي ، حدثنا إسماعيل بن إسحاق ، حدثنا محمّد بن أبي بكر ، حدثنا
سعيد بن عامر ، عن جويرية بن أسماء قال : لمّا مات الحسن بن علي عليهماالسلام جعل مروان يبكيه ، فقال له الحسين عليهالسلام : «أتبكيه؟ وأنت كنت تجرعه ما تجرعه»؟ فقال : إني كنت أفعل ذلك إلى أحلم من هذا ـ يعني الجبل ـ.
١١٩ ـ وذكر في كتاب «نزهة الظرف وبستان الطرف» : أنّ رجلا قال للحسن البصري : يا أبا سعيد! معاوية أحلم أم الحسن؟ فقال : بل الحسن ، فقال : إنما أعني معاوية الذي كان أمير المؤمنين؟ فقال : وهل كان ذلك إلّا حمارا نهاقا؟
١٢٠ ـ وقيل : ولما مات الحسن بن علي عليهماالسلام قام ـ محمد بن الحنفية ـ على قبره فقال : رحمك الله ، أبا محمّد! لئن عززتني حياتك ، فقد هدتني وفاتك ، ولنعم البدن بدن تضمّن روحك ، ولنعم الكفن كفن تضمّن بدنك ، وكيف لا تكون كذلك؟ وأنت : سليل الهدى ، وحليف التقى ، وخامس أهل الكساء ، وابن الخيرة سيّدة النساء ، وأبوك الذائد عن الحوض غدا ، وجدّك النبي محمّد المصطفى ، غذتك أكف الحقّ ، وربيت في حجر الإسلام ، ورضعت ثدي الإيمان ، فطبت حيا وميتا ، فإنك والحسين غدا سيدا شباب أهل الجنّة ، ثم ضرب بيده إلى ـ الحسين ـ فقال : قم ، بأبي أنت وأمي! فعلى أبي محمّد السلام.
١٢١ ـ وقيل : لمّا أتى معاوية نعيه بعث إلى ابن عبّاس ، وهو لا يعلم الخبر ، فقال له : هل عندك خبر من المدينة؟ قال : لا ، قال معاوية : أتاني نعي الحسن ، وأظهر سرورا ، فقال ابن عباس : إذن ، لا ينسأ في أجلك ، ولا يسد حفرتك.
قال : أحسبه ترك صبية صغارا ، قال : كلّنا كان صغيرا فكبر ، قال : وأحسبه بلغ الستين ، قال : أبمثل مولده يجهل؟ قال معاوية : لو قال قائل :
إنّك أصبحت سيد قومك ، قال : أما وأبو عبد الله الحسين حي فلا.
فلمّا كان من غد ، أتى يزيد بن معاوية ابن عباس ، وهو في المسجد يعزي ، فجلس بين يديه جلسة المعزي ، وأظهر حزنه ، فلما نهض أتبعه ابن عباس بصره ، وقال : إذا ذهب آل حرب ذهب حلم قريش.
١٢٢ ـ وروي : أنّه لمّا أتى نعي الحسن عزى معاوية ابن عبّاس فاسترجع ابن عباس ثلاثا ، ثم قال : إنّه والله ، يا معاوية! لم يمهل من أجلك ، ولم يدفن في حفرتك ، ولقد رزئنا بمن كان خيرا منه ، فكفانا الله فقده ، ولم يضيعنا بعده ، يعني : النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ثمّ قال : والله ، لا اقيم ببلدة يشمت فيها بموت ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله.
١٢٣ ـ أخبرنا صدر الحفاظ أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمداني ـ بها إجازة ـ ، أخبرنا عبد القادر بن محمّد البغدادي ، أخبرنا الحسن بن عليّ الجوهري ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن معروف ، حدّثنا حسين بن محمّد ، أخبرنا محمد بن سعد ، أخبرنا محمّد بن عمر ، حدّثنا عبد العزيز بن محمّد ، عن عمرو بن ميمون ، عن أبيه قال : لمّا جاء معاوية نعي الحسن بن علي استأذن ابن عباس على معاوية ، وكان ابن عباس قد ذهب بصره ، وكان يقول لقائده : إذا دخلت بي على معاوية فلا تقدني ، فإن معاوية يشمت بي ، فلمّا جلس ابن عباس ، قال معاوية : لأخبرنه بما هو أشدّ عليه من أن أشمت به ، ثمّ قال له : يا ابن عباس! هلك الحسن بن عليّ ، فقال ابن عبّاس : إنا لله وإنا إليه راجعون ، وعرف ابن عبّاس : أنّه شامت به ، فقال : أم والله ، يا معاوية! لا يسد حفرتك ولا تخلد ، ولقد اصبنا بأعظم منه فجبرنا الله بعده ، ثمّ قام.
قال معاوية : لا ، والله ، ما كلّمت أحدا قط أعدّ جوابا ، ولا أعقل من
ابن عبّاس ، فقال الفضل بن عبّاس يذكر ذلك ، ويرثي الحسن عليهالسلام :
أصبح اليوم ابن هند شامتا |
|
ظاهر النخوة إذ مات الحسن |
رحمة الله عليه إنما |
|
طالما أشجى ابن هند وأرن |
استراح اليوم منه بعده |
|
إذ ثوى رهنا لأحداث الزمن |
فارتع اليوم ابن هند آمنا |
|
إنما يقمص بالعير السمن |
لست بالباقي فلا تشمت به |
|
كلّ حيّ بالمنايا مرتهن |
يا ابن هند إن تذق كأس الردى |
|
تك في الدهر كشيء لم يكن |
وقال الحسين عليهالسلام يرثي أخاه الحسن عليهالسلام :
أأدهن رأسي أم اطيب محاسني |
|
ورأسك معفور وأنت تريب |
وأستمتع الدّنيا بشيء احبه |
|
بلى ، كل ما أدنى إليك حبيب |
فلا زلت أبكي ما تغنت حمامة |
|
عليك وما هبت صبا وجنوب |
وما هملت عين من الماء قطرة |
|
وما اخضر في دوح الحجاز قضيب |
بكائي طويل والدموع غزيرة |
|
وأنت بعيد والمزار قريب |
وليس حريبا من اصيب بماله |
|
ولكن من وارى أخاه حريب |
غريب وأطراف البيوت تحوطه |
|
ألا كلّ من تحت التراب غريب |
فلا يفرح الباقي ببعد الّذي مضى |
|
فكلّ فتى للموت فيه نصيب |
وقال بعض الشعراء :
تعز بمن قد مضى اسوة |
|
فإنّ العزاء يسلي الحزن |
بموت النبي وقتل الوصيّ |
|
وذبح الحسين وسمّ الحسن |
الفصل السابع
في فضائل الحسين عليهالسلام الخاصة به
١ ـ أنبأني الإمام الحافظ صدر الحفّاظ أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمداني ، أخبرنا عبد القادر بن محمّد اليوسفي ، أخبرنا الحسن بن علي الجوهري ، حدّثنا محمّد بن العباس الخراز ، أخبرنا محمد بن معروف الخشاب ، أخبرنا حسين بن محمّد بن فهم ، أخبرنا محمد بن سعد ، قال : علقت فاطمة بالحسين عليهماالسلام لخمس ليال من ذي القعدة لسنة ثلاث من الهجرة ، وكان بين ذلك وبين ولادة الحسن عليهالسلام خمسون ليلة.
وولد الحسين في ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة ، وكنيته «أبو عبد الله» ، فولد الحسين ـ عليا الأكبر ـ قتل مع أبيه ـ بالطّف ـ لا بقية له ، وأمّه آمنة بنت أبي مرّة بن عروة بن مسعود بن معتب الثقفي ، وامّها ابنة أبي سفيان بن حرب ، وفيها يقول حسان بن ثابت الأنصاري :
أطافت بنا شمس النهار فمن رأى |
|
من النّاس شمسا بالعشاء تطيف |
أبو امّها أو في قريش بذمة |
|
وأعمامها أما سألت ثقيف |
وعليا الأصغر ، وله العقب من ولد الحسين ، وأمه أمّ ولد ، وآخر لا بقية له ، وامّه السلافة امرأة من بلي بن عمرو بن الحرث بن قضاعة ، وفاطمة ؛
امّها أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله ، وعبد الله ؛ قتل مع أبيه الحسين ، وسكينة امها الرّباب بنت امرئ القيس بن عدي بن أوس من ـ بني ثور ـ بن كلب ، وفي الرباب وسكينة يقول الحسين عليهالسلام :
«لعمرك ، إنني لأحبّ دارا |
|
تقيم بها سكينة والرّباب |
احبّهما وأبذل جلّ مالي |
|
وليس للائمي فيها عتاب |
ولست لهم وإن رغبوا مطيعا |
|
حياتي أو يغيبني التراب» |
٢ ـ وأنبأني الشيخ الإمام فخر الأئمّة أبو الفضل بن عبد الرحمن الحفر بندي ، أخبرنا الشيخ الإمام أبو محمّد الحسن بن أحمد السمرقندي ، أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن العطار ؛ وإسماعيل بن أبي نصر الصابوني ؛ وأحمد بن الحسين البيهقي ، قالوا : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدّثنا الحسين ابن عليّ الحافظ ، أخبرنا يحيى بن محمّد بن صاعد ، حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي ، حدثنا حسين بن زيد العلوي ، عن جعفر ابن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن أبيه ، عن جدّه عليّ عليهمالسلام قال : «إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله أمر فاطمة عليهاالسلام ، فقال : زني شعر الحسين وتصدّقي بوزنه فضّة ، وأعطى القابلة رجل العقيقة».
٣ ـ وبهذا الإسناد ، عن أبي عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد ، حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي ، حدّثنا أبو اليمان ، حدثنا إسماعيل ابن عياش ، حدّثنا عطاء بن عجلان ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس ، عن أمّ الفضل قالت : دخل عليّ رسول الله صلىاللهعليهوآله وأنا أرضع الحسين بن علي بلبن ابن كان لي ، يقال له : «قثم» فتناوله رسول الله ، وناولته إيّاه فبال عليه ، فأهويت بيدي إليه ، فقال : «لا تزرمي (١) ابني» ورشّه بالماء.
__________________
(١) أي لا تقطعي عليه بوله بتقديم الزاء المعجمة على الراء المهملة.
قال ابن عباس : بول الغلام الذي لم يأكل يرش ، وبول الجارية يغسل.
٤ ـ وجاء في «المرسل» : أنّ فاطمة عليهاالسلام جاءت الى رسول الله صلىاللهعليهوآله وهي تبكي ، فقال : ما يبكيك؟ قالت : ضاع مني الحسين فلا أجده ، فقام النبيّ صلىاللهعليهوآله وقد اغرورقت عيناه ، وذهب ليطلبه فلقيه يهودي ، فقال : يا محمد! مالك تبكي؟ فقال : «ضاع ابني» ، فقال : لا تحزن ، فإني رأيته على تل كذا نائما ، فقصده عليهالسلام واليهودي معه ، فلمّا قرب من التل رأى ضبا بفمه غصن أخضر وارق يروحه به ، فلمّا رأى الضبّ النبيّ ، قال له ـ بلسان فصيح ـ : السّلام عليك ، يا زين القيامة! وشهد له بالحق ، وكان معه حسل صغير له ، فقال : لم أر أهل بيت أكثر بركة من أهل بيتك ، لأنّ ولدي ضاع مني لثلاث سنين ، فطفت عليه أطلبه فلم أجده ، فلمّا رأيت ولدك آنفا وجدته ، فأنا اكافئه.
وقال الحسل (١) : يا رسول الله! أخذني السيل فأدخلني البحر ، ثمّ ضربت بي الأمواج إلى جزيرة كذا ، فلم أجد سبيلا ومخرجا حتّى هبت ريح فأخذتني وألقتني عند أبي.
فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «من تلك الجزيرة إلى هنا ألف فرسخ» ، فأسلم اليهودي بذلك ، وقال : أشهد أن لا إله إلّا الله ، وأنك رسول الله.
٥ ـ أخبرنا جار الله العلّامة أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري ، حدثنا الاستاذ الأمين أبو الحسن عليّ بن الحسين بن مردك الرازي ، حدّثنا الحافظ ابو سعد إسماعيل بن عليّ بن الحسين السّمان ، اخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمد الكرجي ـ بمكة ـ بقراءتي عليه ، حدثنا أحمد بن كامل القاضي ، حدثنا عبد الملك بن محمد ، حدثني أبي ، حدثني حماد بن زيد ،
__________________
(١) الحسل : ولد الضب.
حدثني يحيى بن سعيد الأنصاري ، حدثني عبيد بن حسين ، حدثني الحسين ابن عليّ عليهماالسلام قال : «اتيت عمر بن الخطّاب وهو يخطب على المنبر ، فقلت له : انزل من منبر أبي ، فقال : منبر أبيك ، والله ، لا منبر أبي».
قال : ثم قال : من علّمك هذا؟ قلت : «ما علمني أحد» ، فقال : لا تزل تأتينا. ، فجئت يوما وهو خال بمعاوية وابن عمر على الباب ، فرجعت فلقيني ، فقال : ألم أقل لك تأتينا؟ قلت : «قد جئت وأنت خال بمعاوية ، وابن عمر على الباب». قال : أفأنت مثل ابن عمر ، وهل أنبت على رءوسنا الشعر إلّا الله ، ثمّ أنتم ، إذا جئت فلا تستأذن.
٦ ـ وذكر الإمام محمد بن أحمد بن عليّ بن شاذان ، حدثني أحمد بن محمد بن الجراح ، حدثني القاضي عمر بن الحسن ، حدثتني آمنة بنت أحمد ابن ذهل بن سليمان الأعمش ، قالت : حدّثني أبي ، عن أبيه ، عن سليمان ابن مهران ، عن محمّد بن كثير ، حدّثني أبو خثيمة ، عن عبد الله قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «بي انذرتم ، ثم بعليّ بن أبي طالب اهتديتم ، وقرأ : (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) الرعد / ٧ ، وبالحسن اعطيتم الإحسان ، وبالحسين تسعدون وبه تشقون ، ألا وإنّ الحسين باب من أبواب الجنّة ، من عانده حرّم الله عليه رائحة الجنّة».
٧ ـ وذكر ابن شاذان هذا ، حدّثنا أبو محمد الحسن بن عليّ العلوي الطبري ، عن أحمد بن عبد الله ، حدثني جدي أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن عمرو بن اذينة ، حدثني أبان بن أبي عيّاش ، عن سليم بن قيس الهلالي ، عن سلمان المحمّدي قال : دخلت على النبي صلىاللهعليهوآله وإذا الحسين على فخذه وهو يقبل عينيه ، ويلثم فاه ، ويقول : «إنك سيد ابن سيد أبو سادة ، إنّك إمام ابن إمام أبو أئمة ، إنّك حجة ابن حجة أبو حجج ،
تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم».
٨ ـ أخبرنا الإمام الزّاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي ، أخبرنا شيخ القضاة أبو علي إسماعيل بن أحمد البيهقي ، أخبرنا شيخ السنّة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، حدثنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا محمد ابن صالح ، حدثنا الحسين بن الفضل ، حدثنا عثمان بن مسلم ، حدثنا وهيب ، حدثنا عبد الله بن عثمان ، عن سعيد بن أبي راشد ، عن يعلى العامري : أنّه خرج رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى طعام دعي له ، فاستقبل في طريق ـ حسينا ـ يلعب فأراد أن يأخذه ، فطفق الصبيّ يفرّ هاهنا مرّة وهاهنا مرّة ، فجعل رسول الله يضاحكه حتّى أخذه.
قال : فوضع إحدى يديه تحت قفائه والاخرى تحت ذقنه ، ووضع فاه على فيه ، فقبّله ، وقال : «حسين مني وأنا من حسين ، أحبّ الله من أحبّ حسينا ، حسين سبط من الأسباط».
وسمعت هذا الحديث أيضا في ـ جامع أبي عيسى ـ مختصرا ، من قوله : «حسين مني إلى آخر الحديث».
٩ ـ وذكر أحمد بن الحسين ـ برواية اخرى ـ عن يعلى العامري ، فقال : «الحسن والحسين سبطان من الأسباط».
١٠ ـ وبهذا الإسناد ، عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا محمّد بن يعقوب ، حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني ، حدثنا محمّد بن عمران بن أبي ليلى ، حدّثني أبي ، عن أبيه أبي ليلى ، قال : كنا عند النبي صلىاللهعليهوآله فجاء الحسين وأقبل يتمرّغ عليه ، فرفع قميصه وقبّل زبيبه.
١١ ـ وبهذا الإسناد قال : أخبرنا جامع بن أحمد الوكيل ، أخبرنا محمد بن الحسن المحمدآبادي ، حدثنا عثمان بن سعيد ، حدثنا موسى بن
إسماعيل ، حدثنا حماد ، أخبرنا ابن عون ، عن أبي محمد عمير بن إسحاق : انّ أبا هريرة قال للحسين عليهالسلام : ارفع قميصك عن بطنك ، حتى اقبل حيث رأيت النبيّ صلىاللهعليهوآله يقبل ، فرفع قميصه فقبل سرته.
قال : والمعروف عن ابن عون في هذا الحديث الحسن عليهالسلام.
١٢ ـ وبهذا الإسناد ، قال : أخبرنا أبو عليّ بن شاذان ، أخبرنا عبد الله ابن جعفر ، حدثنا يعقوب بن سفيان ، حدثنا محمّد بن عبد الله بن نمير ، حدثنا أبي ، حدثنا ربيع ، عن عبد الرحمن بن سابط قال : كنت مع جابر ، فدخل الحسين بن عليّ ، فقال جابر : «من سرّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنّة فلينظر إلى هذا» ، فأشهد لسمعت رسول اللهصلىاللهعليهوآله يقوله.
١٣ ـ وبهذا الإسناد قال : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي ، أنشدنا عبد الله بن إبراهيم النحوي للحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهماالسلام :
اغن عن المخلوق بالخالق |
|
تغن عن الكاذب والصادق |
واسترزق الرحمن من فضله |
|
فليس غير الله من رازق |
من ظنّ أن الناس يغنونه |
|
فليس بالرّحمن بالواثق |
أو ظنّ انّ المال من كسبه |
|
زلّت به النعلان من حالق |
١٤ ـ وبهذا الإسناد قال : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا محمد بن يعقوب ، حدثنا العباس بن محمد ، حدثنا يحيى بن معين ، حدثنا الأصمعي : بلغنا عن ابن عون قال : كتب الحسن للحسين يعتب عليه في إعطائه الشعراء ، فكتب إليه : «إنّ خير المال ما وفي به العرض».
١٥ ـ وبهذا الإسناد قال : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ : سمعت الحافظ الزبير بن عبد الواحد ، سمعت : ابن أحمد بن زكريا ، سمعت إسماعيل بن
يحيى المزني ، سمعت : الشافعي يقول : مات ابن للحسين عليهالسلام فلم ير به كآبة ، فعوتب على ذلك ، فقال : إنّا أهل بيت نسأل الله عزوجل فيعطينا ، فإذا أراد ما نكره فيما يحب رضينا».
١٦ ـ وبهذا الإسناد ، قال : أخبرنا الإمام أبو القاسم الحسن بن محمد ابن حبيب ـ بنيسابور سنة أربعمائة ـ ، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد ، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي ـ بالبصرة ـ ، حدثني أبي ، حدثني عليّ بن موسى ، حدثني أبي موسى بن جعفر ، حدثني أبي جعفر بن محمد ، حدثني أبي محمد بن علي ، حدثني أبي علي بن الحسين عليهمالسلام : «إنّ أباه الحسين بن عليّ دخل المستراح ، فوجد لقمة ملقاة ، فدفعها الى غلام له ، فقال : يا غلام! اذكرني في هذه اللقمة إذا خرجت ، فأكلها الغلام ، فلمّا خرج الحسين قال : يا غلام! اللقمة؟ قال : أكلتها يا مولاي! قال : أنت حرّ لوجه الله تعالى ، فقال له رجل : أعتقته يا سيدي! قال : نعم ، سمعت جدي رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : من وجد لقمة ملقاة : فمسح منها ما مسح ، وغسل منها ما غسل ، وأكلها لم يسغها في جوفه حتّى يعتقه الله من النار ، ولم أكن لأستعبد رجلا أعتقه الله من النّار».
١٧ ـ وأنبأني الإمام الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمداني ، أخبرنا محمود بن إسماعيل الصيرفي ، أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين ، أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ، حدثنا زكريا بن يحيى الساجي ، حدثنا محمد بن المثنى ، حدثنا يحيى بن حماد ، حدثنا أبو عوانة ، عن الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي إدريس ، حدثنا المسيب بن نجبة ، قال : قال عليّ عليهالسلام : «ألا احدّثكم عن خاصة نفسي وأهل بيتي»؟ قلنا : بلى ، قال : «أما حسن : فصاحب جفنة وخوان ، وفتى من الفتيان ،
ولو قد التقت حلقتا البطان لم يغن عنكم في الحرب حبالة عصفور (١).
وأما عبد الله بن جعفر : فصاحب ظل ولا يغرنكم ابنا عبّاس.
وأمّا أنا وحسين فإنا منكم وأنتم منّا» ، في حديث طويل لا يتعلق بما نحن فيه.
١٨ ـ وأخبرني الحافظ سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه الدّيلمي ـ فيما كتب إلي من همدان ـ ، قال : ومما سمعت من «المفاريد» أن حذيفة بن اليمان قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «الحسين اعطي من الفضل ما لم يعطه أحد من ولد آدم ما خلا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن».
١٩ ـ قال : وأخبرني والدي ، أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمد بن الميداني الحافظ ـ إجازة ـ ، أخبرني محمد بن عبد الملك الفقيه القزويني ، حدثني محمد بن ميسرة القزويني ، حدثني وصيف بن عبد الله القزويني ـ وكان ثقة أمينا ـ ، حدثني إسماعيل بن محمّد المقري ، حدثني جعفر بن محمد الرازي ، حدثني الحسن بن شجاع البلخي ، حدثني سعيد بن سليمان الواسطي ، حدثني أبو اسامة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله يحل إزار الحسين ، فقلت : ما هذا؟ يا رسول الله! فقال : «البسه هدية ربي ، ألا إنّ ربي أهدى إليه مدرعة ، وأن لحمتها من زغب جناح جبرئيل».
قال جعفر بن أحمد الرازي : قال أبو زرعة ـ يوما وقد كتبنا هذا الحديث ـ : إن كان في الدنيا حديث يستأهل أن يكتب بالذّهب فهذا.
__________________
(١) كيف يقول علي هذا وكان هو وأخوه يبادران في حروبه ويقول : املكوا عني هذين الغلامين؟!.
٢٠ ـ أنبأني الإمام فخر الأئمة أبو الفضل الحفربندي ، أخبرنا الإمام الحسين بن أحمد ، أخبرنا أبو القاسم بن أحمد ؛ وإسماعيل بن أبي نصر ؛ وأحمد بن الحسين ، قالوا : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدّثنا أبو بكر محمّد ابن أحمد ، حدّثنا حسن بن علي بن شبيب ، حدّثنا أبو عبيدة ، عن فضل بن عياض ، حدّثنا مالك بن شعبي ، حدّثنا هشام بن سعد ، حدثنا نعيم بن عبد الله المجمر ، عن أبي هريرة قال : ما رأيت الحسين بن عليّ إلّا فاضت عيناي دموعا ، وذلك أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله خرج يوما فوجدني في المسجد ، فأخذ بيدي واتكأ عليّ فانطلقت معه حتى جاء سوق ـ بني قينقاع ـ فطاف ونظر ثمّ رجع ورجعت معه.
قال : وما كلّمني ، ثم جلس في المسجد واحتبى ، فقال : «ادع لي لكع» فاتي ـ بحسين ـ يشتدّ حتّى وقع في حجره ، ثم أدخل يده في لحية رسول الله صلىاللهعليهوآله فجعل رسول الله يفتح فم الحسين ، ويدخل فمه فيه ، ويقول : «اللهمّ! إني احبه فأحبه».
وأورد هذا الحديث أحمد بن الحسين في «فضائل الحسن عليهالسلام» ، فلذلك كتبناه في فضائله هناك.
٢١ ـ وأخبرني الإمام الأجل مجد الدين قوام السنّة أبو الفتوح محمد ابن أبي جعفر الطائي ـ فيما كتب إليّ من همدان ـ ، أخبرنا شيخ القضاة أبو علي إسماعيل بن أحمد البيهقي ـ سنة اثنتين وخمسمائة بباب المدينة بمرو في الجامع ـ ، أخبرنا الإمام حقّا وشيخ الإسلام صدقا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن الصابوني ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن محمد ـ بهراة ـ ، أخبرنا أبو عليّ أحمد بن محمد بن عليّ ، حدثنا عليّ بن خشرم : سمعت يحيى بن عبد الله بن بشير الباهلي ، حدثنا ابن المبارك أو غيره ـ شك
الباهلي ـ ، قال : بلغني أن معاوية قال ليزيد : هل بقيت لذّة من الدنيا لم تنلها؟ قال : نعم ، أم أبيها ـ هند بنت سهيل بن عمرو ـ ، خطبتها وخطبها ـ عبد الله بن عامر بن كريز ـ ، فتزوجته وتركتني.
فأرسل معاوية إلى ـ عبد الله بن عامر ـ وهو عامله على البصرة ، فلمّا قدم عليه ، قال : انزل عن أم أبيها لولي عهد المسلمين يزيد ، قال : ما كنت لأفعل؟ قال : أقطعك البصرة ، فإن لم تفعل عزلتك عنها ، قال : وإن.
فلمّا خرج من عنده ، قال له مولاه : امرأة بامرأة ، أتترك البصرة بطلاق امرأة؟ فرجع إلى معاوية فقال : هي طلاق ، فردّه إلى البصرة ، فلمّا دخل تلقته «أم أبيها» فقال : استتري؟ فقالت : فعلها اللعين ، واستترت.
فقال : فعدّ معاوية الأيام حتى اذا انقضت العدّة وجّه أبا هريرة يخطبها ليزيد ، وقال له : أمهرها بألف الف ، فخرج أبو هريرة فقدم المدينة ، فمرّ بالحسين بن عليّ عليهماالسلام ، فقال : «ما أقدمك المدينة يا أبا هريرة»؟ قال : اريد البصرة أخطب «أم أبيها» لولي عهد المسلمين «يزيد»؟ قال : «فترى أن تذكرني لها»؟ قال : إن شئت ، قال : قد شئت؟ فقدم أبو هريرة البصرة ، فقال لها : يا أم أبيها! إنّ «أمير المؤمنين» يخطبك لولي عهد المسلمين يزيد ، وقد بذل لك في الصداق ألف ألف ، ومررت بالحسين بن عليّ فذكرك ، قالت : فما ترى يا أبا هريرة! قال : ذلك إليك ، قال : فشفة قبّلها رسول اللهصلىاللهعليهوآله أحبّ إليّ.
قال : فتزوّجت ـ الحسين بن عليّ ـ ، ورجع أبو هريرة فأخبر معاوية ، قال : فقال له : يا حمار! ليس لهذا وجهناك؟ قال : فلمّا كان بعد ذلك حجّ عبد الله بن عامر فمر بالمدينة ، فلقي الحسين بن عليّ ، فقال له : يا ابن رسول الله! تأذن لي في كلام أم أبيها ، فقال : إذا شئت ، فدخل معه البيت واستأذن على أمّ أبيها فأذنت له ، ودخل معه الحسين ، فقال لها عبد الله بن عامر : يا أم
أبيها! ما فعلت الوديعة التي استودعتك؟ قالت : عندي ، يا جارية! هاتي سفط كذا ، فجاءت به ففتحته وإذا هو مملوء لئالئ ، وجوهر يتلألأ ، فبكى ابن عامر.
فقال الحسين : ما يبكيك؟ فقال : يا ابن رسول الله! أتلومني على أن أبكي على مثلها في ورعها وكمالها ووفائها؟ قال : «يا ابن عامر! نعم المحلل كنت لكما ، هي طلاق» ، فحجّ فلمّا رجع تزوج بها.
٢٢ ـ قلت : وأورد هذه الحكاية أبو العلاء الحافظ ، وساقها عن الحسن ابن عليّ ، على ما أخبرني ـ إجازة ـ ، قال : أخبرني عبد القادر بن محمّد اليوسفي ، أخبرني الحسن بن عليّ الجوهري ، أخبرني محمّد بن العباس ، أخبرني أحمد بن معروف الخشاب ، أخبرني حسين بن محمّد ، أخبرني محمد ابن سعد ، أخبرني عليّ بن محمّد ، عن الهذلي ، عن ابن سيرين ، قال : كانت هند بنت سهيل بن عمرو عند عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد ، وكان أبا عذرتها ، ثم طلقها فتزوجها عبد الله بن عامر بن كريز ، ثم طلقها فكتب معاوية إلى أبي هريرة أن يخطبها ليزيد بن معاوية ، فلقيه الحسن بن علي ، فقال : «أين تريد»؟ قال : أخطب هند بنت سهيل ليزيد بن معاوية ، قال : «فاذكرني لها» ، فأتاها أبو هريرة فأخبرها الخبر ، فقالت : اختر لي ، قال : أختار لك الحسن فتزوجها.
قال : فقدم عبد الله بن عامر المدينة ، فقال للحسن : إنّ لي عندها وديعة ، فدخل إليها والحسن معه ، وجلست بين يديه فرقّ ابن عامر ، فقال الحسن : «ألا أنزل لك عنها ، فلا أراك تجد محللا خيرا لكما مني»؟ فقال : وديعتي ، فأخرجت سفطين فيهما جوهر ففتحهما وأخذ من كل واحدة قبضة وترك الباقي.
وكانت تقول : سيدهم حسن ، وأسخاهم ابن عامر ، وأحبهم إلي عبد الرحمن بن عتاب.
وفي رواية ـ حماد ـ ، عن عليّ بن زيد : أنها شاورت أبا هريرة ، فقال أبو هريرة : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقبل فاه ، فإن استطعت أن تقبلي مقبل رسول الله صلىاللهعليهوآله فافعلي.
٢٣ ـ وأخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه الديلمي ـ فيما كتب إليّ من همدان ـ ، أخبرني الرئيس أبو الفتح بن عبد الله النسائي الهمداني ـ كتابة ـ ، حدثني الإمام أبو الفضل عبد الله بن عبدان ، حدثني شعيب بن علي القاضي ، حدثنا موسى بن سعيد الفراء ، حدثنا الحسين بن عمر الثقفي ، حدثنا أبي عمر بن إبراهيم ، حدثنا عبد الكريم بن يعقوب الجعفي ، عن جابر ، عن أبي الشعثاء ، عن بشر بن غالب ، قال : لقيت أبا هريرة وقد لقي الحسين بن عليّ عليهماالسلام فسمعته وهو يقول له وكان يطوف بالبيت : ستملكون أبا عبد الله سنين حسنة ، فو الذي نفس أبي هريرة بيده ، لا يملكون سنة إلّا ملكتم سنتين ، ولا شهرا إلّا شهرين ، ولا يوما إلّا يومين ، وقد رأيتك على ذراعي النبيّ صلىاللهعليهوآله وقد خضبتهما دما ، حيث لفّك في خرقتك ، وقطع سرّتك ، وحنكك بتمرة ، وتفل في فيك ، وتكلّم بكلام لست أدري ما هو؟ ، وذلك لأنّ فاطمة سبقته بقطع الحسن فأمرها أن لا تسبقه فأرسلت بك إليه.
٢٤ ـ أخبرنا العلامة أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري ، حدثنا الفقيه الإمام أبو عليّ الحسن بن علي بن أبي طالب الفرزادي ـ بالري ـ ، أخبرنا الفقيه أبو بكر طاهر بن الحسين بن عليّ السّمان ، حدّثنا عمي الشيخ الزاهد الحافظ أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسين السّمان الرازي ، أخبرنا