نهج البيان عن كشف معاني القرآن - ج ٤

محمّد بن الحسن الشيباني

نهج البيان عن كشف معاني القرآن - ج ٤

المؤلف:

محمّد بن الحسن الشيباني


المحقق: حسين درگاهي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: نشر الهادي
المطبعة: مؤسسة الهادي
الطبعة: ١
ISBN: 964-400-034-X
الصفحات: ٤٠٠

قوله ـ تعالى ـ : (لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلا حَياةً وَلا نُشُوراً) (٣) :

فإذا (١) لا يملكون لأنفسهم فكيف يملكون لغيرهم؟ نبّه الله (٢) المشركين بذلك (٣) ، على سوء اعتقادهم في الأصنام والأوثان وقبح عبادتها.

قوله ـ تعالى ـ : (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذا إِلَّا إِفْكٌ افْتَراهُ) ؛ يعني : القرآن ، يقولون (٤) : افتراه محمّد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ.

(وَأَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ) ؛ مثل : فكيهة ، [وسلمان] (٥) ، ويسار ، وعابس وكان مولى لحويطب (٦). وكان هؤلاء قد علموا التّوراة والإنجيل وما جاء فيهما من نعت (٧) محمّد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ وصفته والبشارة به (٨) ، وآمنوا (٩) به ـ عليه السّلام ـ. فقال المشركون من قريش : اكتتب القرآن منهم.

فحكى ـ سبحانه ـ عنهم (١٠)

قوله ـ تعالى ـ : (وَقالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها

__________________

(١) ج ، د ، م : وإذا.

(٢) ج ، د زيادة : تعالى.

(٣) ليس في ج ، د ، م.

(٤) ليس في ج ، د ، م.

(٥) ليس في ج.

(٦) م : لحورطب.

(٧) م : بعث.

(٨) ليس في د.

(٩) ج ، د ، م : فامنوا.

(١٠) سقط من هنا قوله تعالى : (فَقَدْ جاؤُ ظُلْماً وَزُوراً) (٤)

٦١

فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) (٥) (١).

[قوله ـ تعالى ـ حكاية عن المشركين :] (٢) (وَقالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ).

[قال الله ـ تعالى ـ : (وَما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ) (٣)] (٤).

[وقالوا] (٥) : (لَوْ لا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ) ؛ أي : هلّا أنزل عليه (٦).

(أَوْ يُلْقى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْها).

وروي عن النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ أنّه (٧) قال : أتاني أخي (٨) ؛ جبرائيل ـ عليه السّلام ـ عن الله ـ تعالى ـ فقال لي : هذه مفاتيح كنوز الأرض قد جعلها (٩) لك.

فقلت (١٠) : يا أخي ؛ جبرائيل! بل أجوع يوما فأصبر وأشبع يوما فأشكر ، أحبّ إليّ من ذلك ؛ لعلّي أنال النعيم الدّائم في الآخرة (١١) ولا تكدير فيه. والخبر

__________________

(١) سقط من هنا الآية (٦)

(٢) ليس في ج ، د ، م.

(٣) الأنبياء (٢١) / ٨.

(٤) ليس في ج ، د ، م.

(٥) ليس في ج ، د ، م.

(٦) سقط من هنا قوله تعالى : (فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً) (٧)

(٧) ليس في ج.

(٨) ليس في ج ، م.

(٩) ج زيادة : الله.

(١٠) ج : فقال.

(١١) م زيادة : الّذي لا لغو.

٦٢

بذلك معروف (١).

قوله ـ تعالى ـ : (وَقالَ الظَّالِمُونَ) ؛ يعني : الكافرون (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً) (٨) ؛ مغلوبا على عقله.

وفي كتاب التلخيص : قد علم السّحر حتّى صار ساحرا فيكون المفعول بمعنى الفاعل.

وقيل : «مسحورا» معلّلا بالطّعام والشراب (٣).

وقيل : «مسحورا» ؛ أي : [له سحر] (٤) ؛ يعني : الرّئة (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً) (٩) ؛ أي : مخرجا من الأمثال الّتي ضربوها لك.

وقيل : مخرجا إلى الحقّ (٦).

قوله ـ تعالى ـ : (تَبارَكَ الَّذِي إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً) (١٠) ؛ يعني : في الجنّة.

قوله ـ تعالى ـ : (بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً) (١١)

__________________

(١) وردت الرواية في العيون ٢ / ٣٠ هكذا : قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ أتاني ملك ، فقال : يا محمّد إنّ ربّك عزّ وجلّ يقرئك السّلام ويقول : إن شئت جعلت لك بطحاء مكّة ذهبا ، قال : فرفع رأسه إلى السماء وقال : يا ربّ أشبع يوما فأحمدك وأجوع يوما فأسألك.

(٢) م : الكافرين.

(٣) مجمع البيان ٦ / ٦٤٦.

(٤) ج : سحرا.

(٥) مجمع البيان ٦ / ٦٤٦.

(٦) التبيان ٧ / ٤٧٤.

٦٣

؛ أي : جهنّم (١).

قوله ـ تعالى ـ : (وَإِذا أُلْقُوا مِنْها مَكاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ) إلى شياطينهم.

وقيل : قرنت أيديهم إلى أعناقهم في السّلاسل والأغلال (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (دَعَوْا هُنالِكَ ثُبُوراً) (١٣) ؛ أي : هلاكا ، لشدّة ما هم فيه من العذاب (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) ؛ يعني : الأصنام والأوثان الّتي يعبدونها.

قوله ـ تعالى ـ : (فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبادِي هؤُلاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (١٧) قالُوا سُبْحانَكَ ما كانَ يَنْبَغِي لَنا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِياءَ وَلكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآباءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكانُوا قَوْماً بُوراً) (١٨) ؛ أي : هالكين.

(فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِما تَقُولُونَ فَما تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَلا نَصْراً) ؛ أي : صرف (٤) العذاب (٥) عن أنفسهم [ولا] (٦) عنكم ، ولا نصرا لأنفسهم ولا لكم (٧).

قوله ـ تعالى ـ : (وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْواقِ) :

__________________

(١) سقط من هنا الآية (١٢)

(٢) التبيان ٧ / ٤٧٦.

(٣) سقط من هنا الآيات (١٤) ـ (١٦)

(٤) د : تصرف.+ م : صرفا.

(٥) ليس في ج ، د ، م.

(٦) ليس في د.

(٧) سقط من هنا قوله تعالى : (وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذاباً كَبِيراً) (١٩)

٦٤

هذا جواب لقولهم : «ما لهذا الرّسول يأكل الطّعام ، ويمشي في الأسواق».

(وَجَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً) :

قال الكلبيّ : ابتلى الله الشّريف بالوضيع ، والعالم بالجاهل ، والغنيّ بالفقير (١) ، والعربيّ بالمولى (٢).

وقال المستهزءون ؛ يعني : جبابرة قريش : (لَوْ كانَ خَيْراً ما سَبَقُونا إِلَيْهِ) (٣) ؛ يعنون : الفقراء (٤) المؤمنين الّذين سبقونا (٥) إلى الإيمان بمحمّد ـ عليه السّلام ـ ؛ كعمّار وأبي ذرّ والمقداد وسلمان وأمثالهم.

والمستهزءون هم جبابرة قريش وكفارها ؛ مثل : الوليد بن المغيرة المخزوميّ ، وأميّة بن عبد الله المخزوميّ ، وأبي جهل بن هشام ، وأمثالهم من الجبابرة (٦).

قوله ـ تعالى ـ : (وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً) (٢٣) :

«الهباء» الغبار المنبثّ من الهبوة (٧).

وقيل : هو ما يسطع (٨) من سنابك الخيل. عن مقاتل (٩).

__________________

(١) م : بالفقر.

(٢) تفسير أبي الفتوح ٨ / ٢٥٩ من دون نسبة القول إلى أحد.

(٣) الأحقاف (٤٦) / ١١.

(٤) ج ، د ، م : فقراء.

(٥) م : سبقوا.

(٦) سقط من هنا قوله تعالى : (أَتَصْبِرُونَ وَكانَ رَبُّكَ بَصِيراً) (٢٠) والآيتان (٢١) و (٢٢)

(٧) ج : الغبرة.

(٨) ج : ارتفع.+ م : يرتفع.

(٩) تفسير القرطبي ١٣ / ٢٢ من دون نسبة القول إلى أحد.

٦٥

وقال الكلبيّ : هو دقاق التّراب إذا ارتفع وتفرّق (١).

قوله ـ تعالى ـ : (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً) (٢٧) :

[«السّبيل» هاهنا : عليّ ـ عليه السّلام ـ] (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً (٢٨) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ) :

[«فلانا» معروف. و «الذّكر» هو] (٣) عليّ (٤) ـ عليه السّلام ـ. عن الصّادق والباقر ـ عليهما السّلام ـ (٥).

وقال بعض المفسّرين : نزلت هذه الآية في عقبة بن أبي معيط ، وهو الظّالم هاهنا (٦). وفي أبيّ بن (٧) خلف ، وهو الخليل هاهنا. وهو المروي عن الكلبيّ ومقاتل (٨).

وقيل : نزلت في عقبة بن أبي معيط والنّضر بن الحارث بن كلدة بن عبد

__________________

(١) تفسير الطبري ١٩ / ٤ نقلا عن ابن عبّاس.+ سقط من هنا الآيات (٢٤) ـ (٢٦)

(٢) ليس في ج ، د ، م.

(٣) ليس في ج ، د ، م.

(٤) ج ، د ، م : يعني عليّا.

(٥) عنه البرهان ٣ / ١٦٦ وما فيه موافق لنسخ ج ، د ، م.+ ورد مؤدّاه في تفسير القمّي ٢ / ١١٣ وعنه كنز الدقائق ٩ / ٣٨٨ والبرهان ٣ / ١٦٦ ونور الثقلين ٤ / ١١ وفي تأويل الآيات ١ / ٣٧٤ وعنه كنز الدقائق ٩ / ٣٨٦.

(٦) ليس في ج ، د ، م.

(٧) ب ، أ : ابن أبي.

(٨) تفسير الطبري ١٩ / ٦ نقلا عن ابن عبّاس.

٦٦

الدّار. وذلك أنّ عقبة أسر مع النّضر يوم بدر ، وكان خليله لا يفارقه ، فأسرهما وقتلهما عليّ ـ عليه السّلام ـ في ذلك اليوم (١). قال ذلك [الكلبيّ والعتبيّ] (٢).

وروي عن الباقر والصّادق ـ عليهما السّلام ـ : أنّ هذه الآية (٣) نزلت في رجلين من مشايخ قريش ، أسلما بألسنتهما ، وكانا ينافقان النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ. وآخا بينهما يوم الإخاء ، فصدّ أحدهما صاحبه (٤) عن الهدى ، فهلكا جميعا.

فحكى الله ـ تعالى ـ حكايتهما في الآخرة وقولهما عند ما ينزل عليهما من العذاب ، فيحزن ويتأسف على ما قدمه ، ويتندم حيث لم (٥) تنفعه الندامة (٦).

وقال مجاهد : «الخليل» هاهنا : الشّيطان (٧).

بدليل قوله ـ تعالى ـ : (وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً) (٢٩).

قوله ـ تعالى ـ : (وَقالَ الرَّسُولُ يا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً) (٣٠) ؛ أي : منزوكا.

قوله ـ تعالى ـ : (وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ) ؛ أي : حكمنا بذلك (٨).

__________________

(١) ج ، د ، م زيادة : و.

(٢) ج ، د ، م : القتيبي.+ لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٣) ليس ج ، د.

(٤) م ، البرهان ، الآيات.

(٥) أ ، ب : لا.

(٦) عنه البرهان ٣ / ١٦٦.

(٧) تفسير الطبري ١٩ / ٧ ، تفسير مجاهد ٢ / ٤٥٢.

(٨) سقط من هنا قوله تعالى : (وَكَفى بِرَبِّكَ هادِياً وَنَصِيراً) (٣١)

٦٧

قوله ـ تعالى ـ : (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً) ؛ أي : هلّا أنزل عليه جملة واحدة ، ولم ينزل متفرقا.

[قيل في] (١) جواب ذلك ، إنّه أنزل على حسب الحاجة [وما اقتضته المصلحة] (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ) ؛ أي : لتحفظه.

(وَرَتَّلْناهُ تَرْتِيلاً) (٣٢) ؛ أي : بيّنّاه (٣) تبيينا.

وقيل : فصّلناه تفصيلا (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْناكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً) (٣٣) ؛ أي : لا يأتونك بسؤال إلّا جئناك بجواب وبيان (٥) حسن.

عبد الغنيّ قال : ذلك مثل قوله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ للسّيد والعاقب حيث سألاه : من أبو عيسى؟ فقرأ عليها : (إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (٦).

قوله ـ تعالى ـ : (وَعاداً وَثَمُودَ وَأَصْحابَ الرَّسِ) ؛ أي : اذكر [عادا و] (٧) ثمود ، [وهم] (٨) قوم صالح ، وأصحاب الرّسّ.

__________________

(١) ج ، م : و.

(٢) ليس في ج ، د ، م.+ التبيان ٧ / ٤٨٨.

(٣) من م.

(٤) مجمع البيان ٧ / ٢٦٦ نقلا عن السدّي.

(٥) د : ببيان.

(٦) آل عمران (٣) / ٥٩.+ سقط من هنا الآيات (٣٤) ـ (٣٧)

(٧) ليس في أ ، ب.

(٨) ليس في ج ، د ، م.

٦٨

ابن عبّاس قال (٩) : «أصحاب الرّسّ» أصحاب يس الّذي (قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ) (١٠) [ورسوه] (١١) عند ذلك في البئر (١٢).

وقيل : هم أصحاب أنطاكية ، رسوا نبيّهم في البئر (١٣).

وقال أبو عبيدة : «الرّسّ» هو المعدن (١٤).

[وكلّ ركية] (١٥) لم تطو ، فهي رسّ.

وقال الكلبيّ : «أصحاب الرّسّ» قوم شعيب ـ عليه السّلام ـ (١٦).

والرّسّ بئر دون اليمامة ، يقال لها : فلج.

وقيل : «الرّسّ» قرية من قرى ثمود (١٧).

وقال الكوفيّ في التاريخ : «أصحاب الرّسّ» من ولد يعرب (١٨) بن قحطان.

بعث الله إليهم (١٩) خالد بن صفوان ، فكذّبوه وقتلوه وطرحوه في بئر لهم ، فأهلكهم

__________________

(٩) ليس في ج ، د ، م.

(١٠) يس (٣٦) / ٢٠.

(١١) ليس في د.+ م : رسوه.

(١٢) تفسير أبي الفتوح ٨ / ٢٧٢ نقلا عن مقاتل.

(١٣) التبيان ٧ / ٤٩١.

(١٤) مجاز القرآن ٢ / ٧٥.

(١٥) ليس في م.

(١٦) مجمع البيان ٧ / ٢٦٦ نقلا عن وهب.

(١٧) تفسير الطبري ١٩ / ١٠ نقلا عن ابن عبّاس.

(١٨) أ ، ب : يعثوب.

(١٩) ليس في ج.

٦٩

الله (١).

وروي : أنّ الله ـ تعالى ـ بعث إليهم جبرائيل ـ عليه السّلام ـ فصاح عليهم صيحة ، صاروا كلّهم أحجارا (٢).

وفي رواية أخرى (٣) عن الكلبيّ : أنّهم قوم ، بعث الله إليهم نبيّا فطبخوه [وأكلوه] (٤). وهم أوّل من عمل نساؤهم السّحر والمساحقة (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (وَكُلًّا ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ) ؛ أي : بيّنا لهم أنّ العذاب نازل بهم في الدّنيا والآخرة ؛ كهؤلاء (٦).

قوله ـ تعالى ـ : (وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ) ؛ يعني : مدينة لوط ـ عليه السّلام ـ.

قوله ـ تعالى ـ : (أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَها) ؛ أي : يعتبرون بها (٧).

قوله ـ تعالى ـ : (وَإِذا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً) ؛ يعني : أبا جهل وأصحابه ، يقولون : (أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولاً) (٤١) (٨).

قوله ـ تعالى ـ : (أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَ) :

__________________

(١) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٢) تفسير أبي الفتوح ٨ / ٢٧٥ نقلا عن عليّ ـ عليه السّلام ـ.

(٣) ليس في ج ، د ، م.

(٤) ليس في د.

(٥) التبيان ٧ / ٤٩١.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَقُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً) (٣٨)

(٦) سقط من هنا قوله تعالى : (وَكُلًّا تَبَّرْنا تَتْبِيراً) (٣٩)

(٧) سقط من هنا قوله تعالى : (بَلْ كانُوا لا يَرْجُونَ نُشُوراً) (٤٠)

(٨) سقط من هنا الآيات (٤٢) ـ (٤٤)

٧٠

قيل : هو من طلوع الفجر إلى طلوع الشّمس. وإنّما سماّه : ممدودا ، لأنّه لا شمس معه في ذلك الوقت ، وزمان أهل الجنّة كلّه كذلك (١). قال الله ـ تعالى ـ : (وَظِلٍّ مَمْدُودٍ) (٢).

وقال بعض المفسرين : «الظلّ» اللّيل (٣).

قوله (٤) ـ تعالى ـ : (وَلَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً) ؛ أي : دائما لا تنسخه الشّمس.

(ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً) (٤٥) :

الكلبيّ قال : حيث تكون الشّمس يكون الظل (٥).

قتادة قال : الشّمس تتلوه (٦) ؛ حتّى (٧) : يأتي (٨) عليه ظلّه (٩).

قوله ـ تعالى ـ : (ثُمَّ قَبَضْناهُ إِلَيْنا قَبْضاً يَسِيراً) (٤٦) :

الفراء : «الهاء» للظل. و «يسيرا» : خفيفا سهلا (١٠).

و «الظل» عند أهل اللّغة ، يكون بالغداة. و «الفيء» يكون عندهم [بالعشيّ ، لأنّه لا يرجع بعد الزّوال.

__________________

(١) تفسير الطبري ١٩ / ١٢ ـ ١٣ نقلا عن ابن عبّاس.

(٢) الواقعة (٥٦) / ٣٠.

(٣) مجمع البيان ٧ / ٢٧٠ نقلا عن الجبائي.

(٤) م : وقوله.

(٥) مجمع البيان ٧ / ٢٧٠ نقلا عن ابن عبّاس.

(٦) أ ، د : يتلوه.

(٧) أ ، ب : أي.

(٨) ج ، ب : تأتي.

(٩) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(١٠) معني القرآن ٢ / ٢٦٨.

٧١

قوله ـ تعالى ـ : (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِباساً) ؛ أي : سترا.

(وَالنَّوْمَ سُباتاً) ؛ أي : راحة لكم ولأبدانكم ، وقطعا من (١) الحركة والعمل.

وأصل السبت : القطع ، عندهم] (٢).

قوله ـ تعالى ـ : ([وَجَعَلَ] النَّهارَ نُشُوراً) (٤٧) ؛ أي : تنتشرون فيه لمعايشكم (٣) وحوائجكم (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً طَهُوراً) (٤٨) ؛ [يعني : المطر] (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنا أَنْعاماً وَأَناسِيَّ كَثِيراً (٤٩) وَلَقَدْ صَرَّفْناهُ بَيْنَهُمْ) يعني : المطر. (لِيَذَّكَّرُوا فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً) (٥٠) :

وذلك قولهم : أمطرنا (٦) بنوء كذا وكذا من النّجوم (٧).

قوله ـ تعالى ـ : (وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ) ؛ أي : خلطهما.

(هذا عَذْبٌ فُراتٌ) ؛ أي (٨) : أعذب العذوبة.

__________________

(١) م : عن.

(٢) ليس في ج.

(٣) م : لمعاشكم.

(٤) سقط من هنا قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ).

(٥) ج ، د ، م : تطهر به الأشياء.+ سقط من هنا قوله تعالى : (لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً).

(٦) ج ، د ، م : مطرنا.

(٧) سقط من هنا الآيتان (٥١) و (٥٢)

(٨) ليس في ج ، د ، م.

٧٢

(وَهذا مِلْحٌ [أُجاجٌ) ؛ أي : أملح] (١) الملوحة مع مرارة (٢).

وقال مقاتل : طيّب ومرّ (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (وَجَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخاً) ؛ أي : حاجزا بين العذب والملح.

(وَحِجْراً مَحْجُوراً) (٥٣) ؛ أي : حجابا مانعا.

وفي كتاب التلخيص : «الحجر» كالذّبح (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً) ؛ أي : قرابة ، يعني : بسبب النّكاح.

وعن مقاتل : «النّسب» القرابة ، [وبالسّبب] (٥) : النّكاح (٦).

قوله ـ تعالى ـ : (وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً) (٥٥) ؛ أي : معينا.

و «الكافر» هاهنا : أبو جهل بن هشام كان (٧) معينا للكافرين (٨).

قوله ـ تعالى ـ : (الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ) ؛ يعني : ستّة أيام من الأسبوع. ثمّ قطع الخلق يوم السّبت (٩).

__________________

(١) ليس في د.

(٢) ج ، د ، م : مرارته.

(٣) تفسير أبي الفتوح ٨ / ٢٨٦.

(٤) لم نعثر على كتاب التلخيص ولم نعلم مؤلّفه.

(٥) م : يعني وسبب.

(٦) التبيان ٧ / ٤٩٩.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً (٥٤) وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُهُمْ وَلا يَضُرُّهُمْ).

(٧) أ ، ب : لعنه الله.

(٨) د : للكافر.+ سقط من هنا الآيات (٥٦) ـ (٥٨)

(٩) سقط من هنا قوله تعالى : (ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمنُ).

٧٣

(فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً) (٥٩) :

الكلبيّ : «الخبير» هاهنا : هو الله ـ تعالى ـ (١). لا يعلم كنه عظمته وقدرته وعلمه ، إلّا هو وأنبياؤه ـ عليهم السّلام ـ.

مقاتل : سل الله ، فهو الخبير عمّا يسأل (٢).

الأخفش : سل عن الله أهل العلم ، يخبروك بقدرته وعظمته وعلمه (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (تَبارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّماءِ بُرُوجاً) ؛ أي : منازل الشّمس والقمر.

قوله ـ تعالى ـ : (وَجَعَلَ فِيها سِراجاً وَقَمَراً مُنِيراً (٦١) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً) :

الكلبيّ : يخلف هذا هذا (٤).

مجاهد (٥) ، «خلفة» يخالف لون هذا [لون هذا] (٦).

الزّجّاج : يجيء هذا في أثر هذا (٧).

قوله ـ تعالى ـ : (وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً) ؛ أي :

__________________

(١) التبيان ٧ / ٥٠٢ نقلا عن ابن جريج.

(٢) تسأل.+ التبيان ٧ / ٥٠٢ نقلا عن ابن جريج.

(٣) م : تفسير أبي الفتوح ٨ / ٣٠٩.+ سقط من هنا الآية (٦٠)

(٤) تفسير الطبري ١٩ / ٢٠ نقلا عن مجاهد.

(٥) ليس في أ.

(٦) ليس في د.+ تفسير الطبري ١٩ / ٢٠ نقلا عن مجاهد.

(٧) تفسير الطبري ١٩ / ٢٠ نقلا عن ابن زيد.+ سقط من هنا قوله تعالى : (لِمَنْ أَرادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرادَ شُكُوراً) (٦٢)

٧٤

يمشون عليها بالسّكينة والوقار.

قوله ـ تعالى ـ : (وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً) (٦٣) ؛ أي : قالوا قولا يسلمون فيه من الإثم.

وقيل : قالوا سدادا من القول (١).

قوله ـ تعالى ـ : (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً) (٦٥) ؛ أي : لزاما وملازما. ومنه سمّي الغريم : غريما ، لملازمته لغريمه (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا) :

مقاتل : الإسراف في النّفقة ، أن يكون في غير حقّ. والإقتار ضدّ ذلك ، وهو الإمساك عن الحقّ (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً) (٦٧) ؛ أي : بينهما مقتصدا معتدلا.

وقال بعض النّحاة : نصب «قواما» لأنّه خبر «كان» واسمها مضمر فيها.

[والتقدير] (٤) : كان الإنفاق بين ذلك قواما (٥). ومثله قوله : (فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً) (٦) ؛ أي : فسوف يكون العذاب لزاما.

__________________

(١) تفسير الطبري ١٩ / ٢٢ نقلا عن مجاهد.+ سقط من هنا الآية (٦٤)

(٢) سقط من هنا الآية (٦٦)

(٣) تفسير الطبري ١٩ / ٢٤ نقلا عن ابن جريج.

(٤) ليس في ج ، د.+ م : أي.

(٥) تفسير الطبري ١٩ / ٢٥.

(٦) الفرقان (٢٥) / ٧٧.

٧٥

والإسراف يكون (١) عندهم في الإفراط ، وقد (٢) يكون في التّقصير. قال الشّاعر :

أعطوا هنيدة تجدوها ثمانية

ما فى عطائهم منّ (٣) ولا سرف (٤)

قوله ـ تعالى ـ : (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً) (٦٨) ؛ أي : جزاء على فعله إن لم يتب (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ) ؛ أي : يعفو عنها ، ويثيبهم على (٦) الحسنات والصّالحات ، ويزيدهم من فضله الواحد بعشرة (٧).

قوله ـ تعالى ـ : (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ) :

الضّحّاك والسدي قالا : الشّرك بالله (٨).

مجاهد قال : الغناء وهو المرويّ عن الباقر والصّادق ـ عليهما السّلام ـ (٩).

__________________

(١) ليس في م.

(٢) ليس في ج ، د ، م.

(٣) أ ، ب : قتر.

(٤) لجرير. لسان العرب ٤ / ٤١ مادّة بحر.

(٥) سقط من هنا الآية (٦٩)

(٦) م : عن.

(٧) سقط من هنا قوله تعالى : (وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) (٧٠) والآية (٧١)

(٨) تفسير الطبري ١٩ / ٣١.

(٩) مجمع البيان ٧ / ٢٨٣.

٧٦

وقال الكلبيّ : هو مجالس الباطل والكذب (١).

قوله ـ تعالى ـ : (وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً) (٧٢) ؛ أي : أعرضوا عنه.

قوله ـ تعالى ـ : (وَالَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها صُمًّا وَعُمْياناً) (٧٣) ؛ أي : لم يقيموا عليها خرسا وعميا عمّا أراد الله منهم فيها.

قوله ـ تعالى ـ : (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ) ؛ أي : ما تقرّ به أعيننا (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) (٧٤) (٣) ؛ [أي من المتقين اماما أي] (٤) أئمّة يهدى (٥) بهم ، ويقتدى في الخير والصّلاح. والواحد ، هاهنا ، يقوم مقام الجمع.

قوله ـ تعالى ـ : (أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا) ؛ أي : المكان العالي المرتفع في الجنّة (٦).

قوله ـ تعالى ـ : (قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا دُعاؤُكُمْ) :

السدي ومقاتل قالا : ما لا يفعل بكم ربيّ لو لا عبادتكم وصلاتكم. فاعبدوه ، ولا تعبدوا (٧) معه إلها آخر (٨).

__________________

(١) تفسير أبي الفتوح ٨ / ٣١٦ نقلا عن قتادة.

(٢) ج ، د ، م : عيوننا.

(٣) ج ، د ، م زيادة : أي.

(٤) من م.

(٥) م : يهتدي.

(٦) سقط من هنا قوله تعالى : (وَيُلَقَّوْنَ فِيها تَحِيَّةً وَسَلاماً) (٧٥) والآية (٧٦)

(٧) ج ، د ، م : تدعوا.

(٨) مجمع البيان ٧ / ٢٨٤ نقلا عن الكلبي ومقاتل.

٧٧

وقال القتيبي : في الآية مضمر ؛ أي : ما يعبؤ بعذابكم لو لا ما تدعونه من الشّرك والولد (٩) ، الّذي بيّن لكم استحالته ونهاكم عن اعتقاده (١٠). والّذي يوضّح ذلك قوله ـ تعالى ـ : (فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً) (٧٧) ؛ يعني : العذاب.

وقال [غيره من] (١١) المفسّرين في قوله : «ما يعبا بكم ربّي لو لا دعاؤكم» الآلهة والأصنام في العبادة من دونه ، وقد دعاكم إلى عبادته ونهاكم [عن عبادتها] (١٢) ، فقد كذّبتم وخالفتم فسوف يكون العذاب ملزما (١٣) لكم (١٤).

وقال أبو عبيدة : جزاء لزاما (١٥).

__________________

(٩) ج ، د زيادة : له.

(١٠) مجمع البيان ٧ / ٢٨٥ نقلا عن البلخي.

(١١) ج : بعض.

(١٢) ليس في ج ، د.

(١٣) م : ملازما.

(١٤) تفسير الطبري ١٩ / ٣٥ ـ ٣٦ نقلا عن مجاهد.

(١٥) مجاز القرآن ٢ / ٨٢.

٧٨

ومن سورة الشّعراء

وهي مائتان وست وعشرون آية.

مكيّة بلا (١) خلاف.

قوله ـ تعالى ـ : (طسم) (١) :

عليّ بن أبي طلحة (٢) ، عن ابن عبّاس [ـ رحمه الله ـ قال : هذا] (٣) قسم [أقسم الله ـ تعالى ـ قسم] (٤) به ، وهو من أسمائه. «فالطاء» من الطّول ، و «السّين» من السّلام ، و؛ الميم» من الرّحمن (٥).

وروي عن الصّادق ـ عليه السّلام ـ أنّه قال : «الطاء» شجرة طوبى ، و «السّين» سدرة المنتهى ، و «الميم» محمّد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ (٦).

قوله ـ تعالى ـ : (تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ) (٢) ؛ [أي : الكتاب

__________________

(١) ج ، د : بغير.

(٢) أ ، ب ، م : قال عليّ بن أبي طلحة.

(٣) ليس في م.

(٤) ج ، م : أقسم الله سبحانه.+ د : أقسم سبحانه.

(٥) يوجد صدر القول في تفسير الطبري ١٩ / ٣٧.

(٦) مجمع البيان ٧ / ٢٨٨ من دون ذكر للقائل فضلا عن المعصوم عليه السّلام.

٧٩

المبين] (١) الواضح.

و «تلك» قال بعض علماء النّحو : هو (٢) ابتداء ، و «آيات» هو الخبر. وهي إشارة إلى هذه الحروف المقطعة ، الّتي في أوائل السّور الّتي يتألّف (٣) منها القرآن.

وقيل : بل (٤) هي إشارة إلى ما وعدوا به في التوراة والإنجيل بإنزال القرآن على نبيّه محمّد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ) ؛ أي : قاتلها.

قوله ـ تعالى ـ : (أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) (٣) ؛ يعني : قومه وعشيرته.

قوله ـ تعالى ـ : (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ) (٤) ؛ أي : ظلّت أعناق الرّؤساء والقادة من قريش والأشراف منهم لها خاضعة ذليلة.

قوله ـ تعالى ـ : (وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ) (٥) :

في (٦) هذه الآية تصريح بحدوث القرآن ، وردّ على من يقول بقدمه. والدّليل على حدوثه من طريق العقل : أنّه كلام ، والكلام أصوات وحروف مقطّعة مترتّبة

__________________

(١) ج ، د : البيّن.+ ليس في م.

(٢) أ ، ب : هي.

(٣) م : يأتلف.

(٤) أ ، ب : يريد.

(٥) التبيان ٨ / ٤.

(٦) ليس في ج.

٨٠