محمّد بن الحسن الشيباني
المحقق: حسين درگاهي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: نشر الهادي
المطبعة: مؤسسة الهادي
الطبعة: ١
ISBN: 964-400-034-X
الصفحات: ٤٠٠
الزّجّاج قال : ذكر الله لكم في وقت [خير من ذكركم له] (١٠) في كلّ وقت (١١).
قوله ـ تعالى ـ : (وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) ؛ يريد (١٢) : بالقرآن والحجّة والبرهان.
قوله ـ تعالى ـ : (إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ) :
قيل : هم أهل نجران (١٣) ؛ يريد : ظلموا أنفسهم بطلب المباهلة والملاعنة (١٤).
وهذه الآية منسوخة بآية (١٥) القتال.
مجاهد قال : «إلّا الّذين ظلموا» ؛ أي : الّذين أبوا عن الجزية منهم (١٦).
قوله ـ تعالى ـ : (فَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ) ؛ يعنى ب «الكتاب» هاهنا : التّوراة.
والضمير : [هاهنا ، في «به»] (١٧) يرجع إلى محمّد ـ صلّى الله عليه وآله
__________________
(١٠) ج : خير لكم من ذكره له.
(١١) تفسير ابي الفتوح ٩ / ٢٣ من دون ذكر للقائل.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَاللهُ يَعْلَمُ ما تَصْنَعُونَ) (٤٥)
(١٢) ج ، د ، م : أي.
(١٣) مجمع البيان ٨ / ٤٤٩ من دون نسبة القول إلى أحد.
(١٤) من هنا إلى موضع نذكره ليس في ب.
(١٥) ليس في ج ، د.
(١٦) تفسير الطبري ٢١ / ٢ ، تفسير مجاهد ٢ / ٤٩٦.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلهُنا وَإِلهُكُمْ واحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (٤٦) وَكَذلِكَ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ).
(١٧) د : في هنا.+ م : في به.
وسلّم ـ ؛ لأنّ صفته فيها والبشارة به (١).
وعني بهم : الّذين آمنوا من أهل الكتاب ؛ كعبد الله بن سلام وأمثاله من المؤمنين (٢).
قوله ـ تعالى ـ : (وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَارْتابَ الْمُبْطِلُونَ) (٤٨) ؛ أي : لقالت اليهود (٣) إنّما جاء به (٤) من تلقاء نفسه وكتبه بيده. ولكن وجدوه (٥) في التوراة أمّيّا لا يحسن (٦) الكتابة (٧).
قوله ـ تعالى ـ : (وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا) ؛ أي : وكأيّن (٨) من دابّة لا تدّخر سيئا ولا ترفع قوتا لغد.
قوله ـ تعالى ـ : (اللهُ يَرْزُقُها وَإِيَّاكُمْ) :
قال أبو عبيدة : ليس من الحيوان في الأرض من يخبّئ ، شيئا لغد ، إلّا الإنسان والفأرة والنّملة (٩).
قوله ـ تعالى ـ : (وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ
__________________
(١) ليس في ج ، د ، م.
(٢) سقط من هنا قوله تعالى : (وَمِنْ هؤُلاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلَّا الْكافِرُونَ) (٤٧)
(٣) ج زيادة : و.
(٤) ليس في ج.
(٥) ج ، د ، م : وجدوك.
(٦) ج ، د ، م : لا تحسن.
(٧) م : الكتاب.+ سقط من هنا الآيات (٤٩) ـ (٥٩)
(٨) م : كم.
(٩) التبيان ٨ / ٢٢٢ من غير نسبة القول إلى أحد.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (٦٠) والآيات (٦١) ـ (٦٣) وقوله ـ تعالى ـ : (وَما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ).
(٦٤) (١) :
هي الجنّة و (٢) دار الحياة الّتي لا موت فيها (٣).
قوله ـ تعالى ـ : (أَفَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ) ؛ أي (٤) : بالشيطان.
(وَبِنِعْمَةِ اللهِ يَكْفُرُونَ) (٦٧) ؛ يعني : أهل مكّة ، [الّذين أطعمهم الله من جوع وآمنهم من خوف.
السدّي قال : «وبنعمة الله يكفرون» ؛ يعني : أهل الكتاب (٥)] (٦) ، يكفرون بمحمّد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ ؛ لأنّه نعمة الله (٧) ورحمة من الله ـ تعالى ـ عليهم (٨).
__________________
(١) ج ، د ، م زيادة : أي.
(٢) ليس في ج ، د ، م.
(٣) سقط من هنا الآيتان (٦٥) و (٦٦) وقوله تعالى : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ).
(٤) ج ، د ، م : يعني.
(٥) ج ، د : مكة.
(٦) ليس في م.
(٧) ج ، د ، م : من الله تعالى.
(٨) كشف الأسرار ٧ / ٤١٤ من دون نسبة القول إلى أحد.+ سقط من هنا الآيتان (٦٨) و (٦٩)
ومن سورة الرّوم
[وهي ستّون آية] (١).
مكيّة بلا خلاف.
قوله ـ تعالى ـ : (الم (١) غُلِبَتِ الرُّومُ (٢) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (٣) فِي بِضْعِ سِنِينَ) :
قال الكلبيّ : «البضع» ثلاث ، أو خمس ، أو سبع (٢).
وقيل : «البضع» ما بين الثّلاث إلى العشر (٣).
وروي : أنّ السّبب في ذلك ، أنّ فارس حيث غلبت الرّوم فرح المشركون بذلك ، وقالوا : أهل فارس ليس لهم كتاب وقد غلبت الرّوم ، ونحن (٤) لنا كتاب ونغلب محمّدا. فأنزل الله الآية (٥).
__________________
(١) ليس في د.
(٢) كشف الأسرار ٧ / ٤٢٥ من غير نسبة القول إلى أحد.
(٣) التبيان ٨ / ٢٢٨ من غير نسبة القول إلى أحد.
(٤) ج ، د ، م زيادة : ليس.
(٥) اسباب النزول / ٢٥٨.
قوله ـ تعالى ـ : (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ) ؛ يعني : نصر الله أنبياءه (١) قبل محمّد.
(وَمِنْ بَعْدُ) ؛ يعني : نصر الله محمّدا ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ على مشركي قريش.
قوله ـ تعالى ـ : (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (٤) بِنَصْرِ اللهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ [وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ]) (٥) :
قيل : يفرحون بنصر الرّوم على فارس (٢).
وقيل : يفرحون بنصر الله محمّدا ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ وأصحابه على المشركين ببدر (٣).
وروي في أخبارنا ، عن أئمّتنا ـ عليهم السّلام ـ أنّهم قالوا : يفرح المؤمنون بظهور القائم [من آل محمّد] (٤) ونصره على (٥) أعدائه (٦).
قوله ـ تعالى ـ : (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) ؛ يعني بهم (٧) : مشركي قريش [(كانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً) ؛ يعني : الذين خلوا كانوا أشدّ قوّة من مشركي قريش] (٨) ورؤسائهم.
__________________
(١) د : أتيناه.
(٢) تفسير الطبري ٢١ / ١٤ و ١٥ نقلا عن قتادة.
(٣) التبيان ٨ / ٢٢٨ نقلا أبي سعيد الخدري.
(٤) ج ، د ، م : ـ عليه السّلام ـ.
(٥) ليس في أ.
(٦) تأويل الآيات ١ / ٤٣٤ وعنه كنز الدقائق ١٠ / ١٧٥ والبرهان ٣ / ٢٥٧.+ سقط من هنا الآيات (٦) ـ (٨)
(٧) ليس في ج.
(٨) ليس في أ.
قوله ـ تعالى ـ : (وَأَثارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوها أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوها) ؛ أي : حرثوا الأرض وعمروها للزّراعة والغرس أكثر ممّا عمرتم. قال ذلك الكلبيّ والفرّاء (١).
(فَما أَغْنى عَنْهُمْ) (٢) ؛ أي (٣) : قوتهم من عذاب الله شيئا (٤).
قوله ـ تعالى ـ : (ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى) ؛ يريد : كان عاقبتهم في الدّنيا القتل ، وفي الآخرة العذاب.
و «السوء» اسم لجهنّم ؛ كما أنّ «الحسنى» اسم للجنّة (٥).
قوله ـ تعالى ـ : (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (١٥) وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا وَلِقاءِ الْآخِرَةِ فَأُولئِكَ فِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ) (١٦) :
«روضة يحبرون» ؛ أي (٦) : بساتين وماء ورياض يكرمون ويسرّون. عن الكلبيّ والسدي وقتادة (٧).
__________________
(١) معاني القرآن ٢ / ٣٢٢.
(٢) الحجر (١٥) / ٨٤.
(٣) ليس في ج ، د ، م.
(٤) سقط من هنا قوله تعالى : (وَجاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (٩)
(٥) سقط من هنا قوله تعالى : (أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ وَكانُوا بِها يَسْتَهْزِؤُنَ) (١٠) والآيات (١١) ـ (١٤)
(٦) ج ، د ، م زيادة ، في.
(٧) تفسير الطبري ٢١ / ١٩ نقلا عن قتادة.
وقال مجاهد : ينعمون (١).
وقال أبو عبيدة : يسرّون بالسماع والملاذ [والتحف والخدم] (٢).
قوله ـ تعالى ـ : (فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (١٧) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ) (١٨) :
روي أصحابنا ، عن أئمّتنا ـ عليهم السّلام ـ أنّهم قالوا : في هذه الآية (٣) دليل على الصلوات الخمس. يقول ـ سبحانه ـ : صلّوا في هذه الأوقات (٤).
و «التسبيح» في عرف الشّرع الصّلاة ، تقول : فرغت من سبحتي وتسبيحي ؛ أي من صلاتي.
فقوله : «حين تمسون» أراد به : المغرب والعشاء الآخرة.
[وقوله] (٥) : «حين تصبحون» أراد به : صلاة الصبح.
وقوله : «وعشيّا» أراد به : صلاة العصر.
وقوله : «حين تظهرون» أراد به : صلاة الظهر.
و «الواو» هاهنا ، لا تقتضي ترتيبا ؛ كقوله ـ سبحانه ـ : (يا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ) (٦).
__________________
(١) ج : يتنعّمون.+ تفسير الطبري ٢١ / ١٩ ، تفسير مجاهد ٢ / ٥٠٠.
(٢) ليس في ج ، د ، م.+ مجاز القرآن ٢ / ١٢٠.
(٣) ليس في أ.
(٤) من لا يحضره الفقيه ١ / ٢١٣ وعنه كنز الدقائق ١٠ / ١٨١ والبرهان ٣ / ٢٥٩ ونور الثقلين ٤ / ١٧٢.
(٥) ليس في ج ، د.
(٦) آل عمران (٣) / ٤٣.
قوله ـ تعالى ـ : (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِ) ؛ يريد : يخرج المؤمن من الكافر ، والكافر من المؤمن.
وقيل : يخرج النطفة من الحيّ ، والحيّ من النطفة (١).
قوله ـ تعالى ـ : (وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها) ؛ يريد : يحييها بالمطر والماء الّذي ، ينبت بها (٢) النبات.
قوله ـ تعالى ـ : (وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ) (١٩) (٣) : بعد الموت للبعث والنّشور (٤).
قوله ـ تعالى ـ : (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) :
«المودّة» المحبّة. و «الرّحمة» (٥) الشفقة.
وقيل (٦) : مودّة الصّغير للكبير ، ورحمة الكبير للصّغير (٧).
قوله ـ تعالى ـ : (وَمِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَابْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ) :
__________________
(١) تفسير الطبري ٢١ / ٢١ نقلا عن عبد الله.
(٢) ج ، د ، م : بهما.
(٣) ج ، د زيادة : يعني تخرجون.
(٤) سقط من هنا الآية (٢٠)
(٥) ج زيادة : الرقة و.
(٦) ج ، د ، م : كل.
(٧) كشف الأسرار ٧ / ٤٤٦ نقلا عن ابن عبّاس.+ سقط من هنا قوله تعالى : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (٢١) والآية (٢٢)
هذا منّ من (١) الله (٢) ـ تعالى ـ ونعمة منه على عباده. فلو سلب الله النّوم من الأجفان ، لزهقت الأنفس (٣) من التّعب ونصبت الأبدان من السّهر وهجر الدّعة (٤).
قوله ـ تعالى ـ : ([وَمِنْ آياتِهِ] يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً) :
[قيل : نصبهما ، للكونهما مصدرين. ومعناه : خوفا للمسافر من أذاه ، وطمعا] (٥) للمقيم في الرزق (٦).
وقال الحسن : خوفا من الصّواعق ، وطمعا في الغيث (٧).
قوله ـ تعالى ـ : (وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ) ؛ لأن الإعادة أهون من الابتداء.
مقاتل قال : الإعادة للتّأليف أهون من الابتداء (٨).
الحسن والكلبي (٩) قالا : هو هيّن عليه (١٠).
قوله ـ تعالى ـ : (وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ [وَهُوَ الْعَزِيزُ
__________________
(١) ج : في منّ.
(٢) ج ، د زيادة : سبحانه و.
(٣) ج ، د ، م : النفس.
(٤) سقط من هنا قوله تعالى : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (٢٣) وَمِنْ آياتِهِ).
(٥) ليس في د.
(٦) تفسير الطبري ٢١ / ٢٢ نقلا عن قتادة.
(٧) التبيان ٨ / ٢٤٢ من دون ذكر للقائل.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (٢٤) والآيتان (٢٥) و (٢٦)
(٨) تفسير الطبري ٢١ / ٢٤ نقلا عن قتادة.
(٩) ج : الكلبي ومقاتل.
(١٠) تفسير الطبري ٢١ / ٢٤ نقلا عن مجاهد.
الْحَكِيمُ]) (٢٧) :
قيل : هو قول (١) : لا إله إلّا الله (٢).
قوله ـ تعالى ـ : (ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) ؛ يريد : من (٣) عبيدكم.
قوله ـ تعالى ـ : (مِنْ شُرَكاءَ فِي ما رَزَقْناكُمْ) ؛ يريد (٤) : [شركاء في (٥) الأموال] والميراث. فأنتم وعبيدكم فيه سواء تخافونهم كما تخافون الأحرار منكم ، فلا تمضون شيئا إلّا برضاهم ، ومع ذلك فقد فضّلكم الله عليهم بأن ملّككم رقابهم وأموالهم ولم يملّكهم عليكم ، فلم يساووكم فيما (٦) فضّلكم به عليهم.
يقول ـ سبحانه ـ : فإذا ملكتموهم ولم تشاركوهم (٧) في التمليك ، فكيف تشاركون خلق الله (٨) ـ تعالى ـ في ملكه ، وتعبدون من دونه الأصنام ومن لا يستحقّ العبادة (٩)؟
قوله ـ تعالى ـ : (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً) ؛ أي : أخلص دينك لله.
__________________
(١) ج ، د زيادة : القائل.
(٢) تفسير الطبري ٢١ / ٢٥ نقلا عن قتادة.
(٣) ليس في ج ، د ، م.
(٤) ليس في ج ، د ، م.
(٥) ج ، د ، م : من الأموال.
(٦) ج : بما.
(٧) ج ، د ، م : يشاركوكم.
(٨) ج ، د زيادة : مع الله.
(٩) سقط من هنا قوله تعالى : (فَأَنْتُمْ فِيهِ سَواءٌ تَخافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (٢٨) والآية (٢٩)
قوله ـ تعالى ـ : (فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها) ؛ أي : ملة الله ؛ يعني : دين الله (١).
ونصب «فطرة» على المصدر (٢).
قوله ـ تعالى ـ : (فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) :
روي أصحابنا : أنّ هذه الآية نزلت في حقّ فاطمة ـ عليها السّلام ـ وحقّ ولديها ؛ الحسن والحسين ـ عليهما السّلام ـ. فأعطاهم النّبيّ فدك والعوالي بأمر الله ـ تعالى ـ فغلبوا (٣) عليهم وقهروهم ، فأخذوها (٤) منهم بعد موت النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ (٥).
قوله ـ تعالى ـ : (ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ) ؛ [يريد سبحانه : ظهر القحط والجذب في البرّ والبحر بما كسبت أيدي النّاس] (٦) من المعاصي الّتي نهاهم الله عنها ، وذلك عقوبه لهم. وذلك هو الفساد ، في لغة العرب. قال الشّاعر :
__________________
(١) ج ، د ، م : الإسلام.
(٢) سقط من هنا قوله تعالى : (لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (٣٠) والآيات (٣١) ـ (٣٧)
(٣) ج ، د : فتعلّبوا.
(٤) م : وأخذوها.
(٥) ورد مؤداه في الروايات العديدة فانظر تفسير البرهان ٣ / ٢٦٤ ونور الثقلين ٤ / ١٨٩ وكنز الدقائق ١٠ / ٢٠٤ و ٢٠٥ و ٢٠٦ واحقاق الحق ١٤ / ٦١٨ والبحار للكمباني ٨ / ٩١.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (٣٨) والآيتان (٣٩) و (٤٠)
(٦) ليس في أ.
جاورتهم عام الفساد رأيتهم |
|
خيار القوم في اللّأواء (١) والعسر (٢) |
قوله ـ تعالى ـ : (اللهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً) ؛ [أي : تنشئ سحابا] (٣).
قوله ـ تعالى ـ : (فَيَبْسُطُهُ فِي السَّماءِ) (٤) ([كَيْفَ يَشاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً]) (٥) ؛ أي : بعضه فوق بعض يتراكم (٦).
قوله ـ تعالى ـ : (فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ) ؛ يعني : به (٧) : المطر ، فيحيي به [الأرض و] (٨) النبات (٩).
[قوله ـ تعالى ـ : (فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللهِ) ؛ يعني : المطر الّذي أحيى الله به الزّرع والنّبات] (١٠).
قوله ـ تعالى ـ : (وَلَئِنْ أَرْسَلْنا رِيحاً) ؛ [يريد : ريحا] (١١) حارة أو باردة.
__________________
(١) ما أثبتناه في المتن هو الصواب ولكن في جميع النسخ اللواء.
(٢) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.+ سقط من هنا قوله تعالى : (لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (٤١) والآيات (٤٢) ـ (٤٧)
(٣) ليس في ج ، د ، م.
(٤) ج ، د زيادة : أي تنشئ سحابا.+ م زيادة : أي تنشئ سحابا ثم يبسطه ويجعله ركاما.
(٥) ليس في م.
(٦) ج ، د ، م : متراكم.
(٧) ليس في ج ، د ، م.
(٨) من أ.
(٩) سقط من هنا قوله تعالى : (فَإِذا أَصابَ بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) (٤٨)
(١٠) ليس في ج ، د ، م.+ سقط من هنا قوله تعالى : (كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ ذلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (٥٠)
(١١) ليس في ج ، د ، م.
قوله ـ تعالى ـ : (فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا) بعد الخضرة.
قوله ـ تعالى ـ : (لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ) (٥١) ؛ حين رأوه مصفرّا.
وقيل : «الهاء» هاهنا تعود إلى «السّحاب» (١).
وقيل : تعود إلى «الرّيح» ، والأوّل أقوى (٢).
قوله ـ تعالى ـ : (وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمانَ) ؛ يعني : علماء الإسلام.
وقيل : «الكتاب» هاهنا : اللّوح المحفوظ. والكتاب : القرآن والتّوراة والإنجيل. (٣) وقيل : علماء أهل الكتاب الّذين أسلموا ، كعبد الله بن سلام [وأصحابه] (٤) وأمثاله (٥).
قوله ـ تعالى ـ : (لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللهِ إِلى يَوْمِ الْبَعْثِ) ؛ عني بذلك : الكفّار (٦) ، أنكروا البعث والحساب (٧) بعد الموت.
قوله ـ تعالى ـ : (فَهذا يَوْمُ الْبَعْثِ) ؛ أي : لبثتم في الدّنيا والقبر إلى يوم البعث.
__________________
(١) التبيان ٨ / ٢٦٣ من غير نسبة القول إلى أحد.
(٢) تفسير القرطبي ١٤ / ٤٥ من دون نسبة القول إلى أحد.+ سقط من هنا الآيات (٥٢) ـ (٥٥)
(٣) مجمع البيان ٨ / ٤٨٧ نقلا عن الزّجّاج.
(٤) ليس في ج ، د ، م.
(٥) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.
(٦) ج ، د زيادة : أنهم.+ م زيادة : لأنهم.
(٧) ج ، د ، م : الحياة.
السّديّ قال : هذا قول الملائكة للكفّار (١).
قوله ـ تعالى ـ : (وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ) ؛ أي : لا يستفزّنّك في تعجيل العذاب (الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ) (٦٠) به. فإنّه واقع بهم لا محالة يوم القيامة ، وكلّ آت قريب.
__________________
(١) كشف الأسرار ٧ / ٤٧٢ من دون ذكر للقائل.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَلكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (٥٦) والآيات (٥٧) ـ (٥٩) وقوله تعالى : (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌ).
ومن سورة لقمان ـ عليه السّلام ـ
وهي ثلاثون وأربع آيات.
مكيّة بغير خلاف.
قوله ـ تعالى ـ : (الم) (١) ؛ معناه : أنا الله أعلم.
قوله ـ تعالى ـ : (تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ) (٢) ؛ يعني ب «الكتاب» هاهنا : القرآن العزيز ، وب «الحكيم» المحكم.
قوله ـ تعالى ـ : (هُدىً وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ) (٣) :
من نصبهما جعلهما حالين. ومن رفعهما أضمرهما ، فقال : هو (١) هدى ورحمة [من ربّ] (٢) حكيم ؛ أي (٣) : أحكمت آياته من الباطل (٤).
قوله ـ تعالى ـ : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ) :
__________________
(١) ليس في د.
(٢) ليس في ج ، د ، م.
(٣) ليس في ج ، د ، م.
(٤) سقط من هنا الآيتان (٤) و (٥)
ابن عبّاس ـ رحمه الله ـ ومجاهد وابن مسعود وعكرمة [قالوا (١) : شراء المغنيات (٢).
ومثله روي عن أئمّتنا ـ عليهم السّلام ـ (٣).
الكلبيّ ومقاتل قالا] (٤) : نزلت هذه الآية في النّضر بن الحرث بن كلدة ، رئيس بني عبد الدّار. كان قد قدم إلى
لحيرة في الجاهليّة تاجرا ، فوجد هناك حديث رستم وإسفنديار فاشتراه (٥) ، فنزلت الآية (٦).
الضّحّاك قال : «لهو الحديث» هاهنا : هو الشّرك بالله (٧).
قوله ـ تعالى ـ : (خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها) :
قال بعض العلماء : في الآية دليل ظاهر ، على أنّه لا عمد هناك. لأنّه ـ سبحانه ـ أحال في ذلك على الرّؤية ، والضرورة فيها ، ردّ على من قال من الطاعنين في القرآن :
لا يمتنع أن يكون هناك عند لا نراه (٨).
قوله ـ تعالى ـ : (وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ) ؛ أي : جبالا
__________________
(١) د ، م زيادة : هو.
(٢) تفسير الطبري ٢١ / ٤٠ ، وتفسير مجاهد ٢ / ٥٠٣.
(٣) ورد مؤدّاه في الروايات العديدة فانظر : كنز الدقائق ١٠ / ٢٢٩ ـ ٢٣١ والبرهان ٣ / ٢٧٠ ونور الثقلين ٤ / ١٩٤.
(٤) ليس في ج.
(٥) ج ، د : واشتراه.
(٦) اسباب النزول / ٢٥٩.
(٧) د ، م زيادة : تعالى.+ تفسير الطبري ٢١ / ٤١.+ سقط من هنا قوله تعالى : (لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ) (٦) والآيات (٧) ـ (٩)
(٨) تفسير الطبري ٢١ / ٤٢ نقلا عن قتادة.
ثوابت.
قوله ـ تعالى ـ : (وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دابَّةٍ وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ) (١٠) ؛ أي : من كلّ صنف حسن.
قوله ـ تعالى ـ : (هذا خَلْقُ اللهِ فَأَرُونِي ما ذا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ) ؛ يعني بذلك : الأصنام والأوثان والآلهة. وهو (١) دليل على الوحدانيّة (٢).
قوله ـ تعالى ـ : (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ) (٣) ؛ يريد ـ سبحانه ـ : ووصيناه بالإحسان إليهما والبرّ لهما.
قوله ـ تعالى ـ : (حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ) ؛ أي : جهدا على جهد. عن قتادة (٤).
قوله ـ تعالى ـ (٥) : (وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ) ؛ أي : حولين كاملين (٦).
قوله ـ تعالى ـ : (وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما وَصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً) وإن كانا كافرين ؛ فلا تقطع برّهما والإحسان إليهما.
قوله ـ تعالى ـ : (وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَيَ) ؛ يعني : إبراهيم ـ عليه
__________________
(١) ليس في م.
(٢) سقط من هنا قوله تعالى : (بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (١١) والآيتان (١٢) و (١٣) وسيأتي الآية (١٣)
(٣) أ ، ب زيادة : حسنا.
(٤) تفسير الطبري ٢١ / ٤٤.
(٥) ج ، د ، م زيادة : وحمله.
(٦) سقط من هنا قوله تعالى : (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) (١٤)
السّلام ـ. من قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ) (١).
قوله ـ تعالى ـ : (وَإِذْ قالَ لُقْمانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) (١٣) :
«لقمان» لا ينصرف ؛ كعمران.
قيل : إنّ لقمان كان ابن أخت أيّوب ـ عليه السّلام ـ (٢).
وقيل : كان ابن خالته (٣).
وقيل : كان عبدا (٤) حبشيا نجّارا (٥).
وقيل : كان خيّاطا (٦).
واتّفق العلماء والمفسّرون على أنّه لم يكن نبيّا ، بل كان حكيما صالحا (٧).
وسئل عليّ ـ عليه السّلام ـ عنه ، فقال : كان عبدا صالحا أطاع الله (٨) [فأطاعه الله] (٩) وأجابه إلى ما سئل.
وروي مثل ذلك عن النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ (١٠).
__________________
(١) هود (١١) / ٧٥.+ سقط من هنا قوله تعالى : (ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (١٥)
(٢) مجمع البيان ٨ / ٤٩٤ نقلا عن وهب.
(٣) مجمع البيان ٨ / ٤٩٤ نقلا عن مقاتل.
(٤) ليس في ج ، د ، م.
(٥) تفسير الطبري ٢١ / ٤٣ نقلا عن خالد الربعي وابن عبّاس ملفّقا.
(٦) كشف الأسرار ٧ / ٤٨٩ من دون ذكر للقائل.
(٧) تفسير الطبري ٢١ / ٤٣. نقلا عن مجاهد.
(٨) ليس في د.
(٩) ليس في ج.
(١٠) ورد مؤدّاه في البحار ١٣ / ٤٠٩ و ٤٢١ ومجمع البيان ٨ / ٤٩٤ وعنه كنز الدقائق ١٠ / ٢٣٦ ونور الثقلين ٤ / ١٩٦. ج ، د ، م زيادة : ثمّ قال بعد ذلك : (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ).
قوله ـ تعالى ـ : (يا بُنَيَّ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّماواتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللهُ) ؛ يعني : يوم القيامة ؛ أي :
يجازي عليها.
وقد صرف (١) ذلك قوم إلى المعصية دون الطّاعة (٢). وقال قوم : بل إليهما (٣).
قوله ـ تعالى ـ : (وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ) ؛ أي : لا تتكبّر عليهم وتعرض عنهم بوجهك.
(وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً) ؛ أي : بالخيلاء والكبر والعجب والبطر.
قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ) (١٨) ؛ أي : متكبر متعجب (٤) غدّار (٥).
قوله ـ تعالى ـ : (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ) ؛ أي : لا تمش إعجابا وتكبّرا.
الكلبيّ قال : تواضع لله. من قوله ـ سبحانه ـ : (وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً) (٦) ؛ أي : سكونا بغير إعجاب.
__________________
(١) أ ، ب : ضرب.
(٢) تفسير الطبري ٣٠ / ٤٦ من دون نسبة القول إلى أحد.
(٣) سقط من هنا قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ) (١٦) والآية (١٧).+ تفسير الطبري ٣٠ / ٤٦ نقلا عن قتادة.
(٤) ج ، د ، م : معجب.
(٥) أ : عذار.
(٦) الفرقان (٢٥) / ٦٣.+ تفسير الطبري ٢١ / ٤٨ نقلا عن مجاهد.
[وقوله] : (١) «واغضض من صوتك» ؛ يريد : إذا تكلّمت أو قرأت أو دعوت أو خاطبت غيرك (٢) ، بكلام ليّن وصوت رخيم خاشع متواضع.
قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) (١٩) ؛ أي : لا تكن سليطا ذا لجّة وصوت منكر. وهذا أدب من الله ـ تعالى ـ للقمان ـ عليه السّلام ـ فأوصى به ابنه.
قوله ـ تعالى ـ : (أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) ؛ يعني : الشّمس والقمر ، والنّجوم والسّحاب ، والنّبات والشّجر ، والحيوانات الصّائلة الّتي ذلّلها الله ـ تعالى ـ للرّكوب.
قوله ـ تعالى ـ : (وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً) :
ذكّر الله ـ سبحانه ـ عباده بالنّعم الّتي أنعم بها عليهم ، ليعبدوه ويحمدوه ويشكروه (٣).
قوله ـ تعالى ـ : (وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ) ؛ أي : لم تنفد معانيها وفوائدها وحكمها (٤).
قوله ـ تعالى ـ : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ) ؛ أي : يدخل أحدهما في الآخر بإتيانه بدلا منه.
__________________
(١) ليس في ج ، د.
(٢) د زيادة : به.+ م زيادة : فخاطبه.
(٣) سقط من هنا قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ) (٢٠) والآيات (٢١) ـ (٢٦)
(٤) سقط من هنا قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (٢٧) والآية (٢٨)