محمّد بن الحسن الشيباني
المحقق: حسين درگاهي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: نشر الهادي
المطبعة: مؤسسة الهادي
الطبعة: ١
ISBN: 964-400-034-X
الصفحات: ٤٠٠
قوله ـ تعالى ـ : (يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ) ؛ أي : فجور.
(وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً) (٣٢) ؛ أي : صحيحا ، لئلّا يطمع الفاجر.
قوله ـ تعالى ـ : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى) :
من قرأ بنصب «القاف» جعله من الوقار ، فكأنّه من : وقر يقر ؛ مثل : وهب يهب.
ومن قرأ بكسر «القاف» جعله من السّكون.
وقيل : من القرار في البيوت (١).
وقال أبو عبيدة : هما لغتان (٢).
و «التّبرّج» هو إظهار الزّينة. عن أبي عبيدة (٣).
وروي أصحابنا ، عن أئمّتنا ـ عليهم السّلام ـ : أنّ «التبرّج» (٤) إظهار ما لا يحل للمرأة (٥) إظهاره من الزّينة وغيرها (٦).
و «الجاهليّة الأولى» قيل : كان ذلك بين النّبيّ (٧) نوح وإبراهيم ـ عليهما
__________________
(١) تفسير الطبري ٢٢ / ٣ من غير نسبة القول إلى أحد.
(٢) مجاز القرآن ٢ / ١٣٧.
(٣) مجاز القرآن ٢ / ١٣٨.
(٤) ب ، ج ، د ، م زيادة : هو.
(٥) ليس في أ.
(٦) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.
(٧) ليس في ب ، ج ، د ، م.
السّلام ـ (١).
[وقال الحكم : كان ذلك بين آدم ونوح ـ عليهما السّلام ـ] (٢).
قوله ـ تعالى ـ : (وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ) :
ثمّ قطع تلك الجملة وابتدأ بجملة أخرى (٣) ، فقال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (٣٣) :
والسّبب في نزول هذه الآية ، أنّ النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ كان في بيت أمّ سلمة إذ أقبل عليّ ـ عليه السّلام ـ وابنته ؛ فاطمة ، وولداهما ؛ الحسن والحسين ـ عليهما (٤) السّلام ـ. فجلّلهم بعباءة ، ثمّ صلّى ركعتين و (٥) وسأل الله ـ تعالى ـ أن يذهب عنهم الرّجس ويطهّرهم تطهيرا. فنزل جبرائيل ـ عليه السّلام ـ فتلا عليه هذه الآية.
قالت (٦) أمّ سلمة (٧) : يا رسول الله ، ألست من (٨) أهل بيتك؟
فقال ـ عليه السّلام ـ : إنّك (٩) على خير. أو إلى خير. على اختلاف
__________________
(١) كشف الأسرار ٨ / ٤٤ من دون نسبة القول إلى أحد.
(٢) ليس في ب.+ التبيان ٨ / ٣٣٩ من دون ذكر للقائل.
(٣) م : الجملة الأخرى.
(٤) د : عليهم.
(٥) ليس في د.
(٦) ج ، د ، م : فقالت.
(٧) م زيادة : وأنا.
(٨) ليس في د.
(٩) أ زيادة : أنت.
الرّوايتين (١).
وروي : أنّ عائشة سئلت عن هذه الآية ، فقالت : سلوا (٢) اختي أمّ سلمة عنها ، فإنّ هذه الآية نزلت في بيتها.
فسئلت أمّ سلمة عنها ، فحكت مثل (٣) ما ذكرناه (٤).
وقد استدل (٥) أصحابنا على عصمة أهل البيت ـ عليهم السّلام ـ وطهارتهم من جميع المعاصي [والذنوب بهذه الآية] (٦).
وقد اعترض (٧) من تعصّب على أهل البيت ـ عليهم السّلام ـ وطعن في هذه الرّواية ، فقال : إنّ أوّل (٨) هذه الآيات في النّساء وآخرها في النّساء ، وهذه في الوسط ، فلا يجوز أن يكون (٩) في غيرهنّ.
وقد ردّ عليه بعض علمائنا ومشائخنا ، وهو الشّيخ المفيد ؛ محمّد بن محمّد بن
__________________
(١) ورد هذه الرواية بطرق كثيره أو مؤدّاه في الرّوايات الكثيرة. فانظر تفسير الطبري ٢٢ / ٦ وكنز الدقائق ١٠ / ٣٧٤ و ٣٨٢ و ٣٧٦ و ٣٨٤ ونور الثقلين ٤ / ٢٧٠ ـ ٢٧٤ والبرهان ٣ / ٣٠٩ أحقاق الحق وج ٢ / ٥٠١ ـ ٥٦٢ وج ٣ / ٥١٣ ـ ٥٣١ وج ٩ / ١ ـ ٦٩ وج ١٤ / ٥٤٠ و ١٨ / ٣٥٩ ـ ٣٨٣ وقد أفرد العلامة السيد العسكري لها رسالة المسماة بحديث الكساء عند المدرستين.
(٢) ب ، ج ، د : اسألوا.
(٣) ليس في ب.
(٤) الفصول المختارة / ٥٤.
(٥) م زيادة : بها.
(٦) ليس في ج ، د ، م.+ ب : بهذه الآية.+ التبيان ٨ / ٣٤٠.
(٧) ج ، د ، م زيادة : بعض.
(٨) ليس في أ ، ب.
(٩) م : أن تكون.
النّعمان ـ رحمه الله ـ قال (١) : هذا خطأ فاحش وزلل بيّن واضح من جهة الدّراية والرّواية.
أمّا الدّراية ، فلو كانت هذه الآية في النّساء لقال ـ سبحانه ـ (٢) : إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرّجس (٣) ويطّهركم (٤).
وأمّا من جهة الرّواية ، فلما ذكرناه عن عائشة وأمّ سلمة (٥) [وما (٦) ذكروه (٧)] (٨) من سياق الآيات والجمل ، فإنّ كلّ جملة لها حكمها. ويجوز في كلام الله ـ تعالى ـ و (٩) في لغة العرب ولسانهم وطريقتهم أن يخرج المتكلّم من كلام إلى كلام ، ومن جملة ، إلى جملة ، ثمّ يرجع إلى الجملة الّتي ابتدأ بها. وهذا في كلام الله ـ تعالى ـ ولغة العرب كثير. فلا يقدح طعن هذا الطاعن فيما ذكرناه (١٠).
قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقاتِ ولصَّابِرِينَ وَالصَّابِراتِ وَالْخاشِعِينَ وَالْخاشِعاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِماتِ
__________________
(١) ج ، د : فقال.
(٢) ب : الله ـ تعالى ـ.
(٣) ب زيادة : أهل البيت.
(٤) ب زيادة : تطهيرا.
(٥) ج ، د ، م زيادة : رضي الله عنها.
(٦) د : ممّا.
(٧) ج : ذكر.
(٨) ليس في م.
(٩) ليس في أ ، ب.
(١٠) ج : ذكرنا.+ أنظر : الفصول المختارة / ٥٣ ـ ٥٥.+ سقط من هنا الآية (٣٤)
وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (٣٥) :
روي : أنّ السّبب في نزول هذه الآية (١) ، أنّ أمّ سلمة رحمها الله (٢) قالت للنّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ : يا رسول الله ، ما أرى (٣) للنّساء ذكرا مع الرّجال في القرآن العزيز؟ فنزل جبرائيل ـ عليه السّلام ـ على رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ فتلا عليه هذه الآية. فتلاها النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ على أمّ سلمة رحمه الله ـ تعالى ـ (٤).
قوله ـ تعالى ـ : (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ) ؛ يريد به : زيد بن حارثة ؛ مولى النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ [أنعم الله عليه] (٥) بتوفيقه للإسلام ، وأنعم النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ عليه (٦) بالعتق (أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ) :
وكان زيد قد شكا إلى النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ من زوجته ؛ زينب بنت جحش القرشيّة ، وقال : إنّي أريد طلاقها.
فقال له النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ : «أمسك عليك زوجك» شافعا لا
__________________
(١) م : الآيات.
(٢) ب ، ج ، د : رحمة الله عليها.
(٣) ج ، د : مالي لا أرى.
(٤) التبيان ١٠ / ٣٤٢ وتفسير الطبري ٢٢ / ٩.+ ب ، ج ، د ، م : رحمة الله عليها.+ سقط من هنا الآية (٣٦)
(٥) ليس في أ ، ب.
(٦) ليس في أ ، د.
آمرا.
وأسرّ النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ أنّه متى طلّقها زيد أو مات عنها ، أنّه يتزوّج بها.
فعاتبه الله على ذلك ؛ لأنّه كان مكروها عندهم في الجاهليّة بل محظورا تزويج (١) امرأة المولى. فأراد الله ـ تعالى ـ تنزيهه عن ذلك (٢) المكروه ؛ فعاتبه [الله عليه] (٣) فقال (٤) [له : (وَاتَّقِ اللهَ) (٥) (] وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ) ؛ يعني (٦) : من تزويجها بعد طلاقها وانقضاء عدّتها.
فاقتضت المصلحة بعد طلاقها الإباحة للنّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ تزويجها (٧) ، لينسخ ما كانت عليه الجاهليّة من تحريم ذلك (٨). فقال ـ سبحانه ـ : (فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواجِ أَدْعِيائِهِمْ) [فأباح النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ أمّته (٩) أن يستسنوا (١٠) بسنّته في ذلك (١١).
__________________
(١) ج : تزوّج.
(٢) ب ، ج ، د : هذا.
(٣) ب : عليه السّلام.
(٤) ج ، د ، م : وقال.
(٥) ليس في ج ، د ، م.
(٦) ب : يريد.
(٧) ب : فتزوّجها.
(٨) سقط من هنا قوله تعالى : (وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ).
(٩) ليس في أ.
(١٠) م : أن يستنّوا.
(١١) سقط من هنا قوله تعالى : (إِذا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولاً) (٣٧) والآيات (٣٨) ـ (٤٨)
قوله ـ تعالى ـ : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا]) (١٢) (نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِناتِ) ؛ يريد هاهنا بالنّكاح : العقد عليهن (١٣).
قوله ـ تعالى ـ : (ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَما لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَها) :
هذا حكم فرضه الله ـ تعالى ـ للنّاس ، على ما اقتضته الحكمة (١٤) والمصلحة لهم (١٥) فيه. ويجوز لمن هذه صفتها أن تتزوج بعد الطّلاق ، بلا تراخ (١٦).
قوله ـ تعالى ـ : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَ) ؛ يريد : مهورهنّ.
قوله ـ تعالى ـ : (وَما مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفاءَ اللهُ عَلَيْكَ) ؛ يريد : من (١٧) السبي ؛ مثل : صفية بنت حيّ بن أخطب ، وجويرة (١٨) بنت الحارث ، وريحانة بنت عمرو ، اللّاتي فتح الله عليه (١٩) بسبيهنّ.
قوله ـ تعالى ـ : (وَبَناتِ عَمِّكَ وَبَناتِ عَمَّاتِكَ وَبَناتِ خالِكَ وَبَناتِ
__________________
(١٢) ليس في د.
(١٣) م زيادة : ثمّ قال.
(١٤) د : الحكم.
(١٥) ليس في م.
(١٦) سقط من هنا قوله تعالى : (فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَراحاً جَمِيلاً) (٤٩)
(١٧) ليس في أ.
(١٨) د : جويرية.
(١٩) ب ، ج ، د ، م : عليهنّ.
خالاتِكَ اللَّاتِي هاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَها) ؛ يعني : بغير عقد ولا مهر (خالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) :
هذا حكم [خصّ الله به] (١) نبيّه محمّد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ على ما اقتضته الحكمة مرّة واحدة ، ثمّ حرّم بعد ذلك عليه لاقتضاء المصلحة به (٢) بعد ذلك بقوله : «لا يحلّ لك النّساء من بعد» (٣).
وقد اختلف في الّتي وهبت نفسها له :
فقيل : ميمونة (٤).
وقيل : أمّ شريك (٥).
وقيل : خولة (٦).
وقيل : زينب بنت خزيمة الأنصاريّ. والله أعلم (٧).
قوله ـ تعالى ـ : (تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلا جُناحَ عَلَيْكَ) :
مقاتل (٨) : توقف من نسائك من تشاء (٩).
__________________
(١) ب : خصّه الله.
(٢) ج ، م : له.
(٣) الأحزاب (٣٣) / ٥٢.+ ج ، د ، م زيادة : الآية.
(٤) تفسير الطبري ٢٢ / ١٧ نقلا عن ابن عبّاس.
(٥) تفسير الطبري ٢٢ / ١٧ نقلا عن علىّ بن الحسين عليه السّلام.
(٦) تفسير الطبري ٢٢ / ١٧ نقلا عن عروة عن أبيه.
(٧) تفسير الطبري ٢٢ / ١٧ نقلا عن بعض.+ سقط من هنا قوله تعالى : (قَدْ عَلِمْنا ما فَرَضْنا عَلَيْهِمْ فِي أَزْواجِهِمْ وَما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) (٥٠)
(٨) ب ، ج ، د زيادة : قال.
(٩) التبيان ٨ / ٣٥٤ من غير نسبة القول إلى أحد.
وقال الكلبيّ : خيّر الله ـ تعالى ـ نبيّه في تزويج القرابة ، فقال : توقف من تشاء منهنّ ؛ يعني : في القسمة (١٠).
وروي عن ابن عبّاس ـ رحمه الله ـ أنّه قال : «ترجئ من تشاء» ؛ أي : تطلّق من تشاء منهنّ. «وتؤوي إليك من تشاء» ؛ أي : تمسك منهنّ من (١١) شئت (١٢).
السدي قال : خيّر الله نبيّه [ـ عليه السّلام ـ] في أمر نسائه ، فلم يجعل لهنّ قسما (١٣).
قوله ـ تعالى ـ : «ومن ابتغيت ممّن عزلت» :
ابن عبّاس قال : ومن استبدلت ممّن أرجيت فخلّيت (١٤).
قوله ـ تعالى ـ : (لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ) :
ابن عبّاس ـ رحمه الله ـ قال : اختار له التّسع اللّاتي مات عنهنّ ، وحظر عليه ما (١٥) عداهنّ بالتّزويج إلّا ما كان [بملك اليمين] (١٦).
__________________
(١٠) التبيان ٨ / ٣٥٤ نقلا عن قوم.
(١١) ب : ما.
(١٢) التبيان ٨ / ٣٥٤.
(١٣) التبيان ٨ / ٣٥٤ من دون نسبة القول إلى أحد.
(١٤) تفسير الطبري ٢٢ / ٢٠.+ سقط من هنا قوله تعالى : (ذلِكَ أَدْنى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِما آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللهُ يَعْلَمُ ما فِي قُلُوبِكُمْ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَلِيماً) (٥١)
(١٥) ج ، د ، م : من.
(١٦) ب : يملكهنّ.+ ج ، د : يملك لهنّ.+ م : يملك منهنّ.+ تفسير الطبري ٢٢ / ٢١.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً) (٥٢)
قوله ـ تعالى ـ : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ) ؛ أي : غير منتظرين نضاجه.
قوله ـ تعالى ـ : (وَلكِنْ إِذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِ) :
وروي : أنّ (١) السّبب في نزول (٢) هذه الآية ، أنّهم كانوا يدخلون على النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ بغير إذن. فإن وجدوا طعاما يصنع ، جلسوا [ينتظرون نضاجه] (٣). فإذا أكلوا ، قاموا يتحدّثون فيمنعوا النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ ونساءه من حوائجهم وأشغالهم. فنهاهم الله ـ تعالى ـ عن ذلك وأدّبهم (٤) ، فقال : إذا أذن لكم فادخلوا «فإذا طعمتم» ؛ [أي : أكلتم] (٥) «فانتشروا».
قوله ـ تعالى ـ : «وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله» في أزواجه ؛ يعني : تدخلوا عليه وعليهنّ بغير إذن ، وتطيلوا الجلوس عنده (٦) فتمنعوهنّ من (٧) أشغالهنّ.
__________________
(١) ليس في ج ، د.
(٢) ليس في ب.
(٣) ج ، د ، م : منتظرين فراغه.
(٤) ب : أذن لهم.+ أسباب النزول / ٢٧٠ نقلا عن أكثر المفسرين.
(٥) ليس في أ.
(٦) ليس في د.
(٧) ب : عن.
قوله ـ تعالى ـ : (وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً) ؛ [أي : حاجة تطلبونها] (١) (فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ) :
قيل : لمّا نزلت هذه الآية ؛ آية الحجاب ، قال [طلحة بن] (٢) عبد (٣) الله التّيميّ (٤) : أرانا لا ندخل على بنات عمّنا إلّا بإذن. والله ، لئن (٥) مات محمّد لأتزوجنّ بعائشة (٦). فنزل قوله ـ تعالى ـ : (ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً) (٧) فحرّم الله ـ تعالى ـ نكاحهنّ على أمّته على التّأبيد ، ومن هنالك قال : «وأزواجه أمّهاتهم» ؛ أي : أنّهنّ يحرمن عليكم كتحريم الأمّهات (٨).
قوله ـ تعالى ـ : (لا جُناحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبائِهِنَ) ؛ أي : لا إثم عليهنّ في نظر آبائهنّ (٩).
(وَلا إِخْوانِهِنَ) ؛ يعني : إخوتهنّ.
(وَلا أَبْناءِ إِخْوانِهِنَّ وَلا أَبْناءِ أَخَواتِهِنَّ وَلا نِسائِهِنَّ وَلا ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَ) من الإماء والعبيد.
__________________
(١) ليس في ب.
(٢) ب : ابن.
(٣) ج ، د ، م : عبيد.
(٤) م : التميميّ.
(٥) ج : إن.
(٦) د : عائشة.+ سقط من هنا قوله تعالى : (ذلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَ).
(٧) أسباب النزول / ٢٧١ نقلا عن ابن عبّاس.
(٨) سقط من هنا قوله تعالى : (إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللهِ عَظِيماً) (٥٣) والآية (٥٤)
(٩) سقط من هنا قوله تعالى : (وَلا أَبْنائِهِنَ).
بيّن الله ـ تعالى ـ في هذه الآية من يحلّ لهم النّظر إليهنّ من النّساء والرّجال ، ومن لا يحلّ (١).
قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (٥٦) :
قال بعض خلفاء بني العبّاس وفصائحهم (٢) : إنّ هذا التّشريف الّذي شرّف الله ـ تعالى ـ به نبيّنا ـ عليه السّلام ـ من صلاته عليه وصلاة الملائكة (٣) والأمر للمؤمنين بالصّلاة عليه ، أفضل من تشريف آدم ـ عليه السّلام ـ بسجود الملائكة (٤) له. [لأنّ (٥) الله] (٦) ـ تعالى ـ ذكر نفسه أوّلا ، ثمّ ملائكته ثانيا بعده (٧) ، ثمّ أمر عبيده المؤمنين ثالثا. فتشريف دخل فيه البارئ (٨) ـ سبحانه ـ (٩) أفضل من تشريف لم يدخل فيه (١٠).
قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ [وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً]) (٥٧) :
__________________
(١) سقط من هنا قوله تعالى : (وَاتَّقِينَ اللهَ إِنَّ اللهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً) (٥٥)
(٢) م : فصائحهم.
(٣) ب ، ج ، د ، م : ملائكته.
(٤) ب ، د ، م : ملائكته.
(٥) ب : إن.
(٦) م : لأنّه.
(٧) ليس في ج.
(٨) ليس في أ ، ب.
(٩) م : تعالى.
(١٠) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.
قال بعض علمائنا : «يؤذون الله» بأن يجوّزوا عليه في ذاته وصفاته وأفعاله ما لا يجوز عليه. فنهاهم (١) الله (٢) ـ سبحانه ـ عن تعدّي حدوده ، وكذلك نهاهم عن أذيّة النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ وعن مخالفة أمره ونهيه. (٣)
قوله ـ تعالى ـ : (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ [بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً) (٥٨) :
قيل : يؤذون المؤمنين] بالقذف لهم (٤) والسّبّ والكذب عليهم (٥).
قوله ـ تعالى ـ : (فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً (٥٨) يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَ) ؛ أي : قل لهنّ يرخين على رؤوسهنّ الرّداء والخمار والقناع والملحفة. (٦) قوله ـ تعالى ـ : (ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ) ؛ أي : يعرفن بأنهنّ حرائر ، بخلاف الإماء في كشف وجوههنّ وبتبرّجهنّ (٧).
قوله ـ تعالى ـ : (لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ) ؛ يريد : عن أذى المؤمنين.
قوله ـ تعالى ـ : (وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) :
__________________
(١) ج ، د ، م : ونهاهم.
(٢) ليس في أ.
(٣) مجمع البيان ٨ / ٥٧٩ من دون ذكر للقائل.
(٤) ليس في ج.
(٥) ليس في ج.
(٦) تفسير أبي الفتوح ٩ / ١٧٩ نقلا عن مجاهد.
(٧) م : تبرجهنّ.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) (٥٩)
قال عكرمة : «المرض» هاهنا : الفجور والشك (١) في الدّين (٢).
قوله ـ تعالى ـ : (وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ) ؛ يعني : المنافقين ، كانوا في المدينة يرجفون بالأخبار الكاذبة.
فقال ـ سبحانه ـ : (لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ) ؛ أي : لنسلّطنّك عليهم وعلى قتالهم (٣).
قوله ـ تعالى ـ : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قالُوا وَكانَ عِنْدَ اللهِ وَجِيهاً) (٦٩) :
قال الكلبيّ ومقاتل : رموا موسى بأنّه (٤) آدر. وذلك من شدنة (٥) استتاره وتحصّنه ، حتّى رئي عريانا في بعض الأحيان (٦).
وروي عن عليّ ـ عليه السّلام ـ أنّه قال : «آذوا موسى» أي (٧) اتهموه بقتل أخيه ؛ هارون. فأمر الله ـ تعالى ـ الملائكة أن يمرّوا بهارون على بني إسرائيل فيخبرهم ببراءة ساحة (٨) أخيه ؛ موسى ، ممّا قيل فيه (٩).
وقال بعض المفسّرين : رموه ببغيّة معروفة في (١٠) بني إسرائيل. وكان قد قرّر
__________________
(١) أ : الشرك.
(٢) تفسير الطبري ٢٢ / ٣٤.
(٣) سقط من هنا قوله تعالى : (ثُمَّ لا يُجاوِرُونَكَ فِيها إِلَّا قَلِيلاً) (٦٠) والآيات (٦١) ـ (٦٨)
(٤) ج ، د ، م : أنّه.
(٥) ب : كثرة.
(٦) تفسير الطبري ٢٢ / ٣٦ نقلا عن ابن عبّاس.
(٧) من ب.
(٨) ليس في أ.
(٩) تفسير الطبري ٢٢ / ٣٧.
(١٠) ج : من.
معها قارون ، أنّه إذا اجتمع الملأ من بني إسرائيل وسئلت عن ذلك رمته بالفاحشة معها.
فلما اجتمع الملأ وسئلت [عن ذلك] (١) ، أنطق الله لسانها بخلاف ما أراد قارون. فقالت : حاشا وكلّا ، بل أعطاني قارون مالا على [أن أقول] (٢) كيت وكيت.
فبرّأه الله ـ تعالى ـ من ذلك (٣).
قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها) :
قيل : معناه : فأبين ألّا يحملنها (٤). بدليل قوله ـ تعالى ـ : (يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا) (٥) ؛ يريد : لئلّا تضلّوا. وهذا من (٦) المجاز.
قوله ـ تعالى ـ : (وَأَشْفَقْنَ مِنْها) ؛ أي : خفن. (وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً) (٧٢) :
قيل : «الأمانة» (٧) هاهنا ، هي الفرائض (٨) بما فيها (٩).
وقال الكلبيّ وسعيد بن جبير : عرض ـ سبحانه وتعالى ـ الأمانة على ما ذكر ،
__________________
(١) ليس في أ.
(٢) ب : أنّى.
(٣) مجمع البيان ٨ / ٥٨٣ نقلا عن أبي العالية.+ سقط من هنا الآيتان (٧٠) و (٧١)
(٤) التبيان ٨ / ٣٦٧ من دون نسبة القول إلى أحد.
(٥) النساء (٤) / ١٧٦.
(٦) أ : هو.
(٧) ليس في أ.
(٨) ب زيادة : الخمس.
(٩) تفسير الطبري ٢٢ / ٣٨ نقلا عن سعيد وابن عبّاس.
فأبين أن يحملنها خوفا وإشفاقا ، وحملها الإنسان (١).
وقال الحسن : عرضت الأمانة على الكافر والمنافق ، فخافا ولم يطيقا حملها ، وحملها الإنسان (٢). بدليل قوله ـ تعالى ـ : (لِيُعَذِّبَ اللهُ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ) ؛ يريد : بتضييع الأمانة (٣).
قوله ـ تعالى ـ : (وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) (٧٣) ؛ يريد : لمن (٤) تاب وآمن وعمل (٥) صالحا.
وقال الرّمّانيّ : عرض الأمانة على أهل السّموات والأرض والجبال ، فأبين [من حملها] (٦) خوفا ، وحملها الإنسان (٧).
قال الطّوسيّ ـ رحمة الله عليه ـ (٨) : «الأمانة» هاهنا ، في الطّاعة. وذلك عامّ (٩).
وورد في أخبارنا ، عن الصّادق ـ عليه السّلام ـ : أنّ «الأمانة» هاهنا ، هي (١٠)
__________________
(١) تفسير الطبري ٢٢ / ٣٨ نقلا عن سعيد بن جبير وحده.
(٢) مجمع البيان ٨ / ٥٨٥.
(٣) سقط من هنا قوله تعالى : (وَيَتُوبَ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ).
(٤) ج : إن.
(٥) د ، م زيادة : عملا.
(٦) ج : أن يحملنها.
(٧) مجمع البيان ٨ / ٥٨٦ من دون نسبة القول إلى أحد.
(٨) أ : رحمه الله.
(٩) التبيان ٨ / ٣٥ نقلا عن ابن عبّاس ونسبة إلى الطوسي لأنّه المستفاد من كلامه أيضا.
(١٠) ليس في أ ، م.
ولاية العهد لعليّ وأهل بيته الطّاهرين (١) ـ عليهم السّلام ـ (٢).
__________________
(١) ليس في أ.
(٢) ورد بذلك روايات كثيرة أنظر كنز الدقائق ١٠ / ٤٥٠ ونور الثقلين ٤ / ٣١٢ ـ ٣١٤ والبرهان ٣ / ٣٤٠ و ٣٤١.
ومن سورة سبأ
وهي سبع (١) وخمسون آية.
مكيّة بلا (٢) خلاف.
«سبأ» اسم (٣) البلد.
وقيل : اسم الملك. وإنّما سمّي بذلك ، لأنّه كان يسبي كلّ يوم نبيّا (٤).
وقيل : سميّ بذلك ، لأنّه أوّل من سبى (٥).
قوله ـ تعالى ـ : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) ؛ أي : في ملكه وتحت قبضته ، وفي تدبيره وقدرته ونعمته.
قوله ـ تعالى ـ : (وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ) ؛ يريد : على ثوابه وإحسانه (٦).
قوله ـ تعالى ـ : (يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها) :
__________________
(١) ليس في د.
(٢) ب ، ج ، د : بغير.
(٣) ليس في ج.
(٤) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.+ يمكن أن يقرأ نبتا كما يحتمل من ب.
(٥) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.
(٦) سقط من هنا قوله تعالى : (وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ) (١)
الكلبيّ قال : ما يلج في الأرض من مطر أو كنز أو ميت ، وما يخرج منها من نبات أو كنز [أو ميّت] (١).
قوله ـ تعالى ـ : (وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ) من الوحي.
قوله ـ تعالى ـ : (وَما يَعْرُجُ فِيها) ؛ أي : يصعد ؛ يريد : من أعمال بني آدم مع الملائكة لا يعزب عنه شيء (٢).
قوله ـ تعالى ـ : (وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) (٦) :
قيل : نزلت هذه الآية فيمن أسلم من أهل الكتاب ؛ كعبد الله بن سلام وأصحابه (٣).
قوله ـ تعالى ـ : (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ) ؛ [يريد : ينبّئكم] (٤) بالحياة بعد الموت [والبعث] (٥) والنشور.
وقال الكلبيّ : هم فجّار (٦) مكّة وكفّارهم (٧).
و «مزّقتم» صرتم عظاما وترابا.
قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ (٧) أَفْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَمْ بِهِ
__________________
(١) ليس في ب.+ التبيان ٨ / ٣٧٤ نقلا عن حسن.
(٢) سقط من هنا قوله تعالى : (وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ) (٢) والآيات (٣) ـ (٥)
(٣) ب ، ج ، د ، م : أمثاله.+ تفسير الطبري ٢٢ / ٤٤ من غير نسبة القول إلى أحد.
(٤) ليس في د.
(٥) د ، ج : للبعث.+ ب : وللبعث.
(٦) ب زيادة : أهل.
(٧) ج ، د ، م : كفّارها.+ تفسير الطبري ٢٢ / ٤٤ نقلا عن قتادة.
جِنَّةٌ) ؛ يعنون : محمّدا ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ. وهذا كفر منهم وإنكار للبعث والحياة بعد الموت ، واستهزاء بمحمّد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ (١).
قوله ـ تعالى ـ : (وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلاً يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ) :
من رفع «الطّير» عطفه على «الجبال». ومن نصبه فبإضمار فعل ، وتقديره : وسخّرنا له الطّير.
[وقال (٢) سيبويه : عطفه على موضع الجبال ، لأنّه (٣) منصوبة بالنّداء (٤).
و «أوّبي» بمعنى : سبّحي] (٥).
وكان داود ـ عليه السّلام ـ إذا سبّح تسبّح معه (٦) الجبال والطّير.
قوله ـ تعالى ـ : (وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (١٠) أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ) ؛ أي : دروعا.
وكان الله ـ تعالى ـ قد ألان له (٧) الحديد فكان (٨) في يده مثل الشّمع ، يعمله كيف يشاء (٩) ، من غير نار ولا مطرقة ولا سندان.
__________________
(١) سقط من هنا قوله تعالى : (بَلِ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذابِ وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ) (٨) والآية (٩)
(٢) ج ، م : كان.
(٣) ب ، ج : لأنّها.
(٤) التبيان ٨ / ٣٧٩ من غير نسبة القول إلى أحد.
(٥) ليس في د.
(٦) ب ، د ، م : له.
(٧) ليس في أ.
(٨) ب ، ج ، د ، م : وكان.
(٩) ج ، د ، م : شاء.