الضمان والأمان
تعلّمت في الفضاءات الدينيّة على وجه الخصوص التدابير الاحتياطيّة والبحث عن البدائل الممكنة ، وتعود بي التجربة الاُولى إلى أكثر من خمسة وعشرين عاماً إذ وجدت أنّ المدرسة التي أدرس فيها العلوم الدينيّة تترنّح وتتأرجح بين البقاء والاستمرار ، فأحسست الخطر وقرّرت الفحص عن الاحتياط أو البديل ، وهكذا فعلت.
والقضيّة خاضعة لتصوّرين :
أحدهما : أنّ الدراسات الدينيّة تربّي الطالب وتغذّيه ثقافة التدبّر والتأمّل والاحتياط ، فتشحن عقله وذهنه بها ، فيسعى قدر المكنة إلى بلورتها وممارستها عمليّاً في شتّى شؤون الحياة.
ثانيهما : افتقار الأمان والضمان ، فتجربتي في تلك المدرسة تؤيّد ذلك ; حيث انحلّت وانتهى أمرها إلى الزوال وخرجنا صفر اليدين ، إلاّ مقدار ما تعلّمناه ودرسناه من المقدّمات خلال ست أو سبع سنوات ، فما كانوا ـ إدارة المدرسة ـ يسمحون بتلقّي الدروس التقليديّة ، فإنّها خارج