وقفة نقديّة / ٤
يتبادر من النقد في عقولنا وأحاسيسنا : أنّه انتقاصٌ وحطٌّ وإذلال ، يرسم في قلوبنا وأذهاننا الصورة السيّئة القاتمة ممّا يجعل الناقد عندنا مكروهاً مرفوضاً غير مرغوب فيه.
وهذا بحدّ ذاته مجافاةٌ للحقيقة والإنصاف ، مجافاةٌ أساسها ردود الفعل السريعة ، والأحكام العاطفيّة ، وعدم الإحاطة اللازمة بمفهوم النقد ومعناه العلمي المعرفي ، والارتماء بالقشور خشيةً من الجوهر وعمقه ودلالاته ومصاديقه.
النقد الصحيح يفضي إلى امتلاك إمكانيّات جديدة للوجود والحياة ، إلى دفع الإنسان نحو الاُطر والمضامين السليمة للتفكير والممارسة ، إلى إيجاد الرقيب المحسوس والخفيّ ، الذي يدفعنا دوماً نحو إيجاد أفضل فرص النموّ والتطوّر.
وفي السياق ذاته يمتلك النقد الأخلاقي القدرة على توفير السبل المناسبة إلى حقيقة روحية عليا حينما يرى الحياة قد تلوّثت برذائل
١٤١