• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • الغصن الأول

  • عشرة أو اثنتا عشرة سنة ، كان يرعى الإبل وقد حال الماء بينه وبين إبله وهو يريد العبور عن الماء وهو خائف على نفسه من ذلك ، فلمّا وقفت بحاله أركبته على كتفي وجاوزته عن الماء وألحقته بإبله فنظر إليّ وقال لي بلسانه على ثلاث مرّات : بارك الله في عمرك ، بارك الله في عمرك ، بارك الله في عمرك ، ثمّ اشتغلت بشغلي وتجارتي ورجعت إلى وطني ومضت عليّ سنون عديدة فإذا بليلة من الليالي وكانت ليلة إكمال القمر من الليالي البيض ، كنت في مزرعتي هذه فإذا بالقمر انشق نصفين ، وصار نصفه إلى المشرق ونصفه الآخر إلى المغرب ، وعادا في محلّهما والتصقا فصارا قمرا كالأوّل ، فتعجبنا من ذلك وما عرفنا كيف الحال إلى أن جاءت القوافل من سمت الحجاز ، وأخبرونا بأنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله الذي ظهر في الحجاز طلبوا منه هذه المعجزة وصار كما طلبوا وأرادوا ، فصرت مشتاقا لزيارة ذلك النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله المبعوث وسافرت إليه ، فلمّا وصلت مكّة واستأذنت للدخول عليه ، فدخلت عليه ورأيته وقد سطع النور من وجهه إلى السماء ، وهو صلى‌الله‌عليه‌وآله يأكل الرطب فسلّمت عليه وردّ عليّ ، فبقيت من هيبته واقفا في مقامي ثمّ قال لي : كل الرطب فإنّ من المروّة الموافقة وإنّ من النفاق الزندقة ، فقعدت وأكلت الرطب ، وناولني بيده الشريفة رطبة واحدة ثمّ رطبة واحدة حتّى ناولني ستّا غير ما أخذته بيدي وأكلت ، ثمّ نظر إليّ وتبسّم وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : لعلّك ما عرفتني ، أنا ذلك الصبي الذي نجيته من ماء السيل الذي حال بيني وبين إبلي ، فعرفته بتلك العلامة وقلت : نعم عرفتك يا حسن الوجه ، ثمّ قال : مدّ يدك فمددت يدي وصافحته ، فقال : قل : أشهد أن لا إله إلّا الله وأشهد أنّ محمّدا رسول الله ، فقلت ذلك وأسلمت ، ففرح بإسلامي فلمّا أردت الرجوع إلى بلدي واستأذنته به وأذن لي دعا لي وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله لي ثلاث مرّات : بارك الله في عمرك ، بارك الله في عمرك ، بارك الله في عمرك ، فودّعته وفرحت بمحبّته إيّاي ، واستجاب الله دعاءه لي وبارك في عمري ومضى من عمري أزيد من ستمائة سنة ، وكل من كان في هذه المزرعة من نسلي وأولادي ، وبدعائه صلى‌الله‌عليه‌وآله تفضّل الله لي ولهم بكل الخير والبركة (١).

    أقول : لما ذكر قصّة شق القمر في ترجمة الشيخ رتن لا ضير بذكر بعض أخبار شقّ القمر:وهو أن جناب المولوي محمد صاحب الحبشي ذكر في تصديق المسيح في جواب الپادري

    __________________

    (١) سلوة الغريب : ٢٦٤ ـ ٢٦٦ بتفاوت حيث إنّ المصنّف نقلها عن أصل غير عربي ، والكتاب المطبوع عربي.