• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • أوهام قريش تتفاقم
  • عبد اللّه والد النبيّ (ص)
  • دور الأَيادي المشبوهة في تاريخ الإسلام
  • قصة فاطمة الخثعمية
  • علائم الاختلاق في هذه القصة
  • طهارة النبيّ من دنس الآباء وعهر الاُمهات
  • وفاة عبد اللّه (والد النبيّ) في يثرب
  • 5 ـ مَولدُ رَسُول اللّه (ص)
  • 6 ـ فترة الطفولة في حياة النبيّ (ص)

  • 7 ـ العودة إلى احضان العائلة
  • وكلُ نعيم لا محالة زائلُ

    قال عثمان : كذبت ، نعيمُ الجنة لا يزول فاستثقل « لبيد » تكذيب عثمان وتحدّيه له في ذلك الجمع فقال : يا معشر قريش واللّه ما كان يؤذى جليسُكم ، فمتى حدث هذا فيكم؟؟

    فقال رجلٌ مِن القوم : إنَّ هذا سفيه في سفهاء معه ، قد فارقوا ديننا فلا تجدنَ في نفسكَ من قوله.

    فردّ عليه « عثمان » حتّى تفاقم الأمر بينهما فقام إليه ذلك الرجلُ فلطم عينه فخضّرها ( واصابها ) ، والوليد بن المغيرة قريب يرى ما بلغ عثمان فقال : أما واللّه يا ابن أخي إن كانت عينُك عَمّا أصابها لغنيّة لقد كنت في ذمة منيعة ( وهو يريد أنك لو بقيت في ذمتي وجواري لما اصابك ما أصابك ).

    فقال عثمان رادّاً عليه : بل واللّه إن عيني الصحيحة لفقيرةٌ إلى مِثل ما أصابَ اُختَها في اللّه ، واني لفي جوار من هو أعزُّ منكَ ، واقدرُ يا أبا عبد شمس.

    فقال له الوليد : هلمّ يا ابنَ أخي إن شئت فعُد إلى جوارك ، فقال ابنُ مظعون : لا (١).

    وكانت هذه صورةٌ رائعةٌ من صور كثيرة لصمود المسلمين ، وتفانيهمْ في سبيل العقيدة ، وإصرارهم على النهج الّذي اختاروه ، ومواساة بعضهم لبعض في أشدّ فترة من فترات التاريخ الإسلامي.

    وفدٌ مسيحيُّ لتقصّي الحقائق يدخل مكة :

    قدمَ على رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو بمكة عشرون رجلا من النصارى حين بلغهم خبرُه من الحبشة ، مبعوثين من قِبَل أساقفتها لتقصّي الحقائق بمكة ، والتعرف على الإسلام. فوجدوا رسول اللّه في المسجد ، فجلسوا إليه ، وكلّموه وسألوه عن مسائل ، ورجالٌ من قريش فيهم « أبو جهل » في أنديتهم حول الكعبة.

    __________________

    ١ ـ السيرة النبوية : ج ١ ، ص ٣٧٠ و ٣٧١.